الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومثله قول ديك الجنّ واسمه عبد السلام:
فقام تكاد الكأس تخضب كفّه
…
وتحسبه من وجنتيه استعارها
مشعشعة من كفّ ظبى كأنما
…
تناولها من خدّه فأدارها
فظلنا بأيدينا نتعتع روحها
…
وتأخذ من أقدامنا الراح ثارها
وقريب من المعنى الأوّل قول أبى بكر الخالدىّ:
كانت لها أرجل الأعلاج «1» واترة
…
بالدوس فانتصفت من أرؤس العرب
[أخذ «2» هذا المعنى أبو غالب الإصباعىّ الكاتب فقال:
عقرتهم معقورة لو سالمت
…
شرّابها ما سمّيت بعقار
لانت لهم حتى انتشوا وتمكّنت
…
منهم فصاحت فيهم بالثار
ذكرت حقائدها القديمة إذ غدت
…
صرعى تداس بأرجل العصّار]
وقال آخر:
أسروها وجه النهار من الدّنّ
…
فأمسوا وهم لها أسراء
وقال عبد الصمد بن بابك عفا الله عنه:
عقار عليها من دم الصّبّ نفضة
…
ومن عبرات المستهام فواقع
معوّدة غصب العقول كأنما
…
لها عند ألباب الرجال ودائع
وأما ما وصفت به غير ما قدّمناه
،
فمن ذلك قول أبى الفضل يحيى بن سلامة الحصكفىّ [والحصكفى نسبة الى حصن كيفا] :
وخليع بتّ أعتبه
…
ويرى عتبى من العبث
قلت إن الخمر مخبثة
…
قال حاشاها من الخبث
قلت منها القىء، قال أجل
…
طهرت عن مخرج الحدث
قلت فالأرفاث تتبعها
…
قال طيب العيش في الرفث
وسأسلوها فقلت متى
…
قال عند الكون في الجدث
وقال آخر:
ثقلت زجاجات أتتنا فرّغا
…
حتى اذا ملئت بصرف الراح
خفّت فكادت أن تطير بما حوت
…
وكذا الجسوم تخفّ بالأرواح
[وقريب من المعنى قول الآخر:
وزنّا الكأس فارغة وملأى
…
فكان الوزن بينهما سواء «1» ]
وقال أبو نواس:
قهوة أعمى عنها
…
ناظرا ريب المنون
عتّقت في الدنّ حتى
…
هى في رقّة دينى
ثم شجّت فأدارت
…
فوقها مثل العيون
حدقا ترنو الينا
…
لم تحجّر بجفون
ذهبا يثمر درّا
…
كلّ إبّان وحين
من يدى ساق عليه
…
حلّة من ياسمين غاية في الظرف والشكل
وفرد في المجون
وقال:
ذد بماء الكرم والعنب
…
خطرات الهمّ والنّوب
قهوة لو أنها نطقت
…
ذكرت ساما أبا العرب