الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 - الاستهانة بالمسيء:
إذا نطق السفيه فلا تجبه
…
فخير من إجابته السكوتُ
5 - الاستحياء من جزاء الجواب
، وهذا من صيانة النفس وكمال المروءة.
6 - التفضّل على السّابّ
، وهذا من الكرم وحبّ التألّف.
7 - قطع السّباب
، وهذا من الحزم كما قال الشاعر:
وفي الحلم ردع للسفيه عن الأذى
…
وفي الخرق إغراء فلا تك أخرقا
8 - الخوف من العقوبة على الجواب
، وهذا مما يقتضيه الحزم، فقد قيل: الحلم حجاب الآفات.
9 - الرعاية ليد سالفة
، وحرمة لازمة، وهذا من الوفاء وحسن العهد، قال الشاعر:
إن الوفاء على الكريم فريضة
…
واللؤم مقرون بذي الإخلاف
10 - المكر وتوقع الفرص الخفية
، وهذا من الدهاء، وقد قيل: من ظهر غضبه قلّ كيده.
وقال بعض الشعراء:
ولَلْكفُّ عن شتم اللئيم تكرّماً
…
أضرّ له من شتمه حين يشتم (1)
فإذا راعى الداعية الوقاية من الغضب، والعلاج، وهذه الأسباب
العشرة كان حليماً بإذن الله - تعالى - وبهذا يحقّق ركناً من أركان الحكمة التي من أوتيها فقد أُوتي خيراً كثيراً.
(1) انظر: أدب الدنيا والدين لأبي الحسن الماوردي، المتوفى سنة 450هـ، ص214.
وينبغي أن يعلم أن الغضب لله يكون محموداً، ولا يدخل في الغضب المذموم، فالغضب المحمود يكون من أجل الله عندما ترتكب حرمات الله، أو تترك أوامره ويستهان بها، وهذا من علامات قوة الإيمان، ولكن بشرط أن لا يخرج هذا الغضب عن حدود الحلم والحكمة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغضب لله إذا انتهكت محارمه، وكان لا ينتقم لنفسه، ولكن إذا انتُهكت حرمات الله لم يقم لغضبه شيء، ولم يضرب بيده خادماً، ولا امرأة، إلاّ أن يجاهد في سبيل الله، وقد خدمه أنس بن مالك رضي الله عنه عشر سنوات، فما قال له: أُفٍّ قطّ، ولا قال له لشيء فعله: لم فعلت كذا، ولا لشيء لم يفعله: ألا فعلت كذا؟ (1).
وهذا لا ينافي الحلم والحكمة، بل الغضب لله في حدود الحكمة من صميم الحلم والحكمة.
(1) انظر: عدة حالات غضب فيها النبي صلى الله عليه وسلم لله تعالى، في البخاري مع الفتح، في كتاب الأدب، باب ما يجوز من الغضب والشدة لأمر الله - تعالى - 10/ 517، بأرقام الحديث: 6114، ورقم 6115، ورقم 6116 وانظر: جامع العلوم والحكم لابن رجب، ص127، وفتح الباري، 10/ 518، الطبعة السلفية.