الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا يجوز هذا، اعطوه مائتى دينار، ولا يعلم أمير المؤمنين فتجدّد عنده ذنوبه؛ وقال له: اخرج عن بغداد ودع صحبة جعفر حتى ينساك أمير المؤمنين، ثم عد إلىّ.
فقال له: فأين أفصد؟ قال: أكتب الى سليمان بن علىّ فيولّيك عملا ويحسن اليك. قال: قد رضيت. فوفد الى سليمان بكتاب المهدىّ فولّاه الصدقة بالبصرة، وكان عليها داود بن أبى هند فعزله به.
وأخباره في هذا الباب كثيرة أغضينا عن كثير منها.
ذكر شىء من نوادر أبى الشّبل
هو عاصم بن وهب بن البراجم. مولده الكوفة. نشأ وتأدّب بالبصرة. وفد إلى سامرّاء «1» أيام المتوكل ومدحه. وكان طيّبا كثير الغزل والنوادر والمجون. فنفق عند المتوكل وخدمه واختصّ به وامتدحه بقوله:
أقبلى فالخير مقبل
…
واتركى قول المعلّل
وثقى بالنّجح إن
…
أبصرت وجه المتوكّل
ملك ينصف يا ظا
…
لمتى فينا ويعدل
فهو الغاية والمأ
…
مول يرجوه المؤمّل
فأمر له بثلاثين ألف درهم. وله أخبار مستظرفة تتضمن شعرا ونوادر تدلّ على ظرفه سنذكر منها طرفا. فمن ذلك ما حكى عنه: أنه مدح مالك بن طوق، وقدّر أن يعطيه ألف درهم. فبعث اليه بصرة مختومة فيها مائة دينار، فظن أنها دراهم فردها اليه وكتب معها:
فليت الذى جادت به كفّ مالك
…
ومالك مدسوسان في است أمّ مالك
وكان الى يوم القيامة في استها
…
فأيسر مفقود وأيسر هالك
وكان مالك يومئذ أميرا على الأهواز. فلما قرأ الرقعة أمر بإحضاره فأحضر وقال:
ما هذا؟ ظلمتنا واعتديت علينا. فقال: قدّرت عندك ألف درهم فوصلتنى بمائة درهم. فقال: افتحها؛ ففتحها فإذا فيها مائة دينار؛ فقال: أقلنى أيها الأمير. فقال:
قد أقلتك ولك كل ما تحب أبدا ما بقيت وقصدتنى.
قال: وكان له جار طبيب أحمق، فمات فرثاه فقال:
قد بكاه بول المريض بدمع
…
واكف فوق مقلتيه ذروف
ثم شقّت جيوبهن القواري
…
ر عليه ونحن نوح اللهيف
يا كساد الخيار شنبر والأقراص
…
طرّا ويا كساد السفوف
كنت تمشى مع القوىّ فإن جا
…
ضعيف لم تكترث بالضعيف
لهف نفسى على صنوف رقاعا
…
ت تولّت منه وعقل سخيف
وقال أبو الشبل: كان خالد بن يزيد بن هبيرة يشرب النبيذ، وكان يغشانا، وكانت له جارية صفراء مغنية يقال لها لهب، كانت تغشانا معه، وكنت أعبث بها كثيرا. فقام مولاها يوما الى الخابية «1» يستقى نبيذا، فاذا قميصه قد انشقّ؛ فقلت فيه:
قالت له لهب يوما وجاد لها
…
بالشّعر في باب فعلان ومفعول
أمّا القميص فقد أزرى «2» الزمان به
…
فليت شعرى ما حال السراويل
قال أبو الشبل: وكانت أمّ خالد هذا ضرّاطة تضرط على صوت العيدان وغيرها فى الإيقاع. فقلت فيه:
فى الحىّ من لا عدمت خلّته
…
فتى إذا ما قطعته وصلا