المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الطاعة بقدر ، والمعصية بقدر - الجامع الصحيح للسنن والمسانيد - جـ ٣

[صهيب عبد الجبار]

فهرس الكتاب

- ‌مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الْكُبْرَى أنْ يَجْهَلَ النَّاسُ تَعَالِيمَ الْإسْلَامِ الْأَسَاسِيَّة

- ‌مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الْكُبْرَى الرِّيحُ الَّتِي تَقْبِضُ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِين

- ‌مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الْكُبْرَى هَدْمُ الْكَعْبَة

- ‌مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الْكُبْرَى خُرُوجُ أَهِلِ الْمَدِينَةِ مِنْهَا

- ‌مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الْكُبْرَى خُرُوجُ النَّارِ الَّتِي تَحْشُرُ النَّاس

- ‌لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا يَوْمَ جُمُعَة

- ‌قِيَامُ السَّاعَةِ فُجْأَة

- ‌يَوْمُ الْقِيَامَة

- ‌مِقْدَارُ يَوْمِ الْقِيَامَة

- ‌تَخْفِيفُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ عَلَى الْمُؤمِنِين

- ‌هَوْلُ الْمَطْلَعِ يَوْمَ الْقِيَامَة

- ‌صِفَةُ أَرْضِ يَوْمِ الْقِيَامَة

- ‌أَحْوَالُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَة

- ‌حَالُ السَّابِقِينَ يَوْمَ الْقِيَامَة

- ‌حَالُ عَامَّةِ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَة

- ‌حَالُ أَصْحَابِ الْكَبَائِرِ يَوْمَ الْقِيَامَة

- ‌مِيزَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَنْ بَقِيَّةِ الْأُمَم

- ‌الشَّفَاعَة

- ‌مَكَانُ حُصُولِ الشَّفَاعَة

- ‌مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَاب

- ‌دُخُولُ الْفُقَرَاءِ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاء

- ‌الْحِسَاب

- ‌أُمُورٌ تَحْدُثُ فِي بِدَايَةِ الْحِسَاب

- ‌وَزْنُ أَعْمَالِ الْعِبَاد

- ‌صِفَةُ الْمِيزَان

- ‌مَعْنَى الْحِسَاب

- ‌حِسَابُ الْعَبْدِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّه

- ‌مَا يُسْأَلُ عَنْهُ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَة

- ‌قَصَصُ بَعْضِ مَنْ حَاسَبَهُمُ الرَّبُّ عز وجل

- ‌حِسَابُ الْعِبَادِ بَيْنَ بَعْضِهِمُ الْبَعْض

- ‌مَكَانُ اقْتِصَاصِ الْحُقُوقِ يَوْمَ الْقِيَامَة

- ‌كَيْفِيَّةُ اقْتِصَاصِ الْحُقُوقِ يَوْمَ الْقِيَامَة

- ‌مَا يُقْضَى فِيهِ بَيْنَ الْخَلْقِ يَوْمَ الْقِيَامَة

- ‌خُطُورَةُ الْمَظَالِمِ وَعِظَمُ شَأنِهَا

- ‌الْحَوْض

- ‌صِفَةُ الْحَوْض

- ‌النَّار

- ‌أَسْمَاءُ النَّار

- ‌صِفَةُ النَّار

- ‌عَدَدُ أَبْوَابِ جَهَنَّم

- ‌سَعَةُ جَهَنَّم

- ‌شِدَّةُ حَرِّهَا

- ‌كَيْفِيَّةُ دُخُولِ الْكُفَّارِ النَّار

- ‌مَكَانُهُمْ فِي النَّار

- ‌ضَخَامَةُ أَحْجَامِ أَهْلِ النَّار

- ‌طَعَامُ أَهْلِ النَّار

- ‌شَرَابُ أَهْلِ النَّار

- ‌حَيَّاتُ وَعَقَارِبُ جَهَنَّم

- ‌أَصْنَافٌ أُخْرَى مِنَ الْعَذَابِ فِي جَهَنَّم

- ‌بُكَاءُ أَهْلِ النَّار

- ‌صِفَةُ أَهْلِ النَّار

- ‌خُلُودُ غَيْرِ الْمُوَحِّدِين فِي الْعَذَاب

- ‌مَشْرُوعِيَّةُ الِاسْتِعَاذَةِ مِنْ النَّار

- ‌الجَنَّة

- ‌كَيْفِيَّةُ دُخُولِ المُؤْمِنِينَ الجَنَّة

- ‌صِفَةُ الْجَنَّة

- ‌عَدَدُ أَبْوَابِ الْجَنَّة

- ‌صِفَةُ أَشْجَارِ الْجَنَّة

- ‌صِفَةُ أَنْهَارِ الْجَنَّة

- ‌صِفَةُ بُيُوتُ أَهْلِ الْجَنَّة

- ‌خَدَمُ أَهْلِ الْجَنَّة

- ‌صِفَةُ الْحُورِ الْعِين

- ‌أَطْفَالُ أَهْلِ الْجَنَّة

- ‌طَعَامُ وَشَرَابُ أَهْلِ الْجَنَّة

- ‌أَسْوَاقُ الْجَنَّة

- ‌دَوَابُّ الْجَنَّة

- ‌سَعَةُ الْجَنَّة

- ‌أَعْمَارُ أَهْلِ الْجَنَّة

- ‌صِفَةُ أَهْلِ الْجَنَّة

- ‌آخِرُ رَجُلٍ يَدْخُلُ الْجَنَّة

- ‌خاتمة

- ‌مَشْرُوعِيَّةُ سُؤالِ الْجَنَّة

- ‌الْإيمَانُ بِالْقَدَر

- ‌وُجُوبُ الْإيمَانِ بِالْقَدَر

- ‌أَقْوَالُ الصَّحَابَةِ والتَّابِعِينَ فِي الْقَدَر

- ‌حُكْمُ إنكَارِ الْقَدَر

- ‌الْهِدَايَةُ بِيَدِ اللهِ ، وَالضَّلَالُ بِيَدِ الله

- ‌تَقْدِيرُ الْمَقَادِيرِ قَبْلَ الْخَلْق

- ‌تَصْرِيفُ اللهِ تَعَالَى لِلْقُلُوب

- ‌إِذَا قَضَى اللهُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدّ

- ‌مَصِيرُ أَطْفَالِ الْمُسْلِمِين

- ‌مَصِيرُ أَطْفَالِ الْكُفَّارِ

- ‌مَا جَاءَ فِي أَنَّ الْمَوْلُودَ عَلَى الْفِطْرَة

- ‌مَصِيرُ مَنْ مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ وَغَيْرِهِم

- ‌الطَّاعَةُ بِقَدَر ، وَالْمَعْصِيَةُ بِقَدَر

- ‌الْخَيْرُ بِقَدَر ، وَالشَّرّ بِقَدَر

- ‌الْمَوْتُ بِقَدَر ، وَالْحَيَاةُ بِقَدَر

- ‌المَرَضُ بِقَدَر ، وَالصِّحَّةُ بِقَدَر

- ‌الْعِزُّ بِقَدَر ، وَالذُّلُّ بِقَدَر

- ‌الْأَرْزَاقُ بِقَدَر

- ‌كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَر

- ‌التَّوَكُّلُ عَلَى اللهِ مَعَ الْأَخْذِ بِالْأَسْبَاب

- ‌عَدَمُ مُنَافَاةِ التَّدَاوِي لِلتَّوَكُّل

- ‌الرِّضَا بِقَضَاءِ الله

- ‌مَا يَرُدُّ الْقَضَاء

- ‌كِتَابُ الْعَقِيدَة الثَّانِي

- ‌حَقِيقَةُ الْإيمَان

- ‌الْإيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَل

- ‌الْإيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُص

الفصل: ‌الطاعة بقدر ، والمعصية بقدر

‌الطَّاعَةُ بِقَدَر ، وَالْمَعْصِيَةُ بِقَدَر

قَالَ تَعَالَى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً (1)} (2)

(خ م ت د)، وَعَنْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" إِنَّ مُوسَى عليه السلام قَالَ: يَا رَبِّ ، أَرِنَا آدَمَ الَّذِي أَخْرَجَنَا وَنَفْسَهُ مِنْ الْجَنَّةِ ، فَأَرَاهُ اللهُ آدَمَ ، فَقَالَ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ؟ ، أَنْتَ أَبُونَا آدَمُ؟ ، فَقَالَ لَهُ آدَمُ: نَعَمْ)(3)(قَالَ: أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ (4) وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ ، وَأَسْكَنَكَ فِي جَنَّتِهِ؟) (5) (أَنْتَ الَّذِي أَشْقَيْتَ النَّاسَ وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنْ الْجَنَّةِ) (6) (بِخَطِيئَتِكَ إِلَى الْأَرْضِ؟) (7) (قَالَ: نَعَمْ ، قَالَ: فَمَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ) (8)(خَيَّبْتَنَا (9)) (10)(وَأَخْرَجْتَنَا وَنَفْسَكَ مِنْ الْجَنَّةِ (11)؟، فَقَالَ لَهُ آدَمُ: وَمَنْ أَنْتَ؟ ، قَالَ: أَنَا مُوسَى ، قَالَ: أَنْتَ نَبِيُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِي كَلَّمَكَ اللهُ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ ، وَلَمْ يَجْعَلْ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ رَسُولًا مِنْ خَلْقِهِ؟ ، قَالَ: نَعَمْ) (12)(قَالَ: وَأَعْطَاكَ اللهُ الْأَلْوَاحَ فِيهَا تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ؟ ، وَكَتَبَ لَكَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ ، قَالَ: فَبِكَمْ وَجَدْتَ اللهَ كَتَبَ التَّوْرَاةَ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي؟ ، وفي رواية: (قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ)(13)؟ ، قَالَ: بِأَرْبَعِينَ سَنَةً ، قَالَ آدَمُ: فَهَلْ وَجَدْتَ فِيهَا: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى؟} (14) قَالَ: نَعَمْ ، قَالَ: أَفَتَلُومُنِي عَلَى أَنْ عَمِلْتُ عَمَلًا كَتَبَهُ اللهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً (15)؟) (16)(قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى ")(17)

الشرح (18)

(1) مع أنه سبحانه عندما خلق آدم وضعه في الجنة، ولم يُنْزِله إلى الأرض مباشرة ولم يقل سبحانه: إني سأخلق بشرا ، وسأضعه في الجنة ، وقد علمتُ أنه سيعصيني ، ولذلك فإني سأنزلُه إلى الأرض! ، بل قال للملائكة قبل أن يخلق آدم:{إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} ، وهذا ما أقرَّ به آدمُ عليه السلام نفسُه في حديثِ محاجَّته لموسى عليه السلام حيث قال لموسى:" أَفَتَلُومُنِي عَلَى أَنْ عَمِلْتُ عَمَلًا " كَتَبَهُ اللهُ عَلَيَّ " قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً؟ "

(2)

[البقرة/30]

(3)

(د) 4702

(4)

أَيْ: مِنْ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ مَخْلُوقٌ ، وَلَا يَدَ لِأَحَدٍ فِيهِ ، فَالْإِضَافَةُ لِلتَّشْرِيفِ وَالتَّخْصِيصِ. تحفة الأحوذي - (ج 5 / ص 422)

(5)

(م) 2652

(6)

(خ) 4459

(7)

(م) 2652

(8)

(د) 4702

(9)

أَيْ: أَوْقَعْتنَا فِي الْخَيْبَة ، وَهِيَ الْحِرْمَان وَالْخَسْرَان. عون المعبود (10/ 219)

(10)

(خ) 6240

(11)

أَيْ: بِخَطِيئَتِكَ الَّتِي صَدَرَتْ مِنْك ، وَهِيَ أَكْلُكَ مِنْ الشَّجَرَة. عون (10/ 219)

(12)

(د) 4702

(13)

(ت) 2134 ، و (حم) 9165

(14)

[طه/121]

(15)

قَالَ النَّوَوِيّ: الْمُرَاد بِالتَّقْدِيرِ هُنَا: الْكِتَابَة فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ ، أَوْ فِي صُحُف التَّوْرَاة وَأَلْوَاحهَا، أَيْ: كَتَبَهُ عَلَيَّ قَبْل خَلْقِي بِأَرْبَعِينَ سَنَة.

وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُرَاد بِهِ حَقِيقَةُ الْقَدَر، فَإِنَّ عِلْمَ اللهِ تَعَالَى ، وَمَا قَدَّرَهُ عَلَى عِبَادِهِ ، وَأَرَادَ مِنْ خَلْقِهِ ، أَزَلِيٌّ لَا أَوَّل لَهُ. عون المعبود - (ج 10 / ص 219)

(16)

(م) 2652 ، (خ) 6240

(17)

(خ) 3228 ، (د) 4702

(18)

" فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى " أَيْ: غَلَبَهُ بِالْحُجَّةِ ، وَظَهَرَ عَلَيْهِ بِهَا.

قَالَ النَّوَوِيّ: فَإِنْ قِيلَ: فَالْعَاصِي مِنَّا لَوْ قَالَ: هَذِهِ الْمَعْصِيَةُ قَدَّرَهَا اللهُ عَلَيَّ ، لَمْ يَسْقُطْ عَنْهُ اللَّوْمُ وَالْعُقُوبَةُ بِذَلِكَ ، وَإِنْ كَانَ صَادِقًا فِيمَا قَالَهُ.

فَالْجَوَاب أَنَّ هَذَا الْعَاصِي بَاقٍ فِي دَارِ التَّكْلِيف ، جَارٍ عَلَيْهِ أَحْكَامُ الْمُكَلَّفِينَ مِنْ الْعُقُوبَةِ وَاللَّوْمِ وَالتَّوْبِيخِ وَغَيْرهَا، وَفِي لَوْمِهِ وَعُقُوبَتِهِ زَجْرٌ لَهُ وَلِغَيْرِهِ عَنْ مِثْلِ هَذَا الْفِعْل ، وَهُوَ مُحْتَاجٌ إِلَى الزَّجْرِ مَا لَمْ يَمُتْ، فَأَمَّا آدَم ، فَمَيِّتٌ خَارِجٌ عَنْ دَارِ التَّكْلِيفِ ، وَعَنْ الْحَاجَةِ إِلَى الزَّجْر ، فَلَمْ يَكُنْ فِي الْقَوْلِ الْمَذْكُورِ لَهُ فَائِدَة ، بَلْ فِيهِ إِيذَاءٌ وَتَخْجِيلٌ. عون المعبود - (ج 10 / ص 219)

ص: 408

(د)، وَعَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ (1) يَا أَبَا سَعِيدٍ ، أَخْبِرْنِي عَنْ آدَمَ ، أَلِلسَّمَاءِ خُلِقَ (2) أَمْ لِلْأَرْضِ؟ ، قَالَ: لَا ، بَلْ لِلْأَرْضِ ، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ لَوْ اعْتَصَمَ فَلَمْ يَأكُلْ مِنْ الشَّجَرَةِ (3)؟ ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْهُ بُدٌّ (4). (5)

(1) أَيْ: الْبَصْرِيّ ، وسَأَلَهُ عَنْ بَعْض فُرُوع مَسْأَلَة الْقَدَر لِيَعْرِفَ عَقِيدَته فِيهَا ، لِأَنَّ النَّاس كَانُوا يَتَّهِمُونَهُ قَدَرِيًّا ، إِمَّا لِأَنَّ بَعْض تَلَامِذَته مَالَ إِلَى ذَلِكَ ، أَوْ لِأَنَّهُ قَدْ تَكَلَّمَ بِكَلَامٍ اِشْتَبَهَ عَلَى النَّاس تَأوِيلُه ، فَظَنُّوا أَنَّهُ قَالَهُ لِاعْتِقَادِهِ مَذْهَبَ الْقَدَرِيَّة ، فَإِنَّ الْمَسْأَلَةَ مِنْ مَظَانِّ الِاشْتِبَاه. عون المعبود - (ج 10 / ص 134)

(2)

أَيْ: لِأَنْ يَسْكُن وَيَعِيش فِي الْجَنَّة. عون المعبود - (ج 10 / ص 134)

(3)

أَيْ: لَمْ يُذْنِب وَلَمْ يَأثَم. عون المعبود - (ج 10 / ص 134)

(4)

أَيْ: لَمْ يَكُنْ لَهُ بُدٌّ مِنْ أَكْلهَا. عون المعبود - (ج 10 / ص 134)

(5)

(د) 4614 ، وقال الشيخ الألباني: حسن الإسناد مقطوع.

ص: 409

(خ م حم)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:(مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَشْبَهَ بِاللَّمَمِ (1) مِمَّا قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا (2)) (3) (مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ ، فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ (4) (وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ (5)) (6) (وَزِنَا الْفَمِ الْقُبَلُ) (7) (وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ (8) وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ (9) وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا (10) وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى (11)) (12) (وَالْفَرْجُ: يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ) (13) (أَوْ يُكَذِّبُهُ (14) ") (15)

(1) يُرِيد بِاللَّمَمِ: مَا عَفَا اللهُ مِنْ صِغَارِ الذُّنُوب ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْله تَعَالَى:{الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِر الْإِثْم وَالْفَوَاحِش إِلَّا اللَّمَم} ، وَهُوَ مَا يُلِمّ بِهِ الْإِنْسَانُ مِنْ صِغَار الذُّنُوب ، الَّتِي لَا يَكَاد يَسْلَم مِنْهَا إِلَّا مَنْ عَصَمَهُ اللهُ وَحَفِظَهُ. عون (ج5ص37)

(2)

الْمُرَاد مِنْ الْحَظّ: مُقَدِّمَات الزِّنَا ، مِنْ التَّمَنِّي ، وَالتَّخَطِّي ، وَالتَّكَلُّم لِأَجْلِهِ ، وَالنَّظَر ، وَاللَّمْس ، وَالتَّخَلِّي. عون المعبود (ج5ص37)

(3)

(خ) 5889

(4)

أَيْ: حَظُّهَا عَلَى قَصْدِ الشَّهْوَة فِيمَا لَا يَحِلّ لَهُ. عون (ج 5 / ص 37)

(5)

أَيْ: الاسْتِمَاعُ إِلَى كَلَام الزَّانِيَة أَوْ الْوَاسِطَة. عون المعبود (ج 5 / ص 37)

(6)

(م) 2657

(7)

(حم) 10933 ، (د) 2152

(8)

أَيْ: التَّكَلُّم عَلَى وَجْه الْحُرْمَة ، كَالْمُوَاعَدَةِ. عون المعبود - (ج 5 / ص 37)

(9)

أَيْ: الْأَخْذُ وَاللَّمْسُ، وَيَدْخُلُ فِيهِ الْكِتَابَةُ ، وَرَمْيُ الْحَصَى عَلَيْهَا وَنَحْوهمَا. عون المعبود - (ج 5 / ص 37)

(10)

أَيْ: الْمَشْيُ إِلَى مَوْضِع الزِّنَا. عون المعبود - (ج 5 / ص 37)

(11)

زِنَا القلبِ: تَمَنِّيهِ وَاشْتِهَاؤُهُ وُقُوعَ الزِّنَا الْحَقِيقِيّ. عون (ج 5 / ص 37)

(12)

(م) 2657

(13)

(خ) 5889

(14)

قَالَ الطِّيبِيُّ: سَمَّى هَذِهِ الْأَشْيَاء بِاسْمِ الزِّنَا لِأَنَّهَا مُقَدِّمَات لَهُ ، وَمُؤْذِنَة بِوُقُوعِهِ ، وَنَسَبَ التَّصْدِيقَ وَالتَّكْذِيبَ إِلَى الْفَرْجِ لِأَنَّهُ مَنْشَؤُهُ وَمَكَانه ، أَيْ: يُصَدِّقهُ بِالْإِتْيَانِ بِمَا هُوَ الْمُرَاد مِنْهُ ، وَيُكَذِّبهُ بِالْكَفِّ عَنْهُ.

وَقِيلَ: مَعْنَاهُ: إِنْ فَعَلَ بِالْفَرْجِ مَا هُوَ الْمَقْصُود مِنْ ذَلِكَ ، فَقَدْ صَارَ الْفَرْج مُصَدِّقًا لِتِلْكَ الْأَعْضَاء، وَإِنْ تَرَكَ مَا هُوَ الْمَقْصُود مِنْ ذَلِكَ ، فَقَدْ صَارَ الْفَرْج مُكَذِّبًا. عون المعبود - (ج 5 / ص 37)

(15)

(خ) 6238

ص: 410

(ت)، وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلُّ عَيْنٍ زَانِيَةٌ (1) "(2)

(1) أَيْ: كُلُّ عَيْنٍ نَظَرَتْ إِلَى أَجْنَبِيَّةٍ عَنْ شَهْوَةٍ فَهِيَ زَانِيَةٌ. تحفة الأحوذي (7/ 95)

(2)

(ت) 2786 ، (حم) 19531

ص: 411

(خ م)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:(" كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ يَوْمَ بَدْرٍ)(1) وفي رواية: (يَوْمَ أُحُدٍ)(2) وفي رواية: (يَوْمَ حُنَيْنٍ)(3)(" اللَّهُمَّ إِنَّكَ إِنْ تَشَأ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ)(4)(بَعْدَ الْيَوْمِ (5) ") (6)

(1)(م) 58 - (1763)

(2)

(م) 23 - (1743) ، (حم) 13674

(3)

(حم) 12242 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.

(4)

(م) 23 - (1743) ، (حم) 12560

(5)

قَالَ الْعُلَمَاء: فِيهِ التَّسْلِيم لِقَدَرِ الله تَعَالَى، وَالرَّدّ عَلَى غُلَاةِ الْقَدَرِيَّةِ الزَّاعِمِينَ أَنَّ الشَّرَّ غَيْرُ مُرَادٍ وَلَا مُقَدَّر - تَعَالَى الله عَنْ قَوْلِهِمْ -.

وَهَذَا الْكَلَامُ مُتَضَمِّنٌ أَيْضًا لِطَلَبِ النَّصْر، وَجَاءَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَة أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم قَالَ هَذَا يَوْم أُحُد، وَجَاءَ بَعْده أَنَّهُ قَالَهُ يَوْم بَدْر، وَهُوَ الْمَشْهُور فِي كُتُب السِّيَر وَالْمَغَازِي، وَلَا مُعَارَضَة بَيْنَهُمَا، فَقَالَهُ فِي الْيَوْمَيْنِ. وَالله أَعْلَم. شرح النووي (6/ 187)

(6)

(خ) 2758 ، (حم) 12242

ص: 412

(خ ت س حم)، وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه عَنْ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:(" مَا بَعَثَ اللهُ مِنْ نَبِيٍّ ، وَلَا اسْتَخْلَفَ)(1)(بَعْدَهُ مِنْ خَلِيفَةٍ)(2)(إِلَّا كَانَتْ لَهُ بِطَانَتَانِ: بِطَانَةٌ تَأمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ ، وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ)(3)(وَتَنْهَاهُ عَن الْمُنْكَرِ ، وَبِطَانَةٌ لَا تَألُوهُ خَبَالًا)(4)(تَأمُرُهُ بِالشَّرِّ وَتَحُضُّهُ عَلَيْهِ)(5)(وَهُوَ مَعَ الَّتِي تَغْلِبُ عَلَيْهِ مِنْهُمَا)(6)(وَمَنْ وُقِيَ شَرَّ بِطَانَةِ السُّوءِ فَقَدْ وُقِيَ)(7)(وَالْمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَ اللهُ ")(8)

الشرح (9)

(1)(خ) 6773 ، (س) 4202 ، (حم) 11360

(2)

(س) 4203 ، (خ) 6773 ، (حم) 11360

(3)

(خ) 6773 ، (س) 4202 ، (حم) 11360

(4)

(ت) 2367 ، (س) 4203 ، (حم) 7238 ، انظر الصَّحِيحَة: 1641

(5)

(خ) 6773 ، (س) 4202 ، (حم) 11360

(6)

(حم) 7238 ، (س) 4201

(7)

(حم) 7874 ، (ت) 2367 ، (س) 4201

(8)

(خ) 6237 ، (س) 4202 ، (حم) 11360

(9)

أَيْ: مَنْ عَصَمَهُ اللهُ بِأَنْ حَمَاهُ مِنْ الْوُقُوع فِي الْهَلَاك أَوْ مَا يَجُرُّ إِلَيْهِ ، يُقَال: عَصَمَهُ اللهُ مِنْ الْمَكْرُوه: وَقَاهُ وَحَفِظَهُ ، وَاعْتَصَمْتُ بِاللهِ: لَجَأت إِلَيْهِ، وَعِصْمَةُ الْأَنْبِيَاء عَلَى نَبِيّنَا وَعَلَيْهِمْ الصَّلَاة وَالسَّلَام: حِفْظُهُمْ مِنْ النَّقَائِص ، وَتَخْصِيصُهُمْ بِالْكِمَالَاتِ النَّفْسِيَّة ، وَالنُّصْرَة ، وَالثَّبَاتِ فِي الْأُمُور ، وَإِنْزَالِ السَّكِينَة وَالْفَرْقُ بَيْنهمْ وَبَيْن غَيْرهمْ أَنَّ الْعِصْمَة فِي حَقِّهِمْ بِطَرِيقِ الْوُجُوب ، وَفِي حَقِّ غَيْرهِمْ بِطَرِيقِ الْجَوَاز. فتح الباري (ج 18 / ص 454)

ص: 413

(د)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَرَادَ اللهُ بِالأَمِيرِ خَيْرًا (1) جَعَلَ لَهُ وَزِيرًا [صَالِحًا] (2) إِنْ نَسِيَ ذَكَّرَهُ وَإِنْ ذَكَرَ أَعَانَهُ، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِهِ غَيْرَ ذَلِكَ (3) جَعَلَ لَهُ وَزِيرَ سُوءٍ، إِنْ نَسِيَ لَمْ يُذَكِّرْهُ، وَإِنْ ذَكَرَ لَمْ يُعِنْهُ "(4)

(1) أَيْ: فِي الدُّنْيَا وَالْعُقْبَى. عون المعبود - (ج 6 / ص 406)

(2)

(س) 4204

(3)

أَيْ: شَرًّا. عون المعبود - (ج 6 / ص 406)

(4)

(د) 2932 ، (س) 4204 ، صَحِيح الْجَامِع: 302، الصَّحِيحَة: 489

ص: 414