الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فنودى: الصلاة جامعة ثم خرج فقال للأعرابي: أخبرهم، فأخبرهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صدق والذي نفس محمَّد بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس، وتكلم الرجل عذبة سوطه وشراك نعله وتخبره فخذه بما أحدث أهله بعده، ورواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح (1).
سيطرة الإسلام الكاملة على جزيرة العرب
وهكذا وبتوافد هذه الوفود العربية من أقاصى الجزيرة في شمالها وجنوبها وغربها وشرقها لإِعلان الدخول في هذا الدين، ضرب الإِسلام بجرانه في هذه الجزيرة ولم يعد فيها من هو على غير دين الإسلام، سوى أقليات بسيطة من أهل الكتاب أقرهم النبي صلى الله عليه وسلم على دينهم، بعد أن دفعوا الجزية وأقروا بدفعها كل سنة اعترافًا بسلطان الإِسلام.
وقد ظلت الوفود تتقاطر على المدينة لإعلان إسلام القبائل طوال السنة التاسعة الهجرية وحتى أوائل السنة العاشرة.
وفود ذي الكلاع الحميرى:
كان ذو الكلاع الحميرى من ملوك الطوائف، قد استعلى أمره حتى ادعى الربوبية، وقد بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم جرير بن عبد الله البجلى يدعوه إلى الإِسلام فأسلم وأسلمت امرأته صريمة بنت أبرهة بن الصباح. قال في تاريخ الخميس: واسم ذي الكلاع (ذو الكلاع بن باكور بن حبيب بن مالك بن حسان بن تُبَّع).
(1) البداية والنهاية ج 4 ص 95 وطبقات ابن سعد ج 1 ص 359 وقد يستنكر البعض هذه الحادثة لأنها خارقة للعادة. إن مثلها وما أعظم منها من الخوارق قد حدثت بقدرة الله النبي صلى الله عليه وسلم، فحادثة الذئب معجزة من جملة المعجزات الثابتة المتواترة التي أيد الله بها نبيه الحبيب. العظيم صلى الله عليه وسلم، ونزول جبريل بالقرآن من السماء -والقرآن أساس الإِسلام- هو أكبر المعجزات الخارقة للعادة، ثبتنا الله على الإيمان والتصديق بما جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
قال الأصمعى: كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا الكلاع من ملوك الطوائف على يد جرير بن عبد الله البجلى، يدعوه إلى الإِسلام، وكان قد استعلى أمره حتى ادعى الربوبية فأطيع، وتوفى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم وفد في خلافة عمر ومعه ثمانية آلاف عبد، فأسلم على يده وأعتق من عبيده أربعة آلاف، ثم قال عمر: يا ذا الكلاع بعنى ما بقى عندك من عبيدك أعطك ثلث أثمانهم ها هنا وثلثًا باليمن وثلثًا بالشام، فقال: أجلنى يومى حتى أفكر فيما قلت ومضى إلى منزله فأعتقهم جميعًا، فلما غدا على عمر قال له: ما رأيك فيما قلت لك في عبيدك؟ . قال: قد اختار الله لي ولهم خيرًا مما رأيت. قال: وما هو؟ قال: هم أحرار لوجه الله تعالى، قال: أصبت ياذا الكلاع.
قال: يا أمير المؤمنين لي ذنب ما أظن الله يغفره لي. قال: وما هو؟ قال: تواريت يومًا ممن يتعبّدنى، ثم أشرفت عليهم من مكان عال، فسجد لي زهاء مائة ألف إنسان، فقال عمر: التوبة باخلاص والإنابة بإقلاع يرجى بهما مع رأفة الله عز وجل الغفران، وقد قتل ذو الكلاع الحميرى بصفين مع فئة معاوية رحم الله الجميع.