الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من أبناء ست عشرة سنة، وحمل رأس الرشيد إلى تبريز ونودى عليه: هذا رأس اليهودى الذى بدل كلام الله، لعنه الله، وقطعت أعضاؤه وحمل كل عضو إلى بلد وأحرقت جثته وقام فى ذلك الوزير تاج الدين على شاه التبريزى، وقتل الرشيد وهو من أبناء الثمانين، وخلف عدة أولاد، وكان يتستر بالإسلام فيما قيل عنه.
وفيها فى التاسع عشر أو العشرين من شهر رمضان قتل الحاجى الدلقندى قتله جوبان نائب الملك أبى سعيد وسبب ذلك أنه بلغه أنه اتفق هو وجماعة من الأمراء على قتله وقتل الوزير على شاه فبادر بقتله ودلقند قوية من عمل منسوب إلى مدينة سمنان من مدن خراسان نقلته وما قبله من تاريخ البرزالى.
واستهلت سنة تسع عشرة وسبعمائة بيوم الجمعة
وفى أول ليلة من المحرم هبت ريح شديدة بمدينة دمشق رمت كثيرا من الستائر [1] والطبلات [2] وسقط بسببها جدران كثيرة، وهلك تحت الردم جماعة واقتلعت أشجار كثيرة من أصولها وقصفت أغصانا وامتنع كثير من الناس من النوم بسببها واجتمع خلق كثير بالجامع يتضرعون إلى الله تعالى فى سكونها فسكنت، ثم ثارت فى ليلة الثلاثاء المسفرة عن تاسع عشر الشهر، وهو أول الاعتدال الربيعى ولم يبلغ مبلغ الأول.
وفى يوم الخميس السابع من المحرم وصل الأمير شمس الدين آق سنقر الناصرى أحد الأمراء من الحجاز الشريف إلى قلعة الجبل بعد أن وقف بعرفة مع الحاج فى سنة ثمان عشرة وسبعمائة وصحب الركب إلى المدينة النبوية، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وصلى بها الجمعة وركب لست بقين من ذى الحجة سنة ثمان عشرة وردت الأخبار معه أنه قبض على الأمير أسد الدين رميثه أمير الحجاز الشريف وعلى الأمير سيف الدين بهادر الإبراهيمى أحد الأمرآء وهو الذى كان قد جرد بسبب الأمير عز الدين حميضة [3] والذى ظهر لنا فى سبب القبض عليهما أن رميثة نسب إلى مباطنة أخيه حميضة [3] وأن الذى يفعله
[1] المراد: ما يبنى فوق السطح من أسوار. فيقال ستّرة السطح ما يبنى حوله والجمع ستر. والستارة ما يستر به، والجمع ستائر.
[2]
كذا فى الأصول. ولم أهتد إلى المراد.
[3- 3] ما بين الرقمين من ص، وف. وانظر الخبر فى غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام 2: 64، 65، 85، 86، وإتحاف الورى 3: 159، 160.
بحميضة هو القبض عليه ولكنه ركب إليه وتقاربا من بعضهما بعضا، وباتا على ذلك ولم يقدم الإبراهيمى على مهاجمته والقبض عليه فاقتضى ذلك سجنه، واتصل بالسلطان أيضا أن الإبراهيمى ارتكب فواحش عظيمة بمكة شرفها الله تعالى، فرسم بالقبض عليهما ووصل الأمير أسد الدين رميثة ورسم عليه بالأبواب السلطانية أياما، ثم حصلت الشفاعة فيه فرفع عنه الترسيم وأقام يتردد إلى الخدمة السلطانية مع الأمراء إلى أثناء شهر ربيع الآخر من السنة فحضر إلى الخدمة فى يوم الإثنين رابع عشر ثم ركب فى عشية النهار على هجن أعدت له وهرب نحو الحجاز فعلم السلطان بذلك فى يوم الثلاثاء فجرد خلفه جماعة من الأمراء وهم: الأمير سيف الدين أقبغا آص والأمير سيف الدين قطلوبغا [1] المعزى [124] والأمير ناصر الدين الجرمكى وجماعة من عربان العايد فتوجهوا خلفه وتقدم الأميران المبدأ بذكرها ومن معهما من العربان فوصلوا إلى منزلة [2] حقلى وهى بقرب أيلة مما يلى الحجاز فأدركوه بالمنزلة فقبضوا عليه وأعادوه إلى الباب السلطانى، فكان وصوله فى يوم الجمعة الخامس والعشرين من الشهر فرسم السلطان باعتقاله فى الجب فاعتقل واستمر فى الاعتقال إلى يوم الخميس الثامن من صفر سنة عشرين وسبعمائة فرسم بالإفراج عنه وخلع عليه.
وفى العاشر من صفر نودى بدمشق بالصلاة للاستسقاء وقرئ صحيح البخارى بجامع دمشق تحت النسر فى سبعة أيام واستسقى الخطيب على المنبر فى أيام الجمع مرار ثم برز الناس كافة نائب السلطان والقضاة وغيرهم مشاة إلى ظاهر البلد عند مسجد القدم [3] فى يوم السبت نصف صفر وهو سابع نيسان، وصلى بهم الخطيب صدر الدين سليمان الجعبرى، وخطب واستسقى وعاد الناس، وأمطروا بفضل الله تعالى ورحمته فى بكرة يوم الأحد ويوم الإثنين حتى خرب المذاريب، ووصلت الأخبار بنزول الغيث على البلاد البرانية، وفى آخر صفر فوضت نيابة السلطنة بحمص للأمير سيف الدين بلبان [4] البدرى عوضا عن الأمير بدر الدين بكتوت، فتوجه إليها، ووصل القرمانى إلى دمشق فى رابع شهر ربيع الأول، واستقر على عادته فى جملة الأمراء المقدمين.
[1] كذا فى ك وفى ص «المغربى» وفى السلوك 2/1: 193، 194 «أن السلطان بعث فى طلبه الأمير قطلوبك المغربى، والأمير آقبغا آص الجاشنكير» .
[2]
منزلة حقلى. وفى السلوك «حقل» وتقع على مسافة ستة عشر ميلا جنوبى أيلة فى الطريق إلى الحجاز (معجم البلدان 2: 299) .
[3]
مسجد القدم: هو من الآثار التى فى مدينة دمشق وغوطتها، يقال إن هناك قبر موسى بن عمران عليه السلام، وإنه مما يرجى فيه إجابة الدعاء عند القطيعة. وأنظر النجوم الزاهرة 6: 126 تعليق 1.
[4]
فى ك «هبان» والمثبت من ص، وف.