الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خال والدى [115] رحمهما الله وكانت وفاته بطرابلس، وهو يومئذ صاحب الديوان بها وولى قبل ذلك عدة أنظار منها: المملكة الصّفدية مرارا، ونظر المملكة الحموية، ونظر الكرك، وكان كريما شجاعا خيّرا اشتهر بالمكارم وبذل المال والإحسان إلى وليّه وعدوّه، فكان يستديم مودة صديقه ويستجلب خاطر عدوه ويستزيل ما عنده بمكارمه، وكان لا يدخر شيئا رحمه الله تعالى.
وتوفى القاضى الرئيس الفاضل شرف الدين
أبو محمد عبد الوهاب بن الصاحب جمال الدين فضل الله بن المجلى القرشى العدوى [1] العمرى نسبه متصل بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه متولى ديوان الإنشاء بدمشق وكان قبل ذلك يلى صحابة ديوان الإنشاء بالديار المصرية ثم نقل إلى دمشق وكانت وفاته بها فى يوم الثلاثاء الثانى [2] من شهر رمضان، ودفن بقاسيون ومولده فى سابع ذى الحجة سنة ثلاث وعشرين وستمائة بدمشق وكان رجلا فاضلا أمينا على أسرار الدولة حافظا لها، يكتمها حتى عن أهله وأخصائه لا يتفوه بسر من أسرارها ولا يشير إليه.
وولى ديوان المكاتبات بدمشق بعده القاضى الفاضل شهاب الدين أبو الثناء محمود بن سليمان الحلبى، وكان أحد كتاب الدّرج الشريف بالأبواب السلطانية فى ديوان البريد، ووصل إلى دمشق فى ثامن عشرين شوال وباشر الوظيفة.
وتوفى فى آخر الليلة المسفر صباحها عن يوم الخميس
رابع شهر رمضان القاضى [3] الرئيس الفاضل علاء الدين أبو الحسن على ابن القاضى الرئيس فتح الدين محمد بن القاضى الفاضل محيى الدين عبد الله ابن الشيخ رشيد الدين عبد الظاهر بن نشوان بن عبد الظاهر بن على بن نجدة
[1] هو الرئيس شرف الدين أبو محمد عبد الوهاب ابن جمال الدين فضل الله بن المجلى القرشى العدوى العمرى. هكذا فى النجوم الزاهرة 9: 240.
[2]
فى السلوك 2/1: 179 «ثالث رمضان» وانظر فوات الوفيات 2: 421، والدرر الكامنة 3: 42، والبداية والنهاية 14: 85، والدليل الشافى 1:433.
[3]
هذا اللفظ من ص، وف، وشذرات الذهب 6:46. ذيول العبر 94، والدرر الكامنة 3: 183.
السّعدى أحد أعيان كتاب الإنشاء الشريف بالأبواب السلطانية، وأحد من يجلس بين يدى السلطان ويوقع نقله فى دار العدل الشريف ويوقع بين يدى نائب السلطنة الشريفة وكانت وفاته بداره بالقاهرة بدرب [1] شمس الدولة، ودفن بعد الظهر بتربتهم بالقرافة بجوار جامع أبيه، وكان- رحمه الله تعالى- حسن الإنشاء لم يرث ذلك عن كلالة، غزير المروءة، ظاهر الرئاسة أبّى النفس حسن الأخلاق والصحبة وقد ذكرنا من كلامه فى السفر الثامن من كتابنا هذا ما هو مترجم باسمه هناك وذكرت من أوصافه ما استغنى به عن إعادته، ولما مات نتجت قريحتى بأبيات رثيته بها، لولا التزامى أن لا أدوّن شعرا إلىّ لأوردتها، ورثاه القاضى شهاب الدين محمود الحلبى المذكور آنفا بقصيدة أولها.
الله أكبر أىّ ظلّ زالا
…
عن آمليه وأىّ طود مالا
جاء منها
أنعى إلى الناس المكارم والندا
…
والجود والإحسان والإفضالا
أنعى علاء الدين صدر زمانه
…
خلقا وخلقا بارعا وجلالا
ومهذبا ملأ القلوب مهابة
…
والسمع فضلا والألف نوالا
وتوفى الأمير بهاء الدين [2] آرسلان الدوادار فى الثالث والعشرين [116] من شهر رمضان وكان هو والقاضى علاء الدين المذكور صديقين، ومرضا فى وقت واحد بعلة واحدة وخلف بهاء الدين المذكور تركة طائلة استكثرها السلطان على مثله مع قرب مدته فى الوظيفة والإمرة رحمه الله تعالى.
وتوفى الصدر الرئيس شرف الدين محمد ابن القاضى الرئيس جمال الدين إبراهيم بن الصدر شرف الدين عبد الرحمن ابن أمين الدين سالم بن الحافظ بهاء الدين أبى المواهب الحسن بن عبد الله بن محفوظ بن صصرى البعلى
[1] درب شمس الدولة: كان يعرف قديما بحارة الأمراء، وعند مجىء صلاح الدين إلى مصر أسكن فى هذا المكان الملك المعظم شمس الدولة توران شاه بن أيوب، فعرف به، وسمى بدرب شمس الدولة ولا زال كذلك حتى اليوم (خطط المقريزى 3: 59) .
[2]
فى ك «سلار» والمثبت من ص، وف، والوافى بالوفيات 8: 346، والدرر الكامنة 1: 372، والسلوك للمقريزى 2/1: 179، والدليل الشافى 1: 105، والنجوم الزاهرة 9:241.