المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الرابع: الخبرات والتجارب - مقومات الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة

[سعيد بن وهف القحطاني]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌التمهيد: مفهوم مقوّمات الداعية الناجح

- ‌الفصل الأول: العلم النافع

- ‌المبحث الأول: أهمية العلم النافع

- ‌المبحث الثاني: أقسام العلم

- ‌القسم الأول: علم بالله، وأسمائه، وصفاته

- ‌القسم الثاني: علم بما أخبر الله به

- ‌القسم الثالث: العلم بما أمر الله به من العلوم

- ‌المبحث الثالث: العمل بالعلم

- ‌المبحث الرابع: طرق تحصيل العلم

- ‌1 - أن يسألَ العبد ربّه العلمَ النافع

- ‌2 - الاجتهاد في طلب العلم

- ‌3 - اجتناب جميع المعاصي

- ‌4 - عدم الكبر والحياء عن طلب العلم

- ‌5 - الإخلاص في طلب العلم والعمل به

- ‌الفصل الثاني: الحكمة

- ‌المبحث الأول: مفهوم الحكمة

- ‌المطلب الأول: تعريف الحكمة في اللغة

- ‌6 - والحكيم: المانع من الفساد

- ‌8 - والحُكْمُ: هو المنع من الظلم

- ‌العدل:

- ‌والحِلْمُ:

- ‌والعلم:

- ‌والنُّبُوّة

- ‌المطلب الثاني: تعريف الحكمة في الاصطلاح الشرعي

- ‌والحكمة في كتاب الله نوعان

- ‌المفردة

- ‌ المقرونة

- ‌المبحث الثاني: أهمية الحكمة

- ‌2 - من تتبّع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وجد أنه كان يلازم الحكمة في جميع أموره

- ‌ باستخدام الرفق واللين، والحلم والعفو

- ‌وتارة تكون الحكمة باستخدام الموعظة الحسنة

- ‌ وتارة تكون الحكمة باستخدام الجدال بالتي هي أحسن

- ‌ وتارة تكون الحكمة باستخدام القوة:

- ‌4 - الحكمة تجعل الداعي إلى الله يُقدِّر الأمور قدرها

- ‌5 - الحكمة تجعل الداعية إلى الله يتأمل ويراعي أحوال المدعوين

- ‌المبحث الثالث: أنواع الحكمة

- ‌النوع الأول: حكمة علمية نظرية

- ‌النوع الثاني: حكمة عملية

- ‌المبحث الرابع: درجات الحكمة

- ‌الدرجة الأولى: ((أن تعطي كل شيء حقه

- ‌الدرجة الثانية: معرفة عدل الله في وعيده

- ‌الدرجة الثالثة: البصيرة، وهي قوة الإدراك والفطنة والخبرة

- ‌والبصيرة في الدعوة إلى الله في ثلاثة أمور:

- ‌الأمر الأول: أن يكون الداعية على بصيرة فيما يدعو إليه

- ‌الأمر الثاني: أن يكون على بصيرة بحال المدعو

- ‌الأمر الثالث: أن يكون على بصيرة في كيفية الدعوة

- ‌المبحث الخامس: طرق تحصيل الحكمة

- ‌تمهيد:

- ‌السلوك

- ‌المطلب الأول: السلوك الحكيم

- ‌ الخُلق

- ‌القسم الأول:

- ‌القسم الثاني:

- ‌ المسالك الحكيمة

- ‌المسلك الأول: قدوة الداعية في سلوكه

- ‌المسلك الثاني: أصول السلوك الحكيم:

- ‌الْعَدْلِ

- ‌النوع الأول: العدل بين العبد وربه

- ‌النوع الثاني: العدل بين العبد وبين نفسه:

- ‌النوع الثالث: العدل بين العبد وبين الخلق:

- ‌الإحسان:

- ‌المعنى الأول: متعدٍّ بنفسه

- ‌المعنى الثاني: متعدٍّ بحرف جر

- ‌المسلك الثالث: وصايا الحكماء باكتساب الحكمة:

- ‌المطلب الثاني: العمل بالعلم المقرون بالصدق والإخلاص

- ‌العلم هو ما قام عليه الدليل

- ‌المطلب الثالث: الاستقامة

- ‌الشرط الأول: دعوته إلى الله - تعالى - بأن يُعبد الله وحده

- ‌الشرط الثاني: عمل الداعية الصالحات بأداء الفرائض

- ‌الشرط الثالث: اعتزاز الداعية بالإسلام وانقياده لأمره شكراً لربه

- ‌المطلب الرابع: الخبرات والتجارب

- ‌المطلب الخامس: السياسة الحكيمة

- ‌الطريق الأول: تحري أوقات الفراغ، والنشاط

- ‌الطريق الثاني: ترك الأمر الذي لا ضرر فيه ولا إثم

- ‌الطريق الثالث: تأليف القلوب بالمال

- ‌الطريق الرابع: التأليف بالجاه من السياسة الحكيمة

- ‌الطريق الخامس: التأليف بالعفو في موضع الانتقام

- ‌الطريق السادس: عدم مواجهة الداعية أحداً بعينه

- ‌الطريق السابع: إعطاء الوسائل صورة ما تصل إليه

- ‌الطريق الثامن: أن يجيب الداعية على السؤال الخاص

- ‌الطريق التاسع: ضرب الأمثال

- ‌المطلب السادس: فقه أركان الدعوة إلى الله تعالى

- ‌الركن الأول: موضوع الدعوة ((ما يدعو إليه الداعية)):

- ‌ الإسلام اختص بخصائص عظيمة منها:

- ‌1 - الإسلام من عند الله تعالى

- ‌2 - الإسلام شامل لجميع نظم الحياة وسلوك الإنسان

- ‌3 - الإسلام عام لجميع البشرية في كل زمان ومكان

- ‌4 - الإسلام هو من حيث الجزاء:

- ‌5 - والإسلام يحرص على إبلاغ الناس

- ‌6 - الإسلام وسط: في عقائده، وعباداته، وأخلاقه، وأنظمته

- ‌ الشريعة الإسلامية مدارها على ثلاث مصالح:

- ‌المصلحة الأولى: درء المفاسد

- ‌المصلحة الثانية: جلب المصالح:

- ‌المصلحة الثالثة: الجري على مكارم الأخلاق

- ‌الركن الثاني: الداعي:

- ‌1 - وظيفة الداعية:

- ‌الصورة الأولى: فردية

- ‌الصورة الثانية: بصفة جماعية

- ‌2 - عدّة الداعية وسلاحه:

- ‌السلاح الأول: الفهم الدقيق

- ‌الأمر الأول: فهم الداعية العقيدة الإسلامية

- ‌الأمر الثاني: فهم الداعية غايته

- ‌الأمر الثالث: تعلقه بالآخرة

- ‌السلاح الثاني: الإيمان العميق

- ‌السلاح الثالث: اتصال الداعية بالله - تعالى - في جميع أموره

- ‌3 - أخلاق الداعية وصفاته:

- ‌الركن الثالث: المدعو:

- ‌الركن الرابع: أساليب الدعوة ووسائل تبليغها:

- ‌أولاً: أساليب الدعوة:

- ‌1 - تشخيص وتحديد الداء في المدعوين، ومعرفة الدواء:

- ‌2 - إزالة الشبهات التي تمنع المدعوين من رؤية الداء والإحساس به:

- ‌3 - ترغيب المدعوين وتشويقهم:

- ‌4 - تعهد المستجيبين من المدعوين:

- ‌5 - تقوم جميع الأساليب:

- ‌ثانياً: وسائل تبليغ الدعوة إلى الله تعالى:

- ‌وسائل الدعوة

- ‌النوع الأول: وسائل خارجية

- ‌الوسيلة الثانية: الاستعانة بعد الله - تعالى - بالغير في تبليغ الدعوة

- ‌الوسيلة الثالثة: المحافظة على النظام المشروع:

- ‌النوع الثاني: وسائل تبليغ الدعوة بصورة مباشرة

- ‌‌‌الوسيلة الأولى: التبليغ بالقول:

- ‌الوسيلة الأولى: التبليغ بالقول:

- ‌1 - اللقاءات العامة:

- ‌2 - اللقاءات الخاصة:

- ‌3 - الدعوة الفردية:

- ‌4 - الكتابة:

- ‌5 - وسائل الإعلام الحديثة:

- ‌6 - الوسائل الشخصية

- ‌الوسيلة الثانية: التبليغ بالعمل:

- ‌الوسيلة الثالثة: التبليغ بالسيرة الحسنة:

- ‌حسن الخلق كلمة يندرج تحتها كثير من الصفات:

- ‌موافقة القول للعمل

- ‌المبحث السادس: إنزال الناس منازلهم ومراتبهم

- ‌المطلب الأول: إنزال الناس منازلهم

- ‌المطلب الثاني: مراتب الدعوة والمدعوين

- ‌1 - المستجيب الذّكي، القابل للحقّ

- ‌2 - القابل للحقّ المعترف به

- ‌3 - المعاند الجاحد

- ‌4 - فإن ظلم المعاند ولم يرجع إلى الحقّ انتُقِل معه

- ‌الفصل الثالث: الحِلْمُ

- ‌المبحث الأول: مفهوم الحِلْم

- ‌المبحث الثاني: أهمية الحِلْم

- ‌الحلم من أعظم مقومات الداعية الناجح

- ‌الأناة:

- ‌المبحث الثالث: صور من مواقف تطبيق الحلم في الدعوة إلى الله

- ‌الصورة الأولى: مع من قال هذه قسمة ما عُدِلَ فيها:

- ‌الصورة الثانية: مع من قال: كنا أحقَّ بهذا:

- ‌الصورة الثالثة: مع الطفيل

- ‌الصورة الرابعة: مع من أراد قتل النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الصورة الخامسة: مع زيد الحبر

- ‌الصورة السادسة: مع زعيم المنافقين

- ‌1 - شفاعته لليهود - بنو قينقاع - عندما نقضوا العهد:

- ‌2 - ما فعله مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد:

- ‌3 - صدّه الرسول صلى الله عليه وسلم عن الدعوة إلى الله تعالى:

- ‌4 - تثبيته بني النضير:

- ‌5 - كيده وغدره للنبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين في غزوة المريسيع:

- ‌الموقف المخزي الأول:

- ‌الموقف المخزي الثاني:

- ‌الموقف المخزي الثالث:

- ‌الصورة السابعة: مع ثمامة

- ‌الصورة الثامنة: مع من جبذ النبي صلى الله عليه وسلم بردائه

- ‌الصورة التاسعة: اللهم اغفر لقومي

- ‌الصورة العاشرة: مع أبي إبراهيم

- ‌الصورة الحادية عشر: مع من سبّ

- ‌الصورة الثانية عشرة: مع عيينة

- ‌الصورة الثالثة عشرة: حلم زين العابدين

- ‌المبحث الرابع: طرق تحصيل الحلم

- ‌المطلب الأول: علاج الغضب

- ‌الطريق الأول: الوقاية:

- ‌الطريق الثاني: العلاج إذا وقع الغضب:

- ‌النوع الأول: الاستعاذة بالله

- ‌النوع الثاني: الوضوء

- ‌النوع الثالث: تغيير الحالة

- ‌النوع الرابع: استحضار ما ورد في فضل كظم الغيظ

- ‌المطلب الثاني: أسباب تحصيل الحلم

- ‌1 - الرحمة بالجهال

- ‌2 - القدرة على الانتصار

- ‌3 - الترفع عن السباب

- ‌4 - الاستهانة بالمسيء:

- ‌5 - الاستحياء من جزاء الجواب

- ‌6 - التفضّل على السّابّ

- ‌7 - قطع السّباب

- ‌8 - الخوف من العقوبة على الجواب

- ‌9 - الرعاية ليد سالفة

- ‌10 - المكر وتوقع الفرص الخفية

- ‌الفصل الرابع: الأناة والتثبُّت

- ‌المبحث الأول: مفهوم الأناة والتثبت

- ‌المبحث الثاني: أهمية الأناة والتثبت

- ‌المبحث الثالث: صور من مواقف تطبيق الأ ناة في الدعوة

- ‌الصورة الأولى: مع أسامة:

- ‌الصورة الثانية: قبل القتال:

- ‌الخصلة الأولى: الإسلام والهجرة

- ‌الخصلة الثانية: فإن أبوا الإسلام دعاهم إلى بذل الجزية

- ‌الخصلة الثالثة: فإن امتنعوا عن ذلك كله استعان بالله وقاتلهم

- ‌الصورة الثالثة: في الصلاة:

- ‌الصورة الرابعة: من تثبت سليمان صلى الله عليه وسلم

- ‌الصورة الخامسة: في الغزو:

- ‌المبحث الرابع: العجلة والاستعجال

- ‌المطلب الأول: مفهوم العجلة وصورها

- ‌1 - استعجال نزول العذاب

- ‌2 - استعجال البروز قبل النضوج

- ‌3 - ترك الدعاء

- ‌4 - استعجال النصر

- ‌المطلب الثاني: ذمّ العجلة

- ‌المطلب الثالث: علاج الاستعجال

- ‌1 - العلم بأن وعد الله آتٍ لا ريب فيه

- ‌2 - النظر إلى سنن الله في الغابرين

- ‌3 - عدم وقوع الأمر

- ‌4 - يتخلص من العجلة بالتدرب

- ‌5 - تقوى الله تعالى ودعاؤه

- ‌الفصل الخامس: الرفق واللين

- ‌المبحث الأول: مفهوم الرفق واللين

- ‌الرفق لغة:

- ‌ المداراة

- ‌ظهر مما تقدم:

- ‌1 - أن الرفق واللين:

- ‌2 - أن المداراة تطلق على الرفق واللين

- ‌3 - أن المداهنة مذمومة

- ‌المبحث الثاني: أهمية الرفق واللين

- ‌المبحث الثالث: صور من مواقف تطبيق الرفق في الدعوة

- ‌الصورة الأولى: مع شاب استأذن في الزنا

- ‌الصورة الثانية: مع اليهود:

- ‌الصورة الثالثة: مع من بال في المسجد:

- ‌1 - إما أن يقطع عليه بوله فيتضرّر الأعرابي بحبس البول بعد خروجه

- ‌2 - وإما أن يقطعه فلا يأمن من تنجيس بدنه، أو ثوبه

- ‌الصورة الرابعة: مع معاوية بن الحكم:

- ‌الصورة الخامسة: مع من كانت يده تطيش:

- ‌الصورة السادسة: مع من أصاب من امرأته قبل الكفارة:

- ‌الصورة السابعة: مع من بكت عند القبر:

- ‌الصورة الثامنة: من رفق صلة بن أشيم:

- ‌الفصل السادس: الصبر

- ‌المبحث الأول: مفهوم الصبر

- ‌الصبر لغة:

- ‌حقيقة الصبر:

- ‌المبحث الثاني: أهمية الصبر في الدعوة إلى الله تعالى

- ‌ثانياً: الصبر يحتاجه الداعية في دعوته إلى الله في ثلاثة أحوال:

- ‌1 - قبل الدعوة بتصحيح النية والإخلاص

- ‌2 - أثناء الدعوة، فيلازم الصبر

- ‌3 - بعد الدعوة، وذلك من وجوه:

- ‌الوجه الأول:

- ‌الوجه الثاني:

- ‌الوجه الثالث:

- ‌ثالثاً: الصبر في الدعوة إلى الله عز وجل بمثابة الرأس من الجسد

- ‌رابعاً: الصبر في الدعوة إلى الله تعالى من أعظم أركان السعادة الأربعة

- ‌خامساً: الصبر من أعظم أركان الخُلق الحسن

- ‌سادساً: الصبر في الدعوة إلى الله من أهم المهمات

- ‌سابعاً: الصبر في الدعوة إلى الله عز وجل من أعظم القربات ومن أجل الهبات

- ‌ثامناً: الدعوة إلى الله سبيلها طويل تحف به المتاعب والآلام

- ‌تاسعاً: الصبر في مقام الدعوة إلى الله تعالى هو وصف الأنبياء

- ‌عاشراً: الداعية إلى الله عز وجل لا يكون قدوة في الخير مطلقاً إلا بالصبر والثبات عليه

- ‌الحادي عشر: الصبر ينتصر به الداعية على عدوه

- ‌الثاني عشر: الصبر من أهم المهمات للداعية

- ‌الثالث عشر: الصبر يشتمل على أكثر مكارم الأخلاق

- ‌الرابع عشر: الصبر نصف الإيمان:

- ‌الخامس عشر: الصبر سبب حصول كل كمال

- ‌السادس عشر: الصبر يجعل الداعية إلى الله عز وجل يضبط نفسه عن أمور لابد له من الابتعاد عنها

- ‌المحور الأول: الصبر على طاعة الله

- ‌المحور الثاني: الصبر عن محارم الله

- ‌المحور الثالث: الصبر على أقدار الله المؤلمة

- ‌السابع عشر: الصبر ذو مقام كريم وخلق عظيم

- ‌الثامن عشر: رتَّب الله تعالى خيرات الدنيا والآخرة على الصبر

- ‌المبحث الثالث: مجالات الصبر

- ‌المجال الأول: ضبط النفس عن السأم

- ‌المجال الثاني: ضبط النفس عن الضجر

- ‌المجال الثالث: ضبط النفس عن العجلة

- ‌المجال الرابع: ضبط النفس عن الغضب

- ‌المجال الخامس: ضبط النفس عن الخوف

- ‌المجال السادس: ضبط النفس عن الطمع

- ‌المجال السابع: ضبط النفس عن الاندفاع

- ‌المجال الثامن: ضبط النفس لتحمل المتاعب

- ‌المبحث الرابع: حكم الصبر

- ‌القسم الأول: صبر واجب:

- ‌القسم الثاني: صبر مندوب:

- ‌القسم الثالث: صبر محرم:

- ‌القسم الرابع: صبر مكروه:

- ‌القسم الخامس: صبر مباح:

- ‌المبحث الخامس: أنواع الصبر

- ‌المطلب الأول: الصبر على طاعة الله

- ‌الصبر على الطاعة يتكون من ثلاث شعب:

- ‌الأولى: صبر قبل الطاعة

- ‌الثانية: الصبر حال الطاعة حيث لا يغفل عنها أثناء تأديتها

- ‌الثالثة: الصبر بعد العمل

- ‌العائق الأول: إعراض الناس عن دعوتك:

- ‌العائق الثاني: الأذى من الناس قولاً وفعلاً:

- ‌العائق الثالث: استبطاء النصر والفرج:

- ‌ في تأخير الفرج لطائف وأسرار

- ‌1 - أن الكرب كلما اشتدّ كان الفرج قريباً

- ‌2 - أن الكرب كلما اشتدّ وجد اليأس من كشفه

- ‌3 - أن الكرب كلما اشتدّ فإن العبد حينئذ يحتاج إلى زيادة

- ‌المطلب الثاني: الصبر عن المعاصي والمحرمات

- ‌المطلب الثالث: الصبر على المصائب وأقدار الله المؤلمة

- ‌المبحث السادس: صور من تطبيق الصبر في الدعوة

- ‌المطلب الأول: صور من صبر النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته

- ‌الصورة الأولى: صعوده على الصفا ونداؤه العام:

- ‌الصورة الثانية: اضطهاد سادات قريش:

- ‌الصورة الثالثة: مع عتبة:

- ‌الصورة الرابعة: مع أبي جهل:

- ‌الصورة الخامسة: وضع السَّلا على ظهره صلى الله عليه وسلم

- ‌الصورة السادسة: مع عقبة

- ‌الصورة السابعة: مع زوجة أبي لهب:

- ‌الصورة الثامنة: حبسه صلى الله عليه وسلم في الشعب:

- ‌الصورة التاسعة: مع أهل الطائف:

- ‌الصورة العاشرة: مع أهل الأسواق والمواسم:

- ‌الصورة الحادية عشرة: جرح وجهه وكسرت رباعيته صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الثاني: صور من شجاعته وإقدامه صلى الله عليه وسلم

- ‌الصورة الأولى: شجاعته صلى الله عليه وسلم في معركة بدر الكبرى:

- ‌الصورة الثانية: شجاعته صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد:

- ‌الصورة الثالثة: شجاعته صلى الله عليه وسلم في معركة حنين

- ‌الصورة الرابعة: شجاعته صلى الله عليه وسلم في الحماية لأصحابه:

- ‌الصورة الخامسة: شجاعته صلى الله عليه وسلم العقلية:

- ‌المطلب الثالث: صور من صبر الصحابة رضي الله عنهم

- ‌الصورة الأولى: صبر بلال:

- ‌الصورة الثانية: صبر آل ياسر:

- ‌الصورة الثالثة: صبر صُهيب:

- ‌الصورة الرابعة: صبر أبي سلمة وزوجته:

- ‌الصورة الخامسة: صبر عبد الله بن حذافة:

- ‌الصورة السادسة: صبر خبيب:

- ‌الصورة السابعة: صبر سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

- ‌الصورة الثامنة: صبر أم حبيبة أم المؤمنين رضي الله عنها:

- ‌الصورة التاسعة: صبر أنس بن النضر رضي الله عنه

- ‌الصورة العاشرة: صبر عمير بن الحُمَام

- ‌المبحث السابع: طرق تحصيل الصبر

- ‌المطلب الأول: الطرق العامة لتحصيل الصبر

- ‌أولاً: معرفة طبيعة الحياة الدنيا:

- ‌ثانياً: اليقين بحسن الجزاء عند الله:

- ‌ثالثاً: معرفة الإنسان نفسه:

- ‌رابعاً: اليقين بالفرج:

- ‌خامساً: الاستعانة بالله:

- ‌سادساً: التأسّي بأهل الصبر والعزائم:

- ‌سابعاً: الإيمان بقدر الله وقضائه:

- ‌ثامناً: استصغار المصيبة:

- ‌تاسعاً: الحذر من الآفات العائقة في الطريق:

- ‌1 - الاستعجال:

- ‌2 - الغضب:

- ‌3 - الضيق:

- ‌4 - اليأس:

- ‌المطلب الثاني: طرق تحصيل الصبر عن المعاصي

- ‌أولاً: علم العبد بقبحها ورذالتها ودناءتها

- ‌ثانياً: الحياء من الله سبحانه

- ‌ثالثاً: مراعاة نعمه عليك وإحسانه إليك

- ‌رابعاً: خوف الله وخشية عقابه

- ‌خامساً: محبة الله

- ‌سادساً: شرف النفس وزكاؤها وفضلها

- ‌سابعاً: قوة العلم بسوء عاقبة المعصية

- ‌ثامناً: قصر الأمل، وعلمه بسرعة انتقاله

- ‌تاسعاً: مجانبة الفضول في مطعمه ومشربه

- ‌عاشراً: ثبات شجرة الإيمان في القلب

- ‌المطلب الثالث: طرق تحصيل الصبر على الطاعات

- ‌المطلب الرابع: طرق تحصيل الصبر على المصيبة والبلاء وأقدار الله المؤلمة

- ‌أولاً: معرفة جزائها وثوابها

- ‌ثانياً: العلم بتكفيرها للسيئات ومحوها لها

- ‌ثالثاً: الإيمان بالقدر السابق الجاري بها

- ‌رابعاً: معرفة حق الله عليه في تلك البلوى

- ‌خامساً: العلم بترتبها عليه بذنبه

- ‌سادساً: أن يعلم أن الله قد ارتضاها له واختارها

- ‌سابعاً: أن يعلم أن هذه المصيبة هي دواءٌ نافع

- ‌ثامناً: أن يعلم أن في عُقبى هذا الدواء

- ‌تاسعاً: أن يعلم أن المصيبة ما جاءت لتهلكه وتقتله

- ‌عاشراً: أن يعلم أن الله يربِّي عبده على السراء والضراء

- ‌الفصل السابع: الإخلاص والصدق

- ‌المبحث الأول: مفهوم الإخلاص

- ‌الإخلاص في اللغة:

- ‌وحقيقة الإخلاص:

- ‌المبحث الثاني: أهمية الإخلاص

- ‌المبحث الثالث: النية أساس العمل

- ‌المطلب الأول: أهمية النية ومكانتها

- ‌المطلب الثاني: خطر إرادة الدنيا بعمل الآخرة

- ‌المطلب الثالث: أنواع العمل للدنيا

- ‌النوع الأول:

- ‌النوع الثاني:

- ‌النوع الثالث:

- ‌النوع الرابع:

- ‌المبحث الرابع: خطر الرياء، وأنواعه، وأسبابه

- ‌المطلب الأول: خطر الرياء

- ‌1 - الرياء أخطر على المسلمين من المسيح الدجال:

- ‌2 - الرياء أشد فتكاً من الذئب في الغنم

- ‌3 - خطورة الرياء على الأعمال الصالحة خطر عظيم

- ‌4 - أول من تُسَعَّر بهم النار يوم القيامة:

- ‌5 - الرياء يورث الذلّ والصغار والهوان والفضيحة

- ‌6 - الرياء يحرم ثواب الآخرة

- ‌7 - الرياء سبب في هزيمة الأمة

- ‌المطلب الثاني: أنواع الرياء

- ‌1 - أن يكون مراد العبد غير الله

- ‌2 - أن يكون قصد العبد ومراده لله تعالى

- ‌3 - أن يدخل العبد في العبادة لله ويخرج منها لله

- ‌4 - وهناك رياء بدني:

- ‌5 - رياء من جهة اللباس أو الزي:

- ‌6 - الرياء بالقول:

- ‌7 - الرياء بالعمل:

- ‌8 - الرياء بالأصحاب والزائرين:

- ‌9 - الرياء بذمّ النفس بين الناس

- ‌10 - ومن دقائق الرياء وخفاياه:

- ‌11 - ومن دقائق الرياء أن يجعل الإخلاص وسيلة

- ‌المطلب الثالث: أقسام الرياء

- ‌1 - أن يكون العمل رياء محضاً

- ‌2 - أن يكون العمل لله

- ‌3 - أن يكون أصل العمل لله

- ‌الحال الأولى:

- ‌الحال الثانية:

- ‌الأمر الأول:

- ‌الأمر الثاني:

- ‌4 - أن يكون الرياء بعد الانتهاء من العبادة

- ‌المطلب الرابع: أسباب الرياء ودوافعه

- ‌1 - حب لذّة الحمد والثناء والمدح

- ‌2 - الفرار من الذم

- ‌3 - الطمع فيما في أيدي الناس

- ‌المبحث الخامس: طرق تحصيل الإخلاص وعلاج الرياء

- ‌1 - معرفة أنواع الرياء، ودوافعه، وأسبابه

- ‌2 - معرفة عظمة الله تعالى

- ‌3 - معرفة ما أعدَّه الله في الدار الآخرة

- ‌4 - الخوف من الرياء المحبط للعمل

- ‌5 - الفرار من ذمّ الله

- ‌6 - معرفة ما يفرُّ منه الشيطان

- ‌7 - الإكثار من أعمال الخير والعبادات غير المشاهدة

- ‌8 - عدم الاكتراث بذمّ الناس ومدحهم

- ‌9 - تذكّر الموت وقصر الأمل

- ‌10 - الخوف من سوء الخاتمة

- ‌11 - مصاحبة أهل الإخلاص والتقوى

- ‌12 - الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى

- ‌13 - حبّ العبد ذكر الله له

- ‌14 - عدم الطمع فيما في أيدي الناس

- ‌15 - معرفة ثمرات الإخلاص وفوائده

- ‌المبحث السادس: الصدق

- ‌المطلب الأول: مفهوم الصدق وأهميته وفضله

- ‌المطلب الثاني: مجالات الصدق

- ‌1 - الصدق في النية والقصد:

- ‌2 - الصدق في القول:

- ‌3 - وأما صدق العمل:

- ‌المطلب الثالث: أثر الصدق في نجاح الدعوة

- ‌2 - للصدق أثره الحميد في التآلف والتآزر والتوادد

- ‌3 - الصدق يزرع في النفوس الثقة والطمأنينة والراحة والأنس

- ‌الفصل الثامن: القُدوة الحسنة

- ‌المبحث الأول: مفهوم القدوة الحسنة

- ‌المبحث الثاني: أهمية القدوة الحسنة

- ‌1 - إن المثال الحي والقدوة الصالحة يثير في نفس البصير العاقل قدراً

- ‌2 - إن القدوة الحسنة المتحلِّية بالفضائل تُعطي الآخرين قناعة

- ‌3 - إن الأتباع والمدعوّين الذين يربّيهم ويدعوهم الداعية

- ‌4 - إن مستويات الفهم للكلام عند الناس تتفاوت

- ‌5 - إن النبي صلى الله عليه وسلم قد حذّر الدعاة من المخالفة لِمَا يقولون

- ‌6 - إن جميع الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام من أولهم إلى آخرهم كانوا قُِدوةً حسنةً لأقوامهم

- ‌7 - إن الناس كما ينظرون إلى الداعية في أعماله وتصرفاته ينظرون إلى أسرته

- ‌المبحث الثالث: وجوب القدوة الحسنة

- ‌الفصل التاسع: الخُلُق الحَسَن

- ‌المبحث الأول: مفهوم الخُلُق الحسن

- ‌الخُلْقُ لغةً:

- ‌ السلوك:

- ‌المبحث الثاني: أهمية الخلق الحسن

- ‌الأمر الأول: الخلق الحسن في حياة المسلم عامة وفي حياة الدعاة إلى الله تعالى خاصة من أعظم روابط الإيمان وأعلى درجاته

- ‌الأمر الثاني: الخلق الحسن ضرورة اجتماعية لجميع المجتمعات

- ‌الأمر الثالث: الخلق الحسن يجعل الداعية إلى الله تعالى من أحسن الناس

- ‌الأمر الرابع: الخلق الحسن من أعظم القربات وأجلّ العطايا والهبات

- ‌الأمر الخامس: الخلق الحسن هو وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌الأمر السادس: الخلق الحسن ذو أهمية بالغة

- ‌الأمر السابع: الخلق الحسن من أعظم الأساليب

- ‌الأمر الثامن: الخلق الحسن هو أمنية كل مسلم

- ‌الأمر التاسع: الخلق الحسن يحبّب الداعية إلى الناس جميعاً

- ‌الأمر العاشر: من لم يتخلّق بالخلق الحسن من الدعاة ينفِّر الناس

- ‌الأمر الحادي عشر: إن صلاح الأمة وهدايتها والنهوض بها

- ‌الأمر الثاني عشر: الخلق الحسن في الدعوة يجعل الداعية مستنير القلب

- ‌الأمر الثالث عشر: الخلق الحسن في الدعوة

- ‌الأمر الرابع عشر: الخلق الحسن موضوع واسع جداً

- ‌المبحث الثالث: طرق تحصل الخلق الحسن

- ‌1 - التدريب العملي

- ‌2 - الغمس في البيئة الصالحة

- ‌المبحث الرابع: فروع الخلق الحسن

- ‌تمهيد: فروع الخلق الحسن:

- ‌المطلب الأول: الجود والكرم

- ‌1 - الجود بالنفس

- ‌3 - الجود براحته

- ‌4 - الجود بالعلم وبذله

- ‌5 - الجود بالنفع بالجاه

- ‌6 - الجود بنفع البدن على اختلاف أنواعه

- ‌7 - الجود بالعرض

- ‌8 - الجود بالصبر، والاحتمال، وكظم الغيظ

- ‌9 - الجود بالخلق الحسن، والبشاشة، والبسطة

- ‌10 - الجود بترك ما في أيدي الناس عليهم

- ‌المطلب الثاني: العدل

- ‌المطلب الثالث: التواضع

- ‌الخاتمة: ملخص البحث وأهم النتائج

- ‌المصادر والمراجع

الفصل: ‌المطلب الرابع: الخبرات والتجارب

ولاشك أن الداعية إذا سلك هذه المسالك الحكيمة اكتسب الحكمة بتوفيق الله تعالى.

‌المطلب الرابع: الخبرات والتجارب

التجربة لها الأثر العظيم في اكتساب المهارات والخبرات، وهي من أعظم طرق اكتساب الحكمة، والتجربة لا تخرج الحكمة عن كونها فضل الله يؤتيه من يشاء؛ فإنه المعطي الوهّاب {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ الله} (1)؛ ولكنه سبحانه جعل لكل شيء سبباً يوصل إليه.

والتجربة في العلم: اختبار مُنظِّم لظاهرة أو ظواهر يراد ملاحظتها ملاحظة دقيقة منهجية؛ للكشف عن نتيجةٍ ما، أو تحقيق غرضٍ معين، وما يعمل أولاً لتلافي النقص في شيءٍ وإصلاحه (2)، ويُقال: جَرَّبَهُ تَجرِبَةً: اختبره، ورجل مجرب، كمعظم: بُلِيَ ما كان عنده، ومجرِّب: عرف الأمور (3)، تقول، جربت الشيء تجريباً: اختبرته مرة بعد أخرى، والاسم التجربة، والجمع التجارب (4).

وعن معاوية رضي الله عنه قال: ((لا حكيم إلا ذو تجربة)) (5).

ومن المعلوم أن الحكيم لابد له من تجارب قد أحكمته، ولهذا قيل:

(1) سورة النحل، الآية:53.

(2)

المعجم الوسيط، مادة: جرب، 1/ 114.

(3)

القاموس المحيط، باب الباء، فصل الجيم، ص85.

(4)

المصباح المنير، مادة جرب، ص95.

(5)

البخاري، كتاب الأدب، باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، موقوفاً على معاوية مجزوماً به، بعد الرقم 6132.

ص: 67

((لا حليم إلا ذو عثرة، ولا حكيم إلا ذو تجربة)) (1).

والمعنى: لا حليم إلا صاحب زلة قدم، أو لغزة قلم في تقريره أو تحريره.

وقيل: لا حليم كاملاً إلا من وقع في زلة وحصل منه الخطأ والتخجل فعفي عنه فعرف به رتبة العفو فيحلم عند عثرة غيره؛ لأنه عند ذلك يصير ثابت القدم، ولا حكيم كاملاً إلا من جرب الأمور، وعلم المصالح والمفاسد؛ فإنه لا يفعل فعلاً إلا عن حكمة، إذ الحكمة إحكام الشيء وإصلاحه عن الخلل (2).

والحكيم هو المتيقظ المتنبه، أو المتقن للحكمة الحافظ لها (3).

والحكمة من أثمن نتائج التمييز والتفكير، وهي زبدة العلم والاختبار، فالعلم يخطط الأسس النظرية، ثم يكتمل ويصقل بالخبرة العملية المبنيَّة على المران والتجارب؛ ولهذا كان العلماء الأحداث بسبب قلة تجاربهم أنقص حكمة، وأقل رسوخاً في العلم من كبار العلماء الراسخين في العلم (4).

وبهذا يعلم أن الداعية إلى الله إذا خالط الناس، وعرف عاداتهم وتقاليدهم، وأخلاقهم الاجتماعية، ومواطن الضعف والقوة، سيركز على ما ينفع الناس، ويضع الأشياء في مواضعها؛ لأنه قد جرّبهم، فالتجارب تنمّي المواهب والقدرات، وتزيد البصير بصراً، والحليم

(1) الترمذي، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في التجارب، برقم 2033، وأحمد في المسند، 3/ 8.

(2)

انظر: فتح الباري، 10/ 530، وتحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي، 6/ 182.

(3)

انظر: فيض القدير شرح الجامع الصغير، 6/ 424.

(4)

انظر: الدعائم الخلقية للقوانين الشرعية، للدكتور/ صبحي محمصاني، ص140.

ص: 68

حلماً، وتجعل العاقل حكيماً، وقد تشجِّع الجبان، وتسخِّي البخيل، وقد تُليِّن قلب القاسي، وتقوِّي قلب الضعيف، ومن زادته التجارب عمىً إلى عماه فهو من الحمقى الذين لا يفقهون (1).

وأعظم الناس تجربة، وأكملهم حكمةً: الأنبياء، عليهم الصلاة والسلام؛ لأنهم صفوة البشر اصطفاهم الله وربّاهم، ثم أرسلهم لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومع هذا ما بعث الله من نبي إلا رعى الغنم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:((ما بعث الله نبيّاً إلاّ رعى الغنم))، فقال أصحابه: وأنت؟ فقال: ((نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة)) (2).

وفي رواية: قالوا: أكنت ترعى الغنم؟ قال: ((وهل من نبيٍّ إلاّ وقد رعاها؟)) (3).

والحكمة من ذلك - والله أعلم - أن الله عز وجل يلهم الأنبياء قبل النبوة رعي الغنم؛ ليحصل لهم التمرين والتجربة برعيها على ما يُكلَّفُونه من

القيام بأمر أمتهم؛ ولأن في مخالطتها ما يُحصِّل لهم الحلم والشفقة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:((أتاكم أهل اليمن هم أرقُّ أفئدةً وألين قلوباً. الإيمانُ يَمانٍ، والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل، والسكينة والوقار في أهل الغنم)) (4)؛ ولأنهم إذا صبروا على رعيها وجمعها بعد

(1) انظر: هكذا علمتني الحياة، القسم الأول: للدكتور مصطفى السباعي، ص47.

(2)

البخاري، كتاب الإجارة، باب رعي الغنم على قراريط، برقم 2262.

(3)

البخاري، كتاب الأنبياء، باب يعكفون على أصنام لهم، برقم 3225، وكتاب الأطعمة، باب الكباث، برقم 3225، ومسلم في كتاب الأشربة، باب فضيلة الأسود من الكباث، برقم 2050، وهو النضيج من ثمر الأراك، انظر: شرح النووي، 14/ 6.

(4)

البخاري، كتاب المغازي، باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن، برقم 4127، ومسلم في الإيمان، باب تفاضل أهل الإيمان، برقم 52.

ص: 69

تفرقها في المرعى، ونقلها من مسرح إلى مسرح، ودفع عدوِّها من سبعٍ وغيره كالسارق، وعلموا اختلاف طبائعها، وشدّة تفرّقها مع ضعفها، واحتياجها إلى المعاهدة ألفوا من ذلك الصبر على الأمة، وعرفوا اختلاف طبائعهم وتفاوت عقولهم، فجبروا كسرها، ورفقوا بضعيفها، وأحسنوا التعاهد لها، فيكون تحملهم لمشقة ذلك أسهل مما لو كُلِّفوا القيام بذلك من أوّل وهلة، لما يحصل لهم من التدريج على ذلك برعي الغنم، وخُصّت الغنم بذلك؛ لكونها أضعف من غيرها؛ ولأن تفرّقها أكثر من تفرق الإبل والبقر، لإمكان ضبط الإبل والبقر بالربط دونها في العادة المألوفة، ومع أكثرية تفرّقها فهي أسرع انقياداً من غيرها (1).

ثم بعد رعيهم الغنم جرّبوا الناس، وعرفوا طبائعهم، فازدادوا تجارب إلى تجاربهم؛ ولهذا قال موسى صلى الله عليه وسلم لمحمد صلى الله عليه وسلم عندما فرضت عليه الصلاة خمسين صلاة في كل يومٍ ليلة الإسراء والمعراج: ((إنّ أمّتك لا تستطيع خمسين صلاة كلّ يومٍ، وإني والله قد جرّبت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشدَّ المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف

لأمتك

)) فما زال النبي صلى الله عليه وسلم يراجع ربه ويضع عنه حتى أُمِرَ بخمسٍ صلواتٍ كل يوم (2).

فموسى قد جرب الناس، وعلم أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أضعف من بني

(1) انظر: فتح الباري، 4/ 441، وشرح النووي على مسلم، 14/ 6.

(2)

البخاري، كتاب مناقب الأنصار، باب المعراج، برقم 3674.

ص: 70

إسرائيل أجساداً، وأقلّ منهم قوةً، والعادة أن ما عجز عنه القوي فالضعيف من باب أولى (1).

فالداعية بتجاربه بالسفر، ومعاشرته الجماهير، وتعرفه على عوائد الناس وعقائدهم، وأوضاعهم، ومشكلاتهم، واختلاف طبائعهم وقدراتهم، سيكون له الأثر الكبير في نجاح دعوته وابتعاده عن الوقوع في الخطأ؛ لأنه إذا وقع في خطأ في منهجه في الدعوة إلى الله، أو أموره الأخرى لا يقع فيه مرة أخرى، وإذا خُدع مرة لم يخدع مرة أخرى، بل يستفيد من تجاربه وخبراته؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:((لا يُلدغ المؤمن من جحرٍ واحدٍ مرتين)) (2)، وقال:((كلّكم خطّاء، وخير الخطّائين التوابون)) (3).

وإذا أراد الداعية أن يكتسب الحكمة من التجارب، فلابد له - لإصلاح المتديِّنين وتوجيههم - أن يعيش معهم في مساجدهم، ومجتمعاتهم، ومجالسهم، وإذا أراد إصلاح الفلاحين والعمال عاش

معهم في قراهم ومصانعهم، وإذا أراد أن يصلح المعاملات التجارية بين الناس، فعليه أن يختلط بهم في أسواقهم، ومتاجرهم، وأنديتهم، ومجالسهم، وإذا أراد أن يصلح الأوضاع السياسية، فعليه أن يختلط بالسِّياسيين، ويتعرَّف إلى تنظيماتهم، ويستمع لخطبهم، ويقرأ لهم

(1) انظر: حاشية السندي على سنن النسائي، 1/ 220، وفتح الباري، 1/ 463.

(2)

البخاري، كتاب الأدب، باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، برقم 5782، ومسلم، كتاب الزهد والرقائق، باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، برقم 2998.

(3)

الترمذي، كتاب صفة القيامة، باب حدثنا هناد، برقم 2499،وابن ماجه في الزهد، باب ذكر التوبة، برقم 4251، والدارمي في الرقائق، باب التوبة، 2/ 213، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي،2/ 305.

ص: 71