الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على باب القصر، وقال: أنا البواب اليوم، لا يدخل أحد وأنا حىّ، فعلم المنصور أنه نصح له، وقيل إن زهيرا سيّر أبا نصر إلى المنصور مقيّدا، فمنّ عليه واستعمله على الموصل والله أعلم.
ذكر خروج سنباذ بخراسان
وفى هذه السنة خرج سنباذ بخراسان يطلب بدم أبى مسلم، وكان مجوسيا من قرية من قرى نيسابور يقال اهروانه «1» ، وكان من صنائع أبى مسلم فخرج غضبا لقتله، وكثر أتباعه وكان عامتهم من أهل الجبال، فغلب على نيسابور وقومس والرىّ وتسمى فيروز إصبهيذ، فلما صار بالرى أخذ خزائن أبى مسلم التى كان خلّفها هناك لما حجّ، وسبى الحرم ونهب الأموال ولم يتعرض للتجار، وأظهر أنه يريد قصد الكعبة ليهدمها، فوجّه إليه المنصور جمهور بن مرّار العجلى فى عشرة آلاف فارس، فالتقوا بين همذان والرى على طرف المفازة، فعزم جمهور على مطاولته فلما التقوا قدّم سنباذ النساء من سبايا «2» المسلمات على الجمال فى المحامل، فلما رأين عسكر المسلمين قمن فى المحامل ونادين: وا محمداه!! ذهب الإسلام، وقعقعت الريح فى أثوابهن فنفرت الإبل، وعادت على عسكر المجوس فتفرقوا، وكانت الهزيمة عليهم وتبع المسلمون الإبل، فوضعوا السيوف فى المجوس ومن معهم فقتلوهم كيف شاءوا، وكان عدد القتلى نحوا من ستين ألفا وسبى ذراريهم ونساءهم، ثم قتل سنباذ بين طبرستان وقومس، وكان بين مخرجه وقتله سبعون ليلة؛ وكان سبب قتله أنه قصد طبرستان ملتجئا إلى صاحبها، فأرسل إلى طريقه غلاما «3» له اسم طوس «4» ، فضرب عنق سنباذ وأخذ ما
معه من الأموال، وكتب إلى المنصور بقتله، فطلب المنصور الأموال التى كانت معه من صاحب طبرستان فأنكرها، فسيّر الجنود لحربه فهرب إلى بلاد الديلم.
ذكر خروج ملبّد «1» الشيبانى وقتله
وفى هذه السنة خرج ملبّد بن حرملة الشيبانى فحكم بناحية الجزيرة، فسار إليه روابط الجزيرة وهم نحو ألف فارس، فقاتلهم فهزمهم، ثم سار إليه يزيد بن حاتم المهلبى فهزمه ملبّد، فوجّه إليه المنصور مولاه مهلهل بن صفوان فى ألفين نخبة الجند فهزمهم، واستباح عسكرهم، ثم وجّه إليه نزارا قائدا من قواد خراسان، فقتله ملبّد وهزم أصحابه، ثم وجه إليه زياد بن مشكان فى جمع كثير فهزمهم، فوجّه إليه صالح بن صبيح فى جيش كثيف وخيل كثيرة وعدة فهزمهم، ثم سار إليه حميد بن قحطبة- وهو يومئذ على الجزيرة- فهزمه ملبّد، وتحصّن منه حميد وأعطاه مائة ألف درهم، على أن يكفّ عنه، فلما بلغ ذلك المنصور وجّه إليه عبد العزيز بن عبد الرحمن، وضمّ إليه زياد بن مشكان، فأكمن له ملبّد مائة فارس، فلما التقوا خرج الكمين عليهم، فانهزم عبد العزيز وقتل عامة أصحابه، فوجّه إليه خازم بن خزيمة فى نحو ثمانية آلاف من المروروذية، والتقوا واقتتلوا مرة بعد أخرى، فانهزمت ميمنة خازم وميسرته وثبت هو فى القلب، فنادى فى أصحابه:
الأرض، الأرض، فنزلوا وعقروا عامة دوابهم وضربوا بالسيوف حتى تقطعت، وتراجع أصحاب خازم ورشقوا أصحاب ملبّد بالسهام، فقتل ملبّد فى ثمانمائة رجل بالنشاب- وكانوا قد ترجلوا، وقتل منهم قبل ذلك ثلاثمائة، وهرب الباقون فاتبعهم أصحاب خازم، فقتل منهم مائة وخمسون