الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَلِيٍّ (1) . فَلَا يَسْتَرِيبُ مَنْ لَهُ مِنَ الْعِلْمِ نَصِيبٌ أَنَّ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ وَحَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ (2) . حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ (3)
[الرد على قوله إِنَّ الْإِمَامِيَّةَ يَتَنَاقَلُونَ ذَلِكَ عَنِ الثِّقَاتِ]
وَأَمَّا قَوْلُهُ (4) : " إِنَّ الْإِمَامِيَّةَ يَتَنَاقَلُونَ ذَلِكَ [عَنِ الثِّقَاتِ] (5) خَلَفًا عَنْ سَلَفٍ إِلَى أَنْ تَتَّصِلَ الرِّوَايَةُ بِأَحَدِ الْمَعْصُومِينَ ".
فَيُقَالُ: أَوَّلًا: إِنْ كَانَ هَذَا صَحِيحًا فَالنَّقْلُ عَنِ الْمَعْصُومِ الْوَاحِدِ يُغْنِي [عَنْ](6) غَيْرِهِ، فَلَا حَاجَةَ فِي كُلِّ زَمَانٍ إِلَى مَعْصُومٍ.
وَأَيْضًا، فَإِذَا كَانَ النَّقْلُ مَوْجُودًا، فَأَيُّ فَائِدَةٍ فِي هَذَا الْمُنْتَظَرِ الَّذِي لَا يُنْقَلُ عَنْهُ شَيْءٌ؟ إِنْ كَانَ النَّقْلُ عَنْ أُولَئِكَ كَافِيًا فَلَا حَاجَةَ إِلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَافِيًا لَمْ يَكُنْ مَا نُقِلَ عَنْهُمْ كَافِيًا لِلْمُقْتَدَى بِهِمْ.
وَيُقَالُ ثَانِيًا: مَتَى ثَبَتَ (7) النَّقْلُ عَنْ (8) أَحَدِ هَؤُلَاءِ كَانَ غَايَتُهُ (9) أَنْ يَكُونَ كَمَا لَوْ سَمِعَ مِنْهُ، وَحِينَئِذٍ فَلَهُ حُكْمُ أَمْثَالِهِ.
(1) أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ (الْجَوَادُ) بْنُ عَلِيٍّ (الرِّضَا)، وُلِدَ سَنَةَ 195 وَتُوُفِّيَ سَنَةَ 320 كَانَ رَفِيعَ الْقَدْرِ ذَكِيًّا. انْظُرْ تَرْجَمَتَهُ فِي: وَفَيَاتِ الْأَعْيَانِ 3/315 ; الْعِبَرِ لِلذَّهَبِيِّ 1/380 - 381 ; شَذَرَاتِ الذَّهَبِ 2/48 ; تَارِيخِ بَغْدَادَ 3/54 - 55. وَسَيَتَكَلَّمُ عَنْهُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ فِي هَذَا الْكِتَابِ 2/127 - 128 (ب)
(2)
حَمَّادَ بْنَ زَيْدٍ: سَاقِطَةٌ مِنْ (م) ; وَسَبَقَتْ تَرْجَمَتُهُ 2/144 (ت [0 - 9] )
(3)
ب، ا: حَمَّادَ بْنَ مَسْلَمَةَ، وَهُوَ خَطَأٌ. وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بْنُ دِينَارٍ الْبَصْرِيُّ، أَبُو سَلَمَةَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ وَمُفْتِي الْبَصْرَةِ النَّحْوِيُّ الْمُحَدِّثُ، تُوُفِّيَ سَنَةَ 167 وَقَدْ قَارَبَ الثَّمَانِينَ. انْظُرْ تَرْجَمَتَهُ فِي: تَذْكِرَةِ الْحُفَّاظِ 1/202 - 203 ; تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ 3/11 - 16 ; مِيزَانِ الِاعْتِدَالِ 1/277 - 279 ; الْأَعْلَامِ 2
(4)
الْكَلَامُ التَّالِي سَبَقَ وُرُودُهُ فِي (ك) 1/83 (م) ، وَفِيمَا سَبَقَ 2/99.
(5)
جُمْلَةُ " عَنِ الثِّقَاتِ " سَاقِطَةٌ مِنَ النُّسَخِ الْخَمْسَةِ، وَجَاءَتْ فِي الْمَوْضِعَيْنِ الْمَذْكُورَيْنِ فِي التَّعْلِيقِ السَّابِقِ.
(6)
عَنْ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) فَقَطْ.
(7)
ب: مَتَى يَثْبُتُ ; أ: حَتَّى يَثْبُتَ.
(8)
ع: عِنْدَ.
(9)
ن، م: عَلَيْهِ.
وَيُقَالُ ثَالِثًا: الْكَذِبُ عَلَى هَؤُلَاءِ فِي الرَّافِضَةِ أَعْظَمُ الْأُمُورِ، لَاسِيَّمَا عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ، فَإِنَّهُ مَا كُذِبَ عَلَى أَحَدٍ مَا (1) كُذِبَ عَلَيْهِ، حَتَّى نَسَبُوا إِلَيْهِ كِتَابَ " الْجَفْرِ " وَ " الْبِطَاقَةِ "[وَ " الْهَفْتِ "](2) وَ " اخْتِلَاجِ الْأَعْضَاءِ "[وَ " جَدْوَلِ الْهِلَالِ "](3) وَ " أَحْكَامِ الرُّعُودِ (4) وَالْبُرُوقِ " وَ " مَنَافِعِ سُوَرِ الْقُرْآنِ "(5)[وَ " قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فِي الْمَنَامِ "](6) .
(1) م: مِثْلَمَا.
(2)
وَالْهَفْتِ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) .
(3)
وَجَدْوَلِ الْهِلَالِ: فِي (ع) فَقَطْ.
(4)
ن: الْوُعُودِ.
(5)
وَمَنَافِعِ سُوَرِ الْقُرْآنِ: سَاقِطٌ مِنْ (ب) ، (أ) .
(6)
وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فِي الْمَنَامِ: فِي (ع) فَقَطْ. وَقَدْ نُسِبَتْ إِلَى جَعْفَرٍ الصَّادِقِ عِدَّةُ كُتُبٍ مَوْضُوعُهَا الْعُلُومُ الْبَاطِنِيَّةُ الْخَفِيَّةُ الَّتِي يَزْعُمُ الشِّيعَةُ أَنَّ أَئِمَّتَهُمُ اخْتَصُّوا بِهَا، وَمِنْ أَشْهَرِ هَذِهِ الْكُتُبِ كِتَابُ " الْجَفْرِ " وَقَدْ نُسِبَ أَحْيَانًا إِلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه (انْظُرْ بُرُوكِلْمَانْ 1/182 حَيْثُ يَتَكَلَّمُ عَنْ كِتَابٍ لِعَلِيٍّ رضي الله عنه بِعُنْوَانِ " الْجَفْرِ، تَنَبُّؤًا بِالْأَحْدَاثِ إِلَى نِهَايَةِ الْعَالَمِ ") . وَنُسِبَ أَحْيَانًا أُخْرَى إِلَى جَعْفَرٍ الصَّادِقِ (انْظُرْ بُرُوكِلْمَانْ 1/260، وَيَذْكُرُ بُرُوكِلْمَانْ أَيْضًا فِي نَفْسِ الصَّفْحَةِ أَنَّ مِنْ كُتُبِهِ كِتَابَ " اخْتِلَاجِ الْأَعْضَاءِ " وَكِتَابَ " مَنَافِعِ سُوَرِ الْقُرْآنِ ") . وَيَذْكُرُ ابْنُ خَلْدُونَ فِي مُقَدِّمَتِهِ 2/766 - 767 (ط. عَلِي عَبْد الْوَاحِد وَافِي، 1378/1958) أَنَّ كِتَابَ الْجَفْرِ مِنَ الْكُتُبِ الَّتِي تُبَيِّنُ مَا يَطْرَأُ عَلَى الدُّوَلِ مِنْ أَحْدَاثٍ عَنْ طَرِيقِ الْآثَارِ وَالنُّجُومِ، وَيَقُولُ: إِنَّ هَارُونَ بْنَ سَعِيدٍ الْعِجْلِيَّ رَوَى هَذَا الْكِتَابَ عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ وَفِيهِ عِلْمُ مَا سَيَقَعُ لِأَهْلِ الْبَيْتِ عَلَى الْعُمُومِ وَلِبَعْضِ الْأَشْخَاصِ مِنْهُمْ عَلَى الْخُصُوصِ، وَكَانَ مَكْتُوبًا عِنْدَ جَعْفَرٍ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ صَغِيرٍ، وَلِذَلِكَ سَمَّاهُ هَارُونُ بَاسِمِ الْجِلْدِ الَّذِي كُتِبَ عَلَيْهِ، وَكَانَ فِيهِ تَفْسِيرُ الْقُرْآنِ وَمَا فِي بَاطِنِهِ مِنْ غَرَائِبِ الْمَعَانِي الْمَرْوِيَّةِ عَنْ جَعْفَرٍ. عَلَى أَنَّ ابْنَ خَلْدُونَ يَقُولُ بَعْدَ ذَلِكَ:" وَهَذَا الْكِتَابُ لَمْ تَتَّصِلْ رِوَايَتُهُ وَلَا عُرِفَ عَيْنُهُ، وَإِنَّمَا يَظْهَرُ مِنْهُ شَوَاذُّ مِنَ الْكَلِمَاتِ لَا يَصْحَبُهَا دَلِيلٌ ". وَيَنْقُلُ الْأُسْتَاذُ الشَّيْخُ مُحَمَّد أَبُو زَهْرَةَ فِي كِتَابِهِ: الْإِمَامِ الصَّادِقِ، ص [0 - 9] 4 (ط. دَارِ الْفِكْرِ الْعَرَبِيِّ) عَنْ كِتَابِ " الْكَافِي " لِلْكُلَيْنِيِّ " أَنَّ الْجَفْرَ فِيهِ تَوْرَاةُ مُوسَى وَإِنْجِيلُ عِيسَى وَعُلُومُ الْأَنْبِيَاءِ وَالْأَوْصِيَاءِ، وَمَنْ مَضَى مِنْ عُلَمَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَعِلْمُ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ، وَعِلْمُ مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ. ثُمَّ يَذْكُرُ أَنَّ الْجَفْرَ قِسْمَانِ: أَحَدُهُمَا كُتِبَ عَلَى إِهَابِ مَاعِزٍ، وَالْآخَرُ كُتِبَ عَلَى إِهَابِ كَبْشٍ ". وَانْظُرِ: الْكَافِي لِلْكُلَيْنِيِّ 1/238 - 242، ط. طَهْرَانَ، 1381. وَانْظُرْ عَنِ الْجَفْرِ وَسَائِرِ كُتُبِ الشِّيعَةِ الْبَاطِنِيَّةِ: دَائِرَةَ الْمَعَارِفِ الْإِسْلَامِيَّةِ، مَادَّةَ " الْجَفْرِ " بِقَلَمِ مَاكْدُونَالْد، مَادَّةَ " جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ " بِقَلَمِ سترشتين ; جُولْدتسيهر: الْعَقِيدَةَ وَالشَّرِيعَةَ فِي الْإِسْلَامِ (الطَّبْعَةَ الثَّانِيَةَ)، ص 211 - 212 - 371 - 372 ; مُحَمَّد أَبُو زَهْرَةَ: الْإِمَامُ الصَّادِقُ، ص [0 - 9] 3 - 37. وَقَارِنِ: التَّهَانَوِيَّ: كَشَّافُ اصْطِلَاحَاتِ الْفُنُونِ، مَادَّةُ " الْجَفْرِ ".
[وَمَا يُذْكَرُ عَنْهُ مِنْ " حَقَائِقِ التَّفْسِيرِ " (1) الَّتِي ذَكَرَ كَثِيرًا مِنْهَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ](2) وَصَارَتْ هَذِهِ مَكَاسِبَ لِلطُّرُقِيَّةِ (3) وَأَمْثَالِهِمْ، حَتَّى زَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ كِتَابَ (4)" رَسَائِلِ إِخْوَانِ الصَّفَا " مِنْ كَلَامِهِ، مَعَ عِلْمِ كُلِّ عَاقِلٍ يَفْهَمُهَا وَيَعْرِفُ الْإِسْلَامَ (5) أَنَّهَا تُنَاقِضُ دِينَ الْإِسْلَامِ.
وَأَيْضًا، فَهِيَ إِنَّمَا صُنِّفَتْ بَعْدَ مَوْتِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (6) بِنَحْوِ مِائَتَيْ سَنَةٍ (7) ، فَإِنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ، وَهَذِهِ
(1) ب (فَقَطْ) : التَّعْسِيرِ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ ظَاهِرٌ.
(2)
مَا بَيْنَ الْمَعْقُوفَتَيْنِ: سَاقِطٌ مِنْ (ن) ، (م) . وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّلَمِيُّ، وُلِدَ سَنَةَ 325 وَتُوُفِّيَ سَنَةَ 412. قَالَ الذَّهَبِيُّ:" شَيْخُ الصُّوفِيَّةِ وَصَاحِبُ تَارِيخِهِمْ وَطَبَقَاتِهِمْ وَتَفْسِيرِهِمْ. قِيلَ: كَانَ يَضَعُ الْأَحَادِيثَ لِلصُّوفِيَّةِ "، وَتُوجِدُ مِنْ كِتَابِهِ ذ " حَقَائِقِ التَّفْسِيرِ " أَكْثَرُ مِنْ نُسْخَةٍ خَطِّيَّةٍ. انْظُرْ: مُقَدِّمَةَ نُورِ الدِّينِ شُرَيْبَةَ لِكِتَابِ " طَبَقَاتِ الصُّوفِيَّةِ " لِلسُّلَمِيِّ (ط. الْمِنْيَاوِيِّ، 1372/1953) ; مِيزَانَ الِاعْتِدَالِ 3/46 - 47 ; تَارِيخَ بَغْدَادَ 2/248 - 249 ; اللُّبَابَ لِابْنِ الْأَثِيرِ 1/554 ; لِسَانَ الْمِيزَانِ 5/140 - 141 ; الْأَعْلَامَ 6/330.
(3)
ن، م: مَكَاسِبَ الطُّرُفِيَّةِ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ.
(4)
ن: كَانَتْ، م: كَاتَبَ.
(5)
ب، ا: الْمُسْلِمَ.
(6)
ب (فَقَطْ) : جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ رضي الله عنه.
(7)
ب، ا: مِائَةِ سَنَةٍ، وَهُوَ خَطَأٌ.
وُضِعَتْ (1) فِي أَثْنَاءِ الْمِائَةِ الرَّابِعَةِ لَمَّا ظَهَرَتِ الدَّوْلَةُ الْعُبَيْدِيَّةُ بِمِصْرَ وَبَنَوُا الْقَاهِرَةَ، فَصُنِّفَتْ عَلَى مَذْهَبِ أُولَئِكَ الْإِسْمَاعِيلِيَّةِ، كَمَا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ مَا فِيهَا، وَقَدْ ذَكَرُوا فِيهَا مَا جَرَى عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنِ اسْتِيلَاءِ النَّصَارَى عَلَى سَوَاحِلِ الشَّامِ، وَهَذَا إِنَّمَا كَانَ بَعْدَ الْمِائَةِ الثَّالِثَةِ، [وَقَدْ عُرِفَ الَّذِينَ صَنَّفُوهَا مِثْلُ زَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ وَأَبِي سُلَيْمَانَ (2) بْنِ مَعْشَرٍ الْبُسْتِيِّ الْمَعْرُوفِ بِالْمَقْدِسِيِّ وَأَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ هَارُونَ الزِّنْجَانِيِّ (3) وَأَبِي أَحْمَدَ النَّهْرَجُورِيِّ (4) وَالْعَوْفِيِّ. وَلِأَبِي الْفُتُوحِ الْمُعَافَى بْنِ زَكَرِيَّاءَ الْجَرِيرِيِّ صَاحِبِ كِتَابِ " الْجَلِيسِ وَالْأَنِيسِ " (5) مُنَاظَرَةٌ مَعَهُمْ، وَقَدْ ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو حَيَّانَ التَّوْحِيدِيُّ فِي كِتَابِ " الْإِمْتَاعِ وَالْمُؤَانَسَةِ " (6) ](7) .
(1) ب: وَهِيَ صُنِّفَتْ ; أ: وَصُنِّفَتْ.
(2)
فِي الْأَصْلِ (ع) : ابْنِ سُلَيْمَانَ، وَالصَّوَابُ مَا أَثْبَتُّهُ، وَهُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ الْقِفْطِيُّ فِي كِتَابِهِ " تَارِيخِ الْحُكَمَاءِ "، ص 83 (ط. ليبزج، 1903) نَقْلًا عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّوْحِيدِيِّ (انْظُرِ: الْإِمْتَاعَ وَالْمُؤَانَسَةَ 2/4، ط. لَجْنَةِ التَّأْلِيفِ، 1942 ; الْمُقَابَسَاتِ، ص [0 - 9] 6، تَحْقِيقَ السَّنْدُوبِيِّ، الْقَاهِرَةَ، 1347/1929) .
(3)
فِي الْأَصْلِ: الرَّيْحَانِيِّ، وَالصَّوَابُ مَا أَثْبَتُّهُ، وَهُوَ الَّذِي فِي " تَارِيخِ الْحُكَمَاءِ " نَفْسِ الصَّفْحَةِ ; الْمُقَابَسَاتِ، نَفْسِ الصَّفْحَةِ ; الْإِمْتَاعِ 2/5.
(4)
فِي " دَائِرَةِ الْمَعَارِفِ الْإِسْلَامِيَّةِ " مَادَّةَ: إِخْوَانِ الصَّفَا: مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ النَّهْرَجُورِيُّ ; " الْإِمْتَاعِ " وَ " الْمُقَابَسَاتِ ": " أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرَجَانِيُّ ".
(5)
تَكَلَّمَ الدُّكْتُورُ أَلْبِرْت دِيتْرِيش عَنْ كِتَابِ " الْجَلِيسِ وَالْأَنِيسِ " وَعَنْ مُؤَلِّفِهِ الْمُعَافَى بْنِ زَكَرِيَّاءَ بْنِ يَحْيَى الْجَرِيرِيِّ النَّهْرَوَانِيِّ الْمُتَوَفَّى سَنَةَ 390 فِي مَجَلَّةِ الْمَجْمَعِ الْعِلْمِيِّ الْعَرَبِيِّ بِدِمَشْقَ، ج [0 - 9]، ص [0 - 9] 80 - 394 (وَانْظُرْ تَرْجَمَةَ الْمُعَافَى فِي: إِنْبَاهِ الرُّوَاةِ 3/296 - 297 ; الْفِهْرِسْتِ لِابْنِ النَّدِيمِ، ص [0 - 9] 36 ; بُغْيَةِ الْوُعَاةِ، (ص 394 - 395) . ص 394 - 395) .
(6)
انْظُرِ: الْإِمْتَاعَ 2/3 - 18 ; الْمُقَابَسَاتِ، ص [0 - 9] 5 - 51.
(7)
مَا بَيْنَ الْمَعْقُوفَتَيْنِ فِي (ع) فَقَطْ وَقَدْ نَقَلَ مُسْتَجِي زَادَهْ كَلَامَ ابْنِ تَيْمِيَّةَ إِلَى كَلِمَةِ " الْعَوْفِيِّ " ثُمَّ كَتَبَ مَا يَلِي: " وَرَأَيْتُ فِي كِتَابِ " التَّبْيِينِ " لِلْجَاحِظِ يَذْكُرُ مُصَنَّفَاتِ سَهْلِ بْنِ مَرْوَانَ كَاتِبِ حَسَنِ بْنِ سَهْلٍ وَيَذْكُرُ مِنْهَا كِتَابَ " إِخْوَانِ الصَّفَا " وَلَعَلَّ الْكِتَابَ الْمَشْهُورَ الْيَوْمَ بَيْنَ النَّاسِ بِإِخْوَانِ الصَّفَا الْمُؤَلَّفَ بَعْدَ الْمِائَةِ الثَّالِثَةِ مَأْخُوذٌ مِنْهُ، وَكَأَنَّ أَشْيَاعَ الْفَاطِمِيِّينَ - مُؤَلِّفِي هَذَا الْكِتَابِ - زَادُوا وَنَقَصُوا فِي تَأْلِيفِ سَهْلِ بْنِ هَارُونَ وَأُبْقِيَ اسْمُهُ الْقَدِيمُ عَلَيْهِ: وَكَانَ سَهْلٌ هَذَا مِنَ الْمُتَفَلْسِفِينَ، عَرَّبَ كُتُبًا كَثِيرَةً مِنْ كُتُبِ الْفَلَاسِفَةِ ". وَقَدْ ذَكَرَ الْجَاحِظُ فِي " الْبَيَانِ وَالتَّبْيِينِ " 1/52 مِنْ كُتُبِ سَهْلِ بْنِ هَارُونَ بْنِ رَاهَبُونِي (الْكَاتِبِ الْمُتَوَفَّى سَنَةَ 215، وَانْظُرِ الْأَعْلَامَ) كِتَابَ " الْإِخْوَانِ " وَذَكَرَهُ ابْنُ النَّدِيمِ فِي الْفِهْرِسْتِ (ص 174) بِعُنْوَانِ: " كِتَابِ إسباسيوس فِي اتِّحَادِ الْإِخْوَانِ ".
وَفِي الْجُمْلَةِ: فَمَنْ جَرَّبَ الرَّافِضَةَ فِي كِتَابِهِمْ وَخِطَابِهِمْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مِنْ أَكْذَبِ خَلْقِ اللَّهِ، فَكَيْفَ يَثِقُ الْقَلْبُ بِنَقْلِ مَنْ كَثُرَ مِنْهُمُ الْكَذِبُ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ صِدْقَ النَّاقِلِ؟ وَقَدْ تَعَدَّى شَرُّهُمْ إِلَى غَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَأَهْلِ الْعِرَاقِ حَتَّى كَانَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَتَوَقَّوْنَ (1) أَحَادِيثَهُمْ، وَكَانَ مَالِكٌ يَقُولُ: نَزِّلُوا أَحَادِيثَ [أَهْلِ](2) الْعِرَاقِ مَنْزِلَةَ أَحَادِيثِ أَهْلِ الْكِتَابِ: لَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ (3) .
وَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَن مَهْدِيٍّ (4) : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ: سَمِعْنَا فِي بَلَدِكُمْ
(1) ن، م: يُرِيقُونَ.
(2)
أَهْلِ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ن) ، (م) .
(3)
عَلَّقَ مُسْتَجِي زَادَهْ فِي هَامِشِ (ع) عَلَى كَلَامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ السَّابِقِ بِقَوْلِهِ: " لَعَلَّ الْمُرَادَ مِنَ الْأَحَادِيثِ لَيْسَتْ أَحَادِيثَ رَسُولِ اللَّهِ لِأَنَّ فِيهِمْ مِثْلَ مَالِكٍ بَلْ أَعْلَى كَعْبًا مِنْهُمْ فِي التَّوْثِيقِ، بَلِ الْمُرَادُ الْأَخْبَارُ الْمُلَفَّقَةُ (كَذَا قَرَأْتُهَا وَالْكَلِمَةُ غَيْرُ وَاضِحَةٍ) لَمَّا غَلَبَ عَلَيْهِمُ التَّشَيُّعُ، وَهُمْ أَكْذَبُ النَّاسِ (وَلِذَا) كَانَ صِدْقُ غَالِبِهِمْ مُشَكَّكًا ".
(4)
ن، م: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَهُوَ خَطَأٌ. وَكُنْيَةُ كُلٍّ مِنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّيْبَانِيِّ هِيَ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَلَكِنْ جَاءَ فِي تَرْجَمَةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ مَالِكٍ: وَسِيَاقُ الْجُمْلَةِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْحِوَارَ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَالِكٍ. وَابْنُ مَهْدِيٍّ هُوَ أَبُو سَعِيدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيِّ بْنِ حَسَّانَ الْعَنْبَرِيُّ الْبَصْرِيُّ اللُّؤْلُؤِيُّ، الْحَافِظُ الْإِمَامُ، وُلِدَ سَنَةَ 135 وَتُوُفِّيَ سَنَةَ 198. انْظُرْ تَرْجَمَتَهُ فِي: تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ 6/279 - 281 ; تَذْكِرَةِ الْحُفَّاظِ 1/329 - 332 ; تَارِيخِ بَغْدَادَ 10/240 - 248 ; الْأَعْلَامِ 4/115.
أَرْبَعَمِائَةَ حَدِيثٍ فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَنَحْنُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ نَسْمَعُ هَذَا كُلَّهُ! فَقَالَ لَهُ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ (1) ، وَمِنْ أَيْنَ لَنَا دَارُ الضَّرْبِ؟ أَنْتُمْ عِنْدَكُمْ دَارُ الضَّرْبِ تَضْرِبُونَ بِاللَّيْلِ وَتُنْفِقُونَ (2) بِالنَّهَارِ.
وَهَذَا مَعَ أَنَّهُ (3) كَانَ فِي الْكُوفَةِ وَغَيْرِهَا مِنَ الثِّقَاتِ (4) الْأَكَابِرِ كَثِيرٌ، لَكِنْ لِكَثْرَةِ (5) الْكَذِبِ الَّذِي كَانَ أَكْثَرُهُ (6) فِي الشِّيعَةِ صَارَ الْأَمْرُ يَشْتَبِهُ عَلَى مَنْ لَا يَمِيزُ بَيْنَ هَذَا وَهَذَا، بِمَنْزِلَةِ الرَّجُلِ الْغَرِيبِ إِذَا دَخَلَ بَلَدًا (7) نِصْفُ أَهْلِهِ كَذَّابُونَ خَوَّانُونَ فَإِنَّهُ يَحْتَرِسُ مِنْهُمْ حَتَّى يَعْرِفَ الصَّدُوقَ الثِّقَةَ، وَبِمَنْزِلَةِ الدَّرَاهِمِ الَّتِي كَثُرَ فِيهَا الْغِشُّ فَإِنَّهُ (8) يَحْتَرِسُ عَنِ الْمُعَامَلَةِ بِهَا مَنْ لَا يَكُونُ نَقَّادًا (9) ، وَلِهَذَا كُرِهَ لِمَنْ لَا يَكُونُ لَهُ نَقْدٌ وَتَمْيِيزٌ النَّظَرُ فِي الْكُتُبِ الَّتِي يَكْثُرُ فِيهَا الْكَذِبُ فِي الرِّوَايَةِ وَالضَّلَالِ فِي الْآرَاءِ كَكُتُبِ أَهْلِ (10) الْبِدَعِ، وَكُرِهَ تَلَقِّي الْعِلْمِ مِنَ الْقُصَّاصِ وَأَمْثَالِهِمُ الَّذِينَ يَكْثُرُ الْكَذِبُ فِي كَلَامِهِمْ، وَإِنْ كَانُوا يَقُولُونَ صِدْقًا كَثِيرًا. فَالرَّافِضَةُ أَكْذَبُ مِنْ كُلِّ طَائِفَةٍ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِأَحْوَالِ الرِّجَالِ.
(1) ع، ا: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ.
(2)
ن، م: وَتَبِيعُونَ.
(3)
ب، ا، ن، م: وَمَعَ هَذَا أَنَّهُ.
(4)
ن: الِالْتِفَاتِ: وَهُوَ تَحْرِيفٌ.
(5)
ب: وَمِنْ كَثْرَةِ ; أ: مِنْ كَثْرَةِ.
(6)
ن، م: الَّذِي أَكْثَرُهُ كَانَ.
(7)
ب، ا، ن، م: إِلَى بَلَدٍ.
(8)
ب: وَأَنَّ ; أ: وَأَنَّهُ.
(9)
ع: نَاقِدًا.
(10)
أَهْلِ: سَاقِطَةٌ مِنْ (ب) ، (أ) .