الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نعود إلى الحوادث فى أيام المعتز بالله فى بقية شهور سنة اثنتين وخمسين.
ذكر حال وصيف وبغا
قال: وفيها كتب المعتز إلى محمد بن عبد الله بن طاهر فى اسقاط اسم بغا ووصيف ومن معهما من الدواوين، فوجّه وصيف أخته سعاد «1» إلى المؤيد وكان فى حجرها، فكلّم المؤيد المعتز فى الرضى عن وصيف فرضى عنه، وتكلم أبو أحمد ابن المتوكل فى بغا فرضى عنه، وعاد إلى سامرّا وأعادهما المعتز إلى منزلهما من الخدمة، وخلع عليهما وعقد لهما على أعمالهما، وجعل البريد إلى موسى بن بغا الكبير، واستوزر أحمد بن أبى اسرائيل.
وفيها شغب الجند ببغداد على محمد بن عبد الله فى طلب أرزاقهم، ففرّق فيهم ألفى دينار، ثم شغبوا مرة ثانية وعسكروا بباب الشماسية وباب حرب، وكانت بينهم وبين أصحاب محمد وقعات، ثم تفرّقوا ورجعوا إلى منازلهم.
ذكر خلع المؤيد وموته
وفى شهر رجب من هذه السنة خلع المعتز أخاه المؤيد من ولاية العهد بعده، وحبسه هو وأبا أحمد وقيّد المؤيد وقيل أنه ضربه أربعين مقرعة، وأخذ خطّه بخلع نفسه، ثم بلغه أن الأتراك يريدون إخراجه فأخرجه من الغد ميتا. وأوقف القضاة والفقهاء والوجوه عليه، وأنّه لا أثر به ولا جراحة.
وحمل إلى أمّه ومعه كفنه وأمرت بدفنه، فقيل إنه أدرج فى لحاف سمور وأمسك طرفاه حتى مات، وقيل إنّه أقعد فى الثلج وجعل على رأسه منه فمات من البرد. وكان ذلك فى شهر رجب.