الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
؟
الخوارج كلاب النار
وذكر ابن الجوزي في الأذكياء وغيره: أن عمران بن حطان، كان أحد الخوارج، وهو القائل يمدح عبد الرحمن بن ملجم المرادي لعنهما الله تعالى، على قتل الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجه:
يا ضربة من تقي ما أراد بها
…
إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لأذكره يوماً فأحسبه
…
أو في البرية عند الله ميزانا
أكرم بقوم بطون الأرض أقبرهم
…
لم يخلطوا دينهم بغياً وعدوانا
فبلغت القاضي أبا الطيب الطبري، رحمه الله تعالى، هذه الأبيات فقال مجيباً له:
إني لأبرأ مما أنت قائله
…
عن ابن ملجم الملعون بهتانا
إني لأذكره يوماً فألعنه
…
ديناً وألعن عمران بن حطان
عليك ثم عليه الدهر متصلاً
…
لعائن الله إسراراً وإعلاناً
فأنتمو من كلاب النار جاء لنا
…
نص الشريعة برهاناً وتبيانا
أشار أبو الطيب رحمه الله تعالى إلى قوله صلى الله عليه وسلم: " الخوارج كلاب النار "، انتهى من حياة الحيوان.
سارق الجمل
ومنه ما روي عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه قال: جاءوا برجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فشهدوا عليه أنه سرق جملاً لهم، فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم أن يقطع، فولى الرجل، وهو يقول: اللهم صل على محمد حتى لا يبقى من صلاتك شيء، وبارك على محمد حتى لا يبقى من بركاتك شيء، وسلم على محمد حتى لا يبقى من سلامك شيء.
فتكلم الجمل وقال: يا محمد، إنه بريء من سرقتي.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من يأتيني بالرجل؟ فابتدره سبعون من أهل بدر، فجاءوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا هذا، ما قلت آنفاً؟ فأخبره بما قال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لذلك نظرت الملائكة يخترقون سكك المدينة، حتى كادوا يحولون بيني وبينك.
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لتردن على الصراط ووجهك أضوأ من القمر ليلة البدر ".
هذه القصيدة يقال إنها لأمير المؤمنين الراضي بالله
زيادة المرء في دنياه نقصان
…
وربحه غير محض الخير خسران
وكل وجدان حظ لا ثبات له
…
فإن معناه في التحقيق فقدان
يا عامراً لخراب الدهر مجتهداً
…
بالله! هل لخراب الدهر عمران
ويا حريصاً على الأموال يجمعها
…
نسيت أن سرور المال أحزان
دع الفؤاد من الدنيا وزخرفها
…
فصفوها كدر والوصل هجران
وأوع سمعك أمثالاً أفصلها
…
كما يفصل ياقوتٌ ومرجان
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
…
فطالما استعبد الإنسان إحسان
وكن على الدهر معواناً لذي أملٍ
…
يرجو نداك، فإن الحر معوان
من جاد بالمال مال الناس قاطبةً
…
إليه، والمال للإنسان فتان
من كان للخير مناعاً فليس له
…
عند الخليقة أخدانٌ وإخوان
لا تخدشن بمطل وجه عارفهٍ
…
فالبر يخدشه مطل وليان
يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته
…
أتطلب الربح مما فيه خسران
أقبل على النفس واستكمل فضائلها
…
فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان
من يتقي الله يحمد في عواقبه
…
ويكفه شر من عزوا ومن هانوا
حسب الفتى عقله خلاً يعاشره
…
إذا تحاماه إخوانٌ وخلان
لا تستشر غير شخص حازمٍ فطن
…
قد استوت منه أسرارٌ وإعلان
فللتدابير فرسانٌ. إذا ركضوا
…
فيها أبروا كما للحرب فرسان
وللأمور مواقيتٌ مقدرةٌ
…
وكل أمر له حد وميزان
من رافق الرفق في كل الحوادث لم
…
يندم عليه ولم يذممه إنسان
ولا تكن عجلاً في الأمر تطلبه
…
فليس يحمد قبل النضج بحران
وذو القناعة راضٍ في معيشته
…
وصاحب الحرص إن أثرى فغضبان
كفى من العيش ما قد سد من رمقٍ
…
ففيه للحر إن حققت غنيان
هما رضيعا لبانٍ حكمةً وثقى
…
وساكنا وطن مال وطغيان
من مد طرفاً بفرط الجهل ونحو هوىً
…
أغضى عن الحق يوماً وهو خزيان
من استشار صروف الدهر قام له
…
على حقيقة طبع الدهر برهان
من عاشر الناس لاقى منهمو نصباً
…
لأن طبعهمو بغيٌ وعدوانُ
ومن يفتش عن الإخوانِ مجتهداً
…
فجل إخوان هذا الدهر خوان
من يزرع الشر يحصد في عواقبه
…
ندامةً، ولحصد الزرع إبان
من استنام إلى الأشرار نام وفي
…
قميصه منهمو صلٌّ وثعبان
من سالم الناس يسلم من غوائلهم
…
وعاش وهو قرير العين جذلان
من كان للعقل سلطانٌ عليه غدا
…
وما على نفسه للحرص سلطان
وإن أساء مسيءٌ فليكن لك في
…
عروض زلته صفحٌ وغفران
إذا نبا بكريمٍ موطنٌ، فله
…
وراءه في بسيط الأرض أوطان
لا تحسبن سروراً دائماً أبداً
…
من سره زمنٌ ساءته أزمان
يا ظالماً فرحاً بالعز ساعده
…
إن كنت في سنة فالدهر يقظان
يا أيها العالم المرضيُّ سيرته
…
أبشر، فأنت بغير الماء ريان
ويا أخا الجهل لو أصبحت في لجج
…
فأنت ما بينها لا شك ظمآن
دع التكاسل في الخيرات تطلبها
…
فليس يسعد بالخيرات كسلان
صن حر وجهك لا تهتك غلالته
…
فكل حر لحر الوجه صوانُ
لا تحسب الناس طبعاً واحداً فلهم
…
غرائز لست تحصيها وألوان
ما كل ماء كصداء لوارده
…
نعم ولا كل نبت فهو سعدان
من استعان بغير الله في طلبٍ
…
فإن ناصره عجزٌ وخذلان
واشدد يديك بحبل الله معتصماً
…
فإنه الركن إن خانتك أركان
لا ظل للمرء يغني عن تقىً ورضا
…
وإن أظلته أوراق وأفنان
سحبان من غير مالٍ باقلٌ حصرٌ
…
وباقلٌ في ثراء المال سحبان
والناس إخوان من والته دولته
…
وهم عليه إذ عادته أعوان
يا رافلاً في الشباب الرحب منتشياً
…
من كاسه هل أصاب الرشد نشوان
لا تغترر بشبابٍ ناعمٍ خضل
…
فكم تقدم قبل الشيب شبان
ويا أخا الشيب لو ناصحت نفسك لم
…
يكن لمثلك في الإسراف إمعان
هب الشبيبة تبدي عذر صاحبها
…
ما بال شيبك يستهويه شيطان
كل الذنوب فإن الله يغفرها
…
إن شيع المرء إخلاصٌ وإيمان
وكل كسرٍ فإن الله يجبره
…
وما لكسر قناة الدين جبران
أحسن إذا كان إمكانٌ ومقدرةٌ
…
فلا يدوم على الإنسان إمكان