الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حَالُ أَصْحَابِ الْكَبَائِرِ يَوْمَ الْقِيَامَة
وَقَالَ تَعَالَى: {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا ، مَأوَاهُمْ جَهَنَّمُ ، كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا} (2)
وَقَالَ تَعَالَى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ ، أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ} (3)
وَقَالَ تَعَالَى: {الَّذِينَ يَأكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} (4)
(خ م)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:" قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ ، فَذَكَرَ الْغُلُولَ (5) فَعَظَّمَهُ وَعَظَّمَ أَمْرَهُ ثُمَّ قَالَ: لَا أَلْفِيَنَّ (6) أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ بَعِيرٌ لَهُ رُغَاءٌ (7) يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا (8) قَدْ أَبْلَغْتُكَ ، لَا أَلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ فَرَسٌ لَهُ حَمْحَمَةٌ (9) فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ لَا أَلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ شَاةٌ لَهَا ثُغَاءٌ (10) يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَغِثْنِي ، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ ، لَا أَلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ نَفْسٌ لَهَا صِيَاحٌ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ ، لَا أَلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ رِقَاعٌ تَخْفِقُ (11) فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَغِثْنِي، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ ، لَا أَلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ صَامِتٌ (12) فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَغِثْنِي ، فَأَقُولُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا، قَدْ أَبْلَغْتُكَ "(13)
(1)[طه/124، 125]
(2)
[الإسراء: 97]
(3)
[الزمر/60]
(4)
[البقرة/275]
(5)
أَصْل الْغُلُول: الْخِيَانَة مُطْلَقًا، ثُمَّ غَلَبَ اِخْتِصَاصه فِي الِاسْتِعْمَال بِالأخذ من الغنيمة قبل قِسمتها. شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 303)
(6)
أَيْ: لَا أَجِدَنَّ، وَهُوَ وَإِنْ كَانَ مِنْ نَهْي الْمَرْء نَفْسه ، فَلَيْسَ الْمُرَاد ظَاهِره، وَإِنَّمَا الْمُرَاد نَهْيُ مَنْ يُخَاطِبهُ عَنْ ذَلِكَ ، وَهُوَ أَبْلَغ. فتح الباري (9/ 318)
(7)
الرُّغَاء: صوتُ الإبل.
(8)
مَعْنَاهُ: لَا أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا مِنْ الْمَغْفِرَة وَالشَّفَاعَة إِلَّا بِإِذْنِ الله تَعَالَى، وَيَكُون ذَلِكَ أَوَّلًا غَضَبًا عَلَيْهِ لِمُخَالَفَتِهِ، ثُمَّ يَشْفَع صلى الله عليه وسلم فِي جَمِيع الْمُوَحِّدِينَ بَعْد ذَلِكَ. شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 303)
(9)
الحَمْحَمَة: صوت الفرس دون الصَّهِيل.
(10)
الثُّغاء: صِياح الغَنم.
(11)
أَيْ: رِقَاع تَتَقَعْقَع وَتَضْطَرِب إِذَا حَرَّكَتْهَا الرِّيَاح، وَالْمُرَاد بِهَا الثِّيَاب ، وَالْحَمْل الْمَذْكُور عُقُوبَةٌ لَهُ بِذَلِكَ لِيُفْتَضَح عَلَى رُءُوس الْأَشْهَاد، وهَذَا الْحَدِيث يُفَسِّر قَوْله عز وجل {يَأتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} ، أَيْ: يَأتِ بِهِ حَامِلًا لَهُ عَلَى رَقَبَته. فتح الباري (ج 9 / ص 318)
(12)
(الصَّامِت): الذَّهَب وَالْفِضَّة، وَقِيلَ: مَا لَا رُوح فِيهِ مِنْ أَصْنَاف الْمَال. فتح الباري (ج 9 / ص 318)
(13)
(م) 1831 ، (خ) 2908
(خ م جة حم)، وَعَنْ جَابِرِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ آتَاهُ اللهُ مَالًا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ ، مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ (1) يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ (2) لَهُ زَبِيبَتَانِ (3)) (4)(يَتْبَعُ صَاحِبَهُ حَيْثُمَا ذَهَبَ ، فَاتِحًا فَاهُ ، وَهُوَ يَفِرُّ مِنْهُ)(5)(فَيَقُولُ: وَيْلَكَ مَا أَنْتَ؟)(6)(فَيَقُولُ: أَنَا مَالُكَ)(7)(الَّذِي كُنْتَ تَبْخَلُ بِهِ)(8)(أَنَا كَنْزُكَ)(9)(الَّذِي خَبَأتَهُ)(10)(قَالَ: فَوَاللهِ لَنْ يَزَالَ يَطْلُبُهُ)(11)(حَتَّى يُطَوَّقُهُ)(12)(فَيَتَقِيهِ بِيَدِهِ، فَيَلْقَمُهَا)(13)(فلَا يَزَالُ يَقْضَمُهَا (14)) (15)(كَمَا يَقْضَمُ الْفَحْلُ)(16)(ثُمَّ يُتْبِعُهُ بِسَائِرِ جَسَدِهِ)(17)(فَيَأخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ - يَعْنِي بِشِدْقَيْهِ (18) -) (19)
(حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ)(20)(ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآية: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آَتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ ، بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ ، سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَللهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (21)) (22)(23)
(1) أَيْ: نُصِّبَ وَصُيِّرَ ، بِمَعْنَى أَنَّ مَالَهُ يَصِيرُ عَلَى صُورَةِ الشُّجَاع. النووي (3/ 424)
(2)
الشُّجَاع: الْحَيَّةُ الذَّكَر، وَالْأَقْرَع: الَّذِي تَمَعَّطَ شَعْرُهُ لِكَثْرَةِ سَمِّهِ. النووي (3/ 424)
(3)
الزبيبتان: نابان يخرجان من فمه، أو نقطتان سوداوان فوق عينيه، وهو أوحش ما يكون من الحيات وأخبثه.
(4)
(خ) 1338 ، (م) 988
(5)
(م) 988 ، (خ) 6557
(6)
(خز) 2255 ، (حم) 10349 ، وقال شعيب الأرناءوط: صحيح.
(7)
(خ) 1338
(8)
(م) 988 ، (س) 2454
(9)
(خ) 1338
(10)
(م) 988 ، (حم) 14482
(11)
(خ) 6557 ، (حم) 8170
(12)
(هق) 7016 ، (خ) 1338
(13)
(جة) 1786 ، (خ) 6557 ، (م) 988
(14)
قَضَمَتْ الدَّابَّةُ شَعِيرَهَا: إِذَا أَكَلَتْهُ. (النووي - ج 3 / ص 424)
(15)
(حم) 7742 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.
(16)
(م) 988 ، (س) 2454
(17)
(حم) 10349
(18)
الشِّدق: جانب الفم.
(19)
(خ) 4289 ، (س) 2482
(20)
(حم) 7742
(21)
[آل عمران/180]
(22)
(خ) 4289 ، (س) 2482
(23)
(خ) 4289 ، (س) 2482
(س د حم طب)، وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" مَا مِنْ ذِي رَحِمٍ (1) يَأتِي رَحِمَهُ فَيَسْأَلُهُ فَضْلًا (2) أَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهُ، فَيَبْخَلُ عَلَيْهِ، إِلَّا أُخْرِجَ لَهُ) (3)(فَضْلُهُ الَّذِي مَنَعَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)(4)(مِنْ جَهَنَّمَ)(5)(شُجَاعًا أَقْرَعَ (6) يَتَلَمَّظُ (7)) (8)(يَنْهَسُهُ (9) قَبْلَ الْقَضَاءِ ") (10)
(1) أَيْ: ذُو الْقُرْبَى وَذُو الْأَرْحَام. عون المعبود - (ج 11 / ص 179)
(2)
أَيْ: الْمَال الْفَاضِل مِنْ الْحَاجَة. عون المعبود - (ج 11 / ص 179)
(3)
(طب) 2343 ، انظر الصَّحِيحَة: 2548
(4)
(د) 5139
(5)
(طب) 2343
(6)
الشُّجَاع: الْحَيَّة ، وَالْأَقْرَع: هُوَ الَّذِي اِنْحَسَرَ الشَّعْر مِنْ رَأسه مِنْ كَثْرَة سُمّه. عون المعبود - (ج 11 / ص 179)
(7)
تَلَمَّظَ: أخرج لسانه فمسح شفتيه.
(8)
(س) 2566
(9)
النَّهْس: أخْذ اللَّحم بأطراف الأسْنان ، والنَّهْش: الأخْذ بِجَميعها. النهاية في غريب الأثر - (ج 5 / ص 285)
(10)
(حم) 20036 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.
(خ م س د حم)، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا ، إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ ، فَأحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، فَيُكْوَى بِهَا (1) جَنْبُهُ ، وَجَبِينُهُ ، وَظَهْرُهُ، كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ ، فَيُرَى سَبِيلُهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ (2) وَإِمَّا إِلَى النَّارِ (3)"، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ فَالْإِبِلُ؟، قَالَ: " وَلَا صَاحِبُ إِبِلٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاتَهَا وفي رواية: (لَا يُؤَدِّي حَقَّهَا)") (4) (فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا حَقُّ الْإِبِلِ؟، قَالَ: " تُعْطِي الْكَرِيمَةَ (5) وَتَمْنَحُ الْغَزِيرَةَ (6) وفي رواية: (وَإِعَارَةُ دَلْوِهَا)(7) وَتُفْقِرُ الظَّهْرَ (8) وَتُطْرِقُ الْفَحْلَ (9) وَتَسْقِي اللَّبَنَ) (10)(وَحَمْلٌ عَلَيْهَا فِي سَبِيلِ اللهِ)(11)(وَمِنْ حَقِّهَا: أَنْ تُحْلَبَ عَلَى الْمَاءِ)(12)(يَوْمَ وِرْدِهَا (13)) (14)(فِي نَجْدَتِهَا وَرِسْلِهَا " ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا نَجْدَتُهَا وَرِسْلُهَا؟ ، قَالَ: " فِي عُسْرِهَا وَيُسْرِهَا)(15)(إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ (16) لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ (17) أَوْفَرَ مَا كَانَتْ (18)) (19)(وَأَسْمَنَهُ وَآشَرَهُ (20)) (21)(لَا يَفْقِدُ مِنْهَا فَصِيلًا (22) وَاحِدًا) (23)(تَخْبِطُ وَجْهَهُ بِأَخْفَافِهَا (24)) (25)(وَتَعَضُّهُ بِأَفْوَاهِهَا، كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولَاهَا ، رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا ، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ، فَيُرَى سَبِيلُهُ ، إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ " قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ فَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ؟، قَالَ: " وَلَا صَاحِبُ بَقَرٍ وَلَا غَنَمٍ لَا يُؤَدِّي حَقَّهَا)(26)(فِي نَجْدَتِهَا وَرِسْلِهَا)(27)(إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بُطِحَ لَهَا بِقَاعٍ قَرْقَرٍ كَأَوْفَرِ مَا كَانَتْ)(28)(وَأَسْمَنِهِ وَآشَرِهِ)(29)(لَا يَفْقِدُ مِنْهَا شَيْئًا ، لَيْسَ فِيهَا عَقْصَاءُ (30) وَلَا جَلْحَاءُ (31) وَلَا عَضْبَاءُ (32) تَنْطَحُهُ بِقُرُونِهَا ، وَتَطَؤُهُ بِأَظْلَافِهَا (33) كُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ أُولَاهَا ، رُدَّ عَلَيْهِ أُخْرَاهَا ، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ، فَيُرَى سَبِيلُهُ ، إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ "، قَالُوا: فَالْخَيْلُ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ: " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَالْخَيْلُ ثَلَاثَةٌ: هِيَ لِرَجُلٍ وِزْرٌ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ، وَلِرَجُلٍ أَجْرٌ فَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ وِزْرٌ: فَرَجُلٌ يَتَّخِذُهَا أَشَرًا وَبَطَرًا ، وَبَذَخًا ، وَرِآء النَّاسِ ، وَفَخْرًا ، وَنِوَاءً (34) عَلَى أَهْلِ الْإِسْلَامِ ، فَهِيَ لَهُ وِزْرٌ، وَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ سِتْرٌ: فَالرَّجُلُ يَتَّخِذُهَا تَكَرُّمًا وَتَجَمُّلًا) (35)(وَلَا يَنْسَى حَقَّ اللهِ فِي)(36)(ظُهُورِهَا وَبُطُونِهَا)(37)(وَرِقَابِهَا (38)) (39)(فِي عُسْرِهَا وَيُسْرِهَا)(40)(فَهِيَ لَهُ سِتْرٌ)(41)(وَأَمَّا الَّتِي هِيَ لَهُ أَجْرٌ: فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ (42) لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ فِي مَرْجٍ أَوْ رَوْضَةٍ ، فَمَا أَكَلَتْ مِنْ ذَلِكَ الْمَرْجِ أَوْ الرَّوْضَةِ مِنْ شَيْءٍ ، إِلَّا كُتِبَ لَهُ عَدَدُ مَا أَكَلَتْ حَسَنَاتٌ ، وَكُتِبَ لَهُ عَدَدُ أَرْوَاثِهَا وَأَبْوَالِهَا حَسَنَاتٌ، وَلَا تَقْطَعُ طِوَلَهَا (43) فَاسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ (44) إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ عَدَدَ آثَارِهَا وَأَرْوَاثِهَا حَسَنَاتٍ، وَلَا مَرَّ بِهَا صَاحِبُهَا عَلَى نَهْرٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ وَلَا يُرِيدُ أَنْ يَسْقِيَهَا، إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ قَطْرَةٍ تُغَيِّبُهَا فِي بُطُونِهَا حَسَنَاتٍ (45)"، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ فَالْحُمُرُ؟ ، قَالَ: مَا أُنْزِلَ عَلَيَّ فِي الْحُمُرِ شَيْءٌ إِلَّا هَذِهِ الْآيَةُ الْفَاذَّةُ (46) الْجَامِعَةُ (47): {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} ") (48)
(1) أَيْ: بِتِلْكَ الدَّرَاهِم. عون المعبود - (ج 4 / ص 69)
(2)
أَيْ: إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ ذَنْب سِوَاهُ ، وَكَانَ الْعَذَاب تَكْفِيرًا لَهُ. عون (ج4/ ص 69)
(3)
أَيْ: إِنْ كَانَ عَلَى خِلَاف ذَلِكَ. عون المعبود - (ج 4 / ص 69)
(4)
(م) 987
(5)
أَيْ: النَّفِيسَة.
(6)
(الْغَزِيرَةَ): الْكَثِيرَة اللَّبَن ، وَالْمَنِيحَة: الشَّاة اللَّبُون ، أَوْ النَّاقَة ذَات الدَّرّ ، تُعَار لِدَرِّهَا ، فَإِذَا حُلِبَتْ ، رُدَّتْ إِلَى أَهْلهَا. عون المعبود - (ج 4 / ص 69)
(7)
أَيْ: إِعَارَة ضَرْعهَا.
(8)
أَيْ: تُعِيرهُ لِلرُّكُوبِ. عون المعبود - (ج 4 / ص 69)
(9)
إِطْرَاق الْفَحْل: عَارِيَته لِلضِّرَابِ ، لَا يَمْنَعهُ إذا طُلِبَه ، وَلَا يَأخُذ عَلَيْهِ أَجْرًا، يُقَال: طَرَقَ الْفَحْلُ النَّاقَة ، فَهِيَ مَطْرُوقَة ، وَهِيَ طَرُوقَة الْفَحْل: إِذَا حَانَ لَهَا أَنْ تُطْرَق. عون المعبود - (ج 4 / ص 69)
(10)
(د) 1658 ، (م) 988
(11)
(م) 988
(12)
(خ) 1337
(13)
الْمُرَادُ: حَلْبُهَا عَلَى الْمَاءِ لِنَفْعِ مَنْ يَحْضُرُ مِنْ الْمَسَاكِينِ، وَلِأَنَّ ذَلِكَ يَنْفَعُ الْإِبِل أَيْضًا، وَهُوَ نَحْوُ النَّهْيِ عَنْ الْجِدَادِ بِاللَّيْلِ ، أَرَادَ أَنْ تَجُدَّ نَهَارًا لِتَحْضُرَ الْمَسَاكِين. فتح الباري (ج 7 / ص 245)
(14)
(م) 987
(15)
(س) 2442
(16)
الْبَطْح فِي اللُّغَة بِمَعْنَى: الْبَسْط وَالْمَدّ، فَقَدْ يَكُون عَلَى وَجْهِهِ، وَقَدْ يَكُون عَلَى ظَهْرِهِ، وَمِنْهُ سُمِّيَتْ بَطْحَاء مَكَّة ، لِانْبِسَاطِهَا. شرح النووي (ج3/ ص 422)
(17)
الْقَاع: الْمَكَان الْمُسْتَوِي الْوَاسِع.
وَالْقَرْقَر: الْمَكَان الْمُسْتَوِي ، فَيَكُون صِفَة مُؤَكِّدَة. عون المعبود (ج 4 / ص 69)
(18)
يُرِيد بِهِ كَمَالَ حَالِ الْإبلِ الَّتِي وَطِئَتْ صَاحِبهَا فِي الْقُوَّة وَالسِّمَن ، لِيَكُونَ أَثْقَل لِوَطْئِهَا. عون المعبود - (ج 4 / ص 69)
(19)
(م) 987 ، (خ) 1391
(20)
أَيْ: أَبْطَرِهِ وَأَنْشَطِهِ.
(21)
(س) 2442
(22)
الْفَصِيل: وَلَد النَّاقَة إِذَا فُصِل مِنْ إِرْضَاع أُمّه. شرح النووي (ج 3 / ص 455)
(23)
(م) 987
(24)
أَيْ: بِأَرْجُلِهَا. عون المعبود - (ج 4 / ص 69)
(25)
(حم) 8169 ، (خ) 1391 ، وقال الأرناءوط: إسناده صحيح
(26)
(م) 987
(27)
(س) 2442
(28)
(م) 987
(29)
(س) 2442
(30)
العَقْصاء: المُلْتَوِيَة القرْنين.
(31)
الجلحاء: الَّتي لَا قَرْنَ لها.
(32)
العَضْبَاءُ: مَكْسُورَة الْقَرْنِ ، أَوْ مَشْقُوقَةُ الْأُذُنِ. المُغرب - (ج 3 / ص 479)
وذَوَات الْقُرُون تَكُون بِقُرُونِهَا لِيَكُونَ أَنْكَى وَأَصْوَبَ لِطَعْنِهَا وَنَطْحهَا. شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 422)
(33)
الظِّلْف لِلْبَقَرِ وَالْغَنَم وَالظِّبَاء، وَهُوَ الْمُنْشَقّ مِنْ الْقَوَائِم، وَالْخُفّ لِلْبَعِيرِ، وَالْقَدَم لِلْآدَمِيِّ، وَالْحَافِر لِلْفَرَسِ وَالْبَغْل وَالْحِمَار. شرح النووي (ج3/ص 422)
(34)
أي: مُعاداةً لهم.
(35)
(م) 24 - (987)
(36)
(خ) 2242 ، (هق) 7209
(37)
(م) 24 - (987)
(38)
اِسْتَدَلَّ بِهِ أَبُو حَنِيفَة عَلَى وُجُوب الزَّكَاة فِي الْخَيْل ، لِقوله صلى الله عليه وسلم:" ثُمَّ لَمْ يَنْسَ حَقّ الله فِي ظُهُورهَا وَلَا رِقَابهَا "
وَتَأَوَّلَ الْجُمْهُور هَذَا الْحَدِيث عَلَى أَنَّ الْمُرَاد: يُجَاهِد بِهَا.
وَقِيلَ: الْمُرَادُ بِالْحَقِّ فِي رِقَابهَا: الْإِحْسَانُ إِلَيْهَا ، وَالْقِيَام بِعَلْفِهَا ، وَسَائِر مُؤَنهَا. وَالْمُرَاد بِظُهُورِهَا: إِطْرَاق فَحْلهَا إِذَا طُلِبَتْ عَارِيَتُه.
وَقِيلَ: الْمُرَاد: حَقُّ الله مِمَّا يَكْسِبهُ مِنْ مَال الْعَدُوِّ عَلَى ظُهُورهَا ، وَهُوَ خُمُس الْغَنِيمَة. عون المعبود - (ج 4 / ص 69)
(39)
(خ) 2242
(40)
(م) 24 - (987)
(41)
(خ) 4678
(42)
أَيْ: أَعَدَّهَا لِلْجِهَادِ، وَأَصْله مِنْ الرَّبْط، وَمِنْهُ الرِّبَاط، وَهُوَ: حَبْسُ الرَّجُلِ نَفْسَهُ فِي الثَّغْرِ ، وَإِعْدَادُهُ الْأُهْبَةَ لِذَلِكَ. شرح النووي (ج 3 / ص 422)
(43)
الطِّوَل: الْحَبْل الَّذِي تُرْبَط فِيهِ. شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 422)
(44)
أَيْ: عَدَت شَوْطاً أو شَوْطَين. شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 422)
(45)
هَذَا مِنْ بَاب التَّنْبِيه؛ لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ تَحْصُل لَهُ هَذِهِ الْحَسَنَات مِنْ غَيْر أَنْ يَقْصِد سَقْيَهَا ، فَإِذَا قَصَدَهُ فَأَوْلَى بِإِضْعَافِ الْحَسَنَات. شرح النووي (ج 3 / ص 422)
(46)
أَيْ: المُنْفَرِدَة في مَعْناها. والفَذُّ: الواحِد. النهاية (ج 3 / ص 810)
(47)
أَيْ: الْعَامَّة الْمُتَنَاوِلَة لِكُلِّ خَيْر وَمَعْرُوف.
ومَعْنَى الْحَدِيث: لَمْ يَنْزِلْ عَلَيَّ فِيهَا نَصٌّ بِعَيْنِهِ، لَكِنْ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة الْعَامَّة. شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 422)
(48)
(م) 24 - (987) ، (خ) 4679
(حم حب)، وَعَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" أَيُّمَا رَجُلٍ ظَلَمَ شِبْرًا مِنْ الْأَرْضِ، كَلَّفَهُ اللهُ عز وجل أَنْ يَحْفِرَهُ حَتَّى يَبْلُغَ آخِرَ سَبْعِ أَرَضِينَ)(1)(ثُمَّ يَحْمِلَ تُرَابَهَا إِلَى الْمَحْشَرِ)(2)(يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ ")(3)
(1)(حم) 17607 ، انظر الصَّحِيحَة: 240
(2)
(حم) 17594 ، انظر صحيح الجامع: 5984 ، الصحيحة: 242 ،
وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.
(3)
(حب) 5164 ، انظر صحيح الترغيب والترهيب: 1868
(خ م حم)، وَعَنْ نَافِعٍ قَالَ:(لَمَّا خَلَعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ (1) جَمَعَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما حَشَمَهُ (2) وَوَلَدَهُ ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:) (3)(" لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ (4) يُعْرَفُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (5)(يُنْصَبُ لَهُ)(6)(بِغَدْرَتِهِ (7)) (8)(عِنْدَ اسْتِهِ (9)) (10)(يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ (11)) (12)(أَلَا وَلَا غَادِرَ أَعْظَمُ مِنْ غَدْرَةِ أَمِيرِ عَامَّةٍ ")(13)(وَإِنَّا قَدْ بَايَعْنَا هَذَا الرَّجُلَ عَلَى بَيْعِ اللهِ وَرَسُولِهِ (14) وَإِنِّي لَا أَعْلَمُ غَدْرًا أَعْظَمَ مِنْ أَنْ يُبَايِعَ رَجُلٌ رَجُلًا عَلَى بَيْعِ اللهِ وَرَسُولِهِ ، ثُمَّ يَنْصِبُ لَهُ الْقِتَالَ) (15)(فلَا يَخْلَعَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَزِيدَ ، وَلَا يُشْرِفَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ فِي هَذَا الْأَمْرِ)(16)(فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ أَحَدًا مِنْكُمْ خَلَعَهُ ، وَلَا تَابَعَ فِي هَذَا الْأَمْرِ ، إِلَّا كَانَتْ الْفَيْصَلَ (17) فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ) (18).
الشرح (19)
(1) وَكَانَ السَّبَبُ أَنَّ يَزِيدَ بْن مُعَاوِيَة كَانَ أَمَّرَ عَلَى الْمَدِينَة اِبْنَ عَمِّه عُثْمَانَ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي سُفْيَان، فَأَوْفَدَ إِلَى يَزِيدَ جَمَاعَةً مِنْ أَهْل الْمَدِينَة ، مِنْهُمْ عَبْد الله بْن غَسِيل الْمَلَائِكَة ، حَنْظَلَة بْن أَبِي عَامِر ، وَعَبْد الله بْن أَبِي عَمْرو بْن حَفْص الْمَخْزُومِيّ فِي آخَرِينَ ، فَأَكْرَمَهُمْ وَأَجَازَهُمْ، فَرَجَعُوا فَأَظْهَرُوا عَيْبَهُ ، وَنَسَبُوهُ إِلَى شُرْبِ الْخَمْر وَغَيْر ذَلِكَ، ثُمَّ وَثَبُوا عَلَى عُثْمَان فَأَخْرَجُوهُ وَخَلَعُوا يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَة ، فَبَلَغَ ذَلِكَ يَزِيدُ ، فَجَهَّزَ إِلَيْهِمْ جَيْشًا مَعَ مُسْلِم بْن عُقْبَةَ الْمُرِّيِّ ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَدْعُوَهُمْ ثَلَاثًا ، فَإِنْ رَجَعُوا ، وَإِلَّا فَقَاتِلْهُمْ، فَإِذَا ظَهَرْتَ ، فَأَبِحْهَا لِلْجَيْشِ ثَلَاثًا ، ثُمَّ اُكْفُفْ عَنْهُمْ ، فَتَوَجَّهَ إِلَيْهِمْ ، فَوَصَلَ فِي ذِي الْحِجَّة سَنَةَ ثَلَاثِينَ ، فَحَارَبُوهُ، وَكَانَ الْأَمِيرُ عَلَى الْأَنْصَارِ عَبْدُ الله بْن حَنْظَلَة ، وَعَلَى قُرَيْش: عَبْدُ الله بْن مُطِيع ، وَعَلَى غَيْرهمْ مِنْ الْقَبَائِل: مَعْقِل بْن يَسَار الْأَشْجَعِيُّ، وَكَانُوا اِتَّخَذُوا خَنْدَقًا، فَلَمَّا وَقَعَتْ الْوَقْعَةُ اِنْهَزَمَ أَهْل الْمَدِينَة، فَقُتِلَ ابْن حَنْظَلَة، وَفَرَّ ابْنُ مُطِيع، وَأَبَاحَ مُسْلِمُ بْن عُقْبَةَ الْمَدِينَة ثَلَاثًا، فَقَتَلَ جَمَاعَةً صَبْرًا، مِنْهُمْ مَعْقِل بْن سِنَان ، وَمُحَمَّد بْن أَبِي الْجَهْم بْن حُذَيْفَة ، وَيَزِيد بْن عَبْد الله بْن زَمْعَةَ ، وَبَايَعَ الْبَاقِينَ عَلَى أَنَّهُمْ خَوَلٌ لِيَزِيدَ ، يَحْكُمُ فِي دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهمْ وَأَهْلِهِمْ بِمَا شَاءَ ، وَكَانَتْ وَقْعَةُ الْحِرَّةِ فِي ذِي الْقَعْدَة ، سَنَة ثَلَاث وَسِتِّينَ. فتح الباري (20/ 118)
(2)
أَيْ: خَدَمه وَمَنْ يَغْضَب لَهُ. فتح الباري (ج 20 / ص 118)
(3)
(خ) 6694
(4)
أَيْ: عَلَمَ. تحفة الأحوذي - (ج 4 / ص 247)
(5)
(خ) 6565
(6)
(خ) 5824
(7)
أَيْ: بِقَدْرِ غَدْرَته ، كَمَا فِي رِوَايَة مُسْلِم.
قَالَ الْقُرْطُبِيّ: هَذَا خِطَابٌ مِنْهُ لِلْعَرَبِ بِنَحْوِ مَا كَانَتْ تَفْعَل، لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَرْفَعُونَ لِلْوَفَاءِ رَايَةً بَيْضَاء، وَلِلْغَدْرِ رَايَةً سَوْدَاء، لِيَلُومُوا الْغَادِرَ وَيَذُمُّوهُ، فَاقْتَضَى الْحَدِيثُ وُقُوعَ مِثْلِ ذَلِكَ لِلْغَادِرِ ، لِيَشْتَهِرَ بِصِفَتِهِ فِي الْقِيَامَة ، فَيَذُمَّهُ أَهْلُ الْمَوْقِف. فتح الباري (ج 9 / ص 468)
(8)
(خ) 3016
(9)
أي: عند مُؤخِّرته.
(10)
(م) 1738
(11)
أَيْ: هذه عَلَامَةُ غَدْرَته؛ وَالْمُرَادُ بِذَلِكَ شُهْرَتُه، وَأَنْ يَفْتَضِحَ بِذَلِكَ عَلَى رُءُوس الْأَشْهَاد، وَفِيهِ تَعْظِيمُ الْغَدْر ، سَوَاءٌ كَانَ مِنْ قِبَلِ الْآمِرِ أَوْ الْمَأمُور. فتح الباري (ج 20 / ص 118)
(12)
(خ) 5823 ، (م) 1735
(13)
(م) 1738
(14)
أَيْ: عَلَى شَرْطِ مَا أَمَرَ اللهُ وَرَسُولُه بِهِ مِنْ بَيْعَة الْإِمَام، وَذَلِكَ أَنَّ مَنْ بَايَعَ أَمِيرًا فَقَدْ أَعْطَاهُ الطَّاعَة ، وَأَخَذَ مِنْهُ الْعَطِيَّة ، فَكَانَ شَبِيهَ مَنْ بَاعَ سِلْعَة وَأَخَذَ ثَمَنَهَا.
وَقِيلَ: إِنَّ أَصْلَهُ أَنَّ الْعَرَب كَانَتْ إِذَا تَبَايَعَتْ تَصَافَقَتْ بِالْأَكُفِّ عِنْدَ الْعَقْد، وَكَذَا كَانُوا يَفْعَلُونَ إِذَا تَحَالَفُوا، فَسَمَّوْا مُعَاهَدَةَ الْوُلَاةِ وَالْتِمَاسُكَ فِيهِ بِالْأَيْدِي بَيْعَة ، وَقَدْ أَخْرَجَ مُسْلِم مِنْ حَدِيث عَبْد الله بْن عَمْرو رَفَعَهُ:" مَنْ بَايَعَ إِمَامًا ، فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِه ، وَثَمَرَةَ قَلْبِه ، فَلْيُطِعْهُ مَا اِسْتَطَاعَ، فَإِنْ جَاءَ أَحَدٌ يُنَازِعهُ ، فَاضْرِبُوا عُنُق الْآخَر ". فتح الباري (ج 20 / ص 118)
(15)
(خ) 6694
(16)
(حم) 5088 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(17)
أَيْ: الْقَاطِعَة ، وَهِيَ فَيْعَل ، مِنْ فَصَلَ الشَّيْء إِذَا قَطَعَهُ. فتح (20/ 118)
(18)
(خ) 6694
(19)
فِي الْحَدِيث غِلَظُ تَحْرِيمِ الْغَدْر ، لَا سِيَّمَا غَدْرُ صَاحِبِ الْوِلَايَة الْعَامَّة ، لِأَنَّ غَدْرَهُ يَتَعَدَّى ضَرَرُهِ إِلَى خَلْقٍ كَثِير، فالْمُرَاد: نَهْيُ الرَّعِيَّةِ عَنْ الْغَدْرِ بِالْإِمَامِ ، فَلَا تَخْرُجْ عَلَيْهِ ، وَلَا تَتَعَرَّضْ لِمَعْصِيَتِهِ ، لِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَى ذَلِكَ مِنْ الْفِتْنَة.
وَفِيهِ أَنَّ النَّاسَ يُدْعَوْنَ يَوْم الْقِيَامَة بِآبَائِهِمْ ، لِقَوْلِهِ " هَذِهِ غَدْرَة فُلَان اِبْن فُلَان ".
وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ وُجُوبُ طَاعَةِ الْإِمَامِ الَّذِي اِنْعَقَدَتْ لَهُ الْبَيْعَة ، وَالْمَنْعُ مِنْ الْخُرُوجِ عَلَيْهِ ، وَلَوْ جَارَ فِي حُكْمِه ، وَأَنَّهُ لَا يَنْخَلِعُ بِالْفِسْقِ. فتح (9/ 468)
(ت س جة)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" مَنْ كَانَ لَهُ امْرَأَتَانِ)(1)(فَلَمْ يَعْدِلْ بَيْنَهُمَا)(2)(جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَدُ شِقَّيْهِ (3) مَائِلٌ (4) ") (5)
وفي رواية (6): " جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَحَدُ شِقَّيْهِ سَاقِطٌ (7) "
(1)(س) 3942
(2)
(ت) 1141
(3)
أَيْ: أَحَد جَنْبَيْهِ وَطَرَفه. عون المعبود - (ج 5 / ص 17)
(4)
أَيْ: مَفْلُوج. عون المعبود - (ج 5 / ص 17)
(5)
(س) 3942
(6)
(جة) 1969 ، صححه الألباني في الإرواء: 2017
(7)
وَفِي (حم) 7923: " جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَجُرُّ أَحَدَ شِقَّيْهِ سَاقِطًا أَوْ مَائِلًا " ، وَهَذَا الْحُكْمُ غَيْرُ مَقْصُورٍ عَلَى اِمْرَأَتَيْنِ، فَإِنَّهُ لَوْ كَانَتْ ثَلَاثٌ أَوْ أَرْبَعٌ كَانَ السُّقُوطُ ثَابِتًا. تحفة الأحوذي - (ج 3 / ص 216)
وَالْحَدِيث دَلِيل عَلَى أَنَّهُ يَجِب عَلَى الزَّوْج التَّسْوِيَة بَيْن الزَّوْجَات، وَيَحْرُم عَلَيْهِ الْمَيْل إِلَى إِحْدَاهُنَّ ، وَقَدْ قَالَ تَعَالَى {فَلَا تَمِيلُوا كُلّ الْمَيْل} وَالْمُرَاد: الْمَيْل فِي الْقَسْم وَالْإِنْفَاق ، لَا فِي الْمَحَبَّة ، لِأَنَّهَا مِمَّا لَا يَمْلِكهُ الْعَبْد. عون (ج5ص17)
(جة طس)، وَعَن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" مَا مِنْ رَجُلٍ)(1)(آتَاهُ اللهُ عِلْمًا فَكَتَمَهُ)(2)(إِلَّا أُتِيَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مُلْجَمًا بِلِجَامٍ (3) مِنْ النَّارِ ") (4)
(1)(جة) 261
(2)
(طس) 5540
(3)
اللجام: الحديدة التي توضع في فم الفرس وما يتصل بها من سُيُور.
(4)
(جة) 261 ، (ت) 2649 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 2714 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 121
(د حم)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ يَعْلَمُهُ فَكَتَمَهُ)(1)(أَلْجَمَهُ اللهُ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ")(2)
(1)(حم) 10425 ، (ت) 2649
(2)
(د) 3658 ، (جة) 266
(م جة)، وَعَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ)(1)(قَبْلَ أَنْ تَمُوتَ، فَإِنَّهَا تُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)(2)(وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ (3) مِنْ قَطِرَانٍ ، وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ (4)) (5)
وفي رواية: " وَدِرْعٌ مِنْ لَهَبِ النَّارِ "(6)
(1)(م) 29 - (934) ، (جة) 1582
(2)
(جة) 1582 ، (م) 29 - (934)
(3)
السِرْبَال: الْقَمِيص.
(4)
الدرع: قميص النساء ، أَيْ: يصير جلدها أجرب ، حتى يكون جلدها كقميصٍ على أعضائها.
والقطران: دُهنٌ يُدهَنُ به الجمل الأجرب ، فيحترق لحدته وحرارته ، فيشتمل على لذع القطران وحرقته ، وإسراع النار في الجلد ، واللون الوحش، ونتن الريح جزاءا وفاقا. فيض القدير - (ج 6 / ص 381)
(5)
(م) 29 - (934) ، (حم) 22963
(6)
(جة) 1581 ، (حم) 22955 ، صَحِيح الْجَامِع: 875 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3528
(ت حم)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" يُحْشَرُ الْمُتَكَبِّرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْثَالَ الذَّرِّ (1) فِي صُوَرِ الرِّجَالِ (2) يَعْلُوهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مِنْ الصَّغَارِ (3)) (4)(يُسَاقُونَ (5)) (6)(حَتَّى يَدْخُلُوا سِجْنًا فِي جَهَنَّمَ يُقَالُ لَهُ: بُولَسَ ، فَتَعْلُوَهُمْ (7) نَارُ الْأَنْيَارِ (8) يُسْقَوْنَ مِنْ طِينَةِ الْخَبَالِ (9) عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ (10) ") (11)
(1) الذَّر: النَّمْلُ الْأَحْمَرُ الصَّغِيرُ ، وَاحِدُهَا ذَرَّةٌ. تحفة (ج 6 / ص 284)
(2)
أَيْ: مِنْ جِهَةِ وُجُوهِهِمْ ، أَوْ مِنْ حَيْثِيَّةِ هَيْئَتِهِمْ مِنْ اِنْتِصَابِ الْقَامَةِ. تحفة (6/ 284)
(3)
أَيْ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ فِي غَايَةٍ مِنْ الْمَذَلَّةِ وَالنَّقِيصَةِ ، يَطَأهُمْ أَهْلُ الْحَشْرِ بِأَرْجُلِهِمْ مِنْ هَوَانِهِمْ عَلَى اللهِ. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 284)
(4)
(حم) 6677 ، (ت) 2492 ، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن
(5)
أَيْ: يُسْحَبُونَ وَيُجَرُّونَ. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 284)
(6)
(ت) 2492
(7)
أَيْ: تُحِيطُ بِهِمْ وَتَغْشَاهُمْ ، كَالْمَاءِ يَعْلُو الْغَرِيقَ. تحفة (ج 6 / ص 284)
(8)
أَيْ: نَارُ النِّيرَانِ، وَإِضَافَةُ النَّارِ إِلَيْهَا لِلْمُبَالَغَةِ ، لِأَنَّهَا أَصْلُ نِيرَانِ الْعَالَمِ ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى:{الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى} ، وَلِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم:" نَارُكُمْ هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ " تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 284)
(9)
الْخَبَالُ فِي الْأَصْلِ: الْفَسَادُ ، وَيَكُونُ فِي الْأَفْعَالِ وَالْأَبْدَانِ وَالْعُقُولِ. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 284)
(10)
(عُصَارَةِ أَهْلِ النَّارِ): مَا يَسِيلُ مِنْهُمْ مِنْ الصَّدِيدِ ، وَالْقَيْحِ ، وَالدَّمِ.
(11)
(حم) 6677 ،صَحِيح الْجَامِع: 8040 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2911 هداية الرواة: 5039
(هب)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ سَأَلَ النَّاسَ فِي غَيْرِ فَاقَةٍ (1) نَزَلَتْ بِهِ ، أَوْ عِيَالٍ لَا يُطِيقُهُمْ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِوَجْهٍ لَيْسَ عَلَيْهِ لَحْمٌ "(2)
(1) الفَاقَة: الفقر والحاجة.
(2)
(هب) 3526 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 794
(حم)، وَعَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ سَأَلَ مَسْأَلَةً وَهُوَ عَنْهَا غَنِيٌّ ، كَانَتْ شَيْنًا (1) فِي وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "(2)
(1) الشَّيْن: العيب ، والنقيصة ، والقبح.
(2)
(حم) 22473 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 799