الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْخْرَيِّف:
بإسكان الخاء بعد (ال) فراء مفتوحة فياء مشددة مكسورة ففاء.
على صيغة تصغير الخروف عند العامة.
والخريف من أهل الصباخ في جنوبي بريدة.
وهم من الجبور من بني خالد أبناء عم للطويان والثويني والحامد والقصير أهل الأسياح.
ووجدت في وثيقة اسم جدهم خريف بن طويان مما يدل على أنهم متفرعون منهم.
منهم الأستاذ الشاعر عبد الله بن سليمان الخريف المدير العام للإذاعة السعودية.
ثم استقال الأستاذ الشاعر عبد الله بن سليمان الخريف من وظيفته المهمة التي هي (المدير العام للإذاعة السعودية) قبل أن يصل إلى سن التقاعد، وذلك فيما ذكره لكونه أنشأ مطابع كبيرة في الرياض خاصة له، وصار يطيع فيها الكتب، ويكسب منها مكسبا جيدا وهي مطابع الأطلس للأوفست.
قال: وقد بحثت عن مدير جيد لمطابعي أعطيه راتبًا كبيرًا فلم أجد، فقلت في نفسي: لماذا لا أستقيل وأتفرغ لإدارة المطابع وأنا لي خدمة طويلة في الدولة أستفيد من راتبها التقاعدي وأوفر مع ذلك راتب المدير العام للمطابع.
والأستاذ عبد الله بن سليمان الخريف شاعر مجيد كان ينظم الشعر وهو طالب عندنا في المعهد العلمي في بريدة وقد واصل نظم الشعر ونشره في الصحف والمجلات حتى اجتمع له من ذلك عدة دواوين أهدى إلي نسخا منها لأنه كان يعتبرني أستاذه، لكونه كان درس في المعهد العلمي في بريدة إبان أن كنت مديرًا له.
وقد أهدى إليَّ ديوانين من شعره أحدهما عنوانه "رذاذ الضوء"، طبع في الرياض عام 1416 هـ ويقع في 140 صفحة وقدم له بمقدمة أحببت نقلها هنا من أجل أن أوضح نهجه في شعره ورأيه في نشر هذا الديوان قال فيها.
مقدمة:
أشعر بسعادة غامرة لا أملك كبحها عندما أمسك بالقلم، أو أجدني في سبيل ذلك، أو حتى عندما أفكر بالاستمتاع بممارسة ذلك النمط من التسلية المحببة، أو الهم الذي يفرض نفسه أحيانا، لكنني (وللحقيقة أعترف) خاصة في منثوري أتوقف كثيرا وبطريقة نفسية حادة لأتساءل: (ماذا أكتب
…
؟ ، ولمن أكتب
…
؟ ولماذا أكتب
…
؟
غيري كتب فأجاد، وقال فأفاض، ونظم فأشجي، فإذن
…
؟
صحيح أنها لحظات، بالطبع أكثر من ثوان، ربما دقائق كثيرة، لكنها بالتأكيد قلَّ أن ترقى إلى ساعة، وهي - جزمًا - فترة، أو جزء زمني مؤرق، ومقلق، لكنه أس (قعر) العدسة التي ستنتج أو قد تنتج صورة ربما صافية اللاشعورية مرهفة أملت على يدي سحب القلم، ونزع طربوشه الكئيب من على رأسه المتبرم من سجن متجدد، وعليكم إن شئتم ترجمة تأتاته.
ما يلي هذا وهو ما بين أيديكم لا تنطبق عليه حالة التوقف الحائر هذه، لأنه أكثر جراءة من أن يقع في دائرة اختياري، ولأنه أيضا الشيء الوحيد الذي يملي نفسه ويفرض تسطيره وتجسيمه مكتوبا، (ربما ومقروءا) كما لو كنت أداة طيِّعة مسخرة لهذه الرغبة، وأمام تلك الجراءة أنسى في خضم هذه الحالة وذلك الفرض أني وسط طابور متراص، أو أقود سيارتي بسرعة اضطرني إليها تأخري عن
عمل هام، فأجدني في هالة اللاشعور هذه أقف وبهدوء مفاجئ لأكتب بيتًا أو شطر بيت أو حتى فكرة قصيدة ما، أو في حالات نادرة مشروع مقال.
في هذا قد يجد المتذوق أو الباحث عن ذلك شيئًا يستحسنه، أو يتقبله، أو لا يمجه على الأقل، وقد يجد فيه ما لا يطيق قراءته، أو ما لابد من تقيؤه لو فرض عليه، وذلك مستبعد من حسن حظ أولئك لأن القراءة اللامنهجية حالة فردية خاصة يحددها الاختيار الحر.
مع كل ذلك فهي النتيجة، وإنه الجهد والطاقة وهي أوهما ما استطعت تقديمه في هذا المعنون، وما شجعني على إعلانه (ولست أدري أيبعث على الراحة أو القبول أو الاشمئزاز) سوى القناعة بأن الأدب السلوكي يفرض على الضيف أن يأكل مما يقدم له، أو يعتذر أو يتخلى بهدوء وضمت، وليس له أن يملي على مضيفه أصناف أكله، أو طريقة مأكله، أو الشكل الذي يرغب أن يُقدم به هذا الأكل وفق بروتوكوله الخاص جدًّا.
كل ما أرجوه في واقع الأمر أن تكون الأصناف والطريقة هما ما يتوق إليه، أو ما قد يقبلهما من وقعت في يده تلك المشاعر، وذلك البوح، وألا أكون في هذا قد آذيت ذوقه، أو عبثت في ظرفه، وعذري لو حدث هذا لا سمح الله أني لو كنت حتى لحظة نفحه أملك أفضل منه لما ادخرته.
عبد الله بن سليمان الخريف
وأولى قصائد هذا الديوان قصيدة غزلية طويلة، وينبغي أن نلاحظ أن معظم شعره المنشور هو من الغزل، لذا يصح وصفه بأنه شاعر غزلي، والشعر الغزلي لا يصدر إلا من طبع رقيق، وحس مرهف:
لا تَذهَبي
فنحن في أنفِ اللقاء
في الصَّفحَةِ الأولى
مِنَ المَسَا
لم نَبْدأ الشّواءْ
ولم نُمزِّقْ بعدُ يا سَيّدَتي
مُلاءَةَ الحَيَاء
ولا تفَقَّدنا إلى الآنَ
تَضَارِيسَ البنَاء
وَلمْ نَعِش بَعدُ
هُنَيهَاتِ الهَنَاءْ
وَعِندَمَا يَشيِخُ لَيلنَا
وَتَهرَمُ النّجُوم
ويَرَكنُ الهُدوُء
لِلهُدوء
وَتنشقُ الغُيُوم
رَحيِقَ حُبّنَا
وَيَبزُغُ الضياء
وَتَبدأ المراكبُ العَتِيقَة
تحوُم في رَتَابَة
عَلى مَرافئ الأزَل
وتلفظُ الرّعَاةُ
أحْيَاؤُنَا السَّحِيقة
يُبَاح حِينها الرّحيلْ
* * *
لا تَذْهَبي
بَعْدُ أنا لمْ أكمل القِراءَةْ
وَلمْ أَقلِّبْ
كُلّ صفَحَات القَمَرْ
تَمهَّلِي ذبَالتي
كَي أكمل القراءَةْ
فِي أطْلس التشكيل
بَلْ فِي مُعْجَم البَرَاءةُ
لأننا ثمالةُ القَدَرْ
وَليْلها سيدَتي
لا أنْجُمٌ فيهِ
وَلا ضُوءُ قمَرْ
تَريّثي يَا سرَّ نُور المشْمِسَات
لأنَّنِي سَيدَتي
لا أرْغَبُ البَقَاءْ
في أسر رَجع الهَينَماتْ
دُونَ ضِيَاءْ
ضِيَاء حُبّي إنْ يَكُنْ
أوْ ما يَكُنْ
فَمَا تَشِيعُهُ السَّمَاءْ
* * *
لا تَذْهَبي
إبْقي فَلا زلِنْا
نُرتِّبْ الأوْرَاقْ
فِي مُستَهَلِّ الوَقتِ
مِنْ فرحَتِنَا
فُرْصَتِنَا
شيء شَطَرْناه وبالكَادَ
وَبالكَادِ دَنَا
قِطع مِن الظّرفِ
سَرَقنَاهُ لَنَا
لم نُنْهِ يَا سَيدتي
مَرَاسِمَ العِنَاقْ
إبْقيْ فَلمْ نَبرح عَطَاشَى
دَاخِلَ الأعمَاقْ
وَلمْ نُسَاِمرْ بَعدُ بَعْضًا
خَارجَ الآفاقْ
وَلمْ نُفَسِّر بَعْدُ يا سَيّدَتِي
طلاسِمَ الأشْوَاقْ
* * *
إبقي فلا زِلْنا مَعًا
نَودُ تَمْدِيدَ اللقاءْ
مَا آنفَكَّ فِينَا هَاِتفٌ
يَصِيحُ في أرْوَاحِنَا
يَستَذكرُ العناءْ
فِي خَيْمةِ البعْدِ
وَصيوان الجَفَاءْ
وَفي قفَار النّأي
مِنْ أكْبَادِنَا
أروَاحِنَا
أجْزَائِنَا
عَرَّى لَنَا سَيّدَتي
مَا مَرَّ فِينَا
مِنْ أفَانين البَلاء
* * *
لا تَذْهَبي
قلوُبنا سَيّدَتِي
لمّا تَزَلْ
تَسْتَمْرِئُ البَقاءْ
في رَوْعَةٍ حَالِمَةٍ
وَسطَ ابتهالاتِ السَّمَاءْ
لم نَعْدُ بَعدُ الرَّدهَة الشَّقرَاءْ
مِنَ المَسَاءْ
مِنْ هَامَةِ الليْلِ
أجَلْ
مِن جِبهَةِ السَّمَاء
والديوان الثاني لعبد الله بن سليمان الخريف عنوانه: "تقول لي" اخترت له منه القصيدة الأولى فيه، صدر في عام 1414 هـ - 1993 م في 92 صفحة على ورق سميك أنيق، وطبع بمطابع أطلس في الرياض، اخترت منه أولى قصائده وهي:
المستحيلة:
أتَيُتكِ بدءًا بعُنفِ الحَجَرْ
…
وَجُرأة قلبٍ تذِيبُ الوَتَر
فَجِرتُ وأدرَكتُ أنّي ضَعيفٌ
…
تَلاشى وَمِن حيثُ لا يدَّكر
نَسَيتُ بحُسنِك حُسنَ الحِسَان
…
وَكُلَّ الأماني وَكلَّ الفِكَر
وأدرَكْتُ أنِّي أمَامَ مَلاكٍ
…
تسامى فَفَاقَ جَميلَ الصُّوَر
وأنَّكِ عَينٌ تُغَدِّي الجَمَالَ
…
وسَرّ الأنُوثةِ مِنكِ انحَدَر
أراكِ فاعجَز عن أنْ أراكِ
…
بوَهْجٍ شَدِيدٍ لظاهُ استَعَر
فَأغفو بصَحوي وأصحوُ بوَهمٍ
…
أحاط مَسِيري وَقلبٍ أسِر
وألهُو قليلًا بُعَيدَ الفُراق
…
أشُمُّ نَسَائِمَ عَرفٍ عَطِر
وَألثمُ تَلًا مَرَرْتِ عَليه
…
ورَمَلًا وَطَأتِ وَكُلَّ الأثر
أراكِ فَاذكُرُ حينَ أرَاكِ
…
قوَامَ الأراكِ وَحُسنَ الْحَور
وَأدرِكُ أنَّكِ لوْنٌ عَزيِزٌ
…
يشبَّه عَفوًا بضوءِ القَمَر
وأنَّكِ طَيْفٌ لطيف ظَريِفٌ
…
خَفيفٌ يَلُوحُ كَطيفِ السَّحَر
وأنَّك شَيءٌ جَمِيلٌ جَلِيلٌ
…
مَهيبٌ تَجَاوَزَ وَصْفَ الخَبَر
وأدرِكُ بَعدُ بأنّكِ بُعدٌ
…
سَحِيقٌ يُخادِعُ هَاوِي السَّفَر
أرَاكِ فَأدرِكُ أنَّكِ شَمسٌ
…
تَشِيعُ الحَيَاة وَرُعْبَ القدَر
وأنّكِ لستِ تَطَاليْنَ حَقًا
…
بكُلّ الكُنُوزِ وَغَالي الدُّررَ
وَلا أنتِ مُدرِكة بسُؤاكٍ
…
وَلا بمَسَاع تَجُوبُ الخَطَر
* * *
أرَاكِ سُهَيْلًا وَكلٌّ العُيُون
…
تَرَى فيهِ مِثلي ضِيَاءً بَهَر
وَلسْتِ سُهَيلًا سُهيَلٌ نَرَاه
…
كَثِيرًا إذا مَا تَمَادَى السَّمَر
أرَاكَ سَحَابًا تأبَّى الهُطُولَ
…
وَفي مَائهِ البَعثُ لو يَنهَمِر
* * *
وَمَا كُنْتِ ذاكَ يفوت بلادًا
…
وَيمنَحُ بَعْضَ البلادَ المَطَر
أرَاكِ ضَبَابًا أرَاكَ سَرَابًا
…
أرَاكَ عُبَابَ انهزَام البَصَر
أراكِ شِهَابًا أرَاكِ مُحَالًا
…
وَشَهدًا تَلحَّفَ ثوبَ إبَر
أرَاكِ مَجَالًا رَحيبًا أمَامِي
…
وَأشهدُ فيهِ المُنى تَنْتَثِر
وإلا فإنّكِ مَوجٌ رَهِيبٌ
…
تَجِيشُ تَلافِيفهِ بالنُّدُر
* * *
أراكِ فأنْكِرُ أنَّكِ أُنْثَى
…
كَبَاقي الإنَاثِ ذَوَاتِ الخُمُر
فمَا كثنتِ يومًا كَأيّةِ أُنْثَى
…
وَمَا كُنْتِ أيضًا كَبَاقي البَشَر
وَلا كُنْتِ حُبًّا قرِيبَ المَنَالِ
…
وَلا كُنْتِ حُلْمًا أتَي فَانْحَسَر
أرَاكِ أمامِي بأيِّ مَرَايَا
…
وَكُلِّ سَرابِ يُرَاه النَّظَر
رُسِمتِ تَمَامًا بشَكلٍ دَقيقٍ
…
وَعُودٍ رَشِيقٍ جَميلِ الأطُر
بكُل الدّروبِ وَكُلِّ الظروُفِ
…
لديَكِ وَفيكِ رُؤايَ انْحَصَر
وَأسمَعُ صوَتَك رَغمَ الضّجيجِ
…
حُرُوفًا تَنَاغَمَ فِيهَا الوَتَر
وَخَصمُك فِي الحُسِن لمَّا أتَاكِ
…
أرِيكِ فلمَّا رَآكِ انتَحَر
رَوَائِحُ مِنكِ تَعَطّر حِسِّي
…
بأرْقى زُهُورٍ حَبَتهَا الشَّجَر
أرَى فِيكِ كُلَّ الرُّؤَى تَتَرَاءى
…
وانْفَضُّ مِنهَا التَّعِيسَ الخَسِر
وأضحِي ضَحِيَّة خَطْوِي مَسُوقًا
…
إلى المَوتِ حينَ أطلتُ النَّظر
كأنِّي فَرَاشَة حَقلٍ لعَوُبًا
…
تَذُوبُ بنَارِكِ دونَ أثر
لأنِّي مُجَرَّدُ قلبٍ رَقيقٍ
…
رَمَتهُ سِهَامُكِ حَتَّى انْفَجَر
وعَاشِقُ نَبتَةِ سِحرٍ سَئُولٌ
…
لحُوحٌ وَخَابَ وَلمّا انْتَهَر
وَصَرتُ بَريِئًا صَريِعَ جَمَالٍ
…
وَحِسًّا تَفَطَّرَ ثُمَّ انْشَطَر
* * *
رأيْتُكِ نُورًا أمامي وَنَارًا
…
وَرَاحَ السَّعَادِ وَريحَ الكَدَر
فَفيك الرَّبيع وَحَرُّ المَقِيظِ
…
وَدِفْءُ الشِّتَاءِ وَغَدرُ الدّسُر
فلِلَّه كُنتِ وَلِلَّه صِرتِ
…
وَلِلَّهِ أنتِ سِيَاط القدَر
وَلِلَّهِ منِكِ تَعَاليتِ حَتَّي
…
أصَابَ المَدَامِعَ مِنكِ الخَوَر
وَللهِ أنتِ جَمَتِ المَعَانِي
…
فسَلَّمَكِ اللهُ مِن كُلَّ شَر
سَيَحكِي الجَمِيعُ بأنِّي (خَبَالًا)
…
تَمَنّيتُ مَا ليسَ بالمقتَدَر
* * *
ووالد الشاعر هو سليمان
…
الخرَّيف كان صديقًا لي وهو دلال في سوق بريدة معروف بصدقه وأمانته، ولذلك يعتمد الناس قوله، وبخاصة ما يتعلق بالعبئ والمشالح.
وانتقل أناس من (الخريف) هؤلاء من الصباخ إلى خب الخضر الواقع جنوبًا من الصباخ وهم بلا شك من خريف الخوالد أهل الصباخ.
منهم عبد العزيز بن عبد الله الخريف إمام مسجد في الخضر - 1425 هـ -.
و(الخْرَّيف) هؤلاء هم أبناء عم الطويان كما تقدم، لذلك وجدنا في بعض أسمائهم (طويَّان بن خريف) جاء ذلك في وثيقة مختصرة بخط العالم الشهير في وقته الشيخ إبراهيم العجلان، وقد كتبها في 13 محرم من عام 1272 هـ.
وتتضمن إقرار سليمان الصالح (ابن سالم) بأن عنده لورثة ابن رواف ثمانين وزنة (تمر) يحل أجلهن في عام 1273 وهن باقي الدين الذي على ثنيان السالم وأخته رقية.
والشاهد طويان بن خريف.
وهذا التمر يحتاج ذكره إلى إيضاح وهو أن سليمان الصالح بن سالم المذكور ثري شهير وهو يداين الفلاحين وغيرهم، وليس من المعقول أن يستدين من أحد، ولذلك أوضح الشيخ إبراهيم بن عجلان أمر ذلك التمر بأنه الذي على ثنيان السالم وأخته رقية لابن رواف.
وذلك أن الرواف كانوا يداينون ثنيان السالم، الذي لا تربطه رابطة نسب بسليمان الصالح بن سالم، بل هو من أسرة أخرى، وكان آل رواف قد رهنوا ما يملكه ثنيان السالم كما ذكرنا ذلك فاتفقوا مع سليمان بن صالح السالم على أن يعطيهم ما لهم من الدين الذي لهم على ثنيان، وأن يطلقوا رهنهم عليه حتى يرهنه سليمان الصالح بن سالم، وقد بقيت من ذلك الدين بقية هي هذه المذكورة لأنه يظهر أن ابن رواف الذي كان يعامله سليمان الصالح بن سالم توفي، وكان لابد أن تعطي ورثته ما تبقى من التمر الذي كان على ثنيان السالم وتكفل سليمان الصالح بدفعه لهم.
وذكر (طويان بن خريف) في الوثائق مثل ذكر (خريف بن طويان) يدل على قرابة النسب بين الطويان والخريف، وسوف نوضح ذلك في رسم (الطويان) في باب الطاء بإذن الله، ولكننا نورد هنا وثيقتين تدلان على ذلك إحداهما مؤرخة في شعبان سنة 1317 هـ بخط الشيخ عبد الله بن علي العبد العزيز بن سالم من أسرة السالم الكبيرة في بريدة.
والثانية بخطه أيضًا مؤرخة في شعبان أيضا من عام 1318 هـ، وكلتاهما مداينة بين (عبد الله الخريف بن طويان) وبين عبد العزيز الغانم من (آل غانم الذين هم من آل أبو عليان) الدين في الأولى خمسون ريالا مؤجلات يحل أجل الوفاء بها إنسلاخ جمادى الآخرة سنة 1318 هـ.
والدين في الثانية مائتان وستون صاع حب سلم ثلاثين ريالا، يحل أجل الوفاء بها طلوع أي إنسلاخ شهر محرم عام 1319 هـ.
والحب هو القمح والسَّلم، سبق شرحه.