الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البلاغة:
{لَوْلا} في المواضع المختلفة، أي هلا للحض بقصد التوبيخ على التقصير والتسرع في الاتهام.
{لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ، بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} طباق بين الشر والخير.
{وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ} طباق بين الهيّن والعظيم.
{ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ} الأصل أن يقال: ظننتم، لكن استعمل بطريق الالتفات من الخطاب إلى الغيبة، مبالغة في التوبيخ، ولفت نظر إلى أن الإيمان يقتضي حسن الظن.
{سُبْحانَكَ} معناه تنزيه الله تعالى عند رؤية عجائب صنعه، للإشارة إلى أن مثل ذلك لا يخرج عن قدرته، ثم استعمل في كل متعجب منه.
{إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} فيه تهييج وتقريع. {لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ} استعارة، شبه سلوك طريق الشيطان بمن يتبع خطوات غيره خطوة خطوة.
{أَنْ يُؤْتُوا} فيه إيجاز بالحذف، أي ألا يؤتوا، حذفت منه (لا) لدلالة المعنى.
{أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ} المراد أبو بكر الصدّيق، وخاطبه بصيغة الجمع للتعظيم.
المفردات اللغوية:
{بِالْإِفْكِ} أبلغ الكذب وأسوأ الافتراء على عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين بقذفها.
{عُصْبَةٌ} جماعة، وكثر إطلاقها على العشرة إلى الأربعين، وهم عبد الله بن أبيّ، وزيد بن رفاعة، وحسان بن ثابت، ومسطح بن أثاثة، وحمنة بنت جحش أخت زينب أم المؤمنين وزوجة طلحة بن عبيد الله، ومن ساعدهم. {لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ} لا تظنوه شرا أيها المؤمنون غير العصبة، وهو خطاب مستأنف، والشر: ما غلب ضرره على نفعه. {بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} يأجركم الله به، ويظهر براءة عائشة وكرامتكم على الله، بإنزال ثماني عشرة آية
(1)
في براءتكم، وتعظيم شأنكم، وتهويل الوعيد لمن أساء الظن بكم، كما ذكر البيضاوي.
{لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ} أي لكلّ جزاء ما اكتسب بقدر ما خاض فيه من السوء، مختصا به. {وَالَّذِي تَوَلّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ} أي تولى معظمه من الخائضين، وهو عبد الله بن
(1)
الظاهر أن هذه الآيات هي (11 - 28) المختتمة بقوله تعالى: وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ. والأصح ما رواه الطبراني عن الحكم بن عتبة أن الله أنزل فيها خمس عشرة آية، أي إلى الآية (26).
أبيّ، فإنه بدأ به وأذاعه عداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. {لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ} في الآخرة، أو في الدنيا، بأن جلدوا، وصار ابن أبيّ مطرودا مشهورا بالنفاق، وحسان أعمى وأشل اليدين، ومسطح مكفوف البصر. {لَوْلا} هلا. {ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ} ظن بعضهم ببعض. {إِفْكٌ مُبِينٌ} كذب بيّن واضح، وفيه التفات أي ظننتم أيها العصبة وقلتم {لَوْلا} هلا، للحث على فعل ما بعدها.
{جاؤُ} العصبة. {بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ} شاهدوه. {عِنْدَ اللهِ} في حكمه.
{وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ} لولا هنا لامتناع الشيء لوجود غيره، أي لولا فضل الله عليكم في الدنيا بأنواع النعم التي من جملتها الإمهال للتوبة، ورحمته في الآخرة بالعفو والمغفرة، المقرران لكم.
{لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ} لمسّكم عاجلا أيها العصبة فيما خضتم فيه {عَذابٌ عَظِيمٌ} في الآخرة، يستحقر دونه اللوم والجلد.
{إِذْ} ظرف {لَمَسَّكُمْ} أو {أَفَضْتُمْ} . {تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ} أي يرويه بعضكم عن بعض، وأصله: تتلقونه، وهو بمعنى تتلقفونه، فحذف منه إحدى التاءين. {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً} تظنونه امرأ يسيرا لا إثم فيه، أو لا تبعة فيه. {وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ} أي وهو في حكم الله عظيم في الوزر والإثم، والمعنى: هذه ثلاثة آثام مترتبة، علّق بها استحقاق العذاب العظيم وهي تلقي الإفك بألسنتهم، والتحدث به من غير تحقق، واستصغارهم شأنه، وهو عظيم عند الله وفي حكمه.
{ما يَكُونُ لَنا} ما ينبغي لنا وما يصح. {سُبْحانَكَ} تعجب ممن يقول ذلك، وأصله أن يذكر عند كل متعجب، تنزيها لله تعالى من أن يصعب عليه مثله، ثم كثر استعماله في كل متعجب. {بُهْتانٌ} كذب مختلق يبهت السامع، لعدم علمه به. {يَعِظُكُمُ} ينصحكم وينهاكم.
{أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ} كراهة أن تعودوا لمثله، أو في أن تعودوا لمثله. {أَبَداً} ما دمتم أحياء مكلفين. {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} فتتعظون بذلك، فإن الإيمان يمنع عنه.
{وَيُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ} أي يوضح لكم الآيات الدالة على الشرائع ومحاسن الآداب كي تتعظوا وتتأدبوا. {وَاللهُ عَلِيمٌ} بالأحوال كلها، وبما يأمر به وينهى عنه. {حَكِيمٌ} في تدبيره.
{يُحِبُّونَ} يريدون أي العصبة. {أَنْ تَشِيعَ} أن تنتشر وتظهر. {الْفاحِشَةُ} الفعل القبيح المفرط القبح، وهو الزنى. {لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا} مؤلم وهو حد القذف.
{وَالْآخِرَةِ} بدخول النار أو السعير، رعاية لحق الله تعالى. {وَاللهُ يَعْلَمُ} ما في الضمائر، ويعلم انتفاء الفاحشة عن المؤمنين. {وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} أي أنتم أيها العصبة بما قلتم من الإفك لا تعلمون وجودها فيهم.
{وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ} تكرار لبيان المنة بترك تعجيل العقاب، للدلالة على