الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْمُسْلِمِينَ، لَكِنْ يَتَفَاوَتُونَ فِي الْقُوَّةِ وَالْكَثْرَةِ، فَالْأَئِمَّةُ الْمَشْهُورُونَ أَقْدُرُ عَلَى الِاجْتِهَادِ وَالِاسْتِدْلَالِ فِي أَكْثَرِ مَسَائِلِ الشَّرْعِ مِنْ غَيْرِهِمْ. وَأَمَّا أَنْ يُدَّعَى أَنَّ وَاحِدًا مِنْهُمْ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَعْرِفَ حُكْمَ اللَّهِ فِي كُلِّ مَسْأَلَةٍ مِنَ الدِّينِ بِدَلِيلِهَا، فَمَنِ ادَّعَى هَذَا فَقْدِ ادَّعَى مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ (1) ، بَلِ ادَّعَى مَا يَعْرِفُ (2) أَنَّهُ بَاطِلٌ *) (3) .
[فَصْلٌ موافقة جعفر الصادق لسائر السلف في مسألة القرآن]
(فَصْلٌ) وَالْمَقْصُودُ هُنَا أَنْ يُقَالَ لِهَذَا الْإِمَامِيِّ وَأَمْثَالِهِ: نَاظِرُوا إِخْوَانَكُمْ هَؤُلَاءِ الرَّافِضَةِ فِي التَّوْحِيدِ، وَأَقِيمُوا الْحُجَّةَ عَلَى صِحَّةِ قَوْلِكُمْ ثُمَّ ادْعُوا إِلَى ذَلِكَ، وَدَعُوا أَهْلَ السُّنَّةِ وَالتَّعَرُّضَ لَهُمْ (4)، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ: إِنَّ قَوْلَهُمْ فِي التَّوْحِيدِ هُوَ الْحَقُّ، وَهُمْ (5) كَانُوا فِي عَصْرِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ وَأَمْثَالِهِ، فَهُمْ يَدَّعُونَ أَنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ بِأَقْوَالِ الْأَئِمَّةِ، لَا سِيَّمَا وَقَدِ اسْتَفَاضَ عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ (6) أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْقُرْآنِ: أَخَالِقٌ هُوَ أَمْ مَخْلُوقٌ؟ فَقَالَ: لَيْسَ بِخَالِقٍ وَلَا مَخْلُوقٍ وَلَكِنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ. (7 [وَهَذَا مِمَّا اقْتَدَى بِهِ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي الْمِحْنَةِ، فَإِنَّ جَعْفَرَ 7)(7) بْنَ مُحَمَّدٍ مِنْ أَئِمَّةِ الدِّينِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ السُّنَّةِ
(1) م: مَا لَا عِلْمَ لَدَيْهِ.
(2)
مَا يَعْرِفُ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) فَقَطْ.
(3)
هُنَا يَنْتَهِي السَّقْطُ فِي (أ)(ب - ص [0 - 9] 08 س [0 - 9] 4) ; وَقَدْ بَدَأَ أَوَّلُهُ ص 242.
(4)
ن، م: وَالتَّعْرِيضَ لَهُمْ.
(5)
ب، أ: وَإِنَّ.
(6)
الصَّادِقِ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ب) ، (أ)
(7)
(7 - 7) سَاقِطٌ مِنْ (ب) ، (أ) ، (ن) ، وَأَثْبَتُّهُ مِنْ (ع) ، (م) . وَيَسْتَمِرُّ السَّقْطُ فِي (ن) إِلَى الصَّفْحَةِ التَّالِيَةِ.
وَهَذَا قَوْلُ السَّلَفِ قَاطِبَةً مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ (1) وَسَائِرِ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ: أَنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ] (2) لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَقُولُوا مَا قَالَهُ ابْنُ كُلَّابٍ [وَمَنِ اتَّبَعَهُ مِنْ] أَنَّهُ (3) قَدِيمٌ لَازِمٌ لِذَاتِ اللَّهِ، وَأَنَّ (4) اللَّهَ لَا يَتَكَلَّمُ (5) بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ، بَلْ هَذَا قَوْلٌ مُحْدَثٌ أَحْدَثَهُ ابْنُ كُلَّابٍ (6) وَاتَّبَعَهُ عَلَيْهِ طَوَائِفُ.
وَأَمَّا السَّلَفُ فَقَوْلُهُمْ (7) إِنَّهُ لَمْ يَزَلْ مُتَكَلِّمًا، وَإِنَّهُ (8) يَتَكَلَّمُ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ (9) .
(* وَكَذَلِكَ قَالُوا بِلُزُومِ الْفَاعِلِيَّةِ، وَنَقَلُوا عَنْ جَعْفَرِ [الصَّادِقِ] (10) بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّهُ قَالَ بِدَوَامِ الْفَاعِلِيَّةِ الْمُتَعَدِّيَةِ، وَأَنَّهُ لَمْ يَزَلْ مُحْسِنًا بِمَا لَمْ يَزَلْ
(1) عِبَارَةُ " لَهُمْ بِإِحْسَانٍ ": زَائِدَةٌ فِي (ب) ، (أ) .
(2)
مَا بَيْنَ الْمَعْقُوفَتَيْنِ سَاقِطٌ مِنْ (ن) .
(3)
ن: وَلَكِنَّهُمْ يَقُولُونَ: لَمْ يَقُلِ ابْنُ كُلَّابٍ أَنَّهُ ; م: وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَقُولُوا بِقَوْلِ ابْنِ كُلَّابٍ أَنَّهُ.
(4)
ب، أ: وَبِأَنَّ.
(5)
ن، م: لَمْ يَتَكَلَّمْ.
(6)
أ، ب: بَلْ هَذَا الْقَوْلُ مُحْدَثٌ. . إِلَخْ ; ن، م: بَلْ هَذَا الْقَوْلُ أَخَذَ بِهِ ابْنُ كُلَّابٍ ; وَالْمُثْبَتُ عَنْ (ع) .
(7)
أ، ب: قَوْلُهُمْ.
(8)
أ، ب: أَوْ إِنَّهُ.
(9)
فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (ع) أَعَادَ الْمُعَلِّقُ كِتَابَةَ الْعِبَارَاتِ الَّتِي تَبْدَأُ بِجُمْلَةِ: وَهَذَا قَوْلُ السَّلَفِ قَاطِبَةً، وَتَنْتَهِي عِنْدَ هَذَا الْمَوْضِعِ، وَيَتَكَرَّرُ نَقْلُ الْمُعَلِّقِ لِبَعْضِ عِبَارَاتِ الْكِتَابِ فِي هَامِشِ نُسْخَةِ (ع) فِي بَعْضِ الْمَوَاضِعِ وَلَنْ نُشِيرَ إِلَيْهَا إِلَّا إِذَا زَادَ عَلَى الْمَنْقُولِ بِتَعْلِيقَاتٍ مِنْ عِنْدِهِ.
(10)
الصَّادِقِ زِيَادَةٌ فِي (ع) .
فِيمَا (1) لَمْ يَزَلْ إِلَى مَا لَمْ يَزَلْ، كَمَا نَقَلَ ذَلِكَ الثَّعْلَبِيُّ عَنْهُ [بِإِسْنَادِهِ] (2) فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ:{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا} [سُورَةُ الْمُؤْمِنُونَ: 115] ، مَعَ قَوْلِ (3) جَعْفَرٍ وَسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ وَأَهْلِ الْمِلَلِ وَجَمَاهِيرِ الْعُقَلَاءِ مِنْ غَيْرِ أَهْلِ الْمِلَلِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ، وَأَنَّ مَا سِوَاهُ مُحْدَثٌ [كَائِنٌ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ](4) ، لَيْسَ [مَعَ](5) اللَّهِ شَيْءٌ مِنَ الْعَالَمِ قَدِيمٌ بِقِدَمِ اللَّهِ *) (6) .
وَأَمَّا هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ وَهِشَامُ بْنُ سَالِمٍ وَغَيْرُهُمَا مِنْ شُيُوخِ الْإِمَامِيَّةِ فَكَانُوا يَقُولُونَ: [إِنَّ](7) الْقُرْآنَ لَيْسَ بِخَالِقٍ وَلَا مَخْلُوقٍ (7 وَلَكِنَّهُ كَلَامُ اللَّهِ 7)(8) ، كَمَا قَالَهُ (9) جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَ [سَائِرُ] أَئِمَّةِ السُّنَّةِ (10) (* وَلَكِنْ لَا أَعْرِفُ هَلْ يَقُولُونَ بِدَوَامِ كَوْنِهِ مُتَكَلِّمًا بِمَشِيئَتِهِ، كَمَا يَقُولُهُ أَئِمَّةُ أَهْلِ السُّنَّةِ، أَمْ
(1) ن: فِيهَا.
(2)
بِإِسْنَادِهِ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) ، (م) . وَالثَّعْلَبِيُّ هُوَ أَبُو إِسْحَاقَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الثَّعْلَبِيُّ الْمُقْرِئُ الْمُفَسِّرُ الْوَاعِظُ الْأَدِيبُ اللُّغَوِيُّ صَاحِبُ كِتَابِ " عَرَائِسِ الْمَجَالِسِ " فِي قِصَصِ الْأَنْبِيَاءِ وَهُوَ مَطْبُوعٌ، وَ " الْكَشْفِ وَالْبَيَانِ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ " وَهُوَ مَخْطُوطٌ، وَقَدْ تُوُفِّيَ الثَّعْلَبِيُّ سَنَةَ 427. انْظُرْ فِي تَرْجَمَتِهِ ابْنَ خَلِّكَانَ 1/61 - 62 ; إِنْبَاهَ الرُّوَاةِ 1/119 - 120 ; بُغْيَةَ الْوُعَاةِ، ص [0 - 9] 54 ; مُعْجَمَ الْأُدَبَاءِ 5/36 - 39 ; اللُّبَابَ لِابْنِ الْأَثِيرِ 1/194 ; رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ، ص [0 - 9] 8 (وَفِيهِ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ 437) ; الْأَعْلَامَ لِلزِّرِكْلِيِّ 1/205 - 206.
(3)
قَوْلِ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) فَقَطْ.
(4)
مَا بَيْنَ الْمَعْقُوفَتَيْنِ سَاقِطٌ مِنْ (ن) ، (م) .
(5)
مَعَ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) ، (م) .
(6)
مَا بَيْنَ النَّجْمَتَيْنِ سَاقِطٌ مِنْ (أ) ، (ب) .
(7)
إِنَّ: سَاقِطَةٌ مِنْ (أ) ، (ب) ، (ن) ، (م) .
(8)
(7 - 7) : سَاقِطٌ مِنْ (أ) ، (ب) .
(9)
أ، ب: يَقُولُهُ.
(10)
ن: وَأَئِمَّةُ السُّنَّةِ ; م: وَأَئِمَّةُ السَّلَفِ.