المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌الحكم الأول

- ‌الحكم الثاني

- ‌الحكم الثالث

- ‌الحكم الرابع

- ‌الحكم الخامس

- ‌الحكم السادس

- ‌الحكم السابع

- ‌الحكم الثامن

- ‌الحكم التاسع

- ‌الحكم العاشر

- ‌الحكم الحادي عشر

- ‌الحكم الثاني عشر

- ‌الحكم الثالث عشر

- ‌الحكم الرابع عشر

- ‌الحكم الخامس عشر

- ‌الحكم السادس عشر

- ‌الحكم السابع عشر

- ‌الحكم الثامن عشر

- ‌الحكم التاسع عشر

- ‌الحكم العشرون

- ‌الحكم الواحد والعشرون

- ‌الحكم الثاني والعشرون

- ‌الحكم الثالث والعشرون

- ‌الحكم الرابع والعشرون

- ‌الحكم الخامس والعشرون

- ‌الحكم السادس والعشرون

- ‌الحكم السابع والعشرون

- ‌الحكم الثامن والعشرون

- ‌الحكم التاسع والعشرون

- ‌الحكم الثلاثون

- ‌الحكم الواحد والثلاثون

- ‌الحكم الثاني والثلاثون

- ‌الحكم الثالث والثلاثون

- ‌الحكم الرابع والثلاثون

- ‌الحكم الخامس والثلاثون

- ‌الحكم السادس والثلاثون

- ‌الحكم السابع والثلاثون

- ‌الحكم الثامن والثلاثون

- ‌الحكم التاسع والثلاثون

- ‌الحكم الأربعون

- ‌الحكم الواحد والأربعون

- ‌الحكم الثاني والأربعون

- ‌الحكم الثالث والأربعون

- ‌الحكم الرابع والأربعون

- ‌الحكم الخامس والأربعون

- ‌الحكم السادس والأربعون

- ‌الحكم السابع والأربعون

- ‌الحكم الثامن والأربعون

- ‌الحكم التاسع والأربعون

- ‌الحكم الخمسون

الفصل: ‌الحكم السابع والأربعون

‌الحكم السابع والأربعون

الأذكار الضعيفة أو الزيادات الضعيفة في الأذكار الثابتة كثيرة والذي يتأكد ملازمة الثابت، وإطراح الضعيف منها حتى لا تفشو بين الناس، وسأذكر ما تيسر منها لا على سبيل الحصر ففي ذلك عسر، فمنها:

1 -

التهليل ثلاثًا دبر المكتوبة: قال النسائي في الذكر بعد الصلاة باب: باب كم مرة يقول ذلك؟ ثم قال: (1) أخبرنا الحسن بن إسماعيل المجالدي، قال: أنبأنا هشيم، قال: أنبأنا المغيرة، وذكر آخر، ح وأنبأنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا هشيم، قال: أنبأنا غير واحد، منهم المغيرة، عن الشعبي، عن وراد، كاتب المغيرة: أن معاوية كتب إلى المغيرة، أن اكتب إلي بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكتب إليه المغيرة: إني سمعته يقول عند انصرافه من الصلاة: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» ، ثلاث مرات. ا. هـ. وأخرجه أحمد (2) وأخرجه ابن خزيمة (3) وهذه الزيادة شاذة، والمحفوظ كما في الصحيح مرة واحدة.

(1) النسائي (رقم: 1343).

(2)

أحمد (رقم: 18192).

(3)

ابن خزيمة (رقم: 742).

ص: 323

تنبيه: وقعت في البخاري (1) هذه اللفظة وهي في نسخة الصغاني:

«ثلاث مرات» . كما قال ابن حجر. (2) وقال ابن رجب: (3) وخرّجه الإمام أحمد والنسائي من طريق مغيرة، عن الشعبي، عن ورادٍ، أن المغيرة كتب إلى معاوية: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند انصرافه من الصلاة: «لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير» ثلاث مراتٍ، وهذه زيادةٌ غريبةٌ. ا. هـ. والخلاصة أنِا لا تثبت. والله أعلم.

2 -

زيادة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} عند الوسوسة؛ كما روي ابن أبي عاصم: (4) من طريق عن ابن إسحاق حدثني عتبة بن مسلم مولى بني تميم عن أبي سلمه عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«يوشك الناس أن يسألوا نبيهم حتى يقول قائلهم: هذا الله خالق الخلق، فمن خلق الله؟ فإذا قالوا ذلك فقل: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} ثم ليتفل عن يساره وليستعذ بالله من الشيطان» .

وأصل الحديث متفق عليه: (5) من طريق من طريق عروة بن الزبير، قال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا، من خلق كذا، حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته» دون هذه الزيادة، وهي زيادة غريبة ..

(1) البخاري (رقم: 6473).

(2)

فتح الباري لابن حجر 11/ 307.

(3)

فتح الباري لابن رجب 7/ 417.

(4)

ابن أبي عاصم (رقم: 653).

(5)

أخرجه البخاري (رقم: 3102) ومسلم (رقم: 134).

ص: 324

3 -

زيادة: «بسم الله» في دعاء الخلاء .. قال ابن حجر في شرح البخاري: (1) روى المعمري هذا الحديث من طريق عبد العزيز بن المختار، عن عبد العزيز بن صهيب، بلفظ الأمر، قال:«إذا دخلتم الخلاء فقولوا بسم الله أعوذ بالله من الخبث والخبائث» وإسناده على شرط مسلم وفيه زيادة التسمية، ولم أرها في غير هذه الرواية، قلت: هي شاذة.

4 -

زيادة: «ولا راد لما قضيت» قال في فتح الباري: (2) فائدة اشتهر على الألسنة في الذكر المذكور زيادة، ولا راد لما قضيت وهي في مسند عبد بن حميد، من رواية معمر عن عبد الملك بن عمير بهذا الإسناد.

وقال أيضًا: (3) زاد فيه مسعر، عن عبد الملك بن عمير، عن وراد:«ولا راد لما قضيت» أخرجه الطبراني بسند صحيح عنه.

قلت أخرجها عبد الرزاق (4) ومن طريقه عبد بن حميد: (5) أنبأنا معمر، عن عبد الملك بن عمير، حدثني وراد كاتب المغيرة بن شعبة، قال: كتب معاوية، إلى المغيرة أن اكتب إلي بشيء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال:

فكتب إليه: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من ثلاثة: من عقوق الأمهات، ومن وأد البنات، ومن منع وهات، وسمعته ينهى عن ثلاث: عن قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال، قال: وسمعته يقول: «اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا راد

(1) فتح الباري لابن حجر 1/ 244.

(2)

فتح الباري لابن حجر 2/ 333.

(3)

فتح الباري لابن حجر 11/ 513.

(4)

مصنف عبد الرزاق (رقم: 19638).

(5)

عبد بن حميد (رقم: 391).

ص: 325

لما قضيت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد» وأخرجها الطبراني في الدعاء (1) من طريق مسعر عن عبد الملك به.

5 -

زيادة: «اللهم إني أسألك خير المولج» أخرجها أبو داود: (2) من طريق شريح، عن أبي مالك الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا ولج الرجل بيته، فليقل: اللهم إني أسألك خير المولج، وخير المخرج، بسم الله ولجنا، وبسم الله خرجنا، وعلى الله ربنا توكلنا، ثم ليسلم على أهله» وهذا إسناد منقطع، فإن شريح بن عبيد لم يدرك أبا مالك الأشعري. وأما التسمية فصحيحة من وجه آخر.

6 -

زيادة الصلاة على النبي في دعاء القنوت فقد روى أحمد (3) وبعض أهل السنن: من طريق بريد بن أبي مريم السلولي، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي (4)، قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في قنوت الوتر: «اللهم أهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما

(1) الطبراني في الدعاء (رقم: 686).

(2)

أبو داود (رقم: 5098).

(3)

أحمد (رقم:1716).

(4)

هو: الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو محمد الهاشمي، أمير المؤمنين، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته من الدنيا وأحد سيدي شباب أهل الجنة، روى عن جده رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبيه علي وأخيه حسين وخاله هند بن أبي هالة، روى عنه ابنه الحسن وعائشة أم المؤمنين وعكرمة ومحمد بن سيرين وآخرون، كان حليمًا ورعًا فاضلًا، ولي الخلافة بعد أبيه عدة أشهر، ثم تنازل لمعاوية بشروط، وصان الله بذلك جماعة المسلمين، وظهرت المعجزة النبوية في قوله صلى الله عليه وسلم:«إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين» . انصرف الحسن إلى المدينة حيث أقام إلى أن توفي. ويقال إنه مات مسمومًا. انظر: الإصابة 1/ 328؛ وأسد الغابة 2/ 9؛ وتهذيب التهذيب 2/ 295، وصفة الصفوة 1/ 340.

ص: 326

قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت».

ورواه النسائي: (1) من طريق ابن وهب، عن يحيى بن عبد الله بن سالم، عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن علي، عن الحسن بن علي قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات في الوتر قال: قل: «اللهم أهدني فيمن هديت، وبار، لي فيما أعطيت، وتولني فيمن توليت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت، وصلى الله على محمد النبي» .

فهذه الزيادة ضعيفة. على أن لفظة القنوت في الوتر غير محفوظة ولذا:

قال ابن خزيمة في صحيحة: (2) ورواه إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن بُريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي رضي الله عنه: فذكر الحديث بمثله. وهذا الخبر رواه شعبة بن الحجاج عن بريد بن أبي مريم في قصة الدعاء، ولم يذكر القنوت ولا الوتر.

ثم أسنده: (3) كان يعلمنا هذا الدعاء: «اللهم أهدني فيمن هديت» . قال أبو بكر ابن خزيمة: ولم يذكر القنوت، ولا الوتر، وشعبة أحفظ من عدد مثل يونس بن أبي إسحاق، وأبو إسحاق لا يعلم، أسمع هذا الخبر من بُريد، أو دلسه عنه، اللهم إلا أن يكون، كما يدعي بعض علمائنا، أن كل ما رواه يونس، عمن روى عنه أبوه، أبو إسحاق، هو مما سمعه يونس، مع أبيه، ممن روى عنه، ولو ثبت

(1) النسائي (رقم: 1746).

(2)

ابن خزيمة (رقم: 1095).

(3)

ابن خزيمة (رقم: 1096).

ص: 327

الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه أمر بالقنوت في الوتر، أو قنت في الوتر، لم يجز عندي مخالفة خبر النبي صلى الله عليه وسلم، ولست أعلمه ثابتًا. ا. هـ.

وما ذكره هو الصواب، وأن لفظة القنوت في الوتر غير محفوظة.

تنبيه: الصلاة على النبي في آخر القنوت صحت عن الصحابة ولذا قال ابن القيم في جلاء الإفهام: (1) قال: ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عروة بن الزبير (2):

أن عبد الرحمن بن عبدٍ القاري، وكان في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع عبد الله بن الأرقم على بيت المال، قال: إن عمر خرج ليلة في رمضان فخرج معه عبد الرحمن بن عبد القاري، فطاف في المسجد وأهل المسجد أوازع متفرقون، يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر رضي الله عنه: والله إني لأظن لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد يكون أمثل، ثم عزم عمر على ذلك وأمر أبي بن كعب أن يقوم بهم في رمضان، فخرج عليهم والناس يصلون بصلاة قارئهم، فقال عمر رضي الله عنه: نعمت البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون، يريد آخر الليل، وكان الناس يقومون أوله، وكانوا يلعنون الكفرة في النصف، يقولون: اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك ولا يؤمنون بوعدك وخالف بين كلمتهم، وألق في قلوبهم الرعب، وألق عليهم رجزك وعذابك إله الحق، ثم

(1) جلاء الإفهام 1/ 362.

(2)

هو: عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد، وأمه أسماء بنت أبي بكر، من كبار التابعين، فقيه محدث، أخذ عن أبيه وأمه، وخالته السيدة عائشة. وعنه خلق كثير. لم يدخل في شيء من الفتن. انتقل من المدينة إلى البصرة، ثم إلى مصر فأقام بها سبع سنين. وتوفي بالمدينة. وبها «بئر عروة» تنسب إليه، معروفة الآن. انظر: تهذيب التهذيب 7/ 180، والأعلام للزركلي 5/ 17 وحلية الأولياء 2/ 176 ..

ص: 328

يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو للمسلمين ما استطاع من خير، ثم يستغفر للمؤمنين، قال: وكان يقول إذا فرغ من لعنه الكفرة وصلاته على النبي صلى الله عليه وسلم واستغفاره للمؤمنين ومسألته، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخاف عذابك الجد أن عذابك لمن عاديت ملحق، ثم يكبر ويهوي ساجدًا. وقال: إسماعيل بن إسحاق، حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن عبد الله بن الحارث: أن أبا حليمة معاذًا كان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في القنوت. إسناده صحيح. ا. هـ. كلامه.

تنبيه: قال في المغني: (1) قال أبو عبد الله: إذا قنت قبل الركوع كبر، ثم أخذ في القنوت. وقد روي عن عمر رضي الله عنه: أنه كان إذا فرغ من القراءة كبر، ثم قنت، ثم كبر حين يركع. وروي ذلك عن علي، وابن مسعود، والبراء، وهو قول الثوري ولا نعلم فيه خلافًا

وهذا التكبير قبل القنوت لا أحفظه في المرفوع ..

روى عبد الرزاق: (2) عن الثوري، عن منصور، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: يكبر إذا فرغ من القراءة من الركعة الآخرة من الوتر، ثم يقنت، ويرفع صوته، ثم إذا أراد أن يركع كبر أيضًا.

قلت: أما الأخبار المرفوعة فكما تقدم لم يثبت في القنوت في الوتر عنه شيء عليه الصلاة السلام.

7 -

زيادة: «رب الملائكة والروح» فالحديث يروى: (3) من طرق

(1) المغني 2/ 121.

(2)

عبد الرزاق (رقم: 5001).

(3)

أحمد (رقم: 15354) والنسائي (رقم: 10435 - 10573) وعبد الرزاق (رقم: 4697).

ص: 329

عن زبيد الإيامي، عن ذر بن عبد الله المرهبي، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يقرأ في الوتر بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، فإذا سلم، قال: سبحان الملك القدوس، سبحان الملك القدوس، سبحان الملك القدوس، ورفع بها صوته. زاد الدارقطني:(1) من طريق فِطر بن خليفة عن زُبيد: «رب الملائكة والروح» وهي زيادة شاذة، فقد رواه جمع عن زبيد منهم شعبة وسفيان لم يذكروها

تنبيه: السنة الفصل بين الركعتين والوتر في هذا الخبر .. وما جاء أنه يصليها سردًا هنا لا يثبت ..

8 -

قول: «ولا بشيء من آلائك ربنا نكذب، فلك الحمد» عند سماع القارئ يقرأ فبأي آلاء ربكما تكذبان.

فقد أخرج الترمذي: (2) من طريق الوليد بن مسلم، عن زهير بن محمد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر رضي الله عنهما، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه، فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا، فقال:«لقد قرأتها على الجن ليلة الجن فكانوا أحسن مردودًا منكم، كنت كلما أتيت على قوله {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن: 13]. قالوا: لا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد» . قال الترمذي: هذا حديث يريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد. قال ابن حنبل: كأن زهير بن محمد الذي وقع بالشام، ليس هو الذي يروى عنه بالعراق؛ كأنه رجل آخر قلبوا

(1) الدارقطني (رقم: 1660).

(2)

الترمذي (رقم: 3291).

ص: 330

اسمه، يعني: لما يروون عنه من المناكير. وسمعت محمد بن إسماعيل البخاري، يقول: أهل الشام يروون عن زهير بن محمد مناكير، وأهل العراق يروون عنه أحاديث مقاربة. وقول أحمد من كثرة المناكير في أحاديث الشاميين عن زهير وهذا منها فالوليد بن مسلم شامي. فالخبر منكر لا يثبت.

9 -

زيادة: «اللهم اجعلني من التوابين ومن المتطهرين» أخرج مسلم: (1) من طريق: معاوية بن صالح، عن ربيعة يعني ابن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن عقبة بن عامر. ح، وحدثني أبو عثمان، عن جبير بن نفير، عن عقبة بن عامر صلى الله عليه وسلم، قال: كانت علينا رعاية الْبل فجاءت نوبتي فروحتها بعشي فأدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائمًا يحدث الناس فأدركت من قوله: «ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه، ثم يقوم فيصلي ركعتين، مقبل عليهما بقلبه ووجهه، إلا وجبت له الجنة» قال فقلت: ما أجود هذه فإذا قائل بين يدي يقول: التي قبلها أجود فنظرت فإذا عمر قال: إني قد رأيتك جئت آنفًا، قال:«ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ - أو فيسبغ - الوضوء ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبد الله ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء» .

وقال الترمذي في سننه: (2) حدثنا جعفر بن محمد بن عمران الثعلبي الكوفي، قال: حدثنا زيد بن حباب، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد الدمشقي، عن أبي إدريس الخولاني، وأبي عثمان، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من توضأ

(1) مسلم (رقم: 234).

(2)

الترمذي (رقم: 55).

ص: 331

فأحسن الوضوء، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين، فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء» وهذه زيادة شاذة وفي سياق الترمذي اضطراب واختلاف سلمت منه رواية مسلم.

10 -

زيادة البسملة وطلب المغفرة عند دخول المسجد، روى أحمد في مسنده والترمذي وغيرهما:(1) من طريق عبد الله بن حسن، عن أمه، فاطمة ابنة حسين، عن جدتها، فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد، صلى على محمد وسلم، وقال:«اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك» . وإذا خرج، صلى على محمد وسلم، ثم قال:«اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك» . قال إسماعيل: فلقيت عبد الله بن حسن فسألته عن هذا الحديث، فقال: كان إذا دخل قال: «رب افتح لي باب رحمتك» ، وإذا خرج قال:«رب افتح لي باب فضلك» .

وقال الترمذي عقبه: حديث فاطمة حديث حسن، وليس إسناده بمتصل. وفاطمة بنت الحسين لم تدرك فاطمة الكبرى إنما عاشت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه وسلم أشهرًا.

والمحفوظ ما أخرج مسلم: (2) من طريق سليمان بن بلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عبد الملك بن سعيد عن أبي حميد أو عن أبي أسيد، قال: صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل أحدكم المسجد، فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج، فليقل: اللهم إني

(1) أحمد (رقم: 26416) سنن الترمذي (رقم: 315) وأخرجه ابن ماجه (رقم: 771)، وأبو يعلى (رقم: 6822 - 6823).

(2)

مسلم (رقم: 713).

ص: 332

أسألك من فضلك» قال مسلم: سمعت يحيى بن يحيى، يقول: كتبت هذا الحديث من كتاب سليمان بن بلال، قال: بلغني أن يحيى الحماني يقول وأبي أسيد. ا. هـ.

زاد أبو داود: (1) بسند صحيح من طريق عبد العزيز الدراوردى، عن ربيعة بن أبى عبد الرحمن، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد، قال: سمعت أبا حميد أو أبا أسيد الأنصاري، يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك فإذا خرج فليقل اللهم إني أسألك من فضلك» .

ومن الضعيف عند الخروج من المسجد ما أخرجه ابن ماجه: (2) من طريق الضحاك بن عثمان، قال: حدثني سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:«إذا دخل أحدكم المسجد، فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، وليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج، فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، وليقل: اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم» .

زيادة: «اللهم اعصمني من الشيطان» قال النسائي في الكبرى بعد روايته من طريق الضحاك ما نصه: خالفه محمد بن عجلان، رواه عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن كعب قوله.

ثم رواه: (3) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا الليث، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن كعب

(1) أبو داود (رقم: 465).

(2)

ابن ماجه (رقم: 773).

(3)

النسائي في الكبرى (رقم: 9839).

ص: 333

الأحبار رضي الله عنه، قال:«يا أبا هريرة، أحفظ مني اثنتين أوصيك بهما: إذا دخلت المسجد فصل على النبي صلى الله عليه وسلم، وقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرجت من المسجد فصل على النبي صلى الله عليه وسلم، وقل: اللهم أحفظني من الشيطان» . خالفه ابن أبي ذئب، رواه عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة عن كعب.

ثم رواه: (1) أخبرنا عيسى بن إبراهيم، عن ابن وهب، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ما طلعت الشمس ولا غربت على يوم خير من يوم الجمعة» ثم قدم علينا كعب فقال أبو هريرة رضي الله عنه: وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة في يوم الجمعة لا يوافقها مؤمن يصلي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه، قال كعب:

صدق والذي أكرمه، وإني قائل لك اثنتين فلا تنسهما: إذا دخلت المسجد فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، وقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرجت فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وسلم، وقل: اللهم أحفظني من الشيطان.

قال أبو عبد الرحمن: ابن أبي ذئب أثبت عندنا من محمد بن عجلان ومن الضحاك بن عثمان في سعيد المقبري، وحديثه أولى عندنا بالصواب وبالله التوفيق، وابن عجلان اختلطت عليه أحاديث سعيد المقبري، ما رواه سعيد عن أبيه، عن أبي هريرة، وسعيد، عن أخيه، عن أبي هريرة، وغيرهما من مشايخ سعيد، فجعلها ابن عجلان كلها عن سعيد عن أبي هريرة، وابن عجلان ثقة، والله أعلم. ا. هـ.

11 -

ومن الضعيف زيادة وبحمده في تسبيح الركوع والسجود،

(1) السنن الكبرى للنسائي (رقم: 9840).

ص: 334

أخرج أبو داود: (1) من طريق أيوب بن موسى أو موسى بن أيوب، عن رجل من قومه، عن عقبة بن عامر، بمعناه زاد، قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ركع قال: «سبحان ربي العظيم وبحمده» ثلاثًا، وإذا سجد قال:«سبحان ربي الأعلى وبحمده» ثلاثًا، قال أبو داود:«وهذه الزيادة نخاف أن لا تكون محفوظة» . ا. هـ.

وقال في المغني: (2) فصل: وإن قال: سبحان ربي العظيم وبحمده. فلا بأس، فإن أحمد بن نصر روى عن أحمد، أنه سئل عن تسبيح الركوع والسجود، سبحان ربي العظيم، أعجب إليك، أو سبحان ربي العظيم وبحمده؟ فقال: قد جاء هذا وجاء هذا، وما أدفع منه شيئًا.

وقال أيضًا: إن قال: «وبحمده» . في الركوع والسجود، أرجو أن لا يكون به بأس؛ وذلك لأن حذيفة روى في بعض طرق حديثه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه:«سبحان ربي العظيم وبحمده» ، وفي سجوده:«سبحان ربي الأعلى وبحمده» ، وهذه زيادة يتعين الأخذ بها. وروي عن أحمد، أنه قال: أما أنا فلا أقول: وبحمده.

وحكي ذلك ابن المنذر عن الشافعي وأصحاب الرأي. ووجه ذلك أن الرواية بدون هذه الزيادة أشهر وأكثر. ا. هـ.

12 -

ومن الأدعية الضعيفة - وهو منتشر - ما أخرجه أحمد: (3) من طريق عبد الرحمن بن حسان الكناني، أن مسلم بن الحارث التميمي، حدثه عن أبيه، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا صليت

(1) أبو داود (رقم: 870).

(2)

المغني لابن قدامه 1/ 361.

(3)

أحمد (رقم: 18054).

ص: 335

الصبح، فقل قبل أن تكلم أحدًا من الناس: اللهم أجرني من النار، سبع مرات، فإنك إن مت من يومك ذلك، كتب الله لك جوارًا من النار، وإذا صليت المغرب، فقل قبل أن تكلم أحدًا من الناس: اللهم أجرني من النار سبع مرات، فإنك إن مت من ليلتك تلك، كتب الله لك جوارًا من النار».

وأخرجه أبو داود (1) وغيره (2) وإسناده ضعيف، مسلم بن الحارث جهله الدارقطني، ولم يؤثر توثيقه عن غير ابن حبان. وقد اختلف في اسمه واسم أبيه، فقيل كما هو هنا: مسلم ابن الحارث، عن أبيه، وقيل: الحارث بن مسلم، عن أبيه، قال الحافظ في تهذيبه:(3) صحح البخاري التاريخ الكبير (4) وأبو حاتم وأبو زُرعه الرازيان (5) والترمذي وابن قانع (6) وغير واحد (7) أن صحابيَّ هذا الحديث اسمه مسلم بن الحارث.

(1) أبو داود (رقم: 5080).

(2)

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير 7/ 253 (رقم: 1076) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (رقم: 1212) والنسائي في عمل اليوم والليلة (رقم: 111) وابن السني في عمل اليوم والليلة (رقم: 139) وابن حبان (رقم: 2022) مسند البزار (رقم: 2336).

(3)

تهذيب التهذيب 10/ 125.

(4)

التاريخ الكبير 7/ 253.

(5)

الجرح والتعديل 3/ 87 - 88.

(6)

معجم الصحابة لابن قانع 1/ 184.

(7)

انظر: ثقات ابن حبان 3/ 381، وسؤالات البرقاني للدارقطني، (رقم: 490) والاستيعاب 3/ 1395، وأسد الغابة: 4/ 360، وتجريد أسماء الصحابة (رقم: 835) وتذهيب التهذيب 4/ 36، ونهِاية السول 371، وتهذيب التهذيب: 10/ 125 - 126، والإصابة:(رقم: 7964) والتقريب: 2/ 244، وخلاصة الخزرجي (رقم: 6961).

ص: 336

وقد وقع هذا الاختلاف في حديث الوليد بن مسلم، فروي عنه على الوجهين، وروي عنه على وجه ثالث وهو: الحارث بن مسلم بن الحارث، عن أبيه، عن جده. كما ذكره المزي في التحفة (1) وتابعه على الوجه الثاني: الحارث بن مسلم عن أبيه، صدقةُ بن خالد ومحمدُ بن شعيب بن شابور كما سنبينه، وهما ثقتان، وقد استدل الحافظ بهذه المتابعة على صواب تلك الرواية. وذكره ابن حبان في قسم الصحابة من ثقاته:(2) باسم مسلم بن الحارث، وقال: حديثه عند ابنه الحارث، وتناقض فذكر ابنه في قسم التابعين (3) باسم مسلم بن الحارث أيضًا، وقال: يروي عن أبيه، وروى الحديث في صحيحة (4) من رواية مسلم بن الحارث، عن أبيه.

قال الحافظ: (5) وتصحيح مثل هذا في غاية البعد، لكن ابن حبان على عادته في توثيق من لم يرو عنه إلا واحد إذا لم يكن فيما رواه ما يُنكَر.

قلت: ومع ذلك فقد حسنه الحافظ في نتائج الأفكار. (6) وبالتتبع فالحافظ في نتائج الأفكار واسع الخطو في شرح الصحيح، فالحديث فيه علتان جهالة تابعيه والصحابي لم تثبت صحبته إلا من هذه الرواية - وهي ضعيفة - فأنى له الثبوت؟

والمقصود التنبيه على جملة من هذه الأذكار والأدعية الضعيفة، وأما الاستيعاب لذلك فعسير. والله المستعان.

(1) التحفة 3/ 8 - 9.

(2)

الثقات لابن حبان 3/ 381.

(3)

الثقات لابن حبان 5/ 391.

(4)

صحيح ابن حبان (رقم: 2022).

(5)

مرعاه المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 8/ 137.

(6)

نتائج الأفكار 2/ 310.

ص: 337