الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حكاية في القطا
يقال نزل عمرو بن أمامة على قوم من مراد، فطرقوهم ليلاً فأثاروا القطا من أماكنها، فرأتها امرأة يقال لها حذام، فلما رأت القطا طار ليلاً نبهت زوجها مع رجالٍ من قومها فقالت لهم: ولو ترك القطا ليلاً لناما. فلم يلتفتوا إلى قولها وأخلدوا إلى مضاجعهم فقام رجل منهم وقال:
إذا قالت حذام فصدقوها
…
فإن القول ما قالت حذام
فنفر القوم والتجئوا إلى واد قريب منهم، واعتصموا به حتى أصبحوا وامتنعوا من عدوهم، فضرب به المثل. انتهى بتقديم وتأخير.
يا جامع الناس
وعن أبي جعفر الخالدي قال: ودعت أبا الحسن الصغير المدني فقلت له: زودني شيئاً؟ فقال: إذا ضاع منك شيء وأردت أن يجمع الله بينك وبين ذلك الشيء أو ذلك الإنسان، فقل: يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه، إن الله لا يخلف الميعاد اجمع بيني وبين كذا وكذا، فإن الله يجمع بينك وبين ذلك الشيء أو ذلك الإنسان. انتهى من حرف الألف.
الملك والمرأة العفيفة
وهذه أبيات:
لصيد اللُّخم في البحروصيد الأسد في البروقضم الثلج في القر
ونقل الصخر في الحروإقدامٌ على موتٍوتحويلٌ إلى القبر
لأشهى من طلاب العر
…
ف ممن عاش في الفقر
قوله: اللُّخم، بضم اللام وإسكان الخاء المعجمة، ضرب من السمك ضخم يقال له: الكوسج وهو القرش. انتهى من حياة الحيوان في حرم اللام.
الملك والمرأة العفيفة
وذكر بعض أهل التواريخ أن ملكاً من الملوك خرج يدور فلي ملكه، فوصل إلى قرية عظيمة، فدخلها منفرداً، فأخذه العطش، فوقف بباب دار من دور القرية وطلب ماء، فخرجت إليه امرأة جميلة بكوز ماء وناولته إياه، فلما نظر لها افتتن بها، فراودها عن نفسها، وكانت المرأة عارفة به، فعلمت أنها لا تقدر على الامتناع منه، فدخلت وأخرجت له كتابً، وقالت له: انظر في هذا الكتاب حتى أصلح من أمري ما تحب وأعود. فأخذ الملك الكتاب ونظر فيه، وإذا فيه الزجر عن الزنا وما أعد الله تعالى لفاعله من العذاب الأليم، فاقشعر جلده ونوى التوبة، وصاح بالمرأة، وأعطاها الكتاب ومر ذاهباً.
وكان زوج المرأة غائباً، فلما حضر أخبرته الخبر، فتحير في نفسه وخاف أن يكون قد وقع غرض الملك فيها، فلم يتجاسر على وطئها بعد ذلك، ومكث على ذلك مدة، فأعلمت المرأة أقاربها بحالها مع زوجها، فرفعوه إلى الملك، فلما مثل بين يدي الملك قال أقارب المرأة: أعز الله مولانا الملك، إن هذا الرجل قد استأجر منا أرضاً للزراعة، فزرعها مدة، ثم عطلها فلا هو يزرعها، ولا هو يتركها لنؤجرها لمن هو يزرعها، وقد حصل الضرر للأرض، ونخاف فسادها بسبب التعطيل لأن الأرض إذا لم تزرع فسدت.
فقال الملك لزوج المرأة: ما يمنعك من زرع أرضك؟ فقال: أعز الله مولانا الملك، إنه قد بلغني أن الأسد قد دخل أرضي، وقد رهبته ولم أقدر على الدنو منه لعلمي أنه لا طاقة لي بالأسد.
ففهم الملك القصة فقال: يا هذا إن أرضك طيبة صالحة للزراعة، فازرعها بارك الله لك فيها، فإن الأسد لن يعود إليها، ثم أمر له ولزوجته بصلة حسنة وصرفهما، انتهى من حرف الألف.