الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ألا يادير حنظلة المفدّى
…
لقد أورثتنى سقما وكدّا
أزفّ من الفرات اليك زقّا
…
وأجعل حوله «1» الورد المندّى
ومنهم أبو عيسى بن المتوكل
.
قال عبد الله بن المعتز:
جمع لأبى عيسى بن المتوكل صنعة مقدارها أكثر من ثلاثمائة صوت، منها الجيّد الصنعة ومنها المتوسّط. وقال النّميرىّ: سمعت أبا عيسى بن المتوكل يقول:
إذا أتممت صنعة ثلاثمائة وستين صوتا عدد أيام السنة تركت الصنعة. فلما أتمها ترك الصنعة. فمنها قوله في شعر علىّ بن الجهم:
هى النفس ما حمّلتها تتحمّل
…
وللدهر أيّام تجور وتعدل
وعاقبة الصبر الجميل جميلة
…
وأفضل أخلاق الرجال التجمّل
قال أبو الفرج الأصفهانى: وهو لعمرى من جيّد الغناء وفاخر الصنعة، ولو لم «2» يصنع غيره لكفى.
ومنهم عبد الله بن المعتز
.
هو أبو العباس عبد الله بن المعتز بالله العباسىّ.
قد وصفه أبو الفرج الأصفهانى فقال: وأمره مع قرب عهده بعصرنا مشهور فى فضائله وأدبه شهرة يشترك في أكثرها الخاصّ والعامّ، وشعره وإن كان فيه رقّة الملوكية وغزل الظرفاء وهلهلة المحدثين، فإنّ فيه أشياء كثيرة تجرى في أسلوب المجيدين، ولا تقصر عن مدى السابقين وأشياء ظريفة من أشعار الملوك في جنس ما هم بسبيله، ليس عليه أن يتشبّه فيها بفحول الجاهلية. وأطنب في وصفه وتقريظه، وهو فوق ما قال. ثم قال:
وكان عبد الله حسن العلم بصناعة الموسيقي والكلام على النّغم وعللها؛ وله فى ذلك وفي غيره من الآداب كتب مشهورة ومراسلات جرت بينه وبين عبيد الله ابن عبد الله بن طاهر وبين بنى حمدون وغيرهم تدلّ على فضله وغزارة أدبه. وذكر منها شيئا ليس هذا موضع إيراده. ثم قال: ومن صنعة عبد الله بن المعتز في شعره:
هل ترجعنّ ليال قد مضين لنا
…
والدار جامعة أزمان أزمانا
قال أبو الفرج: ومن صنعته الظريفة الشكل مع جودتها:
وابلائى من محضر ومغيب
…
وحبيب منّى بعيد قريب
لم ترد ماء وجهه العين إلّا
…
شرقت قبل ايّها برقيب
قال: ومن صنعته التى تظارف فيها وملح:
زاحم كمّى كمّه فالتويا
…
وافق قلبى قلبه فاستويا
وطالما ذاقا الهوى فاكتويا
…
يا قرّة العين ويا همّى ويا
وحكى عن جعفر بن قدّامة قال: كان لعبد الله بن المعتز غلام يحبّه، فغضب الغلام عليه، فجهد أن يترضّاه، فلم يكن له فيه حيلة. ودخلت عليه فأنشدنى فيه:
بأبى أنت قد تما
…
ديت في الهجر والغضب
واصطبارى على صدو
…
دك يوما من العجب
ليس لى إن فقدت وج
…
هك في العيش من أرب
رحم الله من أعا
…
ن على الصّلح واحتسب
قال: فمضيت إلى الغلام، فلم أزل أداريه وأرفق به حتى ترضّيته له وجئته به؛ فمرّ لنا يومئذ أطيب يوم وأحسنه.