الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أنت ومالك لأبيك
قوله صلى الله عليه وسلم: أنت ومالك لأبيك " ذكر العلامة الشمس العلقمي في حاشيته على الجامع الصغير عن جابر قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أبي أخذ مالي؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم للرجل: اذهب فأتني بأبيك. فنزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله عز وجل يقرئك السلام، ويقول لك: إذا جاء الشيخ فاسأله عن شيء قاله في نفسه ما سمعته أذناه. فلما جاء الشيخ قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما بال ابنك يشكوك، أتريد أن تأخذ ماله؟ فقال: يا رسول الله هل أنفقه إلا على إحدى عماته أو خالاته أو على نفسي؟ فقال عليه الصلاة والسلام: أيها الشيخ دعنا من هذا. أخبرني عن شيء قلته في نفسك ما سمعته أذناك.
فقال الشيخ: والله يا رسول الله ما يزال الله عز وجل يزيدنا بك يقيناً، لقد قلت في نفسي شيئاً ما سمعته أذناي فقال له: قل فأنا أسمع.
فقال:
غذيتك مولوداً وعلتك يافعاً
…
تعل بما أسدي إليك وتنهل
إذا ليلة ضافتك بالسقم لم أبت
…
لسقمك إلا ساهراً أنململ
كأني أنا المطروق دونك بالذي
…
طرقت به دوني وعيناي تهمل
تخاف الردى نفسي عليك وإنها
…
لتعلم أن الموت شيء مسجل
فلما بلغت السن والغاية التي
…
لها مدةٌ قد كنت فيك أؤمل
جعلت جزائي غلظةً وفظاظةً
…
كأنك أنت المنعم المتفضل
فليتك إذ لم ترع حق أبوتي
…
فعلت كما الجار المجاور يفعل
قال: فحينئذ أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بجلباب ابنه وقال له: " أنت ومالك لأبيك ". انتهى.