الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عزيمة اليهود، ونابذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنقض العهد، فخرج إليهم حتى نزل بهم وحاصرهم، فقذف الله في قلوبهم الرعب، وأجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم وخرجوا إلى خيبر، ومنهم من سار إلى الشام (1).
وترك النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أُبيّ فلم يُعاقبه على ذلك.
5 - كيده وغدره للنبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين في غزوة المريسيع:
في هذه الغزوة قام عبد الله بن أُبيّ بعدة مواقف مخزية توجب قتله وعقابه، ومنها:
الموقف المخزي الأول:
دبّر المنافقون في هذه الغزوة قصة الإفك، وتولّى كِبْرَه عبد الله بن أُبيّ بن سلول (2).
الموقف المخزي الثاني:
وفي هذه الغزوة قال عبد الله بن أُبيّ: {لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلّ} (3).
الموقف المخزي الثالث:
وفي هذه الغزوة قال عدو الله: {لا تُنفِقُوا
(1) انظر: سيرة ابن هشام، 3/ 192، والبداية والنهاية، 4/ 75، وزاد المعاد، 3/ 127.
(2)
انظر قصة الإفك في البخاري، كتاب المغازي، باب حديث الإفك، قبل الرقم 4142، وكتاب التفسير، سورة النور، باب {وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} ، 8/ 452، ومسلم، كتاب التوبة، باب حديث الإفك، برقم 2770، وزاد المعاد، 3/ 256 - 268.
(3)
سورة المنافقون، الآية:8.
وانظر: البخاري، كتاب التفسير، سورة المنافقون، باب {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ الله لَهُمْ إِنَّ الله لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} ، برقم 4905، وفي كتاب المناقب، باب ما ينهى عنه من دعوى الجاهلية، برقم 3518، ومسلم، كتاب البر والصلة، باب انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، برقم 2584، وانظر: سيرة ابن هشام، 3/ 334.
عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ الله حَتَّى يَنفَضُّوا} (1).
وقد ظهرت الحكمة المحمدية، وتجلت السياسة الرشيدة في إخماد النبي صلى الله عليه وسلم نار الفتنة، وقطع دابر الشرّ - بفضل الله ثم بصبره - على عبد الله بن أُبيّ، وتحمّله له، والإحسان إليه، ومقابلة هذه المواقف المخزية من هذا الزعيم المنافق بالعفو؛ لأن هذا الرجل له أعوان، ويخشى من شرهم على الدعوة الإسلامية؛ ولأنه يُظهر إسلامه؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب - حينما قال: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق -: ((دعه حتى لا يتحدّث الناس أن محمداً يقتل أصحابه)) (2).
فلو قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم لكان ذلك منفِّراً للناس عن الدخول في الإسلام؛ لأنهم يرون أن عبد الله بن أُبيّ مسلم، ومن ثم سيقول الناس: إن محمداً يقتل المسلمين، فعند ذلك تظهر المفاسد، وتتعطَّل المصالح.
فظهرت حكمة النبي صلى الله عليه وسلم وصبره على بعض المفاسد خوفاً من أن تترتّب على ذلك مفسدة أعظم؛ ولتقوى شوكة الإسلام، وقد أُمر بالحكم الظاهر، والله يتولّى السرائر.
وقد ظهرت الحكمة لعمر بعد ذلك في عدم قتل عبد الله بن أُبيّ فقال:
(1) سورة المنافقون، الآية:7.
والحديث في البخاري، كتاب التفسير، سورة المنافقون، باب قوله تعالى:{إِذَا قِيلَ لَُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ الله} ، برقم 4904، ومسلم، كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، برقم 2772.
(2)
البخاري، كتاب التفسير، سورة المنافقون، باب {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ الله لَهُمْ إِنَّ الله لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} ، برقم 4905، ومسلم، كتاب البر والصلة، باب انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، برقم 2584.