المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌المقدمات ‌ ‌مقدمة التحقيق … بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة التحقيق: الحمد لله الذي اصطفى آدم - التوقيف على مهمات التعاريف

[عبد الرؤوف المناوي]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمات

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌نماذج المخطوطات

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌باب الألف:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل التاء:

- ‌فصل الثاء:

- ‌فصل الجيم:

- ‌فصل الحاء:

- ‌فصل الخاء:

- ‌فصل الدال:

- ‌فصل الذال:

- ‌فصل الزاي:

- ‌فصل السين:

- ‌فصل الشين:

- ‌فصل الصاد

- ‌فصل الضاد:

- ‌فصل الطاء:

- ‌فصل العين:

- ‌فصل الغين:

- ‌فصل الفاء:

- ‌فصل القاف:

- ‌فصل الكاف:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الهاء:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب الباء:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل التاء:

- ‌فصل الثاء:

- ‌فصل الجيم:

- ‌فصل الحاء:

- ‌فصل الخاء:

- ‌فصل الدال:

- ‌فصل الذال:

- ‌فصل الراء:

- ‌فصل الزاي:

- ‌فصل السين:

- ‌فصل الشين:

- ‌فصل الصاد:

- ‌فصل الضاد:

- ‌فصل الطاء:

- ‌فصل الظاء:

- ‌فصل العين:

- ‌فصل الغين:

- ‌فصل القاف:

- ‌فصل الكاف:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الهاء:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب التاء:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل التاء:

- ‌فصل الثاء:

- ‌فصل الجيم:

- ‌فصل الحاء:

- ‌فصل الخاء:

- ‌فصل الدال:

- ‌فصل الذال:

- ‌فصل الراء:

- ‌فصل الزاي:

- ‌فصل السين:

- ‌فصل الشين:

- ‌فصل الصاد:

- ‌فصل الضاد:

- ‌فصل الطاء:

- ‌فصل الظاء:

- ‌فصل العين:

- ‌فصل الغين:

- ‌فصل الفاء:

- ‌فصل القاف:

- ‌فصل الكاف:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل الهاء:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب الثاء:

- ‌فصل الألف، وفصل الباء، وفصل الجيم

- ‌فصل الراء، وفصل الغين

- ‌فصل القاف:

- ‌فصل الكاف:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب الجيم:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل الثاء، وفصل الحاء

- ‌فصل الدال:

- ‌فصل الذال، وفصل الراء

- ‌فصل الزاي:

- ‌فصل السين:

- ‌فصل الشين، وفصل العين

- ‌فصل الفاء:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الهاء:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب الحاء:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل التاء، فصل الثاء:

- ‌فصل الجيم:

- ‌فصل الدال:

- ‌فصل الذال، فصل الراء:

- ‌فصل الزاي، فصل السين:

- ‌فصل الشين:

- ‌فصل الصاد، فصل الضاد:

- ‌فصل الطاء، فصل الظاء، فصل الفاء:

- ‌فصل القاف:

- ‌فصل الكاف:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب الخاء:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل التاء:

- ‌فصل الدال:

- ‌فصل الذال:

- ‌فصل الراء:

- ‌فصل الزاي:

- ‌فصل السين:

- ‌فصل الشين:

- ‌فصل الصاد:

- ‌فصل الضاد:

- ‌فصل الطاء:

- ‌فصل الفاء:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب الدال:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء، فصل الثاء، فصل الجيم، فصل الحاء، فصل الخاء

- ‌فصل الراء:

- ‌فصل السين:

- ‌فصل العين:

- ‌فصل الفاء:

- ‌فصل الكاف:

- ‌فصل اللام، فصل الميم، فصل النون، فصل الواو

- ‌فصل الهاء:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب الذال:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل الراء:

- ‌فصل القاف، فصل الكاف، فصل اللام، فصل الميم، فصل النون، فصل الهاء

- ‌فصل الواو:

- ‌باب الراء:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل التاء، فصل الثاء، فصل الجيم:

- ‌فصل الحاء، فصل الخاء، فصل الدال

- ‌فصل الزاي، فصل السين، فصل الشين:

- ‌فصل الصاد، فصل الضاد، فصل الطاء، فصل العين:

- ‌فصل الغين:

- ‌فصل الفاء:

- ‌فصل القاف:

- ‌فصل الكاف:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل الهاء:

- ‌فصل الواو:

- ‌باب الزاي

- ‌فصل الألف، فصل الباء، فصل الجيم، فصل الحاء، فصل الخاء، فصل الراء

- ‌فصل العين، فصل الفاء، فصل القاف، فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الهاء:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب السين:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل التاء:

- ‌فصل الجيم:

- ‌فصل الحاء:

- ‌فصل الخاء:

- ‌فصل الدال:

- ‌فصل الراء:

- ‌فصل الطاء

- ‌فصل الغين:

- ‌فصل الفاء:

- ‌فصل القاف:

- ‌فصل الكاف:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب السين

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل التاء، فصل الجيم، فصل الحاء، فصل الخاء، فصل الدال، فصل الراء:

- ‌فصل الطاء:

- ‌فصل العين:

- ‌فصل الفاء:

- ‌فصل القاف:

- ‌فصل الكاف:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل الهاء:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب الصاد:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل الحاء:

- ‌فصل الخاء:

- ‌فصل الدال:

- ‌فصل الراء:

- ‌فصل العين:

- ‌فصل الغين:

- ‌فصل الفاء:

- ‌فصل القاف:

- ‌فصل الكاف:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب الضاد:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل الحاء:

- ‌فصل الدال:

- ‌فصل الراء:

- ‌فصل العين:

- ‌فصل الغين:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل النون، فصل الواو، فصل الياء:

- ‌باب الطاء:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل الراء:

- ‌فصل العين:

- ‌فصل الغين:

- ‌فصل الفاء، فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل الهاء:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب الظاء:

- ‌فصل الألف، فصل الراء، فصل الفاء، فصل اللام:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الهاء:

- ‌باب العين:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل التاء:

- ‌فصل الثاء:

- ‌فصل الجيم:

- ‌فصل الدال:

- ‌فصل الذال:

- ‌فصل الراء:

- ‌فصل الزاي:

- ‌فصل السين:

- ‌فصل الشين:

- ‌فصل الصاد:

- ‌فصل الضاد:

- ‌فصل الطاء:

- ‌فصل الظاء:

- ‌فصل الفاء:

- ‌فصل القاف:

- ‌فصل الكاف:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الهاء:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب الغين:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل الدال

- ‌فصل الراء

- ‌فصل السين، فصل الشين، فصل الصاد، فصل الضاد، فصل الطاء، فصل الفاء

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب الفاء:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل التاء:

- ‌فصل الجيم:

- ‌فصل الحاء:

- ‌فصل الخاء:

- ‌فصل الدال:

- ‌فصل الراء:

- ‌فصل الزاي:

- ‌فصل السين:

- ‌فصل الشين:

- ‌فصل الصاد:

- ‌فصل الضاد:

- ‌فصل الطاء:

- ‌فصل الظاء:

- ‌فصل العين:

- ‌فصل القاف:

- ‌فصل الكاف:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الهاء:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب القاف:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل التاء:

- ‌فصل الحاء:

- ‌فصل الدال:

- ‌فصل الذال:

- ‌فصل الراء:

- ‌فصل السين:

- ‌فصل الصاد:

- ‌فصل الضاد:

- ‌فصل الطاء:

- ‌فصل العين:

- ‌فصل الفاء:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب الكاف:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل التاء:

- ‌فصل الدال، فصل الذال

- ‌فصل الراء:

- ‌فصل السين:

- ‌فصل الشين، فصل الظاء، فصل العين

- ‌فصل الفاء:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الهاء:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب اللام:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل الجيم، فصل الحاء، فصل الذال، فصل الزاي

- ‌فصل السين، فصل الطاء، فصل العين

- ‌فصل الغين:

- ‌فصل الفاء:

- ‌فصل القاف:

- ‌فصل الكاف:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الهاء، فصل الياء

- ‌باب الميم:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل التاء:

- ‌فصل الثاء:

- ‌فصل الجيم:

- ‌فصل الحاء:

- ‌فصل الخاء:

- ‌فصل الدال:

- ‌فصل الذال:

- ‌فصل الراء:

- ‌فصل الزاي، فصل السين:

- ‌فصل الشين:

- ‌فصل الصاد:

- ‌فصل الضاد:

- ‌فصل الطاء:

- ‌فصل الظاء، فصل العين

- ‌فصل الغين:

- ‌فصل الفاء:

- ‌فصل القاف:

- ‌فصل الكاف:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الهاء:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب النون:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل الجيم:

- ‌فصل الحاء:

- ‌فصل الدال:

- ‌فصل الذال:

- ‌فصل الزاي:

- ‌فصل السين:

- ‌فصل الشين، فصل الصاد:

- ‌فصل الضاد، فصل الطاء:

- ‌فصل الظاء:

- ‌فصل العين:

- ‌فصل الفاء:

- ‌فصل القاف:

- ‌فصل الكاف:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الهاء:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب الواو:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء، فصل التاء، فصل الثاء، فصل الجيم:

- ‌فصل الحاء:

- ‌فصل الخاء، فصل الدال

- ‌فصل الراء:

- ‌فصل الزاي، فصل السين، فصل الشين:

- ‌فصل الصاد:

- ‌فصل الضاد، فصل الطاء:

- ‌فصل العين، فصل الفاء:

- ‌فصل القاف:

- ‌فصل الكاف، فصل اللام:

- ‌فصل الهاء:

- ‌باب الهاء:

- ‌فصل الألف، فصل الباء، فصل الجيم:

- ‌فصل الدال، فصل الذال، فصل الراء، فصل الزاي، فصل الشين:

- ‌ فصل الضاد، فصل اللام، فصل الميم، فصل الواو:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب الياء:

- ‌فصل الألف، فصل الباء، فصل التاء، فصل الدال:

- ‌فصل الراء، فصل الزاي، فصل السين، فصل العين، فصل القاف:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل الواو:

- ‌كشاف عام:

الفصل: ‌ ‌المقدمات ‌ ‌مقدمة التحقيق … بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة التحقيق: الحمد لله الذي اصطفى آدم

‌المقدمات

‌مقدمة التحقيق

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة التحقيق:

الحمد لله الذي اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

وبعد،

ولد الإمام عبد الرءوف المناوي في القاهرة سنة 952هـ/ 1545م، وتربى ونشأ في عائلة كلها علم وصلاح وورع. ولقد احتفظ لنا ابنه تاج الدين محمد بنبذة عن تاريخ حياته تعطينا صورة حقيقية السيرة العطرة لهذا الإمام الجليل1.

يقول تاج الدين محمد بعد البسملة:

"الحمد لله الذي من على عبده عبد الرءوف. بالانقطاع والانجماع والعكوف، ومنحه من المواهب صنوف، ففاز بسعادة الدارين بالوقوف على غوامض أحكام الشريعة، فأبرز في كل فن منها تأليفا معروفا تلقاه بالقبول الصديق ومن بالحسد مشغوف. وبعد فهذه نبذة لخصتها من كتاب إعلام الحاضر والبادي بمقام والدي الشيخ عبد الرءوف المناوي الحدادي2، بأمر من لا يسعني مخالفته وبالواجب طاعته، بلغة الله المأمول وتوجه بتاج القبول، وأسأله ألا يخليني من دعواته في خلواته وجلواته فأقول: أما نسب سيدي ووالدي شيخ الإسلام، علامة الأنام، خاتمة المؤلفين والمحدثين، زين الملة والدين، الشيخ عبد الرءوف ابن المرحوم كنز الطالبين محمد زين العابدين ابن شيخ الإسلام والمسلمين قاضي القضاة شرف الدي يحيى المناوي3 ابن الشيخ سعد الدين ابن الولي الصالح قطب الدين4 ابن الولي العارف الورع الزاهد

1 انظر مخطوطة المكتبة الخالية في القدس، رقم 27 تراجم.

2 نسبة إلى حدادة، ضاحية من ضواحي تونس، انظر إسماعيل باشا البغدادي، إيضاح المكنون، 1/ 102.

3 السخاوي، الضوء اللامع 10/ 254، والسيوطي، حسن المحاضرة 2/ 987

4 البنهاوي، كرامات الأولياء، 2/ 237.

ص: 5

المكاشف شهاب اليدن أحمد الحدادي نسبة إلى قرية من أعمال تونس الغرب يقال لها حداده، انتقل منها إلى منية بني خصيب بالصعيد1، وكان ينعت بقدوة الزهاد كما ذكره جمع من المؤرخين الأمجاد، فأقام بها، وتسلك على يده سبعة عشر ألف مريد، وتزوج بها فرزق ولده قطب الدين، فنشأ بها على طريقة والده ثم أنجب ولده سعد الدين، فتحول إلى القاهرة واشتغل بعلم الظاهر، وولي القضاء، ثم أنجب ولده شيخ الإسلام يحيى المناوي المذكور، ولد صاحب الترجمة سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة، ونشأ في حجر والده الشيخ تاج العارفين وأخذ عنه علوم العربية، ثم تحول إلى المرحوم شيخ الإسلام شمس الدين محمد الرملي2 الأنصاري ولازمه ملازمة تامة، وأخذ عنه علوم الشريعة من تفسير وحديث وفقه، وعن المرحوم الشيخ نور الدين علي القدسي والشيخ شمس الدين محمد البكري الصديقي والشيخ نجم الدين الغيطي والشيخ حمدان والشيخ أبي النصر الطبلاوي، لكن جل اشتغاله كان على الشيخ محمد الرملي، فإنه كان عنده كولده لأن الشيخ الرملي كان زوجا لجدته المرحومة سيدة القضاة بنت المرحومة جانم بنت شيخ الإسلام إبراهيم بن أبي شريف3. ثم أخذ التصوف عن جمع، ولقنه الولي العارف الشيخ عبد الوهاب الشعراني الذكر، ثم أخذ طريقة الخلوتية عن الشيخ محمد التركي الخلوتي أخي الشيخ عبد الله المدفونين تجاه مدرسة ابن حجر، وأخلاه مرارا وأجازه بالتسليك، ثم عن الشيخ محرم الرومي، وأخذ طريق البيرمية عن الشيخ حسين المنتشوي وطرق الشاذلية عن الشيخ منصور الغيطي وطريق النقشبندية عن السيد مسعود الطشكدني وغيرهم، ولم يزل في تحصيل كمال كل مقام إلى أن أدركه الحمام صبيحة يوم الخميس الثالث والعشرين من شهر صفر سنة إحدى وثلاثين وألف وفيه قال الشيخ على العاملي4.

قد توفي شيخنا

عالم الإسلام كان

المناولي الولي

ذو التصانيف الحسان

1 ابن دقماق، الانتصار، 5/ 21، المقريزي، خطط، 1/ 205.

2 ابن العماد، شذرات الذهب 8/ 120، 121.

3 ابن العماد، شذرات الذهب 8/ 118-120.

4 قاضي محكمة باب الشعرية، خلاصة الأثر للمحبي، 2/ 195.

ص: 6

من حوى علة المعاني

والبديع والبيان

والأصول والفروع

والحديث بالعيان

كان قطبا عارفا

ماله في العصر ثان

قد قضى وقد مضى

راقيا أعلى الجنان

رحمة الباري على

روحه في كل آن

وعلى ذات له

ما أضاء النيران

مذ توفي أرخوا

مات شافعي الزمان

وأما تآليفه فمنها:

- شرح الفن الأول من كتاب النقاية1

- شرح في فني المنطق والكلام سماه إعلام الأعلام بأصول فني المنطق والكلام.

- وشرح النخبة2 شرحا كبيرا سماه نتيجة الفكر على نخبة ابن حجر وصغيرا في نحو كراسة.

- وشرح شرح النخبة وسماه اليواقيت والدرر بشرح شرح نخبة ابن حجر.

- وشرح الجامع الصغير3 شروحا ثلاثة، الكبير سماه، فيض القدير بشرح الجامع الصغير.

والوسط سماه: فتح الرءوف القدير بشرح الجامع الصغير.

والصغير سماه: التيسير بشرح الجامع الصغير.

- وكتاب في الحديث4 سماه: الجامع الأزهر من حديث النبي الأنور جمع فيه ثلاثين ألف حديث معقبا كل حديث ببيان رتبه وميز ما وقع فيه من الزيادات على الجامع الكبير لجلال السيوطي.

1 وكتاب النقاية هذا من تأليف الإمام جلال الدين السيوطي، حاجي خليفة، كشف الظنون 2/ 1970.

2 أي نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر لابن حجر، حاجي خليفة، المرجع السابق، 2/ 1936.

3 الجامع الصغير من حديث البشير النذير، للإمام السيوطي.

4 لابن حجر العسقلاني وهو ملخص ميزان الاعتدال للإمام الذهبي.

ص: 7

- وكتاب آخر في الأحاديث القصار سماه: المجموع الفائق من حديث خير الخلائق، رتبه على حروف المعجم، وعقب كل حديث ببيان رتبته.

- وكتاب آخر سماه: كنوز الحقائق في حديث خير الخلائق، جمع عشرة آلاف حديث في عشر كراريس، كل حديث في نصف سطر.

- وكتاب انتقاه من لسان الميزان1 مما بين فيه أنه موضوع أو منكر أو متروك.

- وشرح نبذة الشيخ أبي الحسن البكري في ليلة النصف من شعبان.

- وكتاب آخر في فضل ليلة النصف من شعبان سماه: التبيان في فضائل ليلة النصف من شعبان.

- وكتاب في الأحاديث الواردة في فضل تلاوة القرآن.

- ورسالة فيما ورد من الأحاديث في فضل قضاء حوائج الناس.

- وكتاب في ليلة القدر سماه: إسفار البدر عن ليلة القدر.

- وشرح الأربعين النووية.

- ورتب كتاب الشهاب للقضاعي2 وسماه: إسعاف الطلاب بترتيب الشهاب، وشرحه شرحين، صغيرا، وكبيرا سماه: فتح الرءوف الوهاب بشرح ترتيب الشهاب.

وشرح متن الشهاب وسماه: رفع النقاب عن كتاب الشهاب.

- وكتاب في الأحاديث القدسية سماه: الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية.

- وكتاب في المعراج سماه: نخبة الابتهاج بفوائد الإسراء والمعراج وآخر أوسع منه، بالتماس الفقير سماه: إتحاف التاج بفوائد الإسراء والمعراج.

- وشرح الباب الأول من كتاب الشفا3

1 لابن حجر العسقلاني وهو ملخص ميزان الاعتدال للإمام الذهبي.

2 شهاب الأخبار في الأحكام والأمثال والآداب للقضاعي، أبو عبد الله محمد المتوفى سنة 454.

3 للقاضي أبي الفضل عياش المتوفى سنة 454هـ.

ص: 8

- وشرح الشمائل للترمذي شرحين أحدهما مزج والآخر قولات.

- وشرح ألفية السيرة لجدنا الولي العراقي شرحين أحدهما مزج سماه: الفتوحات السبحانية بشرح نظم الدرر السنية في السيرة الزكية، والآخر قولات.

- وشرح الخصائص الصغرى1 شرحين، صغيرا سماه: فتح الرءوف المجيب بشرح خصائص الحبيب، وكبيرا سماه: توضيح فتح الرءوف المجيب.

- واختصر شمائل الترمذي وزاد عليه أكثر من النصف وسماه: الروض الباسم في شمائل المصطفى أبي القاسم.

- وخرج أحاديث القاضي البيضاوي.

- وكتاب في الأدعية سماه: الأدعية المأثورة بالأحاديث المشهورة.

- وآخر سماه: المطالب العلية في الأدعية الزهية.

- وكتاب في أوراد العبادة سماه: مفتاح السعادة بمأثور أذكار العبادة.

- وكتاب في الأوراد سماه: كنز الطالبين لأوراد الأولياء والمساكين.

- وكتاب في أذكار المناسك سماه: إتحاف الناسك بأذكار السفر والمناسك.

- وكتاب في اصطلاح الحديث سماه: بغية الطالبين لمعرفة اصطلاح المحدثين.

- وشرح الورقات للإمام الحرمين ونظمها لشيخ الإسلام ابن أبي الشريف شرحين مزج وقولات.

- وكتاب في الأوقاف سماه: تيسير الوقوف على غوامض أحكام الموقوف.

- وشرح زيد ابن أرسلان سماه: فتح الرءوف الصمد في شرح صفوة الزبد2.

- وشرح كتاب لشيخ الإسلام زكريا3 سماه: إحسان التقرير بشرح التحرير.

1 للإمام جلال الدين السيوطي.

2 السخاوي، الضوء اللامع، 1 /282.

3 الشيخ زكريا الأنصاري المتوفى سنة 926هـ.

ص: 9

- وشرح كتاب عماد الرضا وسماه: فتح الرءوف القادر.

- وشرح العباب1 للعجز وسماه: إسعاف الطلاب بشرح العباب، انتهى فيه إلى كتاب النكاح.

- وشرح المنهج، انتهى فيه إلى كتاب الضمان.

- وشرح هداية الطالب للشيخ أبي الحسن البكري وسماه: عين الراغب بشرح هداية الطالب.

- وكتاب في الألغاز والحيل وسماه: بلوغ الأمل في الألغاز والحيل.

- وكتاب في الفرائض سماه: النبذة السنية في علم المواريث الفرضية.

- وكتاب في الفقه طرزه بمسائل اختلف فيها الشافعي وأبو حنيفة رضي الله عنهما.

- ورسالة في أحكام المساجد سماه: تهذب التسهيل.

- وكتاب في مناسك الحج على المذاهب الأربعة سماه: إتحاف الناسك بأحكام المناسك.

- وشرح البهجة الوردية2 وسماه: الفتح السماوي بشرح بهجة الحاوي3 كتب منه نحو النصف ثم اختصره في نحو ثلث حجمه.

- ورتب فتاوى جده شيخ الإسلام يحيى المناوي وسماه: نزهة الحاوي بفتاوى الشرف المناوي.

- وفتاوى السيد السمهوري وسماه: الروضة الزهية بالفتاوى السمهورية.

- وجمع فتاوى أهل القرن التاسع: الجلال البكري والكمال ابن أبي شريف وأخيه البرهان وشيخ الإسلام زكريا، ورتب ذلك على أبواب الفقه وسماه: مجمع الفوائد بفتاوى الأئمة الأماجد.

1 كتاب العباب للباعوني في الفقه الشافعي، حاجي خليفة، المرجع السابق، 2/ 422.

2 حاجي خليفة، المرجع السابق، 1/ 259.

3 حاجي خليفة، المرجع السابق 12/ 627.

ص: 10

- ورسالة في الدراهم والدنانير في كتاب الأوقاف.

- ورسالة البسملة والحمد لله.

- وانتقى كتابا من الأنوار سماه: الأزهار في مسائل الأنوار.

- ورسالة في أحكام الحمام سماها: النزهة الزهية في أحكام الحمام الطبية والشرعية1.

- وشرح الشمعة المضية في علم العربية لجلال السيوطي وسماه: المحاضر الوضية على الشمعة المضية.

- وشرح الأجرومية وسماه: مدخل المبتدي بنحو المنتهي.

- وكتاب جمع فيه عشرة علوم: علم المنطق، فأصول الدين، فأصول الفقه فالفرائض، فالنحو، فالتشريح، فالطب، فالهيئة، فأحكام النجوم، فالتصوف، وسماه: إتحاف المهرة بالعلوم العشرة.

- وكتاب في فضل العلم وأهله.

- وشرح القاموس2، انتهى فيه إلى حرف الذال وسماه: إيناس النفوس بشرح القاموس.

- وكتاب زيادات على القاموس، وصل فيه إلى حرف الذال أيضا.

- واختصر الأساس للزمخشري ورتبه كالقاموس وسماه: أحكام الأساس.

- وكتاب الأمثال سماه: عماد البلاغة في أمثلة أولي البراعة.

- وكتاب في أسماء البلدان.

- وكتاب في التعاريف سماه: التوقيف على مهمات التعاريف2.

- وكتاب في أسماء الحيوان سماه: قرة عين الإنسان بذكر أسماء الحيوان.

1 صدر في القاهرة بتحقيقنا، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، 1987.

2 القاموس المحيط للفيروزبادي.

3 هو الكتاب بين أيدينا.

ص: 11

- وكتاب في المواليد الثلاث سماه: غاية الإرشاد إلى معرفة أحكام الحيوان والنبات والجماد.

- وكتاب في التفضيل بين الملك والإنسان.

- وكتاب الأنبياء سماه: فردوس الجنان في مناقب الأنبياء المذكورين في القرآن.

- وطبقات كبرى أسماها: الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية، وصغرى سماها: إرغام أولياء الشيطان بذكر أولياء الرحمن.

- وكتاب الصفوة بمناقب بيت آل النبوة.

- وأفراد السيدة فاطمة بترجمة.

- وكذا الإمام الشافعي.

- والشيخ علي الخواص شيخ الشيخ عبد الوهاب الشعراوي.

- وشرح منازل السائرين1.

- وحكم ابن عطاء الله السكندري وسماه: الدرر الجوهرية في شرح الحكم العطائية، وشرح ترتيبها للشيخ علي المتقي وسماه: فتح الحكيم الحكم بشرح ترتيب الحكم.

- وشرح المواقف النفرية وسماه: تنبيه الواقف في حل ألفاظ المواقف.

- وشرح رسالة الشيخ ابن علوان في التصوف وسماه: الجوهرية الفاخرة في بيان أصل الطريق إلى معرفة الدنيا والآخرة.

- وشرح رسالة ابن سينا في التصوف.

- والقصيدة العينية نظم ابن سينا في الروح.

- ورسالة سماها: منحة الطالبين لمعرفة أسرار الطواعين.

- ورسالة في التشريح والروح وما به صلاح الإنسان وفساده.

1 للشيخ عبد الله إسماعيل الهروي المتوفى سنة 481هـ، حاجي خليفة، المرجع السابق، 2/ 1828.

ص: 12

- ورسالة سماها: البرهان في دلائل خلق الإنسان.

- وشرح ألفية ابن الوردي في المنامات.

- وشرح منظومة ابن العماد1 في آداب الأكل وسماها: فتح الرءوف الجواد بشرح منظومة ابن العماد.

- وكتاب في الآداب سماه: تذكرة أولي الألباب بمعرفة الآداب.

- وآخر في آداب الملوك وسماه: الجواهر المضية في الآداب السلطانية.

- ورسالة في الطب سماها: بلغة المحتاج إلى أصول الطب والعلاج.

- وكتاب في ذم البخل ومدح الجود سماه: الدر المنضود.

- وكتاب تاريخ الخلفاء.

هذا ما كمل، وما لم يكمل فتفسير انتهى فيه إلى معظم البقرة وحاشية على تفسير المفتي، وشرح على شرح العقائد للسعد التفتازاني سماه: غاية الأماني بشرح شرح عقائد التفتازاني. وشرح نظم العقائد لابن أبي شريف واختصر التمهيد للإسنوي. وشرح زوائد الجامع الصغير وسماه: مفتاح السعادة بشرح الزيادة. واختصر كتاب عباد الرضا في أدب القضاء. وأيضا كتاب العباب، كتب حاشية على العباب، وحاشية على شرح المنهج، وحاشية على شرح المنهاج للجلال المحلي. وشرح هدية الناصح للشيخ أحمد الزاهد2 وشرح تصحيح المنهاج الصغير للقاضي عجلون، وشرح مختصر الإمام المزني. واختصر الجزء الأول من المصباح في علم المفتاح للجلدكي، وشرح التحفة في الفرائض وتذكرة عظيمة ينبغي أن يفرد كل منها بالتأليف. وله مؤلفات آخر شرع فيها ثم تركها "......" في أجله لأكملها. والله أسأل أن ينفع بها ويرحم مؤلفها بالدرجات العلى في الجنان بجاه سيدي ولد عدنان3.

1 ابن العماد الأفقهسي.

2 انظر السخاوي، الضوء اللامع، 2/ 111.

3 انظر مقالي في مجلة ORIENTE MODERNA، العدد 7 - 112 "يولية - ديسمبر 1984"، الصفحات من 203 إلى 214.

ص: 13

وقد ترجم له أيضا المحبي1 ترجمة لا تخرج عما جاء في الترجمة السابقة.

كما ترجم المؤلفون المعاصرون من أمثال سركيس في معجم المطبوعات وجورج زيدان في تاريخه لآداب اللغة العربية، وكحاله في معجمة للمؤلفين والزركلي في أعلامه وغيرهم2.

المناوي العالم الموسوعي:

لقد ألف الإمام المناوي في كل علم وفن وضرب بسهم وفير في كل ميادين المعرفة الإسلامية، وقد جمع فأوعى، ولم يترك شاردة ولا واردة إلا أخذ منها بنصيب وافر، فخلف لنا مؤلفات جليلة في الفقه والشريعة والأحاديث والتصوف، بل وفي الطب والحيوان والنبات، وترك لنا عدة شروح تهافتت عليها الناس في زمانه3، وما زالت إلى يومنا هذا زادا وزوادا لكل الباحثين والدارسين. وقد جرت عليه هذه الشهرة وهذا الصيت الكثير من الحسد والغيرة وخاصة من أقرانة الذين لم يتورعوا عن دس السم له في الطعام4، مما أثر في صحته وشل أطرافه، ولكنه استمر حتى آخر يوم في حياته يؤلف ويملي تآليفه على تلاميذه وعلى ابنه تاج الدين محمد. وقد وصل الحقد بالبعض إلى درجة إفراد المؤلفات للرد عليه، وهو ما حدث للشيخ أبي بكر بن إسماعيل الشنواني "المتوفى سنة 1019هـ/ 1610م"5 الذي ألف كتابه "الشهاب الهاوي على عبد الوهاب الغاوي المناوي" يرد فيه على ما أورده المناوي من اعتراض على كلام شيخه الشهاب أحمد بن قاسم العبادي "المتوفى سنة 994هـ"6، فيما ذكره في تعريف الصحابي.

1 انظر خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر، ج2، ص413-418.

2 انظر مقالي في دائرة المعارف الإسلامية، الطبعة الثانية، مادة المناوي.

3 انظر عبد الغني النابلسي، الحقيقة والمجاز، القاهرة 1986، ص218، 219.

4 المحبي، المرجع السابق.

5 ابن العماد، الشذرات 8/ 434، ويبدو أن العلماء في مصر في تلك العصور كانوا يتحاسدون ويتباغضون، وأن هذا كان أمرا شائعا في تلك الحقبة، انظر ما جاء في الشعراني، لواقح الأنوار، ص484.

6 انظر مخطوطة باتنا، رقم 1236، وحاجي خليفة، كشف الظنون 2/ 1068. وقد تفضلت مكتبة خوادا بخش في باتنا بموافاتي بصورة من هذه المخطوطة على سبيل الهدية. فلها منى خالص الشكر.

ص: 14

وأربت مؤلفات وشروح المناوي على المائة، وأشهرها "الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية"1 أو طبقات المناوي الكبرى. ومنها كتاب في أحكام دخول الحمام من الناحية الشرعية والطبية سماه:"النزهة الزهية في أحكام الحمام الشرعية والطبية"2.

كما صدر له "كنوز الحقائق في حديث خير الخلائق"3، و"الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية"4، وغيرها.

أما كتاب التوقيف على مهمات التعاريف الذي نحن بصدده فهو كتاب جليل في تعاريف الألفاظ المتداولة في العلوم الإسلامية، جمع فيه قرابة ثلاثة آلاف تعريف من التعاريف المهمة التي تمس الحاجة إليها لكل دارس أو قارئ، انتقاها من عيون الكتب وزاد عليها ورتبها منظمة على حروف المعجم لتسهيل عملية الرجوع إليها. وهو من أهم معاجم التعاريف والمصطلحات الفكرية التي صدرت باللغة العربية، والتي تناولت الألفاظ المصطلح عليها بين الفقهاء والفرضيين والمحدثين والمتكلمين والنحاة والصرفيين والمفسرين والمعتزلة والصوفية وغيرهم.

والتوقيف من وقف توقيفا أي إيقاف المرء على بيان الشيء وإطلاعه عليه.

والمهمات جمع مهمة الأمور الشديدة التي تسترعي الاهتمام.

قال ابن منظور5: التوقيف من وقف أي بين، تقول: وقف الحديث بينه وأوضحه، ووقفت الحديث توقيفا وبينته تبيينا، وهما واحد.

ويقال: وقفته على الكلمة توقيفا، أي أطلعته عليها وبينتها له. وكان ابن فارس6 يرى أن لغة العرب توقيف لا اصطلاح؛ لأن الله عز وجل وقف آدم عليه السلام على ما شاء أن يعلمه إياه مما احتاج إلى علمه في زمانه وانتشر من ذلك ما شاء الله،

1طبعت منه عدة أجزاء في القاهرة.

2 صدر في القاهرة بتحقيقي عن الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، 1987.

3 انظر سركيس، معجم المطبوعات العربية والمعربة 2/ 1799.

4 طبع في القاهرة سنة 1972.

5 لسان العرب، مادة وقف، 6/ 4899.

6 أبو الحسين أحمد بن فارس اللغوي، كان إماما في علوم شتى وخاصة اللغة، وهو صاحب "مقاييس اللغة" توفي سنة 395هـ

ص: 15

ثم علم بعد آدم من عرب الأنبياء صلوات الله عليهم نبيا نبيا ما شاء أن يعلمه حتى انتهى الأمر إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا التوقيف هو عند ابن فارس منشأ اللغات.

هذا وقد اشتهر الكتاب أيضا باسم "توقيف المناوي"1 وكذلك باسم "كتاب التعاريف"2.

منهجه في التوقيف:

نبع منهج المناوي في وضع هذا الكتاب من اشتغاله باللغة واهتمامه بالقواميس فقد كتب شرحا لقاموس الفيروزآبادي وصل فيه إلى حرف الذال وسماه "إيناس النفوس بشرح القاموس"3 وكتب عليه زيادات واستدراكات. كما أنه اختصر "الأساس للزمخشري، ورتبه كالقاموس وسماه: "أحكام الأساس". وله أيضا "القول المأنوس"4 رد فيه على بعض ما جاء في صحاح الجوهري، كما نبع أيضا من منطلق أن اللغات العربية هي أشرف اللغات وأنها غنية بالمفردات اللغوية ولا تضاهيها في هذا المضمار لغة أخرى، وأن معانيها قد تشق على كل عربي فصيح.

وقد أشار إلى ذلك في مقدمته وذكر أنه "وقف على كتاب لبعض المتقدمين ملقب "بالذريعة إلى معرفة ما أصلت عليه الشريعة" ذكر فيه تعريف الألفاظ المتداولة على ألسنة جملة الشريعة المحتاج إليها في العلوم الشرعية الثلاثة، ولا يستغني مفسر ولا محدث ولا فقيه عن معرفتها، ورأيت المولى العديم المثال الجرجاني قد انتقى من ذلك الكتاب تعريفات واصطلاحات ولم يستوعبه لكن زاد من غيره قليلا، وألفيت الإمام الراغب ألف كتابا في تحقيق مفردات ألفاظ القرآن أتى فيه بما يدهش الناظر، ويذهل الماهر، وذكر أن ذلك نافع في كل علم من علوم الشرع، فجمعت زبد هذه الكتب الثلاثة ووشحتها بفوائد استخرجتها من بطون الدفاتر المعتبرة، وطرزتها بفرائد اقتنصتها من قاموس

1 انظر مخطوطة باريس رقم 4262، الورقة 4 أ.

2 انظر حرد مخطوطة التيمورية، حيث جاء فيه "تم كتاب التعاريف بحمد الله وعونه وحسن توفيقه".

3 انظر ما جاء في حاجي خليفة، كشف الظنون، 2/ 1309 عن هذا الشرح بالتفصيل.

4 انظر حاجي خليفة، كشف الظنون، ج2/ 1364.

ص: 16

كتب غير مشتهرة لا يطلع عليها كل وافد، ولا يسرح في روض رياضها إلا الواحد بعد الواحد، وجلت شرعة الله أن تكون منهلا لكل وارد. والقرائح مراتب والفضائل مواهب، والعلم عباب زاخر، وكم يترك الأول للآخر، ولم أتعرض إلا لما تمس الحاجة إليه ويتوقف فهم أسرار الشريعة عليه، وتركت ما لا نحتاج إليه فيها إلا نادرا. وإن كان بديعا فاخرا1.

قد كتب الإمام المناوي في جميع مناحي الفكر والمعرفة سواء في المباحث الشرعية أو في العلوم الطبية أو الإلهية، وكان حجة في كل ما كتب أو أملى. وتعد مؤلفاته دائرة معارف عامة للحياة العربية، لو صح هذا التعبير، فهي تجمع بين كل النواحي العقلية والاجتماعية والأخلاقية والفنية والعلمية. وهو في كل تآليفه إنما تحرى الصحيح وقصده.

ومن هنا جاء اهتمامه وعنايته بالمفردات كأداة دقيقة للتعبير عما يكتب، فالمفردات لديه تعطي لكل كلمة معنى خاصا أو صورة خاصة، أو تشير إلى مسمى خاص لا تحيد عنه. وكل كلمة من كلمات اللغة يقابلها لديه فكرة من الأفكار أو عاطفة من العواطف. ومن هنا جاءت دقته الشديدة في تحري الصواب وتلمس معاني الكلمات في مظانها المختلفة واستقصاء أصولها واستيعاب شواهدها وضبط كلماتها وموازينها، وبيان الفروق اللغوية بين مترادفاتها، وتحقيق المعرب والدخيل والأعجمي والأصيل، استنادا إلى الكتب والمعاجم اللغوية التي وضعها من سبقوه من العلماء والنحاة. فحشد ما وقع تحت يديه من معلومات قيمة لا تتأتى لكل إنسان، فترك لنا ثروة لغوية جديرة بأن تخرج إلى النور في أيامنا هذه التي نحتاج فيها إلى لغتنا لكي نجاري مقتضيات العصر الذي حققت فيه العلوم تقدما هائلا ومذهلا.

وقد اختط لنفسه في ذلك طريقا التزم فيه بضبط الحركات، تجنبا للتصحيف، فضبط المادة بالعبارة كأن يقول: القدر محركا، أو بالتحريك، وهكذا.

ورتب توقيفه على أبواب بعدد حروف الهجاء مع مراعاة الحرف الثاني الذي رتبه على حروف الهجاء أيضا، فجاء في ثمانية وعشرين بابا، كل باب منها يضم سبعة

1 انظر مقدمته الكتاب ص33.

ص: 17

وعشرين فصلا، وهو عدد الحروف التي تتركب منها الكلمات بعد سقوط الحرف نفسه في التركيب مع نفسه، فالألف مثلا تأتي مع كل الحروف إلا مع نفسها. كما قسم منطوق التعريف لغة وعرفا واصطلاحا، وعزاه إلى أهله كأهل الميزان -وهم أهل الشريعة- أو أهل الحقيقة أو القوم وهم الصوفية، أو الأصوليين أو الأطباء طبقا لمقتضى الحال.

مراجع الإمام المناوي:

ذكر الإمام في مقدمته أنه جمع زبد كتب ثلاثة وقف عليها لبعض المتقدمين عليه، وزودها بفوائد استخرجها من بطون الدفاتر المعتبرة ومن قواميس كتب غير مشتهرة، غير أنه اعتمد أساسا على مراجع أربعة هامة هي:

- الذريعة إلى معرفة ما أصلت عليه الشريعة1.

- كتاب التعريفات للشريف الجرجاني2 "816هـ".

- المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني3 "502هـ".

- المصباح المنير للفيومي4 "770هـ".

وإلى جانب هذه المراجع المهمة، اقتبس الإمام المناوي من عدد آخر من العلماء والمؤلفين، وكانت أمانته العلمية التي اتصف بها في جميع أعماله، هي التي حفظت لنا أسماء هذه المراجع وأصحابها5، بل وبعض متونها المفقودة.

ويعتبر هذا الكتاب بحق موسوعة لتعاريف العلوم الإسلامية، فهو لم يقتصر فيه على ذكر أنواع التعاريف في مجالات الشريعة والفقه والتفسير والتصوف، بل زاد عليها

1 المتداول بين أيدينا كتاب الإمام الراغب الأصفهاني هو "الذريعة إلى مكارم الشريعة". ولم أهتد إلى الكتاب الذي ذكره الإمام المناوي، ولعله مخطوطة لم تصل إلينا لأبي البقاء العكبري أو غيره.

2 نشره فلوجل في ليبزج، سنة 1840م.

3 صدر في القاهرة سنة 1961 تحقيق وضبط محمد سيد كيلاني وصدرت طبعة جديدة منه في 1971، أشرف عليها وقدم لها الدكتور محمد أحمد خلف الله.

4 للعلامة أحمد بن محمد بن علي المقري الفيومي، نسبة إلى فيوم العراق.

5 كالإمام الحرالي وأحمد بن كمال باشا، على سبيل المثال لا الحصر.

ص: 18

كل التعاريف الخاصة بعلوم الطب والجغرافيا والحيوان والنبات والفلك، والمكاييل والموازين والفرق الإسلامية، وغيرها من التعاريف التي لا غنى عنها لكل باحث ودارس للإسلام في مشارق الأرض ومغاربها.

فالواقع أنه لا غنى لنا لتحديد المعاني الكلية وما تنطوي عليها من قدر مشترك، عن الرجوع قبل كل شيء إلى معاجم اللغة العربية لنستأنس بما دونه اللغويون فيها من وجوه الاستعمال لهذه المعاني. وكثيرا ما لا نجد ضالتنا المنشودة في هذه المعاجم لصعوبتها، فجاء هذا "التوقيف" ليستنبط المعاني المحددة من ثنايا تعريفاتها. فهذا معجم لتحديد المعاني والألفاظ، ومن هنا كان فريدا في نوعه.

مخطوطات التحقيق:

وقد اعتمدت في تحقيقي لهذا الكتاب على المخطوطات التالية:

1-

مخطوطة برلين ورقمها. MS. ON. OCT. 1990، وهي كاملة وبخط الرقعة الواضح وتحتوي على 120 ورقة "240 صفحة" ومسطرتها 25 سطرا. وقد جاءت دون حرد أو ذكر لكاتبها، وأرجح أنه بخط المؤلف1. انظر اللوحة "1".

2-

مخطوطة دار الكتب المصرية رقم 9784، وهي مكتوبة بخط النسخ الواضح، وهي كاملة وبها 171 ورقة، وكتبت في يوم الأحد 16 جمادى الأولى 1085هـ "بعد خمسين سنة فقط من وفاة المؤلف" بيد محمد القصيري. وقوبلت هذه النسخة في شهر ذي القعدة 1184هـ، ومسطرتها 23 سطرا. انظر اللوحة "2".

3 مخطوطة المكتبة التيمورية رقم 113، وهي بخط النسخ وعدد أوراقها 244،

1 جاء في الهامش في آخر النسخة بخط الثلث الجميل "مات المؤلف سنة اثنتين وعشرين وألف، ذكره ابنه في طبقات الأولياء المسماة بالإرغام، لهما الله تعالى". وفي هذا خلط، فهذا الكتاب للإمام عبد الرءوف المناوي نفسه الذي توفي 1031هـ، أما التاريخ المذكور فهو تاريخ وفاة ابنه زين العابدين انظر المحبي، خلاصة الأثر 2/ 151.

ص: 19

ومسطرتها 25 سطرا، وهي بدون حرد، وأرجح أن تكون قد كتبت في عهد المؤلف. انظر اللوحة "3".

4-

مخطوطة المكتبة الأهلية بباريس رقم 4262، وعدد أوراقها 190 ورقة، ومسطرتها 19 سطرا، وهي مكتوبة بخط الثلث، كتبها علي بن سيد حسين الشهير بكونه مفتي زاده القيصري في 25 ذي القعدة 1123هـ، وهي كثيرة السقط والخطأ. انظر اللوحة "4".

وقد انتهجت في تحقيق هذا السفر الجليل نهجا يقوم على وضع نص تام وسليم لكل تعريف من واقع هذه المخطوطات الأربع التي اعتبرتها كلها أساسا في تحقيق الكتاب، وقد أخذت على عاتقي توثيق النصوص نصا نصا وتمحيصها ومقابلتها بأصولها المطبوعة لتخرج في ثوبها الأصلي، ولم أشأ أن أورد مختلف القراءات أو الأخطاء في الهوامش حتى لا أثقل الكتاب بالحواشي التي أفردتها للتحقيق العلمي لكل تعريف.

ثم إنني نسقت أبواب هذا الكتاب، ورتبت كل تعريف بدءا بسطر جديد وبعد ترقيمه، وقسمت كل تعريف إلى جمل وفقرات. والكتاب مزود بكشاف عام ليكون سهل المنال لكل من يطلبه، وميسرا لكل من يروم الرجوع إليه.

والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم بما بذلته من جهد في إخراج هذا المرجع الفريد غير أن العصمة لغير الأنبياء متعذرة، والغفلة على البشر شاملة، والإنسان بطبعه خليق بوقوع الخطأ منه، وغفر الله لمن وجد الزلل فأصلحه، أو الخطأ فتداركه.

والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب، وإنما الأعمال بالنيات.

دكتور: عبد الحميد صالح حمدان

ص: 20