المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الخاتمة: ملخص البحث وأهم النتائج - مقومات الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة

[سعيد بن وهف القحطاني]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌التمهيد: مفهوم مقوّمات الداعية الناجح

- ‌الفصل الأول: العلم النافع

- ‌المبحث الأول: أهمية العلم النافع

- ‌المبحث الثاني: أقسام العلم

- ‌القسم الأول: علم بالله، وأسمائه، وصفاته

- ‌القسم الثاني: علم بما أخبر الله به

- ‌القسم الثالث: العلم بما أمر الله به من العلوم

- ‌المبحث الثالث: العمل بالعلم

- ‌المبحث الرابع: طرق تحصيل العلم

- ‌1 - أن يسألَ العبد ربّه العلمَ النافع

- ‌2 - الاجتهاد في طلب العلم

- ‌3 - اجتناب جميع المعاصي

- ‌4 - عدم الكبر والحياء عن طلب العلم

- ‌5 - الإخلاص في طلب العلم والعمل به

- ‌الفصل الثاني: الحكمة

- ‌المبحث الأول: مفهوم الحكمة

- ‌المطلب الأول: تعريف الحكمة في اللغة

- ‌6 - والحكيم: المانع من الفساد

- ‌8 - والحُكْمُ: هو المنع من الظلم

- ‌العدل:

- ‌والحِلْمُ:

- ‌والعلم:

- ‌والنُّبُوّة

- ‌المطلب الثاني: تعريف الحكمة في الاصطلاح الشرعي

- ‌والحكمة في كتاب الله نوعان

- ‌المفردة

- ‌ المقرونة

- ‌المبحث الثاني: أهمية الحكمة

- ‌2 - من تتبّع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وجد أنه كان يلازم الحكمة في جميع أموره

- ‌ باستخدام الرفق واللين، والحلم والعفو

- ‌وتارة تكون الحكمة باستخدام الموعظة الحسنة

- ‌ وتارة تكون الحكمة باستخدام الجدال بالتي هي أحسن

- ‌ وتارة تكون الحكمة باستخدام القوة:

- ‌4 - الحكمة تجعل الداعي إلى الله يُقدِّر الأمور قدرها

- ‌5 - الحكمة تجعل الداعية إلى الله يتأمل ويراعي أحوال المدعوين

- ‌المبحث الثالث: أنواع الحكمة

- ‌النوع الأول: حكمة علمية نظرية

- ‌النوع الثاني: حكمة عملية

- ‌المبحث الرابع: درجات الحكمة

- ‌الدرجة الأولى: ((أن تعطي كل شيء حقه

- ‌الدرجة الثانية: معرفة عدل الله في وعيده

- ‌الدرجة الثالثة: البصيرة، وهي قوة الإدراك والفطنة والخبرة

- ‌والبصيرة في الدعوة إلى الله في ثلاثة أمور:

- ‌الأمر الأول: أن يكون الداعية على بصيرة فيما يدعو إليه

- ‌الأمر الثاني: أن يكون على بصيرة بحال المدعو

- ‌الأمر الثالث: أن يكون على بصيرة في كيفية الدعوة

- ‌المبحث الخامس: طرق تحصيل الحكمة

- ‌تمهيد:

- ‌السلوك

- ‌المطلب الأول: السلوك الحكيم

- ‌ الخُلق

- ‌القسم الأول:

- ‌القسم الثاني:

- ‌ المسالك الحكيمة

- ‌المسلك الأول: قدوة الداعية في سلوكه

- ‌المسلك الثاني: أصول السلوك الحكيم:

- ‌الْعَدْلِ

- ‌النوع الأول: العدل بين العبد وربه

- ‌النوع الثاني: العدل بين العبد وبين نفسه:

- ‌النوع الثالث: العدل بين العبد وبين الخلق:

- ‌الإحسان:

- ‌المعنى الأول: متعدٍّ بنفسه

- ‌المعنى الثاني: متعدٍّ بحرف جر

- ‌المسلك الثالث: وصايا الحكماء باكتساب الحكمة:

- ‌المطلب الثاني: العمل بالعلم المقرون بالصدق والإخلاص

- ‌العلم هو ما قام عليه الدليل

- ‌المطلب الثالث: الاستقامة

- ‌الشرط الأول: دعوته إلى الله - تعالى - بأن يُعبد الله وحده

- ‌الشرط الثاني: عمل الداعية الصالحات بأداء الفرائض

- ‌الشرط الثالث: اعتزاز الداعية بالإسلام وانقياده لأمره شكراً لربه

- ‌المطلب الرابع: الخبرات والتجارب

- ‌المطلب الخامس: السياسة الحكيمة

- ‌الطريق الأول: تحري أوقات الفراغ، والنشاط

- ‌الطريق الثاني: ترك الأمر الذي لا ضرر فيه ولا إثم

- ‌الطريق الثالث: تأليف القلوب بالمال

- ‌الطريق الرابع: التأليف بالجاه من السياسة الحكيمة

- ‌الطريق الخامس: التأليف بالعفو في موضع الانتقام

- ‌الطريق السادس: عدم مواجهة الداعية أحداً بعينه

- ‌الطريق السابع: إعطاء الوسائل صورة ما تصل إليه

- ‌الطريق الثامن: أن يجيب الداعية على السؤال الخاص

- ‌الطريق التاسع: ضرب الأمثال

- ‌المطلب السادس: فقه أركان الدعوة إلى الله تعالى

- ‌الركن الأول: موضوع الدعوة ((ما يدعو إليه الداعية)):

- ‌ الإسلام اختص بخصائص عظيمة منها:

- ‌1 - الإسلام من عند الله تعالى

- ‌2 - الإسلام شامل لجميع نظم الحياة وسلوك الإنسان

- ‌3 - الإسلام عام لجميع البشرية في كل زمان ومكان

- ‌4 - الإسلام هو من حيث الجزاء:

- ‌5 - والإسلام يحرص على إبلاغ الناس

- ‌6 - الإسلام وسط: في عقائده، وعباداته، وأخلاقه، وأنظمته

- ‌ الشريعة الإسلامية مدارها على ثلاث مصالح:

- ‌المصلحة الأولى: درء المفاسد

- ‌المصلحة الثانية: جلب المصالح:

- ‌المصلحة الثالثة: الجري على مكارم الأخلاق

- ‌الركن الثاني: الداعي:

- ‌1 - وظيفة الداعية:

- ‌الصورة الأولى: فردية

- ‌الصورة الثانية: بصفة جماعية

- ‌2 - عدّة الداعية وسلاحه:

- ‌السلاح الأول: الفهم الدقيق

- ‌الأمر الأول: فهم الداعية العقيدة الإسلامية

- ‌الأمر الثاني: فهم الداعية غايته

- ‌الأمر الثالث: تعلقه بالآخرة

- ‌السلاح الثاني: الإيمان العميق

- ‌السلاح الثالث: اتصال الداعية بالله - تعالى - في جميع أموره

- ‌3 - أخلاق الداعية وصفاته:

- ‌الركن الثالث: المدعو:

- ‌الركن الرابع: أساليب الدعوة ووسائل تبليغها:

- ‌أولاً: أساليب الدعوة:

- ‌1 - تشخيص وتحديد الداء في المدعوين، ومعرفة الدواء:

- ‌2 - إزالة الشبهات التي تمنع المدعوين من رؤية الداء والإحساس به:

- ‌3 - ترغيب المدعوين وتشويقهم:

- ‌4 - تعهد المستجيبين من المدعوين:

- ‌5 - تقوم جميع الأساليب:

- ‌ثانياً: وسائل تبليغ الدعوة إلى الله تعالى:

- ‌وسائل الدعوة

- ‌النوع الأول: وسائل خارجية

- ‌الوسيلة الثانية: الاستعانة بعد الله - تعالى - بالغير في تبليغ الدعوة

- ‌الوسيلة الثالثة: المحافظة على النظام المشروع:

- ‌النوع الثاني: وسائل تبليغ الدعوة بصورة مباشرة

- ‌‌‌الوسيلة الأولى: التبليغ بالقول:

- ‌الوسيلة الأولى: التبليغ بالقول:

- ‌1 - اللقاءات العامة:

- ‌2 - اللقاءات الخاصة:

- ‌3 - الدعوة الفردية:

- ‌4 - الكتابة:

- ‌5 - وسائل الإعلام الحديثة:

- ‌6 - الوسائل الشخصية

- ‌الوسيلة الثانية: التبليغ بالعمل:

- ‌الوسيلة الثالثة: التبليغ بالسيرة الحسنة:

- ‌حسن الخلق كلمة يندرج تحتها كثير من الصفات:

- ‌موافقة القول للعمل

- ‌المبحث السادس: إنزال الناس منازلهم ومراتبهم

- ‌المطلب الأول: إنزال الناس منازلهم

- ‌المطلب الثاني: مراتب الدعوة والمدعوين

- ‌1 - المستجيب الذّكي، القابل للحقّ

- ‌2 - القابل للحقّ المعترف به

- ‌3 - المعاند الجاحد

- ‌4 - فإن ظلم المعاند ولم يرجع إلى الحقّ انتُقِل معه

- ‌الفصل الثالث: الحِلْمُ

- ‌المبحث الأول: مفهوم الحِلْم

- ‌المبحث الثاني: أهمية الحِلْم

- ‌الحلم من أعظم مقومات الداعية الناجح

- ‌الأناة:

- ‌المبحث الثالث: صور من مواقف تطبيق الحلم في الدعوة إلى الله

- ‌الصورة الأولى: مع من قال هذه قسمة ما عُدِلَ فيها:

- ‌الصورة الثانية: مع من قال: كنا أحقَّ بهذا:

- ‌الصورة الثالثة: مع الطفيل

- ‌الصورة الرابعة: مع من أراد قتل النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الصورة الخامسة: مع زيد الحبر

- ‌الصورة السادسة: مع زعيم المنافقين

- ‌1 - شفاعته لليهود - بنو قينقاع - عندما نقضوا العهد:

- ‌2 - ما فعله مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد:

- ‌3 - صدّه الرسول صلى الله عليه وسلم عن الدعوة إلى الله تعالى:

- ‌4 - تثبيته بني النضير:

- ‌5 - كيده وغدره للنبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين في غزوة المريسيع:

- ‌الموقف المخزي الأول:

- ‌الموقف المخزي الثاني:

- ‌الموقف المخزي الثالث:

- ‌الصورة السابعة: مع ثمامة

- ‌الصورة الثامنة: مع من جبذ النبي صلى الله عليه وسلم بردائه

- ‌الصورة التاسعة: اللهم اغفر لقومي

- ‌الصورة العاشرة: مع أبي إبراهيم

- ‌الصورة الحادية عشر: مع من سبّ

- ‌الصورة الثانية عشرة: مع عيينة

- ‌الصورة الثالثة عشرة: حلم زين العابدين

- ‌المبحث الرابع: طرق تحصيل الحلم

- ‌المطلب الأول: علاج الغضب

- ‌الطريق الأول: الوقاية:

- ‌الطريق الثاني: العلاج إذا وقع الغضب:

- ‌النوع الأول: الاستعاذة بالله

- ‌النوع الثاني: الوضوء

- ‌النوع الثالث: تغيير الحالة

- ‌النوع الرابع: استحضار ما ورد في فضل كظم الغيظ

- ‌المطلب الثاني: أسباب تحصيل الحلم

- ‌1 - الرحمة بالجهال

- ‌2 - القدرة على الانتصار

- ‌3 - الترفع عن السباب

- ‌4 - الاستهانة بالمسيء:

- ‌5 - الاستحياء من جزاء الجواب

- ‌6 - التفضّل على السّابّ

- ‌7 - قطع السّباب

- ‌8 - الخوف من العقوبة على الجواب

- ‌9 - الرعاية ليد سالفة

- ‌10 - المكر وتوقع الفرص الخفية

- ‌الفصل الرابع: الأناة والتثبُّت

- ‌المبحث الأول: مفهوم الأناة والتثبت

- ‌المبحث الثاني: أهمية الأناة والتثبت

- ‌المبحث الثالث: صور من مواقف تطبيق الأ ناة في الدعوة

- ‌الصورة الأولى: مع أسامة:

- ‌الصورة الثانية: قبل القتال:

- ‌الخصلة الأولى: الإسلام والهجرة

- ‌الخصلة الثانية: فإن أبوا الإسلام دعاهم إلى بذل الجزية

- ‌الخصلة الثالثة: فإن امتنعوا عن ذلك كله استعان بالله وقاتلهم

- ‌الصورة الثالثة: في الصلاة:

- ‌الصورة الرابعة: من تثبت سليمان صلى الله عليه وسلم

- ‌الصورة الخامسة: في الغزو:

- ‌المبحث الرابع: العجلة والاستعجال

- ‌المطلب الأول: مفهوم العجلة وصورها

- ‌1 - استعجال نزول العذاب

- ‌2 - استعجال البروز قبل النضوج

- ‌3 - ترك الدعاء

- ‌4 - استعجال النصر

- ‌المطلب الثاني: ذمّ العجلة

- ‌المطلب الثالث: علاج الاستعجال

- ‌1 - العلم بأن وعد الله آتٍ لا ريب فيه

- ‌2 - النظر إلى سنن الله في الغابرين

- ‌3 - عدم وقوع الأمر

- ‌4 - يتخلص من العجلة بالتدرب

- ‌5 - تقوى الله تعالى ودعاؤه

- ‌الفصل الخامس: الرفق واللين

- ‌المبحث الأول: مفهوم الرفق واللين

- ‌الرفق لغة:

- ‌ المداراة

- ‌ظهر مما تقدم:

- ‌1 - أن الرفق واللين:

- ‌2 - أن المداراة تطلق على الرفق واللين

- ‌3 - أن المداهنة مذمومة

- ‌المبحث الثاني: أهمية الرفق واللين

- ‌المبحث الثالث: صور من مواقف تطبيق الرفق في الدعوة

- ‌الصورة الأولى: مع شاب استأذن في الزنا

- ‌الصورة الثانية: مع اليهود:

- ‌الصورة الثالثة: مع من بال في المسجد:

- ‌1 - إما أن يقطع عليه بوله فيتضرّر الأعرابي بحبس البول بعد خروجه

- ‌2 - وإما أن يقطعه فلا يأمن من تنجيس بدنه، أو ثوبه

- ‌الصورة الرابعة: مع معاوية بن الحكم:

- ‌الصورة الخامسة: مع من كانت يده تطيش:

- ‌الصورة السادسة: مع من أصاب من امرأته قبل الكفارة:

- ‌الصورة السابعة: مع من بكت عند القبر:

- ‌الصورة الثامنة: من رفق صلة بن أشيم:

- ‌الفصل السادس: الصبر

- ‌المبحث الأول: مفهوم الصبر

- ‌الصبر لغة:

- ‌حقيقة الصبر:

- ‌المبحث الثاني: أهمية الصبر في الدعوة إلى الله تعالى

- ‌ثانياً: الصبر يحتاجه الداعية في دعوته إلى الله في ثلاثة أحوال:

- ‌1 - قبل الدعوة بتصحيح النية والإخلاص

- ‌2 - أثناء الدعوة، فيلازم الصبر

- ‌3 - بعد الدعوة، وذلك من وجوه:

- ‌الوجه الأول:

- ‌الوجه الثاني:

- ‌الوجه الثالث:

- ‌ثالثاً: الصبر في الدعوة إلى الله عز وجل بمثابة الرأس من الجسد

- ‌رابعاً: الصبر في الدعوة إلى الله تعالى من أعظم أركان السعادة الأربعة

- ‌خامساً: الصبر من أعظم أركان الخُلق الحسن

- ‌سادساً: الصبر في الدعوة إلى الله من أهم المهمات

- ‌سابعاً: الصبر في الدعوة إلى الله عز وجل من أعظم القربات ومن أجل الهبات

- ‌ثامناً: الدعوة إلى الله سبيلها طويل تحف به المتاعب والآلام

- ‌تاسعاً: الصبر في مقام الدعوة إلى الله تعالى هو وصف الأنبياء

- ‌عاشراً: الداعية إلى الله عز وجل لا يكون قدوة في الخير مطلقاً إلا بالصبر والثبات عليه

- ‌الحادي عشر: الصبر ينتصر به الداعية على عدوه

- ‌الثاني عشر: الصبر من أهم المهمات للداعية

- ‌الثالث عشر: الصبر يشتمل على أكثر مكارم الأخلاق

- ‌الرابع عشر: الصبر نصف الإيمان:

- ‌الخامس عشر: الصبر سبب حصول كل كمال

- ‌السادس عشر: الصبر يجعل الداعية إلى الله عز وجل يضبط نفسه عن أمور لابد له من الابتعاد عنها

- ‌المحور الأول: الصبر على طاعة الله

- ‌المحور الثاني: الصبر عن محارم الله

- ‌المحور الثالث: الصبر على أقدار الله المؤلمة

- ‌السابع عشر: الصبر ذو مقام كريم وخلق عظيم

- ‌الثامن عشر: رتَّب الله تعالى خيرات الدنيا والآخرة على الصبر

- ‌المبحث الثالث: مجالات الصبر

- ‌المجال الأول: ضبط النفس عن السأم

- ‌المجال الثاني: ضبط النفس عن الضجر

- ‌المجال الثالث: ضبط النفس عن العجلة

- ‌المجال الرابع: ضبط النفس عن الغضب

- ‌المجال الخامس: ضبط النفس عن الخوف

- ‌المجال السادس: ضبط النفس عن الطمع

- ‌المجال السابع: ضبط النفس عن الاندفاع

- ‌المجال الثامن: ضبط النفس لتحمل المتاعب

- ‌المبحث الرابع: حكم الصبر

- ‌القسم الأول: صبر واجب:

- ‌القسم الثاني: صبر مندوب:

- ‌القسم الثالث: صبر محرم:

- ‌القسم الرابع: صبر مكروه:

- ‌القسم الخامس: صبر مباح:

- ‌المبحث الخامس: أنواع الصبر

- ‌المطلب الأول: الصبر على طاعة الله

- ‌الصبر على الطاعة يتكون من ثلاث شعب:

- ‌الأولى: صبر قبل الطاعة

- ‌الثانية: الصبر حال الطاعة حيث لا يغفل عنها أثناء تأديتها

- ‌الثالثة: الصبر بعد العمل

- ‌العائق الأول: إعراض الناس عن دعوتك:

- ‌العائق الثاني: الأذى من الناس قولاً وفعلاً:

- ‌العائق الثالث: استبطاء النصر والفرج:

- ‌ في تأخير الفرج لطائف وأسرار

- ‌1 - أن الكرب كلما اشتدّ كان الفرج قريباً

- ‌2 - أن الكرب كلما اشتدّ وجد اليأس من كشفه

- ‌3 - أن الكرب كلما اشتدّ فإن العبد حينئذ يحتاج إلى زيادة

- ‌المطلب الثاني: الصبر عن المعاصي والمحرمات

- ‌المطلب الثالث: الصبر على المصائب وأقدار الله المؤلمة

- ‌المبحث السادس: صور من تطبيق الصبر في الدعوة

- ‌المطلب الأول: صور من صبر النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته

- ‌الصورة الأولى: صعوده على الصفا ونداؤه العام:

- ‌الصورة الثانية: اضطهاد سادات قريش:

- ‌الصورة الثالثة: مع عتبة:

- ‌الصورة الرابعة: مع أبي جهل:

- ‌الصورة الخامسة: وضع السَّلا على ظهره صلى الله عليه وسلم

- ‌الصورة السادسة: مع عقبة

- ‌الصورة السابعة: مع زوجة أبي لهب:

- ‌الصورة الثامنة: حبسه صلى الله عليه وسلم في الشعب:

- ‌الصورة التاسعة: مع أهل الطائف:

- ‌الصورة العاشرة: مع أهل الأسواق والمواسم:

- ‌الصورة الحادية عشرة: جرح وجهه وكسرت رباعيته صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الثاني: صور من شجاعته وإقدامه صلى الله عليه وسلم

- ‌الصورة الأولى: شجاعته صلى الله عليه وسلم في معركة بدر الكبرى:

- ‌الصورة الثانية: شجاعته صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد:

- ‌الصورة الثالثة: شجاعته صلى الله عليه وسلم في معركة حنين

- ‌الصورة الرابعة: شجاعته صلى الله عليه وسلم في الحماية لأصحابه:

- ‌الصورة الخامسة: شجاعته صلى الله عليه وسلم العقلية:

- ‌المطلب الثالث: صور من صبر الصحابة رضي الله عنهم

- ‌الصورة الأولى: صبر بلال:

- ‌الصورة الثانية: صبر آل ياسر:

- ‌الصورة الثالثة: صبر صُهيب:

- ‌الصورة الرابعة: صبر أبي سلمة وزوجته:

- ‌الصورة الخامسة: صبر عبد الله بن حذافة:

- ‌الصورة السادسة: صبر خبيب:

- ‌الصورة السابعة: صبر سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

- ‌الصورة الثامنة: صبر أم حبيبة أم المؤمنين رضي الله عنها:

- ‌الصورة التاسعة: صبر أنس بن النضر رضي الله عنه

- ‌الصورة العاشرة: صبر عمير بن الحُمَام

- ‌المبحث السابع: طرق تحصيل الصبر

- ‌المطلب الأول: الطرق العامة لتحصيل الصبر

- ‌أولاً: معرفة طبيعة الحياة الدنيا:

- ‌ثانياً: اليقين بحسن الجزاء عند الله:

- ‌ثالثاً: معرفة الإنسان نفسه:

- ‌رابعاً: اليقين بالفرج:

- ‌خامساً: الاستعانة بالله:

- ‌سادساً: التأسّي بأهل الصبر والعزائم:

- ‌سابعاً: الإيمان بقدر الله وقضائه:

- ‌ثامناً: استصغار المصيبة:

- ‌تاسعاً: الحذر من الآفات العائقة في الطريق:

- ‌1 - الاستعجال:

- ‌2 - الغضب:

- ‌3 - الضيق:

- ‌4 - اليأس:

- ‌المطلب الثاني: طرق تحصيل الصبر عن المعاصي

- ‌أولاً: علم العبد بقبحها ورذالتها ودناءتها

- ‌ثانياً: الحياء من الله سبحانه

- ‌ثالثاً: مراعاة نعمه عليك وإحسانه إليك

- ‌رابعاً: خوف الله وخشية عقابه

- ‌خامساً: محبة الله

- ‌سادساً: شرف النفس وزكاؤها وفضلها

- ‌سابعاً: قوة العلم بسوء عاقبة المعصية

- ‌ثامناً: قصر الأمل، وعلمه بسرعة انتقاله

- ‌تاسعاً: مجانبة الفضول في مطعمه ومشربه

- ‌عاشراً: ثبات شجرة الإيمان في القلب

- ‌المطلب الثالث: طرق تحصيل الصبر على الطاعات

- ‌المطلب الرابع: طرق تحصيل الصبر على المصيبة والبلاء وأقدار الله المؤلمة

- ‌أولاً: معرفة جزائها وثوابها

- ‌ثانياً: العلم بتكفيرها للسيئات ومحوها لها

- ‌ثالثاً: الإيمان بالقدر السابق الجاري بها

- ‌رابعاً: معرفة حق الله عليه في تلك البلوى

- ‌خامساً: العلم بترتبها عليه بذنبه

- ‌سادساً: أن يعلم أن الله قد ارتضاها له واختارها

- ‌سابعاً: أن يعلم أن هذه المصيبة هي دواءٌ نافع

- ‌ثامناً: أن يعلم أن في عُقبى هذا الدواء

- ‌تاسعاً: أن يعلم أن المصيبة ما جاءت لتهلكه وتقتله

- ‌عاشراً: أن يعلم أن الله يربِّي عبده على السراء والضراء

- ‌الفصل السابع: الإخلاص والصدق

- ‌المبحث الأول: مفهوم الإخلاص

- ‌الإخلاص في اللغة:

- ‌وحقيقة الإخلاص:

- ‌المبحث الثاني: أهمية الإخلاص

- ‌المبحث الثالث: النية أساس العمل

- ‌المطلب الأول: أهمية النية ومكانتها

- ‌المطلب الثاني: خطر إرادة الدنيا بعمل الآخرة

- ‌المطلب الثالث: أنواع العمل للدنيا

- ‌النوع الأول:

- ‌النوع الثاني:

- ‌النوع الثالث:

- ‌النوع الرابع:

- ‌المبحث الرابع: خطر الرياء، وأنواعه، وأسبابه

- ‌المطلب الأول: خطر الرياء

- ‌1 - الرياء أخطر على المسلمين من المسيح الدجال:

- ‌2 - الرياء أشد فتكاً من الذئب في الغنم

- ‌3 - خطورة الرياء على الأعمال الصالحة خطر عظيم

- ‌4 - أول من تُسَعَّر بهم النار يوم القيامة:

- ‌5 - الرياء يورث الذلّ والصغار والهوان والفضيحة

- ‌6 - الرياء يحرم ثواب الآخرة

- ‌7 - الرياء سبب في هزيمة الأمة

- ‌المطلب الثاني: أنواع الرياء

- ‌1 - أن يكون مراد العبد غير الله

- ‌2 - أن يكون قصد العبد ومراده لله تعالى

- ‌3 - أن يدخل العبد في العبادة لله ويخرج منها لله

- ‌4 - وهناك رياء بدني:

- ‌5 - رياء من جهة اللباس أو الزي:

- ‌6 - الرياء بالقول:

- ‌7 - الرياء بالعمل:

- ‌8 - الرياء بالأصحاب والزائرين:

- ‌9 - الرياء بذمّ النفس بين الناس

- ‌10 - ومن دقائق الرياء وخفاياه:

- ‌11 - ومن دقائق الرياء أن يجعل الإخلاص وسيلة

- ‌المطلب الثالث: أقسام الرياء

- ‌1 - أن يكون العمل رياء محضاً

- ‌2 - أن يكون العمل لله

- ‌3 - أن يكون أصل العمل لله

- ‌الحال الأولى:

- ‌الحال الثانية:

- ‌الأمر الأول:

- ‌الأمر الثاني:

- ‌4 - أن يكون الرياء بعد الانتهاء من العبادة

- ‌المطلب الرابع: أسباب الرياء ودوافعه

- ‌1 - حب لذّة الحمد والثناء والمدح

- ‌2 - الفرار من الذم

- ‌3 - الطمع فيما في أيدي الناس

- ‌المبحث الخامس: طرق تحصيل الإخلاص وعلاج الرياء

- ‌1 - معرفة أنواع الرياء، ودوافعه، وأسبابه

- ‌2 - معرفة عظمة الله تعالى

- ‌3 - معرفة ما أعدَّه الله في الدار الآخرة

- ‌4 - الخوف من الرياء المحبط للعمل

- ‌5 - الفرار من ذمّ الله

- ‌6 - معرفة ما يفرُّ منه الشيطان

- ‌7 - الإكثار من أعمال الخير والعبادات غير المشاهدة

- ‌8 - عدم الاكتراث بذمّ الناس ومدحهم

- ‌9 - تذكّر الموت وقصر الأمل

- ‌10 - الخوف من سوء الخاتمة

- ‌11 - مصاحبة أهل الإخلاص والتقوى

- ‌12 - الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى

- ‌13 - حبّ العبد ذكر الله له

- ‌14 - عدم الطمع فيما في أيدي الناس

- ‌15 - معرفة ثمرات الإخلاص وفوائده

- ‌المبحث السادس: الصدق

- ‌المطلب الأول: مفهوم الصدق وأهميته وفضله

- ‌المطلب الثاني: مجالات الصدق

- ‌1 - الصدق في النية والقصد:

- ‌2 - الصدق في القول:

- ‌3 - وأما صدق العمل:

- ‌المطلب الثالث: أثر الصدق في نجاح الدعوة

- ‌2 - للصدق أثره الحميد في التآلف والتآزر والتوادد

- ‌3 - الصدق يزرع في النفوس الثقة والطمأنينة والراحة والأنس

- ‌الفصل الثامن: القُدوة الحسنة

- ‌المبحث الأول: مفهوم القدوة الحسنة

- ‌المبحث الثاني: أهمية القدوة الحسنة

- ‌1 - إن المثال الحي والقدوة الصالحة يثير في نفس البصير العاقل قدراً

- ‌2 - إن القدوة الحسنة المتحلِّية بالفضائل تُعطي الآخرين قناعة

- ‌3 - إن الأتباع والمدعوّين الذين يربّيهم ويدعوهم الداعية

- ‌4 - إن مستويات الفهم للكلام عند الناس تتفاوت

- ‌5 - إن النبي صلى الله عليه وسلم قد حذّر الدعاة من المخالفة لِمَا يقولون

- ‌6 - إن جميع الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام من أولهم إلى آخرهم كانوا قُِدوةً حسنةً لأقوامهم

- ‌7 - إن الناس كما ينظرون إلى الداعية في أعماله وتصرفاته ينظرون إلى أسرته

- ‌المبحث الثالث: وجوب القدوة الحسنة

- ‌الفصل التاسع: الخُلُق الحَسَن

- ‌المبحث الأول: مفهوم الخُلُق الحسن

- ‌الخُلْقُ لغةً:

- ‌ السلوك:

- ‌المبحث الثاني: أهمية الخلق الحسن

- ‌الأمر الأول: الخلق الحسن في حياة المسلم عامة وفي حياة الدعاة إلى الله تعالى خاصة من أعظم روابط الإيمان وأعلى درجاته

- ‌الأمر الثاني: الخلق الحسن ضرورة اجتماعية لجميع المجتمعات

- ‌الأمر الثالث: الخلق الحسن يجعل الداعية إلى الله تعالى من أحسن الناس

- ‌الأمر الرابع: الخلق الحسن من أعظم القربات وأجلّ العطايا والهبات

- ‌الأمر الخامس: الخلق الحسن هو وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الأمر السادس: الخلق الحسن ذو أهمية بالغة

- ‌الأمر السابع: الخلق الحسن من أعظم الأساليب

- ‌الأمر الثامن: الخلق الحسن هو أمنية كل مسلم

- ‌الأمر التاسع: الخلق الحسن يحبّب الداعية إلى الناس جميعاً

- ‌الأمر العاشر: من لم يتخلّق بالخلق الحسن من الدعاة ينفِّر الناس

- ‌الأمر الحادي عشر: إن صلاح الأمة وهدايتها والنهوض بها

- ‌الأمر الثاني عشر: الخلق الحسن في الدعوة يجعل الداعية مستنير القلب

- ‌الأمر الثالث عشر: الخلق الحسن في الدعوة

- ‌الأمر الرابع عشر: الخلق الحسن موضوع واسع جداً

- ‌المبحث الثالث: طرق تحصل الخلق الحسن

- ‌1 - التدريب العملي

- ‌2 - الغمس في البيئة الصالحة

- ‌المبحث الرابع: فروع الخلق الحسن

- ‌تمهيد: فروع الخلق الحسن:

- ‌المطلب الأول: الجود والكرم

- ‌1 - الجود بالنفس

- ‌3 - الجود براحته

- ‌4 - الجود بالعلم وبذله

- ‌5 - الجود بالنفع بالجاه

- ‌6 - الجود بنفع البدن على اختلاف أنواعه

- ‌7 - الجود بالعرض

- ‌8 - الجود بالصبر، والاحتمال، وكظم الغيظ

- ‌9 - الجود بالخلق الحسن، والبشاشة، والبسطة

- ‌10 - الجود بترك ما في أيدي الناس عليهم

- ‌المطلب الثاني: العدل

- ‌المطلب الثالث: التواضع

- ‌الخاتمة: ملخص البحث وأهم النتائج

- ‌المصادر والمراجع

الفصل: ‌الخاتمة: ملخص البحث وأهم النتائج

‌الخاتمة: ملخص البحث وأهم النتائج

الحمد لله الذي منّ على عبده الضعيف إليه وحده بمعالجة هذا الموضوع على قدر الفهم والاستطاعة.

لاشك أني قد حاولت في العمل في هذا البحث التسديد والمقاربة، وبذلت ما استطعت من جهد في إعداده، ولا أدّعي الكمال؛ فإن الكمال المطلق من جميع الوجوه لله وحده، وما منا إلا يُؤخذ من قوله ويُردّ إلا محمد عبد الله عليه الصلاة والسلام.

وأسأل الله أن يجعله مباركاً نافعاً لكاتبه، ومن انتهى إليه إلى يوم الدين.

أما أهم النتائج التي أعانني الله عليها، ويسّر سبحانه التوصّل إليها في هذا البحث فهي على النحو الآتي:

1 -

إن مقومات الداعية الناجح هي المعدِّلات التي تعدِّل الداعية وتقوِّم اعوجاجه فتجعله مستقيماً معتدلاً، حكيماً منضبطاً في كل أموره، ناجحاً في دعوته موفّقاً مُسدَّداً بإذن الله تعالى.

2 -

إن مقومات الداعية الناجح كثيرة متعددة، ولكني اقتصرت على أصولها وأسسها التي تتفرّع منها جميع المقومات، التي لابد لكل داعية من معرفتها والعمل بها وتطبيقها في حياته. وهي في نظري عشرة أصول: العلم النافع، والحكمة، والحلم، والأناة، والرفق، والصبر، والصدق، والإخلاص، والقدوة الحسنة، والخلق الحسن.

ولا ريب أن معرفة الداعية للمقومات التي تجعله ناجحاً في دعوته من أهم المهمات، ومن أولى الواجبات؛ لأن نجاح دعوته، وفوزه برضى

ص: 342

ربه، وتوفيقه موقوف على العمل بهذه المقومات.

3 -

إن العلم النافع من أعظم مقومات الداعية الناجح؛ ولهذا أمر الله به قبل القول والعمل فقال سبحانه: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الله وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} (1)؛ ولهذا بوّب البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه باباً قال فيه: بابٌ: العلم قبل القول والعمل.

والعلم ما قام عليه الدليل، والنافع منه ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم:((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)) (2).

والعلم النافع أقسام ثلاثة: علم بالله وأوصافه وما يتبع ذلك، وعلم بما أخبر الله به مما كان من الأمور الماضية وما يكون في المستقبل، وعلم بما أمر الله به من العلوم المتعلقة بالقلوب والجوارح.

والعلم لابد فيه من إقرار القلب ومعرفته بما طُلِبَ منه عمله وتمامه العمل بمقتضاه؛ فإن العلم النافع ما كان مقروناً بالعمل، أما العلم بلا عمل فهو حجة على صاحبه يوم القيامة. وقد أحسن القائل حيث قال:

إذا العلم لم تعمل به كان حجةً حجة

عليك ولم تُعْذَرْ بما أنت جاهله

فإن كنت قد أوتيت علماً

فإنما يصدق قول المرء ما هو فاعله

والعلم له طرق يكتسب بها، ومن أعظمها: أن يسأل العبد ربه العلم النافع، وأن يجتهد في طلبه، وأن يبتعد عن جميع المعاصي؛ لأنها سبب في حرمان العلم، وأن لا يستحيي من طلب العلم، ولا يتكبر عن طلبه،

(1) سورة محمد، الآية:19.

(2)

متفق عليه: البخاري، كتاب العلم، باب من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، برقم 71، ومسلم، كتاب الزكاة، باب النهي عن المسألة، برقم 98 (1037).

ص: 343

وأن يخلص في الطلب.

4 -

إن الحكمة هي الركن الأعظم من مقومات الداعية الناجح، وهي بلا شك الإصابة في الأقوال والأفعال، ووضع كل شيء في موضعه بإحكام وإتقان.

والحكمة تكون تارة باستخدام الرفق واللين، وتارة باستخدام الموعظة الحسنة، وتارة تكون باستخدام الجدال بالتي هي أحسن، وتارة تكون باستخدام القوة لمن كان له سلطة مشروعة بالضوابط التي دلّ عليها الكتاب والسنة.

والحكمة حكمتان: حكمة علمية وحكمة عملية وهي درجات بيّنها أهل العلم، والحكمة لها طرق تكتسب بها وتُحصّل بها، فإذا سلك الداعية هذه الطرق وُفِّق لاكتساب الحكمة بإذن الله تعالى، ومن أبرز وأهم هذه الطرق الطرق الآتية:

الطريق الأول: السلوك الحكيم الذي يسلكه الداعية في حياته وتصرفاته، وسيرته.

الطريق الثاني: العلم بالعمل المقرون بالصدق والإخلاص.

وما أحسن وأجمل ما قاله الشاعر الحكيم:

وكيف يصح أن تُدْعى حكيماً

وأنت لكل ما تهوى ركوب

الطريق الثالث: الخبرات والتجارب؛ لأن التجارب لها الأثر العظيم في اكتساب المهارات والخبرات.

الطريق الرابع: السياسة الحكيمة ومن أعظمها: تحرّي أوقات الفراغ والنشاط والحاجة عند المدعوين، حتى لا يملّوا عن الاستماع، وترك

ص: 344

الأمر الذي لا إثم في تركه ولا ضرر اتقاءً للفتنة، وهذا يبيّن للداعية أن المصالح إذا تعارضت أو تعارضت مصلحة ومفسدة وتعذّر الجمع بين فعل المصلحة وترك المفسدة بُدِئَ بالأهم، فإنّ دفع المفاسد مقدم على جلب المصالح، ودفع أعظم المفسدتين أو الضررين باحتمال أيسرهما، وتحصيل أعظم المصلحتين بترك أيسرهما.

الطريق الخامس: فقه ركائز الدعوة وأركانها؛ فإن الداعية لا يكون حكيماً حتى يعرف موضوع الدعوة الذي يدعو إليه، ومن هو الداعي، وما هي الصفات والآداب التي ينبغي أن تتوافر في الداعية؟ ومن هو المدعو، وما هي الوسائل والأساليب التي تستخدم في نشر الدعوة وتبليغها؟

والداعية الحكيم هو الذي ينزل الناس منازلهم، ومراتبهم، فيدرس الواقع لأحوال الناس ومعتقداتهم، ونفسياتهم، ويعرف مراكز الضلال ومواطن الانحراف معرفة جيدة، ثم يدعوهم على حسب أحوالهم وما يحتاجون إليه، فالداعية الحكيم كالطبيب الذي يُشخِّص المرض، ويعرف الداء ويحدّده، ثم يعطي العلاج والدواء المناسب على حسب حال المريض ومرضه، مراعياً في ذلك قوة المريض، وضعفه وتحمّله للعلاج، وقد يحتاج المريض إلى عملية جراحية فيشقّ بطنه، أو يقطع شيئاً من أعضائه؛ من أجل استئصال المرض طلباً لصحة المريض، وهكذا الداعية الحكيم يعرف أمراض المجتمع، ويحدّد المرض تحديداً دقيقاً، وينظر ما هي الشبه والعوائق فيزيلها، ثم يقدم العلاج المناسب بدءاً بأمور العقيدة الإسلامية الصحيحة مع تشويق المدعوّ إلى القبول والإجابة.

5 -

إن الحلم هو ضبط النفس والطبع عن هيجان الغضب، وهو من

ص: 345

أعظم مقومات الداعية الناجح، وما أكثر الصور التطبيقية التي فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضي الله عنهم في مجال الحلم في الدعوة إلى الله تعالى فدخل الناس في دين الله أفواجاً بفضل الله تعالى ثم بتطبيق هذا المقوم العظيم.

والحلم له طرق يكتسب بها إذا سلكها الداعية كان حليماً وموفقاً.

6 -

إن الأناة من أعظم مقومات الداعية الناجح، وهي من صفات أصحاب العقل والرزانة، بخلاف العجلة فإنها من صفات أصحاب الرعونة والطيش، وهي تدلّ على أن صاحبها لا يملك الإرادة القوية التي تضبط نفسه؛ فإن الأناة عند الداعية تجعله يحكِّم أموره ويضع الأشياء مواضعها، والتثبت في الأمور الواقعة وفي الأخبار الواردة حتى تتضح وتظهر، والاستيثاق من مصدرها قبل الحكم عليها أوْ لها:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} (1) وكم من الصور التطبيقية للأناة في الدعوة إلى الله تعالى التي طبقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وطبقها مِنْ بعدِهِ أهل العلم والإيمان فنفع الله بها؟

7 -

إن الرفق هو لين الجانب بالقول والفعل، والأخذ بالأيسر والأسهل، وحسن الخلق وكثرة الاحتمال، وعدم الإسراع بالغضب والتعنيف والشدة، وهو من أعظم مقومات الداعية الناجح؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا يُنزع من شيء إلا شانه)) (2)، وقال صلى الله عليه وسلم:((يسِّروا ولا تعسِّروا وبشِّروا ولا تنفِّروا)) (3).

(1) سورة الحجرات، الآية:6.

(2)

رواه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب فضل الرفق، برقم 78 (2594).

(3)

متفق عليه: البخاري، كتاب العلم، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم بالموعظة والعلم كي لا ينفروا، برقم 69، ومسلم، كتاب الجهاد والسير، باب في الأمر بالتيسير وترك التنفير، برقم 8 - (1734).

ص: 346

8 -

إن الصبر هو منع النفس وحبسها عن الجزع، واللسان عن التشكي، والجوارح عن التشويش، وهو يمنع صاحبه من فعل ما لا يحسن ولا يجمل، وهو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها وقوام أمرها، وهذه القوة تمكِّن الداعية من ضبط نفسه لتحمّل المشاق والمتاعب والآلام ابتغاء مرضاة الله تعالى، وهو من أعظم مقومات الداعية الناجح، ويحتاجه الداعية قبل الدعوة، وأثناء الدعوة، وبعد الدعوة كما بيّن ذلك أهل العلم والإيمان.

والصبر في الدعوة بمثابة الرأس من الجسد، فلا دعوة لمن لا صبر له، كما أنه لا جسد لمن لا رأس له.

والصبر ينتصر به الداعية على عدوه مع الأخذ بالأسباب المشروعة {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ الله بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} (1).

فلابد للداعية أن يصبر على دعوته وما يدعو إليه، وعلى ما يتعرّض دعوته من معارضات، وعلى ما يصيبه هو من أذى، فإذا فعل ذلك كان إماماً يُقتدى به:{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} (2).

9 -

إن الصدق والإخلاص في الدعوة إلى الله: هو التقرّب بهذا العلم إلى الله وحده: لا رياءً ولا سمعةً، ولا طلباً للعرض الزائل، ولا تصنعاً وإنما يرجو ثواب الله ويخشى عقابه، ويطمع في رضاه، ويقصد بدعوته وسائر

(1) سورة آل عمران، الآية:120.

(2)

سورة السجدة، الآية:24.

ص: 347

تصرفاته وتوجيهاته وجه الله وحده لا شريك له، ولا رب سواه. ولهذا قال سبحانه: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ

} (1).

والصدق يكون في القصد والنية وهو الإخلاص، وفي القول بالأخذ بالحق ونبذ الباطل، وفي العمل بموافقة القول، وهذه المجالات تحت قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ الله وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} (2).

10 -

إن القدوة الحسنة هي أن يكون الداعية قدوة صالحة فيما يدعو إليه فلا يناقض قوله فعله ولا فعله قوله، وهي من أعظم مقومات الداعية الناجح؛ لأن الناس ينظرون إلى الداعية نظرة دقيقة دون أن يعلم أنه تحت رقابة مجهرية، فرب عمل يقوم به الداعية من المخالفات لا يلقي له بالاً يكون في نظرهم من الكبائر والموبقات؛ لأنهم يعدّونه قُدوة، وقد يراه الجاهل على عملٍ غير مشروع فيظن أنه على حق، ومعلوم أن الداعية إذا كان عاملاً بما يدعو إليه كان ذلك أيسر في إيصال المفاهيم التي يريد الداعية إيصالها للناس المقتدين به؛ لأن كثيراً من الناس ينتفعون بالسيرة الحسنة أكثر مما ينتفعون بالأقوال، ولاسيما عامة الناس؛ ولهذا قال سبحانه: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى الله وَعَمِلَ صَالِحًا

} (3) وقد ذم سبحانه من خالف قوله فعله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ الله أَن تَقُولُوا مَا لا

(1) سورة النساء، الآية:125.

(2)

سورة التوبة، الآية:119.

(3)

سورة فصلت، الآية:33.

ص: 348

تَفْعَلُونَ} (1)،، {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} (2)، وما أحسن ما قاله القائل:

يا أيها الرجل المعلِّم غيره

هلَاّ لنفسك كان ذا التعليم

ابدأ بنفسك فانهها عن غيِّها

فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

فهناك يقبل ما تقولُ ويُقتدى

بالعلم منك وينفع التعليمُ

لا تنهَ عن خلقٍ وتأتي مثله

عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيم

11 -

إن الخلق الحسن حالة راسخة في النفس تصدر عنها الأفعال الحسنة الجميلة وهو من أعظم مقومات الداعية الناجح، وإذا تخلَّق به الداعية أحبه الناس جميعاً حتى أعدائه في الغالب، فيتمكن بذلك من إدراك مطالبه السامية بإذن الله تعالى؛ لأن الداعية لا يسع الناس بماله ولكن ببسط الوجه وحسن الخلق.

ومن التجارب الملموسة والمشاهدة أن من لم يتخلق بالخلق الحسن من الدعاة ينفر الناس من دعوته، ولا يستفيدون من علمه وخبرته؛ لأن من طبائع الناس أنهم لا يقبلون ممن يسيء إليهم، ويبدو منه احتقارهم ولو كان ما يقوله حقاً؛ ولهذا قال الله تعالى لنبيه الكريم: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ الله لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ

} (3).

والخلق الحسن موضوع واسع جداً يشمل: الحلم، والأناة، والجود،

(1) سورة الصف، الآيتان: 2 - 3.

(2)

سورة البقرة، الآية:44.

(3)

سورة آل عمران، الآية:159.

ص: 349

والكرم، والعفو والصفح، والرفق واللين، والصبر والعزيمة، والثبات، والعدل والإنصاف، والصدق والإخلاص، والبر والإحسان، والوفاء، والإيثار، والرحمة، والتواضع، والزهد، والكيس والنشاط، والسماحة، والمروءة، والشجاعة، والأمانة، وحفظ السر، والورع، واليقين، والتوكل، وهذا مفهوم واسع إذا عمل به الداعية كان ناجحاً في دعوته بعون الله.

والله أسأل أن يوفق جميع علماء المسلمين ودعاتهم إلى العمل بهذه المقومات، وأن يزيدني وإياهم علماً، وهدىً، وتوفيقاً، وأن يحسن لي ولهم ولجميع المسلمين العاقبة في الأمور كلها، وأن يجيرنا جميعاً من خزي الدنيا وعذاب الآخرة. والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

ص: 350