الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والصبر، وقيل: فعل ذلك مواساة لمن كان نازلاً على الأرض من المسلمين، وقد أخبر الصحابة رضي الله عنهم بشجاعته صلى الله عليه وسلم في جميع المواطن (1).
الصورة الرابعة: شجاعته صلى الله عليه وسلم في الحماية لأصحابه:
روى البخاري ومسلم، عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس، ولقد فَزِعَ أهل المدينة ذات ليلةٍ، فانطلق الناس قَبِلَ الصوت، فاستقبلهم النبي صلى الله عليه وسلم قد سبق الناس إلى الصوت، وهو يقول:((لم تراعوا، لم تراعوا))،وهو على فرس لأبي طلحة عري ما عليه سرج، في عنقه سيف، فقال:((لقد وجدته بحراً، أو إنه لبحر)) (2).
وهذا المثال وغيره من الأمثلة السابقة تدل دلالة واضحة على أن النبي صلى الله عليه وسلم أشجع إنسان على الإطلاق، فلم يكتحل الوجود بمثله صلى الله عليه وسلم، وقد شهد له بذلك الشجعان الأبطال (3).
قال البراء رضي الله عنه: ((كنا والله إذا احمر البأس نتقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذي به، يعني النبي صلى الله عليه وسلم)) (4).
وقال أنس في الحديث السابق: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وأجود
(1) انظر: شرح النووي على مسلم، 12/ 114.
(2)
البخاري مع الفتح، كتاب الأدب، باب حسن الخلق والسخاء، وما يكره من البخل، 10/ 455، برقم 2908، ومسلم، كتاب الفضائل، باب في شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم وتقدمه للحرب، 4/ 1802، برقم 2307.
(3)
انظر: رواية علي بن أبي طالب في شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم في مسند أحمد 1/ 86، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، 2/ 143.
(4)
أخرجه مسلم، 3/ 1401، برقم 1776، وتقدم تخريجه.