الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقال هشام: هت وأوجز، فهذا أول أوقاتك من الآخرة وآخر أوقاتك من الدنيا.
فأنشد يقول:
نبئت أن الباز علق مرة
…
عصفور بر ساقه المقدور
فتعلق العصفور في إظفاره
…
والباز منهمك عليه يطير
فأتى لسان الحال يخبر قائلاً:
…
ها قد ظفرت وإنني مأسور
مثلي فما يغني لمثلك جوعةً
…
ولئن أكلت فإنني محقور
فتبسم الباز المدل بنفسه
…
طرباً وأطلق ذلك العصفور
قال: فتبسم هشام وقال: وقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم لو تلفظ بهذا من أول وقت من أوقاته وطلب، ما دون الخلافة، لأعطيته، يا خادم: احش فاهه دراً وجوهراً وأحسن جائزته ودعه يمضي إلى حال سبيله.
؟
عروة بن أذنية وهشام بن عبد الملك
قيل: وفد عروة بن أذينة على هشام بن عبد الملك فشكا إله فقره فقال: ألست القائل:
لقد علمت وما الإسراف من خلقي
…
أن الذي هو رزقي سوف يأتيني
أسعى إليه فيعيبني تطلبه
…
وإن قعدت أتاني ليس يعيبني
وخرجت الآن من الحجاز إلى الشام في طلب الرزق؟ فقال: يا أمير المؤمنين، وعظت فأبلغت.
وخرج وركب ناقته وكر إلى الحجاز راجعاً، فلما كان الليل نام هشام على فراشه فذكر عروة وقال: رجل من قريش قال حكمة ووفد علي فرددته خائباً. فلما أصبح وجه ليه بألف دينار فقرع عليه الرسول باب داره بالمدينة فأعطاه المال فقال: أبلغ عني أمير المؤمنين السلام، وقل له: كيف رأيت قولي، سعت فأكديت، فرجعت خائباً، فجلست في داري فأتاني رزقي في منزلي، انتهى.