الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإعراب:
{مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ} {مُسْتَكْبِرِينَ} و {سامِراً} منصوبان على الحال.
و {بِهِ} من صلة (سامر). وقال {سامِراً} بصيغة الإفراد بعد قوله {مُسْتَكْبِرِينَ} لأن {سامِراً} في معنى (سمّار) فهو اسم جمع، كالجامل والباقر: اسم لجماعة الجمال والبقر.
و {تَهْجُرُونَ} من هجر يهجر هجرا وهجرانا، والمراد: تهجرون آياتي وما يتلى عليكم من كتابي.
وقرئ بضم التاء {تَهْجُرُونَ} : من (أهجر): إذا هذى، والهجر: الهذيان فيما لا خير فيه من الكلام.
{اِسْتَكانُوا} أصله: استكونوا بوزن استفعلوا، من الكون، فنقلت فتحة الواو إلى الكاف، فتحركت في الأصل، وانفتح ما قبلها الآن، فقلبت ألفا.
البلاغة:
{أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ} جناس اشتقاق.
{فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ} استعارة تمثيلية، شبه إعراضهم عن الحق بالراجع القهقرى إلى الخلف.
المفردات اللغوية:
{بَلْ قُلُوبُهُمْ} أي الكفار {فِي غَمْرَةٍ} في غفلة غامرة لها وجهالة {مِنْ هذا} من كتاب الحفظة، أو مما وصف به هؤلاء، أو من القرآن {وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ} أي أعمال خبيثة متجاوزة لما وصفوا به أو أدنى مما هم عليه من الشرك أو غير ذلك {هُمْ لَها عامِلُونَ} معتادون فعلها، فيعذبون عليها.
{حَتّى} ابتدائية يبتدأ بعدها الكلام، وهو الجملة الشرطية هنا {مُتْرَفِيهِمْ} متنعميهم وهم أغنياؤهم ورؤساؤهم {بِالْعَذابِ} يعني القتل يوم بدر، أو الجوع حين دعا عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم،
فقال: «اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم سنين كسني يوسف» فقحطوا حتى أكلوا الكلاب والجيف والعظام المحترقة {يَجْأَرُونَ} يصيحون ويضجون، وقد فاجؤوا الصراخ بالاستغاثة، وهو جواب الشرط.
{لا تُنْصَرُونَ} لا تمنعون منا، أو لا يلحقكم نصر ومعونة من جهتنا ولا ينصركم أحد،
وقوله: {إِنَّكُمْ مِنّا لا تُنْصَرُونَ} تعليل للنهي، أي لا تجأروا فإنه لا ينفعكم {آياتِي} القرآن {تَنْكِصُونَ} ترجعون وراءكم، والمراد: تعرضون مدبرين عن سماع الآيات وتصديقها والعمل بها {مُسْتَكْبِرِينَ} عن الإيمان {بِهِ} أي بالتكذيب أو بالبيت الحرام بأنهم أهله وقوامه، وأنهم في أمن بخلاف سائر الناس في مواطنهم، والباء على هذا المعنى متعلقة بمستكبرين؛ لأنه بمعنى مكذبين {سامِراً} أي جماعة سمّارا، وهم الذين يتحدثون بالليل حول البيت، يسمرون بذكر القرآن والطعن فيه {تَهْجُرُونَ} إذا كان من الثلاثي (هجر) أي بفتح التاء: أي تتركون القرآن من الهجر وهو القطيعة، وإذا كان من الرباعي (أهجر) أي بضم التاء: أي تقولون غير الحق في النبي والقرآن، من الهجر: وهو الهذيان والفحش.
{أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ} أي يتدبروا القرآن الدال على صدق النبي صلى الله عليه وسلم، ليعلموا أنه الحق من ربهم، بإعجاز لفظه ووضوح مدلوله {أَمْ جاءَهُمْ ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الْأَوَّلِينَ} من الرسول والكتاب، أو من الأمن من عذاب الله، فلم يخافوا كما خاف آباؤهم الأقومون كإسماعيل وأعقابه، فآمنوا به وكتبه ورسله وأطاعوه {أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ} بالأمانة والصدق، وحسن الخلق، وكمال العلم، مع عدم التعلم، إلى غير ذلك من صفات الأنبياء {فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} دعواه.
{أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ} أي جنون، فلا يبالون بقوله، وكانوا يعلمون أنه أرجحهم عقلا، وأتقنهم نظرا. والاستفهام للتقرير بالحق، من صدق النبي صلى الله عليه وسلم، ومجيء الرسل للأمم الماضية، ومعرفة رسولهم بالصدق والأمانة، وأن لا جنون به {بَلْ} للانتقال {جاءَهُمْ بِالْحَقِّ} أي القرآن المشتمل على التوحيد وشرائع الإسلام. {وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ} لأنه يخالف شهواتهم وأهواءهم، فلذلك أنكروه، وإنما قيد الحكم بالأكثر؛ لوجود أناس منهم تركوا الإيمان خشية توبيخ قومه، لا لكراهته للحق.
{وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ} أي لو اتبع القرآن ما يستهوون، بأن كان في الواقع آلهة شتى، أو ما يهوونه من الشريك والولد لله {لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ} أي خرجت عن نظامها المشاهد {بَلْ أَتَيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ} القرآن الذي فيه ذكرهم وشرفهم وفخرهم ووعظهم.
{خَرْجاً} أجرا أو جعلا على أداء الرسالة {فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ} أي أجره وثوابه ورزقه خير وأبقى {وَهُوَ خَيْرُ الرّازِقِينَ} أفضل من أعطى وآجر.
{صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ} طريق قويم لا عوج فيه وهو دين الإسلام {لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} بالبعث والثواب والعقاب {عَنِ الصِّراطِ} الطريق {لَناكِبُونَ} عادلون عن طريق الرشاد، فإن خوف الآخرة أقوى البواعث على طلب الحق وسلوك طريقه.
{ضُرٍّ} جوع أصابهم بمكة سبع سنين {لَلَجُّوا} تمادوا {فِي طُغْيانِهِمْ} ضلالتهم