المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر بيعة أبى العباس عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم - نهاية الأرب في فنون الأدب - جـ ٢٢

[النويري، شهاب الدين]

فهرس الكتاب

- ‌الجزء الثاني والعشرون

- ‌تقديم

- ‌[تتمة الفن الخامس في التاريخ]

- ‌[تتمة القسم الخامس من الفن الخامس في أخبار الملة الإسلامية]

- ‌الباب الرابع من القسم الخامس من الفن الخامس فى أخبار الدولة العباسية بالعراق وغيره

- ‌[في سنة مائة من الهجرة]

- ‌ذكر ابتداء ظهور دعوة بنى العباس وأمر الشيعة

- ‌ذكر تفويض أمر الشيعة إلى محمد بن على بن عبد الله بن العباس وبثه الدعاة

- ‌[في سنة اربع ومائة من الهجرة]

- ‌ذكر مولد أبى العباس السفاح

- ‌وفى سنة خمس ومائة:

- ‌وفى سنة سبع ومائة

- ‌وفى سنة تسع ومائة

- ‌وفى سنة ثمانى عشرة ومائة:

- ‌وفى سنة عشرين ومائة:

- ‌ذكر خبر أبى مسلم الخراسانى وابتداء أمره

- ‌وفى سنة أربع وعشرين ومائة:

- ‌وفى سنة ست وعشرين ومائة:

- ‌وفى سبع وعشرين ومائة:

- ‌ذكر ولاية أبى مسلم عبد الرحمن بن مسلم الخراسانى أمر الشيعة

- ‌وفى سنة تسع وعشرين ومائة:

- ‌ذكر إظهار الدعوة بخراسان

- ‌وفى سنة ثلاثين ومائة:

- ‌ذكر دخول أبى مسلم مرو والبيعة بها

- ‌ذكر هرب نصر بن سيّار أمير خراسان من مرو

- ‌ذكر مقتل ابنى الكرمانى

- ‌ذكر قدوم قحطبة بن شبيب من قبل إبراهيم الإمام على أبى مسلم

- ‌ذكر مسير قحطبة إلى نيسابور واستيلائه عليها ومن استعمله أبو مسلم على الجهات

- ‌ذكر مقتل نباتة بن حنظلة عامل يزيد بن هبيرة على جرجان

- ‌ثم دخلت سنة إحدى وثلاثين ومائة

- ‌ذكر وفاة نصر بن سيار ودخول قحطبة الرىّ

- ‌ذكر مقتل عامر بن ضبارة ودخول قحطبة أصفهان

- ‌ذكر دخول قحطبة نهاوند

- ‌ذكر فتح شهر زور

- ‌ودخلت سنة اثنتين وثلاثين ومائة

- ‌ذكر مسير قحطبة لقتال ابن هبيرة بالعراق وهلاك قحطبة وهزيمة ابن هبيرة

- ‌ذكر خروج محمد بن خالد بالكوفة مسوّدا

- ‌ذكر مقتل إبراهيم بن محمد الإمام

- ‌ذكر ابتداء الدولة العباسية وانقضاء الدولة الأموية

- ‌ذكر بيعة أبى العباس عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر هزيمة مروان بالزاب

- ‌ذكر مقتل مروان بن محمد ودخول أهل الشام وغيرهم فى الطاعة

- ‌ذكر من قتل من بنى أمية بعد مقتل مروان بن محمد

- ‌ذكر الخلاف على أبى العباس السفاح وأخبار من خالف وخلع

- ‌ذكر خلع أبى الورد وأهل قنّسرين ودمشق

- ‌ذكر تبييض أهل الجزيرة وخلعهم

- ‌ذكر قتل أبى سلمة الخلّال وسليمان بن كثير

- ‌ذكر أخبار ابن هبيرة وما كان من أمره

- ‌ذكر ولاية يحيى بن محمد الموصل ومن قتله بها

- ‌ذكر عمال السفاح

- ‌ودخلت سنة ثلاث وثلاثين ومائة

- ‌ذكر دخول ملك الروم ملطيّة وقاليقلا

- ‌ودخلت سنة أربع وثلاثين ومائة

- ‌ذكر خلع بسّام بن إبراهيم وما كان من أمره وقتل أخوال السفاح

- ‌ذكر خبر الخوارج وقتل شيبان بن عبد العزيز

- ‌ودخلت سنة خمس وثلاثين ومائة

- ‌ذكر خروج زياد بن صالح

- ‌ودخلت سنة ست وثلاثين ومائة

- ‌ذكر وفاة أبى العباس السفاح

- ‌ذكر خلافة المنصور

- ‌ثم دخلت سنة سبع وثلاثين ومائة

- ‌ذكر خروج عبد الله بن على وقتاله وهزيمته

- ‌ذكر مقتل أبى مسلم الخراسانى

- ‌ذكر خروج سنباذ بخراسان

- ‌ودخلت سنة ثمان وثلاثين ومائة

- ‌ذكر خلع جمهور بن مرّار وقتله

- ‌ودخلت سنة تسع وثلاثين ومائة

- ‌ودخلت سنة أربعين ومائة

- ‌ودخلت سنة إحدى وأربعين ومائة

- ‌ذكر خروج الراوندية على المنصور وقتلهم

- ‌ذكر خلع عبد الجبار بخراسان ومسير المهدى إليه

- ‌ذكر فتح طبرستان

- ‌ودخلت سنة اثنتين وأربعين ومائة

- ‌ذكر خلع عيينة بن موسى

- ‌ذكر نكث الإصبهبذ

- ‌ودخلت سنة ثلاث وأربعين ومائة

- ‌ودخلت سنة أربع وأربعين ومائة

- ‌ودخلت سنة خمس وأربعين ومائة

- ‌ظهور محمد بن عبد الله

- ‌ذكر وثوب السودان بالمدينة

- ‌ذكر بناء مدينة بغداد وانتقال أبى جعفر المنصور إليها

- ‌ودخلت سنة ست وأربعين ومائة

- ‌ودخلت سنة سبع وأربعين ومائة

- ‌ذكر وفاة عبد الله بن على وخبر عيسى بن موسى

- ‌ودخلت سنة ثمان وأربعين ومائة

- ‌ذكر خروج حسّان بن مجالد بن يحيى بن مالك بن الأجدع الهمدانى

- ‌ودخلت سنة تسع وأربعين ومائة

- ‌ودخلت سنة خمسين ومائة

- ‌ذكر خروج استاذ سيس

- ‌ودخلت سنة إحدى وخمسين ومائة

- ‌ذكر بناء الرّصافة للمهدى

- ‌ودخلت سنة اثنتين وخمسين ومائة

- ‌ودخلت سنة ثلاثة وخمسين ومائة

- ‌ذكر القبض على أبى أيوب الموريانى الوزير وقتله

- ‌ودخلت سنة أربع وخمسين ومائة

- ‌ودخلت سنة خمس وخمسين ومائة

- ‌ودخلت سنة ست وخمسين ومائة

- ‌ودخلت سنة سبع وخمسين ومائة

- ‌ودخلت سنة ثمان وخمسين ومائة

- ‌ذكر وفاة أبى جعفر المنصور

- ‌ذكر وصية المنصور لابنه المهدى

- ‌ذكر شىء من سيرة أبى جعفر المنصور

- ‌ذكر خلافة المهدى

- ‌ودخلت سنة تسع وخمسين ومائة

- ‌ذكر ظهور المقنّع بخراسان وهلاكه

- ‌ودخلت سنة ستين ومائة

- ‌ذكر خلع عيسى بن موسى وبيعة موسى الهادى

- ‌ودخلت سنة إحدى وستين ومائة

- ‌ودخلت سنة اثنتين وستين ومائة

- ‌ذكر قتل عبد السلام الخارجى

- ‌ودخلت سنة ثلاث وستين ومائة

- ‌ودخلت سنة أربع وستين ومائة

- ‌ودخلت سنة خمس وستين ومائة

- ‌ودخلت سنة ست وستين ومائة

- ‌ودخلت سنة سبع وستين ومائة

- ‌ودخلت سنة ثمان وستين ومائة

- ‌ودخلت سنة تسع وستين ومائة

- ‌ذكر وفاة أبى عبد الله المهدى

- ‌ذكر شىء من سيرته وأخباره

- ‌ذكر خلافة الهادى

- ‌ودخلت سنة سبعين ومائة

- ‌ذكر وفاة أبى محمد الهادى

- ‌ذكر خلافة هارون الرشيد

- ‌ودخلت سنة إحدى وسبعين ومائة

- ‌ودخلت سنة اثنين وسبعين ومائة

- ‌ودخلت سنة ثلاث وسبعين ومائة

- ‌ودخلت سنة أربع وسبعين ومائة

- ‌ودخلت سنة خمس وسبعين ومائة

- ‌ودخلت سنة ست وسبعين ومائة

- ‌ذكر ظهور يحيى بن عبد الله

- ‌ذكر الفتنة بدمشق

- ‌ودخلت سنة سبع وسبعين ومائة

- ‌ذكر الفتنة بالموصل

- ‌ودخلت سنة ثمان وسبعين ومائة

- ‌ذكر الفتنة بمصر

- ‌ذكر خروج الوليد بن طريف

- ‌ودخلت سنة تسع وسبعين ومائة

- ‌ودخلت سنة ثمانين ومائة

- ‌ذكر ولاية على بن عيسى خراسان- وخبر حمزة الخارجى

- ‌ودخلت سنة إحدى وثمانين ومائة

- ‌ودخلت سنة اثنتين وثمانين ومائة

- ‌ودخلت سنة ثلاث وثمانين ومائة

- ‌ودخلت سنة أربع وثمانين ومائة

- ‌ودخلت سنة خمس وثمانين ومائة

- ‌ودخلت سنة ست وثمانين ومائة

- ‌ذكر حج هارون الرشيد وأمر كتاب العهد

- ‌ودخلت سنة سبع وثمانين ومائة

- ‌ذكر إيقاع الرشيد بالبرامكة وقتل جعفر بن يحيى بن خالد

- ‌ذكر شىء من أخبار جعفر وتمكّنه من الرشيد وما آل أمرهم إليه

- ‌ذكر القبض على عبد الملك بن صالح

- ‌ذكر غزو الروم

- ‌ودخلت سنة ثمان وثمانين ومائة

- ‌ودخلت سنة تسع وثمانين ومائة

- ‌ذكر مسير الرشيد إلى الرى

- ‌ودخلت سنة تسعين ومائة

- ‌ذكر فتح هرقلة

- ‌ودخلت سنة إحدى وتسعين ومائة

- ‌ودخلت سنة اثنتين وتسعين ومائة

- ‌ودخلت سنة ثلاث وتسعين ومائة

- ‌ذكر وفاة الرشيد

- ‌ذكر شىء من سيرة الرشيد وأخباره

- ‌ذكر خلافة الأمين

- ‌ودخلت سنة أربع وتسعين ومائة

- ‌ذكر خلاف أهل حمص على الأمين

- ‌ودخلت سنة خمس وتسعين ومائة

- ‌ذكر خروج السّفيانىّ وما كان من أمره

- ‌ودخلت سنة ست وتسعين ومائة

- ‌ودخلت سنة سبع وتسعين ومائة

- ‌ودخلت سنة ثمان وتسعين ومائة

- ‌ذكر أخبار الأمين والمأمون وما كان بينهما من الفتن والاختلاف وما أفضى إليه الأمر من قتل الأمين

- ‌ذكر محاربة على بن عيسى بن ماهان وطاهر

- ‌ذكر توجيه عبد الرحمن بن جبلة إلى طاهر وقتله واستيلاء طاهر على أعمال الجبل

- ‌ذكر توجيه الأمين الجيوش إلى طاهر وعودهم من غير قتال

- ‌ذكر خلع الأمين ببغداد والبيعة للمأمون وعودة الأمين

- ‌ذكر البيعة للمأمون بمكة والمدينة

- ‌ذكر تجهيز الأمين الجيوش وما كان من أمرهم

- ‌ذكر وثوب الجند بطاهر والأمين

- ‌ذكر حصار بغداد واستيلاء طاهر عليها

- ‌ذكر مقتل الأمين

- ‌ذكر صفة الأمين وعمره ومدة خلافته وشىء من أخباره

- ‌ذكر خلافة المأمون

- ‌ذكر وثوب الجند بطاهر

- ‌ذكر خلاف نصر بن شبث العقيلى على المأمون

- ‌ذكر ولاية الحسن بن سهل العراق وغيره من البلاد

- ‌ودخلت سنة تسع وتسعين ومائة

- ‌ذكر ظهور ابن طباطبا العلوى ووفاته وخبر أبى السرايا

- ‌ذكر هرب أبى السرايا وقتله

- ‌ودخلت سنة مائتين

- ‌ذكر ما فعله الحسين بن الحسن الأفطس بمكة ومبايعة محمد بن جعفر وما كان من أمره وخلعه لنفسه

- ‌ذكر مسير هرثمة إلى المأمون وقتله

- ‌ذكر وثوب الحربيّة ببغداد

- ‌ودخلت سنة إحدى ومائتين

- ‌ذكر ولاية منصور بن المهدى بغداد

- ‌ذكر البيعة بولاية العهد لعلى بن موسى الرضا

- ‌ذكر فتح جبال طبرستان وأسر ملك الدّيلم

- ‌ودخلت سنة اثنتين ومائتين

- ‌ذكر بيعة إبراهيم بن المهدى ببغداد وخلع المأمون

- ‌ذكر أخبار إبراهيم بن المهدى وما استولى عليه من الأماكن وما كان من أمره إلى أن خلع واستتر- ذكر استيلائه على قصر ابن هبيرة والكوفة

- ‌ذكر خلع إبراهيم بن المهدى

- ‌ذكر اختفاء إبراهيم بن المهدى

- ‌ذكر مسير المأمون إلى العراق وقتل ذى الرئاستين الفضل بن سهل

- ‌ودخلت سنة ثلاث ومائتين

- ‌ذكر وفاة على بن موسى الرضا ولى العهد

- ‌ودخلت سنة أربع ومائتين

- ‌ذكر قدوم المأمون بغداد

- ‌ودخلت سنة خمس ومائتين

- ‌ذكر ولاية طاهر بن الحسين خراسان

- ‌ودخلت سنة ست ومائتين

- ‌ذكر ولاية عبد الله بن طاهر الرّقة وغيرها

- ‌ودخلت سنة سبع ومائتين

- ‌ذكر وفاة طاهر بن الحسين أمير خراسان واستعمال ابنه طلحة

- ‌ودخلت سنة ثمان ومائتين

- ‌ودخلت سنة تسع ومائتين

- ‌ودخلت سنة عشر ومائتين

- ‌ذكر ظفر المأمون بإبراهيم بن المهدى

- ‌ذكر بناء المأمون ببوران ابنة الحسن بن سهل

- ‌ذكر مسير عبد الله بن طاهر إلى مصر وفتحها وفتح الإسكندرية

- ‌ذكر خلع أهل قمّ المأمون وما كان من أمرهم

- ‌ودخلت سنة إحدى عشرة ومائتين

- ‌ودخلت سنة اثنتى عشرة ومائتين

- ‌ذكر استيلاء محمد بن حميد على الموصل

- ‌ودخلت سنة ثلاث عشرة ومائتين

- ‌ودخلت سنة أربع عشرة ومائتين

- ‌ذكر استعمال عبد الله بن طاهر على خراسان

- ‌ودخلت سنة خمس عشرة ومائتين

- ‌ذكر غزاة المأمون إلى الروم

- ‌ودخلت سنة ست عشرة ومائتين

- ‌ذكر فتح هرقلة

- ‌ودخلت سنة سبع عشرة ومائتين

- ‌ودخلت سنة ثمانى عشرة ومائتين

- ‌ذكر المحنة بالقرآن المجيد

- ‌ذكر وفاة أبى العباس المأمون

- ‌ذكر صفته وشىء من أخباره وسيرته

- ‌ذكر خلافة المعتصم بالله

- ‌ودخلت سنة تسع عشرة ومائتين

- ‌ذكر خلاف محمد بن القاسم العلوى

- ‌ذكر محاربة الزّط

- ‌ودخلت سنة عشرين ومائتين

- ‌ذكر بناء سامرّا وهى سرّ من رأى

- ‌ذكر القبض على الفضل بن مروان بن أحمد بن عمارة الوزير

- ‌ودخلت سنة إحدى وعشرين ومائتين

- ‌ودخلت سنة اثنتين وعشرين ومائتين

- ‌ذكر أخبار بابك الخرّمى وفتح البذ وأسر بابك وقتله

- ‌ثم دخلت سنة ثلاث وعشرين ومائتين

- ‌ذكر قدوم الأفشين إلى سامرّا وما عامله به المعتصم

- ‌ذكر خروج الروم إلى زبطرة

- ‌ذكر فتح عمّوريّة

- ‌ذكر القبض على العباس بن المأمون وحبسه والأمر بلعنه ووفاته

- ‌ودخلت سنة أربع وعشرين ومائتين

- ‌ذكر مخالفة مازيار بطبرستان وأسره

- ‌ذكر عصيان منكجور قرابة الأفشين والظفر به

- ‌ودخلت سنة خمس وعشرين ومائتين

- ‌ذكر القبض على الأفشين وحبسه ووفاته وصلبه

- ‌ودخلت سنة ست وعشرين ومائتين

- ‌ودخلت سنة سبع وعشرين ومائتين

- ‌ذكر خروج المبرقع بفلسطين

- ‌ذكر وفاة أبى إسحاق المعتصم وشىء من أخباره

- ‌ذكر خلافة الواثق بالله

- ‌ذكر الفتنة بدمشق

- ‌ودخلت سنة ثمان وعشرين ومائتين

- ‌ودخلت سنة تسع وعشرين ومائتين

- ‌ودخلت سنة ثلاثين ومائتين

- ‌ذكر مسير بغا إلى الأعراب بالمدينة وما كان من أمرهم

- ‌ودخلت سنة إحدى وثلاثين ومائتين

- ‌ذكر الفداء بين المسلمين والروم

- ‌ودخلت سنة اثنتين وثلاثين ومائتين

- ‌ذكر وفاة أبى جعفر الواثق وشىء من أخباره

- ‌ذكر خلافة المتوكّل على الله

- ‌ودخلت سنة ثلاث وثلاثين ومائتين

- ‌ذكر القبض على محمد بن عبد الملك الزيات

- ‌ودخلت سنة أربع وثلاثين ومائتين

- ‌ذكر خبر إيتاخ وابتداء أمره وقتله

- ‌ودخلت سنة خمس وثلاثين ومائتين

- ‌ذكر ظهور رجل يدعى النبوّة

- ‌ودخلت سنة ست وثلاثين ومائتين

- ‌ذكر ما فعله المتوكل بمشهد الحسين بن على رضى الله عنهما

- ‌ودخلت سنة سبع وثلاثين ومائتين

- ‌ذكر وثوب أهل أرمينية بعاملهم

- ‌ذكر غضب المتوكل على أحمد بن أبى دؤاد وولاية يحيى بن أكثم القضاء

- ‌ودخلت سنة ثمان وثلاثين ومائتين

- ‌ذكر مسير الروم إلى ديار مصر

- ‌ودخلت سنة تسع وثلاثين ومائتين

- ‌ودخلت سنة أربعين ومائتين

- ‌ذكر وثوب أهل حمص بعاملهم

- ‌ودخلت سنة إحدى وأربعين ومائتين

- ‌ذكر الفداء بين المسلمين والروم

- ‌ذكر غارة البجاة بمصر

- ‌ودخلت سنة اثنتين وأربعين ومائتين

- ‌ودخلت سنة ثلاث وأربعين ومائتين

- ‌ودخلت سنة أربع وأربعين ومائتين

- ‌ودخلت سنة خمس وأربعين ومائتين

- ‌ودخلت سنة ست وأربعين ومائتين

- ‌ودخلت سنة سبع وأربعين ومائتين

- ‌ذكر مقتل أبى الفضل المتوكل على الله

- ‌وأما كيفية قتل المتوكل

- ‌ذكر خلافة المنتصر بالله

- ‌ودخلت سنة ثمان وأربعين ومائتين

- ‌ذكر خلع المعتز والمؤيّد

- ‌ذكر وفاة المنتصر بالله

- ‌ذكر خلافة المستعين بالله

- ‌ودخلت سنة تسع وأربعين ومائتين

- ‌ذكر الفتنة ببغداد

- ‌ذكر قتل أوتامش الوزير

- ‌ودخلت سنة خمسين ومائتين

- ‌ودخلت سنة إحدى وخمسين ومائتين

- ‌ذكر قتل باغر التركى

- ‌ذكر مسير المستعين إلى بغداد

- ‌ذكر البيعة للمعتز بالله

- ‌ذكر حصار المستعين ببغداد

- ‌ذكر خلع المستعين وخلافة المعتز بالله

- ‌ودخلت سنة اثنتين وخمسين ومائتين

- ‌ذكر أخبار المستعين بعد خلعه وما كان من أمره إلى أن قتل وذكر أولاده وعمّاله ومدة عمره وخلافته

- ‌ذكر حال وصيف وبغا

- ‌ذكر خلع المؤيد وموته

- ‌ذكر الفتنة بين الأتراك والمغاربة

- ‌ودخلت سنة ثلاث وخمسين ومائتين

- ‌ذكر قتل وصيف

- ‌ذكر وفاة محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب الخزاعى

- ‌ودخلت سنة أربع وخمسين ومائتين

- ‌ذكر مقتل بغا الصغير الشّرابى

- ‌ودخلت سنة خمس وخمسين ومائتين

- ‌ذكر خلع المعتز بالله وموته وشىء من أخباره

- ‌ذكر خلافة المهتدى بالله

- ‌ذكر ظهور قبيحة أم المعتز بالله

- ‌ودخلت سنة ست وخمسين ومائتين

- ‌ذكر وصول موسى بن بغا إلى سامرّا واختفاء صالح بن وصيف

- ‌ذكر قتل صالح بن وصيف

- ‌ذكر خلع المهتدى وموته

- ‌ذكر شىء من سيرة المهتدى

- ‌ذكر خلافة المعتمد على الله

- ‌ذكر عزل عيسى بن الشيخ عن الشام وولايته أرمينية

- ‌ودخلت سنة سبع وخمسين ومائتين

- ‌ذكر ورود أبى أحمد الموفق من مكة وما عقد له المعتمد من الأعمال

- ‌ودخلت سنة ثمان وخمسين ومائتين

- ‌ودخلت سنة تسع وخمسين ومائتين

- ‌ودخلت سنة ستين ومائتين

- ‌ذكر الفتنة بالموصل وإخراج عاملهم

- ‌ودخلت سنة إحدى وستين ومائتين

- ‌ذكر البيعة بولاية العهد للمفوّض جعفر بن المعتمد وللموفق الناصر لدين الله أبى أحمد أخى المعتمد

- ‌ودخلت سنة اثنتين وستين ومائتين

- ‌ودخلت سنة ثلاث وستين ومائتين

- ‌ودخلت سنة أربع وستين ومائتين

- ‌ذكر أخبار الوزراء

- ‌ودخلت سنة خمس وستين ومائتين

- ‌ودخلت سنة ست وستين ومائتين

- ‌ودخلت سنة سبع وستين ومائتين

- ‌ودخلت سنة ثمان وستين ومائتين

- ‌ودخلت سنة تسع وستين ومائتين

- ‌ذكر مسير المعتمد على الله إلى مصر وعوده قبل الوصول اليها

- ‌ودخلت سنة سبعين ومائتين

- ‌ودخلت سنة إحدى وسبعين ومائتين

- ‌ذكر خلاف محمد وعلى العلويين بالمدينة

- ‌ودخلت سنة اثنتين وسبعين ومائتين

- ‌ودخلت سنة ثلاث وسبعين ومائتين

- ‌ودخلت سنة أربع وسبعين ومائتين

- ‌ودخلت سنة خمس وسبعين ومائتين

- ‌ذكر قبض الموفّق على ابنه المعتضد

- ‌ودخلت سنة ست وسبعين ومائتين

- ‌ودخلت سنة سبع وسبعين ومائتين

- ‌ودخلت سنة ثمان وسبعين ومائتين

- ‌ذكر وفاة أبى أحمد الموفّق

- ‌ذكر البيعة للمعتضد بالله بولاية العهد

- ‌ودخلت سنة تسع وسبعين ومائتين

- ‌ذكر خلع المفوض إلى الله جعفر بن المعتمد وولاية أبى العباس المعتضد بالله بن الموفّق

- ‌ذكر وفاة المعتمد على الله وشىء من أخباره

- ‌خلافة المعتضد بالله

- ‌ودخلت سنة ثمانين ومائتين

- ‌ذكر حبس عبد الله بن المهتدى وقتل محمد بن الحسن

- ‌ذكر قصد المعتضد بنى شيبان وصلحه معهم وإغارته على الأعراب

- ‌ودخلت سنة إحدى وثمانين ومائتين

- ‌ذكر مسير المعتضد إلى ماردين وملكها

- ‌ودخلت سنة اثنتين وثمانين ومائتين

- ‌ذكر قصد حمدان وانهزامه وعوده إلى الطاعة

- ‌ودخلت سنة ثلاث وثمانين ومائتين

- ‌ودخلت سنة أربع وثمانين ومائتين

- ‌ودخلت سنة خمس وثمانين ومائتين

- ‌ودخلت سنة ست وثمانين ومائتين

- ‌ودخلت سنة سبع وثمانين ومائتين

- ‌ودخلت سنة ثمان وثمانين ومائتين

- ‌ودخلت سنة تسع وثمانين ومائتين

- ‌ذكر وفاة المعتضد بالله وشىء من أخباره وسيرته

- ‌مراجع التحقيق

- ‌فهرس الجزء الثانى والعشرين

الفصل: ‌ذكر بيعة أبى العباس عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم

به إلىّ فاشتكيت، فأتاه شراحيل- وحلف بالله أنه ما شرب لبنا فى يومه، ولا بعث به إليك واسترجع، وقال: احتيل والله عليك، فبات إبراهيم ليلته وأصبح ميتا. وكان إبراهيم خيّرا فاضلا كريما، قدم المدينة مرّة ففرّق فى أهلها مالا جليلا، فنال بعضهم منه ألف دينار- وخمسمائة دينار- وأربعمائة دينار، وكانت هذه عطاياه وهباته. وكان مولده فى سنة اثنتين وثمانين، وأمه أم ولد بربرية إسمها سلمى.

قال: ولما قبض على إبراهيم بالحميمة نعى نفسه إلى أهل بيته، وأمرهم بالمسير إلى الكوفة مع أخيه أبى العباس عبد الله بن محمد- وهو السفاح، وأوصاهم بالسمع والطاعة له، وأوصاه وجعله الخليفة من بعده وودّعهم، وسار فهلك على ما ذكرنا، وكان من أمر أبى العباس ما نذكره إن شاء الله تعالى.

‌ذكر ابتداء الدولة العباسية وانقضاء الدولة الأموية

‌ذكر بيعة أبى العباس عبد الله بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهو ابن الحارثية الذى نصّ عليه أبو هاشم محمد بن الحنفيّة، لما فوّض أمر الشيعة إلى والده، ووعدهم أنه صاحب الأمر، وكان ذلك قبل مولد أبى العباس على ما قدّمنا، وأمه ريطة بنت عبيد الله بن عبد الله بن عبد المدّان «1» الحارثى، بويع له بالخلافة يوم الجمعة لثلاث عشرة خلت من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وذلك أنه لما قبض على أخيه إبراهيم بن محمد الإمام عهد إليه كما ذكرناه، وأمره بالمسير إلى الكوفة؛ سار من الحميمة ومعه أهل بيته وأخوه أبو جعفر المنصور، وعبد الوهاب ومحمد

ص: 37

ابنا أخيه إبراهيم، وعمومته داود، وعيسى، وصالح، وإسماعيل وعبد الله وعبد الصمد- بنو على بن عبد الله بن عباس، وموسى ابن عمه داود، وابن أخيه عيسى بن موسى بن محمد بن على، ويحيى بن جعفر بن تمام بن العباس، فقدموا الكوفة فى صفر من هذه السنة، وشيعتهم من أهل خراسان بظاهر الكوفة بحمام أعين، فأنزلهم أبو سلمة الخلال دار الوليد بن سعد «1» مولى بنى هاشم فى بنى أود «2» ، وكتم أمرهم من جميع القواد نحو أربعين ليلة، وأراد فيما ذكر أن يحوّل الأمر إلى آل طالب، لما بلغه موت إبراهيم الإمام، فكان أبو الجهم يقول له: ما فعل الإمام، فيقول لم يقدم بعد، فلما ألحّ عليه قال: ليس هذا وقت خروجه، لأن واسط لم تفتح بعد، وكان أبو سلمة إذا سئل عن الإمام يقول: لا تعجلوا، فلم يزل هذا دأبه حتى دخل أبو حميد محمد بن إبراهيم الحميرى من حمام أعين يريد الكناسة، فلقى خادما لإبراهيم الإمام يقال له سابق الخوارزمى فعرفه، فقال له ما فعل إبراهيم؟ فأخبره أن مروان قتله، وأنه أوصى إلى أخيه أبى العباس من بعده، وأنه قدم الكوفة ومعه عامة أهل بيته، فسأله أبو حميد أن ينطلق به إليهم فقال له سابق: الوعد بينى وبينك غدا فى هذا الموضع، وكره سابق أن يأتيهم به إلا بإذنهم، فرجع أبو حميد إلى أبى الجهم وأخبره، وهو فى عسكر أبى سلمة، فأمره أن يتلطف للقائهم، فرجع أبو حميد إلى موضع ميعاد سابق، فلقيه وانطلق به إليهم، فلما دخل سأل من «3» الخليفة منهم؟

فقال له داود بن على: هذا إمامكم وخليفتكم، وأشار إلى أبى العباس، فسلّم عليه بالخلافة وقبّل يديه ورجليه وعزّاه بإبراهيم، وقال: مرنا بأمرك، ثم رجع وصحبه «4» إبراهيم بن سلمة- رجل كان يخدم بنى

ص: 38

العباس- إلى أبى الجهم، فأخبره عن منزلتهم وأن الإمام بعثه إلى أبى سلمة «1» ، يسأله مائة دينار يعطيها أجرة الجمال التى حملتهم، فلم يبعث بها إليهم، فمشى أبو الجهم وأبو حميد وإبراهيم بن سلمة إلى موسى بن كعب، وقصّوا عليه القصّة، وبعثوا إلى الإمام بمائتى دينار مع إبراهيم بن سلمة، واتفق رأى القواد أن يلقوا الإمام، فمضى موسى بن كعب وأبو الجهم وغيرهم «2» من القواد إلى أبى العباس، وبلغ ذلك أبا سلمة فسأل عنهم، فقيل له إنهم دخلوا الكوفة لحاجة لهم، وأتى القوم إليهم فقالوا: أيكم عبد الله بن محمد بن الحارثية؟ فقالوا: هذا- فسلموا عليه بالخلافة وعزّوه بإبراهيم، ورجع موسى بن كعب وأبو الجهم، وأمر أبو الجهم بقية القواد فتخلفوا عند الإمام، فأرسل أبو سلمة إلى أبى الجهم: أين كنت؟ قال:

ركبت إلى إمامى، فركب أبو سلمة إلى الإمام، فأرسل أبو الجهم إلى أبى حميد: أن أبا سلمة قد أتاكم، فلا يدخلنّ على الإمام إلا وحده، فلما انتهى إليهم أدخلوه وحده ومنعوا حفدته من الدخول، فسلّم بالخلافة، فقال له رجل منهم: على رغم أنفك يا ماصّ بظر أمّه، فنهاه أبو العباس وأمر أبا سلمة بالعود إلى معسكره فعاد، وأصبح الناس يوم الجمعة لاثنتى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول فلبسوا السلاح، واصطفوا لخروج أبى العباس، وأتوه بالدواب»

فركب برذونا أبلق، وركب معه أهل بيته فدخلوا دار الإمارة، ثم خرج إلى المسجد فخطب وصلّى بالناس، ثم صعد المنبر ثانية فقام فى أعلاه، وصعد عمه داود فقام دونه، فتكلم أبو العباس فقال:

الحمد لله الذى اصطفى الإسلام لنفسه، فكرّمه «4» وشرفه وعظّمه

ص: 39

واختاره لنا، وأيّده بنا وجعلنا أهله وكهفه وحصنه، والقوّام به والذابّين عنه والناصرين له، وألزمنا كلمة التقوى وجعلنا أحقّ بها وأهلها، وخصّنا برحم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابته، وأنشأنا من آبائه «1» ، وأنبتنا من شجرته، واشتقنا من نبعته، جعله من أنفسنا عزيزا عليه ما عنتنا، حريصا علينا بالمؤمنين رءوفا رحيما، ووضعنا من الإسلام وأهله بالموضع الرفيع، وأنزل بذلك كتابا على أهل الإيمان «2» يتلى عليهم فقال تبارك وتعالى فيما أنزل فى محكم كتابه: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً «3»

وقال تعالى: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى «4»

وقال: وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ «5»

وقال: ما أَفاءَ اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى «6»

وقال: وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى «7»

فأعلمهم جلّ ثناؤه فضلنا، وأوجب عليهم حقنا ومودتنا، وأجزل من الفىء والغنيمة نصيبنا، تكرمة لنا وفضلا علينا، والله ذو الفضل العظيم؛ وزعمت السبأيّة «8» الضلال أن غيرنا أحق بالرياسة والسياسة والخلافة منّا فشاهت وجوههم، ثم ولم أيها الناس؟ وبنا هدى الله الناس بعد ضلالتهم، وبصّرهم بعد جهالتهم، وأنقذهم بعد هلكتهم، وأظهر بنا الحق وأدحض بنا الباطل، وأصلح بنا منهم ما كان فاسدا، ورفع بنا الخسيسة، وتمّم بنا النقيصة، وجمع الفرقة، حتى عاد الناس بعد العداوة أهل تعاطف

ص: 40

وبرّ ومواساة فى دينهم، وإخوانا على سرر متقابلين فى آخرتهم، فتح الله ذلك منّة ومنحة «1» لمحمد صلى الله عليه وسلم، فلما قبضه الله إليه قام بالأمر من بعده أصحابه شورى بينهم، فحووا مواريث الأمم فعدّلوا فيها، ووضعوها مواضعها، وأعطوها أهلها، وخرجوا خماصا منها، ثم وثب بنو حرب وبنو مروان فابتزوها وتداولوها، فجاروا فيها واستأثروا بها وظلموا أهلها، فأملى الله لهم حينا حتى آسفوه، فلما آسفوه انتقم منهم بأيدينا، وردّ علينا حقنا، وتدارك بنا أمتنا، وولى نصرنا والقيام بأمرنا، ليمنّ بنا على الذين استضعفوا فى الأرض، وختم بنا كما افتتح بنا، وإنى لأرجو ألا يأتيكم الجور من حيث جاءكم الخير، ولا الفساد من حيث جاءكم الصلاح، وما توفيقنا أهل البيت إلا بالله. يا أهل الكوفة، أنتم أهل محبّتنا، ومنزل «2» مودتنا، أنتم الذين لم تتغيروا عن ذلك، ولم يثنكم عنه تحامل أهل الجور عليكم، حتى أدرككم «3» زماننا، وأتاكم الله بدولتنا، وأنتم أسعد الناس بنا وأكرمهم علينا، وقد زدتكم فى أعطياتكم مائة درهم، فاستعدوا فأنا السفاح المبيح «4» ، والثائر المنيح «5» .

وكان موعكا فاشتد عليه الوعك، فجلس على المنبر وقام عمه داود على مراقى المنبر، فقال:

الحمد لله شكرا الذى أهلك عدوّنا، وأصار إلينا ميراثنا من نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم. أيها الناس: الآن قد قشعت حنادس الدنيا، وانكشف غطاؤها وأشرقت أرضها وسماؤها، وطلعت الشمس من

ص: 41

مطالعها، وبزغ القمر من مبزغه، وأخذ القوس باريها، وعاد السهم إلى منزعه، ورجع الحق إلى نصابه، فى أهل بيت نبيّكم أهل الرأفة والرحمة والعطف عليكم.

أيها الناس: والله ما خرجنا فى طلب هذا الأمر لنكنز «1» لجينا، ولا عقيانا، ولا نحفر نهرا، ولا نبنى قصرا، وإنما أخرجتنا الأنفة من ابترازهم حقنا، والغضب لبنى عمنا، وما كرهنا «2» من أموركم، فلقد كانت أموركم ترمضنا، ونحن على فراشنا، وتشتد علينا سوء سيرة بنى أمية فيكم واستذلالهم «3» لكم. واستئثارهم بفيئكم وصدقاتكم ومغانمكم عليكم، لكم ذمة الله تبارك وتعالى وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم. تبا تبا لبنى حرب وبنى أمية «4» ، آثروا مدتهم العاجلة على الآجلة، والدار الفانية على الدار الباقية، فركبوا الآثام، وظلموا الأنام، وانتهكوا المحارم، وغشوا الجرائم «5» ، وجاروا فى سيرتهم فى العباد وسنّتهم «6» فى البلاد «7» ، ومرحوا فى أعنة المعاصى، وركضوا فى ميدان «8» الغى، جهلا باستدارج الله. وأمنا لمكر الله فأتاهم بأس الله بياتا وهم نائمون.

فأصبحوا أحاديث ومزّقوا كل ممزق، فبعدا للقوم الظالمين، وأدالنا الله من مروان وقد غرّه بالله الغرور، وأرسل لعدو الله فى عنانه حتى عثر فى فضل

ص: 42

خطامه، أظنّ عدو الله أن لن يقدر عليه، فنادى حزبه، وجمع مكايده.

ورمى بكتائبه «1» . فوجد أمامه ووراءه. وعن يمينه وشماله، من مكر الله وبأسه ونقمته، ما أمات باطله. ومحق ضلاله، وجعل دائرة السوء به، وأحيا شرفنا وعزّنا، وردّ إلينا حقّنا وإرثنا.

أيها الناس: إن أمير المؤمنين- نصره الله نصرا عزيزا- إنما عاد إلى المنبر بعد الصلاة، لأنه كره «2» أن يخلط بكلام الجمعة غيره، وإنما قطعه عن استتمام الكلام شدة الوعك، فادعوا الله لأمير المؤمنين بالعافية، فقد أبدلكم «3» الله بمروان. عدو الرحمن وخليفة الشيطان، المتبع السفلة الذين أفسدوا فى الأرض بعد صلاحها «4» الشاب «5» المكتهل المتمهل «6» ، المقتدى بسلفه الأبرار الأخيار، الذين أصلحوا الأرض بعد إفسادها «7» بمعالم الهدى ومناهج التقوى. فعجّ الناس بالدعاء له ثم قال:

يا أهل الكوفة: إنا والله مازلنا مظلومين مقهورين على حقنا، حتى أتاح الله (لنا)«8» شيعتنا أهل خراسان، فأحيا بهم حقنا، وأفلج «9» بهم حجتنا، وأظهر بهم دولتنا، فأراكم الله بهم ما كنتم تنتظرون «10» ، وأظهر فيكم الخليفة من هاشم، وبيّض به وجوهكم، وأدالكم على أهل الشام،

ص: 43

ونقل إليكم السلطان وعزّ الإسلام، ومنّ عليكم بإمام منحه العدالة، وأعطاه حسن الإيالة، فخذوا ما أتاكم الله بشكر، والزموا طاعتنا، ولا تخدعوا عن أنفسكم، فإنّ الأمر أمركم، وإنّ لكل أهل بيت مصرا، وإنكم مصرنا، ألا وإنّه ما صعد منبركم هذا خليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أمير المؤمنين على بن أبى طالب، وأمير المؤمنين عبد الله بن محمد (وأشار بيده إلى أبى العباس) . واعلموا أن هذا الأمر فينا ليس بخارج منّا، حتى نسلمه إلى عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم، والحمد لله على ما أبلانا وأولانا.

ثم نزلا، وداود أمامه حتى دخل القصر، وأجلس أخاه أبا جعفر المنصور يأخذ البيعة على الناس فى المسجد، فلم يزل يأخذها عليهم حتى صلّى بهم العصر ثم المغرب وجهنّم الليل، وخرج أبو العباس فعسكر بحمام أعين فى عسكر أبى سلمة، ونزل معه فى حجرته «1» بينهما ستر، وحاجب السفاح يومئذ عبد الله بن بسّام، واستخلف على الكوفة وأرضها عمه داود بن على، وبعث عمه عبد الله بن على إلى أبى عون «2» بن يزيد بشهر زور، وبعث ابن أخيه عيسى بن موسى إلى الحسن بن قحطبة، وهو يومئذ يحاصر ابن هبيرة بواسط «3» ، وبعث يحيى بن جعفر بن تمام بن عباس إلى حميد بن قحطبة بالمدائن، وبعث أبا اليقظان عثمان بن عروة «4» بن محمد بن عمّار بن ياسر إلى بسّام بن إبراهيم بن بسّام بالأهواز، وبعث سلمة بن عمرو بن عثمان إلى مالك بن الطواف. وأقام السفاح بالعسكر أشهرا، ثم ارتحل فنزل المدينة الهاشمية بقصر الإمارة، وكان قد تنكّر لأبى سلمة قبل تحوّله حتى عرف ذلك منه.

ص: 44