الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإعراب:
{فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ.} . اللام في {لِيَكُونَ} يسميها البصريون لام العاقبة، أي كان عاقبة التقاطهم العداوة والحزن، وإن لم يكن التقاطهم له لهما. ويسميها الكوفيون لام الصيرورة، أي صار لهم عدوا وحزنا، وإن التقطوه لغيرهما.
{قُرَّتُ عَيْنٍ.} . إما خبر مبتدأ محذوف، أي هو قرة عين، وإما مبتدأ، وخبره:
{لا تَقْتُلُوهُ} .
{وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} الجملة حال من الملتقطين.
{إِنْ كادَتْ} مخففة من الثقيلة، واسمها محذوف أي إنها.
{بَلَغَ أَشُدَّهُ} إما جمع شدّة كنعمة وأنعم، وإما جمع شدّ، نحو قدّ وأقدّ، وإما واحد مفرد، وليس في الأسماء المفردة ما هو على وزن أفعل إلا «أصبغ» و «آجر» و «أيمن» وآنك: وهو الرصاص المذاب الخالص.
البلاغة:
{إِنّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} عبر بالجملة الاسمية عن الفعلية: سنرده ونجعله، للاعتناء بالبشارة؛ لأن الجملة الاسمية تفيد الثبوت والاستمرار.
{لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها} استعارة، شبه ما ألقى في قلبها من الصبر بربط الشيء خشية ضياعه، مستعيرا لفظ الربط للصبر.
{لا تَقْتُلُوهُ} خاطبت امرأة فرعون زوجها بصيغة الجمع بدل صيغة المفرد «لا تقتله» للتعظيم.
{وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} {وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ} {وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} توافق الفواصل من المحسنات البديعية.
المفردات اللغوية:
{وَأَوْحَيْنا} وحي إلهام، مثل {وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} [النحل 68/ 16] أو وحي منام. {أَنْ أَرْضِعِيهِ} ما أمكنك إخفاؤه. {فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ} بأن يحسّ به أحد. {الْيَمِّ} البحر أي النيل. {وَلا تَخافِي} غرقه. {وَلا تَحْزَنِي} لفراقه، والخوف: غم لتوقع مكروه في المستقبل، والحزن: غم يحدث بسبب مكروه حصل. {إِنّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ} عن قريب بحيث تأمنين
عليه. {وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} بشارة بالرسالة والنبوة. فأرضعته ثلاثة أشهر، ولما ألح فرعون في طلب المواليد وأرسل الجواسيس للبحث، وضعته في تابوت مطلي بالقار من الداخل، وألقته في بحر النيل ليلا. {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ} الالتقاط: أخذ الشيء فجأة من غير طلب له ولا إرادة. أي التقط أعوان فرعون التابوت صبيحة الليل، ووضعوه بين يديه، ففتحه وأخرج موسى منه.
{لِيَكُونَ لَهُمْ} في عاقبة الأمر. {عَدُوًّا} ينقض لهم جذور تدينهم. {وَحَزَناً} يزيل ملكهم، وحزن: اسم فاعل من حزن كأحزن، وقرئ «حزنا» .
{وَهامانَ} وزير فرعون. {خاطِئِينَ} آثمين عاصين، من الخطيئة وهي هنا الشرك، مأخوذ من خطئ: تعمد الخطأ. أما أخطأ: فمعناه لم يصب، بغير تعمد. {وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ} وقد همّ مع أعوانه بقتله. {قُرَّتُ عَيْنٍ} أي هو قرة عين، أي مصدر فرح وسرور، يقال: قرّت به العين، أي فرحت وسرّت. {لا تَقْتُلُوهُ} خطاب بلفظ الجمع للتعظيم. {عَسى أَنْ يَنْفَعَنا} فإن فيه مخايل اليمن ودلائل النفع. {أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً} أو نتبناه، فإنه أهل له. {هُمْ لا يَشْعُرُونَ} أي والحال أنهم لا يشعرون بعاقبة أمرهم معه، وأنهم مخطئون في التقاطه وفي طمع النفع منه.
{وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً} أي خاليا من العقل، لما دهمها من الخوف والحيرة حين سمعت بوقوعه في يد فرعون عدو بني إسرائيل، مثل قوله تعالى:{وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ} [إبراهيم 43/ 14] أي لا عقول فيها. {إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ} أي لتظهر بأنه ابنها. {لَوْلا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها} بالصبر، أي سكّناه وثبتناه. {لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} المصدقين بوعد الله.
وجواب {لَوْلا} دل عليه ما قبله.
{قُصِّيهِ} اقتفي أثره وتتبعي خبره حتى تعلمي مصيره. {فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ} أي أبصرته عن بعد اختلاسا. {وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} لا يدرون أنها أخته وأنها ترقبه. {وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ} قبل رده إلى أمه، أي منعناه أن يرتضع من المرضعات، فلم يقبل ثدي واحدة من المراضع المحضرة له. {فَقالَتْ} أخته. {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ} أي يتكفلون أو يضمنون إرضاعه والقيام بشؤونه لأجلكم. {وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ} لا يقصرون في إرضاعه وتربيته.
{كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها} بلقائه. {وَلا تَحْزَنَ} حينئذ بفراقه. {وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ} لتعلم علم مشاهدة أن وعد الله برده إليها صدق. {وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} أي ولكن أكثر الناس لا يعلمون بهذا الوعد، ولا بأن هذه أخته وهذه أمه، فمكث عندها إلى أن فطمته، ثم تربى عند فرعون.
{وَلَمّا بَلَغَ أَشُدَّهُ} غاية نموه، وهو مفرد جاء على وزن الجمع، وبلوغ الأشد: من ثلاثين إلى أربعين سنة، فإن العقل يكمل حينئذ. {وَاسْتَوى} اكتملت أو نضجت قواه الجسدية والعقلية