الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تُنجي من النار وتُورث الفوز بأعلى الدرجات في جنات النعيم، وهذا هو غاية كل مسلم بعد رضى الله عز وجل؛ ولهذا عندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً فقال له:((ما تقول في الصلاة؟)) قال: أتشهّد ثم أسأل الله الجنة وأعوذ به من النار. أما والله! ما أحسن دندنتك، ولا دندنة معاذ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((حَوْلها نُدَنْدِنُ)) (1)، وهذا يدلّ أن جميع الأقوال والدعوات والأعمال؛ إنما هو من أجل الفوز بالجنة والنجاة من النار بعد رضى الله عز وجل.
وقد تكفل النبي صلى الله عليه وسلم ببيت في أعْلى الجنة لمن حسَّن خلقه فقال: ((أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المِراء وإن كان مُحقّاً، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحاً، وببيت في أعلى الجنة لمن حسَّن خلقه)) (2)، وسُئل عن أكثر ما يُدخل الناس الجنة، فقال:((تقوى الله وحسن الخلق)) (3).
ويبين النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الترمذي بإسناد حسن ((أن النار تحرم على كل قريب هيّن سهل)) (4).
الأمر الرابع عشر: الخلق الحسن موضوع واسع جداً
يشمل: الحلم،
(1) أبو داود، كتاب الصلاة، باب في تخفيف الصلاة، برقم 792، وأحمد، 3/ 474، وانظر: صحيح ابن ماجه، 2/ 328.
(2)
أبو داود، كتاب الأدب، باب في حسن الخلق، برقم 4802، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود، 3/ 911، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 273.
(3)
الترمذي، كتاب البر والصلة، باب حسن الخلق، برقم 2005، وانظر: جامع الأصول،
11/ 694، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي، 2/ 194.
(4)
الترمذي، كتاب صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب حدثنا هناد، برقم 2490، وانظر: جامع الأصول، 11/ 698.
والأناة، والجود والكرم، والعفو والصفح، والرفق واللين، والصبر والعزيمة، والثبات، والعدل والإنصاف، والصدق، والبرّ، والوفاء بالعهد، والإيثار، والرحمة، والعفّة، والتواضع، والزهد، والكيِّس والنشاط، والسماحة، والمروءة، والشجاعة، والأمانة، والإخلاص
…
وهذا هو الخلق الحسن في الدعوة إلى الله تعالى وما يتفرّع منه.
أما الخلق العظيم الذي مدح الله به النبي صلى الله عليه وسلم فهو الدين كله، والخلق الحسن جزء منه كما ذكر ابن تيمية رحمه الله تعالى في الفتاوى (1)، وقال الإمام ابن القيم - رحمه الله تعالى - في مدارج السالكين:((حسن الخلق يقوم على أربعة أركان، لا يتصوّر قيام ساقِه إلا عليها: الصبر، والعفّة، والشجاعة، والعدل، ومنشأ جميع الأخلاق الفاضلة من هذه الأربعة)) (2).
(1) مجموع فتاوى ابن تيمية، 10/ 658.
(2)
مدارج السالكين، 2/ 308.