الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجزء الثاني والعشرون
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم
هذا هو الجزء الثانى والعشرون من نهاية الأرب، قد اعتمدت فى تحقيقه على ثلاث مخطوطات محفوظة بدار الكتب بأرقام 592، 551، 549 معارف عامة، رمزت للأولى 592 بحرف ف، والثانية 551 بحرف ص، والثالثة 549 بحرف ك، وهى مخطوطات تستحق الدراسة والتنويه عنها إلا أن هذا الجزء ليس موضعا لهذه الدراسة، ذلك لأن هذا الجزء سبقه واحد وعشرون، وكلها جميعا تعتمد على هذه المخطوطات.
ولكن على الرغم من هذا فأرى من واجبى- أداء للأمانة العلمة- أن أورد ملحوظة، ربما كان هذا الجزء وحده يستقل بها أو لعلها شائعة فى الأجزاء كلها، وهى على أية حال تستحق التسجيل، فقد لاحظت:
أن المخطوطة رقم 549 المرموز لها بحرف ك كثيرة الأخطاء، ولا يتحرى ناسخها الدقة فى النقل عن المصدر الذى ينقل منه، ويتفرد بخصيصة غريبة هى عدم العناية والإهمال، إهمالا جعله يضطرب فيخلط بين الأحداث، وهو- بعد هذا- لا يستقل بذلك بل يفرض نفسه على المنسوخ، يحكم
ذوقه البيانى على ما ينقل فيقدم من حروف الجر ويؤخر وفق هواه، ويغير من الألفاظ فيأتينا بألفاظه لا بألفاظ المصدر، ولكن هذا قليل قلة يمكن التجاوز عنه، ولكن الذى لا نستطيع التجاوز عنه ولا الصبر عليه هو وضعه ألفاظا لما لم يستطع قراءته، والحق أن كل هذه العيوب تسقط من قيمة هذه المخطوطة، وفى نظرى إن عيبا واحدا منها كاف ليجعلنى أنفر أو بتعبير أدق وأصح يجعلنى أربأ بالعمل العلمى أن يجعل هذه المخطوطة إحدى عمد نشر كتاب نهاية الأرب، وأرى أن تكون عونا يسعف إذا كان فيها ما يسعف.
أما المخطوطة رقم 592 وهى المرموز لها بحرف ف فهى بلا شك يجب أن تكون إحدى عمد النشر، ذلك لأن ناسخها معاصر أو يمكن اعتباره معاصرا للمؤلف، وهذا يجعل قيمتها التاريخية فى درجة عالية، ولكن على الرغم من هذه القيمة لعلمية لهذه المخطوطة فإنها لا تسلم من العيوب، وهى عيوب خطيرة، نتجت فى رأيى من ضعف ناسخها فى قراءة نسخة المؤلف، ويجب علينا ألا ندع الحديث عن هذه المخطوطة دون أن نشير إلى أن ناسخ ك ينقل من هذه المخطوطة ف ودليل ذلك أن كل سقط فى ف نجده فى ك والعكس غير صحيح، ذلك لأننا نجد فى ك سقطا ليس فى ف.
والمخطوطة التى تستحق كل تقدير علمى هى المخطوطة رقم 551 وهى المرموز لها بحرف ص، ذلك لأن الناسخ أمين فى نقله، دقيق فى نقل الألفاظ دقة تجعله يرسم الكلمة التى لم يستطع قراءتها، وحسبك هذا لتقييم هذه المخطوطة، ولكن على الرغم من هذه القيمة العلمية فإنها لا تسلم من عيب، ذلك لأن الناسخ كثيرا ما يهمل النقط، والنقط أساس فى قراءة الكلمات العربية، ولكن الذى ييسر ويهون من خطر هذا العيب أن النويرى ينقل عن غيره بالنص رغم التزامه الإيجاز، ينقل العبارة بنص صاحبها إلا فى أندر الأحوال، ومن ثمّ كان هذا العيب لا يعوق المحقق من أداء عمله
وبعد فهذه إشارة تغنى عن التصريح والاسهاب عن هذه المخطوطات المشار إليها فى هوامش الكتاب، وهذا هو الجزء الثانى والعشرون أرجو أن أكون قد أديت واجبى نحوه، فإن جاء مطابقا لما يطلب من المحقق شكرت ربى على التوفيق وإن كان هناك تقصير فجهدى قد بذلته والكمال لله وحده، والله ولى التوفيق.
مايو سنة 1961 محمد جابر الحينى