المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر فتح هرقلة - نهاية الأرب في فنون الأدب - جـ ٢٢

[النويري، شهاب الدين]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الثاني والعشرون

- ‌تقديم

- ‌[تتمة الفن الخامس في التاريخ]

- ‌[تتمة القسم الخامس من الفن الخامس في أخبار الملة الإسلامية]

- ‌الباب الرابع من القسم الخامس من الفن الخامس فى أخبار الدولة العباسية بالعراق وغيره

- ‌[في سنة مائة من الهجرة]

- ‌ذكر ابتداء ظهور دعوة بنى العباس وأمر الشيعة

- ‌ذكر تفويض أمر الشيعة إلى محمد بن على بن عبد الله بن العباس وبثه الدعاة

- ‌[في سنة اربع ومائة من الهجرة]

- ‌ذكر مولد أبى العباس السفاح

- ‌وفى سنة خمس ومائة:

- ‌وفى سنة سبع ومائة

- ‌وفى سنة تسع ومائة

- ‌وفى سنة ثمانى عشرة ومائة:

- ‌وفى سنة عشرين ومائة:

- ‌ذكر خبر أبى مسلم الخراسانى وابتداء أمره

- ‌وفى سنة أربع وعشرين ومائة:

- ‌وفى سنة ست وعشرين ومائة:

- ‌وفى سبع وعشرين ومائة:

- ‌ذكر ولاية أبى مسلم عبد الرحمن بن مسلم الخراسانى أمر الشيعة

- ‌وفى سنة تسع وعشرين ومائة:

- ‌ذكر إظهار الدعوة بخراسان

- ‌وفى سنة ثلاثين ومائة:

- ‌ذكر دخول أبى مسلم مرو والبيعة بها

- ‌ذكر هرب نصر بن سيّار أمير خراسان من مرو

- ‌ذكر مقتل ابنى الكرمانى

- ‌ذكر قدوم قحطبة بن شبيب من قبل إبراهيم الإمام على أبى مسلم

- ‌ذكر مسير قحطبة إلى نيسابور واستيلائه عليها ومن استعمله أبو مسلم على الجهات

- ‌ذكر مقتل نباتة بن حنظلة عامل يزيد بن هبيرة على جرجان

- ‌ثم دخلت سنة إحدى وثلاثين ومائة

- ‌ذكر وفاة نصر بن سيار ودخول قحطبة الرىّ

- ‌ذكر مقتل عامر بن ضبارة ودخول قحطبة أصفهان

- ‌ذكر دخول قحطبة نهاوند

- ‌ذكر فتح شهر زور

- ‌ودخلت سنة اثنتين وثلاثين ومائة

- ‌ذكر مسير قحطبة لقتال ابن هبيرة بالعراق وهلاك قحطبة وهزيمة ابن هبيرة

- ‌ذكر خروج محمد بن خالد بالكوفة مسوّدا

- ‌ذكر مقتل إبراهيم بن محمد الإمام

- ‌ذكر ابتداء الدولة العباسية وانقضاء الدولة الأموية

- ‌ذكر بيعة أبى العباس عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر هزيمة مروان بالزاب

- ‌ذكر مقتل مروان بن محمد ودخول أهل الشام وغيرهم فى الطاعة

- ‌ذكر من قتل من بنى أمية بعد مقتل مروان بن محمد

- ‌ذكر الخلاف على أبى العباس السفاح وأخبار من خالف وخلع

- ‌ذكر خلع أبى الورد وأهل قنّسرين ودمشق

- ‌ذكر تبييض أهل الجزيرة وخلعهم

- ‌ذكر قتل أبى سلمة الخلّال وسليمان بن كثير

- ‌ذكر أخبار ابن هبيرة وما كان من أمره

- ‌ذكر ولاية يحيى بن محمد الموصل ومن قتله بها

- ‌ذكر عمال السفاح

- ‌ودخلت سنة ثلاث وثلاثين ومائة

- ‌ذكر دخول ملك الروم ملطيّة وقاليقلا

- ‌ودخلت سنة أربع وثلاثين ومائة

- ‌ذكر خلع بسّام بن إبراهيم وما كان من أمره وقتل أخوال السفاح

- ‌ذكر خبر الخوارج وقتل شيبان بن عبد العزيز

- ‌ودخلت سنة خمس وثلاثين ومائة

- ‌ذكر خروج زياد بن صالح

- ‌ودخلت سنة ست وثلاثين ومائة

- ‌ذكر وفاة أبى العباس السفاح

- ‌ذكر خلافة المنصور

- ‌ثم دخلت سنة سبع وثلاثين ومائة

- ‌ذكر خروج عبد الله بن على وقتاله وهزيمته

- ‌ذكر مقتل أبى مسلم الخراسانى

- ‌ذكر خروج سنباذ بخراسان

- ‌ودخلت سنة ثمان وثلاثين ومائة

- ‌ذكر خلع جمهور بن مرّار وقتله

- ‌ودخلت سنة تسع وثلاثين ومائة

- ‌ودخلت سنة أربعين ومائة

- ‌ودخلت سنة إحدى وأربعين ومائة

- ‌ذكر خروج الراوندية على المنصور وقتلهم

- ‌ذكر خلع عبد الجبار بخراسان ومسير المهدى إليه

- ‌ذكر فتح طبرستان

- ‌ودخلت سنة اثنتين وأربعين ومائة

- ‌ذكر خلع عيينة بن موسى

- ‌ذكر نكث الإصبهبذ

- ‌ودخلت سنة ثلاث وأربعين ومائة

- ‌ودخلت سنة أربع وأربعين ومائة

- ‌ودخلت سنة خمس وأربعين ومائة

- ‌ظهور محمد بن عبد الله

- ‌ذكر وثوب السودان بالمدينة

- ‌ذكر بناء مدينة بغداد وانتقال أبى جعفر المنصور إليها

- ‌ودخلت سنة ست وأربعين ومائة

- ‌ودخلت سنة سبع وأربعين ومائة

- ‌ذكر وفاة عبد الله بن على وخبر عيسى بن موسى

- ‌ودخلت سنة ثمان وأربعين ومائة

- ‌ذكر خروج حسّان بن مجالد بن يحيى بن مالك بن الأجدع الهمدانى

- ‌ودخلت سنة تسع وأربعين ومائة

- ‌ودخلت سنة خمسين ومائة

- ‌ذكر خروج استاذ سيس

- ‌ودخلت سنة إحدى وخمسين ومائة

- ‌ذكر بناء الرّصافة للمهدى

- ‌ودخلت سنة اثنتين وخمسين ومائة

- ‌ودخلت سنة ثلاثة وخمسين ومائة

- ‌ذكر القبض على أبى أيوب الموريانى الوزير وقتله

- ‌ودخلت سنة أربع وخمسين ومائة

- ‌ودخلت سنة خمس وخمسين ومائة

- ‌ودخلت سنة ست وخمسين ومائة

- ‌ودخلت سنة سبع وخمسين ومائة

- ‌ودخلت سنة ثمان وخمسين ومائة

- ‌ذكر وفاة أبى جعفر المنصور

- ‌ذكر وصية المنصور لابنه المهدى

- ‌ذكر شىء من سيرة أبى جعفر المنصور

- ‌ذكر خلافة المهدى

- ‌ودخلت سنة تسع وخمسين ومائة

- ‌ذكر ظهور المقنّع بخراسان وهلاكه

- ‌ودخلت سنة ستين ومائة

- ‌ذكر خلع عيسى بن موسى وبيعة موسى الهادى

- ‌ودخلت سنة إحدى وستين ومائة

- ‌ودخلت سنة اثنتين وستين ومائة

- ‌ذكر قتل عبد السلام الخارجى

- ‌ودخلت سنة ثلاث وستين ومائة

- ‌ودخلت سنة أربع وستين ومائة

- ‌ودخلت سنة خمس وستين ومائة

- ‌ودخلت سنة ست وستين ومائة

- ‌ودخلت سنة سبع وستين ومائة

- ‌ودخلت سنة ثمان وستين ومائة

- ‌ودخلت سنة تسع وستين ومائة

- ‌ذكر وفاة أبى عبد الله المهدى

- ‌ذكر شىء من سيرته وأخباره

- ‌ذكر خلافة الهادى

- ‌ودخلت سنة سبعين ومائة

- ‌ذكر وفاة أبى محمد الهادى

- ‌ذكر خلافة هارون الرشيد

- ‌ودخلت سنة إحدى وسبعين ومائة

- ‌ودخلت سنة اثنين وسبعين ومائة

- ‌ودخلت سنة ثلاث وسبعين ومائة

- ‌ودخلت سنة أربع وسبعين ومائة

- ‌ودخلت سنة خمس وسبعين ومائة

- ‌ودخلت سنة ست وسبعين ومائة

- ‌ذكر ظهور يحيى بن عبد الله

- ‌ذكر الفتنة بدمشق

- ‌ودخلت سنة سبع وسبعين ومائة

- ‌ذكر الفتنة بالموصل

- ‌ودخلت سنة ثمان وسبعين ومائة

- ‌ذكر الفتنة بمصر

- ‌ذكر خروج الوليد بن طريف

- ‌ودخلت سنة تسع وسبعين ومائة

- ‌ودخلت سنة ثمانين ومائة

- ‌ذكر ولاية على بن عيسى خراسان- وخبر حمزة الخارجى

- ‌ودخلت سنة إحدى وثمانين ومائة

- ‌ودخلت سنة اثنتين وثمانين ومائة

- ‌ودخلت سنة ثلاث وثمانين ومائة

- ‌ودخلت سنة أربع وثمانين ومائة

- ‌ودخلت سنة خمس وثمانين ومائة

- ‌ودخلت سنة ست وثمانين ومائة

- ‌ذكر حج هارون الرشيد وأمر كتاب العهد

- ‌ودخلت سنة سبع وثمانين ومائة

- ‌ذكر إيقاع الرشيد بالبرامكة وقتل جعفر بن يحيى بن خالد

- ‌ذكر شىء من أخبار جعفر وتمكّنه من الرشيد وما آل أمرهم إليه

- ‌ذكر القبض على عبد الملك بن صالح

- ‌ذكر غزو الروم

- ‌ودخلت سنة ثمان وثمانين ومائة

- ‌ودخلت سنة تسع وثمانين ومائة

- ‌ذكر مسير الرشيد إلى الرى

- ‌ودخلت سنة تسعين ومائة

- ‌ذكر فتح هرقلة

- ‌ودخلت سنة إحدى وتسعين ومائة

- ‌ودخلت سنة اثنتين وتسعين ومائة

- ‌ودخلت سنة ثلاث وتسعين ومائة

- ‌ذكر وفاة الرشيد

- ‌ذكر شىء من سيرة الرشيد وأخباره

- ‌ذكر خلافة الأمين

- ‌ودخلت سنة أربع وتسعين ومائة

- ‌ذكر خلاف أهل حمص على الأمين

- ‌ودخلت سنة خمس وتسعين ومائة

- ‌ذكر خروج السّفيانىّ وما كان من أمره

- ‌ودخلت سنة ست وتسعين ومائة

- ‌ودخلت سنة سبع وتسعين ومائة

- ‌ودخلت سنة ثمان وتسعين ومائة

- ‌ذكر أخبار الأمين والمأمون وما كان بينهما من الفتن والاختلاف وما أفضى إليه الأمر من قتل الأمين

- ‌ذكر محاربة على بن عيسى بن ماهان وطاهر

- ‌ذكر توجيه عبد الرحمن بن جبلة إلى طاهر وقتله واستيلاء طاهر على أعمال الجبل

- ‌ذكر توجيه الأمين الجيوش إلى طاهر وعودهم من غير قتال

- ‌ذكر خلع الأمين ببغداد والبيعة للمأمون وعودة الأمين

- ‌ذكر البيعة للمأمون بمكة والمدينة

- ‌ذكر تجهيز الأمين الجيوش وما كان من أمرهم

- ‌ذكر وثوب الجند بطاهر والأمين

- ‌ذكر حصار بغداد واستيلاء طاهر عليها

- ‌ذكر مقتل الأمين

- ‌ذكر صفة الأمين وعمره ومدة خلافته وشىء من أخباره

- ‌ذكر خلافة المأمون

- ‌ذكر وثوب الجند بطاهر

- ‌ذكر خلاف نصر بن شبث العقيلى على المأمون

- ‌ذكر ولاية الحسن بن سهل العراق وغيره من البلاد

- ‌ودخلت سنة تسع وتسعين ومائة

- ‌ذكر ظهور ابن طباطبا العلوى ووفاته وخبر أبى السرايا

- ‌ذكر هرب أبى السرايا وقتله

- ‌ودخلت سنة مائتين

- ‌ذكر ما فعله الحسين بن الحسن الأفطس بمكة ومبايعة محمد بن جعفر وما كان من أمره وخلعه لنفسه

- ‌ذكر مسير هرثمة إلى المأمون وقتله

- ‌ذكر وثوب الحربيّة ببغداد

- ‌ودخلت سنة إحدى ومائتين

- ‌ذكر ولاية منصور بن المهدى بغداد

- ‌ذكر البيعة بولاية العهد لعلى بن موسى الرضا

- ‌ذكر فتح جبال طبرستان وأسر ملك الدّيلم

- ‌ودخلت سنة اثنتين ومائتين

- ‌ذكر بيعة إبراهيم بن المهدى ببغداد وخلع المأمون

- ‌ذكر أخبار إبراهيم بن المهدى وما استولى عليه من الأماكن وما كان من أمره إلى أن خلع واستتر- ذكر استيلائه على قصر ابن هبيرة والكوفة

- ‌ذكر خلع إبراهيم بن المهدى

- ‌ذكر اختفاء إبراهيم بن المهدى

- ‌ذكر مسير المأمون إلى العراق وقتل ذى الرئاستين الفضل بن سهل

- ‌ودخلت سنة ثلاث ومائتين

- ‌ذكر وفاة على بن موسى الرضا ولى العهد

- ‌ودخلت سنة أربع ومائتين

- ‌ذكر قدوم المأمون بغداد

- ‌ودخلت سنة خمس ومائتين

- ‌ذكر ولاية طاهر بن الحسين خراسان

- ‌ودخلت سنة ست ومائتين

- ‌ذكر ولاية عبد الله بن طاهر الرّقة وغيرها

- ‌ودخلت سنة سبع ومائتين

- ‌ذكر وفاة طاهر بن الحسين أمير خراسان واستعمال ابنه طلحة

- ‌ودخلت سنة ثمان ومائتين

- ‌ودخلت سنة تسع ومائتين

- ‌ودخلت سنة عشر ومائتين

- ‌ذكر ظفر المأمون بإبراهيم بن المهدى

- ‌ذكر بناء المأمون ببوران ابنة الحسن بن سهل

- ‌ذكر مسير عبد الله بن طاهر إلى مصر وفتحها وفتح الإسكندرية

- ‌ذكر خلع أهل قمّ المأمون وما كان من أمرهم

- ‌ودخلت سنة إحدى عشرة ومائتين

- ‌ودخلت سنة اثنتى عشرة ومائتين

- ‌ذكر استيلاء محمد بن حميد على الموصل

- ‌ودخلت سنة ثلاث عشرة ومائتين

- ‌ودخلت سنة أربع عشرة ومائتين

- ‌ذكر استعمال عبد الله بن طاهر على خراسان

- ‌ودخلت سنة خمس عشرة ومائتين

- ‌ذكر غزاة المأمون إلى الروم

- ‌ودخلت سنة ست عشرة ومائتين

- ‌ذكر فتح هرقلة

- ‌ودخلت سنة سبع عشرة ومائتين

- ‌ودخلت سنة ثمانى عشرة ومائتين

- ‌ذكر المحنة بالقرآن المجيد

- ‌ذكر وفاة أبى العباس المأمون

- ‌ذكر صفته وشىء من أخباره وسيرته

- ‌ذكر خلافة المعتصم بالله

- ‌ودخلت سنة تسع عشرة ومائتين

- ‌ذكر خلاف محمد بن القاسم العلوى

- ‌ذكر محاربة الزّط

- ‌ودخلت سنة عشرين ومائتين

- ‌ذكر بناء سامرّا وهى سرّ من رأى

- ‌ذكر القبض على الفضل بن مروان بن أحمد بن عمارة الوزير

- ‌ودخلت سنة إحدى وعشرين ومائتين

- ‌ودخلت سنة اثنتين وعشرين ومائتين

- ‌ذكر أخبار بابك الخرّمى وفتح البذ وأسر بابك وقتله

- ‌ثم دخلت سنة ثلاث وعشرين ومائتين

- ‌ذكر قدوم الأفشين إلى سامرّا وما عامله به المعتصم

- ‌ذكر خروج الروم إلى زبطرة

- ‌ذكر فتح عمّوريّة

- ‌ذكر القبض على العباس بن المأمون وحبسه والأمر بلعنه ووفاته

- ‌ودخلت سنة أربع وعشرين ومائتين

- ‌ذكر مخالفة مازيار بطبرستان وأسره

- ‌ذكر عصيان منكجور قرابة الأفشين والظفر به

- ‌ودخلت سنة خمس وعشرين ومائتين

- ‌ذكر القبض على الأفشين وحبسه ووفاته وصلبه

- ‌ودخلت سنة ست وعشرين ومائتين

- ‌ودخلت سنة سبع وعشرين ومائتين

- ‌ذكر خروج المبرقع بفلسطين

- ‌ذكر وفاة أبى إسحاق المعتصم وشىء من أخباره

- ‌ذكر خلافة الواثق بالله

- ‌ذكر الفتنة بدمشق

- ‌ودخلت سنة ثمان وعشرين ومائتين

- ‌ودخلت سنة تسع وعشرين ومائتين

- ‌ودخلت سنة ثلاثين ومائتين

- ‌ذكر مسير بغا إلى الأعراب بالمدينة وما كان من أمرهم

- ‌ودخلت سنة إحدى وثلاثين ومائتين

- ‌ذكر الفداء بين المسلمين والروم

- ‌ودخلت سنة اثنتين وثلاثين ومائتين

- ‌ذكر وفاة أبى جعفر الواثق وشىء من أخباره

- ‌ذكر خلافة المتوكّل على الله

- ‌ودخلت سنة ثلاث وثلاثين ومائتين

- ‌ذكر القبض على محمد بن عبد الملك الزيات

- ‌ودخلت سنة أربع وثلاثين ومائتين

- ‌ذكر خبر إيتاخ وابتداء أمره وقتله

- ‌ودخلت سنة خمس وثلاثين ومائتين

- ‌ذكر ظهور رجل يدعى النبوّة

- ‌ودخلت سنة ست وثلاثين ومائتين

- ‌ذكر ما فعله المتوكل بمشهد الحسين بن على رضى الله عنهما

- ‌ودخلت سنة سبع وثلاثين ومائتين

- ‌ذكر وثوب أهل أرمينية بعاملهم

- ‌ذكر غضب المتوكل على أحمد بن أبى دؤاد وولاية يحيى بن أكثم القضاء

- ‌ودخلت سنة ثمان وثلاثين ومائتين

- ‌ذكر مسير الروم إلى ديار مصر

- ‌ودخلت سنة تسع وثلاثين ومائتين

- ‌ودخلت سنة أربعين ومائتين

- ‌ذكر وثوب أهل حمص بعاملهم

- ‌ودخلت سنة إحدى وأربعين ومائتين

- ‌ذكر الفداء بين المسلمين والروم

- ‌ذكر غارة البجاة بمصر

- ‌ودخلت سنة اثنتين وأربعين ومائتين

- ‌ودخلت سنة ثلاث وأربعين ومائتين

- ‌ودخلت سنة أربع وأربعين ومائتين

- ‌ودخلت سنة خمس وأربعين ومائتين

- ‌ودخلت سنة ست وأربعين ومائتين

- ‌ودخلت سنة سبع وأربعين ومائتين

- ‌ذكر مقتل أبى الفضل المتوكل على الله

- ‌وأما كيفية قتل المتوكل

- ‌ذكر خلافة المنتصر بالله

- ‌ودخلت سنة ثمان وأربعين ومائتين

- ‌ذكر خلع المعتز والمؤيّد

- ‌ذكر وفاة المنتصر بالله

- ‌ذكر خلافة المستعين بالله

- ‌ودخلت سنة تسع وأربعين ومائتين

- ‌ذكر الفتنة ببغداد

- ‌ذكر قتل أوتامش الوزير

- ‌ودخلت سنة خمسين ومائتين

- ‌ودخلت سنة إحدى وخمسين ومائتين

- ‌ذكر قتل باغر التركى

- ‌ذكر مسير المستعين إلى بغداد

- ‌ذكر البيعة للمعتز بالله

- ‌ذكر حصار المستعين ببغداد

- ‌ذكر خلع المستعين وخلافة المعتز بالله

- ‌ودخلت سنة اثنتين وخمسين ومائتين

- ‌ذكر أخبار المستعين بعد خلعه وما كان من أمره إلى أن قتل وذكر أولاده وعمّاله ومدة عمره وخلافته

- ‌ذكر حال وصيف وبغا

- ‌ذكر خلع المؤيد وموته

- ‌ذكر الفتنة بين الأتراك والمغاربة

- ‌ودخلت سنة ثلاث وخمسين ومائتين

- ‌ذكر قتل وصيف

- ‌ذكر وفاة محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب الخزاعى

- ‌ودخلت سنة أربع وخمسين ومائتين

- ‌ذكر مقتل بغا الصغير الشّرابى

- ‌ودخلت سنة خمس وخمسين ومائتين

- ‌ذكر خلع المعتز بالله وموته وشىء من أخباره

- ‌ذكر خلافة المهتدى بالله

- ‌ذكر ظهور قبيحة أم المعتز بالله

- ‌ودخلت سنة ست وخمسين ومائتين

- ‌ذكر وصول موسى بن بغا إلى سامرّا واختفاء صالح بن وصيف

- ‌ذكر قتل صالح بن وصيف

- ‌ذكر خلع المهتدى وموته

- ‌ذكر شىء من سيرة المهتدى

- ‌ذكر خلافة المعتمد على الله

- ‌ذكر عزل عيسى بن الشيخ عن الشام وولايته أرمينية

- ‌ودخلت سنة سبع وخمسين ومائتين

- ‌ذكر ورود أبى أحمد الموفق من مكة وما عقد له المعتمد من الأعمال

- ‌ودخلت سنة ثمان وخمسين ومائتين

- ‌ودخلت سنة تسع وخمسين ومائتين

- ‌ودخلت سنة ستين ومائتين

- ‌ذكر الفتنة بالموصل وإخراج عاملهم

- ‌ودخلت سنة إحدى وستين ومائتين

- ‌ذكر البيعة بولاية العهد للمفوّض جعفر بن المعتمد وللموفق الناصر لدين الله أبى أحمد أخى المعتمد

- ‌ودخلت سنة اثنتين وستين ومائتين

- ‌ودخلت سنة ثلاث وستين ومائتين

- ‌ودخلت سنة أربع وستين ومائتين

- ‌ذكر أخبار الوزراء

- ‌ودخلت سنة خمس وستين ومائتين

- ‌ودخلت سنة ست وستين ومائتين

- ‌ودخلت سنة سبع وستين ومائتين

- ‌ودخلت سنة ثمان وستين ومائتين

- ‌ودخلت سنة تسع وستين ومائتين

- ‌ذكر مسير المعتمد على الله إلى مصر وعوده قبل الوصول اليها

- ‌ودخلت سنة سبعين ومائتين

- ‌ودخلت سنة إحدى وسبعين ومائتين

- ‌ذكر خلاف محمد وعلى العلويين بالمدينة

- ‌ودخلت سنة اثنتين وسبعين ومائتين

- ‌ودخلت سنة ثلاث وسبعين ومائتين

- ‌ودخلت سنة أربع وسبعين ومائتين

- ‌ودخلت سنة خمس وسبعين ومائتين

- ‌ذكر قبض الموفّق على ابنه المعتضد

- ‌ودخلت سنة ست وسبعين ومائتين

- ‌ودخلت سنة سبع وسبعين ومائتين

- ‌ودخلت سنة ثمان وسبعين ومائتين

- ‌ذكر وفاة أبى أحمد الموفّق

- ‌ذكر البيعة للمعتضد بالله بولاية العهد

- ‌ودخلت سنة تسع وسبعين ومائتين

- ‌ذكر خلع المفوض إلى الله جعفر بن المعتمد وولاية أبى العباس المعتضد بالله بن الموفّق

- ‌ذكر وفاة المعتمد على الله وشىء من أخباره

- ‌خلافة المعتضد بالله

- ‌ودخلت سنة ثمانين ومائتين

- ‌ذكر حبس عبد الله بن المهتدى وقتل محمد بن الحسن

- ‌ذكر قصد المعتضد بنى شيبان وصلحه معهم وإغارته على الأعراب

- ‌ودخلت سنة إحدى وثمانين ومائتين

- ‌ذكر مسير المعتضد إلى ماردين وملكها

- ‌ودخلت سنة اثنتين وثمانين ومائتين

- ‌ذكر قصد حمدان وانهزامه وعوده إلى الطاعة

- ‌ودخلت سنة ثلاث وثمانين ومائتين

- ‌ودخلت سنة أربع وثمانين ومائتين

- ‌ودخلت سنة خمس وثمانين ومائتين

- ‌ودخلت سنة ست وثمانين ومائتين

- ‌ودخلت سنة سبع وثمانين ومائتين

- ‌ودخلت سنة ثمان وثمانين ومائتين

- ‌ودخلت سنة تسع وثمانين ومائتين

- ‌ذكر وفاة المعتضد بالله وشىء من أخباره وسيرته

- ‌مراجع التحقيق

- ‌فهرس الجزء الثانى والعشرين

الفصل: ‌ذكر فتح هرقلة

تظلموا من على بن عيسى بن ماهان، وشكوا سوء سيرته فيهم، وقيل للرشيد إنه قد أجمع على الخلاف، فسار إلى الرى فى جمادى الأولى ومعه ابناه المأمون والقاسم المؤتمن، وأحضر القضاة والشهود وأشهدهم أن جميع ما فى عسكره من الأموال والخزائن والسلاح والكراع وغير ذلك للمأمون، وليس له فيه شىء، وأقام الرشيد بالرى أربعة أشهر، حتى أتاه على بن عيسى من خراسان فأهدى إليه الهدايا الكثيرة والأموال العظيمة، وأهدى لجميع من معه من أهل بيته وولده وكتّابه وقواده من الطرف والجواهر وغير ذلك، فرأى الرشيد خلاف ما كان يظن فردّه إلى خراسان، ورجع الرشيد إلى العراق فى آخر هذه السنة.

وفيها كان الفداء بين الروم والمسلمين، فلم يبق بأرض الروم مسلم إلا فودى به. وحج بالناس فى هذه السنة العباس بن موسى بن محمد بن على «1» ابن عبد الله.

‌ودخلت سنة تسعين ومائة

.

‌ذكر فتح هرقلة

فى هذه السنة فتح الرشيد هرقلة وخرّبها، وكان سبب مسيره إليها ما قدمناه فى سنة سبع وثمانين من غدر نقفور، فكان فتحها فى شوال وحصرها ثلاثين يوما. قال: ودخل البلاد فى مائة ألف وخمس وثلاثين ألفا من المرتزقة، سوى الأتباع والمتطوعة ومن لا ديوان لهم، ووجّه داود بن عيسى ابن موسى فى سبعين ألفا، فسار فى أرض الروم يخرب وينهب، وفتح شراحيل بن معن بن زائدة حصن وديسه «2» ، وافتتح يزيد بن محلد

ص: 151

الصفصاف وملوقية «1» ، واستعمل حميد بن معيوف على ساحل الشام ومصر، فبلغ قبرس فهدم وأحرق وسبى من أهلها سبعة عشر ألفا، فلما قدم بهم الرافقة «2» بيعوا بها، وبلغ فداء أسقف قبرس ألفى دينار، ثم سار الرشيد إلى طوانة فنزل بها، ثم رحل عنها وخلف عليها عقبة بن جعفر، وبعث نقفور بالخراج والجزية عن رأسه أربعة دنانير، وعن رأس ولده دينارين وعن بطارقته كذلك؛ وكتب نقفور إلى الرشيد فى جارية من سبى هرقلة، كان خطبها لولده فبعثها إليه.

وقد ذكر أبو الفرج الأصفهانى عند ذكره ترجمة أشجع بن عمرو السّلمى، وما امتدح به الرشيد لما فتح هرقلة، وسياقه أتم من هذا السياق وأكثر تبيانا، فأحببنا أن نشرحه ها هنا ليكون خبرها على توال واتساق «3» ، فقال: أخبرنى على بن سليمان الأخفش قال حدثنا محمد بن يزيد قال: كان من خبر غزاة الرشيد هرقلة أن الروم كانت ملكت امرأة، لأنّه لم يكن فى زمانها من أهل المملكة غيرها، وكانت تكتب إلى المهدى والهادى والرشيد- فى أول خلافته- بالتعظيم والتبجيل، وتدرّ عليه الهدايا حتى بلغ ابنها.

فحاز الملك دونها وعاث وأفسد وفاسد الرشيد، فخافت على ملك الروم أن يذهب وعلى بلادهم أن تعطب، لعلمها بالرشيد وخوفها من سطوته، فاحتالت على ابنها فسملت عينيه. فبطل من الملك وعاد الملك إليها، فاستكبر ذلك أهل المملكة وأبغضوها من أجله، فخرج عليها نقفور وكان كاتبها، فأعانوه وعضدوه وقام بأمر المملكة وضبط أمر الروم، فلما قوى أمره وتمكّن من ملكه كتب إلى الرشيد: من نقفور ملك الروم إلى الرشيد ملك

ص: 152

العرب، أما بعد، فإن هذه المرأة كانت وضعتك وأباك وأخاك موضع الملوك، ووضعت نفسها موضع السوقة، وإنى واضعك بغير ذلك الموضع، وعامل على تطرّق بلادك والهجوم على أمصارك، أو تؤدّى إلىّ ما كانت المرأة تؤديه إليك والسلام.

فلما ورد الكتاب على الرشيد كتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الله هارون- أمير المؤمنين- إلى نقفور- كلب الروم- أما بعد فقد فهمت كتابك، وجوابك عندى ما تراه عيانا لا ما تسمعه. ثم شخص من شهره ذلك يؤم بلاد الروم، فى جمع لم يسمع بمثله، فلما بلغ نقفور ذلك ضاقت عليه الأرض بما رحبت، وشاور فى أمره، وجدّ الرشيد فجعل يوغل فى بلاد الروم، فيقتل ويسبى ويغنم ويعفى الآثار ويخرّب الحصون، حتى صار إلى طرق متضايقة دون قسطنطينيّة، فلما بلغها وجدها وقد أمر نقفور بالشجر فقطع ورمى به فى تلك الطرق وأشعلت فيه النيران، فكان الرشيد أول من لبس ثياب النفاطين فخاضها، ثم اتبعه الناس فبعث إليه نقفور بالهدايا، وخضع له أشد الخضوع وأدّى له الجزية، عن رأسه فضلا عن أصحابه، فرجع هارون- لما أطاعه ما أعطاه- إلى الرقة.

فلما رجع وأمن نقفور أن يغزى اغتر بالمهلة، ونقض ما كان بينه وبين الرشيد ورجع إلى حالته الأولى، فلم يجترئ يحيى بن خالد «1» فضلا عن غيره على إخبار الرشيد بغدر نقفور، وبذل هو وبنوه أموالا للشعراء على أن يقولوا أشعارا فى إعلام الرشيد بذلك، فكلهم أشفق إلا شاعر من أهل جدّة يكنى أبا محمد، وكان مجيدا قوىّ الشعر، فإنه أخذ من يحيى وبنيه مائة ألف درهم، ودخل إلى الرشيد فأنشده:

ص: 153

نقض الذى أعطيته نقفور

فعليه دائرة البوار تدور

أبشر أمير المؤمنين فإنّه

فتح «1» أتاك به الإله كبير

فتح يزيد على الفتوح يؤمنّا

بالنصر فيه لواؤك المنصور «2»

فلقد تباشرت الرعيّة أن أتى

بالنقض منه «3» وافد وبشير

درجت يمينك أن تعجّل غزوة

تشفى النفوس نكالها «4» مذكور

أعطاك جزيته وطأطأ خدّه

حذر الصوارم والردى محذور

فأجرته من وقعها وكأنّها

بأكفنا «5» شعل الظلام «6» تطير

وصرفت من طول «7» العساكر قافلا

عنه وجارك آمن مسرور

نقفور إنّك حين تغدر إن نأى

عنك الإمام لجاهل مغرور «8»

ألقاك حينك فى زواخر بحره

فطمت عليك من الإمام بحور

إنّ الإمام على اقتسارك قادر

قربت ديارك أم نأت بك دور

ليس الإمام وإن غفلنا غافلا

عما يسوس بحزمه ويدير

ملك تجرّد للجهاد بنفسه

فعدوّه أبدا به مقهور

يا من يريد رضى الإله بسعيه

والله لا يخفى عليه ضمير

لا نصح ينفع من يغشّ إمامه

والنصح من نصحائه مشكور

ص: 154

نصح الإمام على الأنام فريضة

ولأهله «1» كفارة وظهور

قال: فلما أنشده قال الرشيد: أو قد فعل!! وعلم أن الوزراء قد احتالوا فى ذلك، قال: فسار الرشيد قاصدا إليه، وجعل قبل وصوله إلى هرقلة يفتتح الحصون والمدن ويحرقها، حتى أناخ على هرقلة وهى أوثق حصن وأعزه جانبا وأمنعه ركنا، فتحصّن أهلها، وكان بابها على واد ولها خندق يطيف بها؛ قال: فحدثنى شيخ من مشايخ المطوّعة وملازمى الثغور، يقال له على بن عبد الله قال حدّثنى جماعة من أهل الثغر:

أنّ الرشيد لما حصر أهل هرقلة وألحّ عليهم بالمجانيق والسهام والعرّادات فتح الباب ذات يوم، فاستشرف المسلمون لذلك، فإذا رجل من أهلها كأكمل الرجال، قد خرج فى أكمل السلاح فنادى: قد طال مواقفتكم إيانا فليبرز إلىّ منكم رجلان، ثم لم يزل يزيد حتى بلغ عشرين، فلم يجبه أحد، فدخل وأغلق الباب، وكان الرشيد نائما فلم يعلم بخبره إلا بعد انصرافه، فغضب ولام خدمه وغلمانه على تركهم إنباهه، وتأسّف لفوته، فقيل له إن الامتناع منه سيغريه «2» ويطغيه، وأحرى به أن يخرج فى غد فيطلب مثل ما طلب، فطالت على الرشيد ليلته وأصبح كالمنتظر له، فإذا بالباب قد فتح وخرج الرجل طالبا للبراز، وذلك فى يوم شديد الحر، فجعل يدعو أنه يثبت لعشرين منهم، فقال الرشيد: من له؟ فابتدره جلّة القواد كهرثمة ويزيد بن مزيد وعبد الله بن مالك وخزيمة بن خازم وأخيه عبد الله وداود بن يزيد وأخيه، فعزم على إخراج بعضهم، فضّج المطوعة حتى سمع ضجيجهم، فأذن لعشرين منهم فقال قائلهم: يا أمير المؤمنين، قوّادك

ص: 155

مشهورون بالنجدة والبأس وعلوّ الصوت ومدارسة الحرب، ومتى خرج واحد منهم فقتل هذا العلج لم يكبر ذاك، وإن قتله العلج كان وصمة على العسكر قبيحة وثلمة لا تسدّ، ونحن عامّة لم يرتفع لأحد منّا صوت إلا كما يصلح للعامّة، فإن رأى أمير المؤمنين أن يخلينا نختار رجلا فنخرجه إليه، فإن ظفر علم أهل الحصن أن أمير المؤمنين ظفر بأعرفهم «1» ، على يد رجل من العامة «2» من أفناء الناس، وإن قتل الرجل فإنما استشهد، ولم يؤثر ذهابه فى العسكر ولم يثلمه رجل، وخرج إليه بعده مثله حتى يقضى الله ما شاء، فقال الرشيد: قد استصوبت رأيكم هذا، فاختاروا رجلا يعرف بابن الجزرى «3» ، وكان معروفا فى الثغر بالبأس والنجدة، فقال له الرشيد:

أتخرج؟ قال نعم وأستعين بالله تعالى، فقال «4» : أعطوه فرسا ورمحا وسيفا وترسا، فقال: يا أمير المؤمنين، أنا بفرسى أوثق، ورمحى بيدى أشد، ولكنى قد قبلت السيف والترس، فلبس سلاحه واستدناه الرشيد فودّعه وأتبعه الدعاء، وخرج معه عشرون من المطوّعة، فلما انقضّ فى الوادى قال لهم العلج- وهو يعدّهم واحدا واحد- إنما كان الشرط عشرين، وقد زدتم رجلا ولكن لا بأس، فنادوه ليس يخرج إليك إلا رجل واحد، فلما فصل منهم ابن الجزرى تأمّله الرومى، وقد أشرف أكثر الناس من الحصن يتأملون صاحبهم والقرن «5» ، فقال له الرومى: أتصدقنى عما استخبرك؟ قال:

نعم، قال: أنت بالله ابن الجزرى؟ قال: اللهم نعم، فكفر له ثم أخذا فى شأنهما، فتطاعنا حتى طال الأمر بينهما وكاد الفرسان يقومان، وليس

ص: 156

يخدش واحد منهما صاحبه، ثم تحاجزا «1» بشىء فزجّ كل واحد منهما رمحه، وانتضى سيفه فتجالدا مليّا، واشتد عليهما الحرّ وتبلّد الفرسان، وجعل ابن الجزرى يضرب الضربة التى يرى أنّه قد بلغ بها، فيتّقيها الرومى وكان ترسه من حديد، ويضربه الرومى ضربة معذر، فلما يئس كل واحد منهما من الوصول إلى صاحبه انهزم ابن الجزرى، فدخلت المسلمين «2» كآبة لم يكتئبوا مثلها قط، وعطعط المشركون اختيالا وتطاولا، وإنما كانت هزيمته حيلة منه فاتبعه العلج، وتمكّن ابن الجزرى منه فرماه بوهق فوقع فى عنقه فما أخطأه، وركض فاستلبه عن فرسه ثم عطف عليه، فما وصل إلى الأرض حتى فارقه رأسه، فكبر المسلمون أعلى تكبير، وانخزل المشركون وبادروا الباب يغلقونه، واتصل الخبر بالرشيد فصاح بالقواد: اجعلوا النار فى المجانيق، ففعلوا وجعلوا الكتان والنفط على الحجارة، وأضرموا نارا ورموا بها السور، فكانت النار تلصق به وتأخذه الحجارة، وقد تصدّع فتهافت، فلما أحاطت بهم النيران فتحوا الباب مستأمنين، فقال الشاعر المكى الذى ينزل جدّة «3» :

هوت هرقلة لمّا أن رأت عجبا

حوائما «4» ترتمى بالنفط والنار

كأنّ نيراننا فى جيب «5» قلعتهم

مصبغات «6» على أرسان قصّار

قال محمد بن يزيد: وأعظم الرشيد الجائزة للجدّى الشاعر، وصبّ الأموال على ابن الجزرى وقوّد، فلم يقبل التقويد وسأل أن يعفى، ويترك

ص: 157