الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العرب، غير أن المرجح أن هؤلاء المشار إليهم، هم بطن من الأزد القحطانية، بدليل أنهم جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد مشترك مع بني ثمالة الأزديين، وهم بنو حدان بن شمس بن عمرو بن غنم بن غالب بن عثمان بن نصر بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد، تقع منازلهم بجبال السراة بالحجاز، ويظهر أنهم -عند انتشار الإِسلام- سكنوا الصرة، وقد أسلموا وكتب لهم ولبنى ثمالة كتابًا مشتركًا فيه ما فرضه الله عليهم من الزكاة، وكان رئيس وفدهم مسلمة بن هزان الحدّانى (1).
- 64 -
وفد أسلم
أسلم -بفتح الهمزة- اسم يطلق على عدة قبائل من العرب، غير أن سياق المؤرخين وأصحاب التراجم يدل على أن المشار إليهم هنا، هم بنو أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر مزيقيًا ملك مأرب، وهم بطن من خزاعة (2)، تقع منازلهم قريبًا من المدينة المنورة، ومن قراهم (وبرة) وهي ذات نخيل.
جاء وفد أسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم برئاسة عميرة بن أفصى، فقالوا: آمنا بالله ورسوله واتبعنا منهاجك فاجعل لنا عندك منزلة تعرف العرب فضيلتها، فنحن إخوة الأنصار ولك علينا الوفاء والنصر في الشدة والرخاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها (3).
- 65 -
وفد جذام
جذام -بضم الجيم- بطن كبير من القحطانية، وهم بنو جذام بن
(1) طبقات ابن سعد ج 1 ص 353 والاشتقاق لابن دريد ص 299 ومعجم البلدان ج 2 ص 218.
(2)
معجم قبائل العرب ج 1 ص 26.
(3)
طبقات ابن سعد ج 1 ص 354.
عدى بن الحارث بن مرّة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد كهلان .. تتفرع من جذام بطون كثيرة، كانت تسكن جبال حسْمَى وتمتد منازلها من مدين فتبوك فأذرح بالشام. كانت جذام حليفة للرومان عند ظهور الإِسلام، وقد غزاهم زيد بن حارثة، وفي معركة مؤتة الشهيرة كانت جذام تقاتل مع الرومان ضد المسلمين عام ثمان هـ، كما أنها كذلك كانت عام 14 هـ ضمن جيش هرقل بإنطاكية.
وجذام أول من سكن مصر من العرب، جاءوا ضمن جيش عمرو بن العاص الذي فتح مصر، فأقطعوا فيها بلادًا، وكانوا حتى سنة 803 هـ يسكنون الحوف شرقي دلتا النيل (1).
لم يكن الإِسلام قد عم جذام في العهد النبوي، بدليل أن طوائف كبيرة منهم حاربت جيوش الخلافة في الشام عام 14 هـ، ولكن عناصر من جذام وفدت على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت، وعنصر آخر بعث إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بإسلامه وكان واليا للرومان، فدفع حياته ثمنًا لإسلامه رحمه الله حيث أعدمه الرومان لما علموا بإسلامه.
فقد ذكر المؤرخون أن رفاعة بن زيد الجذامى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في فترة الهدنة بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قريش، قبل فتح خيبر، فأسلم، فكتب له الرسول صلى الله عليه وسلم كتابًا، نصه:(هذا كتاب من محمد رسول الله لرفاعة بن زيد إلى قومه ومن دخل معهم يدعوهم إلى الله، فمن أقبل ففي حزب الله ومن أبى فله أمان شهرين) قالوا: فأجابه قومه وأسلموا.
كما أن رجلًا من جذام يقال له فروة بن عمرو بن النافرة -وكان أميرًا للرومان على من يليه من العرب في الشام- بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان مقر فروة مدينة معان، فلما بلغ الرومان دخوله في الإِسلام اعتقلوه ثم أعدموه وصلبوه. فقال قبل أن يقتلوه.
أبلغ سراة المؤمنين بأننى
…
سلم لربّى أعظمى ومقامى (2).
(1) معجم قبائل العرب ج 1 ص 174.
(2)
طبقات ابن سعد ج 1 ص 354 - 355.