المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الحكم الرابع يتأكد مراعاة فعل الذكر في وقته إن كان مقيدا - نتاج الفكر في أحكام الذكر

[عبد الله بن مانع الروقي]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌الحكم الأول

- ‌الحكم الثاني

- ‌الحكم الثالث

- ‌الحكم الرابع

- ‌الحكم الخامس

- ‌الحكم السادس

- ‌الحكم السابع

- ‌الحكم الثامن

- ‌الحكم التاسع

- ‌الحكم العاشر

- ‌الحكم الحادي عشر

- ‌الحكم الثاني عشر

- ‌الحكم الثالث عشر

- ‌الحكم الرابع عشر

- ‌الحكم الخامس عشر

- ‌الحكم السادس عشر

- ‌الحكم السابع عشر

- ‌الحكم الثامن عشر

- ‌الحكم التاسع عشر

- ‌الحكم العشرون

- ‌الحكم الواحد والعشرون

- ‌الحكم الثاني والعشرون

- ‌الحكم الثالث والعشرون

- ‌الحكم الرابع والعشرون

- ‌الحكم الخامس والعشرون

- ‌الحكم السادس والعشرون

- ‌الحكم السابع والعشرون

- ‌الحكم الثامن والعشرون

- ‌الحكم التاسع والعشرون

- ‌الحكم الثلاثون

- ‌الحكم الواحد والثلاثون

- ‌الحكم الثاني والثلاثون

- ‌الحكم الثالث والثلاثون

- ‌الحكم الرابع والثلاثون

- ‌الحكم الخامس والثلاثون

- ‌الحكم السادس والثلاثون

- ‌الحكم السابع والثلاثون

- ‌الحكم الثامن والثلاثون

- ‌الحكم التاسع والثلاثون

- ‌الحكم الأربعون

- ‌الحكم الواحد والأربعون

- ‌الحكم الثاني والأربعون

- ‌الحكم الثالث والأربعون

- ‌الحكم الرابع والأربعون

- ‌الحكم الخامس والأربعون

- ‌الحكم السادس والأربعون

- ‌الحكم السابع والأربعون

- ‌الحكم الثامن والأربعون

- ‌الحكم التاسع والأربعون

- ‌الحكم الخمسون

الفصل: ‌ ‌الحكم الرابع يتأكد مراعاة فعل الذكر في وقته إن كان مقيدا

‌الحكم الرابع

يتأكد مراعاة فعل الذكر في وقته إن كان مقيدا بوقت، فإذا أخرج عن وقته المقيد فات فضله الخاص، وإنما يؤجر صاحبه أجرًا عامًا حينئذ، فأذكار الصباح تقال في الصباح وأذكار المساء تقال في المساء.

وأما حدّ الصباح والمساء؛ فقد قال ابن القيم: (1) في ذكر طرفي النهار، وهما بين الصبح وطلوع الشمس، وما بين العصر والمغرب، قال سبحانه وتعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الأحزاب: 41، 42] والأصيل: قال الجوهري: (2) هو الوقت بعد العصر إلى الغروب وجمعه أُصُل وآصال وأصائل - كأنه جمع أصيلة.

قال الشاعر:

لعمري لأنت البيتُ أكْرِمُ أهله

واقعد في أفنائه بالأصائل

وقال ابن القيم: (3) قال تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ

(1) الوابل الصيب ص 232.

(2)

الصحاح 4/ 1623.

(3)

الوابل الصيب ص 127.

ص: 56

الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} [ق: 39] وهذا تفسير ما جاء في الأحاديث: أن من قال كذا وكذا حيث يصبح وحين يمسي، أن المراد قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، وأن محل هذه الأذكار بعد الصبح وبعد العصر. ا. هـ.

وقال في القاموس: الصُّبْح: الفَجْرُ، أو أوَّلُ النهارِ، جمعه أصباح (1). زاد في اللسان:(2) أصبح القوم: دخلوا في الصباح. كما يقال: أمسوا دخلوا في المساء.

وقال الراغب في مفرداته: (3) الصبح والصباح: أول النهار وهو وقت ما أحمر الأفق بحاجب الشمس قال تعالى: {أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} [هود: 81]. وقال {فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ} [الصافات: 177].

قلت: قال الله جل وعلا في سورة هود عن قوم لوط: {إِنّ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} [هود: 81] وفي سورة الحجر قال: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ} [الحجر: 73].

قال الطبري: (4)

(1) القاموس المحيط للفيروز آبادي (ص: 291).

(2)

لسان العرب لابن منظور (4/ 2389)، وأنظر: المخصص. لابن سيده (2/ 390).

(3)

مفردات غريب القرآن لراغب الأصفهاني (ص: 273).

(4)

هو: محمد بن جرير بن يزيد بن كثير، أبو جعفر. من أهل طبرستان، استوطن بغداد وأقام بها إلى حين وفاته. من أكابر العلماء. كان حافظًا لكتاب الله، فقيهًا في الأحكام، عالمًا بالسنن وطرقها، عارفًا بأيام الناس وأخبارهم. رحل من بلده في طلب العلم وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وجمع من العلوم ما لم يشركه فيه أحد. عرض عليه القضاء فامتنع والمظالم فأبى. له اختيار من أقاويل الفقهاء، وقد تفرد بمسائل حفظت عنه. سمع من محمد بن عبد الملك وإسحاق بن أبي إسرائيل وإسماعيل بن موسى السدي وآخرين. روى عنه أبو شيب الحراني والطبراني وطائفة. وقيل إن فيه تشيعًا يسيرًا وموالاة لا تضر. من تصانيفه: اختلاف الفقهاء؛ وكتاب البسيط في الفقه؛ وجامع البيان في تفسير القرآن؛ والتبصير في الأصول. أنظر: تذكرة الحفاظ 2/ 251؛ والبداية والنهاية 11/ 145؛ وميزان الاعتدال 3/ 498؛ والأعلام للزركلي 6/ 294؛ وهدية العارفية 6/ 26.

ص: 57

أي: أخذتهم صاعقة العذاب وهي الصيحة. إذْ أشرقت الشمس (1). قلت: فدل على أن الشروق لا ينافي الصبح.

لكن قال القرطبي (2) على آية الحار: وقيل أول العذاب كان عند الصبح وامتد إلى شروق الشمس، فكان تمام الإهلاك عند ذلك. والله أعلم (3).

وذكر البغوي (4)

(1) جامع البيان في تأويل القرآن - تفسير الطبري (17/ 119).

(2)

هو: محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح. أندلسي من أهل قرطبة أنصاري، من كبار المفسرين. أشتهر بالصلاح والتعبد. رحل إلى المشرق واستقر بمنية ابن الخصيب شمالي أسيوط - بمصر، وبها توفى. من تصانيفه: الجامع لأحكام القرآن؛ والتذكرة بأمور الآخرة؛ والأسنى في شرح الأسماء الحسنى. أنظر: الديباج المذهب ص 317؛ والأعلام للزركلي 6/ 218.

(3)

الجامع لأحكام القرآن (10/ 42).

(4)

هو: الحسين بن مسعود بن محمد، الفراء، البغوي. شافعي. فقيه. محدث. مفسر. نسبته إلى بغشور من قرى خراسان بين هراة ومرو. من مصنفاته: التهذيب في فقه الشافعية؛ وشرح السنة في الحديث؛ ومعالم التنزيل في التفسير. أنظر: الأعلام للزركلي 2/ 284؛ ابن الأثير 6/ 105.

ص: 58

هذا المعنى قبله (1). وقال السمعاني (2): في تفسيره على آية الحجر ما نصه: فإن قال قبل هذا {مُصْبِحِينَ} وقال ها هنا {مُشْرِقِينَ} فكيف وجه الجمع؟

الجواب من وجهين: أحدهما: أن ابتداء العذاب كان من الصبح، وتمامه عند الإشراق.

والجواب الثاني: أن الإشراق ها هنا بمعنى الإصباح وهو جائز في كلام العرب (3).

والوجه الأول لخصه ابن عطية (4) بقوله: وأهلكوا بعد الفجر مصبحين واستوفاهم الهلاك مشرقين (5).

(1) تفسير البغوي 4/ 388.

(2)

هو: منصور بن محمد عبد الجبار، أبو المظفر، المعروف بابن السمعاني. من أهل مرو. كان فقيهًا أصوليًا مفسرًا محدثًا متكلمًا. تفقه على أبيه في مذهب أبي حنيفة النعماني حتى برع، ثم ورد بغداد ومنها إلى الحجاز، ولما عاد إلى خرسان دخل مرو وألقى عصا السفر، رجع عن مذهب أبي حنيفة وقلد الشافعي لمعنى من المعاني، وتسبب ذلك في قيام العوام عليه، فخرج إلى طوس ثم قصد نيسابور. من تصانيفه: القواطع في أصول الفقه؛ والبرهان في الخلاف وهو يشتمل على قريب من ألف مسألة خلافية؛ وتفسير القرآن. أنظر: طبقات الشافعية لابن السبكي 4/ 21؛ والنجوم الزاهرة 5/ 160؛ ومعجم المؤلفين 13/ 20.

(3)

تفسير السمعاني (1/ 355).

(4)

هو: عبد الحق بن غالب بن عطية، أبو محمد المحاربي، من أهل غرناطة. أحد القضاة بالبلاد الأندلسية. كان فقيهًا جليلًا، عارفًا بالأحكام والحديث والتفسير، نحويًا لغويًا أديبًا، ضابطًا، غاية في توقد الذهن وحسن الفهم وجلالة التصرف. روى عن أبيه الحافظ بن أبي بكر وأبي علي الغساني وآخرين. وروى عنه أبو القاسم بن حبيش وجماعة. ولي قضاء المرية، كان يتوخى الحق والعدل. من تصانيفه: المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز.

(5)

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز 3/ 367.

ص: 59

وقال ابن دريد في الجمهرة: (1) وصبيحة اليوم: أوله والصبيحة من كل يوم أو النهار والصّبوح الأكل والشرب في أول النهار ا. هـ.

وقال ابن هشام اللخمي (ت557) في تقويم اللسان: والْصباح: من أول النهار إلى قريب الظهر، فيقال للرجل كيف أصبحت إلى قريب الظهر، وكيف أمسيت من بعد الظهر إلى الغروب وبعده إلى نصف الليل.

وقال في المصباح المنير: (2) قال ابن الجواليقي: الصباح عند العرب من نصف الليل الآخر إلى الزوال ثم المساء إلى آخر نصف الليل الأول هكذا روي عن ثعلب.

قال أبو محمد: وقوله في حدّ الصبح غريب جدًا، وعندي أنه لا يصح، وهو عمل الفرنجة الآن ومن تابعهم! فصبحهم بعد نصف ليلهم!

وقال في نزال الأبرار: (3) قال الجزري في مفتاح الحصن الحصين: الصباح من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، والمراد بالمساء من الغروب إلى الفجر، وقد أبعد من قال إن المساء يدخل وقته بالزوال فإن أراد دخول العشي فقريب، وإن أراد المساء فبعيد، فإن الله تعالى يقول:{فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} [الروم: 17] قابل المساء بالصباح.

(1) الجمهرة ص 279.

(2)

المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي لأحمد الفيومي (1/ 331).

(3)

نزال الأبرار ص 104، وأنظر: تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين للشوكاني ص 91.

ص: 60

وفي تهذيب اللغة للأزهري: (1) نقل عن الليث والصَّبْحُ: سَقْيك أخا، صَبُوحًا من لبن، والصَّبوحُ: ما شُربَ بالغداة فما دون القَائلة، وفعلك الاصْطِباحُ.

وقال في مجمل اللغة لابن فارس: (2) الصبح بدء النهار.

وقال أبو المظفر السمعاني في تفسيره على آية الروم: (3){فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ} . {تُظْهِرُونَ} أي: تدخلون في الظهر وفي الآية إشارة إلى أوقات الصلاة الخمس، فقوله:{حِينَ تُمْسُونَ} إشارة إلى صلاة المغرب والعشاء، وقوله:{وَحِينَ تُصْبِحُونَ} إشارة إلى صلاة الصبح، وقوله:{وَعَشِيًّا} إشارة إلى صلاة العصر، وقوله {وَحِينَ تُظْهِرُونَ} إشارة إلى صلاة الظهر.

وفي الفتوى (رقم: 20078) من فتاوى اللجنة ما نصه:

س: هل أذكار المساء تكون بعد صلاة العصر أو بعد يروب الشمس؟ أي بعد صلاة المغرب.

ج: أذكار المساء تبتدئ من زوال الشمس إلى غروبها، وفي أول الليل، وأذكار الصباح تبتدئ من طلوع الفجر إلى زوال الشمس، قال الله تعالى:

{وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} [طه: 130] وقال

(1) تهذيب اللغة (4/ 155).

(2)

مجمل اللغة لابن فارس (ص: 548).

(3)

تفسير السمعاني (3/ 225).

ص: 61

سبحانه:

{وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} [الأعراف: 205]. والآصال جمع أصيل، وهو: ما بين العصر والمغرب. وقال سبحانه: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ} [الروم: 17]. {وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ} [الروم: 18].

قال أبو محمد: والمتحرر في وقت الصبح: من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وأول النهار، والمساء من العصر إلى الغروب، وأول الليل. والله أعلم.

ص: 62