المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌المقدمات ‌ ‌مقدمة التحقيق … بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة التحقيق: الحمد لله الذي اصطفى آدم - التوقيف على مهمات التعاريف

[عبد الرؤوف المناوي]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمات

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌نماذج المخطوطات

- ‌مقدمة المؤلف

- ‌باب الألف:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل التاء:

- ‌فصل الثاء:

- ‌فصل الجيم:

- ‌فصل الحاء:

- ‌فصل الخاء:

- ‌فصل الدال:

- ‌فصل الذال:

- ‌فصل الزاي:

- ‌فصل السين:

- ‌فصل الشين:

- ‌فصل الصاد

- ‌فصل الضاد:

- ‌فصل الطاء:

- ‌فصل العين:

- ‌فصل الغين:

- ‌فصل الفاء:

- ‌فصل القاف:

- ‌فصل الكاف:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الهاء:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب الباء:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل التاء:

- ‌فصل الثاء:

- ‌فصل الجيم:

- ‌فصل الحاء:

- ‌فصل الخاء:

- ‌فصل الدال:

- ‌فصل الذال:

- ‌فصل الراء:

- ‌فصل الزاي:

- ‌فصل السين:

- ‌فصل الشين:

- ‌فصل الصاد:

- ‌فصل الضاد:

- ‌فصل الطاء:

- ‌فصل الظاء:

- ‌فصل العين:

- ‌فصل الغين:

- ‌فصل القاف:

- ‌فصل الكاف:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الهاء:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب التاء:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل التاء:

- ‌فصل الثاء:

- ‌فصل الجيم:

- ‌فصل الحاء:

- ‌فصل الخاء:

- ‌فصل الدال:

- ‌فصل الذال:

- ‌فصل الراء:

- ‌فصل الزاي:

- ‌فصل السين:

- ‌فصل الشين:

- ‌فصل الصاد:

- ‌فصل الضاد:

- ‌فصل الطاء:

- ‌فصل الظاء:

- ‌فصل العين:

- ‌فصل الغين:

- ‌فصل الفاء:

- ‌فصل القاف:

- ‌فصل الكاف:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل الهاء:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب الثاء:

- ‌فصل الألف، وفصل الباء، وفصل الجيم

- ‌فصل الراء، وفصل الغين

- ‌فصل القاف:

- ‌فصل الكاف:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب الجيم:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل الثاء، وفصل الحاء

- ‌فصل الدال:

- ‌فصل الذال، وفصل الراء

- ‌فصل الزاي:

- ‌فصل السين:

- ‌فصل الشين، وفصل العين

- ‌فصل الفاء:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الهاء:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب الحاء:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل التاء، فصل الثاء:

- ‌فصل الجيم:

- ‌فصل الدال:

- ‌فصل الذال، فصل الراء:

- ‌فصل الزاي، فصل السين:

- ‌فصل الشين:

- ‌فصل الصاد، فصل الضاد:

- ‌فصل الطاء، فصل الظاء، فصل الفاء:

- ‌فصل القاف:

- ‌فصل الكاف:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب الخاء:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل التاء:

- ‌فصل الدال:

- ‌فصل الذال:

- ‌فصل الراء:

- ‌فصل الزاي:

- ‌فصل السين:

- ‌فصل الشين:

- ‌فصل الصاد:

- ‌فصل الضاد:

- ‌فصل الطاء:

- ‌فصل الفاء:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب الدال:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء، فصل الثاء، فصل الجيم، فصل الحاء، فصل الخاء

- ‌فصل الراء:

- ‌فصل السين:

- ‌فصل العين:

- ‌فصل الفاء:

- ‌فصل الكاف:

- ‌فصل اللام، فصل الميم، فصل النون، فصل الواو

- ‌فصل الهاء:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب الذال:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل الراء:

- ‌فصل القاف، فصل الكاف، فصل اللام، فصل الميم، فصل النون، فصل الهاء

- ‌فصل الواو:

- ‌باب الراء:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل التاء، فصل الثاء، فصل الجيم:

- ‌فصل الحاء، فصل الخاء، فصل الدال

- ‌فصل الزاي، فصل السين، فصل الشين:

- ‌فصل الصاد، فصل الضاد، فصل الطاء، فصل العين:

- ‌فصل الغين:

- ‌فصل الفاء:

- ‌فصل القاف:

- ‌فصل الكاف:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل الهاء:

- ‌فصل الواو:

- ‌باب الزاي

- ‌فصل الألف، فصل الباء، فصل الجيم، فصل الحاء، فصل الخاء، فصل الراء

- ‌فصل العين، فصل الفاء، فصل القاف، فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الهاء:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب السين:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل التاء:

- ‌فصل الجيم:

- ‌فصل الحاء:

- ‌فصل الخاء:

- ‌فصل الدال:

- ‌فصل الراء:

- ‌فصل الطاء

- ‌فصل الغين:

- ‌فصل الفاء:

- ‌فصل القاف:

- ‌فصل الكاف:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الهاء

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب السين

- ‌فصل الألف

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل التاء، فصل الجيم، فصل الحاء، فصل الخاء، فصل الدال، فصل الراء:

- ‌فصل الطاء:

- ‌فصل العين:

- ‌فصل الفاء:

- ‌فصل القاف:

- ‌فصل الكاف:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل الهاء:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب الصاد:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل الحاء:

- ‌فصل الخاء:

- ‌فصل الدال:

- ‌فصل الراء:

- ‌فصل العين:

- ‌فصل الغين:

- ‌فصل الفاء:

- ‌فصل القاف:

- ‌فصل الكاف:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب الضاد:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل الحاء:

- ‌فصل الدال:

- ‌فصل الراء:

- ‌فصل العين:

- ‌فصل الغين:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل النون، فصل الواو، فصل الياء:

- ‌باب الطاء:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل الراء:

- ‌فصل العين:

- ‌فصل الغين:

- ‌فصل الفاء، فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل الهاء:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب الظاء:

- ‌فصل الألف، فصل الراء، فصل الفاء، فصل اللام:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الهاء:

- ‌باب العين:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل التاء:

- ‌فصل الثاء:

- ‌فصل الجيم:

- ‌فصل الدال:

- ‌فصل الذال:

- ‌فصل الراء:

- ‌فصل الزاي:

- ‌فصل السين:

- ‌فصل الشين:

- ‌فصل الصاد:

- ‌فصل الضاد:

- ‌فصل الطاء:

- ‌فصل الظاء:

- ‌فصل الفاء:

- ‌فصل القاف:

- ‌فصل الكاف:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الهاء:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب الغين:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل الدال

- ‌فصل الراء

- ‌فصل السين، فصل الشين، فصل الصاد، فصل الضاد، فصل الطاء، فصل الفاء

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب الفاء:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل التاء:

- ‌فصل الجيم:

- ‌فصل الحاء:

- ‌فصل الخاء:

- ‌فصل الدال:

- ‌فصل الراء:

- ‌فصل الزاي:

- ‌فصل السين:

- ‌فصل الشين:

- ‌فصل الصاد:

- ‌فصل الضاد:

- ‌فصل الطاء:

- ‌فصل الظاء:

- ‌فصل العين:

- ‌فصل القاف:

- ‌فصل الكاف:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الهاء:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب القاف:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل التاء:

- ‌فصل الحاء:

- ‌فصل الدال:

- ‌فصل الذال:

- ‌فصل الراء:

- ‌فصل السين:

- ‌فصل الصاد:

- ‌فصل الضاد:

- ‌فصل الطاء:

- ‌فصل العين:

- ‌فصل الفاء:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب الكاف:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل التاء:

- ‌فصل الدال، فصل الذال

- ‌فصل الراء:

- ‌فصل السين:

- ‌فصل الشين، فصل الظاء، فصل العين

- ‌فصل الفاء:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الهاء:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب اللام:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل الجيم، فصل الحاء، فصل الذال، فصل الزاي

- ‌فصل السين، فصل الطاء، فصل العين

- ‌فصل الغين:

- ‌فصل الفاء:

- ‌فصل القاف:

- ‌فصل الكاف:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الهاء، فصل الياء

- ‌باب الميم:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل التاء:

- ‌فصل الثاء:

- ‌فصل الجيم:

- ‌فصل الحاء:

- ‌فصل الخاء:

- ‌فصل الدال:

- ‌فصل الذال:

- ‌فصل الراء:

- ‌فصل الزاي، فصل السين:

- ‌فصل الشين:

- ‌فصل الصاد:

- ‌فصل الضاد:

- ‌فصل الطاء:

- ‌فصل الظاء، فصل العين

- ‌فصل الغين:

- ‌فصل الفاء:

- ‌فصل القاف:

- ‌فصل الكاف:

- ‌فصل اللام:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل النون:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الهاء:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب النون:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء:

- ‌فصل الجيم:

- ‌فصل الحاء:

- ‌فصل الدال:

- ‌فصل الذال:

- ‌فصل الزاي:

- ‌فصل السين:

- ‌فصل الشين، فصل الصاد:

- ‌فصل الضاد، فصل الطاء:

- ‌فصل الظاء:

- ‌فصل العين:

- ‌فصل الفاء:

- ‌فصل القاف:

- ‌فصل الكاف:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل الواو:

- ‌فصل الهاء:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب الواو:

- ‌فصل الألف:

- ‌فصل الباء، فصل التاء، فصل الثاء، فصل الجيم:

- ‌فصل الحاء:

- ‌فصل الخاء، فصل الدال

- ‌فصل الراء:

- ‌فصل الزاي، فصل السين، فصل الشين:

- ‌فصل الصاد:

- ‌فصل الضاد، فصل الطاء:

- ‌فصل العين، فصل الفاء:

- ‌فصل القاف:

- ‌فصل الكاف، فصل اللام:

- ‌فصل الهاء:

- ‌باب الهاء:

- ‌فصل الألف، فصل الباء، فصل الجيم:

- ‌فصل الدال، فصل الذال، فصل الراء، فصل الزاي، فصل الشين:

- ‌ فصل الضاد، فصل اللام، فصل الميم، فصل الواو:

- ‌فصل الياء:

- ‌باب الياء:

- ‌فصل الألف، فصل الباء، فصل التاء، فصل الدال:

- ‌فصل الراء، فصل الزاي، فصل السين، فصل العين، فصل القاف:

- ‌فصل الميم:

- ‌فصل الواو:

- ‌كشاف عام:

الفصل: ‌ ‌المقدمات ‌ ‌مقدمة التحقيق … بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة التحقيق: الحمد لله الذي اصطفى آدم

‌المقدمات

‌مقدمة التحقيق

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة التحقيق:

الحمد لله الذي اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

وبعد،

ولد الإمام عبد الرءوف المناوي في القاهرة سنة 952هـ/ 1545م، وتربى ونشأ في عائلة كلها علم وصلاح وورع. ولقد احتفظ لنا ابنه تاج الدين محمد بنبذة عن تاريخ حياته تعطينا صورة حقيقية السيرة العطرة لهذا الإمام الجليل1.

يقول تاج الدين محمد بعد البسملة:

"الحمد لله الذي من على عبده عبد الرءوف. بالانقطاع والانجماع والعكوف، ومنحه من المواهب صنوف، ففاز بسعادة الدارين بالوقوف على غوامض أحكام الشريعة، فأبرز في كل فن منها تأليفا معروفا تلقاه بالقبول الصديق ومن بالحسد مشغوف. وبعد فهذه نبذة لخصتها من كتاب إعلام الحاضر والبادي بمقام والدي الشيخ عبد الرءوف المناوي الحدادي2، بأمر من لا يسعني مخالفته وبالواجب طاعته، بلغة الله المأمول وتوجه بتاج القبول، وأسأله ألا يخليني من دعواته في خلواته وجلواته فأقول: أما نسب سيدي ووالدي شيخ الإسلام، علامة الأنام، خاتمة المؤلفين والمحدثين، زين الملة والدين، الشيخ عبد الرءوف ابن المرحوم كنز الطالبين محمد زين العابدين ابن شيخ الإسلام والمسلمين قاضي القضاة شرف الدي يحيى المناوي3 ابن الشيخ سعد الدين ابن الولي الصالح قطب الدين4 ابن الولي العارف الورع الزاهد

1 انظر مخطوطة المكتبة الخالية في القدس، رقم 27 تراجم.

2 نسبة إلى حدادة، ضاحية من ضواحي تونس، انظر إسماعيل باشا البغدادي، إيضاح المكنون، 1/ 102.

3 السخاوي، الضوء اللامع 10/ 254، والسيوطي، حسن المحاضرة 2/ 987

4 البنهاوي، كرامات الأولياء، 2/ 237.

ص: 5

المكاشف شهاب اليدن أحمد الحدادي نسبة إلى قرية من أعمال تونس الغرب يقال لها حداده، انتقل منها إلى منية بني خصيب بالصعيد1، وكان ينعت بقدوة الزهاد كما ذكره جمع من المؤرخين الأمجاد، فأقام بها، وتسلك على يده سبعة عشر ألف مريد، وتزوج بها فرزق ولده قطب الدين، فنشأ بها على طريقة والده ثم أنجب ولده سعد الدين، فتحول إلى القاهرة واشتغل بعلم الظاهر، وولي القضاء، ثم أنجب ولده شيخ الإسلام يحيى المناوي المذكور، ولد صاحب الترجمة سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة، ونشأ في حجر والده الشيخ تاج العارفين وأخذ عنه علوم العربية، ثم تحول إلى المرحوم شيخ الإسلام شمس الدين محمد الرملي2 الأنصاري ولازمه ملازمة تامة، وأخذ عنه علوم الشريعة من تفسير وحديث وفقه، وعن المرحوم الشيخ نور الدين علي القدسي والشيخ شمس الدين محمد البكري الصديقي والشيخ نجم الدين الغيطي والشيخ حمدان والشيخ أبي النصر الطبلاوي، لكن جل اشتغاله كان على الشيخ محمد الرملي، فإنه كان عنده كولده لأن الشيخ الرملي كان زوجا لجدته المرحومة سيدة القضاة بنت المرحومة جانم بنت شيخ الإسلام إبراهيم بن أبي شريف3. ثم أخذ التصوف عن جمع، ولقنه الولي العارف الشيخ عبد الوهاب الشعراني الذكر، ثم أخذ طريقة الخلوتية عن الشيخ محمد التركي الخلوتي أخي الشيخ عبد الله المدفونين تجاه مدرسة ابن حجر، وأخلاه مرارا وأجازه بالتسليك، ثم عن الشيخ محرم الرومي، وأخذ طريق البيرمية عن الشيخ حسين المنتشوي وطرق الشاذلية عن الشيخ منصور الغيطي وطريق النقشبندية عن السيد مسعود الطشكدني وغيرهم، ولم يزل في تحصيل كمال كل مقام إلى أن أدركه الحمام صبيحة يوم الخميس الثالث والعشرين من شهر صفر سنة إحدى وثلاثين وألف وفيه قال الشيخ على العاملي4.

قد توفي شيخنا

عالم الإسلام كان

المناولي الولي

ذو التصانيف الحسان

1 ابن دقماق، الانتصار، 5/ 21، المقريزي، خطط، 1/ 205.

2 ابن العماد، شذرات الذهب 8/ 120، 121.

3 ابن العماد، شذرات الذهب 8/ 118-120.

4 قاضي محكمة باب الشعرية، خلاصة الأثر للمحبي، 2/ 195.

ص: 6

من حوى علة المعاني

والبديع والبيان

والأصول والفروع

والحديث بالعيان

كان قطبا عارفا

ماله في العصر ثان

قد قضى وقد مضى

راقيا أعلى الجنان

رحمة الباري على

روحه في كل آن

وعلى ذات له

ما أضاء النيران

مذ توفي أرخوا

مات شافعي الزمان

وأما تآليفه فمنها:

- شرح الفن الأول من كتاب النقاية1

- شرح في فني المنطق والكلام سماه إعلام الأعلام بأصول فني المنطق والكلام.

- وشرح النخبة2 شرحا كبيرا سماه نتيجة الفكر على نخبة ابن حجر وصغيرا في نحو كراسة.

- وشرح شرح النخبة وسماه اليواقيت والدرر بشرح شرح نخبة ابن حجر.

- وشرح الجامع الصغير3 شروحا ثلاثة، الكبير سماه، فيض القدير بشرح الجامع الصغير.

والوسط سماه: فتح الرءوف القدير بشرح الجامع الصغير.

والصغير سماه: التيسير بشرح الجامع الصغير.

- وكتاب في الحديث4 سماه: الجامع الأزهر من حديث النبي الأنور جمع فيه ثلاثين ألف حديث معقبا كل حديث ببيان رتبه وميز ما وقع فيه من الزيادات على الجامع الكبير لجلال السيوطي.

1 وكتاب النقاية هذا من تأليف الإمام جلال الدين السيوطي، حاجي خليفة، كشف الظنون 2/ 1970.

2 أي نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر لابن حجر، حاجي خليفة، المرجع السابق، 2/ 1936.

3 الجامع الصغير من حديث البشير النذير، للإمام السيوطي.

4 لابن حجر العسقلاني وهو ملخص ميزان الاعتدال للإمام الذهبي.

ص: 7

- وكتاب آخر في الأحاديث القصار سماه: المجموع الفائق من حديث خير الخلائق، رتبه على حروف المعجم، وعقب كل حديث ببيان رتبته.

- وكتاب آخر سماه: كنوز الحقائق في حديث خير الخلائق، جمع عشرة آلاف حديث في عشر كراريس، كل حديث في نصف سطر.

- وكتاب انتقاه من لسان الميزان1 مما بين فيه أنه موضوع أو منكر أو متروك.

- وشرح نبذة الشيخ أبي الحسن البكري في ليلة النصف من شعبان.

- وكتاب آخر في فضل ليلة النصف من شعبان سماه: التبيان في فضائل ليلة النصف من شعبان.

- وكتاب في الأحاديث الواردة في فضل تلاوة القرآن.

- ورسالة فيما ورد من الأحاديث في فضل قضاء حوائج الناس.

- وكتاب في ليلة القدر سماه: إسفار البدر عن ليلة القدر.

- وشرح الأربعين النووية.

- ورتب كتاب الشهاب للقضاعي2 وسماه: إسعاف الطلاب بترتيب الشهاب، وشرحه شرحين، صغيرا، وكبيرا سماه: فتح الرءوف الوهاب بشرح ترتيب الشهاب.

وشرح متن الشهاب وسماه: رفع النقاب عن كتاب الشهاب.

- وكتاب في الأحاديث القدسية سماه: الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية.

- وكتاب في المعراج سماه: نخبة الابتهاج بفوائد الإسراء والمعراج وآخر أوسع منه، بالتماس الفقير سماه: إتحاف التاج بفوائد الإسراء والمعراج.

- وشرح الباب الأول من كتاب الشفا3

1 لابن حجر العسقلاني وهو ملخص ميزان الاعتدال للإمام الذهبي.

2 شهاب الأخبار في الأحكام والأمثال والآداب للقضاعي، أبو عبد الله محمد المتوفى سنة 454.

3 للقاضي أبي الفضل عياش المتوفى سنة 454هـ.

ص: 8

- وشرح الشمائل للترمذي شرحين أحدهما مزج والآخر قولات.

- وشرح ألفية السيرة لجدنا الولي العراقي شرحين أحدهما مزج سماه: الفتوحات السبحانية بشرح نظم الدرر السنية في السيرة الزكية، والآخر قولات.

- وشرح الخصائص الصغرى1 شرحين، صغيرا سماه: فتح الرءوف المجيب بشرح خصائص الحبيب، وكبيرا سماه: توضيح فتح الرءوف المجيب.

- واختصر شمائل الترمذي وزاد عليه أكثر من النصف وسماه: الروض الباسم في شمائل المصطفى أبي القاسم.

- وخرج أحاديث القاضي البيضاوي.

- وكتاب في الأدعية سماه: الأدعية المأثورة بالأحاديث المشهورة.

- وآخر سماه: المطالب العلية في الأدعية الزهية.

- وكتاب في أوراد العبادة سماه: مفتاح السعادة بمأثور أذكار العبادة.

- وكتاب في الأوراد سماه: كنز الطالبين لأوراد الأولياء والمساكين.

- وكتاب في أذكار المناسك سماه: إتحاف الناسك بأذكار السفر والمناسك.

- وكتاب في اصطلاح الحديث سماه: بغية الطالبين لمعرفة اصطلاح المحدثين.

- وشرح الورقات للإمام الحرمين ونظمها لشيخ الإسلام ابن أبي الشريف شرحين مزج وقولات.

- وكتاب في الأوقاف سماه: تيسير الوقوف على غوامض أحكام الموقوف.

- وشرح زيد ابن أرسلان سماه: فتح الرءوف الصمد في شرح صفوة الزبد2.

- وشرح كتاب لشيخ الإسلام زكريا3 سماه: إحسان التقرير بشرح التحرير.

1 للإمام جلال الدين السيوطي.

2 السخاوي، الضوء اللامع، 1 /282.

3 الشيخ زكريا الأنصاري المتوفى سنة 926هـ.

ص: 9

- وشرح كتاب عماد الرضا وسماه: فتح الرءوف القادر.

- وشرح العباب1 للعجز وسماه: إسعاف الطلاب بشرح العباب، انتهى فيه إلى كتاب النكاح.

- وشرح المنهج، انتهى فيه إلى كتاب الضمان.

- وشرح هداية الطالب للشيخ أبي الحسن البكري وسماه: عين الراغب بشرح هداية الطالب.

- وكتاب في الألغاز والحيل وسماه: بلوغ الأمل في الألغاز والحيل.

- وكتاب في الفرائض سماه: النبذة السنية في علم المواريث الفرضية.

- وكتاب في الفقه طرزه بمسائل اختلف فيها الشافعي وأبو حنيفة رضي الله عنهما.

- ورسالة في أحكام المساجد سماه: تهذب التسهيل.

- وكتاب في مناسك الحج على المذاهب الأربعة سماه: إتحاف الناسك بأحكام المناسك.

- وشرح البهجة الوردية2 وسماه: الفتح السماوي بشرح بهجة الحاوي3 كتب منه نحو النصف ثم اختصره في نحو ثلث حجمه.

- ورتب فتاوى جده شيخ الإسلام يحيى المناوي وسماه: نزهة الحاوي بفتاوى الشرف المناوي.

- وفتاوى السيد السمهوري وسماه: الروضة الزهية بالفتاوى السمهورية.

- وجمع فتاوى أهل القرن التاسع: الجلال البكري والكمال ابن أبي شريف وأخيه البرهان وشيخ الإسلام زكريا، ورتب ذلك على أبواب الفقه وسماه: مجمع الفوائد بفتاوى الأئمة الأماجد.

1 كتاب العباب للباعوني في الفقه الشافعي، حاجي خليفة، المرجع السابق، 2/ 422.

2 حاجي خليفة، المرجع السابق، 1/ 259.

3 حاجي خليفة، المرجع السابق 12/ 627.

ص: 10

- ورسالة في الدراهم والدنانير في كتاب الأوقاف.

- ورسالة البسملة والحمد لله.

- وانتقى كتابا من الأنوار سماه: الأزهار في مسائل الأنوار.

- ورسالة في أحكام الحمام سماها: النزهة الزهية في أحكام الحمام الطبية والشرعية1.

- وشرح الشمعة المضية في علم العربية لجلال السيوطي وسماه: المحاضر الوضية على الشمعة المضية.

- وشرح الأجرومية وسماه: مدخل المبتدي بنحو المنتهي.

- وكتاب جمع فيه عشرة علوم: علم المنطق، فأصول الدين، فأصول الفقه فالفرائض، فالنحو، فالتشريح، فالطب، فالهيئة، فأحكام النجوم، فالتصوف، وسماه: إتحاف المهرة بالعلوم العشرة.

- وكتاب في فضل العلم وأهله.

- وشرح القاموس2، انتهى فيه إلى حرف الذال وسماه: إيناس النفوس بشرح القاموس.

- وكتاب زيادات على القاموس، وصل فيه إلى حرف الذال أيضا.

- واختصر الأساس للزمخشري ورتبه كالقاموس وسماه: أحكام الأساس.

- وكتاب الأمثال سماه: عماد البلاغة في أمثلة أولي البراعة.

- وكتاب في أسماء البلدان.

- وكتاب في التعاريف سماه: التوقيف على مهمات التعاريف2.

- وكتاب في أسماء الحيوان سماه: قرة عين الإنسان بذكر أسماء الحيوان.

1 صدر في القاهرة بتحقيقنا، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، 1987.

2 القاموس المحيط للفيروزبادي.

3 هو الكتاب بين أيدينا.

ص: 11

- وكتاب في المواليد الثلاث سماه: غاية الإرشاد إلى معرفة أحكام الحيوان والنبات والجماد.

- وكتاب في التفضيل بين الملك والإنسان.

- وكتاب الأنبياء سماه: فردوس الجنان في مناقب الأنبياء المذكورين في القرآن.

- وطبقات كبرى أسماها: الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية، وصغرى سماها: إرغام أولياء الشيطان بذكر أولياء الرحمن.

- وكتاب الصفوة بمناقب بيت آل النبوة.

- وأفراد السيدة فاطمة بترجمة.

- وكذا الإمام الشافعي.

- والشيخ علي الخواص شيخ الشيخ عبد الوهاب الشعراوي.

- وشرح منازل السائرين1.

- وحكم ابن عطاء الله السكندري وسماه: الدرر الجوهرية في شرح الحكم العطائية، وشرح ترتيبها للشيخ علي المتقي وسماه: فتح الحكيم الحكم بشرح ترتيب الحكم.

- وشرح المواقف النفرية وسماه: تنبيه الواقف في حل ألفاظ المواقف.

- وشرح رسالة الشيخ ابن علوان في التصوف وسماه: الجوهرية الفاخرة في بيان أصل الطريق إلى معرفة الدنيا والآخرة.

- وشرح رسالة ابن سينا في التصوف.

- والقصيدة العينية نظم ابن سينا في الروح.

- ورسالة سماها: منحة الطالبين لمعرفة أسرار الطواعين.

- ورسالة في التشريح والروح وما به صلاح الإنسان وفساده.

1 للشيخ عبد الله إسماعيل الهروي المتوفى سنة 481هـ، حاجي خليفة، المرجع السابق، 2/ 1828.

ص: 12

- ورسالة سماها: البرهان في دلائل خلق الإنسان.

- وشرح ألفية ابن الوردي في المنامات.

- وشرح منظومة ابن العماد1 في آداب الأكل وسماها: فتح الرءوف الجواد بشرح منظومة ابن العماد.

- وكتاب في الآداب سماه: تذكرة أولي الألباب بمعرفة الآداب.

- وآخر في آداب الملوك وسماه: الجواهر المضية في الآداب السلطانية.

- ورسالة في الطب سماها: بلغة المحتاج إلى أصول الطب والعلاج.

- وكتاب في ذم البخل ومدح الجود سماه: الدر المنضود.

- وكتاب تاريخ الخلفاء.

هذا ما كمل، وما لم يكمل فتفسير انتهى فيه إلى معظم البقرة وحاشية على تفسير المفتي، وشرح على شرح العقائد للسعد التفتازاني سماه: غاية الأماني بشرح شرح عقائد التفتازاني. وشرح نظم العقائد لابن أبي شريف واختصر التمهيد للإسنوي. وشرح زوائد الجامع الصغير وسماه: مفتاح السعادة بشرح الزيادة. واختصر كتاب عباد الرضا في أدب القضاء. وأيضا كتاب العباب، كتب حاشية على العباب، وحاشية على شرح المنهج، وحاشية على شرح المنهاج للجلال المحلي. وشرح هدية الناصح للشيخ أحمد الزاهد2 وشرح تصحيح المنهاج الصغير للقاضي عجلون، وشرح مختصر الإمام المزني. واختصر الجزء الأول من المصباح في علم المفتاح للجلدكي، وشرح التحفة في الفرائض وتذكرة عظيمة ينبغي أن يفرد كل منها بالتأليف. وله مؤلفات آخر شرع فيها ثم تركها "......" في أجله لأكملها. والله أسأل أن ينفع بها ويرحم مؤلفها بالدرجات العلى في الجنان بجاه سيدي ولد عدنان3.

1 ابن العماد الأفقهسي.

2 انظر السخاوي، الضوء اللامع، 2/ 111.

3 انظر مقالي في مجلة ORIENTE MODERNA، العدد 7 - 112 "يولية - ديسمبر 1984"، الصفحات من 203 إلى 214.

ص: 13

وقد ترجم له أيضا المحبي1 ترجمة لا تخرج عما جاء في الترجمة السابقة.

كما ترجم المؤلفون المعاصرون من أمثال سركيس في معجم المطبوعات وجورج زيدان في تاريخه لآداب اللغة العربية، وكحاله في معجمة للمؤلفين والزركلي في أعلامه وغيرهم2.

المناوي العالم الموسوعي:

لقد ألف الإمام المناوي في كل علم وفن وضرب بسهم وفير في كل ميادين المعرفة الإسلامية، وقد جمع فأوعى، ولم يترك شاردة ولا واردة إلا أخذ منها بنصيب وافر، فخلف لنا مؤلفات جليلة في الفقه والشريعة والأحاديث والتصوف، بل وفي الطب والحيوان والنبات، وترك لنا عدة شروح تهافتت عليها الناس في زمانه3، وما زالت إلى يومنا هذا زادا وزوادا لكل الباحثين والدارسين. وقد جرت عليه هذه الشهرة وهذا الصيت الكثير من الحسد والغيرة وخاصة من أقرانة الذين لم يتورعوا عن دس السم له في الطعام4، مما أثر في صحته وشل أطرافه، ولكنه استمر حتى آخر يوم في حياته يؤلف ويملي تآليفه على تلاميذه وعلى ابنه تاج الدين محمد. وقد وصل الحقد بالبعض إلى درجة إفراد المؤلفات للرد عليه، وهو ما حدث للشيخ أبي بكر بن إسماعيل الشنواني "المتوفى سنة 1019هـ/ 1610م"5 الذي ألف كتابه "الشهاب الهاوي على عبد الوهاب الغاوي المناوي" يرد فيه على ما أورده المناوي من اعتراض على كلام شيخه الشهاب أحمد بن قاسم العبادي "المتوفى سنة 994هـ"6، فيما ذكره في تعريف الصحابي.

1 انظر خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر، ج2، ص413-418.

2 انظر مقالي في دائرة المعارف الإسلامية، الطبعة الثانية، مادة المناوي.

3 انظر عبد الغني النابلسي، الحقيقة والمجاز، القاهرة 1986، ص218، 219.

4 المحبي، المرجع السابق.

5 ابن العماد، الشذرات 8/ 434، ويبدو أن العلماء في مصر في تلك العصور كانوا يتحاسدون ويتباغضون، وأن هذا كان أمرا شائعا في تلك الحقبة، انظر ما جاء في الشعراني، لواقح الأنوار، ص484.

6 انظر مخطوطة باتنا، رقم 1236، وحاجي خليفة، كشف الظنون 2/ 1068. وقد تفضلت مكتبة خوادا بخش في باتنا بموافاتي بصورة من هذه المخطوطة على سبيل الهدية. فلها منى خالص الشكر.

ص: 14

وأربت مؤلفات وشروح المناوي على المائة، وأشهرها "الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية"1 أو طبقات المناوي الكبرى. ومنها كتاب في أحكام دخول الحمام من الناحية الشرعية والطبية سماه:"النزهة الزهية في أحكام الحمام الشرعية والطبية"2.

كما صدر له "كنوز الحقائق في حديث خير الخلائق"3، و"الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية"4، وغيرها.

أما كتاب التوقيف على مهمات التعاريف الذي نحن بصدده فهو كتاب جليل في تعاريف الألفاظ المتداولة في العلوم الإسلامية، جمع فيه قرابة ثلاثة آلاف تعريف من التعاريف المهمة التي تمس الحاجة إليها لكل دارس أو قارئ، انتقاها من عيون الكتب وزاد عليها ورتبها منظمة على حروف المعجم لتسهيل عملية الرجوع إليها. وهو من أهم معاجم التعاريف والمصطلحات الفكرية التي صدرت باللغة العربية، والتي تناولت الألفاظ المصطلح عليها بين الفقهاء والفرضيين والمحدثين والمتكلمين والنحاة والصرفيين والمفسرين والمعتزلة والصوفية وغيرهم.

والتوقيف من وقف توقيفا أي إيقاف المرء على بيان الشيء وإطلاعه عليه.

والمهمات جمع مهمة الأمور الشديدة التي تسترعي الاهتمام.

قال ابن منظور5: التوقيف من وقف أي بين، تقول: وقف الحديث بينه وأوضحه، ووقفت الحديث توقيفا وبينته تبيينا، وهما واحد.

ويقال: وقفته على الكلمة توقيفا، أي أطلعته عليها وبينتها له. وكان ابن فارس6 يرى أن لغة العرب توقيف لا اصطلاح؛ لأن الله عز وجل وقف آدم عليه السلام على ما شاء أن يعلمه إياه مما احتاج إلى علمه في زمانه وانتشر من ذلك ما شاء الله،

1طبعت منه عدة أجزاء في القاهرة.

2 صدر في القاهرة بتحقيقي عن الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، 1987.

3 انظر سركيس، معجم المطبوعات العربية والمعربة 2/ 1799.

4 طبع في القاهرة سنة 1972.

5 لسان العرب، مادة وقف، 6/ 4899.

6 أبو الحسين أحمد بن فارس اللغوي، كان إماما في علوم شتى وخاصة اللغة، وهو صاحب "مقاييس اللغة" توفي سنة 395هـ

ص: 15

ثم علم بعد آدم من عرب الأنبياء صلوات الله عليهم نبيا نبيا ما شاء أن يعلمه حتى انتهى الأمر إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا التوقيف هو عند ابن فارس منشأ اللغات.

هذا وقد اشتهر الكتاب أيضا باسم "توقيف المناوي"1 وكذلك باسم "كتاب التعاريف"2.

منهجه في التوقيف:

نبع منهج المناوي في وضع هذا الكتاب من اشتغاله باللغة واهتمامه بالقواميس فقد كتب شرحا لقاموس الفيروزآبادي وصل فيه إلى حرف الذال وسماه "إيناس النفوس بشرح القاموس"3 وكتب عليه زيادات واستدراكات. كما أنه اختصر "الأساس للزمخشري، ورتبه كالقاموس وسماه: "أحكام الأساس". وله أيضا "القول المأنوس"4 رد فيه على بعض ما جاء في صحاح الجوهري، كما نبع أيضا من منطلق أن اللغات العربية هي أشرف اللغات وأنها غنية بالمفردات اللغوية ولا تضاهيها في هذا المضمار لغة أخرى، وأن معانيها قد تشق على كل عربي فصيح.

وقد أشار إلى ذلك في مقدمته وذكر أنه "وقف على كتاب لبعض المتقدمين ملقب "بالذريعة إلى معرفة ما أصلت عليه الشريعة" ذكر فيه تعريف الألفاظ المتداولة على ألسنة جملة الشريعة المحتاج إليها في العلوم الشرعية الثلاثة، ولا يستغني مفسر ولا محدث ولا فقيه عن معرفتها، ورأيت المولى العديم المثال الجرجاني قد انتقى من ذلك الكتاب تعريفات واصطلاحات ولم يستوعبه لكن زاد من غيره قليلا، وألفيت الإمام الراغب ألف كتابا في تحقيق مفردات ألفاظ القرآن أتى فيه بما يدهش الناظر، ويذهل الماهر، وذكر أن ذلك نافع في كل علم من علوم الشرع، فجمعت زبد هذه الكتب الثلاثة ووشحتها بفوائد استخرجتها من بطون الدفاتر المعتبرة، وطرزتها بفرائد اقتنصتها من قاموس

1 انظر مخطوطة باريس رقم 4262، الورقة 4 أ.

2 انظر حرد مخطوطة التيمورية، حيث جاء فيه "تم كتاب التعاريف بحمد الله وعونه وحسن توفيقه".

3 انظر ما جاء في حاجي خليفة، كشف الظنون، 2/ 1309 عن هذا الشرح بالتفصيل.

4 انظر حاجي خليفة، كشف الظنون، ج2/ 1364.

ص: 16

كتب غير مشتهرة لا يطلع عليها كل وافد، ولا يسرح في روض رياضها إلا الواحد بعد الواحد، وجلت شرعة الله أن تكون منهلا لكل وارد. والقرائح مراتب والفضائل مواهب، والعلم عباب زاخر، وكم يترك الأول للآخر، ولم أتعرض إلا لما تمس الحاجة إليه ويتوقف فهم أسرار الشريعة عليه، وتركت ما لا نحتاج إليه فيها إلا نادرا. وإن كان بديعا فاخرا1.

قد كتب الإمام المناوي في جميع مناحي الفكر والمعرفة سواء في المباحث الشرعية أو في العلوم الطبية أو الإلهية، وكان حجة في كل ما كتب أو أملى. وتعد مؤلفاته دائرة معارف عامة للحياة العربية، لو صح هذا التعبير، فهي تجمع بين كل النواحي العقلية والاجتماعية والأخلاقية والفنية والعلمية. وهو في كل تآليفه إنما تحرى الصحيح وقصده.

ومن هنا جاء اهتمامه وعنايته بالمفردات كأداة دقيقة للتعبير عما يكتب، فالمفردات لديه تعطي لكل كلمة معنى خاصا أو صورة خاصة، أو تشير إلى مسمى خاص لا تحيد عنه. وكل كلمة من كلمات اللغة يقابلها لديه فكرة من الأفكار أو عاطفة من العواطف. ومن هنا جاءت دقته الشديدة في تحري الصواب وتلمس معاني الكلمات في مظانها المختلفة واستقصاء أصولها واستيعاب شواهدها وضبط كلماتها وموازينها، وبيان الفروق اللغوية بين مترادفاتها، وتحقيق المعرب والدخيل والأعجمي والأصيل، استنادا إلى الكتب والمعاجم اللغوية التي وضعها من سبقوه من العلماء والنحاة. فحشد ما وقع تحت يديه من معلومات قيمة لا تتأتى لكل إنسان، فترك لنا ثروة لغوية جديرة بأن تخرج إلى النور في أيامنا هذه التي نحتاج فيها إلى لغتنا لكي نجاري مقتضيات العصر الذي حققت فيه العلوم تقدما هائلا ومذهلا.

وقد اختط لنفسه في ذلك طريقا التزم فيه بضبط الحركات، تجنبا للتصحيف، فضبط المادة بالعبارة كأن يقول: القدر محركا، أو بالتحريك، وهكذا.

ورتب توقيفه على أبواب بعدد حروف الهجاء مع مراعاة الحرف الثاني الذي رتبه على حروف الهجاء أيضا، فجاء في ثمانية وعشرين بابا، كل باب منها يضم سبعة

1 انظر مقدمته الكتاب ص33.

ص: 17

وعشرين فصلا، وهو عدد الحروف التي تتركب منها الكلمات بعد سقوط الحرف نفسه في التركيب مع نفسه، فالألف مثلا تأتي مع كل الحروف إلا مع نفسها. كما قسم منطوق التعريف لغة وعرفا واصطلاحا، وعزاه إلى أهله كأهل الميزان -وهم أهل الشريعة- أو أهل الحقيقة أو القوم وهم الصوفية، أو الأصوليين أو الأطباء طبقا لمقتضى الحال.

مراجع الإمام المناوي:

ذكر الإمام في مقدمته أنه جمع زبد كتب ثلاثة وقف عليها لبعض المتقدمين عليه، وزودها بفوائد استخرجها من بطون الدفاتر المعتبرة ومن قواميس كتب غير مشتهرة، غير أنه اعتمد أساسا على مراجع أربعة هامة هي:

- الذريعة إلى معرفة ما أصلت عليه الشريعة1.

- كتاب التعريفات للشريف الجرجاني2 "816هـ".

- المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني3 "502هـ".

- المصباح المنير للفيومي4 "770هـ".

وإلى جانب هذه المراجع المهمة، اقتبس الإمام المناوي من عدد آخر من العلماء والمؤلفين، وكانت أمانته العلمية التي اتصف بها في جميع أعماله، هي التي حفظت لنا أسماء هذه المراجع وأصحابها5، بل وبعض متونها المفقودة.

ويعتبر هذا الكتاب بحق موسوعة لتعاريف العلوم الإسلامية، فهو لم يقتصر فيه على ذكر أنواع التعاريف في مجالات الشريعة والفقه والتفسير والتصوف، بل زاد عليها

1 المتداول بين أيدينا كتاب الإمام الراغب الأصفهاني هو "الذريعة إلى مكارم الشريعة". ولم أهتد إلى الكتاب الذي ذكره الإمام المناوي، ولعله مخطوطة لم تصل إلينا لأبي البقاء العكبري أو غيره.

2 نشره فلوجل في ليبزج، سنة 1840م.

3 صدر في القاهرة سنة 1961 تحقيق وضبط محمد سيد كيلاني وصدرت طبعة جديدة منه في 1971، أشرف عليها وقدم لها الدكتور محمد أحمد خلف الله.

4 للعلامة أحمد بن محمد بن علي المقري الفيومي، نسبة إلى فيوم العراق.

5 كالإمام الحرالي وأحمد بن كمال باشا، على سبيل المثال لا الحصر.

ص: 18

كل التعاريف الخاصة بعلوم الطب والجغرافيا والحيوان والنبات والفلك، والمكاييل والموازين والفرق الإسلامية، وغيرها من التعاريف التي لا غنى عنها لكل باحث ودارس للإسلام في مشارق الأرض ومغاربها.

فالواقع أنه لا غنى لنا لتحديد المعاني الكلية وما تنطوي عليها من قدر مشترك، عن الرجوع قبل كل شيء إلى معاجم اللغة العربية لنستأنس بما دونه اللغويون فيها من وجوه الاستعمال لهذه المعاني. وكثيرا ما لا نجد ضالتنا المنشودة في هذه المعاجم لصعوبتها، فجاء هذا "التوقيف" ليستنبط المعاني المحددة من ثنايا تعريفاتها. فهذا معجم لتحديد المعاني والألفاظ، ومن هنا كان فريدا في نوعه.

مخطوطات التحقيق:

وقد اعتمدت في تحقيقي لهذا الكتاب على المخطوطات التالية:

1-

مخطوطة برلين ورقمها. MS. ON. OCT. 1990، وهي كاملة وبخط الرقعة الواضح وتحتوي على 120 ورقة "240 صفحة" ومسطرتها 25 سطرا. وقد جاءت دون حرد أو ذكر لكاتبها، وأرجح أنه بخط المؤلف1. انظر اللوحة "1".

2-

مخطوطة دار الكتب المصرية رقم 9784، وهي مكتوبة بخط النسخ الواضح، وهي كاملة وبها 171 ورقة، وكتبت في يوم الأحد 16 جمادى الأولى 1085هـ "بعد خمسين سنة فقط من وفاة المؤلف" بيد محمد القصيري. وقوبلت هذه النسخة في شهر ذي القعدة 1184هـ، ومسطرتها 23 سطرا. انظر اللوحة "2".

3 مخطوطة المكتبة التيمورية رقم 113، وهي بخط النسخ وعدد أوراقها 244،

1 جاء في الهامش في آخر النسخة بخط الثلث الجميل "مات المؤلف سنة اثنتين وعشرين وألف، ذكره ابنه في طبقات الأولياء المسماة بالإرغام، لهما الله تعالى". وفي هذا خلط، فهذا الكتاب للإمام عبد الرءوف المناوي نفسه الذي توفي 1031هـ، أما التاريخ المذكور فهو تاريخ وفاة ابنه زين العابدين انظر المحبي، خلاصة الأثر 2/ 151.

ص: 19

ومسطرتها 25 سطرا، وهي بدون حرد، وأرجح أن تكون قد كتبت في عهد المؤلف. انظر اللوحة "3".

4-

مخطوطة المكتبة الأهلية بباريس رقم 4262، وعدد أوراقها 190 ورقة، ومسطرتها 19 سطرا، وهي مكتوبة بخط الثلث، كتبها علي بن سيد حسين الشهير بكونه مفتي زاده القيصري في 25 ذي القعدة 1123هـ، وهي كثيرة السقط والخطأ. انظر اللوحة "4".

وقد انتهجت في تحقيق هذا السفر الجليل نهجا يقوم على وضع نص تام وسليم لكل تعريف من واقع هذه المخطوطات الأربع التي اعتبرتها كلها أساسا في تحقيق الكتاب، وقد أخذت على عاتقي توثيق النصوص نصا نصا وتمحيصها ومقابلتها بأصولها المطبوعة لتخرج في ثوبها الأصلي، ولم أشأ أن أورد مختلف القراءات أو الأخطاء في الهوامش حتى لا أثقل الكتاب بالحواشي التي أفردتها للتحقيق العلمي لكل تعريف.

ثم إنني نسقت أبواب هذا الكتاب، ورتبت كل تعريف بدءا بسطر جديد وبعد ترقيمه، وقسمت كل تعريف إلى جمل وفقرات. والكتاب مزود بكشاف عام ليكون سهل المنال لكل من يطلبه، وميسرا لكل من يروم الرجوع إليه.

والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم بما بذلته من جهد في إخراج هذا المرجع الفريد غير أن العصمة لغير الأنبياء متعذرة، والغفلة على البشر شاملة، والإنسان بطبعه خليق بوقوع الخطأ منه، وغفر الله لمن وجد الزلل فأصلحه، أو الخطأ فتداركه.

والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب، وإنما الأعمال بالنيات.

دكتور: عبد الحميد صالح حمدان

ص: 20

‌نماذج المخطوطات

مخطوطات توخذ إسكنر

ص: 23

مخطوطات توخذ إسكنر

ص: 25

مخطوطات توخذ إسكنر

ص: 27

مخطوطات توخذ إسكنر

ص: 29

‌مقدمة المؤلف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي من تعرف إليه في الرخاء عرفه في الشدة، ومن التجأ إلى حماه وفقه وهداه وألهمه رشده، والصلاة والسلام على المبعوث بمكارم الأخلاق، وآله وصحبه المحفوظ كمال لباسهم عن الإخلاق، وبعد؛ فقد وقفت على كتاب لبعض المتقدمين ملقب بالذريعة إلى معرفة ما أصلت عليه الشريعة1، ذكر فيه تعاريف الألفاظ المتداولة على ألسنة حملة الشريعة، المحتاج إليها في العلوم الشرعية الثلاثة، ولا يستغني مفسر ولا محدث ولا فقيه عن معرفتها، ورأيت المولى العديم المثال الإمام شمس الدين الجرجاني2 قد انتقى من ذلك الكتاب تعريفات واصطلاحات ولم يستوعبه لكن زاده من غيره قليلا، وألفيت الإمام الراغب3 ألف كتابا في تحقيق مفردات ألفاظ القرآن، أتى فيه بما يدهش الناظر ويذهل الماهر، وذكر أن ذلك في كل علم من علوم الشرع، فجمعت

1 لم نتوصل بعد البحث إلى هذا الكتاب، غير أن حاجي خليفة قد أتى في كشف الظنون "1/ 826" على ذكر كتاب "الذريعة في معرفة الشريعة" لأبي سعد محمد بن عبد الله المعروف بابن عصرون الموصلي قاضي دمشق المتوفى سنة 585هـ كما ذكر كتابا آخر اسمه "الذريعة إلى معرفة أسرار الشريعة""للشيخ نجم الدين سليمان بن عبد القوي الطوفي الحنبلي المتوفى سنة 710هـ. والمرجح أنه غير كتاب الإمام الراغب الأصفهاني "الذريعة إلى مكارم الشريعة" الذي بين أيدينا الآن "انظر نشرة الدكتور أبو اليزيد العجمي، المنصورة، الطبعة الثانية 1987" حيث ذكر أن المناوي له كتاب "المفردات"، ولو كان كتاب الذريعة هذا له لنسبه إليه في موضعه.

2 العلامة علي بن محمد الشريف الجرجاني، المتوفى سنة 816هـ. وقد نشر فلوجل هذا الكتاب في ليبزج سنة 1840، كما نشر عدة مرات في مصر وتونس وباريس.

3 هو الإمام أبو القاسم الحسين بن محمد بن المفضل المعروف بالراغب الأصفهاني، المتوفى سنة 502هـ. وقد نشر كتابه "المفردات في غريب القرآن" عدة مرات. وكان اعتمادنا هنا على نشرة محمد سيد كيلاني، القاهرة، طبعة 1971.

ص: 33

زبد هذه الكتب الثلاثة ووشحتها بفوائد استخرجتها من بطون الدفاتر المعتبرة وطرزتها بفرائد اقتنصتها من قاموس كتب غير مشتهرة. لا يطلع عليها كل وافد، ولا يسرح في روض رياضها إلا الواحد بعد الواحد. جلت شرعة الله أن تكون منهلا لكل وارد والقرائح مراتب والفضائل مواهب، والعلم عباب زاخر، وكم ترك الأول للآخر، ولم أتعرض إلا لما تمس الحاجة إليه، ويتوقف فهم أسرار الشريعة عليه، وتركت ما لا يحتاج إليه فيها إلا نادرا. وإن كان بديعا فاخرا، وسميته: التوقيف على مهمات التعاريف. والله أسأل أن يقربني إليه، وأن يجعل اعتمادي في كل الأمور عليه، إنه حسبي وكفى.

ص: 34

‌باب الألف:

‌فصل الألف:

الإباء: شدة الامتناع، وكل أباء امتناع ولا عكس1، ورجل أبي: يأبى تحمل الضيم.

الإباحة: الإذن في الفعل والترك يقال: أباح الرجل ماله أذن في أخذه وتركه وجعله مطلق الطرفين.

الإباضية: طائفة تنسب إلى عبد الله بن إباض قالوا: المخالف من أهل القبلة كافر ومرتكب الكبيرة موحد غير مؤمن2 وكفروا عليا وشيعته.

الإبان: بالكسر والتشديد، الوقت قيل ولا يستعمل إلا مضافا. وفي المغرب الإبان وقت تهيئة الشيء واستعداده.

الإبانة: إظهار المعنى للنفس بما لا يمكن إدراكه، وأصله القطع فالإبانة قطع المعنى من غيره ليظهر من نفسه.

الأب: الوالد والأبوان: الأب والأم أو الأب والجد أو الأب والعم أو الأب والمعلم، وكذا كل من كان سببا لإيجاد شيء أو إصلاحه أو ظهوره3.

الأب: بالتشديد المرعى المتهيئ للرعي4 أو الذي لم تزرعه الناس مما يأكله الدواب والأنعام.

الابتداء: تقديم الشيء على غيره ضربا من التقديم كما قاله الراغب5، أي فيطلق على ما قبل المقصود فيشمل الحمد بعد البسملة، والابتداء في الشعر أول جزء من المصراع الثاني، وفي النحو تعرية الاسم عن العوامل اللفظية للإسناد.

الابتغاء: الاجتهاد في الطلب، ذكره الراغب6.

وقال الحرالي7 هو الاشتداد في طلب شيء ما. وأصله مطلق الطلب والإرادة.

الابتلاع: عمل الحلق دون الثنايا8.

1 المفردات، ص7.

2 الجرجاني، كتاب التعريفات، ص6.

3 المفردات ص7، والتعريفات ص5. وانظر سعاد الحكيم، المعجم الصوفي، بيروت الطبعة الأولى، 1981، ص34.

4 المفردات، ص8.

5 المفردات ص40.

6 المفردات، ص55

7 هو الإمام أبو الحسن علي الحرالي، المتوفي سنة 637هـ "انظر ترجمته في كحالة، معجم المؤلفين 7/ 13" ولم نعثر بعد البحث والتنقيب عن كتاب الحرالي الذي اعتمد عليه المناوي هنا، ويرجع الفضل إلى الإمام المناوي في المحافظة على هذا المؤلف الذي نرجح أنه من ضمن المخطوطات المفقودة التي وضعها الإمام الحرالي، ومنها "مفتاح اللب المقفل على فهم القرآن المنزل". وكثيرا ما يحرف الاسم إلى الحراني وهو خطأ، فهو منسوب إلى مدينة حرالة، من أعمال مرسية، بالأندلس.

8 جاء في التعريفات للجرجاني "الشفاء" بدلا من "الثنايا" ص5.

ص: 35

الأبد: استمرار الوجود في أزمنة مقدرة غير متناهية في المستقبل، كما أن الأزل استمرار الوجود في أزمنة مقدرة غير متناهية في الماضي، وعبر عنه الراغب1 بأنه مدة الزمان الممتد الذي لا يتجزأ كما يتجزأ الزمان، وتأبد الشيء أبدا ويعبر به عما يبقى مدة طويلة.

الإبداع: إنشاء شيء بلا احتذاء ولا اقتداء، فإذا استعمل في الله فهو إيجاد شيء بغير آلة ولا مادة ولا زمان ولا مكان2.

الأبدال: جمع بدل، وهم طائفة من الأولياء، قال أبو البقاء3: كأنهم أرادوا أنهم أبدال الأنبياء وخلفاؤهم، وهم عند القوم سبعة لا يزيدون ولا ينقصون، يحفظ الله بهم الأقاليم السبعة، لكل بلد إقليم فيه ولايته، منهم واحد على قدم الخليل وله الإقليم الأول، والثاني على قدم الكليم والثالث على قدم هارون والرابع على قدم إدريس والخامس على قدم يوسف والسادس على قدم عيسى على ترتيب الأقاليم. وهم عارفون بما أودع الله تعالى في الكواكب السيارة من الأسرار والحركات والمنازل وغيرها، ولهم من الأسماء أسماء الصفات، وكل واحد بحسب ما يعطيه حقيقة ذلك الاسم الإلهي من الشمول والإحاطة ومنه يكون تلقيه4.

الإبدال: جعل حرف مكان آخر لدفع الثقل5.

الأبدي: ما لا يكون منعدما6.

الإبراء: تمام التخلص من الداء والداء ما يوهن القوى ويغير الأفعال العامة للطبع والاختيار ذكره الحرالي.

الإبطال: إفساد الشيء وإزالته حقا كان ذلك الشيء أو باطلا، نحو {لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ} 7.

الإبكار: بالكسر، المبادرة لأول الشيء ومنه التبكير وهو السرعة، والباكورة أول ما يبدو من الثمر، والإبكار اقتطاف زهرة النهار وهو أوله.

الأبكم: من ولد أخرس فكل أبكم أخرس ولا عكس، والأبكم من له نطق ولا يعقل الجواب.

الابن: الولد سمي به لكونه بناء للأب لأنه الذي بناه وجعله الله سببا لإيجاده، ويقال لكل ما يحصل من جهة شيء، أو تربيته أو تفقده أو كثرة خدمته أو قيامه بأمره ابنه، نحو ابن السبيل للمسافر، وابن الحرب للمجاهد، وفلان ابن بطنه وابن فرجه إذا كان همه مصروفا إليهما، وابن يومه إذا لم يتفكر في غد.

الإبلاس: اليأس من الفرج8.

1 المفردات، ص8.

2 المفردات، ص38.

3 هو الإمام الشيخ أبو البقاء عبد الله بن الحسين العكبري النحوي، شرح المفصل للزمخشري وسماه الإيضاح في شرح المفصل، وتوفي سنة 499هـ. وقد اعتمد الإمام المناوي على مؤلفاته في وضع هذه التعاريف.

4 راجع المعجم الصوفي، ص190.

5 التعريفات، ص5.

6 التعريفات، ص5.

7 الأنفال، 8.

8 وجاء في المفردات، ص60 أن الإبلاس هو الحزن المعترض من شدة البأس.

ص: 36

‌فصل التاء:

الإتباع: اللحاق بالأول.

الاتحاد: جعل الشيئين واحدا.

الاتخاذ: الاقتناء.

الاتصال: اتحاد الأشياء بعضها ببعض، كاتصال طرفي الدائرة، ويضاده الانفصال. اتصال التربيع1 اتصال جدار بجدار بحيث تتداخل لبنات أحدهما في الآخر، سمي به لأنهما إنما يبنيان ليحيطا مع جدارين آخرين بمكان مربع.

الاتفاق: موافقة فعل الإنسان القدر ويقال في الخير والشر، يقول اتفق لي خير، واتفق لي شر، والتوفيق نحوه لكنه مختص بالخير، ذكره الراغب2.

الاتفاقية العامة: التي يحكم فيها بصدق التالي سواء كان المقدم صادقا أم لا، والخاصة التي حكم فيها بصدق التالي بتقدير صدق المقدم لا لعلاقة موجبة له بل لمجرد صدقهما نحو إن كان الإنسان ناطقا فالحمار ناهق3.

الإتقان: معرفة الأدلة وضبط القواعد الكلية بجزئياتها4.

الاتكاء: الجلوس مع التمكن والقعود مع تمايل معتمدا على أحد جانبيه.

الإتمام: التوفية لما له صورة تلتئم من أجزاء وآحاد ذكره الحرالي.

الإتيان: مجيء بسهولة، فهو أخص من المجيء إذ الإتيان قد يقال باعتبار القصد وإن لم يكن منه حصول، والمجيء يقال اعتبارا بالحصول، والإتيان يقال للمجيء بالذات وبالأمر وبالتدبير وفي الخير والشر والأعيان والأعراض5.

1 التعريفات. ص7.

2 المفردات، ص528.

3 التعريفات، ص7.

4 التعريفات، ص7.

5 المفردات، ص8.

ص: 37

‌فصل الثاء:

الإثابة: ما يرجع للإنسان من ثواب أعماله، ويستعمل في المحبوب نحو {فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ} 1، وفي المكروه نحو {فَأَثَابَكُمْ غَمًّا} 2 لكنه على الاستعارة.

الإثارة: إظهار الشيء من الثرى كأنها تخرج الثرى من محتوى اليبس ذكره الحرالي.

الإثبات: ضد الإزالة ثم تارة يقال بالفعل فيقال لما يخرج من العدم نحو أثبت الله كذا، وتارة لما ثبت بالحكم فيقال أثبت الحاكم كذا، وتارة لما يكون بالقول سواء كان صدقا أم كذبا فيقال أثبت التوحيد وصدق النبوة وفلان أثبت مع الله إلها آخر. الإثبات عند الصوفية إقامة أوصاف العبادة3.

الأثر: حصول ما يدل على وجود الشيء والنتيجة، وأثرت الحديث نقلته.

الأثل: شجر عظيم واحدته بهاء، واستعير للعرض فقالوا نحت أثلة فلان أي اغتابه وتنقصه4، وهو لا تنحت أثلته أي لا عيب فيه ولا نقص.

الإثم: والآثام اسم للأفعال المبطئة عن الثواب، وتسمية الكذاب إثما كتسمية الإنسان حيوانا لكونه من جملتهم، والآثم بالمد المتحمل للإثم. قال الراغب5 والإثم أعم من العدوان.

الأثير: النفيس الرفيع القدر الحسن.

الأثيل: الشرف المحكم.

1 المائدة، 85.

2 آل عمران، 153.

3 وعند ابن عربي هو: إقامة أحكام العبادة. المعجم الصوفي، ص1017.

4 وانظر المفردات، ص10.

5 المفردات: ص1

ص: 38

‌فصل الجيم:

الإجابة: موافقة الدعوة فيما طلب بها لوقوعها على تلك الصفة.

وقال الحرالي: الإجابة اللقاء بالقول ابتداء شروع لتمام اللقاء بالمواجهة.

الإجارة: العقد على المنافع بعوض وهو مال وتمليك المنفعة بعوض إجارة وبغيره إعارة.

الإجانة: بالتشديد. إناء يغسل فيه الثياب والإنجانة1 لغة فيه ثم استعير فأطلق على ما حول الغراس فقالوا في المساقاة في العمل على العامل إصلاح الأجاجين وأرادوا ما يحوط على الشجر كالحوض.

الإجبار: في الأصل حمل الغير على أن يجبر الأمر أي يصلح خلله لكن تعورف في الإكراه المجرد فقيل أجبره على كذا أكرهه2.

الاجتباء: الجمع على طريق الاصطفاء، واجتباء الله العبد تخليصه إياه بفيض إلهي يتحصل له أنواع من النعم بلا سعي منه وذلك للأنبياء وبعض من قاربهم من نحو صديق وشهيد.

الاجتهاد: لغة، أخذ النفس ببذل الطاقة وتحمل المشقة3 كإتعاب الفكر في أحكام الرأي، وعبر عنه ببذل المجهود في طلب المقصود، عرفا، استفراغ الفقيه وسعه لتحصيل ظن بحكم شرعي4

الاجتماع: مجاورة جوهرين في حيزين ليس بينهما ثالث، وضده الافتراق وهو وقوع

1 لسان العرب، 1/ 34.

2 لسان العرب، 1/ 536.

3 المفردات، ص101.

4 التعريفات، ص8.

ص: 38

جوهرين بينهما حيز، وقال بعضهم: الاجتماع وجود أشياء كثيرة يعمها معنى واحد.

الإجحاف: النقص الفاحش مستعار من قولهم أجحف بعبده كلفه ما لا يطيقه.

الإجراء: العادة التي يجري عليها الإنسان.

الأجرام الفلكية: ما فوق العناصر من الأفلاك والكواكب1.

الأجر والأجرة: ما يعود من ثواب العامل دنيويا أو أخرويا، والأجرة في الثواب الدنيوي، ويقال فيما كان عن عقد وما يجري مجراه، والأجر لا يقال إلا في النفع دون الضر بخلاف الجزاء.

الأجير الخاص من يستحق الأجرة بتسليم نفسه في المدة وإن لم يعمل، والأجير المشترك من يعمل لغير واحد كالصناع2.

والأجسام الطبيعية: عند الصوفية العرش والكرسي، والعنصرية3 ما عداهما من السماوات وما فيها.

الأجسام المختلفة الطبائع، العناصر وما تركب منها من المواليد الثلاثة.

والأجسام البسيطة المستقيمة الحركة التي مواضعها الطبيعية داخل جوف فلك القمر، وتسمى أركانا وعناصر وإستقصات4.

الأجل: مشارفة انقضاء أمد الأمر حيث يكون منه ملجأ الذي هو مقلوبه كأنه مشارفة فراغ المدة، ذكره الحرالي، وقال غيره: المدة المضروبة للشيء ووقته الذي يحل فيه. ويقال للمدة المضروبة لحياة الإنسان، ودنو الأجل عبارة عن دنو الموت5.

الإجماع: اتفاق مجتهدي الأمة بعد وفاة نبيها في عصر، على أي شيء كان ولا يشترط عدد التواتر خلافا للإمام.

الإجماع السكوتي: أن يقول بعض المجتهدين حكما ويسكت الباقون عليه بعد العلم به.

الإجماع المركب6: الاتفاق في الحكم مع الاختلاف في المأخذ لكن يصير الحكم مختلفا فيه لفساد أحد المأخذين مثاله انعقاد الإجماع على نقض الطهر عند المس والقيء معا لكن يأخذ النقض عند الشافعي رضي الله عنه المس، وعند الحنفي القيء، فلو قدر عدم المس لم يقل الشافعي بالنقض، أو القيء لم يقل الحنفي بالنقض فينبغي الإجماع.

الإجمال: إيراد الكلام على وجه يحتمل أمورا متعددة7، وقيل معرفة الأجزاء مع عدم الامتياز، وإجمال الكلام إيراده على وجه لم يبين فيه تفصيله8.

الإجهاز: إسراع القتل.

الإجهاض: إسقاط الجنين.

الأجهر: من لا يبصر في الشمس.

الأجوف: ما اعتلت عينه كقال وباع.

1 التعريفات ص9.

2 التعريفات، ص9.

3 أي الأجسام العنصرية، انظر التعريفات ص9.

4 كذا في المخطوطة، وجاءت إسطقسات في التعريفات ص9.

5 المفردات، ص11.

6 التعريفات، ص8.

7 التعريفات، ص7.

8 المفردات، ص98.

ص: 39

‌فصل الحاء:

الإحاطة: إدراك الشيء بكماله ظاهرا وباطنا1، والاستدارة بالشيء من جميع جوانبه، ذكره الراغب2. وقال أبو البقاء احتواء الشيء على ما وراءه ويعبر بها عن إدراك الشيء على حقيقته. ا. هـ. وقال ابن الكمال3: الإحاطة بالشيء علما أن يعلم وجوده وجنسه وقدره وصفته وكيفيته وغرضه المقصود به وما يكون به ومنه وعليه، وذلك لا يكون إلا لله تعالى.

الاحتراز: التحفظ.

الاحتراس: الإتيان في كلام يوهم خلاف المراد بما يدفعه4.

الاحتمال: لغة: العفو والإغضاء وإتعاب النفس في الحسيات ونحو ذلك، وفي اصطلاح الفقهاء يستعمل بمعنى الوهم والجواز فيكون لازما، وبمعنى الاقتضاء والتضمين فيكون متعديا، نحو يحتمل أن يكون كذا، واحتمل الحال وجوها كثيرة.

الاحتياط: فعل ما يتمكن به من إزالة الشك واحتاط للشيء طلب الأحوط، الأخذ بالأوثق من جميع الجهات، ومنه قولهم افعل الأحوط يعني افعل ما هو أجمع لأصول الأحكام وأبعد عن شوائب التأويل.

الإحداث: إيجاد شيء بعد أن لم يكن هبه عرضا أو جوهرا، وإحداث الجوهر ليس إلا لله.

الإحراق: إيقاع نار ذات لهب في الشيء ومنه استعير أحرقني لومه إذا بالغ في أذاه بلوم5 وقال الحرالي: الاحتراق ذهاب صورة الشيء وروحه ذهابا وحيا بإصابة قاصف لطيف يشيع في كليته فيفنيه.

الإحرام: لغة: إدخال الإنسان نفسه في شيء حرم عليه به ما كان حلالا له، وعرفا نية الدخول في النسك.

الإحسان: إسلام ظاهر يقيمه إيمان باطن

يكمله إحسان شهودي، قاله الحرالي. وقال الراغب: فعل ما ينبغي فعله من المعروف وهو ضربان أحدهما الإنعام على الغير، والثاني إحسان في فعله، وذلك إذا علم علما محمودا، أو عمل عملا حسنا، ومنه قول علي كرم الله وجهه: الناس أبناء ما يحسنون أي منسوبون إلى ما يعلمون ويعملون6. وإحسان الشيء عرفانه وإيقانه. وقد فسر الشارع الإحسان بأن تعبد الله كأنك تراه7.

الإحصاء: التحصيل بالعدد من لفظ الحصا لأنهم كانوا يعتمدونه في العدد كاعتمادنا فيه على الأصابع8.

الإحصار: لغة: المنع من المضي لأمر والحبس، وشرعا: منع المضي في أفعال الحج سواء كان المنع ظاهرا كالعدو، أو باطنا كالمرض. والحصر لا يكون إلا في الباطن9.

الإحصان: أن يكون الإنسان بالغا عاقلا حرا مسلما دخل بامرأة كذلك10 بنكاح صحيح.

1 التعريفات، ص10.

2 المفردات، ص136.

3 هو المولى الفاضل أحمد بن سليمان بن كمال باشا المتوفى سنة 940هـ، وله كتاب التعريفات زاد فيه على تعريفات الجرجاني زيادات مفيدة. وذكر هوستما في كتالوجه لمخطوطات بريل في ليدن مخطوطتين في التعريفات ينسبهما إلى أحمد بن كمال باشا. غير أن فيليب حتى قد ذكر في كتالوجه لمجموعة جاريت التي اقتنت هاتين المخطوطتين "جامعة برنستون 1938م". خطأ نسبتهما إلى أحمد بن كمال باشا، ونسبهما إلى الشريف الجرجاني. ومرة أخرى فإن الفضل في حفظ هذا العمل يرجع إلى الإمام المناوي وتوقيفه.

4 انظر التعريفات ص12.

5 المفردات ص114.

6 المفردات، ص119.

7 والحديث: "الإحسان إن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" رواه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان عن عمر رضي الله عنه. وانظر التعريفات ص11.

8 المفردات ص121.

9 وانظر المفردات ص120.

10 أي عاقلة حرة مسلمة، انظر التعريفات ص10.

ص: 40

‌فصل الخاء:

الإخبات: الخضوع لله وحضور القلب له.

الاختبار: فعل ما يظهر به الشيء، والاختبار من الله إظهار ما يعلم من أسرار خلقه1.

الاختيار: طلب ما فعله خير.

الاختصاص: عناية تعين المختص لمرتبة ينفرد بها دون غيره، ذكره الحرالي. وقال الراغب2: تفرد بعض الشيء بما يشاركه فيه جملته.

اختصاص الناعت3: هو التعلق الخاص الذي يصير به أحد المتعلقين ناعتا للاخر والاخر منعوتا به والنعت حالا فيه، والمنعوت محله، كالتعلق بين لون البياض والجسم المقتضي لكون البياض نعتا للجسم والجسم منعوتا بأن يقال جسم أبيض.

الاختلاف: افتعال من الخلاف، وهو تقابل بين رأيين فيما ينبغي انفراد الرأي فيه، ذكره الحرالي.

الأخ: هو الناشىء مع أخيه من منشأ واحد على السواء بل بوجه ما ذكره الحرالي. وقال الراغب4: المشارك لآخر في الولادة من الطرفين أو أحدهما أو الرضاع ويستعار لكل مشارك في قبيلة أو دين أو حرفة أو معاملة أو مودة ونحوه من

1 التعريفات، ص13.

2 المفردات ص149.

3 التعريفات، ص13.

4 المفردات، ص13.

ص: 41

المناسبات.

الأخت: تأنيث الأخ، وجعل التاء فيها كالعوض من المحذوف منه1.

الأخذ: حوز الشيء وتحصيله، وذلك تارة بالتناول نحو {مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ} الآية 2، وتارة بالقهر والغلبة نحو {لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} 3، ومنه أخذته الحمى، وفلان يأخذ مأخذ فلان يذهب، مذهبه ويسلك مسلكه4.

الإخراج: إظهار من حجاب

الإخفاء: الستر ويقابله الإبداء والإعلان، ذكره الراغب5 وقال الحرالي: الإخفاء تغييب الشيء، وأن لا يجعل عليه علامة يهتدى إليه من جهتها.

الإخلاص: لغة ترك الرياء في الطاعة، وعرفا تخليص القلب من كل شوب يكدر صفاءه وكل ما يتصور أن يشوب غيره فإذا صفا عن شوبه وخلص منه سمي خالصا، ويسمى الفعل المخلص إخلاصا، وقيل الإخلاص عمل يعين على الخلاص، وقيل الخلاص عن رؤية الأشخاص، وقيل تصفية العمل من التهمة والخلل، وقيل صون الأعمال عن شهود الأشكال.

1 المفردات، ص13.

2 سورة يوسف، الآية 79، وهي {قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ} .

3 سورة البقرة، الآية 229.

4 المفردات، ص12.

5 المفردات ص153

ص: 42

‌فصل الدال:

الأداء: الإتيان بالشيء لميقاته ذكره الحرالي، وقال الراغب1: لغة: دفع ما يحق دفعه، وعرفا فعل ما دخل وقته قبل خروجه.

الأداء الكامل: ما يؤديه المكلف على ما أمر به كأداء المدرك والإمام، والأداء الناقص بخلافه كأداء المسبوق2.

الإدام: ما يؤتدم به مائعا كان أو جامدا، قال ابن الأنباري3: ومعناه الذي يطيب الخبز ويصلحه ويلتذ به الآكل، ومدار التركيب على الموافقة والملاءمة.

الأدب: رياضة النفس ومحاسن الأخلاق ويقع على كل رياضة محمودة يتخرج بها الانسان في فضيلة من الفضائل.

أدب القاضي: التزام ما ندب إليه الشرع من بسط العدل ورفع الظلم وترك الميل ونحو ذلك4. الأدب عند أهل

1 المفردات ص14.

2 التعريفات ص14.

3 أبو البركات النحوي كمال الدين بن الأنباري المولود في بغداد سنة 513هـ والمتوفى بها في سنة 577هـ. عد له صاحب الشذرات مائة وثلاثين مصنفا في اللغة والأصول والزهد، وأكثرها في فنون العربية ومنها كتاب المقصور والممدود وكتاب المذكر والمؤنث، انظر ابن العماد، شذرات الذهب 4/ 259.

4 التعريفات ص14.

ص: 42

الحقيقة1 أربعة: أنواع أدب الشريعة، وأدب الخدمة، وأدب الحق، وأدب الحقيقة وهو جماع كل خير.

آداب البحث: صناعة نظرية لاستفادة كيفية المناظرة وشروطها صونا عن الخبط في البحث وإلزاما للخصم وإفحاما2.

الإداوة: إناء الوضوء كالركوة3.

الإدارج: الطي والإرسال.

الإدراك: بلا حكم تصور، وبحكم تصديق، وجازمه الذي لا يقبل التغيير4.

الإدغام: "علم" لغة إدخال الشيء في الشيء، وعرفا إسكان الحرف الأول وإدماجه في الثاني، والأول مدغم والثاني مدغم فيه5.

الإدلاء: الوصول تقول أدلى إلى الميت بالبنوة ونحوها وصل بها من أدلى الدلو وأدلى بحجته أثبتها فوصل بها إلى دعواه.

الإدماج: إبهام الكلام، أدمج كلامه أبهمه. وعرفا تضمين كلام سيق لمعنى مدحا أو غيره معنى آخر، وهو أعم من الاستتباع لشموله المدح وغيره بخلافه6.

الأديم: الجلد المدبوغ.

1 وهم الصوفية.

2 التعريفات ص14.

3 وهي للماء وجمعها أداوي، انظر لسان العرب 1/ 47-48.

4 التعريفات ص13.

5 التعريفات ص13.

6 التعريفات ص14.

ص: 43

‌فصل الذال:

الأذان: لغة: الإعلام، قال أبو البقاء: وأصله من دخول الكلام في الأذن، وشرعا: الإعلام بوقت الصلاة بألفاظ مخصوصة مأثورة1. قال ابن بري2: أذن العصر بالبناء للفاعل خطأ وصوابه أذن بالعصر بالبناء للمفعول مع حرف الصلة.

الأذى: ما يصل إلى الحيوان من ضرر أو مكروه في نفسه أو بدنه أو فئته3 دنيويا أو أخرويا. والأذية اسم منه. والآذي الموج المؤذي لركاب البحر.

الإذعان: الانقياد، وأذعن الشيء انقاد فلم يستعص.

الأذن: بالضم، لغة الجارحة، وشبه به من حيث الخلقة أذن نحو الكوز، ويستعار لمن كثر استماعه وقبوله لما يسمع4 والأذن: البطانة.

الإذن: بالكسر، رفع المنع وإيتاء المكنة كونا وخلقا أي من جهة سلامة الخلقة، ذكره الحرالي، وقال ابن الكمال: فك الحجر وإطلاق التصرف لمن كان ممنوعا شرعا5 وقال الراغب6: الإذن في الشيء الإعلام بإجازته والرخصة فيه، ويعبر به عن العلم إذ هو مبدأ كثير من العلم فينا، لكن بين الإذن والعلم فرق، فأن الإذن أخص ولا يكاد يستعمل إلا فيما فيه مشيئة ما ضامه أمر أم لا. وفي المصباح7: أذنت له في كذا، أطلقت له فعله ويكون الأمر إذنا وكذا الإرادة نحو بإذن الله وأذنت للعبد في التجارة، فهو مأذون له والفقهاء يحذفون الصلة تحفيفا فيقولون العبد المأذون كما قالوا محجور بحذف الصلة، والأصل محجور عليه.

1 التعريفات ص15.

2 علي بن محمد بن الحسين المالكي المعروف بابن بري "أبو الحسن". مقرئ وناظم. ولد حوالي سنة 660هـ وتوفي سنة 730 تقريبا. انظر كحالة، معجم المؤلفين 7/ 220.

3 مفرده "قنية" بالكسر والضم، وهو ما اكتسب، وجاءت "تبعاته" في المفردات ص15.

4 المفردات ص14.

5 وهذا ما قاله الجرجاني أيضا في التعريفات ص15.

6 المفردات ص14.

7 المصباح المنير للفيومي، مادة "أذن" ص4 من طبعة مكتبة لبنان بيروت، 1987.

ص: 44

فصل الراء:

الإرادة: صفة توجب للحي حالا يقع منه الفعل على وجه دون وجه ولا يتعلق دائما إلا بمعدوم فإنها صفة تخصص أمرا بحصوله ووجوده، ذكره ابن الكمال1. وقال الراغب: في الأصل قوة مركبة من شهوة وحاجة وأمل، وجعلت اسما لنزوع النفس إلى الشيء مع الحكم بأنه ينبغي أن يفعل أولا ثم يستعمل مرة في المبدأ وهو نزوع النفس إلى الشيء، وتارة في المنتهى وهو الحكم فيه بأنه استعملت في الله أريد المنتهى دون المبدأ لتعاليه عن معنى النزوع، فمعنى أراد الله كذا حكم فيه أنه كذا وليس كذا، وقد يراد بالإرادة معنى الأمر نحو أريد منك كذا ومعنى القصد نحو {نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا} 2.

وعند الصوفية الإرادة ترك العادة، وهي بدء طريق السالكين وأول منازل القاصدين وقيل هو توديع الوسادة وأن يحمل من الوقت زاده وأن يألف سهاده وأن يهجر رقاده، وقيل: لوعة تهون كل روعة.

الأراك: شجر من الحمض يستاك بقضبانه ويقال شجرة ناعمة كثيرة الورق والأغصان خوارة العود ولها ثمر في عناقيد والأزاك محل بعرفة.

الآراب: الأعضاء التي تشتد الحاجة إليها سميت آرابا لأن الأعضاء ضربان، ضرب أوجد لحاجة الإنسان إليه كيد ورجل وعين، وضرب للزينة كحاجب ولحية، ثم التي للحاجة ضربان: ضرب لا تشتد له حاجة وضرب تشتد له حتى لو ارتفع اختل البدن اختلالا عظيما وهي التي تسمى آرابا3 ومنه حديث "إذا سجد العبد سجد على سبعة آراب"4.

الأرب: فرط الحاجة المقتضي للاحتيال في الدفع، فكل أرب حاجة ولا عكس. ثم استعمل تارة في الحاجة المفردة وأخرى في الاحتيال وإن لم تكن حاجة، وقولهم لا أرب لي في كذا أي لا حاجة لي فيه.

الأربعاء: في الأيام رابع الأيام من يوم الأحد الذي هو أول الأسبوع.

الارتجال: إيراد الكلام قائما مستقيما بغير تردد ولا تلعثم، وارتجل الكلام أتى به من غير روية ولا فكر وارتجل أي انفرد به من غير مشورة.

الارتشاف: الاستقصاء في الشرب.

الارتجاف: إيقاع الرجفة بالفعل أو بالقول، ويقال الأراجيف5 ملاقيح6 الفتن.

الأرجل: بفتح الجيم، الأبيض الرجل من الخيل والعظيم الرجل.

الأرج: الرائحة الطيبة.

الإردب: مكيال معروف بمصر، وهو أربعة وستون منا، وذلك أربعة وعشرون صاعا بصاع المصطفى ذكره الأزهري7.

الإرسال: البعث يقال في الآدمي وفي الشيء المحبوب والمكروه، ويكون بالتسخير والتخلية وترك المنع، والإرسال يقابل بالإمساك. وحديث مرسل لم يتصل إسناده، بصاحبه. وإرسال الكلام إطلاقه بغير تقييد، وإرسال الحديث عدم ذكر صحابيه.

الأرش: المال الواجب فيما دون النفس، وأرش الجراحة ديتها8، وأصله الفساد ثم استعمل في نقصان الأعيان لأنه فساد فيها.

الأرض: الجرم المقابل للسماء ويعبر بها عن أسفل الشيء، كما يعبر بالسماء عن أعلاه، وربما ذكرت في الشعر بمعنى البساط ذكره الراغب9، وقال العكبري: مشتقة من أرضت القرحة إذا اتسعت فسميت به لاتساعها، قال ولا عبرة بقول من قال سميت أرضا لأنها ترض بالأقدام لأن الرض مكرر الضاد ولا همزة فيها، وجمعها أرضون، ولم تجمع في القرآن. وقال الحرالي: الأرض المحل الجامع لنبات كل نابت ظاهر أو باطن فالظاهر كالمواليد وكل ما الماء أصله والباطن كالأعمال والأخلاق، ولتحقق دلالة اسمها على هذا المعنى جاء وصفها بذلك من لفظ اسمها فقيل أرض أريضة للكريمة النبتة، وأصل معناها ما سفل في مقابل معنى السماء الذي هو ما علا على سفل الأرض لأنها لوح قلمه الذي

1 وفي التعريفات ص15

2 القصص، 83. والآية:{تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَادًا} .

3 المفردات ص16.

4 والحديث: "إذا سجد العبد سجد معه سبعة أراب: وجهه وكفاه وركبتاه وقدماه" رواه ابن ماجه في سننه عن العباس بن عبد المطلب، كتابه "باب 19" ص286.

5 الأخبار المختلفة الكاذبة والسيئة.

6 الواحدة "ملقوحة": الأمهات.

7 أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري الهروي اللغوي، والإمام المشهور في اللغة، وله كتاب "التهذيب" وهو من الكتب المختارة. توفي سنة 271هـ.

8 انظر مادة "أرش" في لسان العرب، 1/ 60.

9 المفردات ص16.

ص: 45

يظهر فيها كتابه.

الأرفة: بالضم، الحد الفاصل بين الأرضين، ومنه قول عمر أي مال انقسم وأرف عليه فلا شفعة فيه1.

الإرهاص: ما ظهر من الخوارق عن النبي قبل ظهوره كالنور الذي كان بجبين والد المصطفى صلى الله عليه وسلم، ذكر بعضهم2، واختصر التفتازاني3 رحمه الله فقال: تأسيس النبوة بالخوارق قبل البعثة.

الأروع: السيد الفاضل يروع أي يعظم في النفوس.

الأروك: الإقامة على رعي الأراك ثم تجوز به عن غيره من الإقامات4.

الأريكة: حجلة على سرير سميت به لاتخاذها في الأرض من الأراك أو لكونها محلا للإقامة.

الأرين: محل الاعتدال في الأشياء، والأرين نقطة في الأرض يستوي معها ارتفاع القطب فلا يأخذ هناك الليل من النهار ولا عكسه ثم نقل عرفا إلى محل الاعتدال مطلقا.

1 وفي حديث عثمان رضي الله عنه: الأرف تقطع الشفعة، وقال صاحب لسان العرب إن هذا من الأحاديث النبوية، وأن حديث عمر وهو: فقسموها على عدد السهام واعلموا أرفها. ابن منظور 1/ 63. وقد أخرج البخاري هذا الحديث في الكتاب 34 الباب 96، 97، وأخرجه ابن ماجه في سنته "كتاب الشفعة، الباب 3"، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

2 التعريفات ص16.

3 سعد الدين عمر التفتازاني المتوفى سنة 781هـ.

4 من أرك الرجل بالمكان يأرك ويأرك أروكا، وأرك أركا. أقام به. لسان العرب 1/ 65.

5 التعريفات ص16.

ص: 46

‌فصل الزاي:

الإزاء: أصله ما يستر أسافل البدن من اللباس، ويكنى به عن المرأة، وأزر البناء تأزيرا جعل له من أسفله كإزار. والأزر القوة الشديدة5.

الأزارقة: طائفة تنسب لنافع بن الأزرق قالوا: كفر علي بالتحكيم وقتل ابن ملجم له بحق، وكفروا الصحابة.

الازدواج: انضمام الشيء إلى نظيره من الزواج وهو كل ماله نظير من جنسه.

الأزج: السقف والبيت يبنى طولا، وأزجته تأزيجا بنيته كذلك.

الأزل: القدم الذي ليس له ابتداء، ويطلق مجازا على من طال عمره، والأزل استمرار الوجود في أزمنة مقدرة غير متناهية في جانب الماضي، كما أن الأبد استمراره كذلك في المآل. والأزلي ما ليس بمسبوق بالعدم، والمرجود ثلاثة أقسام لا رابع لها: أزلي أبدي وهو الحق سبحانه، ولا أزلي ولا أبدي وهو الدنيا، وأبدي غير أزلي وهو الآخرة، وعكسه محال إذا ما ثبت قدمه استحال عدمه.

الأزهر: المشهور بالفضل من الزهرة ونقي البياض ومنه زهر النبت ذكره أبو البقاء.

ص: 46

‌فصل السين:

الأساء: الحزن وحقيقته إتباع الفائت بالغم، ومنه {فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} 1.

الأساس: القاعدة التي يبنى عليها.

الأسارير: جمع أسرار، وهي خطوط الكف والجبهة واحدها سر، وإذا استبشر الإنسان برقت اسارير وجه.

الأسوارية: أصحاب الأسواري، وافقوا النظامية في مذهبهم وزادوا بأشياء2.

الأستاذ: الماهر بالشيء، وهي عجمية معربة لأن السين والذال البتة لا يجتمعان في كلمة عربية.

الاستبرق: غليظ الديباج، فارسي معرب.

الاستبراء: لغة طلب البراءة، وشرعا التربص الواجب على كاملة الرق بسبب تجديد ملك أو زوال فراش، مقدرا بأقل ما يدل على البراءة.

الاستتباع: المدح بشيء على وجه يستتبع المدح بغيره3.

الاستثناء إيراد لفظ يقتضي دفع بعض ما يوجبه عموم لفظ متقدم أو يقتضي رفع حكم اللفظ كما هو، فالأول نحو {قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ} 4 الآية والثاني نحو لأفعلن إن شاء الله تعالى.

الاستحالة: تغير الشيء كتسخن الماء وتبرده مع بقاء صورته النوعية، ذكره ابن الكمال5. وقال الراغب6: استحال الشيء صار محالا فهو مستحيل، أي أخذ في أن يصير محالا، وفي المصباح7: استحال الشيء تغير عن طبعه ووصفه.

الاستحسان: لغة، عد الشيء واعتقاده حسنا8، واصطلاحا، دليل ينقدح في نفس المجتهد تقصر عنه عبارته، وقيل عدول عن قياس إلى أقوى منه، وقيل اسم لدليل من الأدلة الأربعة يعارض القياس الجلي.

الاستحقاق: استفعال من الحق.

الاستخدام: ذكر لفظ له معنيان يراد به أحدهما وبالضمير العائد لذلك اللفظ معناه الآخر أو يراد بأحد ضميريه أحد معنييه ثم بالآخر الآخر9.

الاستدارة: كون السطع يحيط به خط واحد ويفرض في داخله نقطة تتساوى جميع

1 المائدة، 68.

2 وجاءت "الأسوارية وهم أصحاب الأسواري"، في التعريفات ص26، وفي المقريزي كذلك 20/ 356.

3 التعريفات ص21.

4 الأنعام، 145.

5 والتعريفات ص19.

6 المفردات، 138.

7 المصباح المنير، ص60.

8 التعريفات ص18.

9 التعريفات ص21.

ص: 47

الخطوط المستقيمة الخارجة منها إليه1.

الاستدلال: تقرير الدليل لإثبات المدلول، فإن كان من الأثر على المؤثر سمي استدلالا إنيا أو عكسه سمي لميا2.

الاستدبار: طلب دبر الشيء.

الاستدراج: تلوين المنة بغير خوف الفتنة، وقيل انتشار الذكر بدون خوف المرك، وقيل تعليل برجاء وتأصيل بغير وفاء.

الاستدراك: تعقيب الكلام برفع ما يوهم ثبوته، وهو معنى قولهم رفع توهم نشأ من كلام سابق3.

الاستسقاء: طلب المطر عند الحاجة.

الاستسلام: لله الانقياد له في كل ما قدر وقضى.

الاستصحاب: التمسك بما كان سائدا إبقاء لما كان على ما كان لفقد المغير أو مع ظن انتفائه عند بذل المجهود في البحث، وهو أربعة استصحاب حال العقل واستصحاب حال العموم إلى ورود مخصص، واستصحاب حكم الإجماع واستصحاب أمر دل الشرع على ثبوته في دوامه.

الاستطابة: الاستنجاء لأن المستنجي يطيب نفسه بإزالة الخبث عن المخرج.

الاستطاعة: الحقيقية القدرة التامة التي يجب عندها صدور الفعل فلا تكون إلا مقارنة له.

استطاعة الصحة: ارتفاع الموانع من مرض أو غيره، ذكره ابن الكمال،

وقال الراغب4: الاستطاعة استفعالة من الطوع، وذلك وجود ما يصير به الفعل ممكنا، وعند المحققين اسم للمعاني التي يتمكن المرء بها مما يريده من إحداث فعل والاستطاعة أخص من القدرة.

الاستطراد: ذكر الشيء في غير موضعه وقولهم وقع ذلك على وجه الاستطراد مأخود من الاجتذاب لأنك لم تذكره في موضعه بل مهدت له موضعا ذكرته فيه.

الاستظهار: الاجتهاد في الطلب والأخذ بالأحوط.

الاستعارة: ادعاء معنى الحقيقة في الشيء للمبالغة في التشبيه مع طرح ذكر المشبه من البين، نحو لقيت أسدا يعني رجلا شجاعا، ثم إن ذكر المشبه به مع قرينه سمي استعارة تصريحية وتحقيقية كلقيت أسدا في الحمام5.

الاستعانة: لغة طلب الإعانة من الغير وعرفا، الإتيان ببيت غيره ليعينه على تمام مراده في نظم أو نثر.

الاستعجال: طلب الأمر قبل مجيئه وتحريه قبل أوانه.

الاستعتاب: أن يطلب من آخر أن يذكر

1 التعريفات ص20.

2 التعريفات ص17.

3 التعريفات ص21.

4 المفردات ص310.

5 التعريفات ص20.

ص: 48

عتبه ليعتبه1.

الاستعداد: لغة، طلب التأهب، وعرفا كون الشيء بالقوة القريبة أو البعيدة متهيأ إلى الفعل.

الاستعداء: طلب التقوية والنصرة، ومنه استعديت الحاكم على الظالم والاسم العدوى بالفتح.

الاستعلاء: طلب العلو المذموم، وقد يكون طلب العلا أي الرفعة، وقوله {وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى} 2 يحتملهما.

الاستفسار: طلب ذكر معنى اللفظ حيث غرابة أو إبهام أو إجمال.

الاستفهام: استعلام ما في ضمير المخاطب، وقيل طلب حصول صورة الشيء في الذهن فإن كان تلك الصورة وقوع نسبة بين الشيئين أو لا وقوعها فحصولها هو التصديق وإلا فالتصور.

الاستقامة: كون الخط بحيث تنطبق أجزاؤه المفروضة بعضها على بعض، وعرفا: استقامة الظاهر مع الخلق والباطن مع الحق.

وفي عرف الصوفية: الوفاء بكل العهود، ولزوم الصراط المستقيم برعاية حد الوسط في كل أمر من مطعم ومشرب،وملبس، وكل أمر ديني ودنيوي، وقيل: وقوف بلا انتفاء، وعكوف على الصفاء، وقيل: أن لا ينصرف بالكرامة ولا يلتفت إلى الملامة.

الاستقبال: ما تترقب وجوده بعد زمانك الذي أنت فيه.

الاستقراء: الحكم على كلي لوجوده في أكثر جزئياته، فلو كان في كلها لم يكن استقراء بل قياسا مقسما ويسمى هذا الاستقراء استقراء ناقصا لعدم حصول مقدماته إلا بتتبع الجزئيات، نحو كل حيوان يحرك فكه الأسفل عند المضغ فهو، ناقص لا يفيد اليقين لمكن وجود جزئي لم يستقرأ ويكون حكمه مخالفا للمستقرأ كالتمساح.

الاستكبار: قسمان: أحدهما أن يتحرى المرء أن يكون كبيرا وذلك متى كان على ما يجب وفي المحل والوقت الذي يجب غير مذموم. الثاني، أن يتشبع3 فيظهر من نفسه ما ليس له، وهو مذموم، ومنه ما ورد في القرآن نحو {أَبَى وَاسْتَكْبَر} 4.

الاستهلال: خروج الولد من بطن أمه صارخا.

الاستيعاب: أخذ الشيء كله، يقال وعبته وعبا وأوعبته إيعابا، واستوعبته، كلها بمعنى. وفي التهذيب5: الوعب إيعابك الشيء في الشيء حتى تأتي عليه كله، أو يدخله فيه جميعه.

1 المفردات ص321.

2 طه، 64.

3 أي يتزين.

4 البقرة، 34.

5 للإمام النووي، مادة "وعب". وانظر أيضا لسان العرب، مادة: وعب 6/ 487.

ص: 49

الاستيلاد: إحبال السيد أمته.

الاستهزاء: ارتياد الهزء، ويعبر به أيضا عنه كذا.

الاستجابة: في الأمل تخالف الإجابة، وإن كانت قد تجري مجراها، ذكره الراغب1.

الإسراف: إنفاق مال كثير في غرض خسيس2، وقد يقال تارة اعتبارا بالكمية وتارة بالكيفية، ولهذا قال سفيان رضي الله عنه "ما أنفق في غير طاعة سرف وإن قل" ذكره الراغب3. وقال الحرالي: الإسراف الإبعاد في مجاوزة الحد.

الأسر: الشد بالقيد، وسمي كل مأخوذ مقيد أسيرا وإن لم يكن مشدودا بذلك ويتجوز به فيقال:"أنا أسير نعمتك".

الأسطوانة: شكل يحيط به دائرتان متوازيتان من طرفيه هما قاعدتان يتصل بهما سطح مستدير4.

الإسعاد: المساعدة في البكاء خاصة.

الإسعاف: الإعانة والإجابة إلى المطلوب.

الإسفار: الإضاءة قال الراغب5: ويختص باللون نحو {وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَر} 6 أي أشرق لونه.

الأسف: الحزن والغضب معا، وقد يقال لكل منهما منفردا. وحقيقته ثوران دم القلب شهوة للانتقام، فمتى كان على من دونه أو من فوقه انتشر فصار غضبا أو من قوته انتشر فصار حزنا وجزعا، ولهذا لما سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن الحزن والغضب قال: مخرجهما واحد واللفظ مختلف، فمن نازعه من يقوى عليه أظهره غيضا وغضبا أو غيره أظهره حزنا وجزعا7.

والأسيف الغضبان ويستعار للمسخر المستخدم.

الإسكاف: الخراز وهو عند العرب كل صانع، وأسكفة الباب بالضم عتبته العليا، وقد تستعمل في السفلى.

الإسكافية: أصحاب أبي جعفر الأسكاف، قالوا: الله لا يقدر على ظلم العقلاء، ويقدر على ظلم الصبي والمجنون8.

الإسكة: كسدرة جانب فرج المرأة، والإسكتانان ناحيتاه والشفران طرفا الناحيتين.

أسلوب: الحكيم، ذكر الأهم تعنيفا للمتكلم على تركه الأهم.

الاستواء: الاعتدال والاستقامة، من استوى العود إذا قام واعتدل، واستوى إليه قصده قصدا مستويا لا اعوجاج فيه

1 المفردات ص102.

2 التعريفات ص23.

3 المفردات ص230.

4 التعريفات ص24.

5 المفردات ص233.

6 المدثر، 34.

7 المفردات ص17.

8 التعريفات ص26.

ص: 50

كالسهم المرسل من غير ميل، وسواء عدله وقومه، وأصل الاستواء طلب السواء، وإطلاقه على الاعتدال لما فيه من تسويه وضع لأجزاء.

الإسماعيلية: قوم أثبتوا الإمامة لإسماعيل بن جعفر الصادق رضي الله عنه، وقالوا إن الله لا موجود ولا معدوم ولا عالم ولا جاهل ولا قادر ولا عاجز، وكذا سائر الصفات1. تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.

الاسم: ما دل على معنى في نفسه غير مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة، ثم إن دل على معنى يقوم بذاته فاسم عين، وإلا فاسم معنى سواء كان معناه وجوديا كالعلم أو عدميا كالجهل2.

الاسم المتمكن: ما تغير آخره بتغير العوامل في أوله ولم يشبه الحرف3.

الاسم التام المستغني عن الإضافة.

الاسم المقصور: ما في آخره ألف مفردة.

الاسم المنقوص: ما في آخره ياء قبلها كسرة كالقاضي.

اسم الجنس: ما وضع لأن يقع على شيء وشبهه كالرجل فإنه وضع لكل فرد خارجي على سبيل البدل.

اسم إن وأخواتها: المسند إليه بعد دخولها.

اسم لا: التي لنفي الجنس، المسند إليه من معموليها.

اسم العدد: ما وضع لكمية الآحاد المعدودة.

اسم الفاعل: ما اشتق من يفعل لمن قام به الفعل بمعنى الحدث، وبالقيد الأخير خرج الصفة المشبهة واسم التفضيل لكونهما بمعنى الثبوت.

اسم الفعل: ما كان بمعنى الأمر أو الماضي كرويد وهيهات.

اسم المفعول: ما اشتق من يفعل لمن وقع عليه الفعل.

اسم التفضيل: ما اشتق لفعل موصوف بزيادة على غيره.

اسم الزمان والمكان: ما اشتق من يفعل لزمان أو مكان وقع فيه الفعل.

اسم الآلة: ما يعالج الفاعل المفعول بوصول الأثر إليه.

اسم الإشارة: ما وضع لمشار إليه.

اسم المنسوب: الملحق في آخره ياء مشددة مكسورة ما قبلها علامة للنسبة، كما ألحق التاء علامة التأنيث4.

الإسناد: نسبة أحد الجزأين إلى الآخر هبه أفاد المخاطب ما يصح السكوت عليه أم لا.

الإسناد في الحديث: رفعه إلى قائله، رفعته إليه بذكر ناقليه.

الأسوة: الحالة التي يكون الإنسان عليها في اتباع غيره إن حسنا وإن قبيحا وإن سارا وإن ضارا.

1 التعريفات، ص27.

2 التعريفات ص24.

3 التعريفات ص25.

4 انظر التعريفات ص25 و26 بشأن هذه "الأسماء".

ص: 51

‌فصل الشين:

الإشارة: التلويح بشيء يفهم منه النطق، فهي ترادف النطق في فهم المعنى.

إشارة النص: العمل بما يثبت بنظم الكلام لغة لكنه غير مقصود كقوله تعالى: {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ} 1. سيق لإثبات النفقة، وفيه إشارة إلى أن النسب إلى الآباء2.

الأشباح: الأشخاص اللطاف، وذكره أبو البقاء.

الإشتغال: محاولة أسباب حصول المطلوب وممارسة ذلك ومعالجته.

الاشتقاق: نزع لفظ من آخر بشرط مناسبتها معنى وتركيبا ومغايرتهما صيغة3.

الاشتقاق الكبير: أن يكون بين لفظين تناسب في المخرج4.

الإشراب: خلط لون بآخر، كذا في الكشاف5. وفي فتح الباب6. هو مداخلة نافذة سائغة كالشراب وهو الماء المداخل لكلية الجسم للطافته ونفوده.

الإشراق: الإضاءة، وأشرق دخل في وقت الشروق.

الأشربة: جمع شراب، وهو مائع رقيق يشرب ولا يمكن مضغه حلالا أو حراما7.

الأشر: كفر النعمة وشدة البطر، فهو أبلغ منه، والبطر أبلغ من الفرح إذ الفرح وإن كان مذموما غالبا فقد يحمد على قدر ما يجب، وفي الموضع الذي يجب، {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} 8. وذلك لأن الفرح قد يكون من سرور بحسب قضية العقل. والأشر لا يكون إلا فرحا بحسب قضية الهوى.

الأشعر: الطويل الشعر، وإشعار البدنة جرح سنامها حتى يسيل منه الدم فيعلم أنها هدي فهي شعيرة بمعنى مشعورة.

الإشفاء: بالكسر، القرب من الهلاك وأشفى على الهلاك حصل على شفاه أي طرفه، والإشفى آلة الإسكاف.

الإشفاق: عناية مختلطة بخوف لأن المشفق عليه يخاف ما يلحقه فإذا عدي بمن فمعنى الخوف فيه أظهر، أو بعلى فمعنى العناية فيه أظهر.

1 البقرة: 233.

2 التعريفات ص27.

3 التعريفات ص27.

4 جاء هذا التعريف للاشتقاق الأكبر، راجع التعريفات ص28.

5 الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري المتوفى سنة 538هـ، انظر مادة "شرب".

6 فتح الباب المقفل للإمام الحرالي "637هـ"، وصحته "فتح اللب المقفل".

7 التعريفات ص27.

8 يونس 58.

ص: 52

‌فصل الصاد

فصل الضاد:

الإضافة: ضم شيء إلى شيء ومنه الإضافة في اصطلاح النحاة، لأن الأول منضم للثاني ليكتسب منه التعريف أو التخصيص، فالإضافة تكون للملك ك غلام زيد، والاختصاص ك حصير المسجد، ومجازية ك دار زيد لما يسكنه بالأجرة لا بالملك.

الإضاءة: فرط الإنارة من الضوء الذي هو النور البالغ القوي ومصداقه {جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا} 1.

الأضحية: المنحورة يوم الأضحى وما يليه أفعولة من ضحى يضحى إذا برز للشمس لأنها تنحر ظاهرة عند ضحوة، ذكره أبو البقاء. وقال ابن الكمال: الأضحية اسم لما يذبح من النعم في أيام النحر تقربا إلى الله تعالى2.

الإضراب: الإعراض عن الشيء تركا وإهمالا بعد الإقبال عليه، الاضطراب التحرك والاختلاف وكثرة الذهاب في الجهات.

الاضطراب: التحرك والاختلاف. واضطربت: الأمور اختلفت.

الاضطرار: الإلجاء إلى ما فيه ضرر بشدة وقسر، ذكره الحرالي. وفي المصباح: الإلجاء إلى ما ليس منه بد. وفي الفرائد3. حمل الإنسان على ما يضر وهو في التعارف حمله على ما يكرهه وذلك ضربان، أحدهما اضطرار بسبب خارج كمن يضرب أو يهدد لينقاد أو يؤخذ، والثاني تداخل إما بقهر قوة لا يناله بدفعه هلاك كمن غلبته شهوة خمر أو قمار وإما بقهر قوة يناله بدفعها هلاك كمن اشتد جوعه فاضطر إلى أكل ميتة ومنه {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغ} 4.

الإضلال: التطريق للخروج عن الطريق الجادة المنجية ذكره الحرالي.

الإضمار: في العروض إسكان الحرف الثاني.

1 يونس 5.

2 التعريفات ص29.

3 الفوائد الغياثية في المعاني والبيان للقاضي عضد الدين الأيجي المتوفى سنة 756هـ.

4 البقرة 172.

ص: 54

‌فصل الضاد:

الإضافة: ضم شيء إلى شيء ومنه الإضافة في اصطلاح النحاة، لأن الأول منضم للثاني ليكتسب منه التعريف أو التخصيص، فالإضافة تكون للملك ك غلام زيد، والاختصاص ك حصير المسجد، ومجازية ك دار زيد لما يسكنه بالأجرة لا بالملك.

الإضاءة: فرط الإنارة من الضوء الذي هو النور البالغ القوي ومصداقه {جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا} 1.

الأضحية: المنحورة يوم الأضحى وما يليه أفعولة من ضحى يضحى إذا برز للشمس لأنها تنحر ظاهرة عند ضحوة، ذكره أبو البقاء. وقال ابن الكمال: الأضحية اسم لما يذبح من النعم في أيام النحر تقربا إلى الله تعالى2.

الإضراب: الإعراض عن الشيء تركا وإهمالا بعد الإقبال عليه، الاضطراب التحرك والاختلاف وكثرة الذهاب في الجهات.

الاضطراب: التحرك والاختلاف. واضطربت: الأمور اختلفت.

الاضطرار: الإلجاء إلى ما فيه ضرر بشدة وقسر، ذكره الحرالي. وفي المصباح: الإلجاء إلى ما ليس منه بد. وفي الفرائد3. حمل الإنسان على ما يضر وهو في التعارف حمله على ما يكرهه وذلك ضربان، أحدهما اضطرار بسبب خارج كمن يضرب أو يهدد لينقاد أو يؤخذ، والثاني تداخل إما بقهر قوة لا يناله بدفعه هلاك كمن غلبته شهوة خمر أو قمار وإما بقهر قوة يناله بدفعها هلاك كمن اشتد جوعه فاضطر إلى أكل ميتة ومنه {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغ} 4.

الإضلال: التطريق للخروج عن الطريق الجادة المنجية ذكره الحرالي.

الإضمار: في العروض إسكان الحرف الثاني.

1 يونس 5.

2 التعريفات ص29.

3 الفوائد الغياثية في المعاني والبيان للقاضي عضد الدين الأيجي المتوفى سنة 756هـ.

4 البقرة 172.

ص: 54

‌فصل الطاء:

الإطراء: المبالغة في المدح ومجاوزة الحد فيه أو مدح الإنسان بأحسن ما فيه.

الاطراد: الإتيان بأسماء الممدوح أو غيره وأسماء آبائه على ترتيب الولادة بلا تكلف. واطراد الشيء متابعة بعضه بعضا تقول اطرد الأمر اطرادا، تبع بعضه بعضا. واطرد الماء كذلك والأنهار جرت. ومنه اطردت العادة، وقولهم اطرد الحد معناه تتابعت أفراده وجرت مجرى واحدا كجري الأنهار.

الإطناب: أداء المقصود بأكثر من العبارة المتعارفة5، من أطنب الرجل إذا بالغ في قوله بمدح أو ذم.

5 التعريفات ص29.

ص: 54

‌فصل العين:

الإعادة: التكرير، وإعادة الشيء كالحديث وغيره تكريره، ومنه إعادة الصلاة.

الإعارة: تمليك المنفعة بغير عوض1.

الإعتاق: إثبات القدرة الشرعية في المملوك2.

الاعتبار: الحالة التي يتوصل بها من معرفة المشاهدة إلى غيره، وقال أبو البقاء: هو التدبر وقياس ما غاب على ما ظهر، ويكون بمعنى الاختبار والامتحان كعبرت الدراهم أواعتبرتها. فوجدتها ألفا، وبمعنى الإيقاظ نحو {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} 3، وبمعنى الاعتداد بالشيء في ترتيب الحكم، نحو قول الفقهاء: الاعتبار بالعقب أي الاعتداد في التقدم به.

الاعتباط: أن ينحر البعير أو غيره بغير علة.

الاعتذار: تحري الإنسان ما يمحو به أثر ذنبه، وذلك ثلاثة: أن يقول لم أفعل، أو فعلت لأجل كذا فيذكر ما يخرجه عن كونه ذنبا، أو فعلت ولا أعود، ونحو ذلك، والثالث هو التوبة، فكل توبة عذر ولا عكس. ويقولون اعتذرت المنازل درست على طريق التشبيه بالمعتذر الذي يندرس ذنبه بإبراز عذره.

الاعتراض: الإتيان في أثناء كلام أو بين كلامين متصلين معنى بجملة أو أكثر لا محل لها من الإعراب لنكتة سوى رفع الإبهام، ويسمى الحشو أيضًا، نحو {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ} 4، فسبحانه معترضة لكونه بتقدير الفعل، وقعت في أثناء الكلام، ونكتته تنزيه الله عما نسب إليه5.

الاعتراف: الإقرار، وأصله إظهار معرفة الذنب وذلك ضد الجحود.

الاعتزال: طلب العزل، وهو الانفراد عما شأنه الاشتراك. والاعتزال تجنب الشيء عمالة أو إمارة أو غيرهما بالبدن أو القلب.

الاعتقاد: عقد القلب على الشيء وإثباته في نفسه.

الاعتكاف: لغة المواظبة والملازمة، ومنه {يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ} 6، والمقام والاحتباس، ومنه الاعتكاف الشرعي فإنه حبس النفس في المسجد عن التصرف العادي بالنية.

الإعجاب: الترفع والتكبر، وقيل تذكار العمل ونسيان الزلل، وقيل الغفلة عن رؤية التوقيف وترك أخذ النفس بالتحقيق، وقيل رعونة البشرية والعمى عن رؤية

1 التعريفات ص31.

2 التعريفات ص30.

3 الحشر 20.

4 النحل 57.

5 التعريفات ص31.

6 الأعراف 138

ص: 55

الربوبية، وقيل حجاب القلب عن لطف الرب.

الإعداد: بالكسر، التهيئة والإرصاد، وأكثر استعماله في الموجود، وقيل يستعمل فيما هو في معنى الموجود، كما في قوله تعالى:{أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا} 1.

الإعراب: بالكسر، لغة البيان والفصاحة والإيضاح، وعرفا نحويا اختلاف آخر الكلمة باختلاف العوامل لفظا أو تقديرا2. وبالفتح سكان البادية.

الإعجاز: في الكلام، تأديته بطريق أبلغ من كل ما عداه من الطرق3.

الإعراض: الإضراب عن الشيء، وحقيقته جعل الهمزة للصيرورة، أي أخذت عرضا أي جانبا غير الجانب الذي هو فيه. وأعرض الشيء بدا عرضه ومنه أعرضت العود على الإناء، واعترض الشيء في حلقه، وقف فيه بالعرض، وأعرضه أظهر عرضه أي ناحيته.

الإعفاء: الاندراس وذهاب الأثر.

الإعقاب: أن يتعاقب شيء بعد آخر كإعقاب الليل والنهار، ومنه العقبة، وهو أن يتعاقب اثنان على ركوب ظهر.

الإعلال: لغة جعل الشيء ذا علة، واعتل تمسك بحجة ومنه إعلالات الفقهاء واعتلالاتهم.

الإعلال في العربية: تغير حرف العلة للتخفيف4.

الإعنات: إيقاع العنت وهو أسوأ الهلاك الذي يفحش نعته، ذكره الحرالي.

الأعيان: ما له قيام بذاته بأن يتحيز بنفسه غير تابع تحيزه لتحيز شيء آخر بخلاف العرض فإن تحيزه تابع لتحيز الجوهر الذي هو موضعه أي محله الذي يقومه5.

الأعيان الثابتة: حقائق الممكنات في علم الله وهي صور حقائق الأسماء الآلهية في الحضرة العلمية لا تأخر لها عن الحق إلا بالذات لا بالزمان، فهي أزلية وأبدية.

والمعنى بالإضافة التأخر بالذات لا غير6.

الإعياء: عجز يلحق البدن من المشي.

اعلم: حث للمخاطب على أن يلقي سمعه إلى ما يعقبها وهو شهيد ذكره الشريف.

1 الأحزاب 35.

2 التعريفات ص31.

3 التعريفات ص32.

4 التعريفات ص32.

5 التعريفات ص30.

6 التعريفات ص30.

ص: 56

‌فصل الغين:

الاغتيال: الإهلاك في خفية واحتيال.

الأغلف: المغشى الذكر بالقلفة التي هي جلدته كأن القلفة في طرفي المرء: ذكره وقلبه، حتى يتم الله كلمته في طرفيه بالختان والإيمان ذكره الحرالي.

الإغماء: سهو يعتري الإنسان مع فتور الأعضاء لعلة. وقيل فتور غير أصلي لا بمخدر يزيل عمل القوى فخرج ب غير أصلي النوم، وبلا مخدر الفتور، وبما بعدهما العتة1.

الإغماض: إطباق أحد الجفنين على الآخر، ثم استعير للتغافل والتساهل والتجاوز، ذكره الراغب2. وقال الحرالي: الإغضاء عن العيب، من الغمض وهو نومة تغشى الحس ثم تنقشع.

1 التعريفات ص32.

2 المفردات ص366.

ص: 57

‌فصل الفاء:

الآفة: عرض يفسد ما يصيبه وهي العاهة.

الإفاضة: الدفع بكثرة. وقال الزمخشري1. رحمه الله: أصلها الصب ثم استعيرت للدفع في السير ونحوه.

الإفاقة: رجوع الفهم إلى الإنسان بعد سكر أو جنون أو إغماء، والقوة بعد المرض.

الإفتاء: بيان حكم الواقع المسئول عنه.

الافتخار: ذكر الخصال التي يعظم قدر الإنسان بها.

الافترار: ظهور السن من الضحك.

الافتيات: فعل الشيء بغير ائتمار من حقه أن يؤتمر فيه.

الإفراغ: السكب المفيض على كلية المسكوب عليه.

الأف: كل مستقذر وسخ، ويقال لكل مستخف به استقذارا له، وأففت لكذا إذا قلت ذلك استقذارا له.

الأفق: نواحي السماء والأرض. ويقال في النسبة إليه أفقي. وأفق فلان ذهب في الآفاق. والآفق بالمد من بلغ النهاية في الكرم تشبيها بالآفق الذاهب في الآفاق.

الأفق الأعلى: عند الصوفية، نهاية مقام الروح وهي الحضرة الواحدية وحضرة الألوهية2.

الأفق المبين: نهاية مقام القلب3.

الأفعال: الأفعال الناقصة ما وضع لتقرير الفاعل على صلة.

أفعال التعجب: ما وضع لإنشاء التعجب وله صيغتان: ما أفعله وأفعل به، أفعال المقاربة: ما وضع لدنو الخبر رجاء أو حصولا أو أخذا فيه.

أفعال المدح والذم: ما وضع لإنشاء مدح أو ذم4.

الإفك: كل مصروف عن وجهه الذي يحق أن يكون عليه.

الأفول: غيبوبة النيرات كالقمرين والنجوم.

1 هو الإمام أبو القاسم جار الله بن عمر الزمخشري، صاحب "الكشاف عن حقائق التنزيل" المتوفى سنة 538هـ

2 التعريفات ص33.

3 التعريفات ص33.

4 نظر ما جاء في التعريفات عن هذه الأفعال ص33.

ص: 57

‌فصل القاف:

الإقالة: أصلها رفع المكروه، وهو في البيع رفع العقد بعد وقوعه.

الإقتار: النقص من القدر الكافي، ذكره الحرالي.

الاقتباس: أصله طلب القبس وهو الشعلة، ثم استعير لطلب العلم والهداية، ومنه {انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ} 1. وهو عرفا تضمين الكلام نثرا أو نظما شيئا من قرآن أو حديث لا على أنه منه.

الاقتحام: سلوك الشيء على مشقة.

الاقتراح: الاستدعاء والطلب.

الاقتراف: قشر نحو الجلدة عن الجرح ثم استعير للاكتساب حلالا أو حراما، حسنا أو قبيحا، وفي الإساءة أكثر. استعمالا، واقتراف الذنب فعله ولذلك يقال الاعتراف يزيل الاقتراف.

والاقتراف الجماع.

الاقتران: كالازدواج في كونه اجتماع شيئين أو أشياء في معنى من المعاني.

الاقتضاء: المطالبة بقضاء الدين. ومنه قولهم هذا يقتضي كذا ومقتضاه كذا.

اقتضاء النص: عبارة عما إذا لم يعلم النص إلا بشرط تقدم عليه فإن ذلك أمر اقتضاه النص بصحة ما تناوله النص، فإذا لم يصح لا يكون مضافا للنص، فكان المقتضى كالثابت بالنص كقوله لآخر اعتق عبدك عني بألف فأعتقه، فكأنه قال بعه لي وكن وكيلي بعتقه.

الاقتفاء: اتباع القفاء، كما أن الارتداف اتباع الردف، ويكنى به عن الاغتياب وتتبع المعايب.

الاقتناص: أخذ الصيد، ويشبه به أخذ كل شيء بشرعة.

الإقرار: إظهار الالتزام بما خفي أمره، قاله الحرالي. وقال غيره: لغة: إثبات الشيء ويكون بالقلب أو اللسان، وشرعا، إخبار بحق لآخر عليه2.

الأقطاب: هم الجامعون للأحوال والمقامات وقد يتوسع فيسمى كل من دار عليه مقام من المقامات وانفرد به في زمانه قطبا، لكن حيث أطلق القطب لا يكون في الزمان إلا واحدا وهو الغوث، وهو سيد أهل زمنه وإمامهم، وقد يحوز الخلافة الظاهرة كما حاز الباطنة، كالشيخين والمرتضى والحسن وابن عبد العزيز رضي الله عنهم، وقد لا كأبي يزيد البسطامي رضي الله عنه، وأضرابه وهو الأكثر. واسم القطب عبد الله في كل زمن.

الإقعاء: لصق الإليتين بالأرض ونصب الساقين، ووضع اليدين على الأرض.

الإقليد: المفتاح، لغة يمانية، وقيل معرب وأصله بالرومية إقليدس.

1 الحديد 13.

2 التعريفات ص33.

ص: 58

‌فصل الكاف:

الاكتساب: محاولة أسباب حصول المطلوب.

الإكراه: حمل الغير على ما يكرهه بالوعيد الشديد.

الإكفاء: قلب الشيء، من المكافأة أي المساواة كأنه أزال المساواة، ومنه الإكفاء في الشعر.

الأكل: إيصال ما يمضغ إلى الجوف ممضوغا أو لا فليس اللبن والسويق مأكولا، ذكره ابن الكمال1. وفي كلام الرماني2 ما يخالفه حيث قال: الأكل حقيقة بلع الطعام بعد مضغه، قال: فبلع الحصاة ليس بأكل حقيقة، وعلى التشبيه يقال أكلت النار الحطب. والأكل بالضم اسم لما يؤكل، وأكيلة الأسد فريسته، والأكول والأكيل المواكل، ويعبر به عن النصيب فيقال ذو أكل من الزمان، واستوفى أكله كناية عن الأجل، وأكل فلانا اغتابه، وكذا أكل لحمه.

الإكمال: بلوغ الشيء إلى غاية حدوده في قدر أو عد حسا أو معنى ذكره الحرالي.

الأكمه: من ولد مطموس العين، وقد يقال لمن تذهب عينه.

1 التعريفات ص34.

2 الروماني النحوي، على بن عيسى أبو الحسن، أحد الأئمة المشاهير، المتوفى سنة 384هـ، انظر ابن خلكان، الوفيات 3/ 299.

ص: 59

‌فصل اللام:

الله: علم دال على الإله الحق دلالة جامعة لجميع الأسماء الحسنى.

الإلهية: أحدية جمع جميع الحقائق الوجودية، كما أن آدم أحدية جمع جميع القبور البشرية، كذا ذكره ابن الكمال3، وأصله لابن عربي4. رضي الله عنه.

الآلة: الواسطة بين الفاعل والمنفعل في وصول أثر الفاعل إليه. كالمنشار للنجار، فخرج بالأخير العلة المتوسطة كالأب بين الجد والابن فإنه واسطة بين فاعلها ومنفعلها، لكن غير واسطة بينهما في وصول أثر العلة البعيدة إلى المعلول، لأن أثر العلة البعيدة لا تصل إلى المعلول، فضلا عن توسط شيء آخر، وإنما الواصل إليه أثر العلة المتوسطة لأنها الصادرة منها وهي من البعيدة5.

الإلباس: عند أهل الحقيقة يعبر به عن القبض.

الالتفات: العدول عن الغيبة إلى الخطاب أو التكلم أو عكس ذلك6.

1 التعريفات ص35 وص295.

2 الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي المتوفى سنة 637هـ.

3 التعريفات ص34.

4 التعريفات ص36.

ص: 59

الالتماس: الطلب مع التساوي بين الأمر والمأمور في الرتبة.

الإلحاح: المبالغة في السؤال.

الإلحاق: جعل مثال على مثال أزيد ليعامل معاملته، وشرطه اتخاذ الضدين1.

الإلزام: ضربان: إلزام بالتسخير من الله أو بالقهر من الإنسان، وإلزام بالحكم ومنه {وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} 2.

الإلصاق: تعليق أحد المعنيين على الآخر.

الألف: بكسر اللام، عند القوم3 يشار به إلى الذات الأحدية أي الحق تعالى من حيث هو أول الأشياء في أزل الأزل.

الألف: بسكون اللام، كمال العدد بكمال ثالث رتبة، قال ابن الأنباري: مذكر لا يجوز تأنيثه، فيقال هو ألفه، وقولهم هذه ألف درهم بمعنى الدراهم لا لمعنى الألف. وقال الراغب: الألف: العدد المخصوص سمي به لائتلاف الأعداد فيه فإنها آحاد وعشرات ومئات وألوف، فإذا بلغت الألف فقد ائتلف وما بعده يكون مكررا. قال بعضهم: ومنه الإلف بالكسر لأنه مبدا النظام.

الإلفة: بالكسر الهمزة، اتفاق الآراء في المعاونة على تدبير المعاش4.

الإلفاء: وجدان الأمر على ما ألفه المتبصر فيه أو الناظر إليه.

الإلمام: مقاربة الشيء والنزول.

الألم: الوجع اللازم، ذكره الحرالي. وقال الراغب: إدراك المنافر من حيث إنه منافر ومنافر الشيء ضد ما يلائمه، وفائدته قيد الحيثية التحرز عن إدراك المنافي من حيث منافاته فإنه غير ألم.

الإلهام: ما يلقى في الروع بطريق الفيض5، ويختص من جهة الله والملأ الأعلى، ويقال إيقاع شيء في القلب يطمئن له الصدر يخص الله به بعض أصفيائه.

أولو الألباب: الذين يأخذون من كل قشر لبابه ويطلبون من ظاهر الحديث سره6.

1 المصدرين في التعريفات ص35.

2 الفتح 26.

3 أي عند الصوفية.

4 التعريفات ص35.

5 التعريفات ص35.

6 التعريفات ص36.

ص: 60

‌فصل الميم:

الإمامان: وزيرًا القطب الغوث. أحدهما عن يمينه ونظره إلى الملكوت، وهو مرآة ما يتوجه من المركز القطبي إلى العالم الروحاني من الإمدادات التي هي مادة إلى الملك وهو مرآة ما يتوجه منه إلى المحسوسات من المادة الحيوانية، وهو أعلى من صاحبه فيخلف إذا مات1.

واسمهما في كل زمن عبد الملك وعبد الرب.

الإمارة: بالكسر، الولاية، وبالفتح العلامة، وعرفا: ما يلزم من العلم به الظن بوجود المدلول كالغيم بالنسبة للمطر1.

الإمالة: أن ينحى بالفتحة نحو الكسرة، وقيل أن ينحى بالألف نحو الياء.

الإمام: من يؤتم به، أي يقتدى سواء كان إنسانا يقتدى بقوله أو بفعله، أو كتابا أو كلاهما محقا أو مبطلا2، فلذلك قالوا الإمام الخليفة والعالم المقتدى به، ومن يؤتم به في الصلاة.

والإمام المبين اللوح المحفوظ

ويطلق الإمام على الذكر والأنثى. قال بعضهم: وربما أنث إمام الصلاة بالهاء، فقيل امرأة إمامة، وصوب بعضهم حذفها لأن الإمام اسم لا صفة، ويقرب منه ما حكاه ابن السكيت3 أن العرب تقول عاملنا أو أميرنا امرأة، وفلانة وصي فلان ووكيل فلان، وقالوا مؤذن فلان امرأة وفلانة شاهد بكذا لأنها تكثر في الرجال وتقل في النساء.

الإمامية: فرقة قالوا بالنص الجلي على علي وكفروا الصحابة رضي الله عنهم، وهم الذين خرجوا عليه عند التحكيم، وهم اثنا عشر ألفا أهل صلاة وتعبد، وأصحاب البرانس كان لهم بالقراءة دوي كدوي النحل.

الامتحان: اختبار بليغ أو بلاء جهيد، ذكره الزمخشري.

الامتراء: طلب التشكك مع ظهور الدليل، أو هو ظهور تكلف المؤنة وهي محاولة مستخرج السوء من خبيئة المحاولة من امتراء ما في الضرع وهو استئصاله حلبا.

الأمد: الغاية، تقول بلغ أمده أي غايته، قال الراغب4: ولأمد والأبد متقاربان لكن الأبد عبارة عن مدة الزمان التي لا حد لها ولا تتقيد، ولا يقال أبد كذا، والأمد مدة لها حد مجهول إذا أطلق، وقد ينحصر فيقال أمد كذا كما يقال زمن كذا، والفرق بين الزمان والأمد أن الأمد يقال باعتبار الغاية، والزمن عام في المبدأ والغاية، ولذلك قيل المدى والأمد متقاربان.

الإمداد: توالي المنافع، وأصله من المادة وهو كل ما لا ينقطع بالأخذ منه، ذكره أبو البقاء.

الأمر5: اقتضاء فعل غير كف، مدلول عليه بغير لفظ كف، ولا يعبر به علو ولا استعلاء على الأصح.

الأمر الحاضر: ما يطلب به الفعل من

1 التعريفات ص36.

1 التعريفات ص37.

2 المفردات ص24.

3 يعقوب بن إسحاق، ابن السكيت، صاحب كتاب، "إصلاح المنطق" وكتاب "الألفاظ" انظر ابن خلكان، الوفيات، 6 ص395.

4 المفردات ص24.

5 التعريفات ص38.

ص: 61

الفاعل الحاضر ويسمى الأمر بالصيغة لأن حصوله بالصيغة المخصوصة دون اللام.

الأمر الاعتباري: ما لا وجود له إلا في عقل المعتبر ما دام معتبرا.

الأمر الحالة: يقال فلان أمره مستقيم، وقول الفقهاء أقل الأمرين وأكثرهما من كذا وكذا، الوجه أن تكون الواو عاطفة على من أي من كذا ومن كذا وهو تفسير للأمرين مطابق لهما في التعدد موضح لمعناهما ولو قيل من كذا أو كذا بالألف صار المعنى أقل الأمرين، إما من هذا وإما من هذا وكان أحدهما لا بعينه مفسرا للاثنين وهو ممنوع لما فيه من الإيهام، ولأن الواحد لا يكون له أقل وأكثر إلا أن يقال بمذهب الكوفي وهو إيقاع أو موقع الواو.

الإمساك: من المسك بالتحريك، وهو إحاطة تحبس الشيء، ومنه المسك بالفتح للجلد.

الإملال: إلقاء ما يشتمل عليه الضمير على اللسان قولا وعلى الكتاب رسما.

الأمل: توقع حصول الشيء، وأكثر ما يستعمل فيما يبعد حصوله، فمن عزم على سفرلا إلى بلد بعيد يقول أملت الوصول، ولا يقول طمعت إلا إن قرب منها، فإن الطمع ليس إلا في القريب، والرجاء بين الأمل والطمع، فإن الراجي يخاف أن لا يحصل مأموله فليس يستعمل بمعنى الخوف. ويقال لما في القلب مما ينال من الخير أمل، ومن الخوف إيحاش، ولما لا يكون لصاحبه ولا عليه خطر ومن الشر وما لا خير فيه وسواس. وتأمل الشيء تدبره.

الأم: بالضم الوالدة القريبة التي ولدته والبعيدة التي ولدت من ولدته، ولذلك قيل لحواء عليها السلام أمنا وإن كثرت الوسائط، وكل من كان أصلا لوجود شيء أو تربيته أو إصلاحه أو مبدئه أم، ومن ثم قالوا أم الشيء أصله. قال الخليل1: كل شيء ضم إليه جميع ما يليه يسمى أما، ومنه في أم الكتاب أي اللوح لأن العلم كله منسوب إليه ومتولد عنه. وقيل لمكة أم القرى لأن الدنيا دحيت من تحتها وفاتحة الكتاب أمه لأنها مبدؤه2. وأم الكتاب في اصطلاح القوم: العقل الأول وقال الحرالي: أم الكتاب، الأصل المقتبس منه الشيء في الروحانيات، والنابت منه أو فيه في الجسمانيات.

الأمة: كل جماعة يجمعها أمر، إما دين أو زمن أو مكان واحد، سواء كان الأمر الجامع تسخيرا أم اختيارا، وقوله تعالى {إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم} 3 أي كل نوع منها على طريقة مسخرة بالطبع فهي بين ناسجة كعنكبوت ومدخرة كنمل ومعتمدة على قوت الوقت كعصفور وحمام إلى غير ذلك من الطبائع.

الأم: بالفتح، القصد المستقيم،

1 وهو الخليل بن أحمد الفراهيدي، كان إماما في علم النحو، وهو الذي استنبط علم العروض. توفي سنة 175هـ.

2 المفردات ص22.

3 الأنعام 38.

ص: 62

والمأموم المقصود دوامه، وأم به صلى به إماما. والأمة الشجة، وأمه شجه، وحقيقته أن يصيب أم دماغه، وبعضهم يقول مأمونة لأن فيها معن المفعولية في الأصل، وهي التي تصل إلى أم الدماغ.

الأمن: عدم توقع مكروه في الزمن الآتي1، وأصله طمأنينة النفس وزوال الخوف.

وأمن بالكسر، أمانة فهو أمين، ثم استعمل المصدر في الأعيان مجازا فقيل للوديعة أمانة.

الأمي: من لا يحسن الكتابة، نسب إلى أمه لأن عادة النساء الجهل بالكتابة، ذكره أبو البقاء.

الأمنية: تقدير الوقوع فيما يترامى إليه الأمل.

أمين: بالقصر في لغة الحجاز، والمد إشباع بدليل أنه ليس في العربية كلمة على فاعيل، ومعناه استجب، والموجود في مشاهير الكتب المعتمدة أن التشديد خطأ، وقول بعض أهل اللغة أنه لغة وهم قديم سببه أن أبا العباس أحمد بن يحيى قال: آمين كعاصين لغة فتوهم أن المراد صيغة الجمع لأنه قابله بالجمع ويرده قول ابن جني2 وغيره: المراد موازنة اللفظ فقط، وأيد بقول الفصيح التشديد خطأ ثم إن المعنى غير مستقيم على التشديد لأن تقديره ولا الضالين قاصدين إليك وذلك لا يرتبط بما قبله.

1 التعريفات ص38.

2 أبو الفتح عثمان بن جني، صاحب "الخصائص" في أصول النحو. توفي سنة 392هـ.

ص: 63

‌فصل النون:

الأنس: بالضم، عيش السر من غير ملاحظة البر، وقيل حياة القلب بنسيم القرب، وقيل وجه الحبيب بفقد الرقيب.

الآن: الزمن الكائن الفاصل بين الماضي والآتي ذكره الحرالي. وعبر عنه غيره بأنه فصل الزمانين الماضي والمستقبل مع أنه إشارة إلى الحاضر. وقال الراغب1: كل زمان مقدر بين زمانين ماض ومستقبل نحو أنا الآن، أفعل، وخص بأل ولزمته، وأفعل كذا آونة أي وقتا بعد وقت الآن، وقولهم هذا أوان كذا أي زمنه المختص به وبفعله. قال سيبويه2. يقال الآن آنك أي هذا وقتك.

وقال الفيومي3: الآن ظرف للوقت الحاضر الذي أنت فيه. ولزم دخول ال لا للتعريف لأنه لتمييز المشتركات وليس لهذا ما يشركه في معناه.

الآناء: على أفعال الأوقات، وآناء الليل ساعاته واحدها بالكسر والقصر، ويقال إنية الشيء كما يقال ذاته إشارة إلى وجوده قال الراغب4: وهو لفظ محدث ليس من كلامهم.

الأنام: الأنس والجن، أو ما على وجه الأرض من الخلق.

الأنامل: جمع أنملة وهي المفصل الأعلى من الأصابع الذي فيه الظفر.

الانتباه: زجر الحق عبده بما يزعجه وينشطه عناية منه به.

الانتظام: تقدير الأمور وترتيبها بحسب المصالح، ذكره العضد.

الانتظار: الثبات لتوقع ما يكون من الحال.

الأنثى: أدنى نوعي الحيوان المتناكح، ذكره الحرالي. وقال الراغب5: خلاف الذكر والتأنيث ضد التذكير، ويقالان في الأصل اعتبارا بالفرجين، ولما كانت الأنثى من جميع الحيوان تضعف عن الذكر اعتبر فيها الضعف فقيل لما يضعف عمله أنثى، ومنه قيل أرض أنيث سهلة اعتبارا بالسهولة التي هي الأنثى لجودة إنباتها تشبيها بالأنثى. قال ابن السكيت: وإذا كان الاسم مؤنثا ولم يكن فيه هاء تأنيث جاز تذكير فعله كقوله6: "ولا أرض أبقل إبقالها". قال الفيومي7. ويلزمه أن يقال الشمس طلع وهو غير مشهور. والأنثيان الخصيتان. قال الراغب: لما شبه في حكم اللفظ بعض الأشياء بالذكر ذكر أحكامه وبعضها بالأنثى أنث أحكامه نحو يد وأذن والخصية سميت الخصية لتأنيث لفظ أنثيين.

الانحناء: كون الخط بحيث لا تنطبق أجزاؤه المفروضة على جميع الأوضاع كالأجزاء المفروضة للقوس8.

الإنذار: الإعلام بما يحذر. قال ابن عطية9 ولا يكاد يكون إلا في تخويف يسع زمانه الاحتراز، فإن لم يسع كان إشعارا.

الإنزال: الإهواء بالأمر من علو إلى سفل ذكره الحرالي. وقال غيره: نقل الشيء من علو إلى سفل.

الانزعاج: عند القوم انتباه القلب من سنة الغفلة، وعبر عنه بعضهم بقوله: تحرك القلب إلى الله بتأثير الوعظ والسماع فيه.

الإنسان: الكامل الجامع لجميع العوالم الكونية الكلية والجزئية، وهو كتاب جامع للكتب الإلهية والكونية، ومن حيث روحه وعقله كتاب عقلي سمي بأم الكتاب، ومن حيث قلبه كتاب اللوح المحفوظ، ومن حيث نفسه كتاب المحو والإثبات10.

1 المفردات ص32.

2 عمرو بن عثمان أبو بشر، الملقب سيبويه، أخذ النحو عن الخليل بن أحمد توفي سنة 180هـ تقريبا.

3 المصباح المنير، ص12 مادة "الأوان".

4 المفردات ص29.

5 المفردات ص27.

6 الشاعر.

7 المصباح المنير، مادة "أنثى" ص10.

8 التعريفات ص40.

9 لعله محمد بن علي بن عطية، شمس الدين الحموي الشافعي، وأعظ متصوف، له "مصباح الهداية ومفتاح الولاية"، توفي سنة 954هـ. انظر ابن العماد، شذرات الذهب 8/ 304. أو لعله ابن عطية أبو محمد عبد الحق بن غالب المتوفى 542هـ، وكان قدوة في التفسير والأحكام والحديث، توفي سنة 542هـ "انظر ابن شاكر، فوات الوفيات 2/ 256".

10 التعريفات ص39.

ص: 64

الأنس: بالضم، أثر مشاهدة جمال الحضرة الإلهية في القلب وهو جمال الجلال.

الإنصات: أي الاستماع إلى الصوت مع ترك الكلام.

الإنصاف: في المعاملة العدل بأن لا يأخذ من صاحبه من المنافع إلا مثل ما يعطيه ولا ينيله من المضار إلا كما ينيله، وقيل هو استيفاء الحقوق لأربابها واستخراجها بالأيدي العادلة والسياسات الفاضلة، وهو والعدل توءمان نتيجتهما علو الهمة وبراءة الذمة باكتساب الفضائل واجتناب الرذائل.

الانصداع: الشق والتفريق.

وعند القوم: التفرق بين الجمع بظهور الكثرة واعتبار صفاتها1.

الإنشاء: لغة إيجاد الشيء وترتيبه، وأكثر ما يقال في الحيوان. وهذا في الإيجاد المختص بالله، واصطلاحا يقال للكلام الذي ليس لنسبته خارج تطابقه أولا، ولفعل المتكلم.

الإنعام: إيصال الإحسان إلى الغير، ولا يقال إلا إذا كان الواصل إليه ناطقا فلا يقال: أنعم زيد على فرسه، ذكره الراغب2. وقال ابن الكمال: الإنعام نفع العالي من دونه بأمر عظيم خاليا من العوض والتبعة. قال: ولما كان الكفار من جملة من أنعم الله عليهم كما يصرح به {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} 3. عقب في الفاتحة قوله {الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ} .

الانعطاف: حركة في سمت واحد لا على مساقة الحركة الأولى بعينها بل خارج ومعوج عن تلك المساقة بخلاف الرجوع4.

الإنغاض: تحريك الرأس نحو الغير كالمتعجب منه.

الإنفاق: صرف المال في الحاجة، ذكره ابن الكمال5. وقال الراغب6. يكون في المال وغيره.

الانفعال: وأن ينفعل هما الهيئة الحاصلة للمتأثر عن غيره بسبب التأثير أو لا كالهيئة الحاصلة للمنقطع ما دام منقطعا7.

الأنف: الجارحة سمي به طرف الشيء وأظرفه فيقال: أنف الجبل، وأنف اللحية، ونسبوا الحمية والغضب والعز والذل إلى الأنف حتى قالوا شمخ فلان بأنفه للمتكبر، وترب أنفه للذليل، وأنف من كذا استكبر، ومنه ماذا قال آنفا أي مبدئا، واستأنفته أخذت فيه وابتدأته.

الأنفة محركة، عند القوم: الدرجة التي تورث صاحبها عدم طلب الأجر على العمل لما أشرف عليه من حضرة الإحسان.

الانقباض: جمع الأطراف ويستعمل في ترك التبسط.

الإنقاذ: التخليص من ورطه.

الانقلاب: الرجوع إلى الشيء.

الإنكار: ضد العرفان وأصله أن يرد على القلب ما لا يتصوره وذلك ضرب من الجهل، وربما ينكر الإنسان الشيء مع حصول صورته في القلب فيكون كاذبا.

الأنموذج: أعجمي معناه القليل من الكثير، ذكره أبو البقاء.

1 التعريفات ص39.

2 المفردات ص499.

3 البقرة 400.

4 التعريفات ص40.

5 التعريفات ص40.

6 المفردات ص502.

7 التعريفات ص40.

ص: 65

‌فصل الواو:

الأوابد: جمع آبدة وهي الخصلة القبيحة يبقى فبحها على الأبد، وأوابد الوحش نفرها لنفورها من الإنس أو لأنها تعيش طويلا.

الأواه: الذي يكثر التأوه وهو أن يقول أوه، وكل كلام يدل على حزن تأوه ويعبر بالأواه عمن يظهر خشية الله1.

الأواسط: الدلائل والحجج التي يستدل بها على الدعاوى2.

الأوان: الحين. وقال أبو البقاء: أوان الشيء وقته الذي يوجد فيه وجمعه آونة.

الأوتاد: أربعة في كل زمن لا يزيدون ولا ينقصون. قال ابن عربي رضي الله عنه: رأيت منهم رجلا بمدينة فاس ينخل الحناء بالاجرة اسمه ابن جعد، وأن أحدهم يحفظ الله به المشرق وولايته فيه، والآخر المغرب والآخر الجنوب، والآخر الشمال. ويعبر عنهم بالجبال فحكمهم في العالم حكم الجبال في الأرض، وألقابهم في كل زمن عبد الحي وعبد الحليم وعبد القادر وعبد المريد.

الأوب: الرجوع على ما منه كان الذهاب ذكره.

الحرالي. وقال الراغب3: ضرب من الرجوع لأن الأوب لا يقال إلا في الحيوان الذي له إرادة. والرجوع أعم.

الأول: فرد لا يكون غيره من جنسه سابقا عليه ولا مقارنا له، ذكره ابن الكمال.

وقال الراغب4. هو الذي يترتب عليه غيره ويستعمل على أوجه أحدهما المتقدم بالزمان نحون عبد الملك أولا ثم المنصور الثاني المتقدم بالرياسة بالشيء وكون غيره مجتذبا به نحو الأمير ثم الوزير، الثالث المتقدم بالوضع كقولنا للخارج من العراق القادسية أولا ثم قيد، الرابع المتقدم بالنظام الصناعي نحو الأساس أولا ثم البناء والأول في صفة الله الذي لم يسبقه شيء.

الأولي: الذي بعد توجه العقل إليه لم يفتقر إلى شيء أصلا من نحو حدس أو تجربة كالواحد نصف الاثنين، والكل أعظم من الجزء، فإن الحكمين لا يتوقفان إلا على تصور الجزأين فهو أخص من الضروري مطلقا5.

1 المفردات ص32.

2 التعريفات ص41.

3 المفردات ص303.

4 المفردات ص31.

5 التعريفات ص40.

ص: 66

‌فصل الهاء:

الإهانة: الاطراح إذلالا واحتقارا، ذكره الحرالي رحمه الله.

الاهتزاز: شدة الحركة في الجهات المختلفة.

الاهتمام: بالشيء الاعتناء به.

الإهلال: رفع الصوت لرؤية مستعظم الأهلية عبارة عن الصلاحية لوجوب الحقوق الشرعية له وعليه.

وعند أهل الذوق من حكم تجلياته نازلا من مقام روحه وقلبه إلى مقام نفسه وهواه كأنه يجدد ذلك حقا ويدركه ذوقا بل يلوح ذلك من وجوههم1.

أهل الأهواء: أهل القبلة الذين معتقدهم غير معتقد أهل السنة، وهم الجبرية والقدرية والروافض والخوارج والمعطلة والمشبهة، وكل منهم اثنا عشر فرقة فصاروا اثنين وسبعين2.

أهل الرجل: من يجمعه وإياهم نسب أو دين أو غير ذلك من صناعة وبيت وبلد وصنعة، فأهل3 الرجل في الأصل من جمعه وإياهم مسكن واحد ثم تجوز به فقيل أهل بيته من يجمعه وإياهم نسب أو ما ذكر، وعبر عن أهله بامرأته، وفلان أهل لكذا أي خليق به. والآل قيل مقلوب منه لكن خحص بالإضافة إلى أعلام الناطقين دون النكرات والأزمنة والأمكنة فيقال آل فلان ولا يقال آل رجل ولا آل زمان كذا وموضع كذا كما يقال أهل بلد كذا وموضع كذا4.

1 التعريفات ص41.

2 التعريفات ص41.

3 المفردات ص29.

4 المفردات ص30.

ص: 67

‌فصل الياء:

الإيجاز: أداء المقصود بأقل من العبارة المتعارفة.

الإيحاء: إيقاع المعنى في النفس بخفاء وسرعة، ولتضمن السرعة قيل أمر وحي وذلك بكون الكلام على طريق الرمز والتعريض، وقد يكون بصوت مجرد عن التركيب وبإشارة بعض الجوارح، وبالكتابة وعلى هذه الأوجه يوحي بعضهم إلى بعض {فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا} 1.

الإيداع: تسليط الغير على حفظ ماله2.

الإيعاب: كالاستيعاب أخذ الشيء كله.

الإيعاد: التوعد بالعقاب.

الإيغال: ختم البيت بما يفيد نكتة يتم المعنى بدونها لزيادة مبالغة3.

4 المفردات ص30.

5 مريم 11.

6 التعريفات ص42.

7 التعريفات ص32.

ص: 67

الإيفاء: الأخذ بالوفاء، والوفاء إنجاز الموعود في أمر المعهود.

الإيقان: صفاء العلم عن كدر تطرق الريب لاجتماع شاهد السمع والعين، ذكره الحرالي، وقال غيره: الإيقان بالشيء العلم بحقيقته بعد نظر واستدلال، وقال بعضهم: الإيقان إتقان العلم بإزالة الشك والشبهة عنه.

الإيلاء: تأكيد الحكم وتشديده، وعند الفقهاء اليمين على ترك وطء منكوحة فوق أربعة أشهر1.

الأيم: من لا زوج لها، تزوجت قبل أم لا. ويقال للرجل الذي لا زوج له على التشبيه بها، وفيمن لا غناء عنده لا على التحقيق، ذكره الراغب2.

الإيهام: ويقال له التخييل، ذكر لفظ له معنيان قريب وغريب فإذا فهمه السامع سبق إلى فهمه القريب والمتكلم يريد الغريب3.

الإيناس: الإبصار، ومنه {فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا} 4.

الأين: حالة تعرض للشيء بسبب حصوله في المكان، ذكره ابن الكمال5. وقال الراغب6: لفظ يبحث به عن المكان كما أن متى يبحث به عن الزمان.

الآية: العلامة الظاهرة، وحقيقته كل شيء ظاهر هو ملازم لشيء لا يظهر ظهوره فمتى أدرك مدرك الظاهر منهما علم أنه أدرك الآخر الذي لم يدركه بذاته إذ كان حكمهما واحدا، ذلك ظاهر في المحسوس والمعقول وقيل لكل جملة من القرآن دالة على حكم آية سورة كانت أو فصولا أو فصلا من سورة. ويقال لكل كلام منه منفصل بفصل لفظي آية، وعليه اعتبار آيات السور التي تعد بها السورة.

إي: بالكسر، كلمة موضوعة لتحقيق كلام متقدم نحو "إي وربي إنه لحق". وبالفتح كلمة ينبه بها على أن ما يذكر بعدها شرح وتفسير لما قبلها.

1 التعريفات ص42.

2 المفردات ص32.

3 التعريفات ص42.

4 النساء 6.

5 التعريفات ص42.

6 المفردات ص42.

ص: 68

‌باب الباء:

‌فصل الألف:

الباء والباءة: بالمد، الموضع الذي تبوء إليه الإبل، ثم جعل عبارة عن المنزل، ثم كني به عن الجماع لأنه لا يكون غالبا إلا في الباءة أو لأن الرجل يتبوأ من أهله أي يتمكن كما يتبوأ من داره. وقوله عليه الصلاة السلام: $"من استطاع منكم الباءة فليتزوج"1. على حذف مضاف وتقديره من وجد مؤن النكاح فليتزوج.

الباب: أصله المدخل للشيء، المحاط بحائط يحجزه ويحوطه، فهو اسم لمداخل الأمكنة كباب المدينة والدار. وإضافته للتخصيص، ومنه يقال في العلم باب كذا، وهذا العلم باب إلى كذا، أي به يتوصل إليه. وقال عليه الصلاة السلام "أنا مدينة العلم"، وعلي بابها2. أي به يتوصل إليه. ويقال أبواب الجنة، وأبواب النار للأسباب الموصلة إليهما. ويقال هذا من بابة كذا أي مما يصلح، وجمعه أبواب وبابات قاله الخليل بابة في الحدود، وبوبت بابا عملته، وبويت الأشياء تبويبا جعلتها أبوابا متميزة. والبواب حافظ الباب3، وهو الحاجب.

باب الأبواب: هو التوبة لأنه أول ما يدخل إليه العبد حضرات القرب من جناب الرب4.

الباج: الطريقة المستوية، ومنه قول عمر رضي الله عنه: لأجعلن الناس كلهم باجا واحدا، أي في العطاء.

البادرة: الحدة، ويقال خطأ عن حدة، ويقال ما يقع عند الحدة مطلقا، ومنه قول النابغة الجعدي5:

ولا خير في حلم إذا لم يكن له

بوادر تحمي صفوه أن يكدرا

البارقة: لغة كل ما لمع، والبارقة السيف للمعانه، وفي اصطلاح الصوفية: لائحة ترد من جانب القدس وتنطفئ سريعا، وهي من أوائل الكشف ومبادئه.

البأس: والبأساء والبؤس، الشدة والقوة والضر والمكروه، لكن البؤس في الفقر والحرب أكثر، والبأس والبأساء في النكاية أكثر. وفي الحديث أن المصطفى صلى الله

عليه مسلم كان يكره البؤس والتباؤس أي الضراعة للفقر وتكلف الجمع.

الباطل: والفاسد والساقط ضد الصحيح، وضد الحق، وهو ما لا ثبات له من المقال والفعال عند الفحص عنه، ويقال للمشتغل عما يعود عليه نفعه بطال وذو بطالة بالكسر، ويقال للشجاع المتعرض للموت بطل تصورا لبطلان دمه، فعل بمعنى مفعول. أو لأنه يبطل دم من تعرض له.

الباع: مسافة ما بين الكفين إلى بسطهما يمينا وشمالا.

الباغ: لفظة أعجمية استعملها الناس بالألف واللام.

البال: الحال التي يكترث بها، وكذلك يقال ما باليت بكذا أي ما اكترثت، وقد يعبر بالبال عن الحال الذي ينطوي عليه الإنسان، فيقال ما خطر ببالي كذا.

البالوعة: ثقب ينزل فيه الماء.

البائقة: النازلة وهي الداهية الشديدة والشر الشديد.

1 أخرجه ابن ماجه في سننه في كتاب النكاح، الباب 1، 1/ 592، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.

2 أخرجه ابن عدي في الكامل عن ابن عباس، الجامع الصغير للسيوطي.

3 المفردات ص64.

4 التعريفات ص43.

5 شاعر مخضرم أقام في بلاط الملوك اللخميين في الحيرة، ثم سار على رأس قبيلته فقدم خضوعه للنبي صلى الله عليه وسلم، وساهم في فتح فارس، وناصر عليا كرم الله وجهه في صفين. توفي في أصفهان سنة 684م تقريبا.

ص: 69

‌فصل التاء:

البت: القطع، يقال في قطع الحبل والوصل، وبت طلاق امرأته فهي مبتوته أي مبتوت طلاقها، وطلقها طلقة بتة إذا قطعها عن الرجعة، وأبت طلاقها بالألف لغة، ويقال لا رجعة فيه: ولا أفعله ألبتة، وبت شهادتة وأبتها جزم بها، قال الراغب1 وروي في الحديث "لا صيام لمن لم يبت الصوم من الليل"2.

البتر: يقارب البت لكنه استعمل في قطع الذنب، ومنه نهي عن المبتورة في الضحايا، وهي التي بتر ذنبها أي قطع ثم أجري قطع العقب مجراه فقيل فلان أبتر إذا لم يكن له عقب يخلفه، ورجل أبتر انقطع ذكره عن الخير، ورجل باتر3 يقطع رحمه، وقالوا على طريق التشبيه خطبة بتراء لما لم يذكر فيها اسم الله لحديث "كل أمر لا يبدأ فيه بذكر الله فهو أبتر"4.

البتك: يقارب، البت لكنه يستعمل في قطع الأعضاء والشعر، يقال بتك شعره وأذنه ومنه سيف باتك أي قاطع للأعضاء.

البتل: القطع، يقال بتله قطعه وأبانه وطلقها طلقة بتة بتلة. وتبتل إلى العبادة تفرغ لها وانقطع إليها.

1 المفردات ص36.

2 وفي لفط آخر: "لا صيام لمن لم يفرضه من الليل"، أخرجه عبد الرزاق في الجامع. وجابر في سنن أبي داود "من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له".

3 في المفردات "أباتر" انظر ص36.

4 أخرجه البيهقي وابن ماجه في سننهما عن أبي هريرة وانظر الجامع الصغير للسيوطي 20/ 97.

ص: 70

‌فصل الثاء:

البث: تفرقة آحاد مستكثرة في جهات مختلفة ذكره الحرالي وقال الراغب1:

إثارة الشيء تفريقه كبث الريح التراب، وبث النفس ما انطوت عليه من الغم والشر والبث الإيجاد والخلق ومنه {وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ} 2. إشارة إلى إيجاده تعالى ما لم يكن موجودا وإظهاره إياه. وبث الله الخلق بثا. خلقهم وقوله {كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوث} 3. أي المهيج بعد سكونه. وبث فلان الحديث أذاعه ونشره. وبث السلطان الجند نشرهم في البلاد.

البثرة: خراج صغير تبثر الجلد تنقط.

1 المفردات ص37.

2 البقرة 164.

3 القارعة 40.

ص: 71

‌فصل الجيم:

بجح: بالشيء وتبجح، افتخر، وبجحته عظمته.

بجس: الماء وانبجس انفجر، لكن أكثر ما يقال الانبجاس فيما يخرج من شيء ضيق، والانفجار فيما يخرج من واسع غالبا، ولذلك قال تعالى {فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا} 1. وفي موضع آخر {فَانْفَجَرَتْ مِنْه} 2. فاستعمل حيث ضاق المخرج اللفظتان3.

1 الأعراف 160.

2 البقرة 60.

3 المفردات ص37.

ص: 71

‌فصل الحاء:

البحت: كفلس الخالص، وعربي بحت ومسك بحت خالص من الاختلاط، وظلم بحت صراح، وطعام بحت لا أدم معه وبرد بحت قوي شديد.

البحث: لغة الفحص والكشف والتفتيش، وعرفا إثبات النسبة الإيجابية أو السلبية بين شيئين بطريق الاستدلال، ذكره ابن الكمال1. وقال الراغب2: البحث الكشف والطلب. وبحث عن الأمر استقصى، في الأرض حفرها. ومنه {فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ} 3 الآية وفي السراج4: البحث المناظرة والمحاورة ومعناه إثبات نسبة إيجابية أو سلبية بطريق الاستدلال وقد يراد به الاستشكال والإنكار.

البحران: عند الأطباء تغير عظيم يحدث دفعة يفضي إلى الصحة أو العطب.

البحر: مستقر الماء الواسع بحيث لا يدرك طرفيه من كان في وسطه، وهو مأخوذ من الاتساع، ذكره الحرالي وقال الراغب5: كل مكان جامع للماء الكثير ثم اعتبر تارة سعته المكانية فيقال بحرت كذا أوسعت سعة البحر تشبيها به، وسموا كل متوسع في شيء بحرا حتى قالوا فرس بحر اعتبارا بسعة جريه، ومنه قول المصطفى صلى الله عليه وسلم في فرس ركبه: وجدناه بحرا. وللمتوسع في علمه بحر، وقد تبحر أي توسع، والتبحر في العلم التوسع.

1 التعريفات ص43.

2 المفردات ص37.

3 المائدة 31.

4 سراج الشريعة ومنهاج الحقيقة "لابن الحسن بن الحسن بن علي الكرماني" المتوفى سنة 470هـ.

5 المفردات ص37.

ص: 71

‌فصل الخاء:

البخت: الحظ وزنا ومعنى، وهو أعجمي، ومن ثم توقف بعضهم في كون البخت التي هي نوع من الإبل عربية.

بخ: كلمة تقال عند الرضا بالشيء مبني على الكسر وتخفف غالبا.

البخس: نقص الشيء على طريق الظلم، وبخست العين فقأتها وبخصتها، خسفتها أو أدخلت الإصبع فيها.

البخع: الانقياد والإذعان مع كراهة شديدة وقتل النفس غما.

البخل: إمساك المقتنيات عما لا يحل حبسها عنه وضده الجود. والبخيل من يكثر منه البخل والبخل ضربان: بخل بقنياته وبخل بقنيات غيره، وهو أكثرها ذما1. والبخل شرعا منع الواجب.

1 المفردات ص38.

ص: 72

‌فصل الدال:

البد: الذي لا ضرورة عنه، تقول لا بد من كذا أي لا محيد عنه، ولا يعرف استعماله إلا مقرونا بالنفي. وبددت الشيء فرقته والتثقيل مبالغة وتكثير، واستبد بالأمر انفرد بغير مشارك.

البداء: ظهور الشيء بعد أن لم يكن.

البدر: القمر ليلة كماله، سمي به لمبادرته الشمس بالطلوع أو لامتلائه تشبيها بالبدرة فهو مصدر في معنى الفاعل. ورجح الراغب1 أن البدر أصل في الباب ثم يعتبر بمعانيه التي تظهر منه فيقال تارة بدر كذا أي طلع طلوع البدر، ويعتبر امتلاؤه تارة فتشبه البدرة به.

البدعة: الفعلة المخالفة للسنة. وفي الحديث: "كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار"2. لكن قد يكون منها ما ليس بمكروه فيسمى بدعة مباحة وهو ما شهد لجنسه أصل في الشرع أو اقتضته مصلحة تندفع بها مفسدة.

البدائع: جمع بديعة وهي الصنعة التي لم يسبقها مثلها.

البدل: تابع مقصود بما نسب إلى المتبوع دونه فخرج بالقصد النعت والتوكيد وعطف البيان لأنها غير مقصودة بما نسب إلى المتبوع وبدونه

1 المفردات ص38.

2 أخرجه أبو داود في سننه. كتاب 39 "الباب 5".

ص: 72

العطف بالحرف لأنه وإن كان مقصودا لكن المبتوع كذلك مقصود بالنسبة1.

البدن: سكن روح الإنسان على صورته، قاله الحرالي. وقال الراغب2: الجسد لكن البدن يقال اعتبارا بعظم الجثة، والجسد اعتبارا باللون، ومنه قولهم امرأة بدين عظيمة الجسم. وقال غيره: البدن من الجسد ما سوى الرأس والشوى3. أو ما سوى المقاتل، وشركة الأبدان أصلها شركة بالأبدان حذفت الباء ثم أضيفت لأنهم بذلوا أبدانهم في الأعمال ليحصل الكسب. وبدن القميص مستعار منه وهو ما على الظهر والبطن دنن الكمين4.

والدخاريص5، وسمي الدرع بدنه لكونه على البدن كما يسمى موضع اليد من القميص بدا، وموضع الظهر والبطن ظهرا وبطنا. والبدنة ناقة أو بقرة. زاد الأزهري رحمه الله أو بعير ذكر، ولا يتناول الشاة وخصها بعضهم بالإبل قال: وإنما ألحقت البقرة بها لحديث "تجزئ البدنة عن سبعة، والبقرة عن سبعة"6. إذ لو أطلقت البدنة عليها لما ساغ عطفها.

البدو: الظهور، والبدو كفلس خلاف الحضر، والنسبة إلى البادية بدوي على غير قياس.

البديهي: ما لا يتوقف حصوله على نظر وكسب سواء احتاج لشيء آخر من نحو حدس أو تجربة أو لا فيرادف الضروري، وقد يراد به ما لا يحتاج بعد توجه العقل إلى شيء أصلا فيكون أخص من الضروري كتصور الحرارة والبرودة والتصديق بأن النفي والإثبات لا يجتمعان ولا يرتفعان7.

1 التعريفات ص44.

2 المفردات ص39.

3 أطراف البدن.

4 مثنى "كم"، أي كم القميص.

5 مفردها "دخريصة"، وهي الدرع ما يوصل به البدن ليوسعه.

6 وجاءت بلفظ آخر في الترمذي: عن جابر قال: نحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية البقرة عن سبعة.

والبدنة عن سبعة. وقال: حديث حسن صحيح، كتاب الحج "باب 66"، 3/ 248 وأخرجه الإمام مسلم في صحيحه. كتاب الحج 4/ 87.

7 التعريفات ص44.

ص: 73

‌فصل الذال:

البذاء: الفحش والقبح في المنطق وإن كان الكلام صدقا.

البذر: الحب الذي يبذر أي بزرع، ثم سموا النطفة بذرا لأنها حب النسل.

البذل: الإعطاء عن طيب نفس.

البذلة: ما يمتهن من الثياب في الخدمة، وبذل الثوب وابتذله لبسه في أوقات الخدمة والامتهان.

ص: 73

ظهر الأمر ووضح كأنه حصل في براح يرى، والبارح من الوحش والطير ما ينحرف عن الرامي إلى جهة لا يمكنه رميه فيها فيتشاءم به، والسانح ضده. والبارحة الليلة الماضية، والعرب تقول قبل الزوال فعلنا الليلة كذا لقربها من وقت الكلام، وبعده فعلنا البارحة، ولما تصور من البارح التشاؤم اشتق منه التبريح والتباريح، فقيل برح به الأمر، وضربه ضربا مبرحا، ولقيت منه البرحين، والبرحاء الشدائد، وبرحاء الحمى شدتها.

البراجم: رءوس السلاميات من ظهر الكف إذا قبض الشخص كفه. الواحدة برجمة كبندقة.

البردعة: بدال مهملة ومعجمة أصله حلس يجعل تحت الراكب وفي عرف زمننا هي للحمار والبغل بمنزلة السرج للفرس.

البراعة: كمال الفضل والتبرز. قال ابن دريد1: كل شيء تناهى في جمال أو نضارة فقد برع، وقال أبو البقاء البراعة حسن الفصاحة الخارجة عن نظائرها.

البردة: عند الأطباء برودة في العين تغلظ وتتحجر في باطن الجفن.

البر: بالفتح خلاف البحر، وتصور منه فاشتق منه، البر بالكسر أي التوسع في فعل الخير، والفعل المرضي الذي هو في تزكية النفس كالبر في تغذية البدن، تارة ينسب إليه تعالى نحو إنه هو البر الرحيم، وتارة إلى عبده فيقال: بر العبد ربه أي توسع في طاعته، فمن الله الثواب ومن العبد الطاعة ويكون في الاعتقاد وغيره، وبر الوالد التوسع في الإحسان إليه وتحري محابهما وتوقي مكارههما والرفق بهما، وضده العقوق. ويستعمل البر في الصدق لكونه بعض الخير المتوسع فيه. والبر بالضم القمح سمي به لأنه أوسع ما يحتاج إليه في الغذاء. والبربرة كثرة الكلام2. والبربر كجعفر قوم من أهل المغرب كالأعراب في القسوة والغلظة والجفاء.

البرهان: كالرجحان، علم قاطع الدلالة غالب القوة بما تشعر به، صيغة الفعلان، ذكره الحرالي. وقال الراغب3: بيان الحجة. والبرهة مدة من الزمان. فالبرهان آكد الأدلة وهو الذي يقتضي الصدق أبدا لا محالة، وذلك أن الأدلة خمسة أضرب: دلالة تقتضي الصدق أبدا، ودلالة تقتضي الكذب أبدا، ودلالة إلى الصدق أقرب، ودلالة إلى الكذب أقرب، ودلالة هي إليهما سواء، ذكره الراغب. وفي عرف الأصوليين البرهان ما فصل الحق عن الباطل، وميز الصحيح عن الفاسد بالبيان الذي فيه. وعند أهل الميزان4. قياس

1 أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي، له مؤلفات كثيرة، منها كتاب "الاشتقاق"، و"الجمهرة" وهو أحد معاجم العربية الكبيرة. توفي سنة 321هـ.

2 المفردات ص40، 41.

3 المفردات ص45.

4 التعريفات ص45.

ص: 74

مؤلف من التعيينيات سواء كانت ابتداء وهي الضروريات أو بواسطة وهي النطريات والحد الأوسط فيه لا بد أن يكون علة لنسبة الأكبر إلى الأصغر، فإن كان مع ذلك علة لوجود النسبة في الخارج فهو برهان لمي نحو هذا متعفن الأخلاط، وكل متعفن الأخلاط محموم فهذا محموم فمتعفن الأخلاط كما أنه علة لثبوت الحمى في الذهن عله لثبوت الحمى في الخارج وإن لم يكن كذلك بل لا يكون علة للنسبة إلا في الذهن فهو أتى نحو هذا محموم، وكل محموم متعفن الأخلاط فهذا متعفن الأخلاط، فالحمى وإن كانت علة لثبوت بعض الأخلاط في الذهن لكنها غير علة له في الخارج بل الأمر بعكسه.

البرزخ: لغة الحد والحاجز والحد بين الشيئين، وهو في القيامة الحائل بين المرء وبلوغ المنازل الرفيعة.

وهو في عرف أهل الحقيقة: العالم المشهور بين عالم المعاني المجردة والأجسام المادية، والعبادات تتجسد بما يناسبها إذا وصل إليه وهو الخيال، ذكره بعضهم وقال دمرداش1: البرزخ هو عالم الخيال وهو عالم المثال وهو عالم السمسمة2.

براعة الاستهلال: كون ابتداء الكلام مناسبا للمقصود، وتقع في غرر3 الكتب كثيرا.

البرسام: ورم حار يعرض للحجاب الذي بين الكبد والأمعاء، ثم يتصل إلى الدماغ. قال ابن دريد وهو معرب.

البرطيل: بكسر الباء، الرشوة، وفي المثل البراطيل تنصر الأباطيل، من البرطل الذي هو المعول لأنه يخرج به ما استتر، وفتح الباء عامي لفقد فعليل بالفتح.

البرص: أصله تلمع الشيء يلمع خلاف ما هو عليه، ومنه براص الأرض لبقع لا نبت فيها، ومنه البريص في معنى البصيص، فما تلمع من الجلد على غير حاله فهو برص. قال الحرالي: البرص عبارة عن سوء مزاج يحصل بسببه تكدح أي فساد بلغم يضعف القوة المغيرة إلى لون الجسد.

البرق: لمعان السحاب وبرقت العين اضطربت وجالت من خوف، ومنه {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَر} 4. وتصور منه تارة اختلاف اللون فقيل البرقة لكل أرض حجرية مختلفة الألوان، وتصور من البرق ما يظهر من تخويفه فقيل برق فلان، وأبرق وأرعد إذا هدد وأعد بشر، والإبريق فارسي معرب.

البرك: أصله صدر البعير، وبرك وقع على بركه، وابترك وقف وقوفا طويلا كالبروك.

1 الشيخ محمد دمرداش المحمدي الصوفي الحنفي المتوفى سنة 931هـ. انظر إسماعيل البغدادي، هدية العارفين 2/ 231. وهو صاحب كتاب الحقائق.

2 أي معرفة تدق عن العبارة والبيان "الجرجاني، تعريفات ص127"، أو معرفة تدق عن العبارات "الكاشاني، مصطلحات الصوفية ص104".

3 أي "ديباجات" انظر التعريفات ص46.

4 القيامة 70.

ص: 75

ومنه سمي محبس الماء بركة، والبركة ثبوت الخير الإلهي، والمبارك ما فيه ذلك الخير، ولما كان الخير الإلهي يصدر من حيث لا يحس وعلى وجه لا يحصى ولا يحصر قيل لكي ما يوجد فيه زيادة غير محسوسة مبارك، وفي بركة، وإلى هذه الزيادة أشير بخبر "ما نقص مال من صدقه" 1 لا إلى النقص المحسوس كما زعمه بعض الخاسرين لما قيل له ذلك فقال: بيني وبينك الميزان2.

البروج: القصور وبه سمي بروج النجوم لمنازلها المختصة بها، وثوب مبرج صور عليه بروج واعتبر حسنه، فقيل تبرجت المرأة أي تشبهت به في إظهار الزينة والمحاسن أو ظهرت من برجها أي قصرها، ويدل عليه {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ} 3. والبروج سعة العين وحسنها تشبيها بالبرج في الأمرين.

البرودة: كيفية شأنها تفريق المتشاكلات وجمع المختلفات، وأصل البرد ضد الحر، فتارة تعتبر ذاته فيقال برد كذا أي اكتسب بردا، ومنه البرادة لما يبرد الماء، وبرد كذا ثبت ثبوت البرد، واختصاص الثبوت به كاختصاص الحركة بالحر، فيقال برد كذا أي ثبت وبرد عليه دين، ثبت ولم يبرد بيده شيء لم يثبت، وبرد مات وبرده قتله، ومنه سيوف بوارد وذلك لما يعرض للميت من السكون أو من عدم الحرارة بفقد الروح. والبرد ما يبرد من المطر في الهواء فيصلب، والبردة التخمة سميت به لعروضها من البرودة الطبيعية التي يعجز الهضم بسببها بتبريد المعدة فلا ينضج الطعام. والبريد الرسول، ومنه الحمى بريد الموت، ثم استعمل في المسافة التي يقطعها وهي اثنا عشر ميلا، ويقال لدابته بريد أيضًا لسيره في البرد، والبردة كساء صغير مربع أو أسود.

البروز: الخروج من كل شيء يواري في براز من الأرض وهو الذي لا يكون فيه ما يتوارى فيه عن عين الناظر ذكره الحرالي. والبراز بالفتح، قال في المصباح: والكسر لغة قليلة، الفضاء الواسع الخالي من الشجر، وبرز حصل في براز وذلك إما أن يظهر بذاته نحو {وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَة} 4، ومنه المبارزة للقتال وهو الظهور من الصف، وإما أن يظهر بفضله وهو أن يسبق في فعل محمود، وإما أن ينكشف عنه ما كان مستورا به نحو {وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّار} 5. وكني بالبراز عن النجو6. كما كني بالغائط فقيل برز كما قيل تغوط. وامرأة برزة عفيفة تبرز للرجال وتتحدث معهم، وهي التي أسنت وخرجت عن حد المحجبات. وبرز الرجل في العلم تبريزا برع وفاق أقرانه من برز الفرس تبريزا سبق الخيل.

1 والحديث في لفظ آخر هو: "ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا. وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله"، أخرجه أحمد في مسنده والترمذي وابن ماجه والحاكم في المستدرك عن أبي هريرة رضي الله عنه.

2 المفردات ص44.

3 الأحزاب 33.

4 الكهف 47.

5 إبراهيم 48.

6 ما يخرج من بطن الإنسان وغيره. ومنه الاستنجاء وهو غسل موضع النجو بالماء.

ص: 76

‌فصل الراء:

البراح: كسلام، المكان المتسع الظاهر الذي لا سترة فيه من شجر أو بناء، وبرح الخفاء

ص: 73

‌فصل الزاي:

البزر: بالكسر ويفتح بزر البقل ونحوه، وقولهم لبعض الدود بزر القز مجاز على التشبيه ببزر البقل لصغره.

البز: نوع من الثياب أو أمتعة البيت خاصة أو أمتعة التاجر من الثياب.

ص: 77

‌فصل السين:

الباسق: وهو الذاهب طولا من جهة الارتفاع ومنه {وَالنَّخْلَ بَاسِقَات} 1. وبسق فلان على أصحابه علاهم، وبسق الرجل في علمه مهر وفاق أقرانه.

الباسور: ورم تدفعه الطبيعة إلى كل موضع في البدن يقبل الرطوبة كالمقعدة والأنثيين والأشفار، فإن كان في المقعدة لم يكن حدوثه دون انفتاح أفواه العروق.

البستان: حائط فيه نخيل متفرقة تمكن الزراعة بينها، فإن كان الشجر ملتفا لا تمكن الزراعة وسطه فليس ببستان2. البسر: استعجال الشيء قبل أوانه، ومنه قيل لما أدرك من التمر بسر ومنه {ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} 3. أي أظهر العبوس قبل أوانه وفي غير وقته4.

البسط: توسعة المجتمع إلى حد غاية، قاله الحرالي. وقال الراغب5: بسط الشيء نشره وتوسيعه، فتارة يتصور منه الأمران وتارة أحدهما، ومنه البساط فعال بمعنى مفعول وهو اسم لكل مبسوط. والبساط الأرض المتسعة، والبسيطة الأرض، واستعير البسيط لكل شيء لا يتصور فيه تركيب وتأليف ونظم، نحو {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ} 6. أي وسعه. وبسط الكف يستعمل تارة للطلب نحو {كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ} 7، وتارة للأخذ نحو {وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ} 8، وتارة للصولة والضرب نحو {وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ} 9، وتارة للبذل والإعطاء نحو {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} 10. وتارة لغير ذلك.

البسط: عند أهل الحقيقة: حال الرجاء وقيل وارد يوجب إشارة إلى قبول ورحمة وأنس.

البسل: ضم الشيء، ولتضمنه معنى الضم استعير لتقطيب الوجه، ولتضمنه معنى المنع قيل للمحرم والمرتهن بسل ومنه {وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ} 11. أي تحرم الثواب. وقوله {أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا} 12. أي حرموا الثواب. وفسر بالارتهان لقوله {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} 13، والفرق بين الحرام والبسل أن الحرام عام فيما كان ممنوعا منه بالحكم والقهر، والبسل وهو الممنوع منه بالقهر، وقيل للشجاعة البسالة وللشجاع باسل لما يوصف به من عبوس وجهه ولكون نفسه محرمة على أقرانه لشجاعته أو لمنعه ما تحت يده من أعدائه14.

البسيط: ثلاثة: بسيط حقيقي وهو ما لا جزء له كالباري تقدس. وعرفي وهو ما لا يتركب من أجزاء مختلفة الطبائع. وإضافي وهو ما أجزاؤه أقل بالنسبة للآخر. والبسيط أيضًا روحاني كالعقول والنفوس، المجردة وجسماني كالعناصر15.

1 ق100.

2 وانظر التعريفات ص49.

3 المدثر 220.

4 وانظر المفردات ص46.

5 المفردات ص46.

6 الشورى 270.

7 الرعد 14.

8 الأنعام 93.

9 المائدة 11.

10 المائدة 64.

11 الأنعام 70.

12 الأنعام 70.

13 المدثر 28.

14 المفردات ص46، 47.

15 التعريفات ص46.

ص: 77

‌فصل الشين:

البشرى: إظهار غيب المسرة بالقول، ذكره الحرالي، البشارة كل خبر صادق تتغير به بشرة الوجه، وتستعمل في الخير والشر وفي الخير أغلب1، وقيل البشارة الخبر السار فقط واستعماله في غيره {فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيم} 2 استعارة أو تهكم كقوله: تحية بينهم ضرب وجيع. وبشرت الرجل وأبشرته وبشرته أخبرته بسار بسط بشرة وجهه لأن النفس إذا سرت انتشر الدم انتشار الماء في الشجرة. والبشرة ظاهر الجلد والأدمة باطنه. وعبر عن الإنسان بالبشر اعتبارا بظهور جلده من الشعر بخلاف الحيوان الذي عليه نحو صوف أو شعر. وباشر زوجته تمتع ببشرتها، وباشر الأمر تولاه ببشرته وهي يده ثم كثر حتى استعمل في الملاحظة.

البشاعة: سوء الخلق والعشرة. وبشع الرجل بشاعة ساء خلقه، وهو بشع المنطق ذميم الوجه عابس.

البشرية: طائفة بشر بن المعتمر من أفاضل المعتزلة، وهو الذي أحدث القول بالتوليد، قالوا: الأعراض والطعوم وغيرها تقع متولدة في الجسم من فعل الغير كما لو كانت أسبابها من فعله3.

1 التعريفات ص46.

2 والتوبة 34. والانشقاق 24. آل عمران 21.

3 التعريفات ص46.

ص: 78

‌فصل الصاد:

البصر: قوة مودعة في العصبتين المجوفتين اللتين تلتقيان ثم تفترقان تتأدى إلى العين بها الأضواء والألوان والأشكال.

البصيرة: قوة للقلب المنور بنور القدس ترى حقائق الأشياء وبواطنها بمثابة البصر للنفس ترى به صور الأشياء وظاهرها وهي التي تسميها الحكماء القوة العاقلة النظرية والقوة القدسية، كذا قرره ابن الكمال1.

وقال الراغب2: البصر يقال للجارحة الناظرة نحو كلمح بالبصر، وللقوة التي فيها، ويقال لقوة القلب المدركة بصيرة وبصر، ولا يكاد يقال للجارحة بصيرة، ويقال من الأول أبصرت ومن الثاني أبصرته وبصرت به، وقلما يقال في الحاسة إذا لم يضامه رؤية القلب ومنه {أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} 3. أي معرفة وتحقق. ويقال للضرير بصير على العكس، أو لما له من قوة بصيرة القلب، وقوله {لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَار} 4 أي الأذهان والأفهام كما قال علي كرم الله وجهه: التوحيد ألا تتوهمه وقال كل ما أدركته فهو غيره. والبنصر معروفة، وأبو بصير كرغيف من أسماء الكلب.

1 التعريفات ص47.

2 المفردات ص49.

3 يوسف 108.

4 الأنعام 103.

ص: 79

‌فصل الضاد:

البضاعة: قطعة وافرة من المال تقتنى للتجارة. والبضع بالضم جملة من اللحم تبضع أي تقطع، وكني به عن الفرج والجماع فقيل: ملك بضعها تزوجها، وباضعها جامعها، وفلان بضعه مني أي جار مجرى بعض بدني لقربه مني. وبضعت اللحم شققته ومنه الباضعة شجة تشق اللحم ولا تبلغ العظم ولا تسيل الدم فإن سال فدامية. والبضع بالكسر المقتطع عن العشرة أو ما بين الثلاثة والعشرة1.

1 المفردات ص50.

ص: 79

‌فصل الطاء:

البطء: تأخر الانبعاث في السير1.

البطالة: ترك العمل لأن الأحوال تبطل بذلك.

البطر: محركا، دهش يعتري الانسان من سوء احتمال النعمة وقلة القيام بحقها وصرفها إلى غير وجهها، ويقاربه الطرب وهو خفة أكثر ما يعتري من الفرح2.

البطش: تناول الشيء بعنف وأخذه بصولة.

البطن: فضاء جوف الشيء الأجوف لغيبته عن ظاهره الذي هو ظهر ذلك البطن، قاله الحرالي. وقال الراغب3: الجارحة وخلاف الظهر من كل شيء، ويقال للجهة السفلى بطن وللعليا ظهر، وبه شبه بطن الأمر وبطن الوادي. والبطن من العرب اعتبارا بأنهم كشخص واحد وأن كل قبيلة منهم كعضو بطن وفخذ وهكذا. ويقال لما تدركه الحواس الظاهرة ظاهر ولما يخفاها باطن. وبطنته عرفته. والبطنة كثرة الأكل. والبطانة خلاف الظهارة ثم استعير لمن يخصه الرجل باطلاع على باطن أمره. والتبطن دخول في باطن الأمر.

1 المفردات ص52.

2 المفردات ص50.

3 المفردات ص51.

ص: 79

‌فصل الظاء:

البظر: لحمة بين شفري المرأة، وهي القلفة التي تقطع في الختان.

ص: 80

‌فصل العين:

البعث: أصله إثارة الشيء وتوجيهه ويختلف بحسب اختلاف ما علق به، فبعثت البعير أثرته وسيرته، وقوله تعالى:{وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّه} 1 أي يخرجهم ويسيرهم إلى القيامة. فالبعث ضربان: أحدهما إيجاد الأعيان والأجناس والأنواع عن ليس2، ويختص به الباري سبحانه وتعالى. والثاني إحياء الموتى وقد خص الله به بعض أصفيائه كعيسى عليه الصلاة والسلام ومنه {هَذَا يَوْمُ الْبَعْث} 3 أي يوم الحشر وقوله {فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا} 4 أي قيضه، وقوله {كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ} 5 أي توجههم ومضيهم.

البعد: امتداد قائم بالجسم أو بنفسه عند القائلين بالخلاء كأفلاطون. والبعد ضد القرب وليس لهما حد محدود وإنما ذلك بحسب الاعتبار، يقال ذلك في المحسوس وهو الأكثر وفي المعقول نحو {ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا} 6، والبعد أكثر ما يقال في الهلاك نحو {كَمَا بَعِدَتْ ثَمُود} 7.

البعض: من الشيء، طائفة منه. وبعضهم8 قال: جزء منه، ويجوز كونه أعظم من بقيته كالثمانية تكون جزءا من عشرة. والبعوض لفظه من بعض لصغر جسمه بالإضافة لسائر الحيوان.

البعل: الرجل المتهيء لنكاح الأنثى المتأتي له ذلك، يقال على الزوج والسيد، ذكره الحرالي. وقال الراغب9: الذكر من الزوجين، ولما تصور من الرجل استعلاء على المرأة فجعل سائسها والقائم عليها شبه كل مستعل على غيره به فسمي باسمه، فسمى العرب معبودهم الذي يتقربون به إلى الله تعالى بعلا لاعتقادهم ذلك فيه، ومنه {أَتَدْعُونَ بَعْلًا} 10. وقيل لفحل النخل بعل تشبيها بالبعل من الرجال، ولما عظم حتى شرب بعروقه واستغنى عن السقي بعل لاستعلائه، ولما كانت وطأة العالي على المستولى عليه ثقيلة في النفس قيل أصبح فلان بعل على أهله أي ثقيلا لعلوه عليهم. وبني من لفظ البعل المباعلة والبعال كناية عن الجماع. وقد يقال للمرأة "بعل" إذا استعلت على الرجال.

1 الأنعام 36.

2 أي من عدم.

3 الروم 56.

4 المائدة 31.

5 التوبة 46.

6 النساء 167.

7 هود 95.

8 مثل الراغب الأصفهاني، انظر المفردات ص54.

9 المفردات ص54.

10 الصافات 125.

ص: 80

‌فصل الغين:

البغت: مفاجأة من حيث لا يحتسب1.

البغض: نفور النفس عن الشيء الذي يرغب عنه، وهو ضد الحب فإنه انجذاب النفس إلى الشيء الذي ترغب فيه. وفي الحديث:"إن الله يبغض الفاحش المتفحش" 2، فذكر بغضه له تنبيه على بعد فيضه منه.

البغي: طلب الاستعلاء بغير حق، ذكره الحرالي. وقال الراغب3: طلب تجاوز الاقتصاد فيما يتحرى تجاوزه أولا، فتارة يعتبر في المقدار الذي هو الكمية، وتارة يعتبر في الوصف الذي هو الكيفية. والبغي ضربان: أحدهما محمود وهو تجاوز العدل إلى الإحسان والفرض إلى التطوع، والثاني مذموم وهو تجاوز الحق إلى الباطل أو ما يجاوره من الأمور المشتبهات. وبغى الجرح: تجاوز الحد في فساده، والمرأة فجرت، والسماء تجاوزت في المطر حد المحتاج إليه. فالبغي في أكثر المواضع مذموم، وينبغي مطاوع بغى، فإذا قيل ينبغي أن يكون كذا، يقال على وجهين: أحدهما ما يكون مسخرا للفعل نحو: النار ينبغي أن تحرق الثوب، الثاني بمعنى الاستئهال نحو فلان ينبغي أن يعطي لكرمه. ومن الأول:{وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} 4. أي لا يتسخر ولا يتسهل له لأن لسانه لا يجري به قال في المصباح5: وقولهم ينبغي كذا أن يكون معناه ينبغي ندبا مؤكدا لا يحسن تركه، ولا ينبغي، لا يحسن ولا يستقيم والبغية بالكسر وتضم، الحالة التي يبغيها الإنسان.

1 المفردات ص55.

2 والحديث "إن الله لا يحب الفاحش المتفحش، ولا الصياح في الأسواق" أخرجه البخاري في الأدب المفرد عن جابر رضي الله عنه.

3 المفردات ص55.

4 يس 69.

5 المصباح المنير، مادة "بغى" ص22.

ص: 81

‌فصل القاف:

البقاء: ثبات الشيء على الحالة الأولى ويضاده الفناء. والباقي ضربان: باق بنفسه لا إلى مدة وهو الباريء تقدس ولا يجوز عليه الفناء. وباق بغيره وهو ما عداه ويصح عليه الفناء. والباقي بالله ضربان: باق بشخصه إلى أن يشاء الله أن يفنيه كبقاء الأجرام السماوية، وباق بنوعه وجنسه دون شخصه وجزئه كالإنسان والحيوان، وكذا في الآخرة باق بشخصه كأهل الجنة فإنهم يبقون مؤبدا لا إلى مدة، وباق بنوعه وجنسه كما في الحديث:"إن ثمار أهل الجنة يقطفها أهلها ثم تخلف مكانها مثلها"1. وبقي من الدين كذا فضل وتأخر ويبقى مثله والاسم بقية، ذكره الراغب.

البقاء عند أهل الحقيقة رؤية العبد قيام الله على كل شيء، والفناء رؤية العبد لفعله بقيام الله على ذلك.

البقر: واحدته بقرة، واشتق من لفظه لفعله فقيل بقر الأرض شقها، ولما كان شقه واسعا استعمل في كل واسع فيقال تبقر في العلم والمال اتسع، وفي سفره توسع في سيره.

البقعة: بالضم القطعة من الأرض، والبقيع المكان المتسع وكل موضع فيه شجر.

البقل: كل نبات اخضرت به الأرض أو كل ما لا ينبت أصله وفرعه في الشتاء، والمبقلة موضعه.

1 وفي لفظ آخر "إن الرجل إذا نزع ثمره من الجنة عادت مكانها" أخرجه الطبراني في معجمه.

ص: 82

‌فصل الكاف:

البكاء: بالمد، سيلان الدمع عن حزن، وقيل بالمد إذا كان الصوت أغلب، وبالقصر إذا كان الحزن أغلب.

وعند الصوفية: عرق القلب خجلا من الذنب، وقيل انفطار الكبد بهجوم الكمد، وقيل عبرات تتورج من قطرات تتوهج.

البكرة: أول النهار، فاشتق من لفظه لفظ الفعل فقيل بكر فلان لحاجته إذا خرج بكرة، وتصور منها معنى التعجيل لتقدمها على سائر أوقات النهار، فقيل لكل متعجل بكر. وبكر بالصلاة صلاها لأول وقتها. وابتكر بالشيء أخذ أوله. وباكورة الفاكهة أول ما يبدو منها، وسمي أول الولد بكرا وكذا أبواه، وسميت التي لم تفتض بكرا اعتبارا بالثيب لتقدمها عليها فيما يراد له النساء.

كذا قرره الراغب1: وما ذكره من أن البكرة أول النهار هو ما يسبق إلى الذهن ويقضي به الاستعمال لكن نقل عن الفارسي2 أن البكور الإسراع أي وقت كان.

البكم: الخرس، وهو آفة في اللسان لا يتمكن معها أن يعتمد مواضع الحروف.

1 المفردات ص57.

2 أبو علي الفارسي، المتوفى سنة 356هـ.

ص: 82

‌فصل اللام:

البلاء: ككتاب، الهم الذي تحدث به. نفسك والبلاء كالبلية الامتحان، وسمي الغم بلاء لأنه يبلي الجسد.

بلى: كلمة تدل على تقرير يفهم من إضراب عن فهم، ذكره الحرالي. وقال الراغب1: رد للنفي كما أن نعم تقرير له، فلو قيل في جواب {أَلَسْتُ بِرَبِّكُم} 2. نعم كان كفرا، أو إذا قيل "أليس كان كذا" فقيل بلى فمعناه التقرير والإثبات ولايكون إلا بعد نفي في أول الكلام أو أثنائه نحو {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ، بَلَى} 3. فهو أبدا يرفع حكم النفي ويوجب نقيضه، وقولهم لا أباليه ولا أبالي به أي لا أهتم.

البلاغ: كالبلوغ، الانتهاء إلى أقصى المقصد والمنتهى زمانا أو مكانا أو أمرا من الأمور المقدرة، وقد يعبر عن المشارفة وإن لم يصله فمن الانتهاء بلغ أشده، وبلغ أربعين سنة، وإيمان بالغة منتهية في التوكيد، ومن المشارفة {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ} 4. والبلاغ، التبليغ نحو {فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغ} 5.

والكفاية نحو {إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا} 6، {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} 7. والبلاغة تقال على وجهين: أحدهما أن يكون الكلام بذاته بليغا وذلك يجمع ثلاثة أوصاف. صوابا في موضع لغته، وطبقا للمعنى المقصود به، وصدقا في نفسه، فمتى اختل شيء منها اختلت البلاغة. الثاني أن يكون بليغا باعتبار القائل والمقول له، وهو أن يقصد القائل أمرا ما فيورده على وجه حقيق أن يقبله المقول له، وقوله {وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا} يحتملها، ذكره الراغب8. وعند متأخري أهل البيان البلاغة في المتكلم ملكة يقتدر بها على تأليف كلام بليغ. فعلم أن كل بليغ كلاما كان أو متكلمنا فصيح لأن الفصاحة مأخوذة في تعريف البلاغة. وليس كل فصيح بليغا. والبلاغة في الكلام مطابقته لمقتضى الحال، والحال الأمر الداعي إلى التكلم على وجه مخصوص مع فصاحته، أي الكلام9.

البلبلة: حركة القلب من حزن أو حب.

البلج: الإضاءة والوضوح، ومنه بلج الحق إذا وضح وظهر.

البلح: ثمر النخل ما دام أخضر قريبا إلى الاستدارة إلى أن يغلظ النوى، وهو كالحصرم من العنب، فإذا أخذ في الطول والتلون في الحمرة والصفرة فهو بسر فإذا خلص لونه وتكامل إرطابه فهو الزهو.

البلد: المكان المحدود والمتأثر باجتماع قطانه وإقامتهم فيه، وسميت المفازة بلدا لكونها موضع الوحش، والمقبرة بلدا لكونها موطنا للأموات. وأبلد الرجل صار ذا بلد، وبلد لزم البلد، ولما كان اللازم لموطنه يتحير إذا حصل في غيره غالبا قيل للمتحير بلد في أمره وأبلد وتبلد10. وبلد بالضم بلادة فهو بليد أي غير ذكي ولا فطن.

البلس: الحزن المعترض من شدة الإبلاس. ومنه اشتق إبليس. ولما كان إبليس كثيرا ما يلزم السكوت قبل أبلس فلان إذا سكت أو انقطعت حجته11.

البله: ضعف العقل، ومن كلامهم خير الأولاد الأبله الغفول يعني أنه لشدة حيائه كالأبله فيتغافل ويتجاوز فشبه بالبله مجازا.

1 المفردات ص63.

2 الأعراف 172.

3 القيامة 30.

4 الطلاق 2.

5 آل عمرن 20.

6 الأنبياء 106.

7 المائدة 67.

8 المفردات ص60.

9 التعريفات ص47.

10 المفردات ص59.

11 المفردات ص60.

ص: 83

‌فصل النون:

البنان: الأصابع، وقيل أطرافها سميت به لأن بها صلاح الأحوال التي يستقر بها الإنسان لأنه يقال أبن بالمكان إذا استقر به1.

البناء: اسم لما يبنى، والبنية يعبر بها عن بيت الله، والبنيان واحد لا جمع2.

لقوله {كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} 3.

وبنى على أهله دخل بها، وأصله أن الرجل كان إذا تزوج بنى لعرسه خباء جديدا وعمره بما يحتاجه ثم كثر حتى كني به عن الجماع فقيل بنى عليها وبنى بها.

بنات الفكر: المقدمات التي إذا ركبت تركيبا خاصا أدت إلى مطلوب، ذكره الأكمل.

البنانية: أصحاب بنان بن سمعان التميمي، قالوا: الله تعالى على صورة إنسان وروح الله في علي ثم في ابنه محمد بن الحنفية ثم في بني هاشم ثم في بنان.

1 المفردات ص62.

2 المفردات ص62.

3 الصف 40.

ص: 84

‌فصل الهاء:

البهاء: الجمال وحسن الهيئة وبهاء الله عظمته.

البهتان: كذب يبهت سامعه ويدهشه ويحيره لفظاعته، ذكره بعضهم1.

وقال أبو البقاء، سمي به لأنه يبهت أي يسكت لتخيل صحته ثم ينكشف عند التأمل.

البهجة: حسن اللون وظهور السرور، ومنه {حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ} 2. وابتهج بالشيء سر سرورا بان أثره على وجهه3.

البهرج: كجعفر، الرديء من كل شيء.

البهق: بياض أو سواد يعتري البدن يخالف لونه.

البهمة: الحجر الصلب ثم قيل لما يصعب على الحاسة إدراكه إن كان محسوسا، وعلى الفهم إن كان معقولا مبهم. ويقال أبهمت الباب أغلقته إغلاقا لا يهتدى لفتحه4. وأبهم الكلام إبهاما إذا لم يبينه. ويقال للمرأة التي لا يحل نكاحها هي مبهمة عليه، ومنه قول الشافعي رضي الله عنه: لو تزوجها ثم طلقها قبل الدخول لم تحل له أمها لأنها مبهمة عليه وتحل بنتها، وهذا التحريم يسمى المبهم لأنه لا يحل بحال.

البهيمة: ما لا نطق له لما في صوته من الإبهام، لكن خص في التعارف بما عدا السباع لقوله:{أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ} 5.

1 ومنهم الراغب الأصفهاني، المفردات ص63.

2 النمل 6.

3 المفردات ص63.

4 المفردات ص64.

5 المائدة 1.

ص: 84

‌فصل الواو:

البوار: فرط الكساد، ولما كان فرطه يؤدي إلى الفساد كما قيل كسد حتى فسد، عبر بالبوار عن الهلاك، كذا قرره الراغب1.

وعكس في المصباح2 فجعل الهلاك أصلا حيث قال: البوار الهلاك، وبار الشيء بوارا كسد على الاستعارة لأنه إذا ترك صار غير منتفع به فأشبه الهالك من هذا الوجه.

البواده: عند أهل الحقيقة ما يفجأ القلب من الغيب على سبيل الوهلة إما موجب فرح أو ترح.

البوارق: ما يفجأ القلب من الأنوار.

البون: الفضل والمزية مصدر بانه يبونه فضله. وبينهما بون أي بين درجتيهما أو اعتباريهما في الشرف. وأما في التباعد الجسماني فيقال بينهما بين بالياء.

1 المفردات ص65.

2 المصباح المنير، مادة "بور" ص26.

ص: 85

‌فصل الياء:

البيان: المنطق الفصيح المعرب عما في الضمير، كذا في الكشاف. وفي المفردات1: الكشف وهو أعم من النطق لأن النطق باللسان، ويسمى ما يبين بيانا. والبيان ضربان: أحدهما بالتسخير وهي الأشياء الدالة على حال من الأحوال من آثار صنعة والثاني بالاختبار وذلك إما أن يكون نطقا أو كتابة أو إشارة. فالبيان بالحال نحو {إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِين} 2. وبالاختبار نحو {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} 3. وسمي الكلام بيانا لكشفه عن المعنى المقصود إظهاره نحو {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاس} 4. وسمي ما يشرح المجمل والمبهم من الكلام بيانا نحو {إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَه} 5. ذكره الراغب. وفي شرح جمع الجوامع6: البيان إخراج الشيء من حيز الإشكال إلى حيز التجلي، وفي، محصول الشروع7، البيان: إظهار المتكلم المراد للسامع، وهو بالإضافة خمسة: بيان التقرير: وهو توكيد الكلام بما يرفع احتمال المجاز، والتخصيص نحو {فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} 8. فقرر معنى العموم في الملائكة بذكر الكل حتى صار لا يحتمل التخصيص. بيان التفسير: ما فيه خفاء من المشترك أو المشكل أو المجمل أو الخفي نحو {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} 9. فإن الصلاة مجمل فلحق البيان بالسنة، والزكاة مجمل في حق النصاب والقدر فلحق البيان بالسنة، بيان التغيير: وهو تغيير موجب الكلام نحو التعليق والاستثناء والتخصيص، بيان الضرورة: هو نوع بيان يقع بغير ما وضع له لضرورة إذ الموضوع له النطق وهذا يقع بالسكوت، بيان التبديل: وهو النسخ أي نسخ حكم شرعي بدليل شرعي متأخر.

البيت: موضع المبيت من الدار المخصوصة من المنزل المختص من البلد قاله الحرالي. وقال الراغب10: أصله مأوى الإنسان بالليل، ثم قيل من غير اعتبار الليل فيه، جمعه أبيات وبيوت لكن البيوت بالمسكن أخص والأبيات بالشعر، وهو ما يشتمل على أجزاء معلومة تسمى أجزاء التفعيل سمي به على الاستعارة لضم الأجزاء بعضها لبعض على نوع خاص كما تضم أجزاء البيت في عمارته على نوع خاص. وعبر عن مكان الشيء بأنه بيته. وبيت الله والبيت العتيق مكة. والقلب بيت الرب، وسمي القلب بيتا في حديث "لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة"11. فقيل البيت القلب والكلب الحرص. وصار أهل البيت متعارفا في أهل بيت النبي

1 للراغب الأصفهاني. ص69.

2 البقرة 168.

3 النحل 44.

4 آل عمران 138.

5 القيامة 19.

6 جمع الجوامع في أصول الفقه لتاج الدين عبد الوهاب بن علي بن السبكي الشافعي المتوفى سنة 771هـ. وله شروح كثيرة أحسنها شرح جلال الدين المحلي الشافعي المتوفى سنة 864هـ.

7 انظر التعريفات ص48.

8 الحجر 30، ص730.

9 البقرة 43، 110.

10 المفردات ص64.

11 أخرجه أحمد في مسنده.

ص: 86

صلى الله عليه وسلم. والبيات والتبييت قصد العدو ليلا. البيوت ما يفعل بالليل، ويقال لكل فعل دبر بالليل بيت ومنه {إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ} "ولا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل"2. وبات بموضع كذا صار به ليلا أو نهارا، ومنه حديث $"فإنه لا يدري أين باتت يده"3. أي صارت ووصلت، وعليه قول الفقهاء بات عند امرأته ليلا أي صار عندها سواء حصل معه نوم أم لا.

بيت الحكمة: القلب الغالب عليه الإخلاص.

البيت المقدس: القلب الطاهر من التعلق بالغير.

البيت الحرام: قلب الإنسان الكامل.

بيت العزة: القلب الواصل إلى مقام الجمع حال الفناء في الحق.

البيض: معروف وهو للطائر بمنزلة الولد للدابة. والبيض بالكسر في قولهم صام أيام البيض بالجر بإضافة أيام إليه وفي الكلام حذف تقديره أيام الليالي البيض وهي الثالث عشر وتالياه سميت به لاستنارتها كلها بالقمر، قاله المطرزي4: وأبعد من فسرها بالأيام. ولما كان البياض أفضل لون عندهم كما قيل البياض أفضل والسواد أهول والحمرة أجمل والصفرة أشكل، عبر عن الفضل والكرم بالبياض، وفقالوا لمن لم يتدنس بعيب هو ابيض الوجه، وقوله {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوه} 5 عبارة عن المسرة، واسودادها عبارة عن الغم. ويكنى بالبيضة عن المرأة تشبيها بها في اللون وكونها مصونة تحت الجناح. وبيضة البلد يقال في المدح والذم. وبيضة الرجل سميت بها تشبيها في الشكل6.

البيضاء: في عرف أهل الحقيقة: العقل الأول فإنه مركز العماء وأول منفصل عن سواد الغيب وهو أعظم نيرات فلكه ولذلك وصف بالبياض ليقابل بياضه سواد الغيب فيتبين بضده لأنه أول موجود فيرجح وجوده على عدمه، فالوجود بياض والعدم سواد7.

البيع: رغبة المالك عما في يده إلى ما في يد غيره، والشراء رغبة المستملك فيما في يد غيره بمعاوضة بما في يده مما رغب عنه فلذلك كل شار بائع، ذكره الحرالي. وقال

1 النساء 108.

2 انظر ما سبق الحاشية 2، ص70، مادة "البت".

3 والحديث هو: "إذا قام أحدكم من النوم فأراد أن يتوضأ فلا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها، فإنه لا يدري أين باتت يده، ولا على موضعه" أخرجه ابن ماجه في سننه، والدارقطني عن الضياء عن جابر.

4 أبو الفتح المطرزي، المتوفى سنة 610هـ، شرح المقامات الحريرية، وله كتاب المعرب، انظر ابن شاكر الكتبي، فوات الوفيات 4/ 182-183.

5 آل عمران 106.

6 المفردات ص66.

7 التعريفات ص50.

ص: 87

في المصباح1: البيع أصله مبادلة مال بمال يقولون بيع رابح وبيع خاسر وذلك حقيقة في وصف الأعيان لكنه أطلق على العقد مجازا لأنه سبب التمليك والتملك، وقولهم صح البيع أو بطل ونحوه أي صيغة البيع لكن لما حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه وهو مذكر أسند الفعل إليه بلفظ التذكير. والبيع من الأضداد كالشراء، ومنه {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْس} 2، ويطلق على كل من العاقدين أنه بائع ومشتر، لكن إذا أطلق البائع فالمتبادر للذهن باذل السلعة. ومن أحسن ما وسم به البيع أنه تمليك عين مالية أو منفعة مباحة على التأييد بعوض مالي. والبيعة بالفتح، بذل الطاعة للإمام، والبيعة بالكسر للنصارى مصلاهم.

بيع الغرر: ما فيه خطر لانفساخه بهلاك المبيع أو غير ذلك3.

بيع التلجئة: البيع الذي يباشره المرء عن ضرورة ويصير كالمكره عليه.

البيهسية: طائفة تنسب إلى أبي بيهس بن الهيصم، قالوا: الإيمان الإقرار والعلم بالله وبما جاء به الرسول، ووافقوا القدرية بإسناد أفعال العباد إليهم4.

البينة: الدلالة الواضجة عقلية كانت أو حسية، ومنه سميت شهادة الشاهدين بينة، ذكره الراغب5. وقال الحرالي: البينة من القول والكون ما لا ينازعه منازع لوضوحه. وقال بعضهم: البينة أظهر برهانه في الطبع والعلم والعقل بحيث لا مندوحة من شهود وجوده.

البين: بالكسر، ما انتهى إليه البصر من حدث وغيره. بالفتح، من الأضداد يطلق على الوصل وعلى الفرقة، ومنه قولهم: استدان لإصلاح ذات البين بين القوم، ذكره الراغب6. وقال الحرالي: البين حد فاصل في حس أو معنى.

1 المصباح المنير، مادة بيع ص27، وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن بيع الغرر انظر الترمذي، كتاب البيوع "باب 17/ وابن ماجه، السنن، 2/ 739".

2 يوسف 20.

3 التعريفات ص50.

4 التعريفات ص50، 51.

5 المفردات ص68.

6 التعريفات ص50، 51.

ص: 88

‌باب التاء:

‌فصل الألف:

التابوت: وعاء ما يعز قدره ذكره الراغب. وسمي القلب تابوت الحكمة، وسفط العلم وبيته1.

التأذي: أن يؤثر فيه الأذى الذي هو ما يؤذي.

تاء: التأنيث الموقوف عليها هاء.

التأخير: إبعاد الفعل عن الآن الكائن.

التاريخ: ذكر ابتداء مدة الشيء ليعرف بها مقدار ما بين ذلك الابتداء وبين أي وقت أريد منه.

التأسيس: إفادة معنى آخر لم يكن حاصلا قبل وهو خير من التأكيد لأن حمل الكلام على الإفادة خير من حمله الإعادة2.

التأكيد: تابع أمر يقرر أمر المتبوع في النسبة أو الشمول، وقيل عبارة عن إعادة المعنى الحاصل.

التأكيد اللفظي: تكرير اللفظ الأول، ذكره السيد3.

التأليف: جعل الأشياء الكثيرة بحيث يطلق عليها اسم الواحد سواء كان لبعض أجزائه نسبة إلى بعض بالتقدم والتأخر أم لا، ذكره السيد4. وقال أبو البقاء: أصله الجمع بين شيئين فصاعدا على وجه التناسب، ولذلك سميت الصداقة ألفة لتوافق الطباع فيها والقلوب.

التأمل: تدبر الشيء وإعادة النظر فيه مرة بعد أخرى ليتحققه.

التأنق: تتبع الشيء الأنيق، وهو ما يؤنقك أي يحملك على الأنق وهو العجب، يقال أنق في الرياض تتبع ما يؤنقه، قال المطرزي: وأما قولهم تأنق في عمله فمجاز.

التأويل: رد الشيء إلى الغاية المرادة منه قولا كان أو فعلا ذكره الراغب5.

وفي جمع الجوامع: هو حمل الظاهر على المحتمل المرجوع، فإن حمل لدليل فصحيح، أو لما يظن دليلا ففاسد، ولا لشيء فلعب لا تأويل. وقال ابن الكمال6: التأويل أي في التفسير صرف الآية عن معناها الظاهر إلى معنى تحتمله إذا كان المحتمل الذي يراه موافقا للكتاب والسنة كقوله {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّت} 7. إن أراد به إخراج الطير من البيضة كان تفسيرا، أو إخراج المؤمن من الكافر والعالم من الجاهل كان تأويلا.

التأييد: من الأيد وهو القوة كأنه يأخذه معه بيده في الشيء الذي يقويه به كأخذ قوة المظاهرة من الظهر لأن الظهر موضع قوة الشيء في ذاته، واليد موضع قوة تناوله لغيره، قاله الحرالي.

1 المفردات ص72.

2 التعريفات ص51.

3 أي السيد الشريف الجرجاني، التعريفات ص510.

4 السيد الشريف الجرجاني، التعريفات ص510.

5 المفردات ص31.

6 التعريفات ص52.

7 الروم 19.

ص: 89

‌فصل الباء:

التباين: ما إذا نسب أحد الشيئين إلى الآخر لم يصدق أحدهما على شيء مما صدق عليه الآخر، فإن لم يصدقا على شيء أصلا فبينهما تباين كلي كالإنسان والفرس، ومرجعهما إلى سالبتين كليتين، وإن صدقا في الجملة فبينهما تباين جزئي كالحيوان والأبيض. وبينهما عموم من وجه ومرجعهما إلى سالبتين جزئيتين1.

التبارك: غاية العظمة في إفاضة الخير والبركة.

التبذير: تفريق المال على وجه الإسراف2، وأصله إلقاء البذر فاستعير لكل مضيع لماله، فتبذير البذر تضييع في الظاهر لأنه لا يعرف مآل ما يلقيه3.

التبر: الذهب غير مضروب، فإن ضرب فعين وقيل هو الذهب والفضة غير مصوغ، وقيل كل جوهر قبل استعماله. التبعيض: تفريق الأجزاء.

التبرؤ: طلب البراءة وإيقاعها بجد واجتهاد، وقيل إظهار التخلص من وصلة أو اشتباك.

التبيين: انقطاع المعنى أو الشيء مما يلابسه ويداخله ذكره الحرالي.

التبيان: كيفية ترتيب الكلام في كشف ما تريد من تفهيم المعاني وآدائها.

التبصر: نظر قاصد للحق إذا لم يعاند.

1 التعريفات ص52.

2 التعريفات ص52.

3 المفردات ص40.

ص: 90

‌فصل التاء:

التتميم: أن يؤتى في كلام لا يوهم خلاف المقصود بفضله لنكتة كالمبالغة نحو {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ} 1 أي مع حبه2.

1 الإنسان 8.

2 التعريفات ص52.

ص: 90

‌فصل الثاء:

التثبيت: تفعيل من الثبات وهو التمكن في الموضع الذي شأنه الاستنزال، ذكره الحرالي.

التثريب: التقريع والتقرير بالذنب.

التثاؤب: فترة تعتري الشخص فيفتح عندها فمه.

التثويب: كما قال الراغب: تكرير النداء، وثوب الداعي تثويبا ردد صوته، ومنه التثويب في الأذان1. وهو أن يقول المؤذن في أذان الصبح: الصلاة خير من النوم مرتين بعد الحيعلتين2.

1 المفردات ص84.

2 مثنى حيعلة أي حي على الصلاة وحي على الفلاح.

ص: 91

‌فصل الجيم:

تجاهل العارف: إقامة المعلونم مقام غيره لنكتة1 نحو {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ} 2.

التجارة: تقليب المال بالتصرف فيه لغرض الربح.

التجريد: إحاطة السوى والكون عن السر والقلب إذ لا حجاب سوى الصور الكونية والأغيار المنطبعة في ذات القلب.

التجريد في البلاغة: أن ينتزع من أمر موصوف بصفة أمر آخر مثله فيها للمبالغة في كمال تلك الصفة في ذلك الأمر المنتزع عنه3.

التجسد: كل روح ظهر في جسم ناري أو نوري.

التجريع: صب الجرعة بعد الجرعة في الحلق. والجرعة: القدر القليل مما يعبر في الحلق.

التجارب: جمع تجربة وهي ما يحصل من المعرفة بالتكرر، وقيل التجربة: معالجة الشيء مرة بعد أخرى حتى يحصل ذلك العلم بنظائرها.

التجلي: أصله الانكشاف، وقد يكون بالذات نحو {وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} 4، وقد يكون بالأمر والفعل نحو {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ} 5. وعند الصوفية6: ما ينكشف للقلوب من أنوار الغيوب، وإنما جمع الغيوب باعتبار تعدد موارد التجلي فإن لكل اسم إلهي بحسب حيطته ووجوهه تجليات متنوعة. وأمهات الغيوب التي تجعل التجليات من بطائنها سبعة.

التجلي الذاتي: ما يكون مبدؤه الذات من غير اعتبار صفة من الصفات معها وإن كان لا يحصل ذلك إلا بواسطة الأسماء والصفات إذ لا يتجلى الحق من حيث ذاته على الموجودات إلا من وراء حجاب من الحجب الأسمائية.

التجلي الصفاتي: ما يكون مبدؤه صفة من الصفات من حيث تعينها وامتيازها عن الذات.

التجنيس: المضارع، أن لا تختلف الكلمتان إلا في حرف متقارب كالزاري والباري7.

تجنيس التصريف: اختلاف الكلمتين بإبدال حرف من حرف إما من مخرجه نحو {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} 8 الآية أو قريب منه كما بين المفيح والمبيح9.

تجنيس التصحيف: أن يكون الفارق نقطة ك أنقى وأتقى10.

1 التعريفات ص54.

2 سبأ: 24.

3 التعريفات ص54.

4 الليل 2.

5 الأعراف 143.

6 التعريفات ص53.

7 التعريفات ص54.

8 الأنعام 26.

9 التعريفات ص54.

10 التعريفات ص54.

ص: 91

‌فصل الحاء:

التحبيس: جعل الشيء موقوفا على التأبيد.

التحت: ما دون المستوى ذكره الحرالي.

التحديث: تكرار حدث القول أي واقعة قاله الحرالي.

التحذيف: ما يعتاد النساء تنحية الشعر عنه من الرأس، وهو القدر الذي يقع في جانب الوجه مهما وقع طرف خيط على راس الأذنين والطرف الثاني على زاوية الجبين كذا في الإحياء1.

التحري: طلب أولى الأمرين.

التحرير: جعل الإنسان حرا، ذكره الراغب2. وقال الحرالي: طلب الحرية، وهي رفع اليد عن الشيء من كل وجه، والتحرير التهذيب وأخذ الخلاصة وإظهارها بمنزلة جعل الشيء حرا خالصا، وهو اسم للأمر المنتفع به.

التحريض: الحث على الشيء بكثرة التربص وتسهيل الخطب فيه. وأحرضه أفسده.

التحريف: الإمالة، وتحريف الشيء إمالته كتحريف القلم. وتحريف الكلام أن تجعله على حرف من الاحتمال يمكن حمله على الوجهين3.

التحريم: تكرار الحرمة بالكسر، وهي المنع من الشيء لدناءته، والحرمة بالضم، المنع من الشيء لعلوه، ذكره الحرالي.

التحصيل: إخراج اللب من القشر، ومنه {وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُور} 4، أي ظهر ما فيها5. وقال أبو البقاء: التحصيل، الإدراك من حصلت الشيء أي أدركته.

التحفظ: التحرز، وقيل هو قلة العقل، وحقيقته إنما هو تكلف الحفظ لضعف القوة الحافظة، ولما كانت تلك القوة من أسباب العقل توسعوا في تفسيره كما ترى، ذكره الراغب6.

التحفة: الشيء الطريف النفيس يكرم به الإنسان.

التحقيق: إثبات المسألة بدليلها.

التحكيم: إظهار غاية الخصوصية بلسان الانبساط في الدعاء.

التحلي: لبس الحلي واتخاذه.

1 إحياء علوم الدين لحجة الإسلام الغزالي.

2 المفردات ص111.

3 المفردات ص114.

4 العاديات 10.

5 المفردات ص121.

6 المفردات ص124.

ص: 92

‌فصل الخاء:

التخارج: لغة تفاعل من الخروج، واصطلاحا: مصالحة الورثة على إخراج بعضهم بشيء معين من التركة.1

التتالي: كون الأشياء التي لها وضع ليس بينها شيء آخر من جنسها.

التخصيص: تفرد بعض الشيء بما لا يشاركه فيه الجملة، ذكره الراغب2. وعبر عنه الأصوليون بقولهم: التخصيص، قصر العام على افراده بدليل مستقل مقترن به واحترز ب المستقل عن الاستثناء والشرط والغاية والصفة فإنها وإن لحقت العام لا تسمى تخصيصا، وبمقترن به عن النسخ نحو {خَالِقُ كُلِّ شَيْء} 3 إذ يعلم ضرورة أن الباري تقدس مخصوص به منه. أول كلام تخصيص العلة: تخلف الحكم عن الوصف المدعى علية في بعض الصور لمانع4. وقيل تخصيصها منعها وطردها وجريانها في معلولاتها.

التخلخل: ازدياد حجم من غير ضم شيء من خارج، وهو ضد التكاثف5.

التخليل: إخراج ما بقي من الطعام بين الأسنان.

التخلي: اختيار الخلوة والإعراض عن كل ما يشغل عن الحق6.

التخييل: تصوير خيال الشيء في النفس، والتخيل تصور ذلك.

التخوية: ترك ما بين الشيئين خاليا.

1 التعريفات ص55.

2 المفردات ص149.

3 الأنعام 102، والرعد 16.

4 التعريفات ص55.

5 التعريفات ص55.

6 التعريفات ص55

ص: 93

‌فصل الدال:

التداخل: دخول شيء في شيء بلا زيادة حجم وقدر1. تداخل العددين أن يفني أقلهما الأكثر كثلاثة وتسعة.

التداول: حصول الشيء تارة في يد هذا وتارة في يد هذا.

التداين: تفاعل بين اثنين من الدين. والدين في الأمر الظاهر معاملة على تأخير، كما أن الدين بالكسر فيما بين العبد وربه معاملة على تأخير، ذكره الحرالي.

التدبر: النظر في دبر الأمور أي عواقبها، وهو قريب من التفكر إلا أن التفكر تصرف القلب بالنظر في الدليل، والتدبر تصرفه بالنظر في العواقب2.

التدقيق: إثبات المسألة بدليل دق طريقه لناظريه3.

التدليس: في البيع، كتمان عيب السلعة عن المشتري وإخفاؤه، وفي الحديث قسمان: تدليس إسناد: وهو أن يروى عمن لقيه ولم يسمع منه موهما أنه سمعه، أو من عاصره ولم يلقه موهما أنه لقيه. والآخر تدليس الشيوخ: وهو أن يروي عن شيخ حديثا سمعه منه فيسميه أو يكنيه أو يصفه بما لم يعرف به لئلا يعرف4، كقول ابن حجر5: حدثنا أحمد الصحراوي، وهو يعني شيخ الإسلام وفي الدين العراقي4 لئلا يعرف، فهو من أقرانه لأنه عداد مشايخه وقد احتاج للرواية عنه.

التدلي: الدنو والاسترسال، وقيل في الأصل للامتداد إلى جهة السفل، ثم استعمل في القرب من العلو.

1 التعريفات ص56.

2 التعريفات ص56.

3 التعريفات ص56.

4 التعريفات ص57.

5 شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852هـ.

6 عبد الرحيم بن الحسين العراقي شيخ الإسلام المتوفى سنة 806هـ، انظر السخاوي، الضوء اللامع 4/ 171.

ص: 93

‌فصل الذال:

التذكير: محاولة القوة العقلية لاسترجاع ما فات بالنسيان.

التذكرة: ما يتذكر به الشيء، وهو أعم من الدلالة والإمارة، والتذكير الوعظ.

التذكية: حقيقتها إخراج الحياة الغريزية لكن خص شرعا بإبطال الحياة على وجه مخصوص.

التذكير: عند النحاة أن لا يلحق الفعل وما أشبهه علامة التأنيث.

التذنيب: جعل شيء عقب شيء لمناسبة بينهما لغير احتياج إلى أحد الطرفين1.

التذييل: تعقيب جملة بجملة مشتملة على معناها للتأكيد2 نحو {جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا} الآية.

1 التعريفات ص57.

2 التعريفات ص57.

ص: 94

‌فصل الراء:

التربية: إنشاء الشيء حالا فحالا إلى حد التمام.

التراخي: التمهل وامتداد الزمان، وتراخى الأمر تراخيا امتد زمانه.

الترادف: الاتحاد في المفهوم، أو توالي الألفاظ الدالة على مسمى واحد.

التراوح: أن يعتمد المصلي على أحد رجليه.

التربص: إمهال وتمكث يتحمل فيه الصبر الذي هو مقلوب لفظه، قال الحرالي. وقال الراغب: الانتظار1.

التربيع: أن يكون بين الكوكبين ثلاثة بروج.

الترتيب: لغة، جعل كل شيء في مرتبة. وعرفا جعل الأشياء الكثيرة بحيث يطلق عليها اسم الواحد ويكون لبعض أجزائه نسبة إلى بعضها بالتقدم والتأخر2.

الترب3: من يتربى مع الشخص ممن هو في سنه أصله من التراب لأنهما يكونان في تربة واحدة.

الترتيل: لغة، إرسال الكلمة بسهولة واستقامة. وعرفا رعاية فمخارج الحروف وحفظ الوقوف، أو هو خفض الصوت والتحزين بالقراءة4.

الترجل: النزول عن الدابة، وترجل النهار انحطت الشمس عن الحيطان كأنها ترجلت. والترجيل تسريح الشعر كأنه أنزله إلى حيث الرجل.

الترجيح: لغة، زيادة الموزون، تقول رجحت الميزان ثقلت كفته بالموزون، ورجحت الشيء بالتثقيل: فضلته. وعرفا، تقوية أحد الدليلين بوجه معتبر. وعبر بعضهم بزيادة وضوح في أحد الدليلين، وبعضهم بالتقوية لأحد المتعارضين أو تغليب أحد المتقابلين.

الترجيع: ترديد الصوت باللحن في القراءة والغناء، ومنه الترجيع في الأذان.

الترخص: في الأمر، التيسير وعدم الاستقصاء.

الترخيم: حذف آخر الاسم تخفيفا اعتباطا، وأصله من التسهيل.

التردد: الرجوع إلى الشيء مرة بعد أخرى، وتراد القوم البيع ردوه.

الترسل: في القراءة: التمهل فيها. قال اليزيدي5: الترسل والترسيل في القراءة التحقيق بلا عجلة، وتراسل القوم أرسل بعضهم الى بعض رسولا أو رسالة، ومنه تراسلوا في الغناء اجتمعوا عليه يبتدىء هذا ويمتد صوته، ويبتدىء هذا فيمد صوته فيضيق عن زمان الإيقاع فيسكت ويأخذ غيره في مد الصوت، ويرجع الأول إلى الغناء وهكذا حتى ينتهي.

الترشيح: أن يذكر شيئا ملائما لمشبه به.

الترصيع: السجع الذي في أحد القرينتين أو أكثر مثل ما يقابله من الأخرى في الوزن والتقفية كقول الحريري6: فهو يطبع الأسجاع بظواهر لفظه، ويقرع الأسماع بزواجر وعظه.

1 المفردات ص185.

2 التعريفات ص57.

3 مفرد، والجمع: أتراب.

4 التعريفات ص57.

5 أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي النحوي اللغوي، صاحب كتاب "نوادر في اللغة" توفي سنة 202 هـ، ابن خلكان، وفيات الأعيان 6/ 183.

6 صاحب المقامات، وهو أبو محمد القاسم بن علي الحريري، المتوفى سنة 516هـ، ابن خلكان، وفيات الأعيان 4/ 63.

ص: 95

الترفه: إراحة النفس والتمتع بالنعمة وسعة العيش.

الترقي: في اصطلاح أهل الطريق: التنقل في الأحوال والمقامات والمعارف.

الترك: رفض الشيء قصدا واختيارا نحو {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا} 1 أو قهرا واضطرارا نحو {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّات} 2، ومنه تركة الميت لما يخلفه بعد موته أي متروك بعده. وهي عرفا ماله الصافي عن تعلق حق الغير بعينه. وقال الفيومي3: ترك المنزل رحل عنه، وفلانا فارقه، ثم استعير للإسقاط في المعاني فقيل: ترك حقه إذا أسقطه، وترك ركعة من الصلاة لم يأت بها فإنه إسقاط لما ثبت شرعا.

الترك: بالضم، جيل من الناس، جمعه أتراك وواحده تركي.

التركيب: كالترتيب لكن ليس لبعض الأشياء فيه نسبة إلى بعض بالتقدم والتأخر.

الترميم: إصلاح الشيء وترقيعه.

الترنم: ترجيع الصوت في الغناء من ترنم الطائر في هديره.

الترهب: الانقطاع للعبادة وهو استعمال الرهبة وهي الخوف من الله.

التروح: في الماء ونحوه أخذ ريح غيره لقربه منه.

التروي: والتروية التفكر في الشيء والإمالة بين خواطر النفس في تحصيل الرأي.

1 الدخان 24.

2 الدخان 25.

3 المصباح المنير ص29.

ص: 96

‌فصل الزاي:

التزكية: إكساب الزكاة وهي نماء النفس بما هو لها بمنزلة الغذاء للجسم. قاله الحرالي.

وأصل التزكية نفي ما يستقبح قولا أو فعلا، وحقيقتها الإخبار عما ينطوي عليه الإنسان.

التزلزل: الاضطراب وتكرير حروف لفظ فيه تنبيه على تكرير معنى التزلزل فيه.

ص: 96

‌فصل السين:

التسامح: لغة، الاتساع في نحو الإعطاء، وعرفا أن لا يعلم الغرض من الكلام ويحتاج في فهمه إلى تقدير1 لفظ آخر.

التسبيح: تنزيه الله عند بادية نقص في خلق أو رتبة، قاله الحرالي. وقال غيره2: تنزيه الحق عن نقائص الإمكان والحدوث.

التسخير: سوق الشيء إلى الغرض المختص به قهرا، ذكره الراغب3: وقال الحرالي: إجراء الشيء على مقتضى غرض ما سخر له.

التسري: حجب الأمة عن الناس والاتراك بها.

التسريح: إطلاق الشي على وجه لا يتهيأ للعود: فمن أرسل البازي مثلا ليسترده فهو مطلق، ومن أرسله لا ليرده فهو مسرح.

التسلسل: ترتيب أمور غير متناهية.

التسليم: الانقياد لأمر الله تعالى وترك الاعتراض فيما لا يلائم4.

التسميط: تصيير كل بيت أربعة أقسام ثلاثتها على سجع واحد مع رعاية القافية في الرابع إلى فراغ القصيدة5.

التسمية: إبداء الشيء باسمه للسمع في معنى المصور وهو إبداء الشيء بصورته في العين.

التسويف: المطل والتأخير، وأصله أن يقول لمن وعده بالوفاء "سوف أفعل" مرة بعد.

التسويل: تزيين النفس لما تحرص عليه، وتصوير القبيح بصورة الحسن.

1 التعريفات ص59.

2 مثل الجرجاني، التعريفات ص59.

3 المفردات ص227.

ص: 96

‌فصل الشين:

التشابه: اشتراك في ظاهر الصورة، ذكره الحرالي. وقال مرة أخرى: التشابه تراد الشبه في ظاهر أمرين لشبه كل منهما بالآخر بحيث يخفى خصوص كل منهما.

التشبيه: إقامة شيء مقام شيء لصفة جامعة بينهما ذاتية أو معنوية، فالذاتيه نحو هذا الدرهم كهذا الدرهم، وهذا السواد كهذا السواد، والمعنوية نحو زيد كالأسد أو كالحمار أي في شدته وبلادته، وزيد كعمرو أي في قوته وكرمه. وقد يكون مجازا نحو الغائب كالمعدوم والثوب كالدرهم أي قيمته تعادل قدره، ذكره في المصباح. وقال ابن الكمال3: هو لغة الدلالة على مشاركة أمر لآخر في معنى، فالأمر الأول هو المشبه والثاني المشبه به، وذلك المعنى هو وجه التشبيه، ولا بد من آلة التشبيه وغرضه والمشبه. وعند البيانيين4 هو الدلالة على اشتراك شيئين في وصف من أوصاف الشيء في نفسه كالشجاعة في الأسد، والنور في الشمس، وهو إما تشبيه مفرد كحديث "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا" الحديث5، حيث شبه العلم بالغيث ومن ينتفع به بالأرض الطيبة ومن لا ينتفع به بالقيعان، فهي تشبيهات مجتمعة، أو تشبيه مركب كقوله صلى الله عليه وسلم "مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنيانا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة" 6، الحديث. فهذا هو تشبيه المجموع بالمجموع لأن وجه الشبه عقلي منتزع من عدة أمور فيكون أمر النبوة في مقابلة البنيان.

التشكيك: بالقوة7 والضعف أن يكون حصول معناه في بعضها أشد من بعض كالوجود أيضا فإنه في الواجب أشدمن الممكن.

التشكيك: بالأولوية هو اختلاف الأفراد في الأولوية وعدمها كالوجود فإنه في الواجب أتم وأثبت وأقوى منه في الممكن8.

التشهد: النطق بالشهادتين، وصار في التعارف اسما للتحيات المقروءة آخر الصلاة، وللذكر الذي يقرأ فيه ذلك.

التشنج: عند الأطباء تقلص يعرض للعصب يمنع الأعضاء من الانبساط.

1 التعريفات ص59.

2 التعريفات ص59.

3 التعريفات ص60.

4 أي علماء البيان.

5 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب 3، باب 20.

6 أخرجه الترمذي، كتاب الأمثال، باب 2 "5/ 136".

وقال: حديث حسن صحيح، غريب من هذا الوجه.

7 بالشدة في نسخ أخرى وكما جاء في التعريفات ص20-61.

8 التعريفات ص60.

ص: 97

‌فصل الصاد:

التصبح: النوم بالغداة.

التصدية: كل صوت يجري مجرى الصدى في أنه لا غناء فيه، والتصدي أن يقابل الشيء مقابلة الصدى أي الصوت الراجع من الجبل، وتصديت للأمر تفرغت له، التصديق أن تنسب باختيارك الصدق إلى المخبر1.

التصحيح: لغة، إزالة السقم عن المريض، وفي عرف الفرضيين: إزالة الكسور بين السهام والرءوس2.

التصحيف: قراءة المصحف وروايته على غير ما هو عليه لاشتباه حروفه، كذا في المفردات3. وفي المصباح4: تغيير اللفظ حتى يتغير المعنى المراد من الوضع.

التصريح: الإتيان بلفظ خالص للمعنى عار عن تعلقات غيره لا يحتمل المجاز ولا التأويل.

التصرية: ترك حلب الحيوان مدة ليجتمع لبنه فيظهر كثرة لبنه.

التصريف: تحويل الأصل الواحد إلى أصول مختلفة لمعان مقصودة لا تحصل بها.

التصغير: يأتي لمعان منها، التحقير والتقليل كدريهم، ومنها تقريب ما يتوهم حقارته كدويهية، ومنها التحبب والاستعطاف كهذه بنيتك.

التصميم: المضي في الأمر غير مصغ إلى من يعذله كأنه أصم.

التصنيف: تمييز الأشياء بعضها عن بعض، ومنه تصنيف الكتب، وصنف الأمر تصنيفا أدرك بعضه دون بعض. ولون بعضه دون بعض.

التصور: حصول صورة الشيء في العقل5.

التصوير: إقامة الصورة وهي تمام البادئ التي يقع عليها حسن الناظر لظهورها، فصورة كل شيء تمام بدره ذكره الحرالي.

التصوف: الوقوف مع الآداب الشرعية ظاهرا فيرى حكمها من الظاهر في الباطن، وباطنا فيرى حكمها من الباطن في الظاهر6. وقيل الوفاء بالعهود ثم الفناء عن كل معهود. وقيل عهد غير متفوض وجد غير مرفوض.

التصيير: التنقيل في أطوار وأحوال تنتهي إلى غاية يحب أن تكون غير حالة الشيء الأولى بخلاف المرجع.

1 التعريفات ص61.

2 التعريفات ص61.

3 للراغب الأصفهاني ص275.

4 المصباح المنير ص127.

5 التعريفات ص61.

6 التعريفات ص61.

ص: 98

‌فصل الضاد:

التضايف: كون الشيئين بحيث يكون تعلق كل منهما سببا لتعلق الآخر به كالأبوة والبنوة1.

التضريب: التحريض على الشيء كأنه حث على الضرب الذي هو السير في الأرض.

التضعيف: أن يزاد على أصل الشيء فيجعل مثليه، ذكره الخليل.

التضمين: لغة، جعل الشيء في ضمن الشيء مشتملا عليه. التضمين في الشعر أن يتعلق معنى البيت بالذي قبله تعلقا لا يصح إلا به2.

التضمين المزدوج4: أن يقع أثناء قرائن النثر أو النظم لفظان مسجعان بعد رعاية حدود الأسجاع والقوافي الأصلية، كقوله تعالى:{وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ} 5، وكحديث "المؤمنون هينون لينون" 6. ومن النظم:

تعود رسم الوهب والنهب في العلى

وهذان وقت اللطف والعنف دأبه

1 التعاريفات ص62، 63.

2 التعريفات ص62.

3 التعريفات ص62.

4 النمل 22.

5 والحديث هو: "المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف: إن قيد انقاذ، إذا أنبخ على صخرة استناخ" أخرجه ابن المبارك في كتاب الزهد والرقائق، والبيهقي من حديث سعيد بن عبد العزيز عن مكحول مرسلا. والقضاعي عن ابن عمر بن الخطاب.

ص: 99

‌فصل الطاء:

التطاول إظهار الطول والطول، وتطاول عليه غلبه وقهره ومدار الباب على الزيادة.

التطبيق: كالمطابقة والطباق والتكافؤ، والتضاد: هو أن يجمع بين المتضادين جمع رعاية التقابل، فلا يجيء باسم مع فعل ولا عكسه، بل يقابل الفعل بفعل والاسم باسم1، كقوله {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا} 2.

التطفيف: التقليل ومنه قيل طفف الميزان والمكيال تطفيفا، ولا يستعمل إلا في الإيجاب، فلا يقال ما طففت.

التطهير: تكرار إذهاب مجتنب بعد مجتنب عن الشيء ذكره الحرالي.

التطوع: لغة تكلف الطاعة، وعرفا: التبرع بما لا يلزم كالنفل قال تعالى: {فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ} 3، ذكره الراغب2. وقال ابن الكمال4:

التطوع اسم لما شرع زيادة على الفرض والواجب.

التطور: التنقل من هيئة وحال إلى غيرهما ومنه تطور الملك والولي.

1 التعريفات ص63.

2 التوبة 82.

3 البقرة 184.

4 المفردات ص310.

ص: 99

‌فصل الظاء:

التظاهر: تكلف المظاهرة، وهو تسند القوة كأنه استناد ظهر إلى ظهر، قاله الحرالي.

التظرف: تكلف الظرف ك فلس وهو البراعة والذكاء والحسن والأدب، والله أعلم.

ص: 99

‌فصل العين:

التعادل: التساوي بين الشيئين، ومنه قسمة التعديل وهي قسمة الشيء باعتبار القيمة والمنفعة لا باعتبار العدل، فيجوز كون الجزء الأقل يعادل الأعظم في قيمته ومنفعته. وتعديل الشاهد نسبته إلى العدالة ووصفه بها.

التعاسر: تحري تعسير الأمور.

التعاقب: على الراحلة: أن يركب كل واحد عقبة بالضم أي نوبة.

التعاور: التداول، وتعاوروا الشيء واعتوروه، تداولوه.

التعبير: مختص بتفسير الرؤيا، وهو العبور من ظواهرها إلى بواطنها وهو أخص من التأويل فإن التأويل يقال فيه وفي غيره.

التعجب: انفعال النفس عما خفي سببه ذكره ابن الكمال1. وقال الراغب2: حالة تعرض للإنسان عند الجهل بسبب الشيء، ولذلك لا يصح على الله.

وقال الفيومي3: هو ضربان أحدهما ما يحمده الفاعل ومعناه الاستحسان والإخبار عن رضاه به، والثاني ما يكرهه ومعناه الإنكار والذم له. ففي الاستحسان يقال أعجبني، وفي الذم عجبت. وعند جمع، منهم النحاة، التعجب انفعال النفس لزيادة وصف في المتعجب منه نحو ما أشجعه.

التعجيل: الإسراع بإحضار نحو المال أو الدين.

التعدية: جعل الفعل لفاعل يصير من كان فاعلا له قبل التعدية منسوبا إلى الفعل

1 التعريفات ص65.

2 المفردات ص332.

3 المصباح المنير ص149.

ص: 99

فصل العين:

التعادل: التساوي بين الشيئين، ومنه قسمة التعديل وهي قسمة الشيء باعتبار القيمة والمنفعة لا باعتبار العدل، فيجوز كون الجزء الأقل يعادل الأعظم في قيمته ومنفعته. وتعديل الشاهد نسبته إلى العدالة ووصفه بها.

التعاسر: تحري تعسير الأمور.

التعاقب: على الراحلة: أن يركب كل واحد عقبة بالضم أي نوبة.

التعاور: التداول، وتعاوروا الشيء واعتوروه، تداولوه.

التعبير: مختص بتفسير الرؤيا، وهو العبور من ظواهرها إلى بواطنها وهو أخص من التأويل فإن التأويل يقال فيه وفي غيره.

التعجب: انفعال النفس عما خفي سببه ذكره ابن الكمال1. وقال الراغب2: حالة تعرض للإنسان عند الجهل بسبب الشيء، ولذلك لا يصح على الله.

وقال الفيومي3: هو ضربان أحدهما ما يحمده الفاعل ومعناه الاستحسان والإخبار عن رضاه به، والثاني ما يكرهه ومعناه الإنكار والذم له. ففي الاستحسان يقال أعجبني، وفي الذم عجبت. وعند جمع، منهم النحاة، التعجب انفعال النفس لزيادة وصف في المتعجب منه نحو ما أشجعه.

التعجيل: الإسراع بإحضار نحو المال أو الدين.

التعدية: جعل الفعل لفاعل يصير من كان فاعلا له قبل التعدية منسوبا إلى الفعل

1 التعريفات ص65.

2 المفردات ص332.

3 المصباح المنير ص149.

ص: 100

نحو خرج زيد فأخرجته1.

التعذيب: إكثار الضرب بعذبه السوط أي طرفها، وقيل في الأصل حمل الإنسان على أن يعذب أي يجوع ويسهر، من قولهم عذب الرجل إذا أكثر الأكل والنوم فهو عاذب. وقال الفيومي2: التعذيب أصله في كلام العرب الضرب ثم استعمل في عقوبة مؤلمة، ثم استعير للأمور الشاقة.

التعريس: نزول المسافر ليستريح ثم يرتحل أي وقت كان من ليل أو نهار.

التعريض: في الكلام ما يفهم السامع مراده بغير تصريح ذكره ابن الكمال3.

وقال الراغب4: كلام ذو وجهين من صدق وكذب، وباطن وظاهر.

التعريف اللفظي: أن يكون اللفظ واضح الدلالة على معنى فيفسر بلفظ أوضح دلالة على ذلك المعنى كالغضنفر للأسد، وليس هذا تعريفا حقيقيا يراد به إفاده تصور غير حاصل وإنما المراد تعيين ما وضع له لفظ الغضنفر من بين جميع المعاني5.

التعريف الحقيقي: أن يكون حقيقة ما وضع اللفظ بإزائه من حيث هي فيعرف بغيرها6.

التعزير: تأديب دون الحد على معصية لاحد فيها ولا كفارة، من العزر وهو الزجر والمنع ذكره ابن الكمال7. وقال الراغب8: التعزيز نصرة مع تعظيم. والتعزير تأديب دون الحد وهو يرجع إلى الأول فإنه تأديب والتأديب نصرة بقهر ما، لكن الأول نصرة بقمع العدو عنه، والثاني نصرة بقهر عن عدو فإن أفعال الشر عدو للإنسان فمتى قمعته عنها نصرته، وعليه حديث "انصر أخاك ظالما أو مظلوما"9.

التعسف: حمل الكلام على معنى لا تكون دلالته عليه ظاهرة.

التعشير: نهاق الحمر لكونه عشرة أصوات10.

التعضئة: تجربة الأعضاء. وروي لا تعضية في ميراث، أي لا يفرق ما تفريقه يضر بالورثة كإناء أو سيف نفيس يكسر.

التعفف: تكلف العفة، وهي كف ما ينبسط للشهوة من الآدمي إلا بحقه ووجهه، ذكره الحرالي. وقال الراغب11:

1 التعريفات ص65.

2 المصباح المنير ص151.

3 التعريفات ص65.

4 المفردات ص331.

5 التعريفات ص65.

6 التعريفات ص64.

7 التعريفات ص65.

8 المفردات ص333.

9 أخرجه البخاري في صحيحه وأحمد في مسنده، والترمذي في سننه عن أنس رضي الله عنه، كتاب الفتى، باب 68 "4/ 453". قال: حسن صحيح.

10 المفردات ص335.

11 المفردات ص339.

ص: 101

الاقتصار على تناول الشيء القليل الجاري مجرى العفافة أي البقية من الشيء. والاستعفاف طلب العفة.

التعفير: دلك الإناء أو نحوه بالعفر أي التراب الذي بياضه ليس بخالص وذلك في نجاسة المغلظ1.

التعقل: التدبر، وتعقلت الشيء تدبرته.

التعقيب: أن يؤتى بشيء بعد آخر يقال عقب الفرس في عدوه.

التعقيد: أن لا يكون اللفظ ظاهر الدلالة على المعنى المراد لخلل في النظم بأن لا يكون ترتيب الألفاظ على وفق ترتيب المعاني بسبب تقديم أو تأخير أو حذف، أو في الانتقال بأن لا يكون ظاهر الدلالة على المراد لخلل واقع في انتقال الذهن من المعنى الأول المفهوم بحسب اللغة إلى الثاني المقصود بسبب إيراد اللوازم البعيدة المفتقرة لوسائط كثيرة مع خفاء القرائن الدالة على المقصود2.

التعليل: تقرير ثبوت المؤثر لإثبات الأثر3.

التعليل في معرض النص4: ما يكون الحكم بموجب تلك العلة مخالفا للنص كقول إبليس {أَنَا خَيْرٌ مِنْه} . إلى آخره بعد قوله {اسْجُدُوا} .

التعليل والاعتلال: الاحتجاج بما ليس بحجة.

التعليم: تنبيه النفس لتصور المعاني. والتعلم تنبه النفس لتصور ذلك. وربما استعمل في معنى الإعلام لكن الإعلام اختص بما كان بإخبار سريع، والتعليم اختص بما يكون بتكرير وتكثير حتى يحصل منه أثر في نفس المتعلم، وتعليم الله تعالى لآدم الأسماء أن جعل له قوة بها نطق وبها وضع أسماء الأشياء، وكتعليمه الحيوان كل واحد فعلا يتعاطاه وصوتا يتحراه.

التعمد: في التعارف خلاف السهو وهو المقصود بالنية.

التعمير: إعطاء العمر بالفعل أو بالقول على سبيل الدعاء، ذكره الراغب5.

وقال الحرالي: تمادي العمر كأنه تكرار، والعمر أمد ما بين بدء الشيء وانقطاعه.

التعميم: تكوير العمامة على الرأس.

التعنت: إدخال المشقة والأذى على الغير.

التعنيف: اللوم والعنت.

التعهد: التردد إلى الشيء وإصلاحه، وحقيقته تجديد العهد بة، وتعهدته: حفظته. قال ابن فارس6: ولا يقال تعاهدته لأن التفاعل لا يكون إلا من اثنين. وقال الفارابي7: تعهدته أفصح من تعاهدته.

التعويل: الاعتماد على الغير فيما ينقله، التعميق المبالغة في الشيء.

التعيين: ما به امتياز الشيء عن غيره بحيث لا يشاركه فيه غيره. وقال بعضهم: هو تخصيص الشيء من الجملة. والتعيين في نية الصلاة أو الصوم أن ينوي صلاة معينة أو صوما معينا فهي معينة اسم مفعول، يقال نية معينة مبينة، ويجوز أن يسند الفعل إلى النية مجازا فيقال معينة بالكسر اسم فاعل.

1 النجاسة الغلظ في مخطوطة باريس.

2 التعريفات ص64.

3 التعريفات ص63.

4 التعريفت ص63.

5 المفردات ص347.

6 صاحب "المجمل" و"المقاييس"، وهو الحسين بن فارس المتوفى سنة 395هـ.

7 أبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم الفارابي، صاحب "ديوان الأدب"، المتوفى سنة 350هـ. وهو خال الجوهري صاحب الصحاح.

ص: 102

‌فصل الغين:

التغريد: التطريب بالصوت بالغناء.

التغوير: النزول للقائلة كما أن التعريس النزول آخر الليل للاستراحة.

التغطرف: التكبر، واشتقاقه من الغطريف وهو السيد.

التغير: انتقال الشيء من حالة لأخرى، ذكره ابن الكمال1. وقال الراغب2: التغيير يقال على وجهين: أحدهما لتغيير صورة الشيء دون ذاته، يقال غير داره إذا بناها غير الذي كان، الثاني لتبديله بغيره نحو غيرت غلامي ودابتي أبدلتها بغيرهما.

التغيظ: إظهار الغيظ، وقد يكون مع صوت مسموع كما قال تعالى {سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا} 3.

1 التعريفات ص65.

2 المفردات ص368.

3 الفرقان 12.

ص: 103

‌فصل الفاء:

التفاوت: الاختلاف في الأوصاف كأنه يفوت وصف أحدهما الآخر، أو وصف كل منهما الآخر، وأصله عدم التناسب.

التفريط: التضييع، من فرط الأمر إذا سبق على غير وجه الصواب، ذكره أبو البقاء. وقال غيره: التقصير، يقال ما فرطت في ذا أي ما قصرت. وفرط في الأمر تفريطا قصر فيه وضيعه، وأفرط إفراطا أسرف وجاوز الحد. والإفراط الإسراف في التقدم.

التفريع: جعل شيء عقب شيء لاحتياج الآخر إلى السابق.

التفرقة: عند الصوفية: توزيع الخاطر للاشتغال عن عالم الغيب بأي طريق كان1.

التفريق: تشتيت الشمل والكلمة.

1 التعريفات ص66.

ص: 103

التفسير: لغة، الكشف والإظهار. وشرعا توضيح معنى الآية وشأنها وقصتها والسبب الذي نزلت فيه، بلفظ يدل عليه دلالة ظاهره، ذكره ابن الكمال1. وقال الراغب2: التفسير قد يقال فيما يختص بمفردات الألفاظ وغريبها، وفيما يختص بالتأويل ولهذا يقال تفسير الرؤيا وتأويلها. وعرف بعضهم التفسير بأنه علم يبحث فيه عن أحوال الكتاب العزيز. وقال ابن الجوزي3: التفسير إخراج الشيء من معلوم الخفاء إلى مقام التجلي، والتأويل نقل الكلام عن موضعه إلى ما يحتاج في إثباته إلى دليل لولاه ما ترك اللفظ ظاهر. وقال بعضهم: التفسير كشف المراد عن اللفظ المشكل، والتأويل رد أحد المحتملين إلى ما يطابق الظاهر.

التفصي: التخلص من الشدة، وتفصى من دينه خرج منه.

التفصيل: جمع الشيء فصولا متمايزة، ومنه المفصل سمي به لكثرة فصوله أي سوره.

التفقد: التعهد، وتفقدته طلبته عند غيبته لكن حقيقة التفقد تعرف فقدان الشيء، والتعهد تعرف العهد القديم.

التفقه: أخذ الفقه شيئا فشيئا على التدريج.

التفكر: طلب الفكر، وهو يد النفس التي تنال بها المعلومات كما تنال بيد الجسم المحسوسات، ذكره الحرالي. وقال ابن الكمال4: تصرف القلب في معاني الأشياء لدرك المطلوب. وقال الراغب5: جريان القوة المطرقة من العلم إلى المعلوم بحسب نظر العقل، وذلك للإنسان دون الحيوان، ولا يقال إلا فيما يمكن أن يحصل له صورة في القلب، ولهذا قال عليه السلام "تفكروا في آلاء الله ولا تتفكروا في الله"6. لتنزهه عن الوصف بصورة {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ} 7، {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ} 8.

التفكه: التمتع بالشيء والتعجب منه وأكل الفاكهة.

التفنيد: نسبة الإنسان إلى الفند وهو ضعف الرأي.

التفهيم: إيصال المعنى إلى فهم السامع بواسطة اللفظ.

التفويض: رد الأمر إلى الله والتبرؤ من الحول والقوة، وأصله لغة: رد الأمر إلى الغير لينظر فيه. والتفويض أن يقال لنبي أو ولي: احكم بما تشاء. والمختار أنه لم يقع.

1 التعريفات ص65.

2 المفردات ص380.

3 أبو الفرج بن الجوزي، توفي سنة 597هـ، وله مصنفات عديدة منها "زاد المسافر في علم التفسير"، و"المنتظم" في التاريخ، ابن خلكان، الوفيات 3/ 140.

4 التعريفات ص66.

5 المفردات ص384.

6 أخرجه الطبراني في الأوسط عن ابن عمر رضي الله عنه.

7 الروم 80.

8 الأعراف 184.

ص: 104

‌فصل القاف:

التقابل: أن يقبل بعض القوم على بعض إما بالذات وإما بالعناية والتوفيق والمودة.

التقبل: قبول الشيء على وجه يقتضي ثوابا كالهدية، والتقبل في عرف الفقهاء: الالتزام بعقد، يقال تقبلت العمل من صاحبه إذا التزمته بعقد.

التقتير: تقليل النفقة، ويقابله الإسراف، وهما مذمومان.

التقحم: الوقوع في المهالك.

التقدم: وجود فيما مضى كما أن البقاء وجود فيما يستقبل، ذكره الراغب1. وقال ابن الكمال2: التقدم الطبيعي كون الشيء الذي لا يمكن أن يوجد آخر إلا وهو موجود، وقد يمكن أن يوجد هو ولا يكون الشيء الآخر موجودا، وأن لا يكون المتقدم علة للمتأخر، والمحتاج إليه إن استقل بتحصيل المحتاج كان متقدما عليه تقدما بالعلة كتقدم حركة اليد على حركة المفتاح، وإن لم يستقل بذلك كان متقدما عليه بالطبع كتقدم الواحد على الاثنين، فإن الاثنين يتوقف على الواحد ولا يكون الواحد مؤثرا فيه. التقدم الزماني: ما له تقدم بالزمان3. التقدم بالرتبة: ما كان أقرب من غيره إلى مبدأ محدود، وتقدمه هو تلك الأقربية. التقدم بالعلية: هو العلة الفاعلية الموجبة بالنسبة إلى معلولها وتقدمها بالعلية.

التقدم بالشرف: هو الراجح بالشرف على غيره، وتقدمه بالشرف وهو كونه كذلك.

التقدمة: وضع الشيء قداما وهو جهة القدم الذي هو الأمم والتجاه أي قبالة الوجه، قاله الحرالي.

التقدير: تحديد كل مخلوق بحده الذي يوجد من حسن وقبح ونفع وضر وغيرهما، ذكره ابن الكمال4. وقال الراغب5:،التقدير، تبيين كمية الشيء، وتقدير الله الأشياء على وجهين أحدهما بإعطاء القدرة والثاني بأن يجعلها على مقدار مخصوص، ووجه مخصوص حسبما اقتضته الحكمة، وذلك أن فعله تعالى ضربان: ضرب أوجده بالفعل بأن أبدعه كاملا دفعة لا يعتريه الكون والفساد إلى أن يشاء أن يفنيه أو يبدله كالسموات بما فيها، الثاني ما جعل أصوله موجودة بالفعل وأجزاءه بالقوة وقدره على وجه لا يتأتى منه غير ما قدره فيه كتقديره في النواة أن تنبت منها النخلة دون نحو التفاح

1 المفردات ص396.

2 التعريفات ص66، 67.

3 التعريفات ص67.

4 التعريفات ص67.

5 المفردات ص390.

ص: 105

وتقدير مني الآدمي أن يكون منه إنسان لا حيوان، فتقدير الله وجهان: أحدهما بالحتم فيه أن يكون كذا، إما وجوبا أو إمكانا، والثاني بإعطاء القدرة عليه.

والتقدير من الإنسان وجهان: أحدهما التفكر في الأمر بحسب نظر العقل وبناء الأمر عليه، وذلك محمود، الثاني أن يكون بحسب التمني والشهوة وذلك مذموم.

التقريب: سوق الدليل على وجه يستلزم المطلوب، فإذا كان المطلوب غير لازم واللازم غير مطلوب لا يتم التعقريب.

التقديس: لغة، التطهير، وعرفا، تنزيه الحق عن كل ما لا يليق بجنابه من النقائص الكونية مطلقا ومن جميع ما يعد كمالات بالنسبة إلى غيره من الموجودات مجردة أو لا، وهو أخص من التسبيح كيفية وكمية، أي أشد تنزيها منه وأكثر، ولذلك يوخر عنه في قولهم سبوح قدوس. ويقال التسبيح تنزيه بحسب مقام الجمع والتفصيل، فيكون أكثر كمية، ذكره ابن الكمال1.

وقال الراغب2: التقديس التطهير الإلهي المذكور في قوله {وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} 3. دون التطهير الذي هو إزالة النجاسة المحسوسة.

التقرير: تثبيت الشيء في مقره.

التقسيم: حصر الأوصاف في الأصل وإبطال ما لا يصلح منها للغلبة فيتعين الباقي لها، ويقال هو كون اللف مترددا بين أمرين أحدهما ممنوع.

التقفية: متابعة شيء شيئا كأنه يتلو قفاه وقفا الصورة منها خلفها المقابل للوجه قاله الحرالي.

التقليب: تغيير الشيء من حال إلى حال وتقليب الأمور: تدبيرها والنظر فيها. وتقليب الله القلوب والبصائر: صرفها عن رأي إلى رأي. وتقليب اليد عبارة عن الندم ذكرا لحال ما يوجد عليه النادم. والتقلب: التصرف، قال تعالى {أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ} 4.

التقليد: اتباع الإنسان غيره فيما يقوله أو يفعله معتقدا حقيته من غير نظر وتأمل في الدليل كأن المتبع جعل قول الغير أو فعله قلادة في عنقه.

التقوى: تجنب القبيح خوفا من الله تعالى، وأصلها الوقاية، وعند أهل الحقيقة: التحرز بطاعة الله عن عقوبته، وهو صيانة النفس عما تستحق به العقوبة5. وقيل التحرز عن المخاوف والتشعر للوظائف وقيل حفظ الحواس وعد الأنفاس. وقيل تنزيه الوقت عن موجبات المقت.

التقنع: لبس المغفر6 تشبيها بتقنع المرأة.

التقوس: الانحناء بحيث يصير على هيئة القوس.

التقيد: أصله القيد في الرجلين، ومنه تقيد الألفاظ بما يمنع الاختلاط ويزيل الالتباس.

1 التعريفات ص67، 68.

2 المفردات ص396.

3 الأحزاب 33.

4 النحل 46.

5 التعريفات ص68.

ص: 106

‌فصل الكاف:

التكاثف: انتقاض اللحم من غير انفصال والتكاثر التباري في كثرة الأكل.

التكبر: أن يرى الإنسان نفسه أكبر من غيره وأعظم. التكبر التكبر على الله بالامتناع من قبول الحق والإذعان له. وأصل التكبر.

يقال على وجهين: أحدهما أن تكون الأفعال حسنة كثيرة في الحقيقة، وزائدة على محاسن غيره، وعليه وصف الله بالمتكبر. الثاني: أن يكون متكلفا لذلك متشبعا، وذلك وصف عامة الناس، ومن وصف بالتكبر على الوجه الأول فمحمود، وعلى الثاني فمذموم، ويدل على أنه قد يصح أن يوصف الإنسان بذلك، ولا يكون مذموما1. {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} 2.

التكبير: يقال لتعظيم الله بقولك: الله أكبر، ولعبادته لاستشعار تعظيمه، ذكره الراغب3. وقال الحرالي: التكبير إشراف القدر أو المقدار حسا أو معنى.

التكرار: الإتيان بالشيء مرة بعد أخرى، ذكره ابن الكمال4. وفي المصباح5: تكرير الشيء إعادته مرارا، والاسم التكرار وهو ما يشبه العموم من حيث التعدد ويفارقه بأن العموم يتعدد فيه الحكم بتعدد أفراد الشرط فقط، والتكرار يتعدد فيه الحكم بتعدد الصفة المتعلقة بالأفراد.

التكرمة: وسادة الرجل التي يقعد عليها، وهو مثال لكل ما يعد لرب المنزل خاصة، تكرمة له دون بقية أهله.

التكريب: تقليب الأرض بالحفر.

التكفير: ستر الذنب وتغطيته بحيث يصير بمنزلة ما لم يفعل.

التكفف: مد الكف لسؤال الناس من أموالهم.

التكلف: أن يحمل الأمر على أن يكلف بالأمر كلفة بالأشياء التي يدعوه إليها طبعه، ذكره الحرالي. وقال الراغب6: اسم لما يفعله الإنسان بمشقة أو بتصنع أو بتشبع ولذلك صار التكلف ضربين:

محمود وهو ما يتحراه الإنسان ليتوصل به إلى أن يصير الفعل الذي يتعاطاه سهلا عليه ويصير كلفا به ومحبا له، الثاني ما يتحراه مباهاة ورياء وهو مذموم، ومنه {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} 7.

التكليف: إلزام ما فيه كلفة لا طلب ما فيه كلفة خلاف للباقلاني8.

التكهن: تكلف الكهانة. وهي الإخبار عن الأمور الماضية الخفية بضرب من الظن.

التكوير: إرادة الشيء وضم بعضه إلى بعض ك كور العمامة.

التكوين: إيجاد شيء مسبوق بمادة.

1 المفردات ص422.

2 الأعراف 146.

3 المفردات ص422.

4 التعريفات ص68.

5 المصباح المنير ص202.

6 المفردات ص439.

7 ص 86.

8 القاضي أبو بكر محمد بن جعفر بن القاسم، المعروف بالباقلاني البصري، المتكلم المشهور، توفي سنة 403هـ. ابن خلكان، والوفيات 4/ 269.

ص: 107

‌فصل اللام:

التلبيس: التخليط والإشكال.

وعند الصوفية: ستر الحقيقة وإظهارها بخلاف ما هي عليه1.

التلخيص: استيفاء المقاصد بكلام أوجز.

التلقيح: اصطلاحا، استعمال الشخص القوة المفكرة بأن يرتب أمورا حاصلة في الذهن ليتوصل بها إلى تحصيل ما ليس بحاصل والمحصول منه بعد الترتيب يتنجز ذكره الأكمل.

التلميح: الإشارة في فحوى الكلام إلى قصة أو شعر من غير تصريح به.

التلون: اختلاف الأخلاق.

التلوين: مقام الطلب والفحص عن طريق الاستقامة2. وقال ابن عربي3:

تنقل العبد في أحواله، قال: وهو عند الأكثر مقام نقص، وعندنا أعلى المقامات وحال العبد فيه حال {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْن} 4.

1 التعريفات ص69.

2 التعريفات ص96.

3 التعريفات ص291.

4 الرحمن 290.

ص: 108

‌فصل الميم:

التمتع: الانتفاع بالشيء ومنه التمتع في الحج.

التململ: القلق من حرارة الكرب.

التمثال: الصورة المصورة. والتمثيل إثبات حكم واحد في جزئي لثبوته في جزئي آخر لمعنى مشترك بينهما. والفقهاء يسمونه قياسا، والجزء الأول فرعا والثاني أصلا، والمشترك علة وجامعا، كما يقال: العالم مؤلف فهو حادث كالبيت، يعني البيت حادث لأنه مؤلف، وهذه العلة موجودة في العالم، فيكون حادثا.

تماثل: العددين: كون أحدهما مساويا للآخر كثلاثة وثلاثة، وأربعة وأربعة1.

1 التعريفات ص69.

ص: 108

التمريض: القيام على المريض، وحقيقته إزالة المرض عن المريض كالتقذية في إزالة القذى عن العين، وقيل التكفل بمداواته: تقول مرضته تمريضا تكفلت بمداواته.

التمرن: والتمرين، المداومة والاعتياد.

التمني: طلب حصول الشيء ممكنا أم ممتنعا، ذكره ابن الكمال1. وقال الراغب2: تقدير شيء في النفس وتصويره فيها، وذلك يكون عن تخمين وظن، ويكون عن روية وبناء على أصل، لكن لما كان أكثره تخمينا صار الكذب له أملك. فأكثر التمني تصور ما لا حقيقة له. والأمنية: الصورة الحاصلة في النفس من تمني الشيء.

التمييز: الفصل بين المتشابهات، ومنه {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّب} 3 والتمييز يقال للقوة التي في الدماغ وبها تستنبط المعاني، ومنه فلان لا تمييز له، ذكره الراغب4. وقال الفيومي: التمييز يكون في المشتبهات نحو {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ} ، وفي المختلطات نحو {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ} 5، وتمييز الشيء انفصاله عن شيء آخر، وقول الفقهاء سن التمييز المراد سن إذا انتهى إليه عرف مضاره من منافعه كأنه مأخود من ميزت الأشياء إذا فرقتها عند المعرفة بها وبعضهم يقول التمييز: قوة في الدماغ تستنبط بها المعاني. ا. هـ.

التمييز عند النحاة ما يرفع الإبهام المستقر عن ذات مذكورة نحو منوان سمنا. أو مقدرة نحو لله دره فارسا، فإن فارسا تمييز عن الضمير في دره، وهو لا يرجع إلى سابق معين ذكره ابن الكمال كغيره.

التمكن: من الشيء أن يكون للإنسان عليه قدرة وسلطان.

التمكين: عند أهل الله مقام الرسوخ والاستقرار على الاستقامة، وما دام العبد في الطريق فهو صاحب تلوين لأنه يرتقي من حال إلى حال، وينتقل من وصف إلى وصف، فإذا وصل واتصل فقد حصل التمكين6.

التمهل: الترفق والتأني والتؤده والسكون.

التمسك: الأخذ بالشيء والتعلق والاعتصام به. وقال أبو البقاء هو المحافظة والعمل بالعهد والأمر.

التمويه: الزخرفة، يقال موهت عليه الحديث فعلت له ماء ونضارة حتى قبله، من موه الحديد طلاه بماء الذهب ليظن أنه ذهب، ثم صار مثلا في كل تزوير، وهو تفعيل من الماء، ذكره بعضهم. وقال أبو البقاء: التمويه التحسين لما باطنه قبيح وأصله من الماء لأنه يحسن كل شيء.

1 التعريفات ص69.

2 المفردات ص475.

3 الأنفال 37.

4 المفردات ص478.

5 يس 59.

6 التعريفات ص70.

ص: 109

فصل النون:

التناصر: التعاون، والتنصر الدخول في دين النصرانية.

التناقض: اختلاف قضيتين بإيجاب وسلب بحيث يقتضي لذاته صدق أحدهما وكذب الأخرى، نحو زيد إنسان زيد غير إنسان وأصله قولهم تناقض الكلامان إذا تدافعا كأن كل واحد ينقض الآخر. وفي كلامه تناقض إذا كان بعضه يقتضي إبطال بعض.

التنافر: في اللغة اصله التحاكم في الحسب ثم كثر حتى استعمل في كل تحاكم. وعند أهل المعاني، وصف في الكلمة يوجب ثقلها على اللسان وعسر النطق بها كهعخع.

التناسخ: تعلق الروح بالبدن بعد المفارقة من بدن آخر بغير تخلل زمن بين التعلقين1. وتناسخ الأزمنة والقرون تتابعها وتداولها لأن كل واحد ينسخ حكم ما قبله ويثبت الحكم لنفسه والذي يأتي بعده ينسخ حكم ذلك الثبوت ويغيره إلى حكم يختص به. ومنه تناسخ الورثة لأن الميراث لا يقسم على حكم الميت الأول بل الثاني وكذا ما بعده.

التنبيه: إعلام ما في ضمير المتكلم للمخاطب.

التنزه: التباعد عن الشيء. قال ابن السكيت في فصل ما يضعه العامة في غير موضعه: خرجنا نتنزه إذا خرجوا إلى البساتين، وإنما التنزه التباعد عن المياه والأرياف، ومنه فلان يتنزه عن الأقذار أي يباعد نفسه عنها. وقال ابن قتيبة2: ذهب أكثر العلماء في قول الناس خرجوا يتنزهون إلى البساتين أنه غلط وعندي ليس بغلط لأن البساتين إنما تكون خارج البلد فمن أراد إتيانها أراد البعد عن المنازل ثم كثر حتى استعملت النزهة في الخضرة والجنان.

التنزيه: التبرئة، ونزهت الله عن السوء برأته منه، ونزهت عرضي برأته من العيب.

التنزيل: ترتيب الشيء، وتنزيل القرآن ظهوره بحسب الاحتياج بواسطة جبريل على قلب المصطفى صلى الله عليه وسلم ذكره الراغب3: وقال الحرالي: التقريب للفهم بنحو تفصيل وترجمة.

تنسيق: الصفات في صنعة البديع، ذكر الشيء بصفات مثالية مدحا نحو {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ، ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ} 4، أو ذما نحو الفاسق الفاجر اللعين5.

التنصح: التشبه بالنصحاء.

التنصيف: جعل الشيء نصفين.

التنعم: تناول ما فيه نعمة وطيب عيش.

التنفس: إدخال النفس بالتحريك أي نسيم الهواء إلى الباطن وإخراجه.

التنقيح: اختصار اللفظ مع وضوح المعنى6. وقيل تخليص جيد الكلام من رديئة، من نقحت الشيء خلصت جيدة من رديئه.

التنوين: نون ساكنة تتبع حركة الآخر لا لتأكيد الفعل.

التنويه: رفع ذكر الشيء وتعظيمه.

1 التعريفات ص72.

2 أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، النحوي اللغوي صاحب كتاب "المعارف" و"غريب القرآن الكريم" و"غريب الحديث" و"عيون الأخبار" وغيرها، توفي سنة 322هـ. ابن خلكان، الوفيات، 3/ 42.

3 لم يذكر الراغب هذا. وذكره الشريف الجرجاني في التعريفات ص71.

4 البروج 14، 15.

5 التعريفات ص72.

6 التعريفات ص71.

ص: 110

‌فصل الهاء:

التهافت: التساقط شيئا بعد شيء وقطعة بعد قطعة والازدحام.

التهاوش: الاختلاط وتشعب الفتن، ومنه قول الفقهاء هذا يهوش القواعد أي يخلطها.

التهجد: النوم بالليل والصلاة فيه بعد نوم فهو من الأضداد.

التهود: الدخول في دين اليهودية.

التهور: هيئة حاصلة للقوة الغضبية بها يقدم على أمور لا تنبغي كقتال كفار يزيدون عن ضعفنا.

التهوع: تكلف الاستقاءة1.

1 أي تقيأ بكلفة. من هاع يهوع ويهاع هوعا وهواعا.

ص: 111

‌فصل الواو:

التواضع: تحقير النفس وإهانتها بالنسبة إلى عظمة الله وقبول الحق بحسن الخلق. وقيل ترك الصول والتبرؤ من القوة والحول. وقيل محافظة الامر ومجانبة الوزر.

وقيل رؤية التقصير في عين التوقير.

قال التونسي1: تذلل القلوب لعلام الغيوب بالتسليم لمجاري أحكام الحق.

التوالد: عند أهل الله الخلع التي تخص بعض الأفراد، وقد تطلق على مطلق الخلع.

التوالي: كون شيء بعد شيء بالقياس على مبدأ وليس بينهما شيء آخر.

التوابع: الأسماء التي إعرابها تبع لغيرها وهي خمسة2.

التواتر لغة: تتابع الشيء فرادى، وعرفا: الخبر الثابت على ألسنة قوم يمتنع تواطؤهم

1 لعله محمد بن محمد بن القاسم بن جميل الربعي التونسي المتوفى سنة 763. انظر ابن حجر، الدرر الكامنة. القاهرة، 5/ 13، 14. والزركلي، الأعلام، 7/ 37. وذكر المقري أحد شيوخه بقوله: شيخنا المجد التونسي وهو أبو زيد عبد الرحمن الربعي. عُرف بالتونسي. نفح الطيب 2/ 560 ولعله أحمد بن عروس التونسي الذي ذكره المناوي في كواكبه، مخطوطة شستربتي، الورقة 82. والنبهاني كرامات الأولياء 1/ 326.

2 التأكد والصلة والبدل وعطف البيان وعطف بالحروف، انظر التعريفات ص75.

ص: 111

على الكذب1.

التواجد: استدعاء الوجد تكلفا بضرب اختيار وليس لصاحبه كمال الوجد لأن باب التفاعل أكثره لإظهار صفة غير موجودة، وقد أنكره قوم لما فيه من التكلف، وأجازه آخرون لخبر "فإن لم تبكوا فتباكوا"2. وأراد به التباكي ممن هو مستعد للبكاء لا تباكي المتغافل اللاهي3.

التوالي: حصول شيئين فصاعدا ليس بينهما ما ليس منهما ويستعار للقرب.

التوبة: النصوح توثيق العزم على أن لا يعود.

التوجيه: إيراد الكلام محتملا لوجهين مختلفين كقوله في خياط أعور اسمه عمرو "خاط لي عمرو قباء"4 البيت.

التوجع: التشكي من الوجع.

التودد: طلب مودة الأكفاء بما يوجب ذلك.

التودع: ترك النفس عن المشاهدة، والتوديع أصله من الدعة، وهو أن يدعو للمسافر بأن يبلغ الدعة كما أن التسليم دعاء له بالسلامة، ثم صار ذلك متعارفا في تشييع المسافر وتركه، ولذلك يعبر به عن الترك.

التورط: الوقوع في ورطة، وهي الهلاك واصلها وحل يقع فيه الغنم فلا تقدر على التخلص منه أو هي أرض لا طريق فيها ثم استعمل في كل شدة وأمر شاق.

التورك: القعود متكئا على أحد وركيه والتورك في الصلاة القعود على الورك اليسرى.

التوبيخ: اللوم الشديد العنيف وقيل التقريع على جهة الزجر.

التورية: لغة، الستر، وعرفا، قصد مخالفة اللفظ بما لا يتبادر من معناه، وعبر عنه بأن يريد بكلامه خلاف ظاهره كأن يقول في الحرب "مات إمامكم" ناويا أحدا من المتقدمين، ذكره ابن الكمال5. وقال الفيومي6: التورية أن تطلق لفظا ظاهرا في معنى وتريد معنى آخر يتناوله ذلك اللفظ لكنه خلاف ظاهره.

التوزيع: التقسيم، وتوزعوه اقتسموه.

التوسع7: الإتيان في عجز الكلام بمثنى مفسر باسمين ثانيهما معطوف على الأول، نحو خبر "يشيب ابن آدم ويشب معه

1 التعريفات ص74.

2 والحديث هو: $"ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا" أخرجه ابن ماجه في سننه. كتاب الزهد "باب 19" عن سعد بن أبي وقاص "2/ 1403".

3 التعريفات ص73، 74.

4 القباء من الثياب، ويطلق الآن على ثوب من الحرير أو القطن وتلبس فوقه جبة. وبيت الشعر هو:

خاط لي عمرو قباء

ليت عينيه سواء

5 التعريفات ص75.

6 المصباح المنير، مادة "روي"، ص252.

7 جاءت التوسع في كل المخطوطات، ووردت الترشيح في التعريفات ص72.

ص: 112

خصلتان: الحرص وطول الأمل" 1.

التوشح2: إدخال الثوب تحت إبطه الأيمن وإلقاؤه على منكبيه كالمحرم.

التوغل: الإمعان في السبر وغيره والإسراع فيه.

التوفر: على الشيء صرف الهمة له.

التوفيق: جعل الله فعل عبده موافقا لما يحبه ويرضاه3. وقال أبو البقاء: التوفيق الهداية إلى وفق الشيء وقدره وما يوافقه.

التوفيه: الإتمام والإكمال.

التوقيت: تحديد إلى وقت الشيء.

التولي: الإعراض المتكلف بما يفهمه التفعل ذكره الحرالي.

التوحيد: فناء الأغيار عند طلوع الأنوار، وقيل: تلاشي الحدائق عند ظهور الحقائق. وقيل: فقد رؤية الأغبار عند وجود الجبار.

التوقيع: أثر الدبر بظهر البعير واثر الكتابة في الكتاب، ومنه استعير التوقيع في القصص.

التوقي: جعل النفس في وقاية مما يخاف، هذا حقيقته ثم يسمى الخوف تارة تقوى والتقوى خوفا بحسب المقتضى لمقتضيه والمقتضي لمقتضاه، وصار التقوى في تعارف الشرع حفظ النفس عما يؤثم بترك المحظور وبعض المباحات. توقف: الشيء على الشيء إن كان من جهة الشروع يسمى مقدمة ومن جهة الشعور يسمى معرفا أو من جهة الوجود. فإن كان داخلا فيه سمي ركنا كالقيام بالنسبة للصلاة، وإلا فإن كان مؤثرا فيه سمي علة فاعلية كالمصلي بالنسبة إليها، والاسمى شرطا فيه وجوبا أو عدميا.

التوكل: الثقة بما عندالله واليأس مما في أيدي الناس، وقيل عدم الانزعاج في موطن الاحتياج، وقيل نفي الاضطراب عند عدم الأسباب، وقيل رفع الهمة عن سابق القسمة، وقيل تراك السعي فيما لا تسعه قدرة البشر.

التوكيل: إقامة الغير مقام نفسه في تصرف تملكه.

التوليد: حصول الفعل عن فاعله بتوسط فعل آخر.

التولي: في اصطلاح الصوفية، رجوعك إليك من خوف ما تجد من المكروه في المستأنف.

التوءمان: ولدان في بطن واحد بين ولادتيهما أقل من ستة أشهر.

التوهم: سبق الذهن إلى الشيء، ذكره أبو البقاء.

1 أخرجه مسلم في كتاب الزهد 3، والبر والصلة 43. وأخرجه الترمذي بلفظ آخر:"يهرم ابن آدم ويشب معه اثنتان؛ الحرص على العمر والحرص على المال" باب الزهد 28.

2 ويقال "التحزم"، وقد توشح واتشح.

3 التعريفات ص72.

ص: 113

‌فصل الياء:

التيقظ: التنبه للأمور.

التيقن: العلم الحاصل عن نظر واستدلال.

التيمم: القصد، قال تعالى {فَتَيَمَّمُوا} 1. ثم كثر استعمال هذه الكلمة حتى صار التيمم في عرف الشرع عبادة مخصوصة.

التيه2: بالكسر، المفازه ومنها التيهاء بالفتح والمد وهي التي لا علامة فيها يهتدى بها. وتاه الرجل في المفازة يتيه تيها وتوها ضل عن الطريق، وتيهته وتوهته ومنه استعير لمن رام أمرا فلم يصادف الصواب فيقال: إنه تائه.

1 النساء 43.

2 وجمعها أتياه، وأرض تيه ومتيهة وتيهة ومتيهة: مضلة.

ص: 114

‌باب الثاء:

‌فصل الألف، وفصل الباء، وفصل الجيم

الثاقب: المضيء الذي يثقب بنوره وإضاءته ما يقع عليه.

الثبات: ضد الزوال، والثبات والثبوت ضد التزلزل، وثبت الأمر صح، وأثبت الكاتب الاسم كتبه عنده. ورجل ثبت بسكون الباء متثبت في أموره. وثبت الجنان أي ثابت القلب، والاسم ثبت بالفتح ومنه قيل للحجة ثبت، ورجل ثبت بفتحتين إذا كان عدلا ضابطا.

الثبة1: الجماعة الثائب بعضهم إلى بعض في الظاهر، وثبة الحوض ما يثوب إليه الماء أي يرجع.

الثبور: الفساد والهلاك المثابر على الإتيان.

الثج: رفع الصوت بالتلبية وإسالة دم الهدي.

1 والجمع: ثبات وثبون.

ص: 115

‌فصل الراء، وفصل الغين

فصل الراء، فصل الغين

كثرة المال، وأثرى إثراء استغنى، واثرت الأرض كثر ثراها أي ترابها الندي والثرى التراب الندي، فإن لم يكن نديا فلا يقال له ثرى بل تراب.

الثغر: من البلاد الموضع الذي يخاف منه هجوم العدو، فهو كالثلمة في الحائط يخاف هجوم السارق منها. والثغر المبسم ثم اطلق على الثنايا.

ص: 115

‌فصل القاف:

الثقب1: خرق لا عمق له.

الثقة: من يعتمد عليه في القول والفعل2.

الثقف: الحذق في إدراك الشيء وفعله، ومنه قولهم: رجل ثقيف أي حاذق في إدراك الشيء وفعله، وعنه استعير المثاقفة، ويقال ثقفت كذا أي ادركت ببصرك لحذق في النظر ثم تجوز فيه فاستعمل في الإدراك وإن لم يكن معه ثقافة نحو:{وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ} .

الثقل: والخفة متقابلان، فكل ما يترجح على ما يوزن به أو يقدر به يقال هو ثقيل، وأصله في الأجسام، ثم قيل في المعاني نحو أثقله الوزر والغرم، والثقل في الآدمي يستعمل تارة في الذم، وهو أكثر في التعارف وتارة في المدح كقوله:

تخف الأرض لما بت عنها

وتبقى ما بقيت بها ثقيلا

حللت بمستقر العز منها

فتمنع جانبيهما أن يميلا

والثقيل والخفيف يستعملان على وجهين أحدهما على سبيل المضايفة وهو أن لا يقال لشيء ثقيل أو خفيف إلا باعتباره بغيره، ولهذا يصح للشيء الواحد أن يقال خفيف إذا اعتبر له ما هو اثقل منه، وثقيل إذا اعتبر ما هو أخف منه، والثاني أن يستعمل الثقيل في الأجسام المرجحة إلى أسفل كالحجر، والخفيف في الأجسام المائلة إلى الصعود كالنار والدخان، ومنه {اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ} 3.

فصل الكاف: كقفل، فقد الولد، والثكول فعول بمعنى فاعل التي مات عزيزها.

1 والجمع: ثقرب وأثقب وأثقاب.

2 التعاريف ص75.

3 المفردات ص79، 80.

ص: 116

‌فصل الكاف:

كقفل، فقد الولد، والثكول فعول بمعنى فاعل التي مات عزيزها.

ص: 116

‌فصل اللام:

الثلاثي: ما ماضيه ثلاثة أحرف أصول1.

الثلث: واحد أجزاء الثلاثة، والثلاثاء والأربعاء في الأيام جعل الألف فيهما بدلا من الهاء كحسنة وحسناء، فخص اللفظ باليوم، والثلاثة عدد تثبت الهاء فيه للمذكر وتحذف للمؤنث، وحديث:"رفع القلم عن ثلاث" 2 أنث على معنى الأنفس، ولو أريد الأشخاص لذكر بالهاء.

الثلة: قطعة مجتمعة من صوف، ولذلك قيل في الغنم ثلة ولاعتبار الاجتماع3، قيل {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِين} 4.

1 التعريفات ص76.

2 والحديث هو: "رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن المبتلى حتى يبرأ، وعن الصبي حتى يكبر". أخرجه أحمد في مسنده عن عائشة رضي الله عنها. وفي لفظ آخر: "رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون المغلوب على عقله حتى يبرأ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم" أخرجه أحمد وأبو داود والحاكم في مستدركه عن علي وعمر.

3 المفردات ص81.

4 الواقعة 13 و39.

ص: 116

‌فصل الميم:

الثمامية: طائفة تنسب إلى ثمامة بن أشرس، قالوا اليهود والنصارى يصيرون في القيامة ترابا لا يدخلون جنة ولا نارا1.

الثمد: الماء القليل الذي لا مادة له ومنه قالوا: فلان مثمود ثمدته النساء أي قطعن مادة مائه لكثرة غشيانه لهن2.

الثمر: اسم لكل ما يطعم من أحمال الشجر، والثمار نحوه. وقال الحرالي: الثمر مطعومات النجم والشجر وهي عليها. ا. هـ. وظاهره أنه لا يسماه إلا وهو عليه، وأما بعد فصله فإنه يسمى باسمه الخاص، وفيه تأمل، ويكنى به عن المال المستفاد، ويقال لكل نفع يصدر عن شيء: ثمرته، كقولهم: ثمرة العلم العمل الصالح. قال الأزهري: وأثمر الشجر أطلع ثمره أول ما يخرجه فهو مثمر، ومن ثم قيل لما لا نفع له ليس له ثمرة. والثمير من اللبن ما تحبب من الزبد تشبيها بالثمر في الهيئة وفي التحصيل عن اللبن. والثمرة أصلها الزيادة والنماء، يقال: ثمر الله ما له، أي زاده وكثره، ومنه سمي حمل الشجرة ثمرة.

الثمن: اسم لما يأخذه البائع في مقابله البيع عينا كان أو سلعة، وكل ما يحصل عوضا عن شيء فهو ثمنه3.

1 التعريفات ص76.

2 المفردات ص81.

3 المفردات ص82.

ص: 117

‌فصل النون:

الثناء: ما يذكر عن محامد الناس فيثنى حالا فحالا، واصل الثني العطف ومنه الاثنان لعطف أحدهما على الآخر، والثناء لعطف المناقب في المدح والاستثناء لعطف الثاني على الأول بالإخراج منه، قال بعضهم1: الثني والاثنان أصل لمنصرفات هذه الكلمة وذلك يقال باعتبار العدد أو باعتبار التكرير الموجود فيه أو باعتبارهما معا، والثنى ما يعاد مرتين: وامرأة ثني ولدت اثنين، والثني من الشاء ما دخل في السنة الثانية، ومن الإبل ما سقطت ثنيته، وثنيت الشيء أثنيه لويته أو عقدته، وثنية الجبل ما يحتاج في قطعه وسلوكه إلى صعود وحدور فكأنه يثني السير والثنية من السن تشبيها بثنية الجبل في الهيئة والصلابة.

1 كالراغب الأصفهاني في المفردات ص82.

ص: 117

‌فصل الواو:

الثواء: الإقامة مع الاستمرار.

الثواب: الجزاء الخير، ذكره الراغب1. وقال الحرالي: الثواب ما يرجع إلى الإنسان من جزاء أعماله فسمي الجزاء ثوابا تصورا أنه هو، ألا ترى أنه جعل الجزاء نفس الفعل في قوله:{فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} 2. الآية. والثواب يقال في الخير والشر لكن الأكثر المتعارف في الخير. واستعماله في الشر استعارة كاستعارة البشارة فيه.

الثوب: ما يلبسه الناس من نحو كتان وحرير وصوف وقطن وفرو وغير ذلك، وأما الستور ونحوها فليست بثياب بل أمتعة البيت، كذا في المصباح3. وقال الراغب4: الثوب أصله رجوع الشيء إلى حالته الأولى التي كان عليها أو إلى حالته المقدرة المقصودة بالفكرة، وهي الحالة المشار إليها بقولهم: أول الفكرة آخر العمل. فمن الأول ثاب فلان إلى داره، وثابت إلي نفسي، ومن الثاني الثوب سمي به لرجوع الغزل إلى الحالة التي قدر لها، وكذا ثوب العمل، وقوله:{وَثِيَابَكَ فَطَهِّر} 5. محمول على تطهير الثوب وهو كناية عن النفس كقوله: ثياب بني عوف طهارى نقية6.

1 المفردات ص83.

2 الزلزلة 7.

3 المصباح المنير للفيومي، مادة "ثوب"، ص34.

4 المفردات ص83.

5 المدثر 4.

6 أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده، 6/ 329.

ص: 118

‌فصل الياء:

الثيب: التي تثوب عن الزوج أي ترجح.

ص: 118

‌باب الجيم:

‌فصل الألف:

الجار: من قرب مسكنه منك، وهو من الأسماء المتضايفة فإن الجار لا يكون جارا لغيره إلا وذلك الغير جار له كالأخ والصديق. ولما استعظم حق الجار عقلا وشرعا عبر عن كل من يعظم حقه بالجار، ومنه {وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ} 1. وتصور من الجار معنى القرب فقيل لكل ما يقرب من غيره جاره ومنه {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَات} 2، وباعتبار القرب قيل جار عن الطريق ثم جعل أصلا في العدول عن كل حق، فبني منه الجور وقيل الجائر من الناس من يمنع ما يأمر به الشرع.

الجاحظية: أصحاب عمرو بن بحر الجاحظ. قالوا يمتنع انعدام الجوهر، والخير والشر من فعل العبد3.

الجارودية: أصحاب الجارود. قالوا بالنص من النبي صلى الله عليه وسلم في الإمامة على علي كرم الله وجهه وصفا لا تسمية، وكفروا الصحابة رضي الله عنهم بمخالفته وتركهم الاقتداء به بعد النبي صلى الله عليه وسلم4.

الجازمية: أصحاب جازم بن عاصم. وافقوا الشعية.

جامع الكلم: ما قل لفظه وجزل معناه5. كحديث "حفت الجنة بالمكاره" 6.

1 النساء 36.

2 الرعد 4.

3 التعريفات ص76.

4 التعريفات ص76 حيث جاءت تحت اسم "الجاروزية".

5 التعريفات ص76.

6 التعريفات ص76.

ص: 119

‌فصل الباء:

الجبار: فعال من الجبرية وهي غلظ طبع الظالم.

الجبائية: أصحاب أبي علي الجبائي المعتزلي. قالوا الله متكلم بكلام مركب من حرف وصوت يخلقه الله في جسم، ولا يرى في الآخرة، والعبد خالق لفعله، ومرتكب الكبيرة لا مؤمن ولا كافر، ولا كرامة للأولياء1.

الجبر: إسناد فعل العبد إلى الله تعالى.

1 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب 51، الحديث1. والحديث هو:"حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار الشهوات"، أخرجه الترمذي في كتاب صفة الجنة، باب 21 "4/ 598" وقال: حديث حسن صحيح. كما أخرجه النسائي في باب الأديان والنذور.

ص: 119

والجبرية اثنان: متوسطة تثبت للعبد كسبا في الفعل كالأشعرية، وخالصة لا تثبته كالجهمية. قال الراغب1: وأصل الجبر الإصلاح المجرد كقول علي "يا جابر كل كسير ومسهل كل عسير" وتارة يستعمل في القهر المجرد نحو قوله عليه السلام "لا جبر ولا تفويض"2..

والجبر في الحساب إلحاق شيء به إصلاحا لما يراد إصلاحه ومنه سمي السلطان جبرا، وسمي الذين يدعون أنه تعالى يكره العباد على المعاصي في تعارف المتكلمين مجبرة، وفي قول المتقدمين جبرية. والجبار في صفة الإنسان، يقال لمن يجبر نقيصته بادعاء منزلة من التعالى لا يستحقها ولا يقال إلا للذم نحو {وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} 3. ويقال للقاهر غيره جبار نحو {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّار} 4. ولتصور القهر بالعلو على الأقران قيل نخلة جبارة وناقة جبارة.، والجبار في وصفه تعالى من جبرت الفقير لأنه يجبر الناس بفائض نعمه، أو من الجبر وهو القهر لأنه يقهرهم على ما يريده، ودفع بعضهم له بأن جبارا لا يبنى من أجبرت إذ لا يقال من أفعلت فعال، رده الراغب بأنه من لفظ الجبر المروي "لا جبر ولا تفويض"، وأنكره المعتزلة وليس بمنكر لأنه تعالى أجبر الناس على أمور لا انفكاك لهم منها حسبما تقتضيه الحكمة الإلهية لا على ما يتوهمه الغواة كإكراههم على الموت والمرض والبعث، وسخر كلا منهم لحرفة يتعاطاها وطريقة من الأخلاق يتحراها، وجعله مجبرا في صورة مخير، فإما راض بصنعته لا يبغي عنها حولا، وإما كاره يكابدها مع كراهته كأنه لا يجد عنها بدلا نحو {قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ} 5.

الجبروت: عند أبي طالب المكي6. عالم العظمة أي عالم الأسماء والصفات الإلهية. وعند الأكثر العالم الأوسط وهو البرزخ المحيط بالآيات الجمة7.

جبريل: اسم عبودية لأن إيل اسم من أسماء الله في الملأ الأعلى، وهو يد بسط لروح الله في القلوب بما يحييها الله به من روح أمره إرجاعا إليه في هذه الدار قبل إرجاع روح الحياة بيد القبض من عزرائيل، ذكره الحرالي.

الجبل: معروف، قال بعضهم: ولا يقال جبل إلا إذا كان مستطيلا، واعتبر معانيه فاستعير واشتق منه بحسبه فقيل: فلان جبل لا يتزحزح تصورا لمعنى الثبات فيه8.

الجبلة: بالكسر والتشديد كالخليقة والغريزة

1 المفردات ص85، 86.

2 لعله من الأحاديث الموضوعة. وما بين المعقوفتين زيادة من الراغب الأصفهاني، المفردات، مادة "جبر" ص85.

3 إبراهيم 15.

4 ق 45.

5 الزخرف 32.

6 صاحب قوت القلوب، توفي سنة 286هـ.

7 التعريفات ص77.

8 المفردات ص87.

ص: 120

الطبيعة. وجبله الله على كذا، فطره عليه. شيء جبلي منسوب إلى الجبلة كما يقال طبيعي أي ذاتي منفعل عن تدبير الجبلة في البدن بصنع بارئه. وجبله الله على كذا إشارة لما ركب فيه من الطبع الذي يابى على الناقل وتصور فيه العظم فقيل للجماعة جبل و {وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِين} 1 المجبولين على أحوالهم التي بنوا عليها وسبيلهم التي فوضوا لسلوكها المشار إليها بقوله {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ} 2.

الجبن: هيئة حاصلة للقوة الغضبية بها يحجم عن مباشرة ما ينبغي3.

الجبين: ناحية الجبهة من محاذاة النزعة4 إلى الصدغ وهما جبينان عن يمين الجبهة وشمالها، فالجبينان جانبا الجبهة.

الجبهة: موضع السجود من الرأس ذكره الأصمعي: وقال الخليل: هي مستوى ما بين الحاجبين إلى الناصية. والجبهة أعيان الناس كما يقال لهم الوجوه.

1 الشعراء: 184.

2 الإسراء: 84.

3 التعريفات ص77.

4 ومثناها: النزعتان: ما ينحسر عنه الشعر من أعلى الجبينين حتى يصعد في الرأس.

ص: 121

‌فصل الثاء، وفصل الحاء

فصل الثاء، فصل الحاء:

الجث: ما ارتفع من الأرض كالأكمة. وجثة الشيء شخصه إذا كان قاعدا أو قائما، فإن كان منتصبا فهو ظل، والشخص يعم الكل.

الجثمان: بالضم شخص الإنسان قاعدا.

الجحد: إنكار ما سبق له وجود، وهو خلاف النفي إذ هو إنكار نفس وجود المدعي، وقال الراغب1: الجحود نفي ما في القلب ثباته أو إثبات ما في القلب نفيه، وتجحد تخصص بفعل كذا، قال: والجحد يقال فيما ينكر باللسان لا بالقلب. وفي المصباح2: الجحد، الإنكار، وجحد حقه أنكره، ولا يكون إلا على علم من الجاحد به.

الجحمة: شدة تأجج النار ومنه الجحيم. وجحم وجهه من شدة الغضب استعارة من جحمه النار وذلك من ثوران حرارة القلب، ذكره الراغب3. وقال الحرالي: الجحم انضمام الشيء وعظم كبره، ومن معنى حروفه الحجم وهو التضام وظهور المقدار إلا أن الحجم فيما يظهر كالأجسام. والجحم بتقديم الجيم فيما لطف كالصوت والنار.

1 المفردات ص88.

2 المصباح المنير للفيومي، مادة "جحد"، ص35.

3 المفردات ص88.

ص: 121

‌فصل الدال:

الجدار: كالحائط لكن الحائط يقال اعتبارا بالإحاطة بالمكان، والجدار اعتبارا بالنتوء والارتفاع.

الجدال: مراء يتعلق بإظهار المذاهب وتقريرها، ذكره ابن الكمال1. وقال الفيومي2: التخاصم بما يشغل عن ظهور الحق ووضوح الصواب، ثم استعمل على لسان حملة الشرع في مقابلة الأدلة لظهور أرجحها، وهو محمود إن كان للوقوف على الحق وإلا فمذموم.

الجدب: كالمحل وزنا ومعنى وهو انقطاع المطر. ويبس الأرض.

الجد: قطع الأرض المستوية، ومنه جد في سيره وكذا في أمره، وتصور من جددت الأرض القطع المجرد فقيل جددت الثوب إذا قطعته على وجه الإصلاح، وثوب جديد أصله المقطوع ثم جعل لكل ما حدث إنشاؤه، ومنه {بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ} 3، وقوبل الجديد بالخلق لما كان القصد بالجديد القريب العهد بالقطع من الثوب ومنه قيل لليل والنهار الجديدان والأجدان لتجددهما. والجد الفيض الإلهي ومنه قوله {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا} 4. أي فيضه وقيل عظمته، وقيل يرجع إلى الأول. والجد الغنى، ما يجعله الله للعبد من الحظوظ الدنيوية وهو البخت، وقوله عليه السلام "لا ينفع ذا الجد منك الجد"5. أي لا يتوصل إلى ثواب الله في الآخرة بالجد وإنما ذلك بالجد في الطاعة، وهذا هو الذي أنبأ عنه {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا} 6 الآية. والجد أبو الأب وأبو الأم، وقيل معنى لا ينفع ذا الجد منك الجد، لا ينفع أحدا نسبه وأبوته كما نفى نفع البنين نفى نفع الأبوة7، وقيل معناه لا ينفع ذا الغنى عندك غناه بل العمل بطاعتك. والجد في الأمر الاجتهاد، وهو مصدر والاسم الجد بالكسر، ومنه فلان محسن جدا أي نهاية ومبالغة. قال ابن السكيت: ولا يقال محسن جدا بالفتح. وجد في كلامه ضد هزل، والاسم منه الجد بالكسر أيضا، ومنه حديث "ثلاث جدهن جد وهزلهن جد" 8. والجد بالضم السير في موضع كثير الكلأ. والجادة معظم الطريق ووسطه. الحد الصحيح من الفرائض: من لا يدخل في

1 التعريفات ص78.

2 المصباح المنير للفيومي، مادة "جدل" ص36.

3 ق 15.

4 الجن 3.

5 أخرجه الإمام البخاري في كتاب الدعوات وقال: كتب المغيرة إلى معاوية بن أبي سفيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة -أو في دبر صلاته- إذا سلم: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد".

6 الإسراء 18.

7 المفردات ص88، 89.

8 والحديث: "ثلاث جدهن جد وهزلهن جد: النكاح والطلاق والرجعة". أخرجه أبو داود والترمذي عن أبي هريرة.

ص: 122

نسبته إلى الميت أم كأبي الأب وإن علا1.

الجدة الصحيحة: التي لم يدخل في نسبتها إلى الميت جد فاسد كأم الأم وأم الأب وإن علت2.

الجد: أن يراد باللفظ معناه الحقيقي أو المجازي، وهو ضد الهزل3.

الجدل: القياس المؤلف من المشهورات أو المسلمات والغرض منه إلزام الخصم وإفهام من هو قاصر عن إدراك مقدمات البرهان.

الجيدر: القصير اشتق من الجدار وزيد فيه حرف على سبيل التهكم.

جدير: المنتهي لانتهاء الأمر إليه انتهاء الامر إلى الجدار، وهو جدير بكذا بمعنى حقيق وخليق، ذكره الراغب4. وقال المطرزي: جدير بكذا خليق به كأنه من الجدار للزومه ولصوقه.

الجدي: بالفتح وقد يكسر، الذكر من ولد المعز إذا كان في السنة الأولى، والأنثى عناق، وجدا فلان علينا أفضل والاسم الجدوى، وأجدى أصاب الجدوى، وما أجدى فعله شيئا مستعار من الإعطاء إذا لم يكن فيه نفع.

1 التعريفات ص77.

2 التعريفات ص77.

3 التعريفات ص78.

4 المفردات ص89.

ص: 123

‌فصل الذال، وفصل الراء

فصل الذال، فصل الراء:

الجذ: كسر الشيء وتفتيته والجذاذ حجارة الذهب المكسرة وفتاته.

الجذر: في الحساب العدد الذي يضرب في نفسه، تقول عشرة في عشرة بمائة، فالعشرة هي الجذر، والمرتفع من الضرب يسمى المآل.

الجذع: بالكسر، ساق النخلة.

الجذم: القطع، والجذام داء معروف.

الجذوة: الجمرة الملتهبة.

الجرب: خلط غليظ يحدث تحت الجلد من مخالطة البلغم الملح للدم، وربما حصل معه هزال لكثرته.

الجر: السحب، والجريرة ما يجره الإنسان من ذنب فعيلة بمعنى مفعوله.

الجرة: بالكسر ما يخرجه نحو الجمل من معدته فيجتره وقولهم هلم جرا أي ممتدا إلى هذا الوقت الذي نحن فيه، من أجررت الدين تركته على المديون.

الجرح: أثر دم في الجلد، ويسمى القدح في الشاهد جرحا تشبيها به، وتسمى الصائدة من الكلاب والفهود والطير جارحة وجمعها جوارح أيضًا لأنها تجرح أو تكسب، وتسمى الأعضاء الكاسبة جوارح تشبيها

ص: 123

بها لأحد هذين. وفي المصباح1: جرحه بلسانه عابه وتنقصه، ومنه جرحت الشاهد إذا أظهرت فيه ما ترد به شهادته. والاجتراح اكتساب الإثم أصله من الجراحة.

الجرس: كفلس، الكلام الخفي وإجمال الخطاب الإلهي الوارد على القلب بضرب من القهر، ولذلك شبه النبي الوحي بسلسلة على صفوان2، وقال إنه أشده فإن كشف تفصيل الأحكام من بطائن غموض الإجمال في غاية الصعوبة3.

الجرعة: قدر ما يجترع من الماء ونحوه أي يبلع والجرع الابتلاع ومنه استعير تجرع الغصص.

الجرم: أصله قطع الثمر عن الشجر. وأجرم صار ذا جرم كأتمر وألبن، ثم استعير ذلك لكل اكتساب مكروه، ولا يكاد يقال في عامة كلامهم للكسب المحمود، ذكره الراغب4. وقال الفيومي5: الجرم بالضم والجريمة اكتساب الإثم، وبالكسر الجسد واللون ومنه قولهم نجاسة لا جرم لها.

وقولهم لا جرم بالتحريك أصله لا بد ولا محالة، ثم كثر فحول إلى معنى القسم وصار بمعنى حقا ولهذا يجاب باللام نحو: لا جرم لأفعلن، ذكره الفراء6.

الجري: إسراع حركة الشيء ودوامها، ذكره الحرالي، وقال الراغب7: المر السريع وأصله لمر الماء ولما يجري كجريه. وجرى الماء سال خلاف وقف وسكن والماء الجاري المتدافع في انحدار واستواء. وجريت أسرعت، وقولهم جرى في كذا خلاف يجوز حمله على هذا المعنى فإن الوصول والتعلق بذلك المحل قصد على المجاز. والجارية السفينة سميت به لجريها في البحر ومنه قيل للأمة جارية على التشبيه لجريها مستسخرة في أشغال موإليها، والأصل فيها الشابة لخفتها ثم توسعوا فسموا كل أمة جارية وإن كانت عجوزا لا تقدر على السعي تسمية بما كانت عليه. وجاراه مجاراة جرى معه.

الجريب: الوادي ثم استعير للقطعة المتميزة من الأرض، ويختلف قدرها بحسب اصطلاح أهل الأقاليم كاختلافهم في قدر الرطل والذراع. وجربت الشيء اختبرته مرة بعد أخرى.

الجرين: البيدر الذي يداس فيه الطعام والموضع الذي تجفف فيه الثمار.

الجرية: بالكسر حالة الجريان، ذكره الحرالي.

1 المصباح المنير للفيومي، مادة "جرح" ص37.

2 أي صلصلة الجرس، مسلم، كتاب الفضائل 7/ 82.

قال علي وقال غيره صفوان، أخرجه البخاري، باب التوحيد22، وتفسير سورة 15، 1، 34، والترمذي، تفسير سورة 34، 2، وابن ماجه في المقدمة.

3 التعريفات ص78.

4 المفردات ص92.

5 المصباح المنير للفيومي، مادة "جرم"، ص38.

6 يحيى بن زياد الديلمي المعروف بالفراء، توفي سنة 207هـ.

7 المفردات ص92.

ص: 124

‌فصل الزاي:

الجزاء: الغناء والكفاية كقوله تعالى {لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} 1. والجزاء ما فيه الكفاية من المقابلة إن خيرا فخير وإن شرا فشر. وجازاك فلان كافأك، وجزاه وجازاه.

الجزاف: بالكسر، بيع مجهول الكيل أو الوزن وبالضم خارج عن القياس من المجازفة وهي المساهلة. والكلمة دخيلة في العربية.

الجزء: ما يتركب الشيء عنه وعن غيره، ذكره ابن الكمال2. وقال الحرالي: الجزء بعض من كل يشابهه. وقال الراغب3: جزء الشيء من يتقوم به جملته كأجزاء السفينة والبيت وأجزاء الجملة من الحساب. الجزء الذي لا يتجزأ: جوهر ذو وضع لا يقبل الانقسام أصلا، لا بحسب الخارج ولا بحسب الوهم أو الغرض العقلي يتألف الأجسام من أفراده بانضمام بعضها لبعض4.

الجزئي الحقيقي: ما يمنع نفس مفهومه عن وقوع الشركة فيه كزيد، ويسمى جزئيا لأن جزئية الشيء إنما هي بالنسبة إلى الكلي والكلي جزء الجزئي فيكون منسوبا إلى الجزء، والمنسوب إلى الجزء جزئي، وبإزائه الكلي الإضافي وهو الأعم من شيء، والجزئي الإضافي أعم من الجزئي الحقيقي، فجزء الشيء ما يتركب ذلك منه ومن غيره كما مر ألا ترى أن الحيوان جزء زيد وزيد مركب منه ومن غيره وهو الناطق، وعلى هذا التقدير زيد يكون كلا والحيوان جزءا، فإن نسب الحيوان إلى زيد يكون الحيوان كليا، وإن نسب زيد إلى الحيوان يكون زيد جزئيا5.

الجزر: انحسار الماء وهو رجوعه إلى خلف، ومنه الجزيرة سميت به لانحسار الماء عنها.

الجزع: محركا، حزن يصرف الإنسان عما هو بصدده ويقطعه عنه قهرا، فهو أبلغ من الحزن لأن الحزن عام. وأصل الجزع قطع الحبل من نصفه ولتصور الانقطاع فيه قيل جزع الوادي لمنعطفه، ولانقطاع اللون بتغيره قيل للخرز المتلون جزع بالفتح، وعنه استعير قولهم لحم مجزع إذا كان ذا لونين، وقيل للبسرة إذا بلغ الإرطاب نصفها مجزعة. وجزع الرجل جزعا فهو جزع وجزوع مبالغة ضعفت قوته عن جهل ما نزل به ولم يجد صبرا.

الجزف: الأخذ بكثرة، كلمة فارسية تعريب كزاف، ويقال لمن يرسل كلامه إرسالا من غير قانون جازف في كلامه، فأقيم نهج الصواب مقام الكيل أو الوزن.

الجزل: أصله العظم والغلظ ومنه جزل الحطب بالضم جزالة، ثم استعير في العطاء فقيل أجزل له في العطاء إذا أوسعه. وفلان جزل الرأي.

الجزم: القطع، وجزمت الحرف في الإعراب قطعته عن الحركة وأسكنته. وأفعل ذلك جزما أي حتما لا رخصة فيه كما يقال قولا واحدا. وحكم جزم وقضاء حتم أي لا ينقض ولا يرد.

الجزية: لغة من المجازاة، وشرعا عقد تأمين ومعاوضة وتأبيد من الإمام أو نائبه على مال مقدر يؤخذ من الكفار كل سنة برضاهم في مقابلة سكنى دار الاسلام.

1 البقرة 123.

2 التعريفات ص78.

3 المفردات ص93.

4 التعريفات ص78.

5 التعريفات ص79.

ص: 125

‌فصل السين:

الجس: أصله مس العرق وتعرف نبضه للحكم عليه على الصحة والسقم، وهو أخص من الحس فإن الحس تعرف ما يدركه الحس، والجس تعرف حال ما من ذلك. وجسه بيده جسا واجتسه ليتعرفه1 وجس الأخبار وتجسسها تتبعها، ومنه الجاسوس لأنه يتتبع الأخبار ويفحص عن بواطن الأمور، ثم استعير لنظر العين.

الجسد: كالجسم لكنه أخص. لأن الجسد لا يقال لغير الإنسان، ولأنه يقال لما له لون والجسم لما لا يبين له لون كالماء والهواء، وباعتبار اللون قيل للزعفران جساد، وثوب مجسد مصبوغ. وقال في البارع2: لا يقال الجسد إلا للحيوان العاقل وهو الإنسان والملائكة والجن، ولا يقال لغيره جسد إلا للزعفران وللدم إذا يبس. وقوله تعالى {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا} 3، أي ذا جثة على التشبيه بالعاقل أو بالجسم. والجساد بالكسر الزعفران ونحوه من كل صبغ أحمر أو أصفر. ا. هـ. وقال بعض الحكماء4: الجسد كل روح تمثل بتصرف الخيال المنفصل وظهر في جسم ناري كالجن، أو نوري كالأرواح الملكية والإنسانية حيث تعطى قوتهم الذاتية الخلع واللبس فلا يحصرهم حبس البرازخ.

الجسر: بفتح أو كسر، ما يعبر عليه مبنيا أم لا.

الجسم: ما له طول وعرض وعمق، ولا تخرج أجزاء الجسم عن كونها أجساما وإن قطع وجزىء بخلاف الشخص فإنه يخرج عن كونه شخصا بتجزئته، كذا عبر عنه الراغب5.

الجسم التعليمي: الذي يقبل الانقسام طولا وعرضا وعمقا ونهايته السطح وهو نهاية الجسم الطبيعي، وسمي جسما تعليميا إذ يبحث فيه في العلوم التعليمية أي الرياضة الباحثة عن أحوال الكم المتصل والمنفصل منسوبة إلى التعليم والرياضة، فإنهم كانوا يبدؤون بها في تعاليمهم ورياضتهم لنفوس الصبيان لكونها أسهل إدراكا.

1 المفردات ص93.

2 أي في "البارع في اللغة" للشيخ أبي طالب مفضل بن سلمة اللغوي، الذي أخذ عنه ابن السكيت وثعلب، توفي سنة 290هـ.

3 ص88.

4 مثل الجرجاني في التعريفات ص80.

5 المفردات ص94.

ص: 126

‌فصل الشين، وفصل العين

فصل الشين:

الجشاء: كغراب، صوت مع ريح يخرج من الفم عند حصول الشبع.

فصل العين:

الجعل: بالفتح، إظهار أمر عن سبب وتصيير. والجعل بالضم، والجعالة بتثليث الجيم، والجعيلة ما يجعل للانسان على عمله، وهو أعم من الأجر والثواب. وشرعا التزام مال معلوم في مقابلة عمل معلوم لا على وجه الإجازة.

جعل: لفظ عام في الأفعال أعم من صنع وفعل وأخواتهما. ويتصرف على خمسة أوجه: أحدها أن يجري مجرى صار وطفق ولا يتعدى كجعل زيد يقول كذا. الثاني، يجري مجرى أوجد نحو {وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} 1. الثالث، في إيجاد شيء عن شيء وتكوينه منه نحو {جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} 2. الرابع، في تصيير الشيء على حالة دون حالة نحو {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا} 3. الخامس، الحكم بالشيء على الشيء حقا كان أو باطلا، فالحق نحو {إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} 4، والباطل نحو {وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ} 5.

الجعفرية: أصحاب جعفر بن بشر، وافقوا الإسكافية وزادوا أن فساق الأمة شر من الزنادقة والمجوس وإجماع الأمة على حد الشرب خطأ، وسارق الحبة فاسق منخلع عن الإيمان.

1 الأنعام 1.

2 النحل 72.

3 البقرة 22.

4 القصص 7.

5 الأنعام 136.

ص: 127

‌فصل الفاء:

الجفاء: بالضم، ما يرمي به القدر أو الوادي إلى جوانبه، ومنه جفا السرج عن ظهر الدابة تباعد عنه. والجفاء بالفتح، الغلظ في العشرة والخرق في المعاملة وترك الرفق في الأمور.

الجفاف: اليبس، ومنه جف الرجل جفوفا سكت ولم يتكلم، فقولهم جف النهر على حذف مضاف أي جف ماؤه.

الجفن: غطاء العين من أعلاها وأسفلها. ووعاء السيف ومنه سمي الكرم جفنا تصورا أنه وعاء العنب.

الجفنة: وعاء الأطعمة وقيل للبئر الصغيرة جفنة تشبيها بها.

ص: 128

‌فصل اللام:

الجلال: احتجاب الحق عنا بعزته، والجمال تجليه لنا برحمته، ذكره التونسي. وقال ابن الكمال1: الجلال من الصفات ما يتعلق بالقهر والغضب، وقال الراغب2: الجلالة عظم القدر وبغيرها3 التناهي فيه، وخص به تعالى فقيل ذو الجلال، ولم يستعمل في غيره. والجليل العظيم القدر وليس خاصا به.

الجلال عند أهل الحقيقة: نعوت القهر من الحضرة الإلهية4.

الجلب: أصله سوق الشيء، واجلبت عليه صحت عليه بقهر. والجلابيب القمص5.

الجلد: بالكسر، قشر البدن، وعبر عنه بعضهم بأنه ظاهر البشرة، وبعضهم بأنه غشاء جسد الحيوان. وبالفتح، الضرب بمجلد بكسر الميم وهو السوط. والجلد والجليد القوي، وأصله لاكتساب الجلد قوة ومنه أرض جلدة تشبيها بذلك.

الجلس: أصله الغليظ من الأرض ثم جعل الجلوس لكل قعود، والمجلس موضع يقعد فيه الإنسان. والجلسة بالفتح، للمرة، وبالكسر للنوع والحال التي يكون عليها كجلسة الاستراحة والتشهد وجلسة الفصل بين السجدتين لأنها نوع من أنواع الجلوس، والنوع هو الذي يفهم معنى يزيد على لفظ الفعل كما يقال إنه لحسن الجلسة، والجلوس غير القعود، فالجلوس انتقال من أسفل إلى علو، والقعود انتقال من علو إلى أسفل يقال لمن هو نائم أو ساجد اجلس، ولمن هو قائم اقعد. وقد يستعمل جلس بمعنى قعد يقال: جلس متربعا وقعد متربعا، وقد يفارقه ومنه إذا جلس بين شعبها الأربع أي حصل وتمكن إذ لا يسمى هذا قعودا فإن الرجل حينئذ يكون معتمدا على أعضائه الأربع، ويقال: جلس متكئا ولا يقال قعد متكئا بمعنى الاعتماد على أحد جانبيه كذا قرره قوم، وقال الفارابي: كجمع الجلوس نقيض القيام فهو أعم من القعود، وقد يستعملان بمعنى الكون والجلوس ومنه جلس متربعا وقعد متربعا، والجليس من يجالسك، فعيل بمعنى فاعل.

الجلف: العربي الجافي مأخوذ من جلف الشاة أوالبعير كأن المعنى عربي بجلده لم يتزي بزي الحضر في رفقتهم ولين أخلاقهم، فإنه إذا تزيا بزيهم كأنه نزع جلده ولبس غيره وهو كقولهم: كلام بغباره أي لم يتغير عن جهته.

الجلل: كل شيء عظيم، وجللته أخذت جله وتجلل البعر تناوله، ويعبر به عن كل شيء حقير. والجل بالضم: المعظم. والمجلة ما يغطى به المصحف ثم سمي المصحف مجلة.

الجلو: الكشف الظاهر ومنه خبر وقياس جلي، وجلوت العروس والسيف كشفت صدأه، وجلا الخبر وضح وانكشف، وعن البلد خرج وبرز، والجالية الجماعة ومنه قيل لأهل الذمة الذين أجلاهم عمر من جزيرة العرب جالية ثم نقلت الجالية إلى الجزية المأخوذة منهم، ثم استعملت في كل جزية وإن لم يكن صاحبها جلا عن وطنه.

الجلوة: عند القوم: خروج العبد من الخلوة بالنعوت الإلهية إذ عين العبد وأعضاؤه ممحوة عن الآنية، والأعضاء مضافة إلى الحق6، {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ} 7 الآية.

1 التعريفات ص80.

2 المفردات ص94.

3 أي الجلال، بغير الهاء.

4 تعرفات ابن عربي، ص287 من التعريفات.

5 المفردات ص95.

6 التعريفات ص80.

7 الأنفال 17.

ص: 128

‌فصل الميم:

الجمال: رقة الحسن، ذكره سيبويه. وقال الراغب1: الحسن الكثير، وهو ضربان: أحدهما يختص بالإنسان في نفسه وفنه، الثاني ما يصل منه لغيره ومنه الحديث "إن الله جميل يحب الجمال" تنبيها أن منه تفيض الخيرات الكثيرة فيحب من يتصف بذلك، واعتبر فيه معنى الكثرة فقيل لكل جماعة غير منفصلة جملة، وقيل للحساب الذي لم يفصل والكلام الذي لم يبين تفصيله مجمل. قال الراغب: وقول الفقهاء المجمل ما يحتاج إلى بيان ليس بحد له ولا تفسير بل ذكر أحد أحوال بعض الناس معه، والشيء يجب بيان صفته في نفسه التي بها يتميز، وحقيقة المجمل هو المشتمل على جملة أشياء كثيرة غير ملخصة2.

الجمام: الراحة وترك تحمل التعب "ومنه الاستجمام" والجم الماء الكثير ولاعتبار معنى الكثرة قيل الجمة للقوم يجتمعون في تحمل مكروه، ولما اجتمع من شعر الناصية3.

الجمع: ضم ما شأنه الافتراق والتنافر ذكره الحرالي.

وقال الراغب4: ضم الشيء بعضه من بعض. والجماع يقال في أقوام متفاوتة اجتمعوا، وأجمعت كذا وأكثر ما

1 المفردات ص97.

2 وانظر القاشاني، اصطلاحات الصوفية ص40.

3 المفردات ص96.

4 المفردات 96.

ص: 129

يقال فيما يكون جمعا يتوصل إليه بالفكر، ويقال أجمع المسلمون على كذا اجتمعت آراؤهم عليه.

الجمع عند أهل الحقيقة: إشارة إلى حق بلا خلق1، وقيل2 مشاهدة العبودية، وقيل الفرق ما نسب إليك، والجمع ما سلب عنك، ومعناه أن ما يكون كسبا للعبد من إقامة وظائف العبودية وما يليق بأحوال البشرية فهو فرق، وما يكون من قبل الحق من إبداء معان وابتداء لطائف وإحسان فهو جمع، ولا بد للعبد منهما، ومن لا تفرقة له لا عبودية له، ومن لا جمع له لا معرفة له، فقول العبد {إِيَّاكَ نَعْبُد} 3 إثبات للتفرقة بأثبات العبودية، وقوله {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين} 4 طلب للجمع، فالتفرقة بداية الإرادة والجمع نهايتها.

جمع الجمع: مقام أتم وأعلى من الجمع، فالجمع شهود الأشياء بالله والتبريء من الحول والقوة، وجمع الجمع الاستهلاك بالكلية والفناء عما سوى الله، وهو المرتبة الأحدية5.

جمع المذكر: ما لحق آخره واو مضموم ما قبلها أو ياء مكسور ما قبلها ونون مفتوحة.

جمع المؤنث: ما لحق بآخره ألف وتاء سواء كان المؤنث كمسلمات أو مذكر كدريهمات.

جمع الكسر: ما تغير بناء واحده كرجال.

جمع القلة: هو الذي يطلق على عشرة فما دونها بغير قرينة، وعلى ما فوقها بقرينة.

جمع الكثرة: عكس جمع القلة ويستعار كل منهما للآخر.

الجمعية: اجتماع الهمم في التوجه إلى الله والاشتغال به عما سواه، وبازائها التفرقة6.

الجملة: عبارة عن مركب من كلمتين أسندت إحداهما إلى الأخرى سواء أفاد نحو زيد قائم أو لا نحو إن تكرمني. فإنه جملة لا تفيد إلا بعد مجيء جوابه، فالجملة أعم من الكلام مطلقا. الجملة المعترضة: التي تتوسط بين أجزاء الجملة المستقلة لتقرير معنى يتعلق بها أو بأحد أجزائها كزيد -طال عمره- قائم7.

الجمجمة: عظم الرأس المشتمل على الدماغ وقد يعبر بها عن الإنسان فيقال: خذ من كل جمجمة درهما، كما يقال من كل رأس بهذا المعنى.

الجمود: هيئة حاصلة للنفس بها يقتصر عن استيفاء ما ينبغي وما لا ينبغي.

1 تعريفات ابن عربي ص287. وانظر كذلك اصطلاحات الصوفية للقاشاني ص41.

2 التعريفات ص80.

3 الفاتحة 5.

4 الفاتحة 5.

5 التعريفات ص81.

6 التعريفات ص81.

7 التعريفات ص82.

ص: 130

‌فصل النون:

الجنابة: إنزال المنى أو التقاء الختانين، سميت به لكونها سببا لتجنب الصلاة شرعا، والجناب الغنى.

الجناح: بالضم، المؤاخذة على الجنوح، والجنوح الميل عن جادة القصد، ذكره الحرالي.

الجناحية: أصحاب عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر ذي الجناحين، قالوا الأرواح تتناسخ فكان الله في آدم ثم في شيث حتى انتهت إلى علي كرم الله وجهه وأولاده1.

الجناية: كل فعل محظور يتضمن ضررا وغلبت في ألسنة الفقهاء على الجرح والقطع والقتل.

الجنب: ما تحت الإبط إلى الكشح، والجانب الناحية، وذات الجنب ورم حار يعرض للحجاب المستبطن للأضلاع.

الجند: أتباع تحت نجدة المستتبع، ذكره الحرالي.

الجنس: لغة، الضرب من كل شيء. وعند المنطقيين كلي مقول على كثيرين مختلفين بالحقيقة في جواب ما هو من حيث هو كذلك، فالكلي جنس فخرج بمختلفين بالحقيقة: النوع والخاصة والفصل القريب وبما بعده الفصل البعيد والفرض التام.

الجنف: الميل والعدول عن الحق.

الجنة: بالضم، ما يتوقى من الأذى، والفتح في الأصل المرة من الجن وهو مصدر جنة إذا ستره، ومدار التركيب على ذلك، سمي به الشجر المظلم لالتفاف أغصانه وستر ما تحته، ثم البستان لما فيه من الأشجار المتكاثفة المظلة، ثم دار الثواب لما فيها من الجنان.

جنة الأفعال عند القوم: الجنة الصورية الحسية.

جنة الأرواح: تنويرها بحقائق العلم في حضرة الشهود الأقدس.

جنة القلوب: تجلي المحبوب عليها بأنوار المعارف.

الجنون: اختلاط العقل بحيث يمنع وقوع الأفعال والأقوال على النهج المستقيم إلا نادرا.

الجن: بالفتح ستر الشيء عن الحاسة، والجنان القلب لستره عنها، والجنة كل بستان ذي شجر يستر بشجره الأرض. والجنين الولد ما دام في بطن أمه، فعيل بمعنى مفعول.

بالكسر، حيوان هوائي ناطق الجرم شأنه التشكل بأشكال مختلفة.

1 التعريفات ص83. وهم الفرقة الحادية عشرة من الروافض، انظر المقريزي الخطط 20/ 353.

ص: 131

‌فصل الواو:

الجو: ما بين السماء والأرضِ.

الجوب: قطع الجوية وهي كالغائط من الأرض.

ثم استعمل في قطع كل أرض كقوله تعالى {جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَاد} 1.

وجواب الكلام ما يقطع الجوب فيصل من فم القائل إلى سمع المستمع لكن خص بما يعود من الكلام دون المبتدأ من الخطاب. والجواب يقال في مقابلة السؤال. والسؤال ضربان: طلب مقال وجوابه المقال، ومنه {أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّه} ، وطلب نوال وجوابه النوال، ومنه {أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا} . أي اعطيتما ما سألتما. والاستجابة الإجابة وحقيقتها التحري للجواب والتهيوء له لكن عبر به عن الإجابة لقلة انفكاكها عنه نحو {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} .

الجود: صفة هي مبدأ ما ينبغي لا لغرض فلو وهب كتابه لغير أهله لغرض دنيوي أو أخروي لا يكون جودا2، وأصله بذل المقتنيات مالا أو علما. وجاد بنفسه سمح بها عند الموت.

جودة الفهم: صحة الانتقال من الملزومات إلى اللوازم3.

الجوع: ألم ينال الحيوان من الخلو عن الطعام، ذكره الراغب. وقال الحرالي: غلبة الحاجة للغذاء على النفس حتى تبرامى لأجله فيما لا يتأمل عاقبته، فإن كان بلا غلبة مع حاجة فهو الغرث، وكذلك في الجوع بلا ماء. وقال بعضهم: الجوع فراغ الجسم عما به قوامه كفراغ النفس عن الأمنة التي بها قوام ما.

وقال الصوفية: غذاء الروح وشفاء القلب المجروح.

الجوف: الخلاء ثم استعير لما يقبل الشغل والفراغ، فقيل جوف الدار لداخلها وباطنها.

الجوهر: ماهية إذا وجدت في الأعيان كانت لا في موضع وهو منحصر في خمسة: هيولى وصورة وجسم ونفس وعقل، لأنه إما أن يكون مجردا أو لا، والأول إما أن لا يتعلق بالبدن تعلق تدبير وتصرف أو يتعلق. والأول العقل والثاني النفس، وغير المجرد إما مركب أولا، والأول الجسم والثاني إما حال أو محل، الأول الصورة والثاني الهيولى وتسمى الحقيقة4.

فالجوهر ينقسم إلى بسيط روحاني كالعقول، والنفوس المجردة، وإلى بسيط جسماني كالعناصر، وإلى مركب في العقل دون الخارج كالماهيات الجوهرية المركبة من الجنس والفصل، وإلى مركب منهما كالمولدات الثلاثة.

1 الفجر 9.

2 التعريفات ص84.

3 التعريفات ص84.

4 المفردات ص103.

5 الحقيقة الجوهرية في التعريفات ص83.

ص: 132

‌فصل الهاء:

الجهاز: ما بعد من متاع وغيره. والتجهيز حمل ذلك أو بعثه.

الجهد: بالفتح، الطاقة والمشقة؟ وبالضم، الوسع. والجهاد استفراغ الوسع في طلب العدو، وهو ثلاثة جهاد العدو الظاهر، وجهاد الشيطان، وجهاد النفس. وغلب استعماله شرعا في الدعاء إلى الدين الحق.

الجهر: ظهور الشيء بإفراط لحاسة البصر أو السمع، ومنه الجهوري الرفيع الصوت.

الجهل: التقدم في الأمور المنبهمة بغير علم، ذكره الحرالي وقال غيره1: اعتقاد الشيء على خلاف ما هو، واعتراضه بأن الجهل قد يكون بالمعدوم وليس بشيء، رد بأنه شيء في الذهن.

الجهل البسيط: عدم العلم عما من شأنه أن يعلم. والمركب: اعتقاد جازم غير مطابق للواقع، كذا لخصه ابن الكمال2. وقال الراغب3: الجهل ثلاثة: الأول، خلو النفس من العلم، هذا أصله، وقد جعله بعضهم معنى مقتضيا للأفعال الجارية على النظام، الثاني، اعتقاد الشيء بخلاف ما هو عليه. الثالث، فعل الشيء بخلاف ما حقه أن يفعل، هبه اعتقد فيه اعتقادا صحيحا أم فاسدا كتارك الصلاة عمدا. والجهل يذكر تارة للذم، وهو الأكثر، وتارة لا له نحو {يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ} أي من لا يعرف حالهم، إلى هنا كلامه. وقال العضد "الإبجي": والجهل البسيط أصحابه كالأنعام لفقدهم ما به يمتاز الإنسان عنها بل هم أضل لتوجهها نحو كمالاتها، ويعالج بملازمة العلماء ليظهر له نقصه عند محاوراتهم. والجهل المركب إن قبل العلاج فبملازمة الرياضات ليطعم لذة اليقين ثم التنبيه على مقدمة مقدمة بالتدريج.

الجهمية: أصحاب جهم بن صفوان. قالوا لا قدرة للعبد لا مؤثرة ولا كاسبة بل هو كالجماد، والجنة والنار يفنيان بعد دخول أهلهما ولا يبقى موجود سوى الله.

جهنم: اسم النار الآخرة من الجهامة وهي كراهة المنظر.

1 الجرجاني في التعريفات ص84.

2 التعريفات ص84.

3 المفردات ص102.

ص: 133

‌فصل الياء:

الجيل: القبيل والقرن والأمة. وأصله من الواو، ومن جال يجول ذهب وجاء.

ص: 133

‌باب الحاء:

‌فصل الألف:

الحائط: البستان، سمي به لأنه حائط لا سقف له.

الحائطية: أصحاب أحمد بن حائط. قالوا للعالم إلهان: قديم هو الله ومحدث هو المسيح، وهو الذي يحاسب الناس وهو المراد بخبر "إن الله خلق آدم على صورته"1.

الحاجة: الفقر إلى الشيء مع محبته.

الحاجي: ما يحتاج إليه ولا يصل إلى حد الضرورة كالبيع فالإجارة، وقد يكون ضروريا أحيانا كالإجارة لتربية طفل.

الحارة: المحلة المتصلة المنازل.

الحارثية: أصحاب أبي الحارث، خالفوا الإباضية في القدر وفي كون الاستطاعة قبل الفعل2.

الحافظة: قوة مودعة في محل التجويف الأخير الأخير من الدماغ شأنها حفظ ما يدركه الوهم من المعاني الجزئية فهي خزانة للوهم كالخيال للحس المشترك.

الحادث: ما يكون مسبوقا بالعدم ويسمى حدوثا زمانيا، ويعبر بالحدوث عن الحاجة للغير ويسمى حدوثا ذاتيا.

الحاشية: صغار الإبل التي تكون كالحشو ثم استعير لرذال الناس كالخدم ونحوهم. يقال: جاء فلان مع حاشيته أي مع من في كنفه وداره.

الحال: لغة الصفة التي عليها الموصوف. وعند المنطقيين كيفية سريعة الزوال نحو حرارة وبرودة ويبوسة ورطوبة عارضة، ذكره الراغب3. وقال ابن الكمال4: الحال لغة نهاية الماضي وبداية المستبقل. واصطلاحا: ما يبين هيئة الفاعل أو المفعول به لفظا نحو ضربت زيدا قائما. أو معنى نحو زيد في الدار قائما. والحال عند أهل الحق معنى يرد على القلب بغير تصنع ولا اجتلاب ولا اكتساب من طرب أو حزن أو قبض أو بسط أو هيئة، وتزول بظهور صفات النفس، فإذا دام وصار ملكا يسمى مقاما. فالأحوال مواهب والمقامات مكاسب، والأحوال تأتي من عين الجود والمقامات تحصل ببذل المجهود.

الحال المؤكدة: التي لا ينفك ذو الحال عنها ما دام موجودا غالبا، نحو زيد أبوك عطوفا، والحال المنتقلة بخلافه5.

1 رواه أحمد في مسنده، والبخاري ومسلم عن أبي هريرة، ورواه الطبراني وغيره، فيض القدير 3/ 447.

2 التعريفات ص85.

3 المفردات ص137.

4 التعريفات ص85.

5 التعريفات ص85.

ص: 134

‌فصل الباء:

الحباء: محركة جليس الملك وخاصته.

الحب: تمام النبات المنتهي إلى صلاحية كونه طعاما للآدمي الذي هو أتم الخلق، ذكره الحرالي.

الحبرة: النعمة التي يظهر أثرها، ذكره أبو البقاء. وقال الراغب1: الأثر المستحسن ومنه ما روي "يخرج من النار رجل قد ذهب حبره وسبره"2. أي جماله وبهاؤه. والحبر العالم لما يبقى من أثر علومه في قلوب الناس ومن آثار أفعاله الحسنة المقتدى بها.

الحبس: المنع من الانبعاث3.

الحبوط: بطلان العمل، من حبط بطنه إذا فسد بالمأكل الرديء، ذكره الحرالي، وقال مرة: الحبط فساد في الشيء الصالح يأتي عليه من وجه تظن به صلاحه، وهو في الأعمال بمنزلة البطح في الشيء القائم الذي يقعده عن قيامه، كذلك الحبط في الشيء الصالح يفسده عن وهم صلاحه.

1 المفردات 106.

2 وفي لفظ آخر "يخرج رجل من أهل البهاء قد ذهب حبره وسبره" أي لونه وهيئته، انظر ابن منظور، لسان العرب 2/ 749.

3 المفردات / 106.

ص: 135

‌فصل التاء، فصل الثاء:

الحتم: القضاء المقدر، والحاتم الغراب الذي يحتم بالفراق فيما زعموا أي يوجبه بنعاقه.

الحتف: الهلاك، يقال مات حتف أنفه إذا مات بغير ضرب ولا قتل ولا حرق ولا عزق. قال أبو البقاء: ويقال إنها لم تسمع في الجاهلية بل في الإسلام.

الحث: التحريض على الشيء والحمل على فعله بتأكيد والإسراع.

الحثو: قبض التراب باليد ورميه، ولا يكون إلا بالقبض والرمي، ومنه خبر "احثوا في وجوه المداحين التراب"1. وقال الفقهاء يكفيه أن يحثو ثلاث حثوات من الماء، أرادوا به ثلاث غرفات على التشبيه.

1 وفي لفظ آخر "احثوا التراب في وجوه المداحين" أو "احثوا في أفواه المداحين التراب" أخرجه الترمذي عن أبي هريرة وابن عساكر عن عبادة بن الصامت. الجامع الصغير /120.

ص: 135

‌فصل الجيم:

الحج: ترداد القصد إلى ما يراد خيره وبره، أو هو القصد إلى معظم، وشرعا قصد الكعبة بصفة مخصوصة في زمن مخصوص بشروط مخصوصة والحجة بالضم: الدلالة المبينة للحجة أي المقصد المستقيم الذي يقتضي أحد النقيضين، ومنه {فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ} 1. والمحجة بفتح الميم جادة الطريق، ذكره الراغب2. وقال الحرالي: الحجة كلام ينشأ عن مقدمات يقينية مركبة تركيبا صحيحا.

الحجاب: كل ما ستر المطلوب أو منع من الوصول إليه، ومنه قيل للستر حجاب لمنعه المشاهدة، وقيل للبواب حاجب لمنعه من الدخول. وأصله جسم حائل بين جسدين ثم استعمل في المعاني فقيل العجز حجاب بين الرجل ومراده، والمعصية حجاب بين العبد وربه.

الحجب: لغة، مطلق المنع، واصطلاحا منع شخص معين عن ميراثه كلا أو بعضا بوجود آخر والأول حجب حرمان والثاني نقصان.

الحجرة: الرقعة من الأرض المحجورة أي الممنوعة بحائط يحوط عليها كذا، في الكشاف3.

الحجر: ما يحجر أي اشتد تضام أجزائه من الماء والتراب.

الحجم: جرم الشيء وشخصه وملمسه الناتئ تحت اليد.

1 الأنعام 149.

2 المفردات 107.

3 للزمخشري، مادة "حجر".

ص: 136

‌فصل الدال:

الحدث: عند الفقهاء صفة حكمية توجب لموصوفها منع صحة الصلاة به أو فيه أو معه. ومعنى قولهم الحدث الناقض للطهارة أن الحدث إن صادف الطهارة نقضها وإن لم يصادف طهارة فمن شأنه أن يكون كذلك حتى يمكن أن يجتمع على الإنسان أحداث.

الحد: الحاجز بين الشيئين الذي يمنع اختلاط أحدهما بالآخر، وحد الدار ما تتميز به عن غيرها. يقال حددت الدار ميزتها عن مجاوراتها بذكر نهاياتها. وحد الشيء الوصف المحيط بمعناه. والحد أيضًا المنع المسمي به العقاب المقدر من الشارع لكونه مانعا لفاعله عن معاودة مثله ولغيره عن سلوك منهجه. وعند أهل الميزان: قول دال على ماهية الشيء. وعند أهل الأصول ما يميز الشيء عما عداه وهو بمعنى قول الباقلاني وغيره الحد الجامع المانع. ويقال المطرد المنعكس. وعند، وعند أهل الله الفصل بينك وبين ربك لتعددك وانحصارك في الزمان والمكان المحدودين.

الحد المشترك: ذو وضع بين مقدارين يكون منتهى لأحدهما ومبدأ للآخر.

الحد التام: ما تركب من الجنس والفصل القريبين كتعريف الإنسان بالحيوان الناطق.

الحد الناقص: ما يكون بالفصل القريب وحده أو به وبالجنس البعيد كتعريف الإنسان بالناطق أو بالجسم الناطق1.

حد الإعجاز: أن يرتقي الكلام في بلاغته إلى أن يخرج عن طوق البشر ويعجزهم عن معارضته2.

الحدس: الظن المؤكد، والحدسيات ما لا يحتاج العقل في جزم الحكم بتكرار المشاهدة، نحو نور القمر مستفاد من نور الشمس لاختلاف تشكلاته النورية باختلاف أوضاعه من الشمس قربا وبعدا.

الحدوث: وجود الشيء بعد عدمه عرضا أو جوهرا، وإحداثه إيجاده، وإحداث الجوهر ليس إلا لله، والحادث ما وجد بعد أن لم يكن.

الحدوث الذاتي: كون الشيء مفتقرا في وجوده إلى الغير3.

الحدوث الزماني: كون الشيء مسبوقا بالعدم سبقا زمانيا، فالأول أعم4.

الحديث القدسي: ما أخبر الله نبيه بإلهام أو منام. فأخبر عن ذلك المعنى بعبارته، فالقرآن مفضل عليه بإنزال لفظه أيضًا.

1 التعريفات / 87.

2 التعريفات / 87.

3 التعريفات / 86.

4 التعريفات / 86.

ص: 137

‌فصل الذال، فصل الراء:

الحذر: محركًا: احتراز عن مخيف، ومنه {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَه} {خُذُوا حِذْرَكُم} 2.

الحرارة: كيفية شأنها تفريق المؤتلفات وجمع المتشكلات. والحرارة ضربان: حرارة عارضة في الهواء من الأجسام المحمية كحرارة النار والشمس، وحرارة عارضة في البدن من الطبيعة كحرارة المحموم.

الحرام: الممنوع منه إما بتسخير إلهي أو بشري وإما بمنع من جهة العقل أو البشرية أو من جهة من يرتسم أمره.

الحرب: دفع بشدة عن اتساع المدافع بما يطلب منه الخروج فلا يسمح به ويدافع عنه بأشد مستطاع، ذكره الحرالي. وقال الراغب3: المنازلة والمقاتلة، ومنه محراب المسجد لأنه موضع محاربة الشيطان والهوى، أو لأن حق الإنسان فيه أن يكون حريبا من أشغال الدنيا أي مسلوبا عنها ومن توزع الخاطر فيه.

الحرث: إلقاء البذر في الأرض وتهيئتها للزرع.

الحرج: محركا، أصله مجتمع الشيء، وتصور منه الضيق فقيل للضيق حرج وللإثم حرج.

الحرد: المنع عن حدة وغضب4.

الحر: بالكسر، فرج المرأة، وبالضم ما خلص من الاختلاط بغيره من نحو طين، ومن الرجال خلاف العبد لأنه خلص من الرق.

4 آل عمران 28، 30.

5 النساء 71.

6 المفردات / 112.

7 المفردات / 113.

ص: 137

والحرية ضربان: الأول من لم يجر عليه حكم السبي نحو {الْحُرُّ بِالْحُر} 1. والثاني من لم تملكه قواه الذميمة من حرص وشره على المقتنيات الدنيوية. وإلى العبودية المضادة لذلك أشار المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله: "تعس عبد الدينار".2 إلى آخره. وباعتبار الضرب الثاني عرفها أهل الحقيقة بأنها مقام إقامة حقوق العبودية لله. فهو حر عما سوى الله.

الحرس: والحراس جمع حارس وهو حافظ المكان والحرز والحرس متقاربان لفظا لكن الحرز يستعمل في الناض3. أكثر، والحرس يستعمل في الأمتعة أكثر4.

الحرص: فرط الشهوة وفرط الإرادة5.

وقال أبو البقاء: شدة الانكماش على الشيء والجد في طلبه. وعبر عنه بعضهم6. بقوله: طلب الشيء باجتهاد في إصابته. وقال الحرالي: هو طلب الاستغراق فيما فيه الحظ.

الحرض: ما لا خير فيه وما لا يعتد به، ولذلك يقال لما أشرف على الهلاك7.

الحرف: الأصلي، ما ثبت في تصاريف الكلمة لفظا أو تقديرا.

الحرف: الزائد، ما سقط في بعض تصاريف الكلمة.

الحرق: إيقاع حرارة في الشيء من غير لهيب، كحرق الثوب بالدق.

الحرق: عند الصوفية، أواسط التجليات الجاذبة إلى الفناء التي أوائلها البرق وآخرها الطمس في الذات.

الحركة: الخروج من القوة إلى الفعل تدريجا، وقيل هي شغل حيز بعد أن كان في حيز آخر، وقيل هي كونان في آنين في مكانين كما أن السكون كونان في آنين في مكان واحد8.

الحركة في الكم: انتقال الجسم من كمية إلى أخرى كالنمو والذبول، ولا تكون إلا للجسم.

الحركة في الكيف: كتسخن الماء وبرودته وتسمى حركة استحالة.

حركة الأين: حركة الجسم في محل الآخر وتسمى نقلة.

حركة الوضع: الحركة المستديرة المنتقل بها الجسم من محل إلى آخر، فإن المتحرك بالاستدارة إنما تبدل نسبة أجزائه إلى أجزاء مكانه وهو ملازم لمكانه غير خارج عنه.

الحركة العرضية: ما يكون عروضها للجسم بواسطة عروضها لآخر بالحقيقة

1 البقرة 178.

2 الحديث "تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار"، وأخرجه الترمذي في كتاب الزهد، باب 42 "4/ 507" بلفظ آخر:"لعن عبد الدينار لعن عبد الدرهم".

3 النض والناض: الدراهم والدنانير.

4 المفردات / 113.

5 المفردات / 113.

6 كالجرجاني في التعريفات / 60.

7 المفردات / 113.

8 التعريفات 88، 89.

ص: 138

كجالس السفينة.

الحركة الذاتية: ما يكون عروضها لذات الجسم نفسه.

الحركة القسرية: ما يكون مبدؤها بسبب ميل مستفاد من خارج كحجر مرمي إلى فوق.

الحركة الإرادية: ما لا يكون مبدؤها بسبب أمر خارج مقارن للشعور والإرادة كحركة الحيوان بإرادته.

الحركة الطبيعية: ما لا يحصل بسبب أمر خارج وليس بشعور وإرادة كحركة الحجر إلى السفل.

الحركة بمعنى التوسط: أن يكون الجسم واصلا إلى حد من حدود المسام1 في كل آن لا يكون ذلك الجسم واصلا إلى ذلك الحد قبل ذلك الآن وبعده.

الحركة بمعنى القطع: إنما تحصل عند وجود الجسم المتحرك إلى المنتهى لأنها هي الأمر الممتد من أول المسافة إلى آخرها.

حروف اللين: الواو والياء والألف سميت به لقبولها للمد.

حروف الجر: ما وضع لإفضاء الفعل أو معناه إلى ما يليه نحو مررت بزيد.

الحرورية: طائفة من الخوارج نسبة إلى حروراء بالمد قرية بقرب الكوفة كان أول اجتماعهم بها وتعمقوا في الدين حتى مرقوا منه2.

1 كذا في جميع المخطوطات، وجاءت "المسافة" في التعريفات 89.

2 وهم من الغلاة في إثبات الوعيد والخوف على المؤمنين والتخليد في النار مع وجود الإيمان. انظر المقريزي الخطط 2/ 250. ويقال لهم النواصب. انظر نفس المرجع ص354.

ص: 139

‌فصل الزاي، فصل السين:

الحزب: جماعة فيها غلظ، والأحزاب عبارة عن المجتمعين لمحاربة المصطفى صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق. وحزب الله أنصاره.

الحزن: بالفتح، ما غلظ وخشن من الأرض. وبالضم، الغم الحاصل لوقوع مكروه أو فوات محبوب في الماضي ويضاده الفرح. وعند الصوفية: انكسار الفؤاد لفوات المراد، وقيل زوال قوة القلب لدوام وارد الكرب.

الحزم: الإتقان والضبط.

الحاسة: القوة التي بها تدرك العوارض الجسمية1. والحس والحسيس الصوت الخفي، وأحسسته أدركته بحاستي. والحساس عبارة عن سوء الخلق وجعل على بناء سعال وزكام.

الحساب: استعمال العدد. والحساب ما يحاسب عليه فيجازى بحسبه.

الحسد: تمني زوال نعمة عن مستحق لها.

1 كذا في جميع المخطوطات، وجاءت "الأعراض الحسية" في المفردات / 116.

ص: 139

ويقال ظلم ذي النعمة بتمني زوالها عنه وصيرورتها إلى الحاسد.

الحسر: كشف الملبس عما عليه.

والحسرة الغم على ما فات والندم عليه كأنه انحسر عنه الجهل الذي حمله على ما ارتكبه. وعبر بعضهم1 بقوله: الحسرة بلوغ النهاية في التلهف حتى يبقى القلب حسيرا لا موضع فيه لزيادة التلهف كالبصر الحسير لا قوة للنظر فيه.

الحسم: إزالة أثر الشيء، تقول قطعه فحسمه أي أزال مادته. وبه سمي السيف حساما. وقول الفقهاء حسما للباب أي قطعا للوقوع قطعا كليا.

الحسن: عبارة عن كل مبهج مرغوب فيه وهو ثلاثة: مستحسن من جهل العقل، ومستحسن من جهة الهوى، ومستحسن من جهة الحس. وقيل الحسن كون الشيء ملائما للطبع كالفرح، وكون الشيء صفة كمال كالعلم وكون الشيء يتعلق به المدح كالعبادة، والحسن لمعنى في نفسه عبارة عما اتصف بالحسن لمعنى ثبت في ذاته كالإيمان بالله وصفاته. والحسن لمعنى في غيره ما اتصف بالحسن لمعنى ثبت في غيره كالجهاد فإنه لا يحسن لذاته لأنه تخريب بلاد الله وتعذيب عباده وإنما حسن لما فيه من إعلاء كلمة الله وإهلاك أعدائه2. والحسنة يعبر بها عن كل ما يسر من نعمة تنال الإنسان في نفسه وبدنه والسيئة ضدها، والفرق بين الحسنة والحسن والحسنى أن الحسن يقال في الأعيان والأحداث، وكذا الحسنة إذا كانت وصفا، والحسنى لا تقال إلا في الأحداث دون الأعيان، والحسن أكثر ما يقال في تعارف العامة في المستحسن بالبصر وأكثر ما جاء في القرآن من الحسن، فللمستحسن من جهة البصيرة.

الحسن لذاته في الحديث: ما نقله عدل ضابط عن مثله متصل السند غير معلل ولا شاذ لكن ضبطه غير تام، والحسن لغيره هو ما يكون حسنه بسبب اعتضاده. حسن التصور: البحث عن الأشياء بقدر ما هي عليه بسهولة ذكره العضد [الأيجي] .

حسن السمت: محبة ما يكمل النفس.

حسن الشركة: رعاية العدل في المعاملات.

حسن القضاء: ترك الندم والمن في المجازاة ذكره العضد.

حسن الخلق: تحمل المؤن وتقليد المنن، وقيل كف الأذية وتحمل البلبة، وقيل الشكر لمن حرمك والعذر لمن ظلمك، وقيل تفضل بلا تمدح وتشرف بلا توشح.

1 كالجرجاني في التعريفات / 92.

2 التعريفات 91/ 92.

ص: 140

‌فصل الشين:

حاشية الثوب: جانبه ومنه حاشية النسب وهو الذي على جانبه كالعم وابنه. وحاشية المال جانب منه غير معين.

الحشر: الجمع بكره، ذكره الحرالي. وقال الراغب1: إخراج الجماعة عن مقرهم وإزعاجهم عنه، وقيل الحشر الجمع مع سوق، والمحشر موضع الحشر، والحشر كفلس بمعنى المحشور، ومنه قولهم الأموال الحشرية أي المحشورة وهي المجموعة والحشرات صغار دواب الأرض.

الحش2: البستان، وقولهم للكنيف الحش مجاز لأنهم كانوا يقضون حوائجهم في، البساتين فلما اتخذوا الكنف جعلوها خلفا عنها فأطلقوا الاسم عليها.

الحشم: خدم الرجل كلمة في معنى الجمع ولا واحد لها، ويقال العيال والقرابة ومن يغضب له إذا ناله أمر.

الحشمة: الاستحياء.

الحشيش: اليابس من الكلأ، فعيل بمعنى فاعل، قالوا: ولا يقال للرطب حشيش. قال في المصباح: وقول بعضهم يحرم على المحرم قطع الحشيش ليس على ظاهره فإن الحشيش هو اليابس ولا يحرم قطعه، فالوجه أن يقال يحرم قطع الكلأ

1 المفردات 119.

2 الحَش والحِش وجمعها حشوش.

ص: 141

‌فصل الصاد، فصل الضاد:

الحصباء: بالمد صغار الحصى.

الحصد: قطع الزرع، ومنه استعير حصدهم السيف، وحصائد الألسنة ما تقطعه من أعراض الناس بالقدح فيها.

الحصر: المنع عما شأن الشيء أن يكون مستعملا فيه، ذكره الحرالي. وقال غيره1: التضييق. والحصر إيراد الشيء على عدد معين.

الحصة: القسم، وحصة من المال كذا حصل له نصيبا. وتحاص الغرماء المال اقتسموه بينهم حصصا. وحصحص الحق: وضح واستبان.

الحصن: المكان الذي لا يقدر عليه لارتفاعه.

الحضانة: لغة تربية الولد، وشرعا معاقدة على حفظ من لا يستقل بحفظ نفسه من نحو طفل وعلى تربيته وتعهده.

الحضرات الخمسة الإلهية: حضرة الغيب المطلق: وعالمها عالم الأعيان الثابتة في الحضرة العلمية، وفي مقابلتها حضرة الشهادة المطلقة وعالمها عالم الملك، وحضرة الغيب المضاف وينقسم إلى ما يكون أقرب من الغيب المطلق وعالمه عالم الأرواح الجبروتية والملكوتية أعني عالم العقول والنفوس المجردة وإلى ما يكون أقرب من الشهادة المطلقة وعالمه عالم المثال ويسمى عالم الملكوت.

والخامسة الحضرة الجامعة للأربعة المذكورة وعالمها عالم الإنسان الجامع لجوامع العوالم وما فيها فعالم الملك مظهر عالم الملكوت وهو العالم المثالي المطلق وهو مظهر عالم الأعيان الثابتة وهو الأسماء الإلهية والحضرة الوحدانية، وهو مظهر الحضرة الأحدية2.

الحض: التحريك، كالحث لكن الحث يكون بسير وسوق.

الحضور: عند القوم حضور القلب عند الحق بعد الغيبة.

1 كالجرجاني في التعريفات / 92.

2 التعريفات / 93.

ص: 141

‌فصل الطاء، فصل الظاء، فصل الفاء:

الحطام: الخبيث والحرام من حطام الحطب والتبن دقيقه لأن النار فيه أسرع. ذكره أبو البقاء.

الحط: إنزال الشيء من علو إلى سفل.

الحطب: ما يعد للإيقاد. وقيل للمخلط في كلامه حاطب ليل لأنه لا يبصر ما يجعله في حبله.

الحطم: كسر الشيء كالهشم ونحوه ثم استعمل لكل كسر متناه.

الحظ: النصيب المقدر.

الحظر: لغة. جمع الشيء في حظيرة. والمحظور الممنوع وجاء فلان بالحظر الرطب بالكذب المستبشع. واصطلاحا: ما يثاب على تركه ويعاقب على فعله1.

الحفدة: جمع حافد، وهو المتحرك المتبرع بالخدمة قريبا أو أجنبيا2.. وقيل لأولاد الأولاد حفدة لأنهم كالخدام في الصغر، كذا في المصباح3، وظاهره أنه لا يقال لهم بعد الكبر. وقضية كلام الراغب4 أنه مولد فإنه بعد ما قال إنه المتحرك حكى عن المفسرين وحدهم أنه السبط.

الحفر: بالسكون: التراب الذي يخرج من الحفرة. وبالتحريك تآكل الأسنان.

الحفظ: ضبط الصور المدركة5، أو هو تأكد المعقول واستحكامه في العقل. ويقال تارة لهيئة النفس التي بها يثبت ما يؤدي إليه التفهم، وتارة لضبط الشيء في النفس، ويضاده النسيان، وتارة لاستعمال تلك القوة، فيقال: حفظت كذا حفظا. ثم استعمل في كل تفقد وتعهد ورعاية. والحفاظ المحافظة وهو أن يحفظ واحد الآخر. والحفيظة الغضب الحامل على المحافظة ثم استعمل في الغضب المجرد، فقيل أحفظني زيد أي أغضبني. وحفظ العهد: الوقوف عندما حده الله تعالى لعباده.

حفظ عهده الربوبية: أن لا تنسب كمالا مطلقا إلا إلى الرب ولا نقصا إلى إلى العبد.

الحفصية: أتباع حفص بن أبي المقدام. زادوا على الإباضية أن بين الإيمان والشرك معرفة الله، فإنها حصلت6 متوسطة بينهما.

الحفي: العالم بالشيء7.

الحفيف: صوت الشجر والأجنحة ونحوهما.

1 التعريفات ص93.

2 المفردات 123.

3 المصباح المنير، مادة "حقد" ص55.

4 المفردات 123.

5 التعريفات ص94.

6 جاءت "خصلة" في التعريفات ص94.

7 المفردات ص125.

ص: 142

‌فصل القاف:

الحقب: الدهر أو ثمانون عاما. قال الراغب1: والصحيح أن الحقب مدة من الزمان مبهمة.

الحقد: الانطواء على العداوة والبغضاء. وتحقيقه أن الغضب إذا لزم كظمه لعجز عن التشفي حالا رجع إلى الباطن فانحصر فيه فصار حقدا.

الحق: لغة الثابت الذي لا يسوغ إنكاره. وعرفا: الحكم المطابق للواقع، يطلق على الأقوال والعقائد والأديان والمذاهب باعتبار اشتمالها على ذلك، ويقابله الباطل. وأما الصدق فشاع في الأقوال فقط ويقابله الكذب. وفرق بينهما بأن المطابقة تعتبر في الحق من جانب الواقع، وفي الصدق من جانب الحكم، فمعنى صدق الحكم مطابقته للواقع ومعنى، حقيته مطابقة الواقع إياه كذا في شرح العقائد2. وقال الراغب3: الحق المطابقة والموافقة كمطابقة رجل الباب في حقه لدورانه على استقامة. والحق يقال لموجد الشيء بحسب ما تقتضيه الحكمة، ولذلك قيل في الله هو الحق، وللموجود بحسب مقتضى الحكمة، ولذلك يقال: فعل الله كله حق نحو الموت والبعث حق، وللاعتقاد في الشيء المطابق لما عليه ذلك الشيء في نفسه، نحو اعتقاد زيد في البعث حق، وللفعل والقول الواقع بحسب ما يجب وقدر ما يجب وفي الوقت الذي يجب، نحو فعلك حق، وقولك حق. ويقال: أحققت ذا أي أثبته حقا، أو حكمت بكونه حقا. فإحقاق الحق ضربان: أحدهما بإظهار الأدلة والآيات، ومنه {جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا} أي حجة قوية. والثاني: بإكمال الشريعة وبثها، ومنه {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِه} . ويستعمل استعمال الواجب واللازم والجائز نحو:{وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} 4. والحقيقة تستعمل تارة في الشيء الذي له

1 المفردات ص126.

2 وهو ما أورده الجرجاني أيضا في التعريفات ص94.

3 المفردات ص125.

4 الروم 47.

ص: 143

ثبات ووجود، وتارة في الاعتقاد، وتارة في العمل، وتارة في القول1. وفي المصباح2: حق الشيء وجب وثبت، ولهذا يقال لمرافق الدار حقوقها. وحقت القيامة أحاطت بالخلائق، وحقت الحاجة نزلت واشتدت. وحققت الأمر وتحققته تيقنته وجعلته ثابتا لازما. وحقيقة الشيء منتهاه وأصله المشتمل عليه، وزيد حقيق بكذا خليق به، ماخوذ من الحق الثابت. وقولهم هو، أحق بكذا يستعمل بمعنيين: أحدهما اختصاصه بذلك بغير شريك كزيد أحق بماله أي لا حق لغيره فيه. الثاني: أن يكون أفعل تفضيل فيقتضي اشتراكه مع غيره وترجيحه عليه، ومنه "الأيم أحق بنفسها من وليها" 3، فهما مشتركان لكن حقها آكد. واستحق فلان الأمر استوجب، ومنه قولهم خرج المبيع مستحقا.

وحق اليقين: فناء العبد في الحق والبقاء به علما وشهودا فعلم كل عاقل بالموت علم يقين، فإذا عاين الملائكة فعين يقين فإذا فارق الموت فهو حق اليقين4.

الحقو: بالفتح، موضع الإزار وهو الخاصرة، ثم توسعوا حتى سموا الإزار الذي يشد على العورة حقوا.

الحقيقة: اسم لما أريد به ما وضع له فعيلة في حق الشيء إذا ثبت، بمعنى فاعلة أي حقيق والتاء فيه للنقل من الوصفية إلى الاسمية كما في العلامة لا للتأنيث. واصطلاحا: هي الكلمة المستعملة فيما وضعت له. حقيقة الشيء ما به الشيء هو هو كالحيوان الناطق للإنسان بخلاف نحو الضاحك والكاتب بما يتصور الإنسان بدونه. وقد يقال إن ما به الشيء هو هو باعتبار تحققه حقيقة، وباعتبار تشخصه هوية، ومع قطع النظر عن ذلك. ماهية الحقيقة العقلية جملة أسند فيها الفعل إلى ما هو فاعل عند المتكلم كقول المؤمن: أنبت الله البقل، بخلاف نهاره صائم، فإن الصائم ليس النهار5. الحقيقة الشرعية ما لم يستفد اسمه إلا من الشرع.

الحقيقة عند أهل الحق: سلب آثار أوصافك عنك بأوصافه.

حقيقة الحقائق: هي المرتبة الإنسانية الكاملية الإلهية الجامعة لجميع الحقائق المراتب، وهي المسماة بحضرة الجمع، وبأحدية الجمع، وبمقام الجمع، ذكره الشيخ دمرداش في كتاب الحقائق. وقال التونسي: حقيقة الحقائق المرتبة الأحدية الجامعة لجميع الحقائق، وتسمى حضرة الجمع وحضرة الوجود6.

حقيقة الأسماء: تعينات الذات ونسبتها لأنها صفات يتميز بها الإنسان بعضها عن بعض.

الحقيقة المحمدية: هي الذات مع النعت الأول.

الحقيبة: العجيزة، جمعها حقائب، ثم سمي ما يحمل من القماش على الفرس خلف الراكب حقيبة مجازا لأنه محمول على العجز، ثم توسعوا في اللفظ حتى قالوا: احتقب فلان الإثم إذا ارتكبه كأنه شيء محسوس حمله.

1 المفردات ص125، 126.

2 المصباح المنير للفيومي، مادة "حقق" ص55.

3 الحديث: "الأيم أحق بنفسها من وليها والبكر تستأذن في نفسها، وإذنها صماتها". أخرجه مسلم في صحيحه وأحمد في مسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما.

4 التعريفات ص95.

5 التعريفات ص94، 95.

6 وهو ما أورده الجرجاني أيضا في تعريفاته ص95.

ص: 144

‌فصل الكاف:

الحكاية: استعمال الكلمة بنقلها من محلها الأول إلى الآخر. وحكيت الشيء حكاية أتيت بمثله وهي هنا كالمعارضة. الحكم: عند أهل الميزان: إسناد أمر لآخر إيجابا أو سلبا، فخرج النسبة التقييدية1. وعند أهل اللغة: أن يقضى في شيء بأنه كذا أو ليس بكذا، سواء ألزم ذلك غيره أم لا. وعند الأصوليين: خطاب الله المتعلق بفعل المكلف من حيث إنه مكلف. وقال الحرالي: الحكم قصد المتصرف على بعض ما يتصرف فيه، وعن بعض ما يتشوف إليه.

الحكمة: إصابة الحق بالعلم والعمل، فالحكمة من الله معرفة الأشياء وإيجادها على غاية الإحكام ومن الإنسان معرفة الموجودات وفعل الخيرات بها، والحكم أعم من الحكمة، فكل حكمة حكم ولا عكس، فإن الحكم له أن يقضي على شيء بشيء فيقول: هو كذا أو ليس بكذا، ومنه حديث "إن من الشعر لحكما" 2 أي قضية صادقة، كذا قرره الراغب3. وقال ابن الكمال4: الحكمة علم يبحث فيه عن حقائق الأشياء على ما هي عليه في الوجود بقدر الطاقة البشرية فهي علم نظري غير آلي ويقال الحكمة أيضًا هيئة القوة العقلية العلمية.

الحكمة الإلهية: علم يبحث فيه عن أحوال الموجودات الخارجية المجردة عن المادة التي لا بقدرتنا واختيارنا. وقيل هي العلم بحقائق الأشياء على ما هي عليه والعمل بمقتضاها، ولهذا انقسمت إلى علمية وعملية5.

الحكمة المنطوق بها: علوم الشريعة والطريقة.

الحكمة المسكوت عنها: اسرار الحقيقة التي إذا اطلع عليها علماء الرسوم والعوام تضرهم أو تهلكهم. حكم الذهن على شيء بشيء: تصديق، وأقسامه سبعة: علم واعتقاد وتقليد وجهل وظن وشك ووهم.

1 التعريفات ص97.

2 والحديث هو: "إن من البيان لسحرا. وإن من الشعر لحكما"، أخرجه أحمد في مسنده وأبو داود في في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما.

3 المفردات ص127.

4 التعريفات ص96.

5 التعريفات ص97.

ص: 145

‌فصل اللام:

الحلال: ما انتفى عن حكم التحريم فينتظم بذلك ما يكره، وما لا يكره ذكره الحرالي.

وقال غيره1: ما لا يعاقب عليه. وأصل الحل حل العقدة ومنه {وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي} 2، وحللت نزلت، من حل الأحمال عند النزول ثم جرد استعماله للنزول فقيل حل حلولا نزل، وأحله غيره، وحل الدين انتهى أجله فوجب اداؤه. والمحلة محل النزول. وعن حل العقدة استعير قولهم حل الشيء حلا. والحلائل النساء، والحليل: الزوج، والحليلة: الزوجة، إما لحل كل منهما الآخر أو لنزوله معه. والحلة إزار ورداء. الإحليل مخرج البول لكونه محلول العقدة.

الحلف: العهد بين القوم، والمحالفة المعاهدة والملازمة، ومنه فلان حلف كريم وحليف كرم. وتحالفا تعاهدا على أن يكون أمرهما واحدا في النصرة والحماية. والمحالفة أن يحلف كل للآخر، ثم جعلت عبارة عن الملازمة مجردا، فقيل حلف زيد وحليفه، وفلان حليف اللسان حديده كأنه يحالف الكلام فلا يتباطؤ عنه وفلان حليف الفصاحة3.

الحلق: العضو المعروف. وحلقه قطع حلقه ثم جعل لقطع الشعر وجزه. وعقرى حلقى دعاء على الإنسان أي أصابته مصيبة يحلق النساء شعورهن فيها، أو معناه أصابه وجع في حلقه، وعقر في بدنه. والمحدثون يقولونها بألف التأنيث. والحلقة سميت تشبيها بالحلق في الهيئة، واعتبر فيها معنى الدوران، فقيل حلقة القوم. وحلق الطائر ارتفع ودار في طيرانه ذكره الراغب4: وفي المصباح5: الحلقة القوم مجتمعون مستديرين، والحلقة السلاح كله

الحلقوم: الحلق وميمه زائدة ذكره ابن الأنباري. وقال الزجاج6: الحلقوم بعد الفم، وهو موضع النفس، وفيه شعب يتشعب منه وهو مجرى الطعام والشراب.

الحلم: احتمال الأعلى الأذى من الأدنى، أو هو رفع المؤاخذة عن مستحقها بجناية في حق مستعظم، وهو ضبط النفس والطبع عند هيجان الغضب. وعبر عنه بعضهم7: بالطمأنينة عند سورة الغضب.

الحلولي السرياني: اتحاد الجسمين بحيث تكون الإشارة إلى أحدهما إلى الآخر كحلول ماء الورد في الورد فسمي الساري حالا والمسري فيه محلا8.

الحلوى: بالمد والقصر، اسم لما يؤكل من الطعام إذا عولج بحلو. وحلاوة القفا وسطه. والحلية الصفة والزينة.

1 كالجرجاني في التعريفات ص98.

2 طه 27.

3 المفردات ص129.

4 المفردات ص129.

5 المصباح المنير للفيومي، مادة "حلق" ص56.

6 أبو إسحاق الزجاج النحوي، المتوفى سنة 311هـ ابن خلكان، الوفيات 1/ 49.

7 كالجرجاني في التعريفات ص98.

8 التعريفات ص98.

ص: 146

‌فصل الميم:

الحمار: الحيوان المعروف. ويعبر به عن الجاهل.

الحمأة: الطين الأسود المنتن.

الحمد: اللغوي: الوصف بفضيلة على فضيلة على جهة التعظيم باللسان فقط.

الحمد العرفي: فعل يشعر بتعظيم المنعم بكونه منعما هبه فعل اللسان أو الأركان.

الحمد القولي: حمد اللسان وثناؤه على الحق بما أثنى به على نفسه على لسان أنبيائه ورسله.

الحمد الفعلي الإتيان بالأعمال البدنية ابتغاء لوجه الله.

الحمد الحالي: ما يكون بحسب الروح والقلب كالاتصاف بالكمالات العلمية والعملية، والتخلق بالأخلاق الإلهية1.

الحمق: فساد في العقل، ذكره في التهذيب2.

حمل المواطأة: أن يكون الشيء محمولا على الموضوع بالحقيقة بلا واسطة، نحو الإنسان ناطق، بخلاف حمل الاشتقاق إذ لا يتحقق فيه أن يكون المحمول كليا للموضوع كما يقال الإنسان ذو بياض، والبيت ذو سقف3.

الحمل: ما اشتغل به الناقل، ذكره الحرالي.

الحملة: عند أهل الحقيقة: عبارة عن تهذيب الأخلاق النفسية.

الحميل: السحاب الكثير الماء لكونه حاملا للماء، وما يحمله السيل، والغريب، والولد بالبطن، والكفيل يكونه حاملا للحق عمن عليه الحق.

الحمية: المحافظة على الحرم والذب عن التهمة، ذكره العضد. وقال أبو البقاء: حفظ الحرم، وأن لا ينسب في إهمالها إلى الذم وسقوط النفس وقال الراغب4: حميا الكأس سورتها وعبر عن القوة الغضبية إذا فارت وكثرت بالحمية فقيل حميت على فلان أي غضبت عليه.

الحميم: الماء الشديد الحرارة. وسمي العرق حميما على التشبيه. وسمي الحمام لانه يعرق أو لما فيه من الماء الحار. واستحم الرجل اغتسل بالماء الحميم، ثم كثر حتى استعمل الاستحمام في كل ماء. وعبر عن الموت بالحمام من قولهم حم كذا أي قدر وقال بعضهم: الحمام الموت من حم الأمر إذا قرب.

الحمى: حرارة غريبة ضارة بالأفعال تنبعث من القلب إلى الأعضاء، سميت به لما فيها من الحرارة أو لما يعرض من الحميم أي العرق أو لكونهما من أمارات الحمام لحديث "الحمى رائد الموت"5.

1 التعريفات ص98.

2 تهذيب اللغة للأزهري، مادة "حمق".

3 التعريفات ص99.

4 المفردات ص132.

5 والحديث هو: "الحمى رائد الموت، وسجن الله في الأرض" أخرجه ابن السني وأبو نعيم في الطب عن أنس الجامع الصغير للسيوطي ص157.

ص: 147

‌فصل النون:

الحنث: الذنب المؤثم وسمي، اليمين الغموس حنثا لذلك وعبر عن الحنث بالبلوغ لما كان الإنسان عنده يؤخذ بما يرتكبه بخلاف ما كان قبله. والمتحنث الناقض عن نفسه الحنث كالمتخرج والمتأثم1.

الحنف: ميل عن الضلال إلى الاستقامة، والجنف ميل عن الاستقامة إلى الضلال. والحنيف المائل إلى ذلك. وتحنف: تحرى طريق الاستقامة، والأحنف من في رجله ميل إلى داخل سمي به تفاؤلا، وقيل بل استعير للميل المجرد2.

الحنين: النزاع المتضمن للإشفاق، وقد يكون معه صوت، ولذلك عبر به عن الصوت الدال على النزاع والشفقة أو متصورا بصورته. ولما كان الحنين متضمنا للإشفاق والإشفاق لا ينفك عن الرحمة عبر عنها به في آية {وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا} 3.

1 المفردات ص133.

2 المفردات ص132-134.

3 مريم 13.

ص: 148

‌فصل الواو:

الحوالة: من التحول والانتقال. وشرعا: إبدال دين بآخر للدائن على غيره رخصه.

الحواري: المستخلص نفسه في نصرة من تحق نصرته بما كان من إيثاره على نفسه نصفاء وإخلاص لا كدر فيه ولا شوب، ذكره الحرالي.

الحوب: الإثم، والحوبة حاجة تحصل صاحبها على ارتكاب الإثم، والحوباء النفس المرتكبة للحوب وهي النفس الأمارة.

الحور: التردد بالذات أو بالفكر. ومنه حديث "اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور" 1، أي التردد في الأمر بعد المضي فيه. أو من نقصان تردد في الحال بعد الزيادة فيها. والمحاورة والحوار المواردة في الكلام ومنه التحاور والحور بالتحريك ظهور قليل من البياض في العين من بين السواد. واحورت عينه وذلك نهاية الحسن من العين. والحواريون: أنصار عيسى سموا به لأنهم كانوا يطهرون نفس الناس بافدتهم العلم والحكمة، وإنما قيل كانوا قصارين على التمثيل والتشبيه، وإنما قالوا كانوا صيادين لاصطيادهم النفوس من الحيرة وقودهم إلى الحق2.

الحول: تغير الشيء وانفصاله عن غيره، باعتبار التغير قيل حال الشيء يحول تهيأ، وباعتبار الانفصال قيل حال بيني وبينه كذا، وحولت الشيء فتحول غيرته إما بالذات وإما بالحكم وإما بالقول ومنه أحلت على فلان بالدين، وحولت الكتاب نقلت صورة ما فيه إلى غيره من غير إزالة الصورة الأولى. والحول: السنة اعتبارا بانقلابها ودوران الشمس في مطالعها ومغاربها ومنه: حالت السنة تحول3.

وقال الحرالي: الحول تمام القوة في الشيء الذي ينتهي لدورة الشمس، وهو العام الذي يجمع كمال النبات الذي يثمر فيه قواه. والحال ما يختص به الإنسان وغيره من الأمور المتغيرة في نفسه وبدنه وقنيته. والحول ما له من قوة في هذه الأصول الثلاثة ومنه "لا حول ولا قوة إلا بالله"4. وحول الشيء جانبه الذي يمكنه أن يحول إليه.

1 رواه ابن ماجه في سننه عن عبد الله بن سرجس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا سافر "اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكأبة المنقلب، والحور بعد الكور، ودعوة المظلوم، وسوء المنظر في الأهل والمال". وزاد أبو معاوية. فإذا رجع قال مثلها.

2 المفردات ص135.

3 الراغب المفردات ص137.

4 حديث شريف أخرجه مسلم في صحيحه "4/ 2077". وابن ماجه في سننه في كتاب الأدب، باب 59 "2/ 1256".

ص: 149

‌فصل الياء:

الحياة: في الأصل: الروح وهي الموجبة لتحرك من قامت به، ذكره العكبري.

وقال الحرالي: الحياة تكامل في ذات ما أدناه حياة النبات بالنمو والاهتزاز مع انغراسه إلى حياة ما يدب بحركته وحسه إلى غاية حياة الإنسان في تصرفه وتصريفه إلى ما وراء ذلك من التكامل في علومه وأخلاقه. وقال في موضع آخر: الحياة كل خروج عن الجمادية من حيث إن معنى الحياة بالحقيقة تكامل الناقص. وقال ابن الكمال1: الحياة صفة توجب للمتصف بها العلم والقدرة. وقال الراغب: تستعمل للقوة النامية الموجودة بالنبات والحيوان، وللقوة الحساسة، ومنه سمي الحيوان حيوانا، وللقوة العالمة العاقلة، ومنه {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ} 2 وقوله:

لقد أسمعت لو ناديت حيا

ولكن لا حياة لمن تنادي3

ولارتفاع الهم والغم ومنه قوله:

ليس من مات فاستراح بميت

إنما الميت ميت الأحياء

وللحياة الأخروية والأبدية وذلك يتوصل إليه بالحياة التي هي العقل والعلم، وللحياة التي يوصف بها الباري فإنه إذا قيل فيه حي فمعناه لا يصح عليه الموت وذلك ليس إلا له.

الحياة الدنيا: ما يشغل العبد عن الآخرة4.

الحياء: انقباض النفس عن عادة انبساطها في ظاهر البدن لمواجهة ما تراه نقصا حيث يتعذر عليها الفرار بالبدن. وقيل التراقي عن المساويء خوف الذم، وقيل انقباض النفس من شيء حذرا من الملام وهو نوعان: نفساني وهو المخلوق في النفوس كلها كالحياء عن كشف العورة، والجماع بين الناس، وإيماني وهو أن يمتنع المسلم عن فعل المحرم خوفا من الله5.

الحيرة: حالة الحيران، وهو الذي لا يهتدي إلى الصواب لإشكال الأمر عليه. والفعل منه حار يحار ك هاب يهاب.

الحيز: لغة، كل منضم بعضه إلى بعض. وعند المتكلمين: الفراغ المتوهم الذي يشغله شيء ممتد كالجسم أو لا كالجوهر الفرد.

وعند الحكماء: السطح الباطن من الحاوي المماس للسطح الظاهر من المحوي6.

الحيض: معاهدة اندفاع الدم العفن الذي هو في الدم بمنزلة البول والعذرة في فضلتي الطعام والشراب من الفرج.

الحيف: الميل في الحكم والجنوح إلى أحد الجانبين.

الحيلة: ما يتوصل به إلى حالة ما في خفية وأكثر استعماله فيما في تعاطيه خبث. وقد يستعمل فيما فيه حكمة. والحيلة من الحول، لكن قلب واوه ياء، ذكره الراغب7: وقال أبو البقاء: الحيلة من التحول لأن بها يتحول من حال إلى حال بنوع تدبير ولطف ويخيل بها الشيء عن ظاهره وفي المصباح8: الحيلة الحذق في تدبير الأمور وهي تقلب الفكر حتى يهتدى إلى المقصود.

الحين: وقت بلوغ الشيء وحصوله، وهو مبهم المعنى ويتخصص بالمضاف إليه9.

الحين: في لسان العرب10: يطلق على لحظة فما فوقها إلى ما لا يتناهى، وهو معنى قولهم الحين لغة الوقت يطلق على القليل والكثير.

1 التعريفات 100.

2 الأنعام 122.

3 كذا في الأصول، وجاء في المفردات ص139:

وقد ناديت لو أسمعت حيا

ولكن لا حياة لمن تنادي

4 التعريفات ص100.

5 وانظر التهانوي، كشاف اصطلاحات الفنون، ج2/ 168.

6 التعريفات ص99.

7 المفردات ص138.

8 المصباح المنير للفيومي، مادة "حول" ص60.

9 المفردات ص138.

10 لابن منظور، مادة "حين"، 2/ 1073.

ص: 150

‌باب الخاء:

‌فصل الألف:

الخاتم: يكنى به عن الدينار والدرهم، ومنه حديث "الدراهم والدنانير خواتيم الله في الأرض" 1، وعن العذرة، ومن حديث البخاري في الثلاثة الذين أووا إلى الغار، وقول المرأة اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، وقول ابن الرومي في فتنة ابن البرقعي:

كم فتاة لخاتم الله بكر

فضحوها جهرا بغير اكتتام

الخاصية: كلية مقولة على أفراد حقيقة واحدة فقط قولا عرضيا سواء وجد في جميع الأفراد كالكاتب بالقوة بالنسبة للإنسان، أو في بعض أفراد كالكاتب بالفعل بالنسبة للإنسان فخرج بفقط الجنس والعرض العام لأنهما مقولان على حقائق، وبعرضيا النوع والفصل لأن قولهما على ما تحتهما ذاتي لا عرضي.

الخاص: كل لفظ وضع لمعنى معلوم على الانفراد. والمراد بالمعنى ما وضع له اللفظان عينا كان أو عرضا. وبالانفراد اختصاص اللفظ بذلك المعنى، وإنما قيد بالانفراد ليتميز عن المشترك2.

الخاطر: اسم لما يتحرك في القلب من رأي أو معنى ثم سمي محله باسم ذلك. وهو في الصفات الغالبة، يقال: خطر ببالي، وعلى بالي أمر. وأصل تركيبه يدل على الاضطراب والحركة، ذكره المطرزي.

الخاطر عند الصوفية: ما يرد على القلب من الخطاب من غير إقامة دليل. وقيل كل وارد لا تعمد لك فيه.

والخاطر أربعة أقسام: رباني وهو أول الخواطر ولا يخطىء أبدا، وقد يعرف بالقوة والتسلط وعدم الاندفاع. وملكي وهو الباعث على مندوب أو مفروض، ويسمى إلهاما. ونفسي وهو ما فيه حظ النفس ويسمى هاجسا. وشيطاني وهو ما يدعو إلى مخالفة الحق3:

1 والحديث هو: "الدنانير والدراهم خواتيم الله في أرضه من جاء بخاتم مولاه قضيت حاجته". أخرجه الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة.

2 التعريفات ص101.

3 التعريفات ص101.

ص: 151

‌فصل الباء:

خبر الواحد: لغة ما يرويه شخص واحد. واصطلاحا: ما لم يجمع شروط التواتر.

الخبر: لفظ مجرد عن العوامل اللفظية مسند إلى ما تقدمه لفظا، نحو زيد قائم، أو تقدير، نحو أقائم زيد.

خبر كان: وأخواتها، هو المسند بعد دخول هذه الحروف.

الخبر: بالتحريك، الحديث المنقول، وبضم فسكون العلم بالأشياء من جهة الخبر. والخبرة بالكسر المعرفة ببواطن الأمور.

الخبط: الضرب على غير استواء كخبط الرجل الشجرة، واستعير لعسف السلطان فقيل سلطان خبوط. واختباط المعروف: طلبه بعسف تشبيها بخبط الورق.

الخبل: محركة الفساد الذي يلحق الإنسان فيورثه اضطرابا كالجنون والمرض المؤثر في العقل والفكر.

الخبيث: ما يكره رداءة وخسة محسوسا أو معقولا، وذلك يتناول الباطل في الاعتقاد، والكذب في المقال والقبح في الأفعال.

ص: 152

‌فصل التاء:

الختم: إخفاء خبر الشيء بجمع أطرافه عليه على وجه ينحفظ به. وقال الراغب1: الختم يقال على وجهين، الأول تأثير الشيء بنقش الخاتم. الثاني الأثر الحاصل عن الشيء، ويتجوز به تارة في الاستيثاق من الشيء والمنع منه اعتبارا بما يحصل من المنع بالختم على الكتب والأبواب، وتارة في تحصيل أثر عن شيء اعتبارا بالنقش الحاصل، وتارة يعتبر فيه بلوغ الآخر ومنه ختمت القرآن أي انتهيت إلى آخره. الختم عند أهل الحقيقة: علامة المحق على قلوب العارفين. الختم عندهم رجل واحد لا في كل زمن بل واحد في العالم يختم الله به الولاية العامة المحمدية. وثم ختم آخر يختم الله به الولاية العامة من آدم إلى آخر ولي وهو عيسى هو ختم الأولياء فله يوم القيامة حشران: يحشر في أمة محمد ويحشر رسولا مع الرسل.

1 المفردات ص142.

ص: 152

‌فصل الدال:

الخد والأخدود: شق في الأرض مستطيل غامض، وأصله خدي الإنسان، وهما ما اكتنف الأنف عن يمين وشمال. والخد يستعار للأرض وغيرها كاستعارة الوجه1. وفي المصباح2: الخد من المحجر إلى اللحي من الجانبين. والمخدة بكسر الميم سميت به لأنها توضع تحت الخد.

الخدر: بالتحريك، استرخاء العضو فلا يطيق الحركة ويقال علة تحدث في اللمس نقصانا لبرد يحدث غلظا في الروح، أو لكيفية سمية كمن لسعته حية أو لغلظ جوهر العصب أو لسده عن أي خلط كان.

الخدر: بالكسر، الستر ويطلق على البيت إن كان فيه امرأة وإلا فلا. والمخدرة المتصونة عن الامتهان والخروج لقضاء الحوائج.

الخدش: جرح في ظاهر الجلد سواء أدمي الجلد أم لا.

الخدع: إظهار خير يتوسل به إلى إبطان شر يؤول إليه أمر ذلك الخير المظهر، ذكره الحرالي. وقال غيره: الخداع إظهار ما يخالف الإضمار، ويراد التغرير، ومنه الأخدعان لاستتارهما تارة ظهورهما أخرى. وقال بعضهم3: إنزال الغير عما هو بصدده بأمر يبديه على خلاف ما يخفيه. والمخدع بتثليث الميم بيت في بيت يحرز فيه الشيء كأن بانيه جعله خادعا لمن رام تناول ما فيه. والأخدعان عرقان بمحل الحجامة تصور منهما الخداع لاستتارهما تارة وظهورهما أخرى. والخدعة بالضم، ما يخدع به الإنسان كاللعبة لما يلعب به.

الخدن: بالكسر، الصاحب وأكثر ما يستعمل فيما يصاحب لشهوة، ذكره الراغب4. وقال أبو البقاء: الصديق المصافي. وقيل الصديق في السر.

1 المفردات ص143.

2 المصباح المنير للفيومي، مادة "خدد"، ص63.

3 الراغب الأصفهاني في المفردات ص143.

4 المفردات ص144.

ص: 152

‌فصل الذال:

الخذلان: خلق قدرة المعصية في العبد ورجل خذلة كثيرا ما يخذل. وخذله تخذيلا حملة على الفشل وترك القتال.

ص: 153

‌فصل الراء:

الخراب: ذهاب العمارة، ذكره الحرالي. وقال غيره1: ضد العمارة. والخربة: شق واسع في الأذن تصورا أنه خرب أذنه.

الخر: سقوط يسمع منه خرير صوت نحو الريح والماء مما يسقط من علو ومنه {وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا} 2.

الخرص: حزر الثمرة، والخرص للمخروص كالنقض للمنقوض. وقيل الخرص الكذب، وحقيقته أن كل قول عن ظن وتخمين يسمى خرصا هبه طابق أو خالف من حيث أن صاحبه لم يقله عن علم ولا غلبة ظن.

الخرق: الثقب في الحائط ونحوه. والخرق قطع الشيء على سبيل الفساد من غير تفكر ولا تدبر. والخرقة من الثوب القطعة منه. الخرق الفاحش في الثوب أن يستنكلف أوساط الناس من لبسه مع ذلك.

الخرق القليل: ضده، وهو ما لا يفوت به شيء من المنفعة بل يدخل فيه نقص عيب مع بقاء المنفعة وهو تفويت الجودة فقط3.

الخروج: في الأصل، الانفصال من المحيط إلى الخارج ويلزمه الظهور والبروز، تقول خرج خروجا برز من مقره وحاله سواء كان مقره ثوبا. والإخراج أكثر ما يقال في الأعيان، ويقال في التكوين الذي هو فعله تعالى. والتخريج أكثر ما يقال في العلوم والصنائع، وقيل لما يخرج من الأرض من وكر الحيوان، ونحو ذلك خرج وخراج، والخرج أعم، من الخراج وجعل الخرج بإزاء الدخل، والخراج مختص غالبا بالضريبة على الأرض. والخارجي الذي يخرج بذاته عن أحوال أقرانه، ويقال تارة للمدح إذا خرج من منزله إلى أعلى منه، وتارة للذم إذا خرج إلى ادنى، كذا قرره الراغب4. وفي المصباح5: خرج من الموضع خروجا ومخرجا وأخرجته أنا وجدت للأمر مخرجا مخلصا. والخراج والخرج ما يحصل من غلة الأرض، ولذلك أطلق على الجزية. وقول الشافعي: ولا أنظر لمن له الدواخل والخوارج ولا معاقد القمط ولا أنصاف اللبن. فالخوارج الطاقات والمحاريب في الجدار من باطنه، والدواخل الصور والكتابة في الحائط بجص أو غيره. ويقال الدواخل والخوارج ما يخرج عن أشكال البناء مخالفا لأشكال ناحيته، وذلك تحسين وتزيين، فلا يدل على ملك، ومعاقد القمط المتخذة من قصب وحصر تشد بحبال سترا بين الأسطحة فيجعل العقد من جانب والمستوي من جانب، وأنصاف اللبن البناء بلبنات مقطعة صحيحها إلى جانب ومكسورها إلى آخر لأنه نوع تحسين فلا يدل على ملك.

1 الراغب الأصفهاني، المفردات ص144.

2 يوسف 100.

3 التعريفات ص102.

4 المفردات ص145.

5 المصباح المنير، مادة "خرج" ص64.

ص: 154

‌فصل الزاي:

الخزعبلات: الأحاديث المستظرفة كما في جامع الغوري1، والكذب والباطل.

الخزن: حفظ الشيء في الخزانة، ثم عبر به عن كل حفظ كحفظ السر. والخزن في اللحم الادخار ثم كني به عن نتنه2. وخزائن الله عبارة عن مقدوراته لأنه خزن فيها أي جمع بين الجود والعفو، ذكره أبو البقاء.

الخز: اسم دابة ثم أطلق على الثوب المتخذ من وبرها.

الخزي: إظهار القبائح التي يستحى من إظهارها عقوبة، قاله الحرالي، وقال غيره: هو أن يفضح صاحبه وهو وضع من القدر للغم الذي يلحق به، وأصله التغيير. وقال بعضهم: الذل والهوان والانكسار.

1 لعله لقانصوه بن عدب الله الغوري المتوفى سنة 622هـ. وكان مولعا بالأدب وله ديوان شعر وعدة موشحات. انظر الزركلي، الأعلام 5/ 187 وكحالة، معجم المؤلفين 8/ 127، وبروكلمان، gll 20-21.

2 المفردات للراغب الأصفهاني ص147.

ص: 154

‌فصل السين:

الخسارة: النقص فيما شأنه النماء، قاله الحرالي. وقال غيره1: الخسر والخسران انتقاص راس المال وينسب للإنسان فيقال:

خسر فلان، وللفعل يقال: خسرت تجارته.

الخسيس: الحقير، وخس يخس خس وزنه فلم يعادل ما يقابله.

1 المفردات ص147.

ص: 154

‌فصل الشين:

الخشوع: الانقياد للحق، وقيل الخوف الدائم في القلب. وقال أبو البقاء: الذل والتضاؤل. والخاشع المتواضع لله بقلبه وجوارحه. الخشية وجل نفس العالم مما يستعظمه، قاله الحرالي. وقال الراغب1: والخشية تألم القلب لتوقع مكروه مستقبلا يكون تارة بكثرة الجناية من العبد، وتارة بمعرفة جلال الله وهيبته، ومنه خشية الأنبياء، ذكره ابن الكمال. وقال الراغب2: الخشوع الضراعة وأكثر ما يستعمل فيما يوجد في القلب. ولذلك روى "إذا ضرع القلب خشعت الجوارح". والخشية خوف يشوبه تعظيم، وأكثر ما يكون على علم بما يخشى منه، ولذلك خص بها العلماء في آية:{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} 3:

الخشن: جرم سطحه ينقسم إلى أجزاء مختلفة الوضع.

1 المفروض أن الذي قال هذا هو ابن الكمال، انظر التعريفات ص103.

2 المفردات ص148، 149.

3 فاطر 28.

ص: 155

‌فصل الصاد:

الخصام: القول الذي يسمع المصيخ ويولج في صماخة ما يكفه عن زعمه ودعواه، ذكره الحرالي.

الخاصة: ضد العامة. وخصاص البيت فرجه، وعبر عن الفقر الذي لا يسد بالخصاصة1.

الخصر: من الإنسان وسطه، وهو المستدق فوق الوركين.

الخصلة: الخلة والفضيلة والرذيلة، وقد غلب على الفضيلة.

الخصوص: أحدية كل شيء بتعينه، فلكل شيء حينئذ وحدة تخصصه2.

1 المفردات ص149.

2 التعريفات ص103.

ص: 155

‌فصل الضاد:

الخضرة: أحد الألوان بين البياض والسواد، وهو إلى السواد أقرب فلذلك سمى الخضرة أسود وعكسه، فقيل سواد العراق للموقع الذي تكثر فيه الخضرة، وسمي الخضرة دهمة في قوله:{مُدْهَامَّتَان} 1، أي خضراوان.

الخضر: يعبر به أهل الحقيقة عن البسط و، إلياس عن القبض.

الخضوع: الاستكانة، وهو قريب من الخشوع، إلا أن الخشوع أكثر ما يستعمل في الصوت والخضوع في غيره.

1 الرحمن 64.

ص: 156

‌فصل الطاء:

الخطاب: هو القول الذي يفهم المخاطب به شيئا.

الخطابة: قياس مركب من مقدامات مقبولة أو مظنونة من شخص معتقد فيه والغرض منها ترغيب الناس فيما ينفعهم معاشا ومعادا كما يفعله الخطباء والوعاظ ذكره ابن الكمال1.

الخطابية: أتباع أبي خطاب الأسدي. قالوا الأئمة أنبياء، وأبو الخطاب نبي. وهم لا يستحلون شهادة الزور لموافقيهم على مخالفيهم. وقالوا الجنة نعيم الدنيا2.

الخطأ: الزلل عن الحق عن غير تعمد بل عزم الإصابة، أو ود أن لا يخطىء، ذكره الحرالي. وقال ابن الكمال3: الخطأ ما لا يقصد وهو عذر صالح لسقوط حق الله إذا حصل عن اجتهاد، ويصير شبهة في العقوبة حتى لا يأثم الخاطىء ولا يؤخذ بحد أو قود، ولم يجعل عذرا في حقوق العباد حتى يلزمه ضمان ما أتلفه، هذا ما ذكره ابن الكمال، ولا يخفى ما فيه من إجمال. وقد حققه الإمام الراغب4 حيث قال: الخطأ العدول عن الجهة، وذلك أضرب أحدهما: أن يريد غير ما تحسن إرادته فيفعله، هذا هو الخطأ التام المؤاخذ به، الثاني: أن يريد ما يحسن فعله لكن يقع عنه بخلاف ما يريد، وهذا اصاب في الإرادة وأخطأ في الفعل، وهو المعني بحديث "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان" 5، ولخبر "من اجتهد فأخطأ فله أجر" 6، الثالث: أن يريد ما لا يحسن ويتفق منه خلافه فهو مخطىء في الإرادة مصيب في الفعل فهو مذموم بقصده [غير] محمود على فعله ومنه قوله:

أردت مساءتي فأجرت مسرتي

وقد يحسن الإنسان من حيث لا يدري

وجملة الأمر أن من أراد شيئا واتفق منه غيره يقال: أخطأ، وإن وقع منه كما أراده

1 التعريفات ص104.

2 التعريفات ص104.

3 التعريفات ص104.

4 المفردات ص151.

5 والحديث هو: "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"، أخرجه الطبراني في الكبير عن ثوبان.

6 روى البخاري ومسلم وابن ماجه "إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران. وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر" البخاري/ الاعتصام/ 21 حديث 7352. فتح الباري 13/ 318. مسلم/ كتاب الأقضية/ 16 حديث 1716. وابن ماجه سنن. كتاب الأحكام، باب 3. حديث 2314.

ص: 156

يقال: أصاب. وقد يقال لمن فعل فعلا لا يحسن أو أراد إرادة لا تجمل: أخطأ. ولهذا يقال أصاب الخطأ وأخطأ الصواب، وأصاب الصواب وأخطأ الخطأ، فهذه اللفظة مشتركة كما ترى مترددة بين معان يجب لمتحري الحقائق أن يتأملها.

الخطبة: بالكسر، هيئة الحال فيما بين الخاطب والمخطوبة التي النطق عنها هو الخطبة بالضم، ذكره الحرالي. وبالضم الكلام المنظوم المتضمن شرح خطب عظيم. وكانوا لا يخطبون إلا في الأمور العظام فسمي كل كلام يتضمن شرح خطبة، ذكره أبو البقاء.

الخطة: بالكسر، المكان المغتط للعمارة. وبالضم، الحالة والخصلة.

الخطر: الإشراف على الهلاك وخوف التلف. وخاطر بنفسه فعل ما الخوف فيه أغلب. وخطر الرجل يخطر، كشرف يشرف: ارتفع قدره، ويقال أيضًا في الحقير.

الخط: تصوير اللفظ بحروف هجائه. ويقال تصوير أشكال الحروف الهجائية الدالة على اللفظ. وعند الحكماء: عرض يقبل الانقسام طولا وعرضا لا عمقا، وينقسم إلى مسطوح ومستدير ومقوس وممال ونهايته النقطة. والخط والسطح والنقطة: أعراض غير مستقلة الوجود عند الحكماء لأنها نهايات وأطراف للمقادير أو النقطة نهاية الخط، وهو نهاية السطح، وهو نهاية الجسم التعليمي.

الخطف: الاختلاس بسرعة. والخطاف: الطائر الذي كأنه يخطف في طيرانه. والخطف سرعة انجذاب الشيء.

الخطل: بفتح الخاء المعجمة والطاء المهملة، الكلام الفاسد المضطرب. وقال أبو البقاء: اضطراب القول.

الخطيئة: كالسيئة لكن الخطيئة أكثر ما تقال فيما لا يقصد في نفسه بل يكون القصد سببا يولد ذلك الفعل كمن رمى صيدا فأصاب، رجلا أو سكر فجنى1.

1 أي شرب مسكرا فجنى جناية في سكره.

ص: 157

‌فصل الفاء:

الخف: لغة، الشيء المستوي، وشرعا، كل محيط بالقدم ساتر لمحل الفرض، مانع للماء يمكن متابعة المشيء فيه.

الخفقان: اختلاج يعرض للقلب ليدفع به المؤذي.

الخفة: قوة طبيعية يتحرك بها الجسم عن الوسط بالطبع.

الخفي: ما خفي المراد منه لعارض في غير الصيغة كآية السرقة ظاهرة فيمن أخذ مال غيره من حرز سرا خفية بالنسبة لمن اختص فعله باسم آخر كالطرار والنباش لأن فعلهما وإن أشبه فعل السارق لكن اختلاف الاسم يدل على اختلاف المسمى ظاهرا فاشتبه الأمر: أهما داخلان تحت لفظ السارق حتى يقطعا أم لا.

والخفي في اصطلاح أهل الله: لطيفة ربانية مودعة في الروح بالقوة فلا تحصل بالفعل إلا بعد غلبات الواردات الربانية لتكون واسطة بين الحضرة والروح في قبول تجلي صفات الربوبية، وإفاضة الفيض الإلهي على الروح1. الخفوف: السرعة وأصله من الخفة.

1 التعريفات ص104، 105.

ص: 157

‌فصل اللام:

الخالص: الصافي، لكن الخالص ما زال شوبه بعد ما كان فيه، والصافي يقال لمن لا شوب فيه.

الخلاء: المكان الذي لا ساتر فيه من بناء أو غيره.

والخلاء1: البعد المفطور عند أفلاطون، والفضاء الموهوم عند المتكلمين أي الفضاء الذي يثبته الوهم ويدركه من الجسم المحيط بجسم آخر كالفضاء المشغول بالماء والهواء في داخل الكوز، فهذا الفراغ الموهوم هو الشيء الذي شأنه أن يحصل فيه الجسم وأن يكون ظرفا له عندهم، وبهذا الاعتبار يجعلونه حيزا للجسم، وباعتبار فراغه عن شغل الجسم إياه يجعلونه خلاء. والخلاء ممتنع عند الحكماء دون المتكلمين.

الخلوة: محادثة السر مع الحق حيث لا أحد ولا ملك2.

والجلوة: خروج العبد من الخلوة بالنعوت الإلهية كما سبق.

الخلاف: منازعة تجري بين المتعارضين لتحقيق جواز إبطال باطل، ذكره ابن الكمال3. وقال الراغب4: الخلاف والاختلاف والمخالفة أن يأخذ كل واحد طريقا غير طريق الأول في فعله أو حاله. والخلاف أعم من الضد، لأن كل ضدين مختلفان ولا عكس. ولما كان الاختلاف بين الناس في القول يقتضي التنازع استعير ذلك للمنازعة والمجادلة. والخلف المخالفة في الوعد، والخالف المتأخر لنقصان أو قصور كالمتخلف. والخالفة عمود الخيمة المتأخر، ويكنى به عن المرأة لتخلفها عن المترجلين.

الخلافة: النيابة عن الغير لغيبة المنوب عنه أو موته "في أموره".

الخلد: البقاء الدائم الذي لا ينقطع وتقييده بالتأبيد في قوله {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} 5، لقطع التجوز فإن استعماله في الثبات المديد وإن لم يدم متعارف.

1 التعريفات ص105.

2 التعريفات ص106.

3 التعريفات ص106.

4 المفردات ص156.

5 النساء 57 و122.

ص: 158

الخلط: الجمع بين أجزاء شيئين فأكثر مائعين أو جامدين أو متخالفين، وهو أعم من المزج. ويقال للصديق والمجاور والشريك، ومنه الخليطان في الفقه، ذكره الراغب1. وفي المصباح2: الخلط الضم ثم قد يمكن التمييز كما في خلط الحيوان، وقد لا كالمائع فيكون مزجا. قال المرزوقي3: أصله تداخل الأشياء بعضها في بعض، وتوسع فيه حتى قيل رجل خليط إذا اختلط بالناس كثيرا.

الخلف: ما يخلفه المتوجه في توجهه فتنطمس عن حواس إقبال شهوده، ذكره الحرالي.

الخلع: النزع. وخالعت زوجها افتدت منه، والاسم الخلع بالضم وهو استعارة من خلع اللباس لأن كلا لباس للآخر. فإذا فعلا فكأن كلا نزع لباسه عن الآخر.

الخلق: تقدير أمشاج ما يراد إظهاره بعد الامتزاج والتركيب صورة، ذكره الحرالي.

وقال غيره4: أصله التقدير المستقيم ويستعمل في إبداع الشيء من غير أصل ولا اقتداء، ومنه {خَلَقَ السَّمَاوَات} 5، ويستعمل في إيجاد شيء من شيء نحو {خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} 6. وليس الخلق الذي هو الإبداع إلا لله، وأما بالاستحالة فقد جعله الله لغيره أحيانا كعيسى صلوات الله على نبينا وعليه.

الخلق: بالضم، هيئة للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال بيسر من غير حاجة إلى فكر وروية، فإذا كانت الهيئة بحيث تصدر عنها الأفعال الجميلة عقلا وشرعا بسهولة سميت الهيئة خلقا حسنا، وإن كان الصادر عنها الأفعال القبيحة سميت الهيئة خلقا سيئا، وإنما قلنا إنه هيئة راسخة لأن من يصدر منه بذل المال نادرا لحالة عارضة لا يقال خلقه السخاء ما لم يثبت ذلك في نفسه. وكذا من تكلف السكوت عند الغضب بجهد أو دربة لا يقال خلقه الحلم.

وليس الخلق عبارة عن الفعل فرب شخص خلقه السخاء ولا يبذل إما لفقد مال أو لمانع وربما يكون خلقه البخل وهو يبذل لباعث كحياء أو رياء، ذكره الراغب7.

الخلل: اضطراب الشيء وعدم انتظامه، وأصله فرجة بين الشيئين. والخلال ما يتخلل به الأسنان ونحوها. والخلل في الأمر كالوهن فيه تشبيها بالفرجة الواقعة

1 المفردات ص155.

2 المصباح المنير للفيومي، مادة "خلط" ص68.

3 أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الأصبهاني "أبو علي" لغوي نحوي، من تصانيفه: شرح الحماسة لأبي تمام، وشرح الفصيح لثعلب الكوفي في اللغة وغير ذلك. وتوفي سنة 421هـ.

4 الراغب الأصفهاني. المفردات ص157.

5 النحل 30.

6 النساء 1. والأعراف /189.

7 لم يذكر الراغب هذا وإنما الذي ذكره هو ابن الكمال في التعريفات ص106.

ص: 159

بين الشيئين والخلة الطريق في الرمل والخل سمي لتخلل الحموضة إياه أو لأنه اختل منه طعم الحلاوة. والخلة بالفتح الاختلال العارض للنفس إما لشهوتها بشيء أو حاجتها إليه. وبالضم المودة لأنها تتخلل النفس أي تتوسطها، أو لأنها تتخللها فتؤثر فيها تأثير السهم في الرمية.

الخلود: طول الإقامة بالقرار ذكره الحرالي.

وقال الراغب1: تبرؤ الشيء من أعراض الفساد وبقاؤه على الحالة التي هو عليها، وكلما يتباطأ عنه التغير والفساد تصفه العرب بالخلود كقولهم للأثافي خوالد لطول مكثها لا لدوام بقائها، وأصل المخلد الذي يبقى مدة طويلة، ثم استعير للمبقى دائما.

الخلوص: تصفية الشيء مما يمازجه في خلقته مما هو دونه. ذكره الحرالي.

الخليفة: ذات قائم بما يقوم به المستخلف على حسب رتبة ذلك الخليفة منه. ذكره الحرالي.

الخليفية: أصحاب خلف الخارجي. قالوا أطفال المشركين في النار بلا عمل وشرك2.

1 المفردات ص154.

2 وجاءت الخلفية، في المقريزي خطط 2/ 354.

ص: 160

‌فصل الميم:

ستر الشيء1. والخمار ما يستر به لكنه صار في التعارف اسما لما تغطي به المرأة رأسها. والخمار الداء العارض للرأس من شرب الخمر. والخمر كل مسكر وقيده بعضهم بما اتخذ من العنب. والخمرة بالضم كغرفة حصير صغير قدر ما يسجد عليه2.

الخمول: خفاء القدر والذكر، وأصله السكون والخفاء، ومنه، خمل البساط لأنه يستر ما خلفه.

الخميصة: كساء أسود معلم الطرفين من نحو صوف، فإن لم يكن معلما فليس بخميصة.

1 المفردات ص159.

2 والخمرة شيء منسوج يعمل من سعف النخل ويرمل بالخيوط وهو صغير قدر ما يسجد عليه. انظر ابن القيسراني، صفوة التصوف، مخطوطة الظاهرية بدمشق، الورقة 46أ. وجاء في الحديث عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على الخمرة: أخرجه الترمذي. وقال: حديث حسن صحيح. الجامع الصحيح 2/ 151.

ص: 160

‌فصل النون:

الخنثى: إنسان له آلة الرجل والنساء أو ليس له منهما أصلا بل له ثقبة لا تشبههما، من الخنث وهو اللين1.

1 وانظر التعريفات ص107.

ص: 160

‌فصل النون:

الخواء: خلو الشيء عما شأنه أن يعيه حسا أو معنى ذكره الحرالي.

الخواطر: خطاب يرد على الضمائر.

الخواص: اسم جمع الخاصية بمعنى الأثر، يقال: ما خاصية ذلك الشيء؟ أي ما أثره الناشيء، ذكره السيد الشريف قال: وأما قول الأطباء هذا الدواء يعمل بالخاصية فقد عبروا بها عن السبب المجهول للأثر المعلوم.

الخوارج: الذين يأخذون العشر من غير إذن السلطان1.

الخوار: بالضم، صوت البقر مختص به، وقد يستعار للبعير.

الخوض: الشروع في الماء والمرور فيه، ويستعار في الأمر. واكثر ما ورد في القرآن فيما يذم الشروع فيه، وتخاوضوا في الحديث تفاوضوا2.

الخوف: توقع مكروه أو فوت محبوب، ذكره ابن الكمال3. وقال الحرالي: حذر النفس من أمور ظاهرها نضرة. وقال التفتازاني: غم يلحق الإنسان مما يتوقعه من السوء. وقال الراغب4: توقع مكروه عن إمارة مظنونة أو معلومة، كما أن الرجاء توقع محبوب كذلك وضده الأمن ويستعمل في الأمور الدنيوية والأخروية.

وعند الصوفية: ارتعاد القلبب لما عمل من الذنب، وقيل أن يترقب العقوبة ويتجنب عيوبه. وقيل انزعاج السريرة

لما عمل من الجريرة.

1 التعريفات ص107.

2 المفردات ص191.

3 التعريفات ص107.

4 المفردات ص191.

ص: 161

‌فصل الياء:

الخيال: أصله القوة المجردة كالصورة المتصورة في المنام وفي المرآة وفي القلب، ثم استعمل في صورة كل أمر متصور، وفي كل شخص دقيق يجري مجرى الخيال. والتخييل تصوير خيال الشيء في النفس، والتخيل تصور ذلك. والخيال كل شيء تراه كالظل. وخيال الإنسان في الماء والمرآة صورة مثاله. والخيال1 قوة تحفظ ما يدركه الحس المشترك من صور المحسوسات بعد غيبوبة المادة بحيث يشاهدها الحس المشترك كلما التفت إليها فهو خزانة للحس المشترك ومحله البطن الأول من الدماغ.

الخياطية: أصحاب الحسن الخياط. قالوا المعدوم يسمى شيئا2.

1 التعريفات ص107.

2 جاء اسمه "أبو الحسين بن أبي عمرو الخياط" في المقريزي، الخطط، 2/ 348.

ص: 161

الخيانة: التفريط في الأمانة، ذكره الحرالي. وقال الراغب1: الخيانة والنفاق واحد لكن الخيانة تقال اعتبارا بالعهد والأمانة والنفاق اعتبارا بالدين، ثم يتداخلان. والخيانة مخالفة الحق بنقض العهد في السر، والاختيان تحرك شهوة الإنسان لتحري الخيانة.

الخير: بالكسر، الجود والكرم، وبالفتح ضد الشر.

الخيف: بالتحريك، أن تكون إحدى عيني الفرس زرقاء والأخرى كحلاء. وبالسكون ما ارتفع من الوادي قليلا عن مسيل الماء، ومنه مسجد الخيف بمنى لأنه بني في خيف الجبل، والأصل مسجد خيف منى فتخفف بالحذف.

الخيلاء: التكبر عن تخيل فضيلة بتراء أي للإنسان في نفسه.

الخِيم: بالكسر السجية.

1 المفردات ص163.

ص: 162

‌باب الدال:

‌فصل الألف:

الداء: علة تحصل بغلبة بعض الأخلاط على بعض1.

داء الفيل: عند الأطباء زيادة في القدم والساق حتى تشبه رجل الفيل، وذلك لكثرة السواد. وقد يكون معه تقرح وقد لا.

الداخل: باعتبار كونه جزءا يسمى ركنا، وباعتبار كونه ينتهي إليه التحليل استقصاء2، وباعتبار كونه قابلا للصورة المعينة بالفعل يسمى موضوعا.

الدائمة: المطلقة: التي حكم فيها بدوام ثبوت المحمول للموضوع، أو بدوام سلبه ما دام الموضوع موجودا مثال الإيجاب كقولنا: دائما كل إنسان حيوان، فقد حكمنا فيها بدوام ثبوت الحيوانية للإنسان ما دامت ذاته موجودة، ومثال السلب دائما لا شيء من الإنسان بحجر، فإن الحكم فيها بدوام سلب الحجرية عن الإنسان ما دامت ذاته موجودة3.

الدائرة: شكل مسطح يحيط به خط واحد وفي داخله نقطة كل الخطوط المستقيمة الخارجة إليه متساوية وتسمى تلك النقطة مركز الدائرة وذلك الخط محيطها4.

الداب: العادة الدائمة التي تتأبد بالتزامها، وذكره الحرالي. وقال الراغب5: إدامة السير والعادة المستمرة على حالة واحدة دائما.

الدابة: الحي الذي من شأنه الدبيب ذكره الحرالي وقال غيره: كل حيوان في الأرض، وإخراج البعض الطير من الدواب رد بالسماع، وهو {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّة} 6.

قالوا: أي خلق كل حيوان مميزا أو غيره، وتخصيص البغل والفرس والحمار بالدابة عند الإطلاق عرف طارئ.

الدار: المنزل اعتبارا بدورانها الذي لها بالحائط.

الدانق: معرب، وهو سدس درهم، وهي عند اليونان حبتا خرنوب، فإن الدرهم عندهم اثنتا عشرة حبة خرنوب. والدانق الإسلامي حبتان وثلثا حبة، فإن الدرهم الإسلامي ست عشرة حبة.

1 التعريفات ص108.

2 جاءت "اسطقسا" في التعريفات ص108.

3 التعريفات ص108.

4 التعريفات ص108.

5 المفردات ص174.

6 النور 45.

ص: 163

‌فصل الباء، فصل الثاء، فصل الجيم، فصل الحاء، فصل الخاء

الدبار: الهلاك الذي يقطع دابر القوم، وسمي يوم الأربعاء في الجاهلية دبار لتشاؤمهم فيه.

الدب: بالفتح، والدبيب مشي خفيف، ويستعمل في الحيوان والحشرات أكثر، وفي الشراب ونحوه مما لا تدرك حركته الحاسة1.

الدبر: مؤخر كل شيء، وقيل خلاف القبل من كل شيء. وكني بهما عن العضوين المخصوصين2. وأصله ما أدبر عنه الإنسان، ومنه دبر عبده تدبيرا، أعتقه بعد موته. والدبور كرسول: ريح تهب من جهة المغرب.

الدبيلة: بالضم، عند الأطباء: كل ورم في داخله موضع تنصب إليه المادة.

الدثار: ما يتدثر به الإنسان، وهو ما يلقيه عليه من كساء أو غيره فوق الشعار.

الدجال: الكذاب والمموه والمغطى ومنه الدجال لأنه يغطي الأرض بالجمع الكثير.

الدجلة: اسم لنهر بغداد، ولا ينصرف للعلمية والتأنيث.

الدحر: بفتح فسكون الطرد والإبعاد3.

فصل الخاء: الدخول: نقيض الخروج، ويستعمل في الزمان والمكان والأعمال4. والدخل بالفتح كناية عن العداوة والفساد المستبطن كالدغل، وعن الدعوة في النسب. ويقال: دخل فلان فهو مدخول كناية عن بله في عقله وفساد في أصله. ودخل بامرأته كناية عن الجماع، وغلب استعماله في الوطء الحلال، والمرأة مدخول بها. والدخل بالسكون ما يدخل على الإنسان من عقاره وتجارته، ومنه دخله أكثر من خرجه. والدخيل بين القوم الذي ليس من نسبهم بل نزيل عندهم، ومنه قولهم: هذا الفرع دخيل في الباب أي ذكر استطرادا أو لمناسبة ولا يشتمل عليه عقد الباب.

1 المفردات ص164.

2 المفردات ص164.

3 المفردات ص165.

4 المفردات ص166.

ص: 164

‌فصل الراء:

الدراية: المعرفة المدركة بضرب من الحيل1.

الدرء: الميل لأحد الجانبين والدفع.

الدربة: الضراوة والجرأة، والدارب الحاذق بصناعته.

الدرب: المدخل بين الجبلين، وليس أصله عربيا، والعرب تستعمله في معنى الباب، فيقال لباب السكة: درب، وللمدخل الضيق: درب لأنه كالباب لما يفضي إليه.

الدرة البيضاء: عند القوم العقل الأول.

الدرجة: محركة نحو المنزلة لكن يقال للمنزلة درجة إذا اعتبرت بالصعود دون الامتداد على البسيطة كدرجة السطح والسلم، ويعبر بها عن المنزلة الرفيعة. والدرج طي الكتاب والثوب، ويقال للمطوي درج واستعير الدرج للموت كما استعير الطي له في قولهم طوته المنية، وقولهم أكذب من دب ودرج، أي كان حيا فمشى ومن مات فطويت أحواله. والدرج بالضم، سفط يجعل فيه الشيء2.

الدرك: كالدرج لكن الدرج يقال اعتبارا بالصعود، والدرك اعتبارا بالهبوط، ولذلك قيل درجات الجنة ودركات النار، وذلك لما يلحق الإنسان من تبعة درك كالدرك في البيع. وأدرك: بلغ أقصى الشيء، وأدرك الصبي بلغ غاية الصبا وذلك حين البلوغ3. ومدارك الشرع: مواضع طلب والاجتهاد بمدارك الشرع.

والفقهاء يقولون في الواحد: مدرك بفتح الميم، وليس لتخرجيجه وجه، كذا في المصباح4.

الدرهم: الفضة المضروبة أي المطبوعة المتعامل بها، كذا في المفردات5. وفي المصباح6: الدرهم الإسلامي للمضروب من الفضة، وهو معرب.

1 جاءت "الختل" في المفردات ص198.

2 المفردات ص167.

3 المفردات ص167، 168.

4 المصباح المنير، مادة "درك"، ص73.

5 المفردات ص168.

6 المصباح المنير للفيومي، مادة "دره"، ص73.

ص: 165

‌فصل السين:

الدست: من الثياب، ما يلبس الإنسان ويكفيه لردده في حوائجه.

الدستور: الوزير الكبير الذي يرجع في أحوال الناس إلى ما يرسمه1.

الدس: إدخال الشيء في الشيء بضرب من الإكراه2.

الدسر: الدفع الشديد بقهر3.

الدسكرة: بناء يشبه العقد حوله بيوت الملوك، قال الأزهري: أحسبه معربا، [والدسكرة: القرية] 3.

1 التعريفات ص109.

2 المفردات 169.

3 المفردات ص169.

4 الإضافة من المصباح المنير، مادة "دسكر" ص74.

ص: 165

‌فصل العين:

الدعابة: بالضم، اسم لما يستملح من المزاح.

الدعارة: شراسة الخلق.

الدعامة: ما يسند به الحائط إذا مال يمنعه من السقوط.

الدعوى: مشتقة من الدعاء وهو الطلب. وشرعا قول يطلب به الإنسان إثبات حق على الغير ذكره ابن الكمال1.

الدعاء: لسان الافتقار بشرح الاضطرار، وقيل: طلب المراد بنعت الفؤاد، وقيل: طلب كشف الغمة يتطلع موضع القسمة.

الدعوى عند القوم: إظهار الرعونة ونسيان المعونة، وقيل الافتراء وقلة الحياء، وقيل: التوسع في الكلام لقلة الاحتشام، وقيل: لسان منطلق وقلب مفترق.

1 التعريفات ص109.

ص: 166

‌فصل الفاء:

الدفاع: فعال من اثنين وما يقع من أحدهما دفع، وهو رد الشيء بغلبة وقهر عن وجهته التي هو منبعث إليها بأشد متنه، ذكره الحرالي.

الدفتر: جريدة الحساب، وكسر الدال لغة حكاها الفراء، وهو عربي، قال ابن دريد: ولا يعرف له اشتقاق.

الدفر: النتن، ومنه سميت الدنيا "أم دفر"1.

الدفق: انصباب بشدة.

الدفن: الإخفاء تحت أطباق التراب ودفنت الحديث كتمته وسترته.

4 وقد أوردها التهانوي بحرف "الذال""ذفر". انظر كشاف اصطلاحات الفنون ج2/ 317.

ص: 166

‌فصل الكاف:

الدك: الأرض اللينة السهلة، ومنه الدكان، كذا في المفردات1. وفي المصباح2: الدكة المكان المرتفع يجلس عليه وهو المسطبة معرب. والدكان قيل معرب، ويطلق على الحانوت وعلى الدكة يقعد عليها، ونونه زائدة عند سيبويه وعند ابن القطاع3.

وجمع أصله من دكنت المتاع إذا نضدته.

1 للراغب الأصفهاني ص171.

2 المصباح المنير للفيومي، مادة "دكك" ص75.

3 ابن القطاع الصقلي. علي بن جعفر بن علي السعدي "515هـ". وله حاشية على الصحاح. إنباه الرواة 1/ 195.

ص: 166

‌فصل اللام، فصل الميم، فصل النون، فصل الواو

الدلالة اللفظية الوضعية: كون اللفظ متى أطلق أو تخيل فهم منه معناه للعلم بوضعه، وهي منقسمة إلى المطابقة والتضمين والالتزام لأن اللفظ الدال بالوضع يدل على تمام ما وضع له بالمطابقة، وعلى جزئه بالتضمن إن كان له جزء. وعلى ما يلازمه في الذهن بالالتزام كالإنسان فإنه يدل على تمام الحيوان الناطق بالمطابقة وعلى أحدهما بالتضمن وعلى قابل العلم بالالتزام.

الدليل: لغة، المرشد وما به الإرشاد. وفي عرف أهل الميزان: ما يلزم من العلم به العلم بآخر، والأول الدال والثاني المدلول. وفي عرف أهل الأصول: ما يمكن التوصل بصحيح النظر فيه إلى مطلوب خبري1.

الدماثة: سهولة الخلق.

الدم: رزق البدن الأقرب إليه المحوط فيه ذكره الحرالي.

الدمية: صورة حسنة وشجرة دامية أي حسنة. والدامية شجة يخرج دمها ولا يسيل، فإن سال فدامنة.

الدنج: كفلس، عيد للنصارى وهو اليوم السادس من كانون الثاني، وقبط مصبر يسمونه الغطاس. قال الأزهري: سرياني.

الدنو: القرب بالذات أو الحكم، ويستعمل في المكان والزمان2، والمنزلة الدنيا فعلى من الدنو وهو الأنزل رتبة في مقابلة عليا ولكونها لزمتها العاجلة صارت في مقابلة الأخرى اللازمة للعلو، ففي الدنيا نزول وتعجيل، وفي الآخرة علو قدروتأخر، فتقابلنا. قاله الحرالي.

الدنيء: الخسيس الخبيث البطن والفرج الماجن.

الدوام: أصله السكون ومنه حديث "نهى أن يبال في الماء الدائم"3، ومنه دام الشيء إذا امتد الزمان عليه.

الدوران: لغة، الطواف حول الشيء. وفي عرف أهل الأصول: حكم عند وجود وصف ينعدم عند عدمه. وقال ابن الكمال4:

هو ترتب الشيء على الشيء الذي له صلوح العلية كترتب الإسهال على السقمونياء5، فالأول يسمى دائرا والثاني مدارا، وهو على ثلاثة أقسام: الأول أن يكون المدار مدارا للدائر وجودا لا عدما كشرب السقمونيا للإسهال فإنه إذا وجد وجد الإسهال وإذا عدم لا يلزم عدمه لجواز حصوله بدواء آخر، والثاني: أن يكون المدار مدارا للدائر عدما لا وجودا كالحياة للعلم، الثالث: أن يكون المدار مدارا للدائر وجودا وعدما كزنا المحصن يوجب الرجم، فإنه كلما وجد وجب الرجم، وكلما لم يوجد لم يجب.

الدور: توقف الشيء على ما يتوقف عليه6، ومنه قول الفقهاء: دارت المسألة.

الدون: يقال للقاصر عن الشيء.

1 انظر التهانوي، كشاف اصطلاحات الفنون، ج/ 2-292.

2 المفردات ص173.

3 وفي لفظ آخر: نهى أن يبول الرجل في مستحمه. رواه الترمذي عن عبد الله بن مغفل.

4 التعريفات ص110.

5 انظر المصباح المنير، مادة "سقم"107.

6 التعريفات ص110.

ص: 167

‌فصل الهاء:

الدهر: أصله اسم لمدة العالم من مبدأ وجوده إلى انقضائه وعليه {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ} 1. ثم عبر به عن كل مدة كثيرة، وهو خلاف الزمان فإنه يقع على المدة القليلة والكثيرة2. وعند الصوفية: الدهر الآن الدائم الذي هو امتداد الحضرة الإلهية وهو باطن الزمان وبه يتحد الأزل والأبد3.

الدهمة: سواد الليل، ويعبر بها عن سواد الفرس وعن الخضرة الكاملة اللون كما يعبر عن الدهمة بالخضرة إذا لم تكن كاملة اللون لتقاربهما لونا4.

1 الإنسان 1.

2 المفردات ص172.

3 التعريفات ص111.

4 المفردات ص173.

ص: 168

‌فصل الياء:

الديار: أصلها ما أدارته العرب من البيوت كالحلقة استحفاظا لما تحويه من أموالها قاله الحرالي.

الديوان: جريدة الحساب ثم أطلق على الحاسب ثم على موضعه، معرب وأصله دوان.

الدين: وضع إلهي يدعو أصحاب العقول إلى قبول ما هو عند الرسول، كذا عبر ابن الكمال1. وعبارة غيره2: وضع إلهي سائق لذوي العقول باختيارهم المحمود إلى الخير بالذات. وقال الحرالي: دين الله المرضي الذي لا لبس فيه ولا حجاب عليه ولا عوج له هو إطلاعه تعالى عبده على قيوميته الظاهرة بكل باد وفي كل باد، وعلى كل باد وأظهر من كل باد، وعظمته الخفية التي لا يشير إليها اسم ولا يحوزها رسم، وهي مداد كل مداد.

الدين الصحيح: الذي لا يسقط إلا بأداء أو إبراء3. وغير الصحيح ما يسقط بدونهما كنجوم الكتابة.

الدية: المال الذي هو بدل النفس، هكذا عبر بعضهم4. وقيل: الدية المال الواجب بالجناية على الجاني في نفس أو طرف أو غيرهما.

1 المفردات ص111

2 كما في البيضاوي وحواشيه، انظر التهانوي، كشاف ج2/ 305.

3 التعريفات ص110، وانظر كذلك التهانوي كشاف، ج2/ 205.

4 وهو الجرجاني، التعريفات ص111.

ص: 169

‌باب الذال:

‌فصل الألف:

ذات الرئة: في عرف الأطباء، ورم حار عن دم أو صفراء أو بلغم مالح عفن يلزمه ثقل في الصدر وضيق نفس وحرارة ووجع ممتد من الصدر إلى الصلب وحمى حادة.

ذات الجنب: وتسمى الشوصة، ورم حار في العضلات الباطنة والحجاب المستبطن ويلزمه حمى حارة لقربه من القلب.

ص: 170

‌فصل الباء:

الذباب: يقع على المعروف من الحشرات الطائرة، وعلى النحل والزنابير، وفي قوله تعالى {وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَاب} 1 هو المعروف. وذباب العين إنسانها سمي به لتصوره بهيئته أو لطيران شعاعه طيران الذباب. وذباب السيف طرفه الذي يضرب به، تشبيها به في إيذائه2.

الذبذب: الذكر لأنه يتذبذب أي يتحرك، من الذبذبة وهو نوس الشيء المعلق في الهواء، ومنه قيل للمتردد بين أمرين مذبذب، وهو من صفات المنافق. وفي الحديث:"من وقي شر قبقبه وذبذبه دخل الجنة"3.

1 الحج 73.

2 المفردات ص177.

3 وفي لفظ آخر: "من وقي شر لقلقه وقبقبه وذبذبه فقد وجبت له الجنة" أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن أنس رضي الله عنه.

ص: 170

‌فصل الراء:

الذراع: العضو المعروف، ويعبر به عن المذروع والمسوح، كذا في المفردات1. وفي المصباح2: الذراع اليد من كل حيوان لكنها من الإنسان من المرفق إلى أطراف الأصابع. وذراع القياس أنثى في الأكثر وهو ست قبضات معتدلات ويسمى ذراع العامة.

الذرء: إظهار الله ما أبداه، يقال: ذرأ الله الخلق إي أوجد أشخاصهم3.

ذروة السنام: أعلاه، ومنه أنا في ذراك أي أعلى مكان من جنابك4.

1 الراغب الأصفهاني ص178.

2 المصباح المنير للفيومي، مادة "ذرع" ص79.

3 المفردات ص178.

4 المفردات ص178.

ص: 170

‌فصل القاف، فصل الكاف، فصل اللام، فصل الميم، فصل النون، فصل الهاء

الذقن: من الإنسان، مجتمع لحييه.

الذكر: تارة يراد به هيئة للنفس بها يمكن الإنسان أن يحفظ ما يقتنيه من المعرفة وهو الحفظ، لكن الحفظ يقال اعتبارا بإحرازه، والذكر اعتبارا باستحضاره وتارة يقال لحضور الشيء في القلب أو القول، ولذلك قيل الذكر ذكران: ذكر بالقلب وذكر باللسان، وكل منهما ضربان: ذكر عن نسيان، وذكر لا عن نسيان بل عن إدامة الحفظ، وكل قول يقال له ذكر. والذكرى كثرة الذكر وهو أبلغ من الذكر. والتذكرة ما يتذكر به الشيء، وهو أعم من الدلالة والأمارة.

وعند الصوفية: الذكر امتلاء القلب من المذكور، استيلاء الاسم على المعمور. وقيل اندراج الذكر في مذكوره واستسلام السرئر عند ظهورهز

الذكاء: سرعة الإدراك. وحدة الفهم، ذكره ابن الكمال1. وقال العضد: هو سرعة اقتراح النتائج.

الذل: بالضم، ما كان عن قهر. وبالكسر، ما كان عن تصعب بغير قهر، ذكره الراغب2.

فصل الميم:

الذمة: لغة، العهد لأن نقصه يوجب الذم، ومنهم من جعلها وصفا وعرفها بأنها وصف يصير الشخص به أهلا للإيجاب له وعليه والذمام بالكسر، ما يذم الرجل على إضاعته من عهد.

الذنب: الإثم، أصله الأخذ بذنب الشيء، ويستعمل في كل فعل تستوخم عاقبته، ولذلك سمي تبعة اعتبارا بما يحصل من عاقبته. والذنب عند أهل الله: يحجب عن الله.

الذهاب: المضي، ويستعمل في المعاني والأعيان.

الذهاب عند أهل الله: غيبة القلب عن حس كل محسوس بمشاهدة محبوبه كائنا المحبوب ما كان.

الذهن: قوة للنفس معدة لاكتساب العلوم، تشمل الحواس الظاهرة والباطنة3.

الذهول: شغل يورث حزنا ونسيانا4.

1 هذا ما ذكره الراغب الأصفهاني في المفردات ص180.

2 المفردات ص180.

3 وانظر التعريفات ص113، 114.

4 المفردات ص182.

ص: 171

‌فصل الواو:

الذوق: قوة منبثة في العصب المفروش على جرم اللسان تدرك بها الطعوم بمخالطة الرطوبة اللعابية كذا في شرح العقائد وغيره وفي المفردات1: الذوق وجود الطعم بالفم وأصله فيما يقل تناوله دون ما يكثر، فإن ما يكثر يقال له الأكل واختير في القرآن لفظ الذوق في العذاب، فإنه وإن كان في التعارف للقليل فهو يصلح للكثير فخصه بالذكر ليعم الأمرين. وذقت الشيء جربته، ومنه ذاق فلان الناس عرفهم. وذاق الرجل عسيلتها وذاقت عسيلته إذا حصل لهما حلاوة الخلاط ولذة المباشرة بالإيلاج. وقيل الذوق تناول الشيء بالفم لإدراك الطعم كما أن الشم ملامسة الشيء بالأنف لإدراك الرائحة. الذوق عند الصوفية عبارة عن نور عرفاني يقذفه الحق بتجليه في قلوب أوليائه يفرقون به بين الحق والباطل من غير أن ينقلوا ذلك من كتاب ولا غيره2 قال ابن عربي3: والذوق أول مبادئ التجليات الإلهية.

ذو الأرحام: لغة، كل قرابة، وشرعا كل قريب ليس بذي سهم ولا عصبة4.

1 للراغب الأصفهاني ص182.

2 التعريفات ص112.

3 التعريفات ص288.

4 التعريفات ص112، 113.

ص: 172

‌باب الراء:

‌فصل الألف:

الرأس: مجتمع الخلقة، ومجتمع كل شيء راسه ذكره الحرالي.

الرأفة: ألطف الرحمة وأبلغها، فالمرءوف به تقيمة عناية الرأفة حتى تحفظ بمسراها في سره ظهور ما يستدعي العفو، وتارة يكون هذا الحفظ بالقوة بنصب الأدلة، وتارة يضم إلى ذلك الفعل بخلق الهداية في القلب، وهذا خاص بمن له بالمنعم نوع وصلة، ذكره الحرالي في موضع، وقال في آخر: الرأفة عطف العاطف على من يجد عنده منه وصلة فهي رحمة ذي الصلة بالراحم، والرحمة تعم من لا صلة له بالرحم.

الراهب: العالم في الدين المرتاض، المنقطع عن الخلق، المتوجه إلى الحق1.

الران: الحجاب الحائل بين القلب وعالم القدس باستيلاء الهيئات النفسانية ورسوخ الظلمات الجسمانية فيه بحيث ينحجب عن أنوار الربوبية بالكلية2.

الرأي: اعتقاد النفس أحد النقيضين عن غلبة ظن، وقيل استخراج صواب العاقبة.

الراية: العلامة المنصوبة للرؤية، والرؤيا ما يرى في المنام.

1 وانظر التعريفات ص114.

2 التعريفات ص114.

3 التعريفات ص114.

ص: 173

‌فصل الباء:

الرباعي: ما ماضيه على أربعة أصول1.

الربا: لغة، الزيادة. وشرعا عقد على عوض مخصوص غير معلوم التماثل في معيار الشرع حالة العقد أو مع تأخر في البدلين أو أحدهما، كذا عبر الشافعية. وقال ابن الكمال2: فضل خال عن عوض شرط لأحد العاقدين.

الربح: الزيادة الحاصلة في المبايعة ثم يتجوز به في كل ما يعود من ثمرة عمل، وينسب الربح تارة إلى صاحب السلعة وتارة إلى السلعة نفسها3.

الربع: بضمتين وسكون الثاني: تخفيف جزء من أربعة أجزاء. والربع بالفتح، محلة القوم ومنزلهم، ويطلق على القوم مجازا، والربيع ربيعان: ربيع شهور، وربيع زمان، فالربيع مشترك بين الشهر والفصل، ولذلك التزموا لفظ شهر قبل ربيع، وحذفوه في الفصل للفصل.

الربو: عسر في النفس يشبه نفس المتعب لخلط غليظ لزج أو غير ذلك.

1 التعريفات ص114.

2 التعريفات ص114.

3 المفردات ص185.

ص: 173

‌فصل التاء، فصل الثاء، فصل الجيم:

الرتق: الضم والالتحام خلقة كان أم لا. والرتقاء: الجارية المنضمة الشفرين، كذا عبر به الراغب1. وفيه قصور. وعبارة الجمهور الرتق: انسداد مدخل الذكر من الفرج فلا يستطاع جماعها.

الرتل: اتساق الشيء وانتظامه على استقامة2.

الرثة: حبسة في اللسان، وعن المبرد3 تمنع الكلام فإذا جاء اتصل قال: وهي غريزة تكثر في الأشراف.

الرجاء: ترقب الانتفاع بما تقدم له سبب ما، ذكره الحرالي وقال ابن الكمال4: لغة الأمل، وعرفا: تعلق القلب بحصول محبوب مستقبلا. وقال الراغب5: ظن يقتضي حصول ما فيه مسرة. وفي شرح الحماسة6. الأمل آكد من الرجاء لأن الرجاء معه خوف، فلذلك جاء بمعنى خاف نحو {لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} 7.

وعند الصوفية: هو سرور الفؤاد بحسن الميعاد، وقيل تطلع الإتعام مع ترفع الانتقام.

الرج: تحريك الشيء وإزعاجه. والرجرجة: الاضطراب8.

رجب: من قولهم: رجبت العذق إذا دعمته بشيء، سمي الشهر بذلك لما يحصل فيه من مصالح الخلق وتسكين دهمائهم بالكف عن القتال ذكره أبو البقاء.

الرجز: الاضطراب، ومنه رجز البعير إذا تقارب خطوه واضطراب لضعف فيه، وشبه الرجز به لتقارب أجزائه وتصور رجز في اللسان عند إنشاده. ويقال لنحوه من الشعر أرجوزة وأراجيز9.

الرجس: الشيء القذر، وهو إما من حيث الطبع أو من جهة الشرع10، وأمثلتها في القرآن.

الرجع: عود الشيء عند انتهاء غايته إلى

1 المفردات ص187.

2 المفردات ص187.

3 أبو العباس محمد المعروف بالمبرد صاحب "الكامل" المتوفى سنة 285هـ.

4 التعريفات ص114.

5 المفردات ص190.

6 الحماسة لأبي تمام حبيب بن أوس الطائي المتوفى سنة 231هـ. وشرحها لأبي البقاء العكبري المتوفى سنة 616هـ. وقد شرحها المرزوقي أيضا.

7 نوح 13.

8 المفردات ص187.

9 المفردات ص187.

10 المفردات ص188.

ص: 174

مبدئها، ذكره الحرالي. وقال ابن الكمال1: حركة ثانية في سمت واحد لكن على مسافة الأولى بعينها بخلاف الانعطاف. وقال الراغب: العود إلى ما كان منه البدء2. مكانا أو فعلا أو قولا.

الرجف: الاضطراب الشديد، والإرجاف غيقاع الرجفة بقول أو فعل3.

الرجعة: لغة، المرة من الرجوع. وشرعا، رد زوج يصح طلاقه مطلقته بعد الدخول في بقية عدة طلاقه بلا عوض ولا استيفاء عدد إلى نكاحه.

الرجل: بفتح الراء وضم الجيم: مختص بآدمي ذكر بالغ. وبالكسر الجارحة المعروفة، وهي كما في المصباح4. من أصل الفخذ إلى القدم وهي حقيقة في ذلك. وتطلق مجازا على الطائفة من الجراد، وعلى السراويل، وعلى العهد كما في قولهم: كان على رجل فلان أي عهده، ذكره الزمخشري. ومن مجازه قولهم: فلان لا يعرف يد القوس من رجلها أي لا يعرف أعلاها من أسفلها، وقولهم: قام على رجل، إذا جد في أمر. ورجال الله في طريق الصوفية هم المسمون بعالم الأنفاس، وهو اسم يعمهم، وهم على طبقات كثيرة وأحوال مختلفة، فمنهم من تجمع له الحالات والطبقات كلها، ومنهم من يحصل له البعض. وما من طائفة إلا لها لقب خاص، ومنهم من يحصره عدد في كل زمن، ومنهم من لا، ومنهم الرجبيون وهم أربعون في كل زمن بلا زيادة ولا نقص، وهم أرباب القول الثقيل سموا به لأن حال هذا المقام لا يكون لهم إلا في رجب ثم بانقضائه يفقدون الحال إلى قابل، وهم متفرقون بالبلاد، يعرف بعضهم بعضا وقل من يعرفهم من أهل الطريق، وكل منهم في رجب يجد أن السماء انطبقت عليه فيضطجع ولا تتحرك منه جارحة، ولا يقدر على قيام ولا قعود ولا حركة، يبقى ذلك عليه أول يوم، ثم يخف شيئا فشيئا، ويقع له الكشف والتجلي والاطلاع على المغيبات، ولا يزال مسجى حتى يدخل شعبان فيقوم كأنما نشط من عقال، فإن كان ذا تجارة أو صنعة اشتغل بشغله وسلب عنه حاله، إلا من شاء الله أن يبقى عليه. وهو حال غريب مجهول السبب.

الرجم: الرمي بالرجام وهي الحجارة، ويستعار للرمي بالظن والتوهم والشك5.

1 التعريفات ص114.

2 المفردات ص188.

3 المفردات ص189.

4 المصباح المنير للفيومي، مادة "رجل" ص84.

5 المفردات ص190.

ص: 175

‌فصل الحاء، فصل الخاء، فصل الدال

الرحب: سعة المكان، ومنه رحبة الدار ورحبة المسجد، واستعير للواسع الجوف فقيل: رحب البطن، ولواسع الصدر، كما استعير الضيق لضده1.

الرحم: ما يشتمل على الولد من أعضاء التناسل يكون في تخلقه من كونه نطفة إلى كونه خلقا آخر، ذكره الحرالي. وقال الراغب2: رحم المرأة ومنه استعير الرحم للقرابة لخروجهم من رحم واحدة والرحمة: رقة تقتضي الإحسان إلى المرحوم، وتستعمل تارة في الرقة المجردة، وتارة في الإحسان المجرد عن الرقة نحو رحم الله فلانا، وإذا وصف به الباري فليس المراد به إلا الإحسان المجرد دون الرقة فالرحمة منطوية على معنيين الرقة والإحسان فركز الله في طباع الناس الرقة وتفرد بالإحسان، وقال الحرالي: الرحمة نحلة ما يوافى المرحوم في ظاهره وباطنه، أدناه كشف الضر وكف الأذى، وأعلاه الاختصاص برفع الحجاب.

الرخصة: كغرفة، لغة: التيسير والسهولة. وشرعا: الحكم الشرعي المتغير إلى سهولة لعذر مع قيام الدليل المحرم3.

الرخو: جرم ليس بسريع الانفصال.

الرداء: بالمد ما يرتدي به. وعند القوم: ظهور صفات الحق على العبد4. وقال أبو البقاء: الرداء في الأصل ثوب يجعل على الكتفين، وذلك يفعله ذوو الشرف، وقد تجوز به عن التعظيم بالكبير.

الردة: لغة، الرجوع عن الشيء إلى غيره. وشرعا: قطع الإسلام بنية أو قول أو فعل مكفر.

الرد: الرجوع إلى ما كان منه بدء المذهب، ذكره الحرالي، وقال مرة: الرد كف يكره لما شأنه الإقبال برفق وقال الراغب5: صرف الشيء بذاته أو بحالة من الحالات، فمن الرد بالذات قوله:{وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا} 6. ومن الرد إلى حالة كان عليها {يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُم} 7، والردة تختص بالكفر، والارتداد فيه وفي غيره.

الردف: التابع. وردف المرأة عجيزتها، والترادف التتابع8.

الرديء: كفعيل، الوضيع الخسيس.

1 المفردات ص191.

2 المفردات ص191.

3 التعريفات ص115.

4 التعريفات ص115.

5 المفردات ص192.

6 الأنعام 28.

7 آل عمران 149.

8 المفردات ص193.

ص: 176

‌فصل الزاي، فصل السين، فصل الشين:

الرزق: ما يسوقه الله إلى الحيوان للتغذي أي ما به قوام الجسم ونماؤه. وعند المعتزلة: مملوك يأكله المستحق فلا يكون حراما.

الرزق الحسن: ما يصل لصاحبه بلا كد. وقيل: ما وجد غير مرتقب ولا محتسب ولا مكتسب1.

الرسالة: انبعاث أمر من المرسل إلى المرسل إليه. وأصلها المجلة أي الصحيفة المشتملة على قليل من المسائل التي تكون من نوع واحد2.

الرسول: لغة، من يبلغ أخبار من بعثه لمقصود، سمي به النبي المرسل لتتابع الوحي عليه إذ هو فعول بمعنى مفعول. وقال الراغب3. أصل الرسل الانبعاث على تؤدة، يقال: ناقة رسل سهلة السير، ومنه الرسول المنبعث والرسول باعتبار الملائكة أعم من النبي إذ قد يكون من الملائكة بخلافه، وباعتبار البشر أخص منه إذ الرسول رجل بعث إلى الخلق لتبليغ الأحكام.

الرسول في الفقه: من أمره المرسل بأداء الرسالة بالتسليم والقبض4.

الرسم: نعت يجري في الأبد بما يجري في الأزل أي في سابق علمه تعالى5.

الرسم التام: ما تركب من الجنس القريب والخاصة كتعريف الإنسان بالحيوان الضاحك6.

الرسم الناقص: ما يكون بالخاصة وحدها أو بها وبالجنس البعيد كتعريف الإنسان بالضاحك وبالجسم الضاحك وبعرضيات تختص جملتها بحقيقة، كقولنا في تعريف الإنسان إنه ماش على قدميه، عريض الأظفار، بادي البشرة مستقيم القامة ضحاك بالطبع7.

الرسوخ: الثبات والتمكن. والراسخ في العلم المتحقق الذي لا يعترضه شبهة.

الرشوة: ما يعطى لإبطال حق أو لإحقاق باطل8.

الرشد: حسن التصرف في الأمر حسا أو معنى دينا أو دنيا، ذكره الحرالي. وقال الراغب9: خلاف الغي، ويستعمل استعمال الهداية. والرشد محركا أخص من الرشد فإن الرشد يقال في الأمور الدنيوية والأخروية والرشد في الأخروية فقط.

1 التعريفات ص115.

2 التعريفات ص115.

3 المفردات ص195.

4 التعريفات ص115.

5 التعريفات ص116.

6 التعريفات ص116.

7 التعريفات ص116.

8 التعريفات ص116.

9 المفردات ص196.

ص: 177

‌فصل الصاد، فصل الضاد، فصل الطاء، فصل العين:

الرصد: الاستعداد للترقب. والمرصد موضع الرصد. والمرصاد نحوه لكن يقال للمكان الذي اختص بالرصد1. والرصدي من يقعد على طريق ينتظر الناس ليأخذ شيئا من مالهم ظلما.

الرضى: طيب النفس بما يصيبه ويفوته مع عدم التغير. وقول الفقهاء: يشهد على رضاها، أي إذنها، جعلوا الإذن رضى لدلالته عليه.

وعند الصوفية: سرور القلب بمر القضاء2. وقيل: نفي المعارضة وترك المفاوضة. وقيل تلقي المهالك بوجه ضاحك. وقيل شهود المحنة بعين المنة.

الرضوان: بكسر الراء وتضم، اسم مبالغة في معنى الرضى، ذكره الحرالي. وقال الراغب3: الرضى الكثير، ولما كان أعظم الرضى رضي الله خص الرضوان في القرآن بما كان منه تعالى.

الرضاع: التغذية بما يذهب الضراعة وهو الضعف والنحول بالرزق الجامع الذي هو طعام وشراب، وهو اللبن الذي مكانه الثدي من المرأة. والضرع من ذات الظلف، ذكره الحرالي. وقال غيره: لغة، مص الثدي وشرب لبنه. وشرعا، حصول لبن ذات تسع فأكثر حال حياتها في معدة حي قبل تمام حولين خمس رضعات يقينا.

الرطل: معيار يوزن به، وكسر الراء أفصح.

الرطوبة: كيفية تقتضي سهولة التشكل والتفرق والاتصال4.

الرعاع: بالفتح، السفلة من الناس.

الرعاف: خروج الدم من الأنف، وقيل الدم نفسه.

الرعب: الانقطاع عن امتلاء الخوف، ولتصور الامتلاء منه قيل رعبت الحوض ملأته، وباعتبار القطع قيل رعبت: السنام قطعته.

الرعد: صوت اصطكاك السحاب، ويكنى به عن التهديد. وقال بعضهم: الرعد الصوت الذي يسمع من السحاب عند تمزيق الريح إياه، وهو من تحريق الدخان البخار عند احتقانه فيه بتكاثفه، والرعديد المضطرب حسا.

الرعشة: مرض يحدث عن عجز القوة المحركة عن تحريك العضل أو ثباته على الاتصال فتختلط حركات إرادته أو ثبات إرادي يحركه ثقل العضو إلى أسفل.

الرعونة: إفراط الجهالة أو الوقوف مع حظ النفس ومقتضى طباعها5.

1 المفردات ص196.

2 التعريفات ص116.

3 المفردات ص197.

4 التعريفات ص116.

5 المفردات ص199.

ص: 178

‌فصل الغين:

الرغام: التراب الدقيق. ورغم أنفه: وقع في الرغام، ويعبر به عن السخط. ثم استعيرت المراغمة للمنازعة1.

الرغبة: إرادة الشيء، والرغبى السعة في الإرادة، فإذا قيل رغب فيه وإليه اقتضى الحرص عليه، وإذا قيل رغب عنه اقتضى صرف الرغبة عنه والزهد فيه. والرغيبة العطاء الكثير لكونه مرغوبا فيه2.

الرغبة عند أهل الصوفية: رغبة النفس في الثواب ورغبة القلب في الحقيقة، ورغبة السر في الحق.

الرغد: العيش الطيب الواسع.

1 المفردات ص199.

2 المفردات ص198.

ص: 179

‌فصل الفاء:

الرفاهية: سعة الرزق ونعومة العيش. وقال أبو البقاء: الرفاهة الراحة من التعب.

الرفث: كلام متضمن لما يستقبح ذكره من الجماع ودواعيه ذكره الراغب1. وقال الحرالي: ما تواجه به النساء من أمر النكاح.

الرفد: المعونة والعطية.

الرفض: الترك، ومنه الرافضة تركوا زيد بن علي حين نهاهم عن سب الصحابة، فلما عرفوا مقالته وأنه لا يبرأ من الشيخين2، رفضوه ثم استعمل هذا اللقب في كل من غلا في هذا المذهب.

الرفع: يقال تارة في الأجسام الموضوعة إذا أعليتها عن مقرها، وتارة في البناء إذا طولته، وتارة في الذكر إذا نوهته، وتارة في المنزلة إذا شرفتها، وأمثلة الكل في القرآن3.

الرفق: حسن الانقياد لما يؤدي إلى الجميل، ذكره العضد.

1 المفردات ص199.

2 أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.

3 وفي المفردات ص200.

ص: 179

‌فصل القاف:

الرقاد: المستطاب من النوم القليل، وقيل مطلق النوم ليلا أو نهارا، وخصه بعضهم بنوم الليل واعترض.

الرقبة: ما ناله الرق من بني آدم. وقال الراغب1. اسم للعضو المخصوص ثم عبر بها عن الجملة، ثم جعل في التعارف اسما للمماليك، كما عبر بالرأس والظهر عن المركوب.

الرق: لغة، الضعف ومنه رقة القلب. وعرفا، عجز حكمي شرع في الأصل جزاء عن الكفر أما أنه عجز فلانه لا يملك وإن ملكه سيده وهو مفطوم عن الولايات والمناصب من القضاء والشهادة وغيرهما، وأما أنه حكمي فلأنه قد يكون أقوى على الأعمال من الحر حسا2.

الرقيقة: اللطيفة الروحانية. وقد تطلق على الواسطة اللطيفة الرابطة بين الشيئين كالمدد الواصل من الحق إلى العبد، ويقال لها رقيقة النزول وكالوسيلة التي يتقرب بها العبد إلى الحق من العلوم والأعمال والأخلاق السنية والمقامات الرفيعة، ويقال لها رقيقة العروج ورقيقة الارتقاء. وقد تطلق الرقائق على علوم الطريقة والسلوك وكل ما يلطف به سر العبد وتزول كثافة النفس3. والرقة كالدقة لكن الرقة تقال اعتبارا لمراعاة جوانبه والرقة، اعتبارا بعمقه، فمتى كانت الرقة في جسم يضادها الصفاقة نحو ثوب رقيق وصفيق، ومتى كانت في نفس يضادها الجفوة والقسوة، يقال: زيد رقيق القلب وقاسيه، والرق ما يكتب فيه شبه الكاغد، ذكره الراغب4. وقال العضد: الرقة التأذي من أذى يلحق الغير.

الرقم: الخط الغليظ، وقيل هو تعجيم الكتاب. وفلان يرقم في الماء يضرب مثلا للحذق في الأمور.

الرقوب: التي ترقب موت ولدها لكثرة من مات لها من الأولاد.

الرقيب: الحافظ إما لمراعاة رقبة المحفوظ وإما لرفعه رقبته.

1 المفردات ص201.

2 التعريفات ص116.

3 التعريفات 117.

4 المفردات ص200.

ص: 180

‌فصل الكاف:

الركاز: المال المركوز في الأرض أي المدفون فيها إما بفعل آدمي كالكنز وإما بفعل إلهي كالمعدن. ويتناول الركاز الأمرين. وعند الفقهاء: المال المدفون في الجاهلية فعال بمعنى مفعول.

الركض: الضرب بالرجل، فمتى نسب إلى الراكب فهو إعداء مركوب نحو ركضت الفرس أو إلى الماشي فوطء الأرض1.

ركن الشيء: لغة، جانبه القوي. واصطلاحا، ما يقوم به ذلك الشيء من التقوم، إذ قوام الشيء ركنه لا من القيام، وإلا لزم أن يكون الفاعل ركنا للفعل والجسم ركنا للعرض والموصوف للصفة، ذكره ابن الكمال2. وفي المفردات3: ركن الشيء جانبه الذي يسكن إليه، ويستعار للقوة ومنه {أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} 4. وأركان العبادة: جوانبها التي عليها مبناه وبتركها بطلانه. وفي المصباح5: أركان الشيء: أجزاء ماهيته، قال: والغزالي جعل الفاعل ركنا في مواضع كالبيع والنكاح، ولم يجعله ركنا في مواضع كالعبادات والفرق عسير، ويمكن أن يفرق بأن الفاعل علة لفعله، والعلة غير المعلول، فالماهية معلولة، فحيث كان الفاعل متحدا استقل بإيجاد الفعل كما في العبادة وأعطي حكم العلة العقلية، ولم يجعل ركنا، وحيث كان الفاعل متعددا لم يستقل كل واحد بإيجاد الفعل بل يفتقر إلى غيره، فكان كل واحد من العاقدين غير عاقد، بل العاقد اثنان فكل واحد من المتبايعين مثلا غير مستقل، فبهذا الاعتبار بعد عن شبه العلة وأشبه جزء الماهية في افتقاره إلى ما يقومه فناسب جعله ركنا.

الركوب: في الأصل، كون الإنسان على ظهر حيوان، وقد يستعمل في السفينة. والراكب اختص في التعارف بمتطي البعير ثم استعير للدين فقيل: ركبت الدين وارتكبته إذا أكثرت من أخذه. ويسند الفعل إلى الدين أيضًا فيقال: ركبه الدين وارتكبه. والركب بفتحتين، كناية عن فرج المرأة، كما كني عنها بالمطية والقعيدة لكونها مقتعدة6.

الركوع: الانحناء، فتارة يستعمل في الهيئة المخصوصة في الصلاة وتارة في التواضع والتذلل إما في العبادة أو غيرها7.

1 المفردات ص202.

2 التعريفات ص117.

3 للراغب الأصفهاني ص203.

4 هود 80.

5 المصباح المنير للفيومي، مادة "ركن" ص91.

6 المفردات ص202.

7 المفردات ص202.

ص: 181

‌فصل الميم:

الرمل: إسراع المشي في الطواف1.

الرمز: تلطف في الإفهام بإشارة تحرك طرف كاليد واللحظ والشفتين، والغمز أشد منه، ذكره الحرالي. وقال الراغب: إشارة بالشفة والصوت الخفي والغمز بالحاجب، وعبرعن كل كلام كإشارة بالرمز، كما عبر

عن السعاية بالغمز2.

الرمس: القبر لأنه يرمس فيه أي يدفن.

الرمض: شدة وقع الشمس. والرمضاء شدة حرها. وقال الحرالي: الرمضاء اشتداد حر الحجارة من الهاجرة، كأن هذا الشهر سمي بوقوعه في زمن شدة الحر بترتيب أن يحسب المحرم من أول فصل الشتاء أي ليكون ابتداء العام أول ابتداء خلق بإحياء الأرض بعد موتها، وبذلك يقع الربيعان في الربيع الأرضي السابق حين تنزل الشمس الحوت، والسماوي اللاحق حين تنزل الشمس الحمل.

الرمي: يقال في الأعيان كالسهم والحجر، ويقال في المقال كناية الشتم والقذف.

1 التعريفات ص117.

2 المفردات ص203.

ص: 181

‌فصل الهاء:

الرهبة: والرهب، مخافة مع تحرز واضطراب. والترهب: التعبد، وهو استعمال الرهبة، والرهبانية: غلو في تحمل التعبد من فرط الرهبة.

الرهبة عند أهل الحقيقة: رهبة الظاهر لتحقق الوعيد، والباطن لتغلب العلم.

الرهط: ما دون العشرة من الرجال ليس فيهم امرأة، وقيل مطلقا، وقيل من سبعة إلى عشرة، وقيل إلى أربعين.

الرهن: بالفتح ثم السكون: التوثقة بالشيء بما يعادله بوجه ما، ذكره الحرالي. وقال غيره: لغة، الثبوت والاستقرار، وشرعا، جعل عين مالية وثيقة بدين لازم أو آيل إلى اللزوم. ولما كان الرهن يتصور منه الحبس اسعير ذلك للمحتبس أي شيء كان، ومنه {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} 1.

1 الطور 21.

ص: 182

‌فصل الواو:

الرواية: الإخبار عن عام لا ترافع فيه إلى الحكام.

الرواء: المنظر ومنه المثل ما له رواء ولا شاهد"، وهو فعال من الري كأنه ريان من النضارة والحسن لأن الري يتبعه ذلك كما أن الظمأ يتبعه الذبول.

رواية الأحاديث: حملها، مستعار من قولهم البعير يروي الماء أي يحمله وحديث مروي محمول، وهم رواة الأحاديث كما يقال رواة الماء.

الروح: بالفتح، ما تلتذ به النفس. وبالضم، جعل اسما للنفس لكون النفس بعض الروح، فهي كتسمية النوع باسم الجنس نحو تسمية الإنسان، وجعل اسما للجزء الذي به تحصل الحياة والتحرك، واستجلاب المنافع، واستدفاع المضار، وهو المذكور في قوله {قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} 1 ذكره الراغب2. وقال ابن الكمال: الروح الإنساني اللطيفة العالمة المدركة من الإنسان الراكبة على الروح الحيواني نازل من عالم الأمر تعجز العقول عن إدراك كنهه، وتلك الروح قد تكون مجردة، وقد تكون منطبعة في البدن3.

الروح الحيواني: جسم لطيف منبعه تجويف القلب الجسماني، وينتشر بواسطة العروق الضوارب إلى سائر أجزاء البدن4. والروح الأعظم الذي هو الروح الإنساني مظهر الذات الإلهية من حيث ربوبيتها ولذلك لا يمكن أن يحوم حولها حائم ولا يروم وصلها رائم لا يعلم كنهها إلا الله، ولا ينال هذه البغية سواه، وهو العقل الأول، والحقيقة المحمدية، والنفس الناطقة، والحقيقة الأسمائية، وهو أول موجود خلقه الله على صورته، وهو الخليفة الأكبر، وهو الجوهر النوراني، جوهريته مظهر الذات النورانية، ويسمى باعتبار الجوهرية نفسا واحدة، وباعتبار النورانية عقلا أولا، وكما أن له في العالم الكبير مظاهر وأسماء من العقل الأول، والقلم الأعلى، والنور والنفس الكلية، واللوح المحفوظ، وغير ذلك له في العالم الصغير الإنساني مظاهر وأسماء بحسب ظهوراته ومراتبه في اصطلاح أهل الله وهي السر الخفي والروح والقلب والكلمة والفؤاد والصدر والعقل والنفس5.

الرود: التردد في طلب الشيء برفق، ومنه الرائد لطالب الكلأ، وباعتبار الرفق قيل: رادت المرأة في مشيتها، ترود، ومنه بني المرود.

الروض: مستنقع الماء والخضرة، وباعتبار الماء قيل أراض الوادي، واستراض كثر ماؤه، كذا في المفردات6. وفي المصباح7، الروضة: الموضع المعجب بالزهور وسميت به لاستراضة المياه السائلة إليها لسكونها بها.

الروغ: الميل على سبيل الاحتيال.

الروم: بالضم، الجيل المعروف، ويقال لجمع رومي كالعجم.

الروي: الحرف الذي تبنى عليه القصيدة8.

الرؤية: إدراك المرئي، وذلك أضرب بحسب قوى النفس، الأول بالحاسة ونحوها، الثاني: بالوهم والتخيل، الثالث: بالفكر نحو {إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ} 9، الرابع: بالعقل نحو {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} 10.

الرونق: الحسن من رنق الطائر إذا دار في

1 الإسراء 85.

2 المفردات ص205.

3 التعريفات ص117.

4 التعريفات ص118.

5 التعريفات ص118.

6 للراغب الأصفهاني ص207.

7 المصباح المنير للفيومي، مادة "روض"، ص94.

8 التعريفات ص118.

9 الأنفال 48.

10 النجم 11.

ص: 183

الهواء ويحتمل كونه من الرنق وهو الكدر الذي زايله الكدر.

الرياء: الفعل المقصود به رؤية الخلق غفلة عن الخالق وعماية عنه، ذكره الحرالي.

وقال الصوفية: ملاحظة الأشكال في الأعمال، وقيل الاستتار برؤية الأغيار، وقل: سهولة الطاعة بمشهد الجماعة، وقيل: سقوط النشاط في الخلاء وزوال المشاق في الملأ. وقال الغزالي: الرياء في طلب المنزلة في قلوب الناس بالعبادة.

الرياضة: كثرة استعمال النفس أو البدن ليسلس ويمهر، ثم استعيرت لتهذيب الأخلاق النفسية فإن تهذيبها تمحيصها عن خلطات الطبع ونزعاته1.

والرياضة عند أهل الحق: رياضة الأدب وهو الخروج عن طبع النفس، ورياضة الطلب وهو صحة المراد به.

الريب: التردد بين موقعي تهمة بحيث يمتنع من الطمأنينة على كل منهما. وأصله قلق النفس واضطرابها، ومنه ريب الزمان لنوائبه المزعجة ومصائبه المقلقة.

الريع: الزيادة والنماء، وأصله المكان المرتفع، والارتفاع وريعان كل شيء أوائله التي تبدو أولا، ومنه استعير الريع للزيادة والنمو والبركة، والارتفاع الحاصل بذلك.

الرين: صدأ يعلو الشيء الجلي2.

1 التعريفات ص119.

2 المفردات ص208.

ص: 184

‌باب الزاي

‌فصل الألف، فصل الباء، فصل الجيم، فصل الحاء، فصل الخاء، فصل الراء

باب الزاي:

فصل الألف، فصل الباء، فصل الحيم، فصل الحاء، فصل الخاء، فصل الراء:

الزاجر: واعظ الله في قلب المؤمن، وهو النور المقذوف فيه الداعي له إلى الحق1.

الزبد: بفتحتين، رغوة البحر ومنه اشتق الزبد كقفل، وهو ما يخرج بالمخض من لبن بقر أو غنم لمشابهته إياه في اللون. قالوا: ولا يسمى ما يخرج من لبن الإبل زبدا بل حبابا، ونهي عن زبد المشركين أي عن قبول ما يعطون.

الزبر: كتابة غليظة، وكل كتاب غليظ الكتابة يقال له زبور، وخص بالكتاب المنزل على داود. وقيل كل كتاب يصعب الوقوف إليه من الكتب الإلهية. وقيل اسم للكتاب المقصور على الجمل العقلية دون الأحكام الشرعية ويدل عليه أن زبور داود لا يتضمن أحكاما.

الزجج: دقة في الحاجبين تشبيها بالزج حديدة أسفل الرمح.

الزجر: طرد بصوت ثم يستعمل في الطرد تارة، وفي الصوت أخرى ذكره ابن الكمال. وقال أبو البقاء: الزجر منع بتهديد.

الزحف: الدنو من العدو، وأصله انبعاث مع جر الرجل كانبعاث الصبي قبل أن يمشي.

الزحزحة: إبعاد الشيء المستثقل المترامي لما يبعد عنه، وذكره الحرالي.

الزخرف: الزينة المزوقة ومنه قيل للذهب زخرف.

الزرارية: أصحاب زرارة بن أعين قالوا بحدوث صفات الله تعالى2.

الزرع: ما استنبت بالبذر تسمية بالمصدر، ومنه حصدت الزرع أي النبات، ولا يسمى زرعا إلا وهو غض طري، ومنه المزارعة وهي المعاملة على الأرض ببعض ما يخرج منها.

الزرقة: اللون الذي بين بياض وسواد.

1 التعريفات ص119.

2 التعريفات ص119.

ص: 185

‌فصل العين، فصل الفاء، فصل القاف، فصل اللام:

الزعفرانية: طائفة ذهبت إلى أن القرآن مخلوق، قالوا: كلام الله غيره وكل غير مخلوق.

الزعم: حكاية قول يكون مظنة للكذب. ولهذا جاء في القرآن في محل الذم، ومنه الزعامة للرياسة، والزعيم للمتكفل لأنها مظنة للكذب، كذا في المفردات1.

وفي المصباح2: الزعم يطلق بمعنى القول كزعم سيبويه، وبمعنى الظن وبمعنى الاعتقاد، وأكثر ما يكون فيما يشك فيه. وقال المرزوقي: أكثر استعماله في الباطل أو فيما فيه شك.

الزفن: الرقص، وأصله الدفع الشديد والضرب بالرجل.

الزفيف: هبوب الريح وسرعة النعامة التي تخلط الطيران بالمشي. وزفزف النعام أسرع، ومنه استعير زف العروس استعارة ما يقتضي السرعة لا لأجل مشيها بل للذهاب بها على خفة من السرور.

الزفير: ترديد النفس حتى تنتفخ الضلوع منه.

الزقوم: عبارة عن أطعمة كثيرة في النار، ومنه استعير زقم فلان وتزقم ابتلع شيئا كريها.

الزكاة: لغة: الزيادة، وشرعا: قدر من المال في مال مخصوص لمالك مخصوص، ذكره ابن الكمال3. وقال الراغب4: أصل الزكاة النمو الحاصل عن بركة الله، ويعتبر ذلك بالأمور الدنيوية والأخروية ومنه الزكاة لما يخرج للفقراء سميت بذلك لما فيها من رجاء البركة أو لتزكية النفس أي تنميتها بالخير أو لهما جميعا.

الزلة: استرسال الرجل بغير قصد، ومنه قيل للذنب بغير قصد زلة تشبيها بزلة الرجل. وقال بعضهم: زلة القدم خروجها عن الموضع الذي ينبغي ثباتها فيه. وقال أبو البقاء: الزلل الخطأ والعدول عن سنن الصواب من قولك زلت قدمه أي زلقت.

الزلفة: المنزلة الخطرة، وليلة المزدلفة خصت به لقربهم من منى بعد الإفاضة.

الزلزلة: والزلزال، شدة الحركة على الحال الهائلة. وقال أبو البقاء: تحرك الشيء وتقلقله.

1 للراغب الأصفهاني ص213.

2 المصباح المنير 96.

3 التعريفات 119.

4 المفردات ص213.

ص: 186

‌فصل الميم:

الزمانة: المرض الدائم.

الزمان: مدة قابلة للقسمة يطلق على القليل والكثير. والزمان مقدار حركة الفلك الأطلس عند الحكماء. وعند المتكلمين متجدد معلوم يقدر به متجدد آخر موهوم، كما يقال آتيك عند طلوع الشمس، فإن طلوعها معلوم ومجيئة موهوم، فإذا قرن الموهوم بالمعلوم زال الإبهام1.

الزمان عند أهل الحقيقة: السلطان الزاجر واعظ الحق في قلب المؤمن وهو الداعي.

الزمردة: في اصطلاح القوم: النفس الكلية، فلما تضاعفت فيها الإمكانية من حيث العقل الذي هو سبب وجوده سميت جوهرة ووصفت باللون الممتزج بين الخضرة والسواد2.

الزمرة: الجماعة القليلة.

1 التعريفات ص119.

2 التعريفات ص120.

ص: 187

‌فصل النون:

الزنا: لغة: الرقي على الشيء. وشرعا: إيلاج الحشفة بفرج محرم لعينه خال عن شبهة مشتهى. وقيل هو وطء من قبل خال عن ملك ونكاح وشبهة.

ص: 187

‌فصل الهاء:

الزهد: في الشيء قلة الرغبة فيه وإن شئت قلت الرغبة عنه.

وفي اصطلاح أهل الحقيقة: بغض الدنيا والإعراض عنها، وقيل ترك راحة الدنيا لراحة الآخرة. وقيل أن يخلو قلبك مما خلت منه يدك. وقيل بذل ما تملك ولا تؤثر ما تدرك. وقيل ترك الأسف على معدوم ونفي الفرح بمعلوم.

ص: 187

‌فصل الواو:

الزوائد: عند أهل الحقيقة: زيادات الإيمان بالغيب في اليقين.

الزوج: ما لا يكمل المقصود إلا معه على نحو من الاشتراك والتعاون، ذكره الحرالي.

قال: وكانت المرأة زوج الرجل لما كان لا يستقل أمره في النسل والسكن إلا بها.

الزور: الانحراف عن الدليل كالشرك المؤدي إلى لزوم عجز الإله وتحريم ما لم ينزل الله به سلطانا.

ص: 187

‌فصل الياء:

الزيادة: استحداث أمر لم يكن في موجود الشيء، قاله الحرالي: وقال الراغب1: أن ينضم إلى ما عليه الشيء في نفسه شيء آخر، وذلك قد تكون تاراة مذمومة كالزيادة على الكفاية كزائد الأصابع أو قوائم الدابة، وقد تكون محمودة نحو {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} 2، وهي النظر إلى وجه الله تعالى.

الزيت: عصارة الزيتون.

وعند أهل الحقيقة: الزيتونة النفس المستعدة للاشتعال بنور القدس لقوة الفكر، والزيت نور استعدادها الأصلي.

الزيغ: الميل عن الاستقامة، والانحراف عن جهة الصواب والتزايغ التمايل.

الزينة: تحسين الشيء بغيره من لبسة أو حلية أو هيئة وقيل الزينة بهجة العين التي لا تخلص إلى باطن المزين، ذكره الحرالي.

الزينة الحقيقية: ما لا يشين الإنسان في شيء من أحواله لا في الدنيا ولا في الآخرة. أما ما يزينه في حالة دون حالة فهو من وجه شين. والزينة بالقول المجمل ثلاث: زينة نفسية كالعلم والاعتقادات الحسنة، وزينة بدنية كالقوة وطول القامة وحسن الوسامة وزينة خارجية كالمال والجاه وأمثلة الكل في القرآن3.

1 المفردات ص216.

2 يونس 26.

3 وأوردها الراغب في المفردات ص218.

ص: 188

‌باب السين:

‌فصل الألف:

الساباط: المنبسط بين دارين.

السآمة: أشد الملالة.

الساحة: المكان الواسع، ومنه ساحة الدار، والسائح: الماء الدائم الجرية في ساحة وساح فلان في الأرض مر مر السائح.

السادة: جمع سيد، وهو من يملك تدبير السواد الأعظم.

الساطع: المنتشر بشدة.

الساعد: العضو تصور لمساعدتها، كذا في المفردات1. وفي المصباح2: ما بين المرفق والكف سمي به لكونه يساعد الكف في بطشها وعملها.

الساعة: جزء من أجزاء الزمان، ويعبر بها عن القيامة تشبيها بذلك لسرعة حسابه. والساعات ثلاث: كبرى وهي القيامة ووسطى وهي موت أهل القرن الواحد، وصغرى وهي موت الإنسان، فساعة كل إنسان موته.

الساكن: ما يحتمل ثلاث حركات غير صورته كميم عمرو.

السالك: من مشى على المقامات بحاله لا بعلمه وتصوره فكان العلم الحاصل له عيانا يأمن ورود الشبه المضلة عليه3. السبئية4: أتباع عبد الله بن سبأ، قال لعلي: أنت الإله، فنفاه إلى المدائن. وقال ابن سبأ: لم يمت علي ولم يقتل وإنما قتل ابن ملجم شيطانا بصورته، وعلي في السحاب والرعد صوته والبرق هبوطه

وسينزل إلى الأرض.

1 للراغب ص232.

2 المصباح المنير ص105.

3 التعريفات ص121.

4 جاءت "السبئية" في ابن حزم، الفصل في الملل والأهواء والنحل، 5/ 36. والسبائية في التعريفات للجرجاني ص122. وفي المقريزي، الخطط، 2/ 352.

ص: 189

‌فصل الباء:

السبات: نوم طويل، والفرق بينه وبين السكتة أن المسبوت يمكن أن ينبه ويفهم بخلاف المسكوت.

السب: الشتم الوجيع، والسبه ما يسب به، وكني بها عن الدبر. وتسميته بذلك كتسميته بالسوءة.

السبب: عند الأصوليين: ما يضاف إليه الحكم، لتعلق الحكم به من حيث إنه معرف للحكم أو غير معرف له، وقيل ما ظهر الحكم لأجله هبه شرطا أو دليلا أو علة.

السبت: أصله القطع للعمل ونحوه، ومنه سبت السير أو العنق قطعه، والشعر حلقه، وقيل سمي السبت لأنه تعالى بدأ خلق السموات والأرض يوم الأحد، فخلقها في ستة أيام، فقطع عمله يوم السبت فسمي به.

السبح: بسكون الموحدة، المر السريع في الماء والهواء، واستعير لمر النجوم في الفلك {كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُون} 1، ولسرعة الذهاب في العمل:{إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا} 2. والتسبيح: تنزيه الله، وأصله المر السريع في عبادة الله.

السبر: بفتح السين وسكون الموحدة، لغة: الاختبار والتجربة، واصطلاحا: حصر الأوصاف في الأصل وإبطال ما لا يصلح ليتعين ما بقي. وقال ابن الكمال3: السبر والتقسيم واحد، وهو إيراد أوصاف الأصل أي المقيس عليه وإبطال بعضها ليتعين الباقي للعلية.

السبط: أصله انبساط في سهولة يقال: شعر سبط ويعبر به عن الجود ورجل سبط الكفين ممتدها، ويعبر به عن الجود. والسبط بالكسر: ولد الولد كأنه امتداد الفروع.

السبل: عند الأطباء: غشاوة تعرض للعين لامتداد عروة تمتلئ دما وتجمد، وأكثره مع حكة.

السبيل: طريق الجادة السائلة عليه الظاهر لكل سالك منهجه، فهو أخص من الطريق فإنه كل ما يطرق الطارق معتادا كان أو غيره كما يأتي: سبيل الله: طريقه التي أمر بسلوكها، واشتقاقه من الجريان من قولك سبل السحاب مطر، والستر أرسله وطوله فسمي الطريق سبيلا لكثرة الجريان فيه بالمشي.

1 الأنبياء 33.

2 المزمل 7.

3 التعريفات ص121.

ص: 190

‌فصل التاء:

الستر: لغة: تغطية الشيء، والستر والسترة ما يستر به، والاستتار: الاختفاء.

الستر عند أهل الحقيقة: كل ما سترك عما يغنيك وقيل غطاء الكون. وقد يكون الوقوف مع العادات وقد يكون الوقوف مع نتائج الأعمال.

ص: 190

‌فصل الجيم:

السجع: المطرف، اتفاق الكلمتين في حرف السجع لا في الوزن كالرمم والأمم.

السجع المتوازي: أن يراعى في الكلمتين الوزن وحرف السجع كالقلم والنسم.

السجود: أصله التطامن والتذلل، وجعل عبارة عن التذلل لله وعبادته وهو عام في الإنسان والحيوان والجماد، وهو ضربان: سجود باختيار، وليس إلا للإنسان، وبه يستحق الثواب. وسجود بتسخير وهو للإنسان والحيوان والنبات ومنه {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} 1.

السجية: العادة والخلق.

1 الرعد 15.

ص: 190

‌فصل الحاء:

السحاب: المتراكم من جهة العلو من جوهر ما بين الماء والهواء.

السحت: الحرام الذي يلزم صاحبه العار كأنه يسحت دينه ومروءته. وتسمى الرشوة سحتا، وروي:"كسب الحجام سحت" لكونه ساحتا للمروءة لا للدين، ألا تراه أذن عليه السلام في إعلافه الناضح وإطعامه المملوك.

السحر: يقال على معان، الأول: تخيلات لا حقيقة لها نحو ما يفعله المشعوذة. الثاني: استجلاب معاونة الشيطان بضرب من التقرب إليه، الثالث: ما يغير الصور والطبائع كجعل الإنسان حمارا، ولا حقيقة له عند المحصلين: ذكره الراغب1. وفي تفسير الإمام الرازي: لفظ السحر في عرف الشرع يختص بكل أمر يخفى سببه ويتخيل على غير حقيقته ويجري مجرى التمويه والخداع، وإذا أطلق ذم فاعله، وقد يستعمل مقيدا فيما يمدح ويحمد نحو خبر "إن من البيان لسحرا" 2 أي إن بعض البيان سحر لأن بعضه يوضح المشكل ويكشف عن حقيقية المجمل بحسن بيانه فيستميل القلوب كما يستمال بالسحر. وقيل لما كان في البيان من إبداع التركيب وغرابة التأليف ما يجذب السامع ويخرجه إلى حد يكاد يشغله عن غيره شبه بالسحر الحقيقي3. وقال بعضهم: السحر قلب الحواس في مدركاتها عن الوجه المعتاد في صحتها عن سبب باطل لا يثبت مع ذكر الله عليه. وقال الكرماني: أمر خارق للعادة صادر عن نفس شريرة لا يتعذر معارضته.

السحر: محركا، أصله التعلل عن الشيء بما يقاربه ويدانيه ويكون منه بوجه ما، فالوقت من الليل الذي يتعلل فيه بدنو الصباح هو السحر، ومنه السحور لأنه تعلل عن الغداة، ذكره الحرالي.

السحق: تفتيت الشيء، ويستعمل في الدواء إذا تفتت، وفي الثوب إذا أخلق.

السحق عند أهل الله: ذهاب تركيب العبد تحت القهر.

1 المفردات ص216.

2 أخرجه الترمذي بلفظ "إن من البيان سحرا" أو "إن من البيان سحر" وقال: حديث حسن صحيح، السنن كتاب البر والصلة 6/ 230.

3 المصباح المنير، مادة "سحر" ص102.

ص: 191

‌فصل الخاء:

السخاء: الجود أو إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي أو بذل التأمل قبل إلحاف السائل، وتحته أنواع.

السخط: الغضب الشديد المقتضي للعقوبة، وهو من الله إنزال العذاب.

السخرية: استزراء العقل معنى بمنزلة الاستنخار في الفعل حسا، ذكره الحرالي. وقال ابن الكمال: السخرية والهزء من شيء يحق عند صاحبه ولا يحق عند الهازئ.

ص: 192

‌فصل الدال:

السداسي: ما كان على ستة أحرف أصول. السداد الاستقامة وما تسد به الثلمة، واستعير لما يسد به الفقر.

سدرة المنتهى: عند البرزخية الكبرى التي ينتهي إليها سير الكمال وأعمالهم وعلومهم، وهي نهاية المراتب الأسمائية.

السدر: تحير البصر، والسادر المتحير، ذكره أهل اللغة.

وقال الأطباء: السدر: ظلمة تعتري البصر عند القيام من النوم.

ص: 192

‌فصل الراء:

السرائر: جمع سريرة، وهي خاطر النفس، وما تسره أي تكتمه.

وعند الصوفية: السرائر وسط التجليات التي هي غاياتها في كل مقام.

السرادق: ما يدار حول الخيمة بلا سقف، وقيل الفسطاط.

السرد: الإتيان بالحديث على الولاء. قيل لأعرابي: أتعرف الأشهر الحرم؟ قال: ثلاثة سرد وواحد فرد.

السر: الحديث المكتتم في النفس، وكنى عن النكاح بالسر من حيث إنه يخفى. واستعير للخالص فقيل هو في سر قومه. والسرور ما يكتم من الفرح. والسرير الذي يجلس عليه من السرور لأنه لأولي النعمة أهل المسرة. وسرير الميت تشبيهه به في الصورة وللتفاؤل بالسرور الذي يلحقه برجوعه إلى الله وخلاصه من الدنيا التي هي سجن المؤمن.

السر عند الصوفية: لطيفة إنسانية مودعة في القلب كالروح في البدن. وهو ألطف من الروح، وهو محل المشاهدة كما أن الروح محل المحبة والقلب محل المعرفة وقال ابن عربي1: السر يطلق لمعان فيقال: سر العلم بإزاء حقيقة العالم به، وسر الحال بإزاء معرفة مراد الله فيه، وسر الحقيقة بإزاء ما تقع به الإشارة.

السرعة: كون الحركة قاطعة لمسافة طويلة في زمن قصير.

سرعة الفهم: ملكة للنفس يقتدر بها على الانتقال من الملزومات إلى اللوازم بلا فصل مكث.

السرف: تجاوز الحد في كل فعل يفعله الإنسان وإن كان في الإنفاق أشهر، ويقال تارة اعتبارا بالقدر وتارة بالكيفية، ولهذا قال الثوري2: ما أنفقت في غير طاعة الله سرف وإن قل.

السرقة: أخذ ما ليس له أخذه في خفاء، وصار ذلك في الشرع لتناول الشيء من موضع مخصوص وقدر مخصوص على وجه مخصوص.

السرمد: الدائم، والسرمدي ما لا أول له ولا آخر.

السرور: حالة نفسانية تعرض عند حصول اعتقاد وعلم أو ظن لحصول شيء لذيذ، ذكره الإمام الرازي

1 التعريفات ص289.

2 سفيان الثوري، تهذيب التهذيب لابن حجر 4/ 111.

ص: 193