الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: وقد قيل إن سبب أسر المازيار أنه كان له ابن عم اسمه قوهيار، كان له جبال طبرستان وللمازيار السهل، فألزمه مازيار بابه وولّى الجبال غيره، فلما خالف مازيار دعا قوهيار ابن عمه- وقيل كان أخاه، وقال له: أنت أعرف بجبلك من غيرك، وأظهره على أمر الأفشين وكتبه، وأمره بالعود إلى جبله وحفظه، وأمر الذى ولّاه بعده على الجبل واسمه درّى وأمره بالانضمام إليه بالعساكر، ووجهه إلى محاربة الحسن بن الحسين، وبقى المازيار فى مدينته فى نفريسير، فدعا قوهيار الحقد الذى فى قلبه أن كاتب الحسن وكاتبه الحسن، وضمن له ما يريد وأن يعيد إليه جبله وما كان فى يده لا ينازع فيه، فرضى بذلك ووعده بتسليم الجبل، فلما جاء الميعاد تقدّم الحسن فحارب درّى، وكان درى قد انفرد بالمواضع المخوفة، وأرسل عبد الله بن طاهر جيشا كثيفا فوافوا قوهيار، فسلّم إليهم الجبل فدخلوه، ودرّى يحارب الحسن ومازيار فى قصره، فلم يشعر إلا والخيل على باب قصره فأخذوه أسيرا، وقيل أخذ وهو يتصيد، وقصدوا به نحو درى وهو يقاتل، فلم يشعر هو وأصحابه إلا والخيل من ورائهم ومعهم مازيار، فانهزم درّى فأدركوه وقتلوه وحملوا رأسه إلى عبد الله بن طاهر، وحملوا المازيار فأوعده «1» عبد الله- إن هو أظهره على كتب الأفشين- أن يسأل فيه المعتصم ليصفح عنه، فأقرّ المازيار بذلك وأحضر الكتب إليه فسيّرها إلى المعتصم، فلما توجه مازيار إلى المعتصم سأله عن الكتب فأنكرها، فضربه حتى مات وصلبه إلى جانب بابك، وقيل إنه اعترف للمعتصم بالكتب والله أعلم، وكان قتله فى سنة خمس وعشرين.
ذكر عصيان منكجور قرابة الأفشين والظفر به
قال: وكان الأفشين قد استعمل منكجور- وهو من أقاربه- على أذربيجان، فوجد فى بعض قرى بابك مالا عظيما فأخذه، ولم يطالع به