الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسلاحٍ قوي، منها:
السلاح الأول: الفهم الدقيق
المبني على العلم قبل العمل، والقائم على تدبّر معاني وأحكام القرآن الكريم، وفهم السنة النبوية الشريفة، ويرتكز هذا الفهم على عدة أمور، من أهمها:
الأمر الأول: فهم الداعية العقيدة الإسلامية
فهماً صحيحاً متقناً بالأدلة من الكتاب، والسنة، وإجماع علماء أهل السنة والجماعة.
الأمر الثاني: فهم الداعية غايته
في الحياة ومركزه بين البشر.
الأمر الثالث: تعلقه بالآخرة
، وتجافيه عن دار الغرور.
السلاح الثاني: الإيمان العميق
المثمر: لمحبة الله، وخوفه، ورجائه، واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم في كل أموره.
السلاح الثالث: اتصال الداعية بالله - تعالى - في جميع أموره
، وتعلقه به، وتوكله عليه، واستغاثته به، وإخلاصه له، والصدق معه في الأقوال والأفعال.
3 - أخلاق الداعية وصفاته:
يحتاج الداعية إلى الأخلاق الحسنة والصفات الكريمة: وهي أخلاق الإسلام التي بيّنها الله في كتابه، وبيّنها رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته.
ومن أهمّ هذه الأخلاق والصفات التي ينبغي للداعية أن يلتزمها: الصدق، والإخلاص، والدعوة، إلى الله على بصيرة، والحلم، والرفق، واللين، والصبر، والرحمة، والعفو، والصفح، والتواضع، والوفاء، والإيثار، والشجاعة، والذكاء، والأمانة، والحياء المحمود، والكرم،
والتقوى، والإرادة القوية التي تشمل قوة العزيمة، والهمة العالية، والتفاؤل، والنظام والدقة والمحافظة على الوقت، والاعتزاز بالإسلام، والعمل بما يدعو إليه؛ ليكون قدوةً صالحةً، والزهد، والورع، والاستقامة، وإدراك الداعية لما حوله، والقصد والاعتدال، والشعور بمعيّة الله، والثقة بالله تعالى، والتدرج في الدعوة، والبدء بالأهمّ فالمهمّ كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وأمر بذلك معاذ بن جبل عندما أرسله إلى اليمن.
كما ينبغي للداعية أن يبتعد عن كل ما يضادّ هذه الأخلاق من الأخلاق القبيحة.
ومن هذه الأمور المهمّة التي ينبغي للداعية أن يعتني بها، معرفة القواعد، والضوابط التي يجب مراعاتها والسير على ضوئها، حتى يكون الداعية مُسدَّداً في دعوته.
ومن ذلك: قول سفيان الثوري (1): ((لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن
المنكر إلا من كان فيه خصال ثلاث: رفيق فيما يأمر به رفيق فيما ينهى عنه، عدل فيما يأمر به عدل فيما ينهى عنه، عالم بما يأمر به، عالم بما ينهى عنه)) (2).
وقال الإمام محمد المقدسي: ((قال بعض السلف: ((لا يأمر بالمعروف إلا رفيق فيما يأمر به رفيق فيما ينهى عنه، حليم فيما يأمر به حليم فيما ينهى عنه، فقيه فيما يأمر به فقيه فيما ينهى عنه)) (3).
(1) هو شيخ الإسلام، إمام الحفاظ المجتهد: سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، ولد سنة 97هـ، ومات سنة 161هـ، انظر: سير أعلام النبلاء، 7/ 229 - 279.
(2)
انظر: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأبي الخلال، ص50.
(3)
مختصر منهاج القاصدين، ص129، ونسب هذا القول إلى بعض السلف ابن تيمية أيضاً في: الحسبة في الإسلام، ص84.