الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقيل:
امزح بمقدار الطلاقة واجتنب
…
مزحا تضاف به الى سوء الأدب
لا تغضبنّ أخا إذا مازحته
…
إن المزاح على مقدّمة الغضب
وقيل:
مازح صديقك ما أحبّ مزاحا
…
وتوقّ منه في المزاح جماحا
فلربما مزح الصديق بمزحة
…
كانت لبدء عداوة مفتاحا
وقال سعيد بن العاص لولده: يا بنىّ، اقتصد في مزحك؛ فإن الإفراط فيه يذهب البهاء، ويجزّىء السفهاء. ويقال: المزاح أوّله فرح، وآخره ترح. قال أبو العتاهية:
وترى الفتى يلقى أخاه وخدنه
…
فى بعض منطقه بما لا يغفر
ويقول كنت ملاعبا وممازحا
…
هيهات! نارك في الحشا تتسعّر
ألقيتها وطفقت تضحك لاهيا
…
وفؤاده مما به يتفطّر
أو ما علمت ومثل جهلك غالب
…
أنّ المزاح هو السّباب الأكبر
فهذه نبذة مما قيل في الفكاهات والمجون، يفرح لها قلب المحزون، وتزول عنه الشجون. فلنذكر ما قيل مما يناسب هذا الباب من أشعار المزّاحين.
ذكر شىء من الشعر المناسب لهذا الباب والداخل فيه
وسنورد في هذا الفصل من أشعار هذا الفن، ما رفلت معانيه في حلل أنفاسها على صفحات أطراسها، وأهلت مغانيه بما أودعه لسان القلم صدر قرطاسها من بديغ إيناسها. يضحك سامعه وإن كان ثكلا. ويستوفيه وإن كان عجلا. هذا مع ما فيه من فحش القول الذى إذا تأمّلته في موضعه كان أزين من عقود اللآلى،
وإن لمحته في غيره كان أقفر من ظلم الليالى. نسأل الله المسامحة لكاتبه وقائله، ومستمعه وناقله. فمن ذلك ما كتب به ابن حجاج لمن شرب دواء:
يا أبا أحمد بنفسى أفديك
…
وأهلى من سائر الأسواء
كيف كان انحطاط جعسك «1» فى طاعة
…
شرب الدواء يوم الدواء
كيف أمسى سبال مبعرك النّد»
ل غريقا في المرّة الصفراء
وقال الحسن بن هانىء:
للطمة يلطمنى أمرد
…
تأخذ منّى العين والفكّا
أطيب من تفّاحة من يدى
…
ذى لحية محشوّة مسكا
وقال أبو عبد الله محمد بن الحسن الحجاج:
قومى تنحّى فلست من شانى
…
قومى اذهبى لا يراك شيطانى
لا كان دهر عليك حصّننى
…
ولا زمان اليك ألجانى
قعدت تفسين فوق طنفستى
…
ما بين راحى وبين يحانى
فما عدمنا من الكنيف وقد
…
حضرت إلا بنات وردان «3»
وقال أبو بكر محمد الخوارزمىّ:
فسا الشيخ سهوا وفي كفّه
…
شراب فلمناه لوما قبيحا
فقال لى الدخل والخرج لى
…
فأدخلت راحا وأخرجت ريحا
وقال ابن سكّرة الهاشمىّ:
وبات في السطح معى صاحب
…
من أكرم الناس ذوى الفضل
أفسو فيفسو فهو لى مسعد
…
وإنما أملى ويستملى