المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌الحكم الأول

- ‌الحكم الثاني

- ‌الحكم الثالث

- ‌الحكم الرابع

- ‌الحكم الخامس

- ‌الحكم السادس

- ‌الحكم السابع

- ‌الحكم الثامن

- ‌الحكم التاسع

- ‌الحكم العاشر

- ‌الحكم الحادي عشر

- ‌الحكم الثاني عشر

- ‌الحكم الثالث عشر

- ‌الحكم الرابع عشر

- ‌الحكم الخامس عشر

- ‌الحكم السادس عشر

- ‌الحكم السابع عشر

- ‌الحكم الثامن عشر

- ‌الحكم التاسع عشر

- ‌الحكم العشرون

- ‌الحكم الواحد والعشرون

- ‌الحكم الثاني والعشرون

- ‌الحكم الثالث والعشرون

- ‌الحكم الرابع والعشرون

- ‌الحكم الخامس والعشرون

- ‌الحكم السادس والعشرون

- ‌الحكم السابع والعشرون

- ‌الحكم الثامن والعشرون

- ‌الحكم التاسع والعشرون

- ‌الحكم الثلاثون

- ‌الحكم الواحد والثلاثون

- ‌الحكم الثاني والثلاثون

- ‌الحكم الثالث والثلاثون

- ‌الحكم الرابع والثلاثون

- ‌الحكم الخامس والثلاثون

- ‌الحكم السادس والثلاثون

- ‌الحكم السابع والثلاثون

- ‌الحكم الثامن والثلاثون

- ‌الحكم التاسع والثلاثون

- ‌الحكم الأربعون

- ‌الحكم الواحد والأربعون

- ‌الحكم الثاني والأربعون

- ‌الحكم الثالث والأربعون

- ‌الحكم الرابع والأربعون

- ‌الحكم الخامس والأربعون

- ‌الحكم السادس والأربعون

- ‌الحكم السابع والأربعون

- ‌الحكم الثامن والأربعون

- ‌الحكم التاسع والأربعون

- ‌الحكم الخمسون

الفصل: ‌الحكم الحادي عشر

‌الحكم الحادي عشر

إن الأزمنة الفاضلة محل لاستجابة الدعاء قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186].

وهذه الآية اكتنفها قبلها وبعدها تشريع الصيام، ولهذا قال في التحرير والتنوير:(1) وفي هذه الآية إيماء إلى أن الصائم مرجو الإجابة، وإلى أن شهر رمضان مرجوة دعواته، وإلى مشروعية الدعاء عند انتهاء كل يوم من رمضان.

قال الحافظ ابن كثير: (2) وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء، متخللة بين أحكام الصيام إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة بل وعند كل فطر، كما روى أبو داود الطيالسي (3) في مسنده عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:«للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة» فكان عبد الله بن عمرو إذا أفطر جمع أهله وولده ودعا.

(1) التحرير والتنوير 2/ 179.

(2)

تفسير ابن كثير دار طيبة 1/ 509.

(3)

أخرجه الطيالسي (رقم: 2262) والبيهقي في شعب الإيمان (رقم: 3907).

ص: 107

وروى ابن ماجه: (1) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد» وكان عبد الله يقول إذا أفطر: اللهم إنى أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي» (2).

وروى الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة لا ترد دعوتهم الإمام العادل والصائم حين يفطر ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين» (3) ا. هـ.

وقد أخرج أحمد (4) من طريق الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، وأبي سعيد رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:«لله عتقاء في كل ليلة ولكل مسلم دعوة مستجابة» وله شاهد عند أحمد من حديث أبي أمامة (5)(6).

(1) ابن ماجه (رقم: 1753) قال البوصيري (2/ 81): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات.

(2)

وذكره الحكيم (1/ 299) وابن السني في عمل يوم وليلة (رقم: 482) والحاكم (رقم: 1535) والبيهقي في شعب الإيمان (رقم: 3904).

(3)

أخرجه أحمد (رقم: 9741) والترمذي (رقم: 3598) وقال: هذا حديث حسن. وابن ماجه (رقم: 1752) وابن حبان (رقم: 874) والبيهقي (رقم: 6186) وابن خزيمة (رقم: 1901).

(4)

أخرجه أحمد (رقم: 7443) قال الهيثمي (10/ 216): رجاله رجال الصحيح.

(5)

هو: صدي بن عجلان بن وهب، أبو أمامة، الباهلي. غلبت عليه كنيته. صحابي. كان مع علي في «صفين». روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمر وعثمان وعلي وأبي عبيدة ومعاذ وأبي الدرداء عبادة بن الصامت وغيرهم رضي الله عنهم. روى عنه أبو سلام الأسود ومحمد ابن زياد الألهاني وخالد بن معدان وغيرهم. توفي في أرض حمص. وهو آخر من مات من الصحابة بالشام. له في الصحيحين 250 حديثًا. انظر: الإصابة 2/ 182، والاستيعاب 2/ 736، وطبقات ابن سعد 7/ 411 والأعلام 3/ 291.

(6)

بلفظ: «إن لله عز وجل عند كل فطر عتقاء» أخرجه أحمد (رقم: 22256).

ص: 108

وثالث عن جابر رضي الله عنه عند ابن ماجة (1)، ومن الأدلة على استجابة الدعاء ما ثبت في الصحيحين عنه عليه الصلاة والسلام، أنه قال:«إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة» (2) وفي رواية: «أبواب السماء» (3) وهذا مستلزم لإجابة الدعاء؛ كما أنه مستلزم لقبول العمل، ففتح أبواب السماء ترغيبًا للعابدين والداعين، وأيضا شهر رمضان شهر قرب من الله لمن وفق للعمل الصالح، فهو يشبه حال الساجد في الصلاة، وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، وأيضًا دلت الأدلة بالاستقراء أن الثلث الأخير أحظى بإجابة الدعاء؛ كما في ثلث الليل الآخر، وفيه وقت التنزيل الإلهي للمولى سبحانه على ما يليق به، وعشر رمضان الأواخر، فكذا الشهور الأربعة في السنة الهلالية فثلثها الأخير أفضل أثلاثها ومبدؤه رمضان، وهذا بالاتفاق، ولهذا في الصحيح قال صلى الله عليه وسلم:«شهرا عيد لا ينقصان» (4) وهما رمضان وذو الحجة، وأيضًا ثلث النهار الآخر تقع الصلاة الوسطى، وهي صلاة العصر بلا مراء، وبعده الأصيل وختم النهار، وفي التنزيل:{تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلَاةِ} [المائدة: 106]. فسرت بالعصر فيحلف، وهذا من باب تغليظ اليمين في زمانه؛ لأن هذا وقت فاضل ولهذا في الصحيح:«ورجل حلف بعد العصر كاذبًا» (5) وهذا يدل على شدة الكذب في هذا الزمان الفاضل، والخلاصة أن الزمن الفاضل بالاستقراء ظرف لاستجابة الدعاء، هذا

(1) بلفظ: «إن لله عند كل فطر عتقاء، وذلك في كل ليلة» أخرجه ابن ماجه (رقم: 1643).

(2)

أخرجه البخاري (رقم: 1799) ومسلم (رقم: 1079).

(3)

البخاري (رقم: 1800) ومسلم (رقم: 1079).

(4)

أخرجه البخاري (رقم: 1813) ومسلم (رقم: 1089).

(5)

أخرجه البخاري (2/ 834، رقم 2240)، ومسلم (1/ 103، رقم 108).

ص: 109

هو الأصل الذي دلت عليه النصوص؛ إما نصًا أو إيماءً.

هل من أوقات الإجابة ما أخرجه أحمد (1)، وابن عبد البر في التمهيد:(2) من طريق كثير يعني بن زيد حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك حدثني جابر يعني بن عبد الله رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا في مسجد الفتح ثلاثًا يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء، فاستجيب له يوم الأربعاء بين الصلاتين، فعرف البشر في وجهه، قال جابر رضي الله عنه: فلم ينزل بي أمر مهم غليظ إلا توخيت تلك الساعة فأدعو فيها فأعرف الإجابة. (3)

والجواب: أن الخبر غير ثابت، ولو صح لكان المعول على الإلحاح بالتكرار، فهذا هو المعهود في أنه من أسباب الإجابة، فإن قيل هذا يدفعه كلام جابر رضي الله عنه.

فالجواب: لا يلزم فإن دعاء المؤمن مستجاب في الأصل، فكيف بخاصة أوليائه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو ظن منه صلى الله عليه وسلم بالخصيصة.

(1) أحمد (رقم: 14563).

(2)

التمهيد (19/ 201).

(3)

سئل: يحيى بن معين عن كثير بن زيد، فقال: ليس بذاك القوى. وقال عبد الرحمن: سئل أبى عن كثير بن زيد، فقال: صالح ليس بالقوي يكتب حديثه. وسئل أبو زرعة عن كثير بن زيد، فقال: هو صدوق فيه لين. الجرح والتعديل لعبد الرحمن الرازي (7/ 150) وقال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عن كثير بن زيد، فقال: ما أرى به بأس. العلل ومعرفة الرجال (رقم: 2406).

ص: 110