الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حضين وغيرهم، فاستوثق منهم بالحديد وحبسهم، وسار أبو مسلم وابن الكرمانى فى طلب نصر ليلتهما، فأدركا امرأته قد حلفها، وسار نصر إلى سرخس واجتمع معه ثلاثة آلاف رجل، ورجع أبو مسلم وسأل من كان أرسلهم إلى نصر: ما الذى ارتاب به نصر حتى هرب؟ وهل تكلم أحد منكم بشىء؟ فذكروا له ما تلاه لاهز بن قريظ، فقال هذا الذى دعاه للهرب، ثم قال: يا لاهز تدغل فى الدين، وقتله، واستشار أبو مسلم أبا طلحة فى أصحاب نصر، فقال: اجعل سوطك السيف، وسجنك القبر، فقتلهم وكانوا أربعة وعشرين رجلا، وأما نصر فإنه سار من سرخس إلى طوس فأقام بها، ودخل ابن الكرمانى مرو مع أبى مسلم وتابعه على رأيه.
ذكر مقتل ابنى الكرمانى
وفى سنة ثلاثين ومائة أيضا: قتل أبو مسلم عليا وعثمان ابنى الكرمانى.
وكان سبب ذلك أن أبا مسلم كان وجّه موسى بن كعب إلى أبيورد فافتتحها.
ووجه أبا داود إلى بلخ وفيها زياد بن عبد الرحمن. فلما بلغه قصد أبى داود بلخ خرج فى أهلها وأهل الترمذ وغيرهما من كور طخارستان إلى الجوزجان.
فلما دنا أبو داود منهم انصرفوا منهزمين إلى ترمذ، ودخل أبو داود مدينة بلخ.
فكتب إليه أبو مسلم بالقدوم عليه، ووجّه مكانه أبا الميلاء «1» يحيى بن نعيم على بلخ، فلما قدم كاتبه زياد بن عبد الرحمن أن يصيّر أن أيديهم واحدة فأجابه، فرجع زياد ومسلم بن عبد الرحمن بن مسلم «2» الباهلى وعيسى بن
زرعة السّلمى وأهل بلخ وترمذ وملوك طخارستان وماوراء النهر ودونه فنزلوا على فرسخ من بلخ، وخرج إليهم يحيى بن نعيم بمن معه، فصارت كلمتهم واحدة- مضر وربيعة واليمن ومن معهم- على قتال المسوّدة، وجعلوا الولاية عليهم لمقاتل بن حيّان النّبطى، فأمر أبو مسلم أبا داود بالعود، فأقبل بمن معه حتى اجتمعوا على نهر السرجنان «1» ، وكان زياد وأصحابه قد وجهوا أبا سعيد القرشى مسلحة، لئلا يأتيهم أصحاب أبى داود من خلفهم، وكانت أعلام أبى سعيد «2» سودا، فلما أقبل أبو سعيد ورأى زياد ومن معه أعلام أبى سعيد وراياته سودا ظنوهم كمينا لأبى داود فانهزموا وتبعهم أبو داود فوقع عامة أصحاب زياد فى النهر، وقتل منهم خلق كثير ممّن تخلف، ونزل أبو داود معسكرهم وحوى ما فيه، ومضى زياد ويحيى ومن معهما إلى ترمذ، واستقامت بلخ له فكتب إليه أبو مسلم بالقدوم عليه، ووجّه النّضر بن صبيح المرّى على بلخ، وقدم أبو داود على أبى مسلم واتفقا على أن يفرّقا بين ابنى الكرمانى، فبعث أبو مسلم عثمان بن الكرمانى عاملا على بلخ، فلما قدمها أقبلت المضرية من ترمذ وعليهم مسلم بن عبد الرحمن الباهلى، فالتقوا واقتتلوا فانهزم أصحاب عثمان وغلب مسلم على بلخ، وكان عثمان بن الكرمانى بمرو الرّوذ لم يشهد هذه الوقعة، فلما بلغه الخبر أقبل هو والنّضر بن صبيح المرّى «3» فهرب أصحاب مسلم من ليلتهم، فلم يمعن النظر فى طلبهم، ولقيهم أصحاب عثمان فاقتتلوا قتالا شديدا، فانهزم أصحاب عثمان وقتل منهم خلق كثير، ورجع أبو داود من مرو إلى بلخ، وسار أبو مسلم إلى نيسابور ومعه على بن الكرمانى، واتفق رأى أبى مسلم ورأى أبى داود على أن يقتلا ابنى