الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صِفَةُ أَنْهَارِ الْجَنَّة
(ت)، وَعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَحْرَ الْمَاءِ ، وَبَحْرَ الْعَسَلِ ، وَبَحْرَ اللَّبَنِ ، وَبَحْرَ الْخَمْرِ ثُمَّ تَشَقَّقُ الْأَنْهَارُ مِنْهَا بَعْدُ "(2)
(1)[محمد: 15]
(2)
(ت) 2571 ، (حم) 20064 ، صَحِيح الْجَامِع: 2122 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3722
(م)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " سَيْحَانُ وَجَيْحَانُ (1) وَالنِّيلُ وَالْفُرَاتُ ، كُلٌّ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ "(2) الشرح (3)
(1) اِعْلَمْ أَنَّ سَيْحَان وَجَيْحَان ، غَيْر سَيْحُون وَجَيْحُون، فَأَمَّا سَيْحَان وَجَيْحَان الْمَذْكُورَانِ فِي هَذَا الْحَدِيث اللَّذَانِ هُمَا مِنْ أَنْهَار الْجَنَّة فِي بِلَاد الْأَرْمَن، فَجَيْحَان نَهَر الْمُصَيِّصَة، وَسَيْحَان نَهَر إِذْنَة، وَهُمَا نَهْرَان عَظِيمَانِ جِدًّا ، أَكْبَرهمَا جَيْحَان، فَهَذَا هُوَ الصَّوَاب فِي مَوْضِعهمَا.
وَأَمَّا قَوْل الْجَوْهَرِيّ فِي صِحَاحه: جَيْحَان نَهْر الشَّام، قَالَ الْحَازِمِيّ: سَيْحَان نَهْر عِنْد الْمُصَيِّصَة، قَالَ: وَهُوَ غَيْر سَيْحُون.
وَقَالَ صَاحِب نِهَايَة الْغَرِيب: سَيْحَان وَجَيْحَان: نَهْرَان بِالْعَوَاصِمِ عِنْد الْمُصَيِّصَة وَطُرْسُوس، وَاتَّفَقُوا كُلُّهمْ عَلَى أَنَّ جَيْحُون نَهْر وَرَاء خُرَاسَان ، عِنْد بَلْخ ، وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّهُ غَيْر جَيْحَان، وَكَذَلِكَ سَيْحُون غَيْر سَيْحَان. شرح النووي (17/ 176)
(2)
(م) 2839 ، (حم) 7873
(3)
جعل الأنهار الأربعة لعذوبة مائها ، وكثرة منافعها ، كأنها من أنهار الجنة ، ويُحتمل أن يكون المراد بها الأنهار الأربعة التي هي أصول أنهار الجنة ، وسمَّاها بأسامي الأنهار الأربعة التي هي أعظم أنهار الدنيا وأشهرها وأعذبها ، وأفْيَدُها عند العرب على سبيل التشبيه والتمثيل ، ليُعلم أنها في الجنة بمثابتها ، وأن ما في الدنيا من أنواع المنافع والنعائم ، أنموذجات لما يكون في الآخرة ، وكذا ما فيها من المضارِّ المُرْدِيَة ، والمُستكرَهات المُؤذِية.
قال ابن حزم: ظن بعض الأغبياء أن تلك الروضة الشريفة ، قطعة مقتطعة من الجنة ، وأن الأنهار سيحان وجيحان والفرات والنيل مُهبطة من الجنة ، وهذا باطل ، لأن الله تعالى يقول في الجنة {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى ، وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى} طه118 - 119 ، وليست هذه صفة الأنهار المذكورة ، ولا الروضة ، ومن ثَمَّ ، لو حلف داخلها أنه دخل الجنة ، حنث ، فصحَّ أن قوله " من الجنة " إنما هو لفضلها ، وأن الصلاة فيها (الروضة) تؤدي إلى الجنة ، وأن تلك الأنهار لِطِيبها وبركتها أُضيفت إلى الجنة ، كما قيل في الضأن:" إنها من دواب الجنة " وقد جاء أن حِلَقَ الذكر من رياض الجنة. مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (ج 16 / ص 237)
(حب)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنْهَارُ الْجَنَّةِ تَخْرُجُ مِنْ تَحْتِ جِبَالِ مِسْكٍ "(1)
(1)(حب) 7408 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3721
(صفة الجنة لابن أبي الدنيا)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:" لَعَلَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ أُخْدُودٌ فِي الْأَرْضِ ، لَا وَاللهِ، إِنَّهَا لَسَائِحَةٌ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، إحدى حافَّتيها اللُّؤْلُؤُ، وَالْأُخْرَى الْيَاقُوتُ وَطِينُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا الْأَذْفَرُ؟، قَالَ:" الَّذِي لَا خَلْطَ له (1) "(2)
(1) أَيْ: الصافي من الشوائب.
(2)
الصَّحِيحَة تحت حديث: 2513 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3723
(خ م ت د جة حم)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:(" بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ بَيْنَ أَظْهُرِنَا ، إِذْ أَغْفَى إِغْفَاءَةً ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ مُتَبَسِّمًا " ، فَقُلْنَا: مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ ، قَالَ: " أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفاً (1) سُورَةٌ ، فَقَرَأَ:{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ، إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الَأَبْتَرُ} ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ؟ " ، فَقُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ) (2) (فَقَالَ: هُوَ نَهَرٌ يَجْرِي ، وَلَمْ يُشَقَّ شَقًّا) (3) وفي رواية: (يَجْرِي كَذَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ، لَيْسَ مَشْقُوقًا) (4) (أَعْطَانِيهُ اللهُ عز وجل فِي الْجَنَّةِ) (5) (عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ) (6) (عَلَيْهِ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (7) (مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْهِ) (8) (كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ (9) وَصَنْعَاءَ مِنَ الْيَمَنِ) (10) (أَوْ كَمَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَعُمَانَ) (11) (وَزَوَايَاهُ سَوَاءٌ) (12) (- يَعْنِي عَرْضُهُ مِثْلُ طُولِهِ -) (13) (حَافَّتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ الْمُجَوَّفِ) (14) (حَصَاهُ اللُّؤْلُؤُ) (15) (تُرَابُهُ الْمِسْكٌ) (16) (يَغُتُّ فِيهِ مِيزَابَانِ يَمُدَّانِهِ مِنْ الْجَنَّةِ ، أَحَدُهُمَا مِنْ ذَهَبٍ ، وَالْآخَرُ مِنْ وَفِضَّةٍ) (17) (مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ) (18) (وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنْ الْمِسْكِ) (19) (فِيهِ أَبَارِيقُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ) (20) (مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً ، لَمْ يَظْمَأ بَعْدَهَا أَبَدًا) (21) (وَلَمْ يَسْوَدَّ وَجْهُهُ أَبَدًا) (22) (تَرِدُهُ طَيْرٌ أَعْنَاقُهَا مِثْلُ أَعْنَاقِ الْجُزُرِ (23) "، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهَا لَنَاعِمَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَكَلَتُهَا (24) أَنْعَمُ مِنْهَا) (25) (وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَأكُلُ مِنْهَا يَا أَبَا بَكْرٍ ") (26)
(1) أي: قبل قليل.
(2)
(م) 400
(3)
(حم) 13603 ، (س) 904
(4)
(حم) 12564 ، (صحيح)، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3619 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.
(5)
(حم) 13500 ، (د) 784
(6)
(م) 400
(7)
(د) 4747 ، (م) 400
(8)
(م) 2299
(9)
أيلة: مدينة في أقصى جنوب فلسطين ، على ساحل البحر الأحمر ، بقرب مدينة العقبة الأردنية.
(10)
(خ) 6209 ، (م) 2303
(11)
(جة) 4304
(12)
(م) 2292
(13)
(حم) 15161 ، (م) 2300
(14)
(خ) 4680 ، (ت) 3359
(15)
(حم) 12564 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.
(16)
(حم) 13500 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.
(17)
(م) 2301
(18)
(م) 2300 ، (ت) 2444
(19)
(خ) 6208 ، (م) 2292
(20)
(جة) 4305 ، (خ) 6209 ، (م) 247
(21)
(ت) 2444 ، (خ) 6208 ، (م) 2299
(22)
(حم) 22210 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده قوي.
(23)
أي: مثل أعناق الإبل.
(24)
أي: الذين يأكلون منها.
(25)
(حم) 13500
(26)
(حم) 13335 ، (ت) 2542 ، صَحِيح الْجَامِع: 4614 ، الصَّحِيحَة: 2514 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3614 ، 3740 ، وقال الأرناءوط: صحيح.