الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يُدارئُها)) أي يدافعها (1)، وقد بوّب البخاري رحمه الله باباً في صحيحه فقال: (باب
المداراة
مع الناس) ثم أورد حديث عائشة أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: ((ائذنوا له فبئس ابن العشيرة)) - أو بئس أخو العشيرة))، فلما دخل ((ألان له الكلام)). قالت عائشة: فقلت له: يا رسول الله قلت ما قلت ثم ألنت له في القول. فقال: ((أي عائشة إن شر الناس منزلة عند الله من تركه - أو ودعه - الناس اتِّقاء فُحشه)) (2)، ويذكر عن أبي الدرداء رضي الله عنه:((إنا لنكشِرُ (3) في وجوه أقوام وإن قلوبنا تلعنهم)) (4).
فظهر أن المداراة هي: الدفع برفق ولين.
والمداراة ليست من المداهنة: قال ابن بطال رحمه الله: المداراة من أخلاق المؤمنين وهي خفض الجناح للناس، ولين الكلمة، وترك الإغلاظ لهم في القول، وذلك من أقوى أسباب الألفة. قال: وظن بعضهم أن المداراة هي المداهنة فغلط؛ لأن المداراة مندوب إليها، والمداهنة محرمة، والفرق: أن المداهنة من الدهان وهو الذي يظهر على الشيء ويستر باطنه، وفسرها العلماء بأنها معاشرة الفاسق وإظهار الرضى بما هو فيه من غير إنكار عليه.
(1) النهاية في غريب الحديث، 2/ 110.
(2)
البخاري، كتاب الأدب، باب ما يجوز من اغتياب أهل الفساد والريب، برقم 6054.
(3)
هو في الغالب الضحك مع ظهور الأسنان، الفتح، 10/ 528.
(4)
البخاري، بصيغة التمريض، كتاب الأدب، باب المداراة مع الناس، قبل الحديث رقم 6131، وقال ابن حجر10/ 528:((منقطع)).