الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَعْضُ أَهْلِ الْقِبْلَةِ فَلَا يُنْكَرُ وُقُوعُ مِثْلِ ذَلِكَ (1)، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ قَالَ:" «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ (2) حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ (3) لَدَخَلْتُمُوهُ» "(4) . لَكِنْ مُشَابَهَةُ ب (فَقَطْ) : لِمُشَابِهَةِ. الرَّافِضَةِ لِلْيَهُودِ وَوُجُودُ (5) مِثْلِ هَذَا فِيهِمْ أَظْهَرُ مِنْ وُجُودِهِ فِي الْمُنْتَسِبِينَ إِلَى السُّنَّةِ [وَالْجَمَاعَةِ](6) .
[التعليق على قول الرافضي: يَفْضُلُ عَنْهُ الْعَرْشِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ أَرْبَعَ أَصَابِعَ]
وَأَمَّا قَوْلُهُ (7) : إِنَّهُ يَفْضُلُ عَنْهُ الْعَرْشُ (8) مِنْ كُلِّ جَانِبٍ أَرْبَعَ أَصَابِعَ ;
(1) ع: فَإِنْ كَانَ وَقَعَ مِثْلُ ذَلِكَ.
(2)
ب، أ: النَّعْلِ بِالنَّعْلِ. قَالَ ابْنُ الْأَثِيرِ (النِّهَايَةَ فِي غَرِيبِ الْحَدِيثِ، مَادَّةَ: قَذَذَ) : " الْقُذَذُ رِيشُ السَّهْمِ وَاحِدَتُهَا قُذَّةٌ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ: لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ، أَيْ كَمَا تُقَدَّرُ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا عَلَى قَدْرِ صَاحِبَتِهَا وَتُقْطَعُ ".
(3)
ب أ: جُحْرَ ضَبٍّ خَرِبٍ.
(4)
الْحَدِيثُ - مَعَ اخْتِلَافٍ فِي اللَّفْظِ - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه فِي: الْبُخَارِيِّ 4/169 (كِتَابُ الْأَنْبِيَاءِ، بَابُ مَا ذُكِرَ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ) . وَالْحَدِيثُ بِمَعْنَاهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فِي الْبُخَارِيِّ: 9 (كِتَابُ الِاعْتِصَامِ، بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ) ; مُسْلِمٍ (كِتَابُ الْعِلْمِ، بَابُ اتِّبَاعِ سُنَنِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى) ; سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ 2/1422 (كِتَابُ الْفِتَنِ، بَابُ افْتِرَاقِ الْأُمَمِ) ; الْمُسْنَدِ (ط. الْحَلَبِيِّ) 3/84، 89، 94. وَالْحَدِيثُ بِمَعْنَاهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الْمُسْنَدِ (ط. الْحَلَبِيِّ) ، 2/327، 450، 511، 527. وَنَصُّ الْحَدِيثِ فِي الْبُخَارِيِّ:" لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ. قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: فَمَنْ "
(5)
ب، أ: وُجُودُ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ.
(6)
وَالْجَمَاعَةِ: لَيْسَتْ فِي (ع) ، (ن) ، (م) .
(7)
فِي (ك) 1/84 (م) ، وَهَذَا الْكِتَابِ 2/400.
(8)
ب، أ، ن، م: يَفْضُلُ عَنْهُ مِنَ الْعَرْشِ، وَسَبَقَ أَنْ رَجَّحْتُ (2/500) مَا جَاءَ فِي ك: وَأَنَّهُ يَفْضُلُ مِنَ الْعَرْشِ.
(1 فَهَذَا لَا أَعْرِفُ قَائِلًا لَهُ وَلَا نَاقِلًا، وَلَكِنْ رُوِيَ فِي 1)(1) حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَلِيفَةَ (2) أَنَّهُ: مَا يَفْضُلُ مِنَ الْعَرْشِ أَرْبَعُ أَصَابِعَ، يُرْوَى بِالنَّفْيِ وَيُرْوَى بِالْإِثْبَاتِ، وَالْحَدِيثُ قَدْ طَعَنَ فِيهِ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ كَالْإِسْمَاعِيلِيِّ وَابْنِ الْجَوْزِيِّ، [وَمِنَ النَّاسِ مَنْ ذَكَرَ لَهُ شَوَاهِدَ وَقَوَّاهُ (3) .
وَلَفْظُ النَّفْيِ لَا يَرِدُ عَلَيْهِ شَيْءٌ، فَإِنَّ مِثْلَ هَذَا اللَّفْظِ يَرِدُ (4) لِعُمُومِ النَّفْيِ كَقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" «مَا فِي السَّمَاءِ مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ] (5) قَائِمٌ أَوْ قَاعِدٌ أَوْ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِدٌ» (6) "، أَيْ مَا فِيهَا مَوْضِعٌ.
(1)(1 - 1) : هَذِهِ الْعِبَارَاتُ مُضْطَرِبَةٌ فِي (ن) ، (م) .
(2)
ذَكَرَتْ كُتُبُ الرِّجَالِ رَجُلَيْنِ بِهَذَا الِاسْمِ: الْأَوَّلُ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَلِيفَةَ الطَّائِيُّ الْكُوفِيُّ الْهَمْدَانِيُّ (انْظُرْ تَرْجَمَتَهُ فِي: طَبَقَاتِ ابْنِ سَعْدٍ 6/121 ; الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ ج [0 - 9] ، ق [0 - 9] ، ص [0 - 9] 5 ; تَقْرِيبِ التَّهْذِيبِ، ص [0 - 9] 12 ; الْخُلَاصَةَ لِلْخَزْرَجِيِّ، ص [0 - 9] 66) ; وَالثَّانِي: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَلِيفَةَ أَوْ عَكْسُهُ (انْظُرْ تَرْجَمَتَهُ فِي: تَقْرِيبِ التَّهْذِيبِ، ص 412 ; الْخُلَاصَةِ ص 166) . وَلَمْ أَعْرِفْ أَيُّهَمَا الْمَقْصُودُ.
(3)
لَمْ أَعْرِفْ مَكَانَ هَذَا الْحَدِيثِ.
(4)
ع: يُرَادُ.
(5)
مَا بَيْنَ الْمَعْقُوفَتَيْنِ سَاقِطٌ مِنْ (ن) فَقَطْ.
(6)
أَوْرَدَ السُّيُوطِيُّ فِي " الدُّرِّ الْمَنْثُورِ "(5/292 - 296) فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ (سُورَةُ الصَّافَّاتِ: 164 - 166) أَحَادِيثَ مُتَعَدِّدَةً مُتَقَارِبَةَ الْأَلْفَاظِ أَخْرَجَهَا التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَغَيْرُهُمْ عَنْ عَدَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَكُلَّهَا تَذْكُرُ امْتِلَاءَ السَّمَاءِ بِالْمَلَائِكَةِ الْمُسَبِّحِينَ السَّاجِدِينَ. . وَالنَّصُّ الَّذِي أَوْرَدَهُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ فِيهِ جَمْعٌ بَيْنَ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ. وَالْحَدِيثُ الَّذِي جَاءَتْ فِيهِ عِبَارَةُ " مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ " هُوَ الْمَرْوِيُّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه وَنَصُّهُ - وَاللَّفْظُ لِلتِّرْمِذِيِّ - " وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ. أَطَّتِ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ لِلَّهِ سَاجِدًا. . . الْحَدِيثَ ". قَالَ السُّيُوطِيُّ إِنَّ التِّرْمِذِيَّ أَخْرَجَهُ وَحَسَّنَهُ كَمَا أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ. وَهُوَ فِي سُنَنِ التِّرْمِذِيِّ 3/380 - 381 (كِتَابُ الزُّهْدِ، بَابُ مَا جَاءَ فِي قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ. . إِلَخْ) . وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: " وَفِي الْبَابِ عَنْ عَائِشَةَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَأَنَسٍ. هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. . " ; الْمُسْنَدِ (ط. الْحَلَبِيِّ) 5/173 ; سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ 2/1402 (كِتَابُ الزُّهْدِ، بَابُ الْحُزْنِ وَالْبُكَاءِ) .
وَمِنْهُ قَوْلُ الْعَرَبِ: مَا فِي السَّمَاءِ قَدْرُ كَفٍّ سَحَابًا، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْكَفَّ تُقَدَّرُ (1) بِهَا الْمَمْسُوحَاتِ كَمَا يُقَدَّرُ بِالذِّرَاعِ، وَأَصْغَرُ الْمَمْسُوحَاتِ الَّتِي يُقَدِّرُهَا الْإِنْسَانُ مِنْ أَعْضَائِهِ كَفُّهُ (2) ، فَصَارَ هَذَا مَثَلًا لِأَقَلِّ شَيْءٍ.
فَإِذَا قِيلَ: إِنَّهُ مَا يَفْضُلُ مِنَ الْعَرْشِ أَرْبَعُ أَصَابِعَ، كَانَ الْمَعْنَى: مَا يَفْضُلُ مِنْهُ شَيْءٌ، وَالْمَقْصُودُ هُنَا بَيَانُ أَنَّ اللَّهَ أَعْظَمُ وَأَكْبَرُ مِنَ الْعَرْشِ.
وَمِنَ الْمَعْلُومِ أَنَّ الْحَدِيثَ إِنْ لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم[قَدْ](3) قَالَهُ فَلَيْسَ عَلَيْنَا مِنْهُ، [وَإِنْ كَانَ [قَدْ](4) قَالَهُ فَلَمْ يَجْمَعْ بَيْنَ النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ] (5) ] ، وَإِنْ (6) كَانَ قَالَهُ بِالنَّفْيِ لَمْ يَكُنْ قَالَهُ بِالْإِثْبَاتِ ; [وَالَّذِينَ قَالُوهُ بِالْإِثْبَاتِ](7) ذَكَرُوا فِيهِ مَا يُنَاسِبُ أُصُولَهُمْ، كَمَا قَدْ بُسِطَ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ.
فَهَذَا وَأَمْثَالُهُ - سَوَاءٌ كَانَ حَقًّا أَوْ بَاطِلًا - لَا يَقْدَحُ فِي مَذْهَبِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَلَا يَضُرُّهُمْ، لِأَنَّهُ بِتَقْدِيرِ أَنْ يَكُونَ بَاطِلًا لَيْسَ هُوَ قَوْلَ جَمَاعَتِهِمْ، بَلْ غَايَتُهُ
(1) ب، أ: يُقَدَّرُ بِهِ.
(2)
ب، أ: وَأَصْغَرُ الْمَمْسُوحَاتِ الَّتِي يُقَدِّرُ بِهَا الْإِنْسَانُ مِنْ أَعْضَائِهِ كَفٌّ.
(3)
قَدْ: فِي (ع) فَقَطْ.
(4)
قَدْ: فِي (ع) فَقَطْ.
(5)
مَا بَيْنَ الْمَعْقُوفَتَيْنِ سَاقِطٌ مِنْ (ن) ، (م) .
(6)
ب، أ: فَإِنْ.
(7)
مَا بَيْنَ الْمَعْقُوفَتَيْنِ سَاقِطٌ مِنْ (ن) ، (م) .
أَنَّهُ [قَدْ](1) قَالَتْهُ طَائِفَةٌ وَرَوَاهُ بَعْضُ النَّاسِ، وَمَا كَانَ (2) بَاطِلًا رَدَّهُ جُمْهُورُ أَهْلِ السُّنَّةِ كَمَا يَرُدُّونَ غَيْرَ ذَلِكَ، فَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَقُولُ كَثِيرًا مِنَ الْبَاطِلِ، فَمَا يَكُونُ هَذَا ضَارٌّ لِدِينِ الْمُسْلِمِينَ، وَفِي أَقْوَالِ الْإِمَامِيَّةِ مِنَ الْمُنْكَرَاتِ مَا يُعْرَفُ مِثْلُ هَذَا فِيهِ، لَوْ كَانَ قَدْ قَالَهُ [بَعْضُ](3) أَهْلِ السُّنَّةِ. (فَصْلٌ)
قَالَ الْإِمَامِيُّ (4) : " وَذَهَبَ بَعْضُهُمْ إِلَى أَنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ كُلَّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ بِشَكْلِ أَمْرَدَ (5) رَاكِبًا عَلَى حِمَارٍ، حَتَّى أَنَّ بَعْضَهُمْ بِبَغْدَادَ وَضَعَ عَلَى سَطْحِ دَارِهِ مَعْلَفًا يَضَعُ كُلَّ (6) لَيْلَةِ جُمُعَةٍ فِيهِ شَعِيرًا وَتِبْنًا، لِتَجْوِيزِ أَنْ يَنْزِلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى حِمَارِهِ عَلَى ذَلِكَ السَّطْحِ، فَيَشْتَغِلَ الْحِمَارُ بِالْأَكْلِ وَيَشْتَغِلَ الرَّبُّ بِالنِّدَاءِ: هَلْ مِنْ تَائِبٍ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ (7) تَعَالَى اللَّهُ عَنْ مِثْلِ هَذِهِ الْعَقَائِدِ الرَّدِيَّةِ فِي حَقِّهِ تَعَالَى (8) .
وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِ الْمُنْقَطِعِينَ الْمُبَارَكِينَ (9) مِنْ شُيُوخِ الْحَشْوِيَّةِ أَنَّهُ اجْتَازَ عَلَيْهِ فِي بَعْضِ الْأَيَّامِ نَفَّاطٌ (10) وَمَعَهُ أَمْرَدُ حَسَنُ الصُّورَةِ قَطَطُ
(1) قَدْ: فِي (ع) فَقَطْ.
(2)
ن، م: وَإِذَا كَانَ.
(3)
بَعْضُ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) .
(4)
ع: الرَّافِضِيُّ. وَالْكَلَامُ التَّالِي وَرَدَ مِنْ قَبْلُ فِي (ك) 1/84 (م) - 85 (م) .
(5)
ك 1/84 (م) : إِلَى أَنَّهُ تَعَالَى يَنْزِلُ فِي كُلِّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ عَلَى شَكْلِ أَمْرَدَ حَسَنِ الْوَجْهِ.
(6)
ن، م: يَضَعُ فِي كُلِّ. .
(7)
ك:. . بِالنِّدَاءِ وَقَالَ هَلْ مِنْ تَائِبٍ مُسْتَغْفِرٍ يَسْتَغْفِرُ وَأَنَا أَتُوبُ عَلَيْهِ وَأَغْفِرُ لَهُ؟ .
(8)
ب: الرَّدِيئَةِ فِي حَقِّهِ تَعَالَى ; ك: الرَّدِيَّةِ فِي حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى.
(9)
ب: التَّارِكِينَ لِلدُّنْيَا ; أ: النَّازِلِينَ ; ك: التَّارِكِينَ.
(10)
ع: اجْتَازَ بَعْضَ الْأَيَّامِ بِنَفَّاطٍ.
الشَّعْرِ عَلَى الصِّفَاتِ الَّتِي يَصِفُونَ رَبَّهُمْ بِهَا، فَأَلَحَّ الشَّيْخُ بِالنَّظَرِ إِلَيْهِ وَكَرَّرَهُ وَأَكْثَرَ تَصْوِيبَهُ إِلَيْهِ (1) فَتَوَهَّمَ فِيهِ النَّفَّاطَ فَجَاءَ إِلَيْهِ (2) لَيْلًا وَقَالَ: أَيُّهَا الشَّيْخُ رَأَيْتُكَ تُلِحُّ بِالنَّظَرِ (3) إِلَى هَذَا الْغُلَامِ وَقَدْ أَتَيْتُكَ بِهِ (4)، فَإِنْ كَانَ لَكَ فِيهِ نِيَّةٌ فَأَنْتَ الْحَاكِمُ (5) . فَحَرَدَ الشَّيْخُ عَلَيْهِ وَقَالَ: إِنَّمَا كَرَّرْتُ النَّظَرَ إِلَيْهِ لِأَنَّ مَذْهَبِي أَنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ عَلَى صُورَتِهِ (6) فَتَوَهَّمْتُ أَنَّهُ اللَّهُ تَعَالَى، فَقَالَ لَهُ النَّفَّاطُ: مَا أَنَا عَلَيْهِ مِنَ [النَّفَّاطَةِ](7) أَجْوَدُ مِمَّا أَنْتَ عَلَيْهِ مِنَ الزُّهْدِ مَعَ هَذِهِ الْمَقَالَةِ ".
فَيُقَالُ: هَذِهِ الْحِكَايَةُ وَأَمْثَالُهَا دَائِرَةٌ (8) بَيْنَ أَمْرَيْنِ: إِمَّا أَنْ تَكُونَ كَذِبًا مَحْضًا مِمَّنِ افْتَرَاهَا عَلَى بَعْضِ شُيُوخِ أَهْلِ بَغْدَادَ (9) ، وَإِمَّا أَنْ تَكُونَ قَدْ وَقَعَتْ لِجَاهِلٍ مَغْمُورٍ (10) لَيْسَ بِصَاحِبِ قَوْلٍ وَلَا مَذْهَبٍ، وَأَدْنَى الْعَامَّةِ أَعْقَلُ مِنْهُ وَأَفْقَهُ.
وَعَلَى التَّقْدِيرَيْنِ فَلَا يَضُرُّ ذَلِكَ أَهْلَ السُّنَّةِ شَيْئًا، لِأَنَّهُ مِنَ الْمَعْلُومِ لِكُلِّ
(1) إِلَيْهِ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ب) ، (أ) .
(2)
ك 1/85 (م) : وَجَاءَ إِلَيْهِ.
(3)
ن، م: تُلِحُّ النَّظَرَ.
(4)
ك: وَقَدْ أَتَيْتُ بِهِ إِلَيْكَ ; م: وَقَدْ حَبَيْتُكَ بِهِ.
(5)
ن، م: الْحَاكِمُ فِيهِ.
(6)
ك، ب: عَلَى صُورَةِ هَذَا الْغُلَامِ. وَسَقَطَتْ عِبَارَةُ " عَلَى صُورَتِهِ " مِنْ (أ) .
(7)
النَّفَّاطَةِ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) .
(8)
ع: هِيَ دَائِرَةٌ.
(9)
ب، أ، ن، م: عَلَى أَهْلِ بَغْدَادَ وَبَعْضِ الشُّيُوخِ.
(10)
ب: مَعْذُورًا ; أ: مَعْفُورٍ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ.
ذِي عِلْمٍ (1) أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ الْعُلَمَاءِ الْمَعْرُوفِينَ بِالسُّنَّةِ مَنْ يَقُولُ مِثْلَ هَذَا الْهَذَيَانِ، الَّذِي لَا يَنْطَلِي عَلَى صَبِيٍّ مِنَ الصِّبْيَانِ. وَمِنَ الْمَعْلُومِ أَنَّ الْعَجَائِبَ الْمَحْكِيَّةَ عَنْ شُيُوخِ الرَّافِضَةِ أَكْثَرُ وَأَعْظَمُ مِنْ هَذَا، مَعَ أَنَّهَا صَحِيحَةٌ وَاقِعَةٌ.
وَأَمَّا هَذِهِ الْحِكَايَةُ فَحَدَّثَنِي طَائِفَةٌ مِنْ ثِقَاتِ أَهْلِ بَغْدَادَ (2) أَنَّهَا كَذِبٌ مَحْضٌ عَلَيْهِمْ، وَضَعَهَا إِمَّا (3) هَذَا الْمُصَنِّفُ، أَوْ مَنْ حَكَاهَا لَهُ لِلشَّنَاعَةِ، وَهَذَا هُوَ الْأَقْرَبُ، فَإِنَّ أَهْلَ بَغْدَادَ لَهُمْ مِنَ الْمَعْرِفَةِ وَالتَّمْيِيزِ وَالذِّهْنِ مَا لَا يُرَوَّجُ عَلَيْهِمْ مَعَهُ (4) مِثْلُ هَذَا.
وَمِمَّا يُبَيِّنُ كَذِبَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ الَّذِي ذَكَرَهُ لَمْ يَرَوِهِ أَحَدٌ لَا بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ وَلَا ضَعِيفٍ (5) ، وَلَا رَوَى أَحَدٌ [مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ](6) أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، [وَلَا أَنَّهُ يَنْزِلُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ](7) إِلَى الْأَرْضِ (8) ، وَلَا أَنَّهُ يَنْزِلُ فِي شَكْلِ
(1) ب، أ: لِذِي عِلْمٍ.
(2)
ع: فَحَدَّثَنِي ثِقَاتٌ مِنْ أَهْلِ بَغْدَادَ.
(3)
إِمَّا: سَاقِطَةٌ مِنْ (ب) ، (أ) .
(4)
مَعَهُ: زِيَادَةٌ فِي (ن) ، (م) .
(5)
وَلَا ضَعِيفٍ: سَاقِطَةٌ مِنْ (أ) ، (ب) .
(6)
مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) ، (م) .
(7)
مَا بَيْنَ الْمَعْقُوفَتَيْنِ سَاقِطٌ مِنْ (ن) .
(8)
ذَكَرَ السُّيُوطِيُّ فِي " اللَّآلِئِ الْمَصْنُوعَةِ " 1/26 - 27 وَالشَّوْكَانِيُّ فِي " الْفَوَائِدِ الْمَجْمُوعَةِ "، ص 446 - 447 وَابْنُ عِرَاقٍ الْكِنَانِيُّ فِي " تَنْزِيهِ الشَّرِيعَةِ " 1/138 حَدِيثًا جَاءَ فِيهِ:" إِنَّ اللَّهَ عز وجل يَنْزِلُ كُلَّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ إِلَى دَارِ الدُّنْيَا فِي سِتِّمِائَةِ أَلْفِ مَلَكٍ فَيَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيٍّ مِنْ نُورٍ. . . إِلَخْ ". قَالَ الشَّوْكَانِيُّ: " رَوَاهُ الْجُوزَقَانِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مَرْفُوعَانِ وَقَالَ: كَذِبٌ مَوْضُوعٌ بَاطِلٌ مُرَكَّبٌ عَلَى الشُّيُوخِ، وَضَعَهُ أَبُو السَّعَادَاتِ أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْقَاسِمِ وَهُوَ كَذَّابٌ كَمَا قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ، وَقَالَ فِي " الْمِيزَانِ ": إِسْنَادٌ مُظْلِمٌ وَمَتْنٌ مُخْتَلَقٌ ". وَرَوَى السُّيُوطِيُّ فِي " ذَيْلِ اللَّآلِئِ الْمَصْنُوعَةِ " ص 2 (ط. حَجَرٍ، الْهِنْدَ، 1303) حَدِيثًا آخَرَ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ النَّبِيِّ مَرْفُوعًا: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةَ يَنْزِلُ اللَّهُ تَعَالَى بَيْنَ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ عَلَيْهِ رِدَاءٌ مَكْتُوبٌ إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، يَقِفُ فِي قِبْلَةِ كُلِّ مُؤْمِنٍ مُقْبِلًا عَلَيْهِ إِلَى أَنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ، لَا يَسْأَلُ اللَّهَ عَبْدٌ تِلْكَ السَّاعَةَ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ، فَإِذَا سَلَّمَ الْإِمَامُ مِنْ صَلَاتِهِ صَعِدَ السَّمَاءَ ". قَالَ السُّيُوطِيُّ: " أَخْرَجَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي " تَارِيخِهِ " وَقَالَ: كَتَبَ الْخَطِيبُ هَذَا عَنِ الْأَهْوَازِيِّ مُتَعَجِّبًا مِنْ نَكَارَتِهِ وَهُوَ بَاطِلٌ ".
أَمْرَدَ (1) بَلْ لَا يُوجَدُ فِي الْآثَارِ شَيْءٌ مِنْ هَذَا الْهَذَيَانِ، بَلْ وَلَا فِي [شَيْءٍ
(1) أَوْرَدَ السُّيُوطِيُّ فِي " اللَّآلِئِ الْمَصْنُوعَةِ ": 1/28 - 31 عِدَّةَ أَحَادِيثَ عَنْ رُؤْيَةِ اللَّهِ فِي صُورَةِ شَابٍّ أَوَّلُهَا (1/28 - 29) عَنْ أُمِّ الطُّفَيْلِ مَرْفُوعًا " رَأَيْتُ رَبِّي فِي الْمَنَامِ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ؛ شَابًّا مُوَقَّرًا، رِجْلَاهُ فِي خُضْرَةٍ، لَهُ نَعْلَانِ مِنْ ذَهَبٍ، عَلَى وَجْهِهِ فَرَاشٌ مِنْ ذَهَبٍ " وَأَوْرَدَ هَذَا الْحَدِيثَ الشَّوْكَانِيُّ فِي " الْفَوَائِدِ " ص 447) ، وَثَانِيهَا (1/29) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ " قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: رَأَيْتُ رَبِّي فِي صُورَةِ شَابٍّ لَهُ وَفْرَةٌ " وَحَدِيثًا ثَالِثًا (1: " عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: رَأَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَبَّهُ عَلَى صُورَةِ شَابٍّ جَالِسٍ عَلَى كُرْسِيٍّ، رِجْلُهُ فِي خُضْرَةٍ مِنْ نُورٍ يَتَلَأْلَأُ "، وَحَدِيثًا رَابِعًا (1 جَاءَ فِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَبَّهُ فِي صُورَةِ شَابٍّ عَلَيْهِ تَاجٌ. . إِلَخْ، وَحَدِيثًا خَامِسًا " عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: رَأَيْتُ رَبِّي تَعَالَى فِي صُورَةِ شَابٍّ أَمْرَدَ عَلَيْهِ حُلَّةٌ خَضْرَاءُ "، وَحَدِيثًا سَادِسًا (1/31) : " عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ فِي صُورَةِ شَابٍّ أَمْرَدَ دُونَهُ سِتْرٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ قَدَمَاهُ مِنْ خُضْرَةٍ " وَأَوْرَدَ السُّيُوطِيُّ أَقْوَالَ الْعُلَمَاءِ فِي هَذِهِ الْأَحَادِيثِ، فَمِنْهُمْ مَنْ أَنْكَرَهَا وَعَدَّهَا مِنَ الْمَوْضُوعَاتِ، وَمِنْهُمْ مَنْ حَاوَلَ تَأْوِيلَهَا عَلَى أَنَّ الرُّؤْيَةَ هُنَا إِنَّمَا كَانَتْ فِي الْمَنَامِ أَوْ أَنَّ الرَّسُولَ رَأَى رَبَّهُ بِفُؤَادِهِ. وَقَالَ ابْنُ الدَّيْبَعِ الشَّيْبَانِيُّ فِي كِتَابِهِ " تَمْيِيزِ الطَّيِّبِ مِنَ الْخَبِيثِ فِيمَا يَدُورُ عَلَى أَلْسِنَةِ النَّاسِ مِنَ الْحَدِيثِ "، ص [0 - 9] 9 (ط. صُبَيْحٍ، 1347) : " حَدِيثُ رَأَيْتُ رَبِّي فِي صُورَةِ شَابٍّ أَمْرَدَ دَائِرٌ عَلَى أَلْسِنَةِ عَوَامِّ الصُّوفِيَّةِ وَهُوَ الْمَوْضُوعُ مُفْتَرًى عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، كَمَا قَالَهُ التَّاجُ السُّبْكِيُّ وَغَيْرُهُ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ ". وَانْظُرْ: تَذْكِرَةَ الْمَوْضُوعَاتِ لِلْفَتَّنِيِّ، ص [0 - 9] 2 ; مَوْضُوعَاتِ الْقَارِي، ص [0 - 9] 4 ; تَنْزِيهَ الشَّرِيعَةِ 1/145.
مِنَ] (1) الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ إِلَى الْأَرْضِ، وَكُلُّ حَدِيثٍ رُوِيَ فِيهِ هَذَا فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ كَذِبٌ، مِثْلُ حَدِيثِ الْجَمَلِ الْأَوْرَقِ، وَأَنَّ [اللَّهَ] يَنْزِلُ (2) عَشِيَّةَ عَرَفَةَ فَيُعَانِقُ الرُّكْبَانَ وَيُصَافِحُ الْمُشَاةَ (3) ، وَحَدِيثٍ آخَرَ أَنَّهُ رَأَى رَبَّهُ فِي الطَّوَافِ، وَحَدِيثٍ آخَرَ أَنَّهُ رَأَى رَبَّهُ فِي بَطْحَاءِ مَكَّةَ، وَأَمْثَالِ ذَلِكَ، فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا أَحَادِيثُ مَكْذُوبَةٌ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ، وَالَّذِينَ وَضَعُوهَا مِنْهُمْ طَائِفَةٌ وَضَعُوهَا عَلَى أَهْلِ الْحَدِيثِ لِيُقَالَ: إِنَّهُمْ يَنْقُلُونَ مِثْلَ هَذَا، (* كَمَا وَضَعُوا [مِثْلَ] (4) حَدِيثِ عَرَقِ الْخَيْلِ عَلَيْهِمْ (5) ، وَطَائِفَةٌ مِنَ الْجُهَّالِ وَالضُّلَّالِ وَضَعُوا مِثْلَ هَذَا *) (6) الْكَذِبِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَمَا وَضَعَتِ الرَّوَافِضُ مَا هُوَ أَعْظَمُ وَأَكْثَرُ مِنْ هَذَا الْكَذِبِ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ إِلَّا مَا ذَكَرَهُ هَذَا الْإِمَامِيُّ فِي مُصَنَّفِهِ هَذَا مِنَ الْأَحَادِيثِ، فَإِنَّ فِيهَا مِنَ الْكَذِبِ الَّذِي أَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ
(1) شَيْءٍ مِنَ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) ، (م) .
(2)
ن، م: وَأَنَّهُ يَنْزِلُ.
(3)
سَبَقَ الْكَلَامُ عَلَى هَذِهِ الْأَحَادِيثِ 2/528 (ت [0 - 9] ) . وَانْظُرْ: تَنْزِيهَ الشَّرِيعَةِ 1/138 - 139.
(4)
مِثْلَ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) ، (م) .
(5)
عَلَيْهِمْ: فِي (ن) فَقَطْ. وَنَقَلَ السُّيُوطِيُّ فِي (اللَّآلِئِ) 1/3 هَذَا الْحَدِيثَ الْمَوْضُوعَ عَنِ الْحَاكِمِ: " عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: مِمَّ رَبُّنَا؟ قَالَ: مِنْ مَاءٍ مُرُورٍ، لَا مِنْ أَرْضٍ وَلَا مِنْ سَمَاءٍ، خَلَقَ خَيْلًا فَأَجْرَاهَا فَعَرِقَتْ، فَخَلَقَ نَفْسَهُ مِنْ ذَلِكَ الْعَرَقِ ". ثُمَّ ذَكَرَ السُّيُوطِيُّ قَوْلَ الْحَاكِمِ: " مَوْضُوعٌ، اتُّهِمَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعٍ وَلَا يَضَعُ مِثْلَ هَذَا مُسْلِمٌ " وَأَضَافَ السُّيُوطِيُّ: " قُلْتُ: وَلَا عَاقِلَ "، ثُمَّ نَقَلَ كَلَامَ الذَّهَبِيِّ عَنْ أَبِي شُجَاعٍ الثَّلْجِيِّ (وَانْظُرْ مَا جَاءَ فِي لِسَانِ الْمِيزَانِ 6/692 عَنْ أَبِي شُجَاعٍ) وَذَكَرَ ابْنُ عِرَاقٍ هَذَا الْحَدِيثَ فِي " تَنْزِيهِ الشَّرِيعَةِ " 1/134.
(6)
مَا بَيْنَ النَّجْمَتَيْنِ سَاقِطٌ سَاقِطٌ مِنْ (أ) ، (ب) .
بِالْحَدِيثِ (1) عَلَى كَذِبِهِ، وَمِنَ الْكَذِبِ (2) الَّذِي لَا يَخْفَى أَنَّهُ كَذِبٌ إِلَّا عَلَى مُفْرِطٍ فِي الْجَهْلِ، مَا قَدْ ذَكَرَهُ فِي " مِنْهَاجِ النَّدَامَةِ ".
وَقَدْ قَدَّمْنَا الْقَوْلَ بِأَنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ اللَّهَ لَا يَرَاهُ أَحَدٌ بِعَيْنِهِ فِي الدُّنْيَا: لَا نَبِيَّ وَلَا غَيْرَ نَبِيٍّ، وَلَمْ يَتَنَازَعِ النَّاسُ فِي ذَلِكَ إِلَّا فِي نَبِيِّنَا [مُحَمَّدٍ](3) صلى الله عليه وسلم خَاصَّةً (4) ، مَعَ أَنَّ أَحَادِيثَ الْمِعْرَاجِ الْمَعْرُوفَةَ (5) لَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْهَا أَنَّهُ رَآهُ أَصْلًا، وَإِنَّمَا رُوِيَ ذَلِكَ بِإِسْنَادٍ [ضَعِيفٍ](6) مَوْضُوعٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي عُبَيْدَةَ ذَكَرَهُ الْخَلَّالُ وَالْقَاضِي أَبُو يَعْلَى فِي كِتَابِ " إِبْطَالِ التَّأْوِيلِ "، وَأَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ [مُتَّفِقُونَ](7) عَلَى أَنَّهُ حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ [كَذِبٌ](8) .
وَقَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ [رضي الله عنه](9) قَالَ: «قُلْتُ
(1) ع: أَهْلُ الْحَدِيثِ.
(2)
الْكَذِبِ: سَاقِطَةٌ مِنْ (أ) ، (ب) .
(3)
مُحَمَّدٍ: فِي (ع) فَقَطْ.
(4)
انْظُرْ مَا سَبَقَ 2/315 وَمَا بَعْدَهَا.
(5)
ب، أ: مَعَ أَنَّ الْأَحَادِيثَ الْمَعْرُوفَةَ.
(6)
ضَعِيفٍ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) ، (م) .
(7)
مُتَّفِقُونَ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) فَقَطْ.
(8)
كَذِبٌ: فِي (ع) فَقَطْ. وَلَمْ أَجِدِ الْحَدِيثَ الَّذِي يُشِيرُ إِلَيْهِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ، وَلَكِنِّي وَجَدْتُ حَدِيثًا لَمْ يُذْكَرْ فِي إِسْنَادِهِ أَبُو عُبَيْدَةَ أَوْرَدَهُ السُّيُوطِيُّ فِي اللَّآلِئِ:(1/12 - 13) وَالشَّوْكَانِيُّ فِي الْفَوَائِدِ، ص 441 وَنَصُّهُ (كَمَا فِي اللَّآلِئِ) :" عَنْ أَنَسٍ مَرْفُوعًا: لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ أَسْرَيْتُ فَرَأَيْتُ رَبِّي بَيْنَهُ وَبَيْنِي حِجَابٌ بَارِزٌ مِنْ نَارٍ، فَرَأَيْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنْهُ، حَتَّى رَأَيْتُ تَاجًا مَخْصُوصًا مِنَ اللُّؤْلُؤِ ". وَنَقَلَ السُّيُوطِيُّ وَالشَّوْكَانِيُّ أَقْوَالَ ابْنِ الْجَوْزِيِّ وَالذَّهَبِيِّ وَغَيْرِهِمَا عَنِ الْحَدِيثِ، وَكُلُّهَا عَلَى أَنَّهُ مَوْضُوعٌ مَكْذُوبٌ. وَذَكَرَهُ ابْنُ عِرَاقٍ فِي: تَنْزِيهِ الشَّرِيعَةِ 1/137 وَقَالَ: " وَفِيهِ قَاسِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَلْطِيُّ ".
(9)
رضي الله عنه: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) ، (م) .
يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ قَالَ: " نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ» (1) . وَلَمْ يَثْبُتْ أَنَّ أَحَدًا مِنَ الصَّحَابَةِ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الرُّؤْيَةِ إِلَّا مَا (2) فِي الْحَدِيثِ.
وَمَا يَرْوِيهِ بَعْضُ الْعَامَّةِ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ سَأَلَهُ، فَقَالَ: رَأَيْتُهُ، وَأَنَّ عَائِشَةَ سَأَلَتْهُ فَقَالَ: لَمْ أَرَهُ، كَذِبٌ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ، لَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ وَلَا ضَعِيفٍ ; وَلِهَذَا اعْتَمَدَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ عَلَى قَوْلِ أَبِي ذَرٍّ فِي الرُّؤْيَةِ، (3) وَكَذَلِكَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ (4) .
وَأَمَّا أَحَادِيثُ النُّزُولِ (5) إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا (6) كُلَّ لَيْلَةٍ فَهِيَ الْأَحَادِيثُ الْمَعْرُوفَةُ الثَّابِتَةُ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ (7) ، وَكَذَلِكَ حَدِيثُ دُنُوِّهِ عَشِيَّةَ
(1) الْحَدِيثُ فِي: مُسْلِمٍ 1/161 (كِتَابُ الْإِيمَانِ، بَابٌ فِي قَوْلِهِ عليه السلام: نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ، وَفِي قَوْلِهِ: رَأَيْتُ نُورًا) . وَقَالَ النَّوَوِيُّ (شَرْحُ مُسْلِمٍ 3/12) : " وَأَمَّا قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم: نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ، فَهُوَ بِتَنْوِينِ (نُورٌ) وَبِفَتْحِ الْهَمْزَةِ فِي (أَنَّى) وَتَشْدِيدِ النُّونِ وَفَتْحِهَا، وَ (أَرَاهُ) بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ ; هَكَذَا رَوَاهُ جَمِيعُ الرُّوَاةِ فِي جَمِيعِ الْأُصُولِ وَالرِّوَايَاتِ، وَمَعْنَاهُ: حِجَابُهُ نُورٌ فَكَيْفَ أَرَاهُ؟ ! قَالَ الْإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْمَازِرِيُّ رحمه الله: الضَّمِيرُ فِي (أَرَاهُ) عَائِدٌ عَلَى اللَّهِ سبحانه وتعالى، وَمَعْنَاهُ أَنَّ النُّورَ مَنَعَنِي مِنَ الرُّؤْيَةِ، كَمَا جَرَتِ الْعَادَةُ بِإِغْشَاءِ الْأَنْوَارِ وَالْأَبْصَارِ وَمَنْعِهَا مِنْ إِدْرَاكِ مَا حَالَتْ بَيْنَ الرَّائِي وَبَيْنَهُ ". وَانْظُرْ أَيْضًا بَقِيَّةَ الْكَلَامِ: 12 - 13.
(2)
مَا: سَاقِطَةٌ مِنْ (ب) ، (أ) .
(3)
ن: فِي الرِّوَايَةِ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ.
(4)
ذُكِرَ حَدِيثُ أَبِي ذَرٍّ الدَّارِمِيِّ فِي كِتَابِهِ " الرَّدِّ عَلَى بِشْرٍ الْمَرِيسِيِّ "(ط. الْفِقِي) ، ص 57 - 58.
(5)
ب، أ، ن، م: حَدِيثُ النُّزُولِ.
(6)
ب، أ، ن، م: سَمَاءِ الدُّنْيَا.
(7)
سَبَقَ الْكَلَامُ عَلَى أَحَادِيثِ النُّزُولِ 2/323 (ت 6) .
عَرَفَةَ " رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ (1) ، وَأَمَّا النُّزُولُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَفِيهِ حَدِيثٌ اخْتُلِفَ فِي إِسْنَادِهِ (2) .
ثُمَّ إِنَّ جُمْهُورَ أَهْلِ السُّنَّةِ يَقُولُونَ: إِنَّهُ يَنْزِلُ وَلَا يَخْلُو مِنْهُ الْعَرْشُ، كَمَا نُقِلَ مِثْلُ ذَلِكَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاهَوَيْهِ (3) وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَغَيْرِهِمَا، وَنَقَلُوهُ
(1) رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ 2/982 - 983 (كِتَابُ الْحَجِّ، بَابٌ فِي فَضْلِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ وَيَوْمِ عَرَفَةَ) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يَعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟ ". قَالَ الْمُنْذِرِيُّ بَعْدَ أَنْ أَوْرَدَ هَذَا الْحَدِيثَ (التَّرْغِيبَ وَالتَّرْهِيبَ 2/327) : " رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ. وَزَادَ فِي جَامِعِهِ فِيهِ: اشْهَدُوا مَلَائِكَتِي أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ ". وَذَكَرَ الْمُنْذِرِيُّ (التَّرْغِيبَ وَالتَّرْهِيبَ 2/323) حَدِيثًا آخَرَ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْ أَيَّامٍ عِنْدَ اللَّهِ أَفْضَلَ مِنْ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ. قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هُنَّ أَفْضَلُ أَمْ مِنْ عِدَّتِهِنَّ جِهَادًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ: هُنَّ أَفْضَلُ مِنْ عِدَّتِهِنَّ جِهَادًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَا مِنْ يَوْمٍ أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ تبارك وتعالى مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ: يَنْزِلُ اللَّهُ تبارك وتعالى إِلَى السَّمَاءِ فَيُبَاهِي بِأَهْلِ الْأَرْضِ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ. . . الْحَدِيثَ " وَقَالَ الْمُنْذِرِيُّ: رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى وَالْبَزَّارُ وَابْنُ خُزَيْمَةَ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ وَاللَّفْظُ لَهُ. وَانْظُرْ أَحَادِيثَ أُخْرَى فِي النُّزُولِ يَوْمَ عَرَفَةَ فِي التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ 2/327 - 328 ; الرَّدِّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ لِلدَّارِمِيِّ، ص 35.
(2)
رَوَى الدَّارِمِيُّ (الرَّدَّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ، ص [0 - 9] 4 - 35) وَابْنُ خُزَيْمَةَ (التَّوْحِيدَ، ص [0 - 9] ) - وَاللَّفْظُ لَهُ - " عَنْ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: يَنْزِلُ اللَّهُ عز وجل لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِكُلِّ شَيْءٍ إِلَّا لِإِنْسَانٍ فِي قَلْبِهِ شَحْنَاءُ أَوْ مُشْرِكٍ بِاللَّهِ " قَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ " ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي، ثَنَاهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ". وَانْظُرْ أَحَادِيثَ أُخْرَى فِي نُزُولِ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فِي: سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ 1/444 - 445 (كِتَابِ إِقَامَةِ الصَّلَاةِ، بَابِ مَا جَاءَ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ) ; التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ 2/241 - 243 ; الْمُسْنَدِ (ط الْمَعَارِفِ) 10/166 - 167 (رَقْمِ 6642) وَانْظُرْ تَعْلِيقَ الْمُحَقِّقِ رحمه الله.
(3)
سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ 2/462.
عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى مُسَدَّدٍ (1)[يَقُولُ](2) : " وَهُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ اللَّهَ (3) لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، وَأَنَّهُ لَا يُعْلَمُ كَيْفَ يَنْزِلُ، وَلَا تُمَثَّلُ صِفَاتُهُ بِصِفَاتِ خَلْقِهِ ".
وَقَدْ تَنَازَعُوا فِي النُّزُولِ هَلْ هُوَ [صِفَةُ](4) فِعْلٍ مُنْفَصِلٍ عَنِ الرَّبِّ فِي الْمَخْلُوقَاتِ (5) أَوْ فِعْلُ مَنْ يَقُومُ بِهِ، عَلَى قَوْلَيْنِ مَعْرُوفَيْنِ لِأَهْلِ السُّنَّةِ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ (6) وَأَبِي حَنِيفَةَ وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَالتَّصَوُّفُ.
وَكَذَلِكَ تَنَازَعُهُمْ فِي الِاسْتِوَاءِ عَلَى الْعَرْشِ هَلْ هُوَ فِعْلٌ (7) مُنْفَصِلٌ عَنْهُ
(1) ب: أَبِي مَدَرٍ ; أ: إِلَى مَدَرٍ ; وَهُوَ تَحْرِيفٌ. وَنَصَّ ابْنُ تَيْمِيَّةَ فِي رِسَالَةِ " شَرْحِ حَدِيثِ النُّزُولِ "، ص [0 - 9] 4، عَلَى أَنَّهُ مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ، وَقَالَ ص (49) إِنَّ بَعْضَ الْعُلَمَاءِ طَعَنَ فِي هَذِهِ الرِّسَالَةِ انْظُرْ: ص 49 وَمَا بَعْدَهَا، ط. مَطْبَعَةِ الْإِمَامِ 1366/1947. وَمُسَدَّدٌ هَذَا هُوَ أَبُو الْحَسَنِ مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدِ بْنِ مُسَرْبَلٍ الْأَسَدِيُّ الْبَصْرِيُّ. قَالَ ابْنُ حَجَرٍ (تَقْرِيبَ التَّهْذِيبِ، ص [0 - 9] 42) : " ثِقَةٌ حَافِظٌ، يُقَالُ إِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ الْمُسْنَدَ بِالْبَصْرَةِ. . . وَيُقَالُ اسْمُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمُسَدَّدٌ لَقَبُهُ: وَتُوُفِّيَ مُسَدَّدٌ سَنَةَ 228. انْظُرْ تَرْجَمَتَهُ فِي: طَبَقَاتِ الْحَنَابِلَةِ 1/341 - 345 (أَوْرَدَ ابْنُ أَبِي يَعْلَى فِي هَذِهِ الصَّفَحَاتِ نَصَّ رِسَالَةِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ إِلَيْهِ) ; تَذْكِرَةِ الْحُفَّاظِ 2/421 - 422 ; طَبَقَاتِ ابْنِ سَعْدٍ 7/307 ; الْأَعْلَامِ 8/108.
(2)
يَقُولُ: فِي (ع) فَقَطْ. وَالْعِبَارَةُ التَّالِيَةُ لَيْسَتْ فِي الرِّسَالَةِ فِي تَرْجَمَةِ مُسَدَّدٍ فِي " طَبَقَاتِ الْحَنَابِلَةِ ".
(3)
ن: عَلَى أَنَّهُ.
(4)
صِفَةُ: فِي (ع) فَقَطْ.
(5)
ب، أ: فِي الْمَخْلُوقِ.
(6)
وَأَحْمَدَ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ب) ، (أ) .
(7)
ب، أ: يَفْعَلُ.
يَفْعَلُهُ بِالْعَرْشِ كَتَقْرِيبِهِ إِلَيْهِ، أَوْ فِعْلٌ يَقُومُ بِذَاتِهِ عَلَى قَوْلَيْنِ. وَالْأَوَّلُ قَوْلُ ابْنُ كُلَّابٍ وَالْأَشْعَرِيِّ وَالْقَاضِي أَبِي يَعْلَى وَأَبِي الْحَسَنِ التَّمِيمِيِّ وَأَهْلِ بَيْتِهِ (1) وَأَبِي سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيِّ (2) وَأَبِي بَكْرٍ الْبَيْهَقِيِّ (3) وَابْنِ الزَّاغُونِيِّ وَابْنِ عَقِيلٍ (4) وَغَيْرِهِمْ مِمَّنْ يَقُولُ: إِنَّهُ لَا يَقُومُ بِذَاتِهِ مَا يَتَعَلَّقُ بِمَشِيئَتِهِ وَقُدْرَتِهِ.
وَالثَّانِي قَوْلُ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ (5) وَجُمْهُورِهِمْ كَابْنِ الْمُبَارَكِ وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ (6) وَالْأَوْزَاعِيِّ (7) وَالْبُخَارِيِّ وَحَرْبِ الْكِرْمَانِيِّ (8) وَابْنِ خُزَيْمَةَ (9) وَيَحْيَى بْنِ عَمَّارٍ السِّجِسْتَانِيِّ (10) وَعُثْمَانِ بْنِ سَعِيدٍ الدَّارِمِيِّ (11) وَابْنِ حَامِدٍ (12) وَأَبِي بَكْرٍ عَبْدِ الْعَزِيزِ (13) وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْدَهْ (14)[وَأَبِي] إِسْمَاعِيلَ الْأَنْصَارِيِّ (15)
(1) سَبَقَ الْكَلَامُ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحَارِثِ التَّمِيمِيِّ وَالتَّمِيمِيِّينَ 2/322.
(2)
أَبُو سُلَيْمَانَ أحَمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُسْتِيُّ الْخَطَّابِيُّ سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ 1/313.
(3)
سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ 2/365.
(4)
سَبَقَتْ تَرْجَمَةُ ابْنِ عَقِيلٍ وَابْنِ الزَّاغُونِيِّ 1/142 - 143.
(5)
ب، أ: أَئِمَّةِ أَهْلِ الْحَدِيثِ.
(6)
سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُمَا 2/143، 144.
(7)
سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ 2/462.
(8)
سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ 1/433.
(9)
سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ 2/365.
(10)
أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ عَمَّارٍ السِّجِسْتَانِيِّ، الْوَاعِظُ نَزِيلُ هَرَاةَ، كَانَ بَارِعًا فِي التَّفْسِيرِ وَالسُّنَّةِ، تُوُفِّيَ 422. انْظُرْ تَرْجَمَتَهُ فِي الْعِبَرِ لِلذَّهَبِيِّ 3/151 ; شَذَرَاتِ الذَّهَبِ 3/326.
(11)
سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ 1/433، 2/364.
(12)
سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ 1/433.
(13)
سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ 1/434.
(14)
سَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ 1/435.
(15)
ب، أ: وَإِسْمَاعِيلَ الْأَنْصَارِيِّ. وَسَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ 1/433، 2/610.