الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المنصورى فى رابع عشر الشهر وتوجه الأمير سيف الدين بهادر آحى فى التاريخ المذكور.
وفيها فى يوم الإثنين العشرين من شهر رجب توجه الأمير جمال الدين نائب السلطنة بالشام إلى القدس الشريف لقصد الزيارة وتوجّه معه جماعة من أعيان دمشق [44] وعاد إلى دمشق فى تاسع شعبان.
وفيها توجه ركب من الديار المصرية إلى الحجاز الشريف فى السابع والعشرين من شهر رجب صحبة الأمير ركن الدين الكوندكي وجماعة المشار إليه منهم الشيخ نجم الدين بن عبّود ونجم الدين بن الرفعه [1] وغيرهم ووصلوا إلى مكة فى سادس شهر رمضان.
ذكر الاهتمام بقصد اليمن والاحتفال لذلك وتعيين العساكر المجردة إليه وتأخير ذلك وإرسال الرسل
وفى هذه السنة حصل عزم الأمراء ولاة الأمر على قصد اليمن وتجريد العساكر وتقرر أن يتوجه الأمير سيف الدين سلّار نائب السلطنة بالجيوش، وعيّن من يتوجه معه، وعرض رجال الحلقة واحتفل لذلك احتفالا عظيما، ورسم لكل أمير مقدم ألف ومضافيه أن ينشئوا مركبا كبيرا وفلوه [2] برسم حمل الأزواد وحصل الشروع فى ذلك وندب الأمير عز الدين أيبك الشجاعى شاد الدواوين لعمل المراكب فتوجّه إلى الوجه القبلى، وقطع الأخشاب لذلك، وكان سبب هذا العزم ما حصل للملك المؤيد هزبر الدين داود [3] صاحب اليمن من اختصار الهدايا، وإعادة الرسول المتوجه إليه من الأبواب السلطانية بغير جواب، ولما حصل هذا العزم سأل أعيان الكارم [4] مراحم السلطان فى الإمهال [5] إلى أن يتوجه إليه الرسل من الأبواب السلطانية ويعود جوابه، ودخل فى هذا السؤال جماعة من المشايخ فأجيبوا إلى ذلك، وكتب لصاحب
[1] فى الأصول «نجم الدين رفعة» وهو نجم الدين ابن الرفعة، أحمد بن محمد بن مرتفع توفى سنة 710 هـ (ذيول العبر ص 54، والبداية والنهاية 14: 60، وشذرات الذهب 6: 22) .
[2]
الفلوة: عبارة عن قباسة لحمل الأزواد وغيرها مما يحتاجه الجيش.
[3]
هو المؤيد هزبر الدين داوود ابن الملك المظفر يوسف بن عمر التركمانى، ولى ملك اليمن بضعا وعشرين سنة، وتوفى سنة 721 هـ. (شذرات الذهب 6: 55، والدرر الكامنة، 2: 190، الدليل الشافى 1: 297) .
[4]
فى ك «الكلام» والتصويب من ص، وف. وأعيان الكارم: هم أعيان تجار الكارم، وهم تجار البهار والأفاويه الواردة من الهند عن طريق اليمن (السلوك 1/2: 899 هامش الدكتور زيادة.
[5]
فى ك «الامتهال» والمثبت من ص، وف.
اليمن عن الخليفة المستكفى بالله أمير المؤمنين العباسى والسلطان، وتوجه القاضى شمس الدين محمد بن عدلان الشافعى أحد المفتيين بالقاهرة، وشمس الدين سنقر السعيدى أحد مقدمى الحلقة المنصورة، فتوجها وحملا مشافهة إليه، وتأخر تجهيز العسكر.
وفيها نزل الأمير سيف الدين كراي المنصورى عن إقطاعه بالديار المصرية، وكان إقطاع إمرة مائة فارس، وذلك أنه توجه للصعيد لكشف إقطاعه، وانتهى إلى مدينة إسنا من الأعمال القوصية- وهى من جملة إقطاعه وتجهز منها، وحمل ما يحتاج إليه من الروايا والقرب وغير ذلك، وتوجه هو ومن معه فى البرية لقصد بلاد التاكة [1] فوردت مطالعة متولّى الأعمال القوصية بذلك، فقطع خبره، وأنعم به على الأمير سيف الدين بتخاص، وكان إخراج الإقطاع هو غرض الأمير سيف الدين كراى، ثم رجع الى الأبواب السلطانية بعد أن أوغل فى البرية، وسأل الإعفاء من الإمرة والخدمة، وأن يتوجه إلى القدس الشريف ويقيم هناك- وما علم موجب ذلك- فأذن له فتوجه بحريمه ومماليكه وأقام بالقدس.
وفيها اهتم الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير أستاذ الدار [2] بعمارة دار الوزارة خانقاه ورباطا وتربة لدفنه- اهتماما عظيما، فعمر ذلك عمارة متقنة وحصّل الرخام من كل جهة، ودلّه الأمير ناصر الدين محمد بن الأمير بدر الدين بكتاش الفخرى أمير سلاح. على أن بظاهر دورهم بالقصر فساقى من الرخّام الأبيض مدفونة تحت الرّدم، وأخرج منه فسقيتان من الرخام على غاية الكبر والحسن وإتقان الصنعة، وكل منهما قطعة واحدة، وهى طويلة عميقة متسعة الجوف والوسط، ثم تنخرط من طرفها إلى أن ترقّ فيكون طرفها كالمجراة، فأخرجتا [3] وعمل لإخراجهما آلات معينة على ذلك، وحصل التعب فى جرّهما، ثم نشرتا [4] ألواحا وفرش بهما أرض المكان ووقف الأمير ركن الدين على هذا المكان أوقافا متوفرة جليلة المقدار، وعيّن فى هذا الوقف عدّة كثيرة من الفقراء الصوفية، والجند البطالين وغيرهم، ورتّب أن يكون بالمكان شيخين [5] أحدهما بالخانقاه والآخر بالرباط وأئمة ومؤذنين ومقرئين وغير ذلك، وكملت
[1] بلاد التاكة: يراد بها بلاد السودان كما جاء فى السلوك 2/1: 37.
[2]
عبارة «أستاذ الدار» ساقطة من ك.
[3]
كذا فى ك، وف. وفى ص «لجرهما» .
[4]
فى ك، وف «نشرت» والمثبت من ص.
[5]
فى ك، وف «شخصين» والمثبت من ص.