الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- 19 -
وفد أشجع
أشجع اسم قبيلة عظيمة من غطفان، وكانت أشجع أحد الأجنحة الأربعة التي قاتلت المسلمين في جيش الأحزاب، وكان نعيم بن مسعود صاحب القصة المشهورة في غزوة الخندق منهم وكان في جيش الأحزاب، ثم أسلم سرًّا ونفع الله به المسلمين في تمزيق كلمة المشركين واليهود (انظر قصة نعيم الشيقة في كتابنا الثالثة غزوة الأحزاب). ويقال إن أشجع وفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن فرغ من بني قريظة، وكانوا سبعمائة، فوادعهم، ثم أسلموا بعد ذلك، وكان منهم كتيبة ضمن الجيش النبوي عند فتح مكة. وكان قائدهم في جيش الشرك عام الأحزاب، مسعود بن رخيلة، إلا أنه أسلم فيما بعد وَحَسُنَ إسلامه.
- 20 -
وفد باهلة
باهلة قبيلة عظيمة من قيس عيلان من العدنانية، كانوا يقطنون اليمامة، ومنهم أحد قادة الفتح الإسلامي العظام (قتيبة بن مسلم الباهلي).
وفد وافدهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مطرف بن الكاهن (1) الباهلي نيابة عن قومه فأسلم وأخذ لقومه أمانا، وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابًا فيه فرائض الصدقات، ثم قدم نهشل بن مالك (2) الوائلى من باهلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وافدًا لقومه فأسلم أيضًا، وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولمن أسلم من قومه كتابًا فيه شرائع الإسلام، وكتبه عثمان بن عفان.
- 21 -
وفد بني سليم
وسليم (بضم أوله وفتح ثانيه) قبيلة عظيمة، وهم من قيس عيلان بن
(1) لم يزد المترجمون له على أن ذكروا قصة وفوده على الرسول صلى الله عليه وسلم.
(2)
لم يزد أصحاب التراجم عند ترجمتهم لنهثل على ذكر قصة وفوده على النبي صلى الله عليه وسلم.
مضر بن نزار بن معد بن عبدنان، تتفرع سليم عشائر وبطون كثيرة. منتشرون في مساحة كبيرة من جزيرة العرب، وكانوا قوة ضاربة لهم وزنهم العسكري في الجاهلية والإِسلام، وهم أبناء عمومة هوازن، وفي فتح مكة كان منهم (ضمن الجيش النبوي) ألف فارس، قادهم خالد بن الوليد.
وقد وافدهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو رجل اسمه قيس بن نسيبة (1) فسمع كلام النبي صلى الله عليه وسلم وسأله عن أشياء فأجابه ووعى ذلك كله، ولما دعاه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإِسلام أسلم، ثم رجع إلى قومه بني سليم، فأخبرهم بما لا يدع مجالا للشك في أن محمدًا صلى الله عليه وسلم نبي مرسل، حيث قال لهم: قد سمعت ترجمة الروم وهيمنة فارس وأشعار العرب، وكهانة الكاهن، وكلام مقاول حمير، فما يشبه كلام محمَّد شيئًا من كلامهم، فأطيعونى وخذوا نصيبكم منه، فأسلم قومه، فلما كان عام الفتح خرجوا وهم ألف فلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقديد قرب ساحل البحر وفيهم العباس بن مرداس.
وبنو سليم منهم ذلك الرجل الذي استعاد إنسانيته عندما رأى ثعلبان يبولان على إله لهم (صنم) فهان الصنم في نفسه، فكفر به وشد عليه فحطمه وهو يقول:
أرب يبول الثعلبان برأسه؟
…
لقد هان من بالت عليه الثعالب
ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما اسمك؟ قال غاوى بن ظالم، قال: أنت
(1) قال في أسد الغابة: هو قيس بن نشبة السلمي .. روى أبو معشر بإسناده لما كان من أهل بدر ما كان، اشتد على الحرب لا سيما أهل نجد، فلما كان يوم الخندق ورجع المشركون إلى بلادهم، جاء قيس بن نشبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن السموات، فذكر له النبي صلى الله عليه وسلم السموات السبع والملائكة وعبادتهم وذكر الأرض وما فيها، فأسلم ورجع إلى قومه. فقال: قد سمعت ترجمة الروم وفارس وأشعار العرب والكهان ومقاول حمير، وما كلام محمَّد يشبه شيئًا من كلامهم فأطيعوني في محمَّد فإنكم أخواله فإن ظفر تنتفعوا به وتعدوا، وإن تكن الأخرى لم تقدم العرب عليكم، فأسلم بنو سليم جميعهم وكانوا قوة حربية عظيمة.