الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومقتضى هذا أن كل الذوات فانية وزائلة إلا ذاته تعالى وتقدس، فإنه الأول والآخر، الذي هو قبل كل شيء، وبعد كل شيء.
ثانيا- {لَهُ الْحُكْمُ} أي له الملك والتصرف والقضاء النافذ في الخلق، ولا معقب لحكمه.
ثالثا- {وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} أي مصير جميع الخلائق إليه، فإليه ترجعون يوم معادكم، فيجزيكم بأعمالكم، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.
فقه الحياة أو الأحكام:
يستنبط من الآيات ما يأتي:
1 -
ختم الله تعالى سورة القصص ببشارة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم برده إلى مكة، قاهرا لأعدائه، فاتحا البلد الحرام، مكسرا الأصنام، معلنا انتهاء عهد الشرك والوثنية، رافعا راية التوحيد إلى الأبد بأنه {لا إِلهَ إِلاّ هُوَ} . وهذا إشارة إلى الهجرة وإلى فتح مكة أيضا.
2 -
يستخدم القرآن أحيانا أسلوب اللين والحكمة وإثارة الانتباه والتفكير في حقيقة دعوة الإسلام، فلا يحسم الأمر ليترك سبيلا للمناقشة والأخذ والرد، وهذا من فنون السياسة الرفيعة المستوى، لذا أمر الله نبيه أن يقول:{قُلْ: رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جاءَ بِالْهُدى، وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} أي قل لكفار مكة وأمثالهم إذا قالوا: إنك لفي ضلال مبين: ربي هو العالم بالمهتدي والضال: أنا أم أنتم.
3 -
لا علم لأحد، ولا علم لرسوله أن الله تعالى يرسله نبيا رسولا إلى الخلق أجمعين، وينزل عليه القرآن نورا وهدى ونبراسا ودستورا للحياة وتشريعا خالدا صالحا على الدوام للإنسانية جمعاء.
ولكن رحمة الله برسوله وبعباده اقتضت إرسال الرسول، وإنزال القرآن حكما عدلا وقولا فصلا.
4 -
كلّف الرسول صلى الله عليه وسلم بخمسة أمور: ألا يكون عونا ولا مساعدا للكافرين في جميع الأحوال، وأن يمضي في تبليغ رسالة ربه وأمره وشأنه دون أن تمنعه أقوال الكفار وكذبهم وأذاهم عن مواصلة الطريق في الدعوة إلى الله، وأن يعلن الدعوة إلى توحيد الله، وألا يكون مع المشركين؛ لأن من رضي بطريقتهم كان منهم، وألا يعبد مع الله إلها غيره، فإنه لا إله إلا هو، وهذا نفي لكل معبود وإثبات لعبادة الله تعالى.
5 -
وصف الحق تعالى نفسه بصفات ثلاث: هي كل شيء في الوجود هالك فان غير الله تعالى، وله الحكم النافذ في الدنيا والآخرة، وكل المخلوقات راجعة إليه للحساب والجزاء على الأعمال خيرها وشرها.
وهذا يعني: ليس كل شيء هالكا من غير رجوع، بل كل شيء هالك، وله رجوع إلى الله تعالى.