الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخْضَيْري:
بإسكان الخاء وفتح الضاد ثم ياء ساكنة فراء مكسورة فياء كياء النسب، علي لفظ النسبة إلى (الخضير) الذي هو في الأصل تصغير (أخضر) تصغير الترخيم.
أسرة من أهل بريدة والخبوب يرجع نسبهم إلى بني تميم.
جاءوا إلى القصيم في الأصل من سدير بعض الناس قالوا: إنهم جاءوا من (حوطة سدير) وبعضم قالوا من جنوبية سدير، ولا يزال أبناء عمهم (الخضيري) في جنوبية سدير.
وقد نزلوا أول الأمر في الشقة والمراد بذلك أوائلهم ثم انتقلوا منها فنزل قسم منها في البكيرية وقسم في (خب الحُمُر) في شمال الخبوب وصاروا فلاحين فيه، ودخل بعضهم إلى بريدة وصاروا أصحاب حوانيت فيها، ورأيت أسرة منهم في الوطاة.
فالذين انتقلوا إلى البكيرية يكون الكلام عليهم في كتاب (معجم أسر غرب القصيم) فهو خارج نطاق الحديث في هذا الكتاب، إلَّا ما كان من أمر شخص منهم وهو الشيخ عبد الله بن عبد العزيز الخضيري فإنه انتقل من البكيرية إلى بريدة وسوف أذكره بعد ذلك.
جاء أولهم من سدير إلى الشقة وكان اسمه (سليمان الحمد) أو حمد السليمان فصاهر أسرة الشويهي المشهورة من أهل الشقة الذين هم أبناء عم للقصير وأسر كثيرة من أهل الشقة.
وقد سألت الشيخ عبد الله بن عبد العزيز الخضيري عن الفرع الذي تلتحق به أسرتهم، فذكر أنه لا يعرف ذلك، وقال: أنت تعلم الوعيد على من ادعى نسبًا ليس له وأنا لا أعرف ما ذكرته.
ادخل على الله ميرذا هرج الأشرار
…
قالوا لي أنه للمشاريف ضاري
اشره على اللي يزعم أن عنده افكار
…
وهو كما بزر من الفكر عاري
يا كيف ما شاور هل الصنف والكار
…
ترى السلع تجلب على كل شاري
لقيت انا خالك كذوب ومكار
…
يطري عليه عند الصلاة الف طاري
تخاف عقلى في كثيرات الأشوار
…
عقب القراح الما غدا اليوم صاري
انشد وتلقى في كثيرات الأمصار
…
انه فلا يبغى قليل المصاري
من كثر ما له صار زملوق نوار
…
ومن قل ماله صك دونه مجاري
اسلم وسلم لي على كل الأخيار
…
سلم على أهل الموجبات الخيار
هرجي تمله ثم ولعْ به النار
…
حاذور لا يظهر على كل قاري
ذكر الأستاذ محمد بن حمد بن خريف التويجري في كتابه في الطرائف والسوالف مناما روي لسلامة بن عبد الله الخضير هذا، فقال:
توفي أخونا (سلامة الخضير) فرؤي في المنام فقيل له: كيف حالك يا أبا عبد الله؟ فقال (أنا بخير، أنا أقول لا إله إلَّا الله لا إله إلَّا الله).
وصدق رحمه الله، فهو دائما يقول لا إله إلَّا الله في حياته مع قيامه بواجبات الدين! وروى ابن أبي حاتم عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس على أهل لا إله إلَّا الله وحشة في قبورهم ولا في نشورهم؛ يعني القائمين بحقوقها من واجبات الدين.
سالم شرى بيت وسكن له بدكان
…
عقب الخلا يسكن بزين المباني
صَدَّر بْغَرسٍ زاهي فيه بستان
…
يا حلو محاله تجر الغواني
قالت لي أمه: جعلك اليوم بجحان
…
في لذة الدنيا وبرد الجنان
عساك توفي كل دينٍ وديانْ
…
والله يفكك من صدوف الزمان
قلت:
يا هل الهوى ما سرني بدع الأفنان
…
وبدع الفنون اليوم انا ما هجاني
أبو ثنايا كنهن حب رمان
…
أبو تَليلٍ زاهي فوق الأمتان
يا أهل الهوى شفي بمدعوج الأعيان
…
غض النهد يَجْلاه بالديرمان
حاله نشاش ومحمل العود مليان
…
يشبه الذيل كروش بنت الحصان
يا كيف هو يرقد وانابت سهران
…
لكنَّ شْطيِّ صويحبي روجحان
قالوا لي اشره قلت غالي بالأثمان
…
وانا أن طلبته شربة ماعطاني
يا الله ألا يا سامتٍ سبع الأركان
…
تلمني وإياه قبل رمضان
تم الجواب ونطلب الرب غفران
…
يا رب تقبل ما نطق به لساني
من شعر سلامة العبد الله الخضير الاجتماعي قوله في رجل رديء تزوج بامرأة جميلة كريمة:
يا محمد حيثك فهيم وبيطار
…
دن القلم حيثك فهيم وقاري
اقول هذا للملاسر وجهار
…
اللي زعل ما ناب انا عنه داري
المهره الصفرا ركب فوقها حمار
…
واعزته وان كان جاله ذراري
عير صنيع غايه لشيل الاوقار
…
ما كنه الا من متان العتاري
ما له مراويح عن القدر والدار
…
ما كنه الا لابسات الجزاري (1)
(1) الجزارية: غطاء للرأس كانت النساء في نجد يلبسنه في القديم.
توي دريت انك عدو وغدَّار
…
جمعت مع نقل المودة جباره
عندك خبر ما جا من اهلك وما صار
…
يومٍ أني دم الرجل زاد انتشاره
تلقى الذي عندي كان البخت ثار
…
والله لاجرك يالنجس للاماره
إلا أن بغيت الصلح من قبل تنهار
…
اخاف مركاضك يعَوِّد خساره
قال الجردي:
لياك توديني ولا أوذيك يا جار
…
الرابح اللي ما اشتكى منه جاره
صلاة ربي عدما أومن الأطيار
…
وعداد ما ثار الهوا من زباره
على النبي محمد سيد الأخيار
…
الذي بعثه الله بشار ونذاره
وقال سلامة بن عبد الله الخضير مخاطبًا أم سالم وهي طائر بري حسن الغناء لذلك قالوا فيها (أم سالم ملهية الرعيان):
جَتِ (ام سالم) بالمفالي مسيان
…
تقول: وآويلاه زاد امتحاني
دمعه يهلّ وجاري فوق الأوجان
…
تقول: انا اللي مت ما احدٍ نعاني
قلت له:
علامك قارصك ناب ديبان
…
قالت لي: اسكت جان شي كفاني
سالم كفخ بماكرٍ له وخلان
…
سالم بدورني وهو ما لقاني
جلده رهيف وريشه اليوم ما بان
…
زل الشتا اليوم جن الصخاني
توه صغير ما يطيِّر بجنحان
…
وان طار (سالم) ماقعه بالاداني
وأخوفتي ياتيه طرقي ورعيان
…
(سالم) ذهب واليوم ما به مثاني
سالم ركبنا له مشاعيف وسْمان
…
سمحات الأنفس كنهن دورجان
يا ما حلا باومايهن زين الأرسان
…
ليا نحن مع المرفع وْجَنَّ للطُّمان
لقيت انا سالم وطقيت الإعلان
…
بشرت انا بسويلم كل عاني
وقد كان مرة في شعيب قرب الرس اسمه (ضمْيَرْ) على لفظ تصغير ضامر كان ذهب يأخذ حصباء جيدة لخلطها مع الأسمنت في أبنية مهمة لا يصلح لها الرمل المعتاد، فوجد في ذلك تعبا وخاطب جرذًا (جرذيًا) في ذلك المكان، فقال:
لا والله الَّا طار حلو الكرى طار
…
من موق عيني كن فيها شراره
قعدت انا بضمير (1) فارقت أنا الدار
…
اصبر على عجه وكثرة غباره
جاورني الجرذي وحسَّرْ بي الفار
…
لو الله إلَّا حط بيتي خباره
دَمّي من أسبابه على الرجل نثار
…
جل عنك ما عنده وقار لجاره
الجار ما له حق يستمحن الجار
…
ولا يفرق مرزقه بالجحاره (2)
قال الجردي:
أنت الذي موذين ترمين بحجار
…
وابنك معه بندق نطرني نطاره
غثيتني واسهرتني وقت الأفجار
…
من قام منكم عندنا شَبَّ ناره
قلت انقطع يا فار بالفين ديار
…
جماعتك عساه تقصر عماره
قال:
حنا هل الديره قديمين الآثار
…
يشد مثلك عَنْ ينقل قشاره
العاد في بَرْ بعيد ومشجار
…
وش لك بجرْذيّ سكن في دياره
بيني وبينك ما يفيدنَّ الأعذار
…
ولا ذا بحق اللي يزورك زياره
عندك ثلاث أيام يكفنِّك انذار
…
وبعد الثلاثه منتويك بغاره
افزع عليك بربعتي دق وكبار
…
والكل منهم يدِّعي منك ثاره
امي وابوي اتلفتهم عمد وجْهار
…
من دون حق ولا وطوا لك عباره
(1) شعيب بالرس فيه حصباء.
(2)
جمع جحر.
مثلك ردي الحظ لي قام طاح
…
ما له مراويح ولا له مراح
تلقاه دايم يمترع بالمراح
…
متحير ما له مع الناس معبار
قلت:
حظي تعصلب قام عقب الطيوح
…
له نيةٍ وده يْباري السروح
اشوفه قامت تلايم جروحي
…
عقب الهزل صار به زعاطير وصطار
الحظ مَن مَنَّ الولي طيِّب طيب
…
دلى ينط بعاليات المراقيب
والحمد لله فاختونا الطلاليب
…
في نعمةٍ ما يجحده كود مكار
الفقر فقى معذر راح زعلان
…
مطع يمين ما انظرك يا أبو ودنان
يقول: انا ما ابيك وراك تشنان
…
عرضتني عرض الحديدة لمنشار
قلت:
هذا أبو جاسر زمان مصافيك
…
مقرود ماله روحةٍ عن محاريك
ذلك سنين ما سكن بين اياديك
…
خله رفيق وصابحه وقت الأفجار
ما أشوف انا غيره رفيق موافق
…
عَشْرٍ حبيبٍ دايم الدوم رافق
خله رفيق لك مع الناس نافق
…
خله وزير وبلِّغه كل الأخبار
خله وزير لك بباقي حياتك
…
محنتنا ما تنتسوي سواتك
الله يعجل للملا في وفاتك
…
عساك مع فرعون في غب الأبحار
صلاة ربي عد ما هب نسناس
…
وعداد ما خط القلم فوق قرطاس
وعداد ما أومى الريح بغصون الأجراس
…
على النبي محمدٍ سيد الأخيار
وتضمن شعر سلامة الخضير مخاطبة الحيوان جريًا على عادة عدد من شعراء العامية في بريدة مثل محمد بن سليمان الفوزان وعبد العزيز بن محمد الهاشل وعبد الله بن علي الجديعي.
ويلاحظ أن الشاعر سلامة العبد الله الخضير كثيرًا ما يلتزم حرفًا واحدًا في القافيتين، وإن كانت تختلف حركته ففي هذه القصيدة الدال، وهكذا وقال سلامة العبد الله الخضير:
يا محمد دنّ القلم والسْجله
…
واكتب جوابي واضبط الهرج كله (1)
عساك ما تقعد بدار الممله
…
والله يفكك من عوائير الاقدار
اكتب وقل له إن (سلامه) تحسر
…
مطلب معاشه يا الرفاقة تعَسَّرْ
غدى كما طير جناحه مَوسَّر
…
والطير لي وسَّرْ مع الريش ما طار
الفقر هيضني وبَيَّح كنيني
…
طول الدهر يا صاحبي مبتليني
غديت له مثل المره والجنين
…
دَلَّى ايْساوي مرقده باوصط الدار
قلت انتزح مالك بداري مقاعيد
…
فرقاك عندي كنها ليلة العيد
برَّكتني لمبقشات المجاليد
…
طقيت في قلبي من الهم مسمار (2)
مير انتزح يا شين، الرزق مضمون
…
محنتي وانا مع الناس مديون
دور تجارٍ كل يوم يفيدون
…
كلّ بني بالدار تسعين بَخَّارْ
قال الفقر:
راعي التجاره دايما في يده سَيْفْ
…
لي جيت يمه شَظَّف الراس تشظيف
ما انيب انا مثلك غرير مليقيف
…
أنا الذي عندي حواسيس وأفكار
انا فهيم وقاري بالرطينه
…
ما انيب مثلك يا وليد (الودينه)
واسعد عين اللي وليه عوينه
…
من قام حظه لو عقل بأربعة ثار
(1) هو محمد بن علي الخراز المعروف بالظبي وكان يكتب له شعره.
(2)
مجلدات الدفاتر فيها الدين.
أبو ثليل فوق متنه طلع
…
يا طول ما بقرون خلي تَرَوَّيتْ
اخذت خلي يوم توه رضيع
…
بار الزمان ولا بخلِّي تراديت
واللى ترادي ذاك خلي يضيع
…
خليت من قبله وانا ما استحقيت
كما قال في تعطله وعدم وجود جمل يعمل عليه مع شكوى الزمان:
البارحة يوم الخلايق مراقيد
…
انا سهرت وطار عنِّ الرقادِ
عيني قِزتْ ليا ذكرت الكواديد
…
مدَّوا، وانا بالقاع خلِّي شدادي
يا طول ما كدِّيْتُ عوص تراديد
…
شُهبْ الدفوف مفتلات العضاد
واليوم انا ما أدرك ردي المفاريد
…
أيضًا ولا هْرشٍ رديِّ الرِّدادِ (1)
يا الله يا مبدي على الخلق ومعيد
…
يا كافل رزق الدِّبش والعباد
تفرج لمن مثلي بري حاله القيد
…
قطع براجيمه ثقيل القياد (2)
قالوا لي اطرش ما بهذا مقاعيد
…
ترى الدراهم بالدِّيار البعادِ
والله يا أنا ما أطيع شور المقاريد
…
رزقي على اللي للمخاليق هادي
عيب عليَّ أن رحت عن حلوة الدَّيْد
…
اللي تصاليني وانا بالمهاد (3)
با طول ما تسهر بوسط المجاميد
…
تسهر وكل الناس هجعي رقاد
فضلة عشاي بريقها كنها عيد
…
لو كان ما غَسَّلت كل الأيادي
والله دين القطع يا الربع ما أزيد
…
انه قرار وكل علمي وكاد
صلاة ربي عدّ مايومي الصيد
…
وعداد ما فَلَّ الجنَاح الجرادِ
على نبي وضح الدين توكيد
…
وابصر به اللي جنب الدين غادي
(1) المفاريد: جمع مفرود، وهو الصغير من الإبل، المراد: المنقطع مثل عقب سفر.
(2)
براجيمه: جمع برجوم: عصب القدم في الساق.
(3)
حلوة الدَّيْد: والدته.
الله لا يجزي المحاديب (1) بالخير
…
حبايل الشيطان في كل حيله
بيني وبينك يدرجن المواشير
…
لما غدت منه المخالب نحيله
انتى مشيتي علَّها لك مسافير
…
يا عنق ريم قايد للجميله
وانا قعدت القلب كني على كير
…
عيني تهل سواة مجرى الثميله
* * *
قال سلامة العبد الله الخضير:
البارحة ما هملج الجفن غافي
…
ما لي جدا كود البكا والتصانيف
هيضتني يا ابوثمان رهافِ
…
اللى على الاوجان دمعه ذواريف
قالت بلاي اللى حزم باللفافِ
…
في حفرة حطَّوْه ققَّا ولا شيف
جبرك على اللي للمخاليق كافي
…
اللى حمى طلع النخل باشقر الليف
عساه لك من كل شر عوافي
…
والله يجيرك من كثير الصواديف
يفداك من يلبس جديد الغداف
…
نجل العيون مخضباتّ الأطاريف
كم ليلة نطيت روس الشرافِ
…
أقول ناصيك يا المجمول زين التواصيف
طاري عليّ مبيسمك والشفافِ
…
ريقك حلى عندي من در المشاعيف
وقال سلامة العبد الله الخضير في الغزل من قصيدة:
امس الضَّحَى ونيت ونة وجيع
…
ما حُدٍ سمعني يوم يا ناس ونيتْ
صبيت انا تسعين صوت جميع
…
على الذي من روحته ما استصحيت
دليت اجض كنْ قلبي قطيع
…
دَنّ الكفن هو المغَسِّل تراديت
يا اللى تحفر القبر خله وسيع
…
وانا إلى طبيت وسطه تواسيت
ترى سبب ما بي قليب الجديعي
…
ذكَّر عليّ صويحبي ماقع البيت
(1) المحاديب: العجائز: جمع محدبة.
تقول ما لي بالنذل شف ومراد
…
لي صار ما يصحى النظيف القنادي
ابوي شيخ تنحره كل الأجواد
…
انشد عنه حضرانها والبوادي
تتعب أن كانك تاتفاتش بالاجداد
…
القرش ما هو والجنيه متالدي
طير ابا الهدهد ترى ما أنت صياد
…
وقع تري لك ماقع بالسماد
طير السعد مفهوم يفرس الياصاد
…
ومخالبه تفري الظهر والثنادي
والا أنت هشٍ دايم الدوم نواد
…
دب الدهر وجهك خطاه النواد
حبالي ليت طاريك ماعاد
…
الخيل تبي اللي دوروا الطراد
ما نيب ابي حاكم ابي نص كدَّاد
…
فصح لسانه معلمان حدادي
استر لي وحيثه مع الربع قعاد
…
والي أصغي كنه بصوته ينادي
وقال سلامة العبد الله الخضير:
يا الله يا مناع سو المقادير
…
يا خير تدعي لكشف الجليله
أن تجبر اللي طالعته المخاسير
…
يسهر طوال الليل حاله نحيله
عزيل من مثلي تحيرت ما اسير
…
كني كسير الساق وازريت اشيله
يا سعود انا من جيتكم شفت تأثير
…
حالي على فرقي الحبيِّب عليله
قلبي يحن سواة بعض المغاتير
…
ما لوم انا قلب تذكر حليله
قل هيه يا راع القرون الدعاثير
…
يا الترف يا نجل العيون الظليله
لا كن شرطان الذهب بالمواخير
…
اشقر يوالونه سواة العميله
قل له نسيت اللي جرى بالعثامي
…
يوم ان عبد الله يقلب حصيله
حشيش يومين عجز يشبع الطير
…
يقول واعزاه صارت محيله
محيلة للي عضوده مفاتير
…
شوفي بعيني ما يضفضف شليله
قالت: ذكرته يوم انا وأنت بخدير
…
يوم كلٍّ صافي له عميله
متسلسل ما بين جدّ وعمام
…
عندك خبر ما هي وساويس وأحلام
قل له عيوني حاربَنَّ المنام
…
كل رقد وانا اسهر الليل ما انام
اسهر ومثلي لو سهر مايلام
…
عليك يا اللي ما وطا درب الأوهام
صغير سنّ في حلول التمام
…
غرو سميِّه بالقلم خمسة أرقام (1)
عليه أنا قلبي طواه الهيام
…
ذا لي دهر كنّي عن الزَّاد صوَّام
البيض مخطرهن على الكبد حامي
…
كم واحد من همهن طاح ما قامْ
شقر الذواب مرخيات اللثام
…
حَطَّنْ على رمانة القلب برشامْ
يا أبو علي راع الهوى ما يلام
…
أنا ومثلي في قديمات الأعوامْ
أنت انتهى زامك، وأنا تو زامي
…
ما للفتى غير المقادير وأقسام
ومن شعر سلامة العبد الله الخضير في الغزل أيضًا:
يا حال كبدي اللي حاربت لذة الزاد
…
والعين عيت عن لذيذ الرقادِ
إلى ذكرت الترف مزموم الإنهاد
…
يا الربع انا قام يتزايد جهادي
أبو ثليل فوق الامتان ورَّاد
…
شقر على الامتان غار بدادي
سافٍ على سافٍ يبي كف عداد
…
والنذل ما يحسن كثير العدادِ
يا بنت مالك عند الانذال مقعاد
…
تكفين شومي يا ظبيّ الحماد
هذا كما رجم تبين بالابعاد
…
رجم العنا من جا حراويه غادي
رجم العنا ما ينحره كل مداد
…
أيضًا ولا هو في دروب القوادي
* * *
حسبي على اللي قيد الترف بقياد
…
عند النذل عساه يعطي النفادِ
دمعه على خده يجي تن وافراد
…
لو يجتمع سَيَّل ثمانين وادي
(1) لغز في اسم المرأة.
وقال سلامة العبد الله الخضير:
خطك لفي يا محمد واشغل البال
…
والعين حاربها لذيذ الرقاد
تذكر لي انك جيت مطوية الجال
…
شربت من ماها واخذت المراد
من فوق جمس بويته تشعل اشعال
…
عوايده يرقي الوعر والسَّنَادي
نصيت غرس زاهي ماله اشكال
…
ما اشوف له بين الغرايس ملادي
اللي غرسهن زل فيه القدم زال
…
دنيا تزول ولا عليها اعتماد
دنياك راحت بين راحل ونزال
…
ومن لا مشى دَلَّى يحوف الشداد
مما قاله سلامة العبد الله الخضير:
البارحة يوم المخاليق نيمين
…
وانا بقلبي تقل يسني سواني
تقول يا سليمان: ما قلت بيتين
…
وانا على كبدي سُمُوم شواني
هيض بي الهوجاس والغبن والدين
…
الله لا يبلاك باللي بلاني
الحمد للي بَدَّل العسر يسرين .... يوم أن (ابوصالح) من الما سقاني
يوم ان صالح كلما اصبحت يشكين .. . وكّلْ عليّ وعيفوني مكاني
عَلَّهْ البوصالح نهور وبساتين
…
الله يوسع منزله بالجنان
عله يفوز إلى نصين الموازين
…
يوم الجوارح ينطقن واللسان
ابوه واجداده على الطيب ماشين
…
سَلْم لهم طول الدهر والزمان
الجيش تكرم خيل والَّا بعارين
…
والعصر تسحب للضيوف الصياني
هذا وقد طرق سلامة الخضير أغراضا عديدة من أغراض الشعر من ذلك قوله في الغزل:
لي هنت يا المندوب بَلَّغ سلامي
…
للي عن الضيقات لي درع وحزامْ
يا باذر المعروف خله بريضان
…
والا الصبخ نبته عجاج قيامه
الرس ما يطرد قرمك لو ظميان
…
والعدّ لو تركز عليه الف قامه
ندمح لك الزله ولو جان ما جان
…
دامح لك الزلات أنا درب ندامه
تراي مثل الجدي لي اعتزت تلقان
…
لي اعتزتني خلّ الجدي لك علامه
وقال سلامة العبد الله الخضير:
يا بوحمد اشوف انا الربع سبوك
…
والكل منهم غاص بك حد نابه
واشيب عينك كان ذولا تقفوك
…
انيابهم تلح سواة الذيابه
تلاوموا بوقوفهم ثم لاموك
…
وقالوا ترى الحقران دوس المهابه
سلم عليه وقل ترى الفيش مشبوك
…
اما اعترف والا حسبنا حسابه
وقال سلامة العبد الله الخضير:
البارحه يوم ارتفع النجم ونيت
…
ونين من حالت عليه الذيابه
في نقرة لاهو حي ولا ميت
…
ولا من خوي وذيرنه ثيابه
انا اشهد اني تايه العقل ما اقديت
…
نابي الردايف كيف غيري غدابه
يا ليتني باشوارهم ما استدليت
…
كم من شوير ما يلقيك جابه
أو ونة الطراش إلى اقبل على البيت
…
على شفيق ميت ما دري به
على صخيف الروح ياناس ونيت
…
من لامني عساه ينضل شبابه
ماهوب قل بالنسا ميرانا اشفيت
…
على الذي نهده مشيل ثيابه
وجدي عليها وجد من هدم البيت
…
أو وجد من خلي ببر دوي به
أو وجد مديون حرب طبّة البيت
…
عاف المحل وديرته صك بابه
لي سمع المصوت جاه هِلِّه
…
غلق البيبان والبَدْ بالعباةِ
علّ سلال الملا حاله بسله
…
لا يورث لا عيال ولا بناتِ
قال سلامة العبد الله الخضير:
لا والله ألا حاربت عيني النوم
…
سَهْر ومثلي لو يسهر ما يلام
والكبد مني حاربت كل مطعوم
…
والقلب يرعي به جراد تهامي
غديت مثل اللي عن الديد مفطوم
…
وأمه خذاه الموت قبل الفطام
حدد لي الموعد ولا زوده يوم
…
وانا حبالي ما تسقي الضوامي
غديت مثل اللي بمسراه منجوم
…
تاه الطريق وواهج القيظ حامي
وقفت أنا لا أمشي ولا اقعد ولا أقوم
…
أسبح واسجِّم واعضض بهامي
وقال سلامة العبد الله الخضير:
يلوم اللي عن النوم جزان
…
هيض غرامي هيض الله غرامه
المج العينين والنوم ما جان
…
ما لوم قلبي لو تزايد هيامه
عز الله انك تايه يا سليمان
…
يوم أن قضى لازمك تنسى العلامه
تمطع يمين ما تعدي مسيان
…
عيب على الرجال يزل بكلامه
ترى الرجل يا زن جوابه بميزان
…
ومثلك على الزلات يلحق ملامه
الحر حر بيِّن فيه نيشان
…
الحر حر والفدامه فدامه
زل الوعد يا مسندي جان الأذان
…
زل الوعد كلٍّ سرى في منامه
مهوب حق راعي المال بنهان
…
كلٍّ يبي شغله بدور تمامه
محاملي ما هي ذهب، روس عودان
…
متواسي عقلانها مع عدامه
أشره عليك وخاطري منك مليان
…
كيف أتجمل بك وصارت ندامه
تلعب بعقلي يا الفتى لعب رضعان
…
حطيتني بيدك سواة الحمامه
حرقهن البن اليماني ابتكرير
…
وبهارهن هيل ومع الهيل مسمار
قدوعهن من طلع غرس مباكير
…
غرسه ابكفه ما تحر! من الجار
منها يفيد وتستفيد المفاقير
…
عله حجاب له عن الفقر والنار
ابوه صالح ما يوصف على الغير
…
شيخ جليل له تواريخ وأذكار
ماكر حرار ومن رجال موامير
…
ريف الضعيف اللي عليه الدهر جار
صالح كما علي عليه النواعير
…
عدٍ قراح صافي ما به أكدار
بالضيق ينصونه هل الضمَّر العير
…
كم ليلة جنه من البعد عبار
بكوارهن يقدونهن بالبواكير
…
أحدٍ يجي عن عرف وحدي بالأذكار
ينصون قصر في ركونه مقاصير
…
أمبرهج بابه الزاير وخطار
ذولا مواريد وذولا مصادير
…
انشد وتعطيك الرجاجيل الأخبار
على دلال فوق ناره مباهير
…
قدوعهن شقرا ومع الشقر قطار
وصحون زاد فوقه السمن والخير
…
وظهور خرفان مرابيع وكبار
قلطهن اللي ما يهاب المخاسير
…
عنده خبر رزقه على مجرى الأنهار
قال اقلطوا يا أهل الوجيه المسافير
…
هذي عوايدهم على العسر ويسار
قلته وأنا عندي الماقول تعبير
…
والناس كل له موازين وعيار
أبعتذر عله تفيد المعاذير
…
ونبي السموحة منك يالوالد البار
عود كبير وحاصل لي عواثير
…
كن القدم ياطا على حدمسمار
الكامل الله والقدر يجدع الطير
…
ماله عن المكتوب ملجا ومظهار
مير، اسمحولي كان بالقيل تقصير
…
تمت وصلى الله على سيد الأخيار
سلامة العبد الله الخضير
قال سلامة العبد الله الخضير:
جينا حمد واخلي محله
…
كنبلين فوق راسه ضافيات
الردي خله على يسراك خله
…
لا تمره بالصباح وبالمباتِ
فقلت له: إن كلا منكما رجل يستحق الثناء، أنت وسلامة فبادرني بقوله: سلامة رجل، فقلت: وأنت كذلك أو أكثر من ذلك، ولكن الذي دعاني إلى أن أقول ما قلته هو أن سلامة الخضير لم يقل لي: إنه أعاد إليك تلك النقود، وإنما ترك الانطباع في ذهني بأنها كانت هبة منك له، بدليل أنه أثني عليك بقصيدة وأنت لم تترك المسألة تمر وكأنما هي هبة منك له، وإنما بادرت بقولك إن حقك وهو تلك الدراهم قد وصلتك من سلامة بعد ذلك، فكلاكما يستحق الثناء جزاكما الله خيرًا.
قصيدة سلامة الخضير في (فوزان الصالح الفوزان) الذي سيأتي ذكره وذكر أسرته (الفوزان) في حرف الفاء بإذن الله.
يا الله يا مناع سوَّ المقادير
…
يا سامع يونس بغبات الأبحار
تفرج لمن ضاقت عليه المعابير
…
والشيب بان بعارضه والقدم حار
البارحة يوم ادبحن الزواهير
…
أو نام المريح اللي له الوقت مندار
دَكَّتْ على قلبي هموم وتفاكير
…
ونقيت من جزل التماثيل واختار
بْيُوت شعر مثل عد الدنانير
…
من هاجس لو عاضب القاف مختار
ولَّفتهن من دون كلفة وتكدير
…
للصاحب اللي حزة الضيق ما بار
مني لبوصالح سلام وتقدير
…
اسلام احلا من شهاليل الأمطار
والذ من در البكار المباكير
…
اللي رعن زملوق نوار الأقفار
وضح اضياحيات عفر ومغاتير
…
حليبهن يجلي عن الكبد الأمرار
عنوي بها فوزان قرم المناعير
…
الله يعمي عنه الأعدا والأشرار
فوزان لي عدوا هل الفضل والخير
…
فضله ومعروفه على الضيف والمار
له مجلس تارد عليه المسايير
…
ديوان للضيفان مارد ومصدار
على ادلال فوق ناره مباهير
…
صفر وغير لونهن واهج النار
حدث مرة في مجلس من هذه المجالس وكان يوجه الحديث إليَّ والحاضرون يستمعون قال: اشتريت مرة سيارة جديدة (قلابا) صرت أكدّ عليه انقل عليه الحصا والطين كما كنت أفعل عندما كنت أنقل مثل تلك المواد الثقيلة على جملي، واستدنت التكملة قيمته أربعة آلاف وخمسمائة ريال من سالم القعدي مؤجلة لمدة سنة على أمل أن أكسب من عملي على القلاب أكثر من ذلك.
قال: وبالفعل صرت أعمل وأجمع النقود، ولكن حدث أن (مكينة) السيارة هذه فسدت فكلفني إصلاحها مبلغًا كبيرًا استنفد جمع ما ادخرته لوفاء الدين الذي عليَّ، ولما حَلَّ أجل الدين طالبني سالم القعدي بوفاء الدَّيْن الذي له عليَّ، فأخبرته بالواقع فلم يصدقني وظن أن لدي نقودًا أخفيها فشكاني على أمير خضيرا (فوزان بن صالح الفوزان) فاستدعاني فوزان وهو عنده وسألني عن الموضوع فأخبرته بالواقع وأنني لا أنكر دين القِعَّدي عليَّ ولكن ليس لدي ما أوفيه، إلَّا أن أبيع القلاب الذي هو وسيلة عيشي أنا وأولادي.
قال: فأحضر فوزان الصالح النقود وهي أربعة آلاف ريال ونصف وسلمها السالم القعدي، وقال: هل بقي لك شيء تطالب به سلامة العبد الله؟ فقال: لا.
قال سلامة فمدحت (أبو صالح فوزان الصالح) بقصيدة أملاها سلامة علينا وكتبناها من لفظه.
هذا ما قاله لي سلامة، وبعد سنوات التقيت بالأمير فوزان الصالح الفوزان وهو أمير خضيرا - كما قدمت - فذكرت له ما أخبرني به سلامة الخضير وقلت له: لقد ذكر لي سلامة أنك دفعت الدين الذي عليه للتعدي! فجزاك الله خيرًا فبادرني أبو صالح فوزان قائلًا: ولكن أنا جان حقي، قلت: كيف؟ قال: أعطاني سلامة بعد ذلك تلك النقود التي دفعتها عنه.
الفقر قفي معذر راح زعلان
…
مطع يمين، ما انظرك يا (أبوودنان)
يقول: أنا ما أبيك وراك تشنان
…
عرضتني عرض الحديده لمنشار
وسلامة بن عبد الله السلامة الخضير شاعر عامي معاصر له قصائد ومقطعات خفيفة، ولد في عام 1343 هـ، وعمل في شبابه حرفيًّا أي عاملًا في البناء في الطين ثم جَمَّالًا ينقل الأشياء على بعير له بالأجرة ثم اشترى سيارة نقل (قلاب) واشتغل فيها سنوات وأخيرًا افتتح معرضًا لبيع السيارات المستعملة 1405 هـ وتوفي في عام 1423 هـ.
ويتميز شعره ببساطته وشكواه من الفقر وكثرة العمل الجسماني وذلك أنه كان عنده جمل يحمل عليه الحصا ونحوه يسترزق بذلك.
ثم اشترى سيارة (قلابًا) صار يعمل عليه يتعيش بذلك.
عرفت الشاعر (سلامة بن عبد الله الخضير) معرفة مجالسة وكنت أعرفه قبل ذلك معرفة عابرة، وذلك أنني كنت في إجازاتي القصيرة في بريدة صرت أحضر مجالس شعراء العامية، ومشجعي الشعر العامي، ومحبيه من دون أن يكون في ذلك عداء للشعر الفصيح، ولكن لكونهم لا يفهمون إلَّا هذا العامي؛ ومنهم حمد بن عبد العزيز الفهيد الملقب (البشرة) ومحمد بن علي الدخيِّل (أبو دخيِّل) وأخوه عبد الرحمن وابن حمد من أهل الربيعة وابن عجلان من أهل عيون الجواء، ومعهم من غير الشعراء سليمان بن حمد الجاسر من أهل خضيرا فكنا نخرج معهم بالذبيحة وما يلزم لها من بريدة إلى إحدى المنتزهات فنبقي يومًا كاملًا يتناشدون فيه الأشعار، ويتسامرون بالنكت والطرائف، فكان سلامة الخضير يكاد يكون نجم الحفل اللامع لكثرة شعره وحسن إلقائه وتواضعه.