الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وورد الخبر أيضا بوفاة بهاء الدين أبى سوادة [1] كاتب الدرج بحلب، وكانت وفاته فى ضحى منتصف شهر رجب، فرتبّ وظيفته فى القاضى عماد الدين إسماعيل بن القاضى المرحوم شرف الدين بن القصيرانى [2] ، وتوجه إلى حلب بعد أن سأل [3] واستعفى من الوظيفة، ثم لما عزل سعى فى الاستمرار فلم يجب.
ذكر عزل الأمير [85] سيف الدين بلبان طرناه
نائب السلطنة بالمملكة الصفدية، والقبض عليه، وتفويض النيابة للأمير سيف الدين بلبان البدرى.
وفى شوال من هذه السنة تكررت مطالعات الأمير سيف الدين طرناه نائب السلطنة بالمملكة الصفدية يسأل الإقالة، ثم أنهى عنه أنه قال والله لئن لم يقلنى السلطان من النيابة بصفد حلقت رأسى ولحيتى وتركت الإمارة. وكان سبب ذلك أن المملكة رجع أكثرها إلى دمشق عند الرّوك، وصارت مراسيم السلطنة بدمشق والمشد ترد إلى صفد، فضاق من ذلك. ضيقا كثيرا واستعفى، فبرز المرسوم بعزله، وأن يتوجّه إلى دمشق من جملة الأمراء على إقطاع الأمير سيف الدين بلبان البدرى، وأن يتوجّه البدرى إلى نيابة السلطنة بصفد، فتوجّه إلى دمشق، وكان وصوله فى يوم الخميس حادى عشرين ذى القعدة، فقبض عليه حال وصوله واعتقل، ثم نقل إلى قلعة الجبل فاعتقل بها، وتوجه الأمير سيف الدين بلبان البدرى من دمشق إلى صفد فى يوم الجمعة ثانى عشرين ذى القعدة.
وفى يوم الجمعة سلخ ذى القعدة ثار بالقاهرة رجل اسمه على بن السابق، من سكان الحسينية، [4] فركب فرسا، وجرّد سيفا، وشقّ المدينة [5] وصار يضرب بالسيف من يظفر به من اليهود والنصارى، فجرح ثلاثة، منهم من قطع يده، ومنهم من ضربه فى وجهه، ثم قبض عليه خارج باب [6] زويلة مما يلى جهة القلعة، وسئل عن سبب فعله فقال قمت لأنصر دين الله وأقتل أهل الذمة فأمر السلطان بقتله؟
فضربت عنقه.
[1] هو بهاء الدين على بن أبى سوادة الحلبى (النجوم الزاهرة) 9: 228.
[2]
كذا فى ك. وفى ص، والنجوم الزاهرة 9: 311 والدرر الكامنة 1: 404 وشذرات الذهب 6: 113 «القيسرانى» بالسين. وقد توفى سنة 736 هـ.
[3]
فى ك «سل» وفى ف «سئل» والمثبت من ص.
[4- 5] ما بين الرقمين ساقط من ك، والمثبت من ص، وف.
[6]
كذا فى ك. وفى ص، وف «بابى» .
وفى يوم الجمعة تاسع عشرين شهر رجب قتل بدمشق موسى بن سمعان النصرانى الكركى، كاتب الأمير سيف الدين قطلوبك الجاشنكير لتجرئه على رسول الله- صلى الله عليه وسلم، وكان قد استمال رجلا من ضعفة العقول والقلوب من المسلمين ونصّره وكواه على يده مثال صليب، فحكم قاضى القضاة جمال الدين المالكى بقتله فقتل.
وفى ذى الحجة من هذه السنة تسحّب جماعة من الجند البطالين إلى بلاد الغرب، لم نحرر عدّتهم.
وفيه منها جردت العساكر إلى ملطية، وكان من فتحها ما نذكره إن شاء الله تعالى فى سنة خمس عشرة وسبعمائة.
وفى هذه السنة فى ليلة الثلاثاء سادس عشر صفر توفى الشيخ الصالح شرف الدين أبو الهدى أحمد ابن الشيخ الإمام قطب الدين أبى بكر محمد بن أحمد بن على بن محمد بن الحسن بن القسطلانى [1] المالكى وكانت وفاته بزاويته [2] بالكؤكؤة من القاهرة، ودفن من الغد بالقرافة، ومولده بمكة فى جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وستمائة- رحمه الله تعالى.
وتوفى الشيخ الصالح المعمّر محمد حيّاك الله بسلام بن محمود بن الحسين ابن الحسن الموصلى [3] بزاويته بسويقة [4] الريش ظاهر القاهرة فى يوم الخميس تاسع شهر ربيع الأول ودفن بكرة نهار الجمعة بالقرافة بقرب مدفن الشيخ محمد ابن أبى حمزة، وكان من الصلحاء الأخيار المعمّرين، عمّر نحو مائة وستين سنة فإنه سئل عن مولده فذكر أنه وصل إلى القاهرة فى أوائل الدولة المعزيّة [5] وله يومئذ خمس وثمانون سنة، وكان مع ذلك حاضر الحس جيد القوة، وله شعر حسن.
[1] له ترجمة فى العقد الثمين 3: 146، والدرر الكامنة 1:259.
[2]
لفظ «بزاويته» سقط من ك. وإثباته من ص، وف.
[3]
له ترجمة فى النجوم الزاهرة 9: 227، وشذرات الذهب 6:35.
[4]
سويقة الريش: من الحكر بالبر الغربى للنيل، ومكانها اليوم القسم الشرقى من سكة المناصرة الذى يتوسطه زاوية المصلية. وهى زاوية الشيخ محمد حباك الله الموصلى وهى لا تزال موجودة حتى اليوم بسكة المناصرة (النجوم الزاهرة 9: 201 هامش المرحوم محمد رمزى بك) .
[5]
أى دولة المعز أيبك التركمانى الصالحى الذى تولى السلطنة آخر ربيع الأول سنة 648 هـ، وقتل فى ربيع الأول سنة 655 هـ، وكان أول سلاطين الدولة التركية التى قامت بعد الدولة الأيوبية فى مصر.
وفيها توفى الأمير عماد الدين إسماعيل ابن الملك المغيث شهاب الدين عبد العزيز ابن الملك المعظم شرف الدين [86] عيسى ابن الملك العادل سيف الدين أبى أحمد بن [1] أيوب وكانت وفاته [2] بحماة [3] فى ثامن عشر شهر ربيع الآخر، سمع الحديث من خطيب مردا [4] وغيره، وحدّث رحمه الله تعالى.
وتوفى الأمير فخر الدين أقجبا الظاهرى [5] ، أحد الأمراء بدمشق، فى ليلة الإثنين العشرين من شهر ربيع الآخر، ودفن بقاسيون، وكان رجلا جيّدا ملازما للصلوات الخمس بجامع دمشق، ثابت العدالة قديم الهجرة فى الإمرة رحمه الله تعالى.
وتوفى الأمير سيف الدين ملكتمر الناصرى [6] المعروف بالدم الأسود أحد الأمراء بدمشق بها فى يوم السبت ثالث عشر جمادى الآخرة وكان ينسب إليه ظلم فاحش فى جهات إقطاعه.
وتوفى القاضى شرف الدين يعقوب بن مجد الدين مظفر ابن شرف الدين أحمد مزهر [7] بحلب وهو ناظرها فى الثامن والعشرين من شعبان، ومولده فى سنة ثمان وعشرين وستمائة وتنقّل فى الأنظار الكبار فلم تبق مملكة بالشام إلا باشرها وعاد إليها، رافقته بطرابلس مدة، وكان من أرباب المروءات، إذا سئل أجاب، وإذا عوند نفر، وكان أجود ما يكون إذا باشر، وإذا عطّل عن المباشرة أكثر القول فى المباشرين والأكابر رحمه الله تعالى.
وتوفى الأمير سيف الدين كهرداش الزرّاف [8] أحد الأمراء بدمشق في ليلة الإثنين سلخ شعبان- رحمه الله تعالى- حكى الشيخ شمس الدين الجزرى عنه أنه كان قد حجّ فى صحبة السلطان فى سنة ثنتى عشرة وسبعمائة، فلما
[1] له ترجمة فى السلوك 2/1: 141.
[2]
لفظ «وفاته» سقط من ك.
[3]
فى الأصول «بحمله» والتصويب من السلوك 2/1: 141.
[4]
مردا: قرية قرب نابلس، لا يتلفظ بها إلا بالقصر (معجم البلدان 5: 122) .
[5]
له ترجمة فى النجوم الزاهرة 9: 228.
[6]
الدرر الكامنة 5: 128، والدليل الشافى 2: 742، والنجوم الزاهرة 9:229.
[7]
له ترجمة فى الدرر الكامنة 4: 436، وذيول العبر ص 78، والسلوك 2/1: 141، والنجوم الزاهرة 9:223.
[8]
فى ك «كفرداش» والمثبت من ص، وف، والدرر الكامنة 3: 269، والسلوك 2/1: 141، والنجوم الزاهرة 9: 228، والدليل الشافى 2:562.