الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السمك، ورقبتها فى غلظ التليس المحشو، وفمها وشفتاها كالكربال [1] ، ولها أربعة أنياب طول كل ناب دون شبر فى عرض أصبعين، وفى فمها ثمانية وأربعون ضرسا ونابا وسنا مثل بيادق الشطرنج، وطول بدنها من بطنها إلى الأرض نحو الذراع، ومن ركبتها إلى حافرها يشبه بطن الثعبان [2] أصفر مجعد، ودور حافرها مثل الأسكرجة [3] بأربع أظفار كأظافير الجمل وعرض ظهرها تقريبا تقدير ذراعين ونصف، وطولها من فمها إلى ذنبها خمسة عشر قدما، ووجد فى بطنها ثلاثة كروش، ولحمها أحمر زفر كزفرة السمك وغلظ جلدها أربع أصابع ما تعمل فيه السيوف، ولما صيدت سلخ جلدها [4] وحمل إلىّ بين يدى السلطان بقلعة الجبل، وتبدّل على حمله لثقله خمسة أجمال، فلا يستطيع الجمل أن يحمله أكثر من ساعة، ولما صار [5] بين يدى السلطان حشى تبنا، وأقيم بين يديه، وهذا الحيوان لم يعهد ببحر النيل بمصر وإنما هو موجود ببلاد النّوبة، وأهل النوبة يتخذون من جلدة سياطا، يسوقون بها الجمال، وهى سياط سود إذا دهنت بالزّيت لا تكاد تنقطع والله أعلم.
ذكر وصول غازان ملك التتار إلى الرحبة [6]
ومحاصرتها، وانصرافه عنها، وتجريد عساكره إلى الشام، ووقعة عرض [7] .
فى هذه السنة تواترت الأخبار بحركة التتار، فأخذ السلطان فى الاستعداد والتأهّب للقائهم، ورسم للأمراء أن يستخدم كل أمير نظير الرّبع من عدّته من ماله، ووصل غازان إلى الرّحبة بجيوشه، ونازلها بنفسه وعساكره، وكان النائب
[1] الكربال: فى اللغة الفارسية يعنى القوس الذى يندف به القطن (المنجد) .
[2]
إلى هنا ينتهى السقط فى نسخة ص.
[3]
الأسكرجة: إناء صغير توضع فيه الكوامخ ونحوها من المشهيات على المائدة (المعجم الوسيط) .
[4]
ما بين القوسين من ص، وف.
[5]
فى ك «ساد» خطأ من الناسخ.
[6]
الرحبة: بلدة صغيرة ولها قلعة على تل تراب، وهى إحدى الثغور الإسلامية بين حلب ودمشق (معجم البلدان 4: 764) .
[7]
عرض: بلد فى برية الشام من أعمال حلب بين تدمر والرصافة (النجوم الزاهرة 8: 158 هامش) .
بها الأمير علم الدين سنجر الغتمى، فخرج إليه بالإقامات، وقال له: هذا المكان قريب المأخذ، والملك يقصد المدن الكبار، فإذا ملكت البلاد التى هى أمامك فنحن لا نمتنع عليك. فأخذ ولده ومملوكه رهنا على الوفاء بذلك؛ فرحل عنها، ثم عاد إليها وجرّد نائبه قطلو شاه فى اثنى عشر تمانا [1] ، وأمره بقصد الشام، وعاد غازان إلى بلاد الشّرق.
وأما العسكر الشامى فإن عسكر حلب جمعه الأمير شمس الدين قراسنقر [2] ، والعسكر الحموىّ مع الأمير زين الدين كتبغا الملقّب بالعادل وعسكر الساحل مع الأمير سيف الدين أسند مركرجى، وجماعة من عسكر دمشق مع الأمير سيف الدين بهادر آص والأمير سيف الدين أنص [3] الجمدار ونزلت هذه العساكر بالقرب من حماه، وجاءت طائفة من التتار للإغارة فوصلوا إلى القريتين [4] وبها جمع من التركمان بحريمهم وأولادهم وأغنامهم فأوقع التتار بهم ونهبوهم، واتصل خبرهم بالأمير جمال الدين آقش الأفرم نائب السلطنة بالشام؛ فجرد طائفة من عسكر الشام صحبة الأمير سيف الدين قطلبك المنصورى، وركب معه الأمير ثابت بن يزيد، وتوجّهوا جرائد إلى القريتين فوجدوا التتار قد فارقوها، فعادوا ولم يظفروا بهم، واتّصل خبر هذه الطائفة من التتار بالأمراء المقيمين على حماه؛ فانتدب لذلك الأمير سيف الدين أسند مركرجى نائب السلطنة بالفتوحات، وانتدب معه من عسكر حلب الأمير سيف الدين كجكن، ومن عسكر الشام الأمير سيف الدين بهادر آص والأمير سيف
[1] كذا فى الأصول. وفى السلوك 1: 933 هامش للدكتور زيادة «تومان، والجمع توامين. وهى الفرقة التى يبلغ عدد أفرادها عشرة آلاف جندى» والرسم عشرة آلاف جندى الزاهرة 8: 138 «طومان» وعرفه المحقق بأنه مقدم عشرة آلاف جندى.
[2]
ومعناه السنقر الأسود وقد تسمى به بعض الأمراء أخذا من اسم الطائر المسمى بالسنقر والذى كان يستعمله ملوك الشرق فى الصيد (الخطط التوفيقية 10: 78) .
[3]
كذا فى الأصول، وقد رسمه النجوم الزاهرة «أنس» .
[4]
القريتين: قرية كبيرة من أعمال حمص فى طريق البرية، وتدعى «حوادين» وبينها وبين تدمر مرحلتان (معجم البلدان 3: 78) .