الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشَّفَاعَة
(حم)، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ رَمْلَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " رَأَيْتُ مَا تَلْقَى أُمَّتِي مِنْ بَعْدِي (1) وَسَفْكَ بَعْضِهِمْ دِمَاءَ بَعْضٍ (2) وَسَبَقَ ذَلِكَ مِنْ اللهِ تَعَالَى كَمَا سَبَقَ فِي الْأُمَمِ (3) فَأَحْزَنَنِي وَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيَّ، فَسَأَلْتُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُوَلِّيَنِي فِيهِمْ شَفَاعَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَفَعَلَ (4) "(5)
(1) أَيْ: أطلعني الله بالوحي ، أو بالعرض التمثيلي. فيض القدير (1/ 613)
(2)
أي: أراني الله ما وقع بينهم من الفتن والحروب ، حتى أهرق بعضهم دماء بعض. فيض القدير - (ج 1 / ص 614)
(3)
أَيْ: أن سفك بعضهم دم بعض سبق به قضاء الله ، كما وقع لمن قبلهم. فيض القدير - (ج 1 / ص 614)
(4)
أَيْ: أعطاني ما سألته. فيض القدير - (ج 1 / ص 614)
(5)
(حم) 27450 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 918 ، الصَّحِيحَة: 1440
(صم)، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عُقَيْلٍ رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ قَائِلٌ مِنَّا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا سَأَلْتَ رَبَّكَ مُلْكًا كَمُلْكِ سُلَيْمَانَ؟ ، " فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ: لَعَلَّ لِصَاحِبِكُمْ عِنْدَ اللهِ أَفْضَلَ مِنْ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ، إِنَّ اللهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلَّا أَعْطَاهُ دَعْوَةً فَمِنْهُمْ مَنِ اتَّخَذَهَا دُنْيَا ، فَأُعْطِيهَا، وَمِنْهُمْ مَنْ دَعَا بِهَا عَلَى قَوْمِهِ إِذْ عَصَوْهُ ، فَأُهْلِكُوا بِهَا، وَإِنَّ اللهَ أَعْطَانِي دَعْوَةً ، فَخَبَّيْتُهَا عِنْدَ رَبِّي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (1)
(1) ظلال الجنة: 824 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3635
(خ م حم)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ)(1)(قَدْ دَعَا بِهَا لِأُمَّتِهِ)(2)
وفي رواية: (دَعَا بِهَا فِي أُمَّتِهِ ، فَاسْتُجِيبَ لَهُ ، وَإِنِّي اخْتَبَأتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَهِيَ نَائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللهُ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا ")(3)
(1)(خ) 5945
(2)
(حم) 13305 ، (جة) 4307 ، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.
(3)
(م) 199 ، (خ) 7036
(س حم)، وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ:(" صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً ، فَقَرَأَ بِآيَةٍ)(1)(فَرَدَّدَهَا حَتَّى أَصْبَحَ)(2)(يَرْكَعُ بِهَا ، وَيَسْجُدُ بِهَا)(3)(وَالْآيَةُ: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ، وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ ، فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (4)) (5)(فَلَمَّا أَصْبَحَ " قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا زِلْتَ تَقْرَأُ هَذِهِ الْآية حَتَّى أَصْبَحْتَ ، تَرْكَعُ بِهَا وَتَسْجُدُ بِهَا ، فَقَالَ: " إِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي عز وجل الشَّفَاعَةَ لِأُمَّتِي ، فَأَعْطَانِيهَا ، وَهِيَ نَائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللهُ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ عز وجل شَيْئًا ")(6)
(1)(حم) 21366 ، (س) 1010 ، (جة) 1350 ، وقال الأرناؤوط: إسناده حسن.
(2)
(حم) 21425 ، (س) 1010 ، (جة) 1350 ، وقال الأرناؤوط: إسناده حسن.
(3)
(حم) 21366
(4)
[المائدة/118]
(5)
(س) 1010 ، (حم) 21366 ، (ش) 8368 ، (ك) 879
(6)
(حم) 21366 ، (ش) 31767 ، (هق) 4717 ، صفة الصلاة ص121
(حم)، وَعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ رضي الله عنه قَالَ:" عَرَّسَ (1) بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ " ، فَافْتَرَشَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا ذِرَاعَ رَاحِلَتِهِ ، قَالَ: فَانْتَهَيْتُ إِلَى بَعْضِ الْإِبِلِ ، فَإِذَا نَاقَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ قُدَّامَهَا أَحَدٌ ، فَانْطَلَقْتُ أَطْلُبُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ قَيْسٍ رضي الله عنهما قَائِمَانِ ، فَقُلْتُ: أَيْنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ ، فَقَالَا: مَا نَدْرِي ، غَيْرَ أَنَّا سَمِعْنَا صَوْتًا بِأَعْلَى الْوَادِي مِثْلُ هَزِيزِ [الرَّحَا] (2) فَقُلْتُ: امْكُثُوا يَسِيرًا ، " ثُمَّ جَاءَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي، فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ، وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ فَاخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ "، فَقُلْنَا: نَنْشُدُكَ اللهَ وَالصُّحْبَةَ لَمَا جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ ، قَالَ: " فَإِنَّكُمْ مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِي " ، قَالَ: فَأَقْبَلْنَا مَعَانِيقَ (3) إِلَى النَّاسِ ، فَإِذَا هُمْ قَدْ فَزِعُوا وَفَقَدُوا نَبِيَّهُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ مِنْ رَبِّي آتٍ ، فَخَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ نِصْفُ أُمَّتِي الْجَنَّةَ ، وَبَيْنَ الشَّفَاعَةِ ، وَإِنِّي اخْتَرْتُ الشَّفَاعَةَ " ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ ، نَنْشُدُكَ اللهَ وَالصُّحْبَةَ لَمَا جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ شَفَاعَتِكَ ، فَلَمَّا أَضَبُّوا عَلَيْهِ (4) قَالَ: " فَأَنَا أُشْهِدُكُمْ أَنَّ شَفَاعَتِي لِمَنْ مَاتَ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا مِنْ أُمَّتِي " (5)
(1) التعريس: نُزُول الْمُسَافِر آخِر اللَّيْل لِلنَّوْمِ وَالِاسْتِرَاحَة. حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 1 / ص 305)
(2)
(حم) 19634 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.
(3)
أَيْ: مُسْرِعين.
(4)
أي: اجتمعوا عليه.
(5)
(حم) 24048 ، (ت) 2441 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 56، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3637، المشكاة: 5600
(خ)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لَا يَسْأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلَ مِنْكَ ، لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ، أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، خَالِصًا (1) مِنْ قَلْبِهِ ، أَوْ نَفْسِهِ "(2)
(1) في قَوْله: (خَالِصًا) اِحْتِرَازٌ مِنْ الْمُنَافِق. (فتح - ح99)
(2)
(خ) 4999 ، 6201 ، (حم) 8845
(حم) ، وَعَنِ ابْنِ دَارَّةَ ، مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ: إِنَّا لَبِالْبَقِيعِ (1) مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه إِذْ سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْقِيَامَةِ، قَالَ: فَتَدَاكَّ النَّاسُ عَلَيْهِ (2) فَقَالُوا: إِيهِ (3) يَرْحَمُكَ اللهُ؟ ، قَالَ:" يَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِكُلِّ عَبْدٍ مُسْلِمٍ لَقِيَكَ يُؤْمِنُ بِي ، وَلَا يُشْرِكُ بِكَ "(4)
(1) الْبَقِيع: مَقْبَرَة الْمُسْلِمِينَ بالمدينة.
(2)
أي: اجتمعوا عليه.
(3)
أي: حَدِّثْنَا ، مَنْ هُمْ؟.
(4)
(حم) 10478 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن.
(خ م ت حم)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وأبي سَعِيدٍ رضي الله عنهما قَالَا:(كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي دَعْوَةٍ)(1)(فَوُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَصْعَةٌ (2) مِنْ ثَرِيدٍ (3) وَلَحْمٍ، فَتَنَاوَلَ الذِّرَاعَ - وَكَانَتْ أَحَبَّ الشَّاةِ إِلَيْهِ - فَنَهَسَ (4) مِنْهَا نَهْسَةً وَقَالَ:) (5)(" إِنِّي لَأَوَّلُ النَّاسِ تَنْشَقُّ الْأَرْضُ عَنْ جُمْجُمَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ (6) وَلَا فَخْرَ) (7)(وَلِوَاءُ الْحَمْدِ بِيَدِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ (8) وَلَا فَخْرَ ، وَأَنَا أَوَّلُ شَافِعٍ ، وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ (9) وَلَا فَخْرَ) (10)(وَمَا مِنْ نَبِيٍّ يَوْمَئِذٍ ، آدَمَ فَمَنْ سِوَاهُ إِلَّا تَحْتَ لِوَائِي)(11)(وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا فَخْرَ)(12)(وَأَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (13) وَلَا فَخْرَ) (14)(ثُمَّ نَهَسَ أُخْرَى فَقَالَ: أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَلَمَّا رَأَى أَصْحَابَهُ لَا يَسْأَلُونَهُ قَالَ: أَلَا تَقُولُونَ كَيْفَ؟ " ، قَالُوا: كَيْفَ يَا رَسُولَ اللهِ؟)(15)(قَالَ: يَجْمَعُ اللهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ)(16)(لِمِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ)(17)(فِي صَعِيدٍ (18) وَاحِدٍ) (19)(قِيَامًا أَرْبَعِينَ سَنَةً ، شَاخِصَةً (20) أَبْصَارُهُمْ إِلَى السَّمَاءِ يَنْتَظِرُونَ فَصْلَ الْقَضَاءِ) (21)(يُبْصِرُهُمْ النَّاظِرُ ، وَيُسْمِعُهُمْ الدَّاعِي)(22)(وَنَجِيءُ نَحْنُ عَلَى كَذَا وَكَذَا انْظُرْ (23) أَيْ: ذَلِكَ فَوْقَ النَّاسِ) (24)(وَمَاجَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ (25)) (26)(وَتَدْنُو مِنْهُمْ الشَّمْسُ عَلَى قَدْرِ مِيلٍ)(27)(وَيُزَادُ فِي حَرِّهَا كَذَا وَكَذَا ، يَغْلِي مِنْهَا الْهَوَامُّ كَمَا تَغْلِي الْقُدُورُ)(28)(فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ وفي رواية: (عَلَى قَدْرِ خَطَايَاهُمْ)(29) فِي الْعَرَقِ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ الْعَرَقُ إِلَى كَعْبَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ الْعَرَقُ إِلَى سَاقَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ الْعَرَقُ إِلَى وَسَطِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ إلْجَامًا - وَأَشَارَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ -) (30)(ويُطَوَّلُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ عَلَى النَّاسِ)(31)(فَيَبْلُغُ النَّاسَ مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لَا يُطِيقُونَ وَلَا يَحْتَمِلُونَ)(32)(فأَمَّا الْكَافِرُ فَيَتَغَشَّاهُ الْمَوْتُ ، وَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَهُوَ عَلَيْهِ كَالزَّكْمَةِ (33)) (34)(وَيَقُومُ الْمُؤْمِنُونَ حَتَّى تُزْلَفَ لَهُمْ الْجَنَّةُ (35)) (36)(فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ: أَلَا تَرَوْنَ إِلَى مَا أَنْتُمْ فِيهِ؟ ، أَلَا تَرَوْنَ إِلَى مَا بَلَغَكُمْ؟ ،أَلَا تَنْظُرُونَ إِلَى مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ؟)(37)(لَوْ اسْتَشْفَعْنَا (38) إِلَى رَبِّنَا فَيُرِيحُنَا مِنْ مَكَانِنَا) (39)(فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى آدَمَ أَبِي الْبَشَرِ فَيَشْفَعَ لَنَا إِلَى رَبِّنَا فَلْيَقْضِ بَيْنَنَا)(40)(قَالَ: فَيَأتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ ، أَنْتَ آدَمُ أَبُو الْبَشَرِ ، خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ (41)) (42)(وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَيْءٍ وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ)(43)(أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟، أَلَا تَرَى إِلَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟)(44)(فَاشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا)(45)(فَيَقُولُ آدَمُ: وَهَلْ أَخْرَجَكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَّا خَطِيئَةُ أَبِيكُمْ آدَمَ؟ (46) لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ) (47)(إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُهُ ، نَفْسِي ، نَفْسِي ، نَفْسِي (48) اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ) (49) (فَإِنَّهُ أَوَّلُ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ) (50) (قَالَ: فَيَأتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ ، أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ ، وَسَمَّاكَ اللهُ {عَبْدًا شَكُورًا} (51) اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا بَلَغَنَا؟) (52) (فَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ) (53) (- سُؤَالَهُ رَبَّهُ مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْمٌ (54) -) (55) (فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّي عز وجل قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ دَعَوْتُهَا عَلَى قَوْمِي ، وفي رواية:(إِنِّي دَعَوْتُ عَلَى أَهْلِ الْأَرْضِ دَعْوَةً فَأُهْلِكُوا)(56) نَفْسِي ، نَفْسِي ، نَفْسِي ، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ) (57) (خَلِيلِ الرَّحْمَنِ) (58) (قَالَ: فَيَأتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيمُ، أَنْتَ نَبِيُّ اللهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟) (59) (فَيَقُولُ لَهُمْ إِبْرَاهِيمُ: لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ، إِنَّمَا كُنْتُ خَلِيلًا مِنْ وَرَاءَ وَرَاءَ (60)) (61) (وَإِنِّي قَدْ كُنْتُ كَذَبْتُ ثَلَاثَ كَذِبَاتٍ (62)) (63) (- وهي قَوْلَهُ:{إِنِّي سَقِيمٌ} (64) وَقَوْلَهُ: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} (65) وَقَوْلَهُ فِي الْكَوْكَبِ: {هَذَا رَبِّي} (66)) (67)(وَأَتَى عَلَى جَبَّارٍ مُتْرَفٍ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ، فَقَالَ: أَخْبِرِيهِ أَنِّي أَخُوكِ فَإِنِّي مُخْبِرُهُ أَنَّكِ أُخْتِي -)(68)(فَيَقُولُ لَهُمْ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، نَفْسِي ، نَفْسِي ، نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى مُوسَى)(69)(عَبْدًا)(70)(اصْطَفَاهُ اللهُ بِرِسَالَاتِهِ وَبِكَلَامِهِ)(71)(وَقَرَّبَهُ نَجِيًّا (72)) (73)(قَالَ: فَيَأتُونَ مُوسَى فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى، أَنْتَ رَسُولُ اللهِ، فَضَّلَكَ اللهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلَامِهِ عَلَى النَّاسِ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟)(74)(فَيَذْكُرُ مُوسَى خَطِيئَتَهُ الَّتِي أَصَابَ)(75)(فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنِّي قَدْ قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أُومَرْ بِقَتْلِهَا ، نَفْسِي ، نَفْسِي ، نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ)(76)(عَبْدِ اللهِ وَرَسُولِهُ ، وَرُوحِ اللهِ وَكَلِمَتِهِ)(77)(قَالَ: فَيَأتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى، أَنْتَ رَسُولُ اللهِ ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَكَلَّمْتَ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟، فَيَقُولُ عِيسَى: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ - وَلَمْ يَذْكُرْ عِيسَى ذَنْبًا - نَفْسِي ، نَفْسِي ، نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ)(78)(عَبْدٍ غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ)(79)(وَهُوَ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ ، فَإِنَّهُ قَدْ حَضَرَ الْيَوْمَ، قَالَ عِيسَى: أَرَأَيْتُمْ لَوْ كَانَ مَتَاعٌ فِي وِعَاءٍ قَدْ خُتِمَ عَلَيْهِ، هَلْ كَانَ يُقْدَرُ عَلَى مَا فِي الْوِعَاءِ حَتَّى يُفَضَّ الْخَاتَمُ؟ ، فَيَقُولُونَ: لَا، قَالَ: فَإِنَّ مُحَمَّدًا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ)(80)(قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فَيَأتُونِي، وَإِنِّي لَقَائِمٌ أَنْتَظِرُ أُمَّتِي تَعْبُرُ عَلَى الصِّرَاطِ، إِذْ جَاءَنِي عِيسَى فَقَالَ: هَذِهِ الْأَنْبِيَاءُ قَدْ جَاءَتْكَ يَجْتَمِعُونَ إِلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ، وَيَدْعُونَ اللهَ أَنْ يُفَرِّقَ جَمْعَ الْأُمَمِ إِلَى حَيْثُ يَشَاءُ اللهُ لِغَمِّ مَا هُمْ فِيهِ ، فالْخَلْقُ مُلْجَمُونَ فِي الْعَرَقِ)(81)(فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ أَنْتَ رَسُولُ اللهِ، وَخَاتَمُ الَأَنْبِيَاءِ، وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ)(82)(فَلِيَقْضِ بَيْنَنَا)(83)(أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟، أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟)(84)(قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فَأَقُولُ: أَنَا لَهَا)(85)(انْتَظِرْ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ)(86)(فَيَوْمَئِذٍ يَبْعَثُهُ اللهُ مَقَامًا مَحْمُودًا ، يَحْمَدُهُ أَهْلُ الْجَمْعِ كُلُّهُمْ)(87)(قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي عز وجل)(88) وفي رواية: (فَآتِي بَابَ الْجَنَّةِ، فَآخُذُ بِحَلْقَةِ الْبَابِ)(89)(فَأُقَعْقِعُهَا ، فَيُقَالُ: مَنْ هَذَا؟ ، فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ ، فَيَفْتَحُونَ لِي ، وَيُرَحِّبُونَ بِي ، فَيَقُولُونَ: مَرْحَبًا)(90)(فَإِذَا الْجَبَّارُ عز وجل مُسْتَقْبِلِي)(91)(فَأَخِرُّ سَاجِدًا)(92)(ثُمَّ يَفْتَحُ اللهُ عَلَيَّ)(93)(وَيُلْهِمُنِي)(94)(مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي)(95)(فَلَقِيَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا لَمْ يَلْقَ مَلَكٌ مُصْطَفًى ، وَلَا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، فَأَوْحَى اللهُ عز وجل إِلَى جِبْرِيلَ: اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ لَهُ:)(96)(يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأسَكَ ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ ، وَسَلْ تُعْطَهْ)(97)(وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ)(98)(قَالَ: فَأَرْفَعُ رَأسِي فَأَقُولُ: أُمَّتِي يَا رَبِّ، أُمَّتِي يَا رَبِّ، أُمَّتِي يَا رَبِّ (99) فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، وَهُمْ (100) شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ الْأَبْوَابِ (101) ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ مَا بَيْنَ الْمِصْرَاعَيْنِ (102) مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرٍ (103) أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى (104)) (105) (ثُمَّ يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ تُعْرَضُ كَأَنَّهَا سَرَابٌ (106)) (107) (فَيُنَادِي مُنَادٍ فَيَقُولُ: لِتَتْبَعْ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ) (108)(مَنْ كَانَ يَعْبُدُ شَيْئًا فَلْيَتَّبِعْهُ)(109)(فَيُمَثَّلُ لِصَاحِبِ الصَّلِيبِ صَلِيبُهُ)(110)(وَيُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عِيسَى شَيْطَانُ عِيسَى، وَيُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عُزَيْرًا شَيْطَانُ عُزَيْرٍ)(111)(وَيُمَثَّلُ لِصَاحِبِ التَّصَاوِيرِ تَصَاوِيرُهُ، وَلِصَاحِبِ النَّارِ نَارُهُ)(112)(وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الشَّمْسَ الشَّمْسَ، وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الْقَمَرَ الْقَمَرَ، وَيَتْبَعُ مَنْ كَانَ يَعْبُدُ الطَّوَاغِيتَ الطَّوَاغِيتَ)(113)(وَأَصْحَابُ الْأَوْثَانِ مَعَ أَوْثَانِهِمْ ، وَأَصْحَابُ كُلِّ آلِهَةٍ مَعَ آلِهَتِهِمْ)(114)(فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ كَانَ يَعْبُدُ غَيْرَ اللهِ سُبْحَانَهُ مِنَ الْأَصْنَامِ وَالْأَنْصَابِ إِلَّا يَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ إِلَّا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ مِنْ بَرٍّ وَفَاجِرٍ)(115)(وَغُبَّرُ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ (116)) (117)
وفي رواية: (فَيُدْعَى الْيَهُودُ ، فَيُقَالُ لَهُمْ: مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ ، قَالُوا: كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرَ ابْنَ اللهِ، فَيُقَالُ لَهُمْ: كَذَبْتُمْ، مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ صَاحِبَةٍ وَلَا وَلَدٍ، فَمَا تُرِيدُونَ؟، قَالُوا: عَطِشْنَا يَا رَبَّنَا فَاسْقِنَا، فَيُشَارُ إِلَيْهِمْ أَلَا تَرِدُونَ؟)(118)(اشْرَبُوا)(119)(فَيُحْشَرُونَ إِلَى النَّارِ كَأَنَّهَا سَرَابٌ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا (120) فَيَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ ، ثُمَّ يُدْعَى النَّصَارَى ، فَيُقَالُ لَهُمْ: مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ ، قَالُوا: كُنَّا نَعْبُدُ الْمَسِيحَ ابْنَ اللهِ، فَيُقَالُ لَهُمْ: كَذَبْتُمْ، مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ صَاحِبَةٍ وَلَا وَلَدٍ، فَمَا تُرِيدُونَ؟ ، فَيَقُولُونَ: عَطِشْنَا يَا رَبَّنَا فَاسْقِنَا، فَيُشَارُ إِلَيْهِمْ أَلَا تَرِدُونَ؟) (121)(اشْرَبُوا ، فَيَذْهَبُ أَصْحَابُ الصَّلِيبِ مَعَ صَلِيبِهِمْ)(122)(فَيُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ كَأَنَّهَا سَرَابٌ ، يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَيَتَسَاقَطُونَ فِي النَّارِ)(123)(حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ)(124)(مِن هَذِهِ الْأُمَّةِ)(125)(مِنْ بَرٍّ (126) أَوْ فَاجِرٍ) (127)(فِيهَا مُنَافِقُوهَا)(128)(وَبَقَايَا أَهْلِ الْكِتَابِ - وَقَلَّلَهُمْ بِيَدِهِ -)(129)(فَيَأتِيهِمْ اللهُ عز وجل فِي غَيْرِ الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ)(130)(فَوَقَفَ عَلَيْهِمْ - وَالْمُؤْمِنُونَ عَلَى كَوْمٍ (131) -) (132)(فَيَقُولُ لَهُمْ: مَا بَالُ النَّاسِ ذَهَبُوا وَأَنْتُمْ هَاهُنَا؟)(133)(مَا يَحْبِسُكُمْ وَقَدْ ذَهَبَ النَّاسُ؟)(134)(مَا تَنْتَظِرُونَ؟)(135)(أَلَا تَتَّبِعُونَ النَّاسَ؟)(136)(لِتَتْبَعُ كُلُّ أُمَّةٍ مَا كَانَتْ تَعْبُدُ)(137)(قَالَ: فلَا يُكَلِّمُهُ إِلَّا الْأَنْبِيَاءُ)(138)(فَيَقُولُونَ: فَارَقْنَا النَّاسَ فِي الدُّنْيَا عَلَى أَفْقَرِ مَا كُنَّا إِلَيْهِمْ وَلَمْ نُصَاحِبْهُمْ (139)) (140)(وَإِنَّمَا نَنْتَظِرُ رَبَّنَا)(141)(الَّذِي كُنَّا نَعْبُدُ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ)(142)(فَيَقُولُونَ: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ)(143)(لَا نُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا-مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا-)(144)(هَذَا مَكَانُنَا حَتَّى يَأتِيَنَا رَبُّنَا ، فَإِذَا أَتَانَا رَبُّنَا عَرَفْنَاهُ)(145)(- قَالَ: وَهُوَ يَأمُرُهُمْ وَيُثَبِّتُهُمْ - ")(146)(فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُونَهُ؟ ، فَيَقُولُونَ: إِذَا تَعَرَّفَ إِلَيْنَا عَرَفْنَاهُ)(147)(فَيَقُولُ: هَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ آيَةٌ فَتَعْرِفُونَهُ بِهَا؟)(148)(فَيَقُولُونَ: نَعَمْ)(149)(السَّاقُ)(150) وفي رواية: (ثُمَّ يَأتِينَا رَبُّنَا بَعْدَ ذَلِكَ فَيَقُولُ: مَنْ تَنْظُرُونَ؟ ، فَيَقُولُونَ: نَنْظُرُ رَبَّنَا ، فَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ ، فَيَقُولُونَ: حَتَّى نَنْظُرَ إِلَيْكَ ")(151)(فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ ، وهَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ ، فَقَالَ: " هَلْ تُضَارُّونَ (152) فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ بِالظَّهِيرَةِ صَحْوًا لَيْسَ مَعَهَا سَحَابٌ؟ "، قُلْنَا: لَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: " هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ صَحْوًا لَيْسَ فِيهَا سَحَابٌ؟ " ، قُلْنَا: لَا يَا رَسُولَ اللهِ) (153) (قَالَ: " فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ) (154) وفي رواية: (فَإِنَّكُمْ لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ يَوْمَئِذٍ إِلَّا كَمَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا)(155)(قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فَيَأتِيهِمْ اللهُ فِي الصُّورَةِ الَّتِي يَعْرِفُونَ)(156)(فَيَتَجَلَّى لَنَا ضَاحِكًا)(157)(وَيَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ)(158)(فَلَا يَبْقَى أَحَدٌ كَانَ يَسْجُدُ للهِ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ ، إِلَّا أَذِنَ اللهُ لَهُ بِالسُّجُودِ)(159)(فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ)(160)(وَيَبْقَى كُلُّ مُنَافِقٍ)(161)(وَمَنْ كَانَ يَسْجُدُ فِي الدُّنْيَا رِيَاءً وَسُمْعَةً)(162)(يَجْعَلُ اللهُ ظَهْرَهُ طَبَقَةً وَاحِدَةً (163) كُلَّمَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ خَرَّ عَلَى قَفَاهُ) (164)(فلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْجُدَ ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فلَا يَسْتَطِيعُونَ} (165)) (166)(ثُمَّ يَرْفَعُونَ رُءُوسَهُمْ وَقَدْ تَحَوَّلَ فِي صُورَتِهِ الَّتِي رَأَوْهُ فِيهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ، فَقَالَ: أَنَا رَبُّكُمْ)(167)(فَاتَّبِعُونِي)(168)(فَيَقُولُونَ: أَنْتَ رَبُّنَا (169)) (170)(فَيَتْبَعُونَهُ)(171)(فَيَقُودُهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ)(172)(وَيُعْطَى كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ مُنَافِقٍ أَوْ مُؤْمِنٍ نُورًا)(173)(فَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ مِثْلَ الْجَبَلِ الْعَظِيمِ يَسْعَى بَيْنَ يَدَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورًا مِثْلَ النَّخْلَةِ بِيَمِينِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورًا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ، حَتَّى يَكُونَ رَجُلٌ يُعْطَى نُورَهُ عَلَى إِبْهَامِ قَدَمِهِ ، يُضِيءُ مَرَّةً ، وَيُطْفِئُ مَرَّةً، فَإِذَا أَضَاءَ قَدَّمَ قَدَمَهُ فَمَشَى ، وَإِذَا طُفِئَ قَامَ)(174)(ثُمَّ يُؤْتَى بِالْجَسْرِ وفي رواية: (الصِّرَاط)(175) فَيُجْعَلُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَهَنَّمَ) (176)(وَالرَّبُّ عز وجل أَمَامَهُمْ يَقُولُ: مُرُّوا ")(177)(فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا الْجِسْرُ؟، قَالَ: مَدْحَضَةٌ مَزَلَّةٌ (178)) (179)(كَحَدِّ السَّيْفِ)(180) وفي رواية: (مِثْلَ حَدِّ السَّيْفِ الْمُرْهَفِ)(181)(وَفِي حَافَّتَيْ الصِّرَاطِ)(182)(خَطَاطِيفُ وَكَلَالِيبُ (183) وَحَسَكَةٌ مُفَلْطَحَةٌ لَهَا شَوْكَةٌ عُقَيْفَاءُ) (184)(مِثْلُ شَوْكٍ)(185)(تَكُونُ بِنَجْدٍ يُقَالُ لَهَا: السَّعْدَانُ)(186)(قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: هَلْ رَأَيْتُمْ شَوْكَ السَّعْدَانِ؟ " ، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: " فَإِنَّهَا مِثْلُ شَوْكِ السَّعْدَانِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَعْلَمُ قَدْرَ عِظَمِهَا إِلَّا اللهُ)(187)(مُعَلَّقَةٌ مَأمُورَةٌ بِأَخْذِ مَنْ أُمِرَتْ بِهِ)(188)(فَتَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ)(189)(قَالَ: وَتُرْسَلُ الْأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ، فَتَقُومَانِ جَنَبَتَيِ الصِّرَاطِ ، يَمِينًا وَشِمَالًا)(190)(قَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ يَوْمَئِذٍ مِنْ الْمُؤْمِنِ)(191)(فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُ)(192) وفي رواية: (فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي أَوَّلَ مَنْ يُجِيزُهَا)(193) وفي رواية: (فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يَجُوزُ مِنْ الرُّسُلِ بِأُمَّتِهِ (194)) (195)(قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فَيُطْفَأُ نُورُ الْمُنَافِقِينَ، وَيَنْجُوا الْمُؤْمِنُونَ، فَتَنْجُو أَوَّلُ زُمْرَةٍ كَالْبَرْقِ ، وُجُوهُهُمْ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، سَبْعُونَ أَلْفًا لَا يُحَاسَبُونَ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ كَأَضْوَإِ نَجْمٍ فِي السَّمَاءِ، ثُمَّ كَذَلِكَ ")(196)(فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ شَيْءٍ كَمَرِّ الْبَرْقِ؟ ، قَالَ: " أَلَمْ تَرَوْا إِلَى الْبَرْقِ كَيْفَ يَمُرُّ وَيَرْجِعُ فِي طَرْفَةِ عَيْنٍ؟ ، قَالَ: ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ)(197)(ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ)(198)(وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ (199)) (200)(وَآخَرُونَ يَسْعَوْنَ سَعْيًا ، وَآخَرُونَ يَمْشُونَ مَشْيًا)(201)(تَجْرِي بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ، وَنَبِيُّكُمْ قَائِمٌ عَلَى الصِّرَاطِ يَقُولُ: رَبِّ سَلِّمْ سَلِّمْ)(202) وفي رواية: (وَلَا يَتَكَلَّمُ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إِلَّا الرُّسُلُ، وَدُعَاءُ الرُّسُلِ يَوْمَئِذٍ: اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ)(203)(فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ ، وَمَخْدُوشٌ مُرْسَلٌ)(204)(وَمِنْهُمْ الْمُخَرْدَلُ (205) ثُمَّ يَنْجُو (206)) (207)(حَتَّى تَعْجِزَ أَعْمَالُ الْعِبَادِ)(208)(حَتَّى يَمُرَّ الَّذِي أُعْطِيَ نُورَهُ عَلَى إِبْهَامِ قَدَمَيْهِ ، يَحْبُو عَلَى وَجْهِهِ وَيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ ، تَخِرُّ رِجْلُ ، وَتَعْلَقُ رِجْلٌ، وَيُصِيبُ جَوَانُبَهُ النَّارُ)(209)(فَلَا يَسْتَطِيعُ السَّيْرَ إِلَّا زَحْفًا)(210) وفي رواية: (يُسْحَبُ سَحْبًا)(211)(فلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يَخْلُصَ، فَإِذَا خَلَصَ وَقَفَ عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ للهِ ، لَقَدْ أَعْطَانِي اللهُ مَا لَمْ يُعْطِ أَحَدًا ، أَنْ نَجَّانِي مِنْهَا بَعْدَ إِذْ رَأَيْتُهَا)(212)(وَمِنْهُمْ مَنْ يُوبَقُ بِعَمَلِهِ)(213)(مَكْدُوسٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ)(214)(وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ، إِنَّ قَعْرَ جَهَنَّمَ لَسَبْعُونَ خَرِيفًا)(215)(قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فَمِنْهُمْ الْمُؤْمِنُ بَقِيَ بِعَمَلِهِ)(216)(وَمِنْهُمْ الْمُجَازَى حَتَّى يُنَجَّى)(217)(ثُمَّ يُقَالُ لِجَهَنَّم: هَلْ امْتَلَأتِ؟ ، فَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ ، ثُمَّ يُطْرَحُ فِيهَا فَوْجٌ ، فَيُقَالُ: هَلْ امْتَلَأتِ؟ ، فَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ ، حَتَّى إِذَا أُوعِبُوا فِيهَا وَضَعَ الرَّحْمَنُ قَدَمَهُ فِيهَا (218)) (219)(فَيَنْزَوِي بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ (220) وَتَقُولُ: قَطٍّ ، قَطٍّ (221) بِعِزَّتِكَ وَكَرَمِكَ) (222) (قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فَأَسْتَأذِنُ عَلَى رَبِّي فِي دَارِهِ، فَيُؤْذَنُ لِي عَلَيْهِ (223)) (224)(فَأَدْخُلُ، فَإِذَا الْجَبَّارُ عز وجل مُسْتَقْبِلِي)(225)(فَإِذَا رَأَيْتُهُ وَقَعْتُ سَاجِدًا)(226)(وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِهَا ، لَا تَحْضُرُنِي الْآنَ ، فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ)(227)(فَيَدَعُنِي اللهُ مَا شَاءَ أَنْ يَدَعَنِي، ثُمَّ يَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، وَسَلْ تُعْطَ)(228)(قَالَ فَأَرْفَعُ رَأسِي)(229)(فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أُمَّتِي، أُمَّتِي، فَيَقُولُ: انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مِنْهَا مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ شَعِيرَةٍ مِنْ إِيمَانٍ، فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ)(230)(فَأَدْخِلْهُمْ الْجَنَّةَ)(231)(قَالَ: ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ ، أُمَّتِي ، أُمَّتِي)(232)(يَا رَبِّ أَدْخِلْ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ خَرْدَلَةٌ)(233)(فَيَقُولُ: انْطَلِقْ ، فَمَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجْهُ مِنْهَا، قَالَ: فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ)(234)(فَأَدْخِلْهُمْ الْجَنَّةَ)(235)(ثُمَّ أَعُودُ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا ، فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ، وَسَلْ تُعْطَ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أُمَّتِي، أُمَّتِي)(236)(أَدْخِلْ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى شَيْءٍ " - قَالَ أَنَسٌ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَصَابِعِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم)(237)(فَيَقُولُ: انْطَلِقْ فَأَخْرِجْ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ ، فَأَخْرِجْهُ مِنْ النَّارِ ، قَالَ: فَأَنْطَلِقُ فَأَفْعَلُ)(238)(فَأَدْخِلْهُمْ الْجَنَّةَ)(239)(قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنْ الْخَيْرِ (240) مَا يَزِنُ شَعِيرَةً، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنْ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مَا يَزِنُ مِنْ الْخَيْرِ ذَرَّةً (241)) (242)(قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ثُمَّ أَعُودُ الرَّابِعَةَ، فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ، ثُمَّ أَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا، فَيَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ)(243)(فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا بَقِيَ فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ (244) وَوَجَبَ عَلَيْهِ الْخُلُودُ) (245)(يَا رَبِّ، ائْذَنْ لِي فِيمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ)(246)
…
(فَيَقُولُ: هَذِهِ لَيْسَتْ لَكَ يَا مُحَمَّدُ ، وَلَا لِأَحَدٍ، هَذِهِ لِي)(247)(وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَرَحْمَتِي ، لَا أَدَعُ فِي النَّارِ أَحَدًا يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ)(248)
وفي رواية: (فَيَقُولُ الرَّبُّ عز وجل: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي وَكِبْرِيَائِي وَعَظَمَتِي لَأُخْرِجَنَّ مِنْهَا مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ)(249)(يَوْمًا وَاحِدًا مُخْلِصًا، وَمَاتَ عَلَى ذَلِكَ ")(250)(ثُمَّ تَلَا أنَسٌ هَذِهِ الْآية: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} (251) قَالَ: وَهَذَا الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِي وُعِدَهُ نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم ") (252)
وفي رواية: (حَتَّى إِذَا خَلَصَ الْمُؤْمِنُونَ مِنَ النَّارِ)(253)(وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ نَجَوْا ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ)(254)(مَا مُجَادَلَةُ أَحَدِكُمْ لِصَاحِبِهِ فِي الْحَقِّ يَكُونُ لَهُ فِي الدُّنْيَا ، بِأَشَدَّ مُجَادَلَةً مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لِرَبِّهِمْ فِي إِخْوَانِهِمْ الَّذِينَ أُدْخِلُوا النَّارَ (255)) (256)(يَقُولُونَ: رَبَّنَا ، إِخْوَانُنَا كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا ، وَيَصُومُونَ مَعَنَا، وَيَحُجُّونَ مَعَنَا، وَيَعْمَلُونَ مَعَنَا)(257)(فَأَدْخَلْتَهُمْ النَّارَ)(258)(أَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا، فَإِنَّهُمْ لَا يَمُوتُونَ فِيهَا وَلَا يَحْيَوْنَ)(259)(وَإِنَّ أَهْلَ النَّارِ الَّذِينَ يُرِيدُ اللهُ عز وجل إِخْرَاجَهُمْ ، يُمِيتُهُمْ فِيهَا إِمَاتَةً ، حَتَّى يَصِيرُوا فَحْمًا)(260)(حَتَّى إِذَا فَرَغَ اللهُ مِنْ الْقَضَاءِ بَيْنَ عِبَادِهِ)(261)(وَأَرَادَ رَحْمَةَ مَنْ أَرَادَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ)(262)(مِمَّنْ كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ أَنْ يُخْرِجُوهُمْ)(263) وفي رواية: (أَذِنَ بِالشَّفَاعَةِ)(264)(فَقَالَ لَهُمْ: اذْهَبُوا فَأَخْرِجُوا مَنْ عَرَفْتُمْ مِنْهُمْ)(265)(وَيَعْرِفُونَهُمْ بِآثَارِ السُّجُودِ)(266)(فَكُلُّ ابْنِ آدَمَ تَأكُلُهُ النَّارُ ، إِلَّا أَثَرَ السُّجُودِ ، وَحَرَّمَ اللهُ عَلَى النَّارِ أَنْ تَأكُلَ أَثَرَ السُّجُودِ)(267) وفي رواية: (إِلَّا دَارَاتِ وُجُوهِهِمْ)(268) وفي رواية: (فَيَعْرِفُونَهُمْ بِصُوَرِهِمْ ، لَا تَأكُلُ النَّارُ صُوَرَهُمْ)(269)(فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا)(270)(مِنْهُم مَنْ أَخَذَتْهُ النَّارُ إِلَى كَعْبَيْهِ)(271)(وَمِنْهُم مَنْ أَخَذَتْهُ النَّارُ إِلَى نِصْفِ سَاقَيْهِ ، وَمِنْهُم مَنْ أَخَذَتْهُ النَّارُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ)(272)(وَمِنْهُم مَنْ أَخَذَتْهُ النَّارُ إِلَى حُجْزَتِهِ (273) وَمِنْهُم مَنْ أَخَذَتْهُ النَّارُ إِلَى عُنُقِهِ) (274)(قَدْ امْتُحِشُوا (275) وَعَادُوا حُمَمًا (276)) (277)(فَيُخْرِجُونَ مِنْ النَّارِ خَلْقًا كَثِيرًا)(278)(فَجِيءَ بِهِمْ ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ (279)) (280)(فَيُلْقَوْنَ فِي نَهَرِ الْحَيَاةِ ، فَيَنْبُتُونَ فِيهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ (281) فِي حَمِيلِ السَّيْلِ (282)) (283)(قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَلَا تَرَوْنَ مَا يَكُونُ مِنْ النَّبْتِ إِلَى الشَّمْسِ يَكُونُ أَخْضَرَ، وَمَا يَكُونُ إِلَى الظِّلِّ يَكُونُ أَصْفَرَ؟)(284) وفي رواية: (أَلَمْ تَرَوْهَا كَيْفَ تَنْبُتُ صَفْرَاءَ مُلْتَوِيَةً (285)؟ ") (286) (فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ:) (287) (يَا رَسُولَ اللهِ ، كَأَنَّكَ كُنْتَ قَدْ رَعَيْتَ الْغَنَمَ) (288) (قَالَ: " أَجَلْ قَدْ رَعَيْتُ الْغَنَمَ) (289)(قَالَ: فَيَخْرُجُونَ مِنْ أَجْسَادِهِمْ مِثْلَ اللُّؤْلُؤِ، فِي أَعْنَاقِهِمْ الْخَاتَمُ: عُتَقَاءُ اللهُ، فَيُقَالُ لَهُمْ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ، فَمَا تَمَنَّيْتُمْ أَوْ رَأَيْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ لَكُمْ)(290)(ثُمَّ يَقُولُونَ: رَبَّنَا مَا بَقِيَ فِيهَا أَحَدٌ مِمَّنْ أَمَرْتَنَا بِهِ ، فَيَقُولُ: ارْجِعُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ)(291)(فَيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا ، ثُمَّ يَقُولُونَ: رَبَّنَا لَمْ نَذَرْ فِيهَا أَحَدًا مِمَّنْ أَمَرْتَنَا)(292)(فَيَقُولُ: ارْجِعُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ نِصْفِ دِينَارٍ مِنْ خَيْرٍ فَأَخْرِجُوهُ ، قَالَ: فَيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا، ثُمَّ يَقُولُونَ: رَبَّنَا لَمْ نَذَرْ فِيهَا أَحَدًا مِمَّنْ أَمَرْتَنَا)(293)(فَيَقُولُ: ارْجِعُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنَ خَيْرٍ فَأَخْرِجُوهُ، قَالَ: فَيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا)(294)(ثُمَّ يَقُولُونَ: رَبَّنَا لَمْ نَذَرْ فِيهَا مِمَّنْ أَمَرْتَنَا أَحَدًا، فَيَقُولُ: ارْجِعُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ، قَالَ: فَيُخْرِجُونَ خَلْقًا كَثِيرًا، ثُمَّ يَقُولُونَ: رَبَّنَا لَمْ نَذَرْ فِيهَا خَيْرًا "، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَإِنْ لَمْ تُصَدِّقُونِي فَاقْرَءُوا: {إِنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ، وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} (295)) (296) وفي رواية: (" فَإذا فَرَغَ اللهُ مِنْ حِسَابِ النَّاسِ ، وَأَدْخَلَ مَنْ بَقِيَ مِنْ أُمَّتِي النَّارَ مَعَ أَهْلِ النَّارِ ، فَيَقُولُ أَهْلُ النَّارِ: مَا أَغْنَى عَنْكُمْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْبَدُونَ اللهَ لَا تُشْرِكُونَ بِهِ شَيْئًا؟)(297)(فَيَقُولُ الْجَبَّارُ عز وجل:)(298)(شَفَعَتِ الْمَلَائِكَةُ، وَشَفَعَ النَّبِيُّونَ، وَشَفَعَ الْمُؤْمِنُونَ ، وَلَمْ يَبْقَ إِلَّا شَفَاعَةُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)(299)(فَبِعِزَّتِي لَأُعْتِقَنَّهُمْ مِنْ النَّارِ)(300)(فَيَقْبِضُ الْجَبَّارُ عز وجل قَبْضَةً مِنَ النَّارِ، فَيُخْرِجُ مِنْهَا قَوْمًا لَمْ يَعْمَلُوا خَيْرًا قَطُّ ، قَدْ عَادُوا حُمَمًا)(301)(فَيُلْقِيهِمْ فِي نَهَرٍ بِأَفْوَاهِ الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ: نَهَرُ الْحَيَاةِ)(302)(فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ اللُّؤْلُؤُ، فَيُجْعَلُ فِي رِقَابِهِمْ الْخَوَاتِيمُ)(303)(وَيُكْتَبُ بَيْنَ أَعْيُنِهِمْ: هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ اللهِ عز وجل)(304)(فَيُذْهَبُ بِهِمْ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ)(305)(فَيَعْرِفُهُمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ)(306)(فَيَقُولُونَ: هَؤُلَاءِ الْجَهَنَّمِيُّونَ)(307)(الَّذِينَ أَدْخَلَهُمْ اللهُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ ، وَلَا خَيْرٍ قَدَّمُوهُ)(308)(فَيَقُولُ الْجَبَّارُ: بَلْ هَؤُلَاءِ عُتَقَاءُ الْجَبَّارُ (309)) (310)(ثُمَّ يَقُولُ الرَّبُّ عز وجل: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ، فَمَا رَأَيْتُمُوهُ فَهُوَ لَكُمْ وَمِثْلَهُ مَعَهُ)(311)(فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ، فَيَقُولُ: لَكُمْ عِنْدِي أَفْضَلُ مِنْ هَذَا، فَيَقُولُونَ: يَا رَبَّنَا أَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ هَذَا؟ ، فَيَقُولُ: رِضَايَ ، فلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا)(312)(ثُمَّ يَفْرُغُ اللهُ مِنْ الْقَضَاءِ بَيْنَ الْعِبَادِ ، وَيَبْقَى رَجُلٌ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَهُوَ آخِرُ أَهْلِ النَّارِ دُخُولًا الْجَنَّةَ ، مُقْبِلٌ بِوَجْهِهِ عَلَى النَّارِ)(313)(فَهْوَ يَمْشِي مَرَّةً ، وَيَكْبُو (314) مَرَّةً ، وَتَسْفَعُهُ النَّارُ مَرَّةً (315)) (316) (فَيَقُولُ: يَا رَبِّ اصْرِفْ وَجْهِي عَنْ النَّارِ ، قَدْ قَشَبَنِي (317) رِيحُهَا وَأَحْرَقَنِي ذَكَاؤُهَا (318)) (319)(فَلَا يَزَالُ يَدْعُو اللهَ، فَيَقُولُ اللهُ: لَعَلَّكَ إِنْ أَعْطَيْتُكَ أَنْ تَسْأَلَنِي غَيْرَهُ؟، فَيَقُولُ: لَا وَعِزَّتِكَ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ)(320)(فَيُعْطِي اللهَ مَا يَشَاءُ مِنْ عَهْدٍ وَمِيثَاقٍ ، فَيَصْرِفُ اللهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ)(321)(فَإِذَا مَا جَاوَزَهَا الْتَفَتَ إِلَيْهَا فَقَالَ: تَبَارَكَ الَّذِي نَجَّانِي مِنْكِ ، لَقَدْ أَعْطَانِي اللهُ شَيْئًا مَا أَعْطَاهُ أَحَدًا مِنْ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ، قَالَ: فَتُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ ، فَلْأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا ، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا ، فَيَقُولُ اللهُ عز وجل: يَا ابْنَ آدَمَ ، لَعَلِّي إِنَّ أَعْطَيْتُكَهَا سَأَلْتَنِي غَيْرَهَا؟ ، فَيَقُولُ: لَا يَا رَبِّ ، وَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا - وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ ، لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ - فَيُدْنِيهِ مِنْهَا ، فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا ، وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا ، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ هِيَ أَحْسَنُ مِنْ الْأُولَى ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ لِأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا ، وَأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا ، لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا ، فَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ ، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟)(322)(فَيَقُولُ: يَا رَبِّ ، هَذِهِ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا)(323)(فَيَقُولُ: لَعَلِّي إِنْ أَدْنَيْتُكَ مِنْهَا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا؟ ، فَيُعَاهِدُهُ أَنْ لَا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا - وَرَبُّهُ يَعْذُرُهُ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ - فَيُدْنِيهِ مِنْهَا ، فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا ، وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا ، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ هِيَ أَحْسَنُ مِنْ الْأُولَيَيْنِ ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ لِأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا، وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا ، لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا ، فَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ ، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟ ، قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ ، هَذِهِ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا - وَرَبُّهُ يَعْذُرُهُ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ - قَالَ: فَيُدْنِيهِ مِنْهَا ، فَإِذَا أَدْنَاهُ مِنْهَا)(324)(رَأَى بَهْجَتَهَا وَمَا فِيهَا مِنْ النَّضْرَةِ وَالسُّرُورِ)(325)(وَسَمِعَ أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ)(326)(فَيَسْكُتُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَسْكُتَ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ اللهُ: وَيْحَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَغْدَرَكَ ، أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَ الْعُهُودَ وَالْمِيثَاقَ أَنْ لَا تَسْأَلَ غَيْرَ الَّذِي أُعْطِيتَ؟، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ لَا تَجْعَلْنِي أَشْقَى خَلْقِكَ ، فَيَضْحَكُ اللهُ عز وجل مِنْهُ ، ثُمَّ يَأذَنُ لَهُ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ)(327)(فَيَأتِيهَا ، فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى ، فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلْأَى ، فَيَقُولُ: اذْهَبْ فَادْخُلْ الْجَنَّةَ ، فَيَأتِيهَا، فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَلْأَى، فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ وَجَدْتُهَا مَلْأَى)(328)(فَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ ، مَا يَصْرِينِي مِنْكَ (329)؟ ، أَيُرْضِيكَ أَنْ أُعْطِيَكَ مِثْلَ الدُّنْيَا) (330) (وَعَشَرَةَ أَمْثَالِهَا مَعَهَا؟) (331) (فَيَقُولُ: يَا رَبِّ ، أَتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ " ، فَضَحِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه وَقَالَ: أَلَا تَسْأَلُونِي مِمَّ أَضْحَكُ؟ ، فَقَالُوا: مِمَّ تَضْحَكُ؟ قَالَ: " هَكَذَا ضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم[حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ (332) "](333) فَقَالُوا: مِمَّ تَضْحَكُ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ: " مِنْ ضِحْكِ رَبِّ الْعَالَمِينَ حِينَ قَالَ: أَتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ ، فَيَقُولُ اللهُ عز وجل: إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ مِنْكَ ، وَلَكِنِّي عَلَى مَا أَشَاءُ قَادِرٌ) (334) (قَالَ: فَإِذَا دَخَلَهَا قَالَ اللهُ لَهُ: تَمَنَّهْ، فَسَأَلَ رَبَّهُ وَتَمَنَّى) (335) (حَتَّى تَنْقَطِعَ بِهِ الْأَمَانِيُّ) (336) (حَتَّى إِذَا انْقَطَعَتْ أُمْنِيَّتُهُ قَالَ اللهُ عز وجل: تَمَنَّ مِنْ كَذَا وَكذَا) (337)(فَيَتَمَنَّى، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: تَمَنَّ مِنْ كَذَا فَيَتَمَنَّى)(338)(- يُذَكِّرُهُ رَبُّهُ -)(339)(حَتَّى إِذَا انْتَهَتْ بِهِ الْأَمَانِيُّ قَالَ اللهُ تَعَالَى: لَكَ ذَلِكَ ، وَعَشَرَةُ أَمْثَالِهِ مَعَهُ)(340)(قَالَ: ثُمَّ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ)(341)(حَتَّى إِذَا دَنَا مِنَ النَّاسِ رُفِعَ لَهُ قَصْرٌ مِنْ دُرَّةٍ ، فَيَخِرُّ سَاجِدًا، فَيُقَالَ لَهُ: ارْفَعْ رَأسَكَ، مَا لَكَ؟ ، فَيَقُولُ: رَأَيْتُ رَبِّي ، أَوْ تَرَاءَى لِي رَبِّي ، فَيُقَالُ لَهُ: إِنَّمَا هُوَ مَنْزِلٌ مِنْ مَنَازِلِكَ، قَالَ: ثُمَّ يَلْقَى رَجُلًا ، فَيَتَهَيَّأُ لِلسُّجُودِ لَهُ ، فَيُقَالَ لَهُ: مَا لَكَ؟ ، فَيَقُولُ: رَأَيْتُ أَنَّكَ مَلَكٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، فَيَقُولُ: إِنَّمَا أَنَا خَازِنٌ مِنْ خُزَّانِكَ، عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِكَ ، تَحْتَ يَدِي أَلْفُ قَهْرَمَانٍ (342) عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ ، قَالَ: فَيَنْطَلِقُ أَمَامَهُ حَتَّى يَفْتَحَ لَهُ الْقَصْرَ ، وَهُوَ فِي دُرَّةٍ مُجَوَّفَةٍ ، سَقَائِفُهَا وَأَبْوَابُهَا وَأَغْلاقُهَا وَمَفَاتِيحُهَا مِنْهَا ، تَسْتَقْبِلُهُ جَوْهَرَةٌ خَضْرَاءُ مُبَطَّنَةٌ بِحَمْرَاءَ ، كُلُّ جَوْهَرَةٍ تُفْضِي إِلَى جَوْهَرَةٍ عَلَى غَيْرِ لَوْنِ الْأُخْرَى ، فِي كُلِّ جَوْهَرَةٍ سُرَرٌ وَأَزْوَاجٌ، وَوَصَائِفُ ، أَدْنَاهُنَّ حَوْرَاءُ (343) عَيْنَاءُ (344) عَلَيْهَا سَبْعُونَ حُلَّةً (345) يَرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ حُلَلِهَا (346) كَبِدُهَا مِرْآتُهُ ، وَكَبِدُهُ مِرْآتُهَا ، إِذَا أَعْرَضَ عَنْهَا (347) إِعْرَاضَةً ، ازْدَادَتْ فِي عَيْنِهِ سَبْعِينَ ضِعْفًا عَمَّا كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ، وَإِذَا أَعْرَضَتْ عَنْهُ إِعْرَاضَةً ، ازْدَادَ فِي عَيْنِهَا سَبْعِينَ ضِعْفًا عَمَّا كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ، فَيَقُولُ لَهَا: وَاللهِ لَقَدِ ازْدَدْتِ فِي عَيْنِي سَبْعِينَ ضِعْفًا، وَتَقُولُ لَهُ: وَأَنْتَ وَاللهِ لَقَدِ ازْدَدْتَ فِي عَيْنِي سَبْعِينَ ضِعْفًا) (348)
وفي رواية: (فَتَدْخُلُ عَلَيْهِ زَوْجَتَاهُ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ ، فَتَقُولَانِ لَهُ: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَحْيَاكَ لَنَا ، وَأَحْيَانَا لَكَ)(349)(ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: أَشْرِفْ (350) قَالَ: فَيُشْرِفُ، فَيُقَالُ لَهُ: مُلْكُكَ مَسِيرَةُ مِائَةِ عَامٍ يَنْفُذُهُ بَصَرُهُ) (351)(فَيَقُولُ: مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُعْطِيتُ)(352)(وَذَلِكَ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً)(353)(فَإِذَا أَدْخَلَ اللهُ أَهْلَ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ ، وَأَهْلَ النَّارِ النَّارَ، أُتِيَ بِالْمَوْتِ)(354)(كَبْشًا أَمْلَحاً (355)) (356)(مُلَبَّبًا (357) فَيُوقَفُ عَلَى السُّورِ بَيْنَ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، فَيَطَّلِعُونَ خَائِفِينَ) (358) (وَجِلِينَ أَنْ يُخْرَجُوا مِنْ مَكَانِهِمْ الَّذِي هُمْ فِيهِ) (359) (ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ النَّارِ، فَيَطَّلِعُونَ مُسْتَبْشِرِينَ) (360) (فَرِحِينَ أَنْ يُخْرَجُوا مِنْ مَكَانِهِمْ الَّذِي هُمْ فِيهِ) (361) (وَيَرَوْنَ أَنْ قَدْ جَاءَ الْفَرَجُ) (362) (فَيُقَالُ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ) (363) (- وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ -:) (364)(هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ ، فَيَقُولُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ: قَدْ عَرَفْنَاهُ ، هُوَ الْمَوْتُ الَّذِي وُكِّلَ بِنَا، قَالَ: فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُضْجَعُ ، فَيُذْبَحُ ذَبْحًا عَلَى السُّورِ الَّذِي بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ)(365)(ثُمَّ يُقَالُ لِلْفَرِيقَيْنِ كِلَاهُمَا: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ ، خُلُودٌ فِيمَا تَجِدُونَ، لَا مَوْتَ فِيهَا أَبَدًا، وَيَا أَهْلَ النَّارِ ، خُلُودٌ فِيمَا تَجِدُونَ لَا مَوْتَ فِيهَا أَبَدًا)(366)(فَيَزْدَادُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَرَحًا إِلَى فَرَحِهِمْ، وَيَزْدَادُ أَهْلُ النَّارِ حُزْنًا إِلَى حُزْنِهِمْ)(367) وفي رواية: (فَيَأمَنُ هَؤُلَاءِ، وَيَنْقَطِعُ رَجَاءُ هَؤُلَاءِ)(368)(ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ - وَهَؤُلَاءِ فِي غَفْلَةٍ أَهْلُ الدُّنْيَا - وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} (369) ") (370)
(1)(خ) 3162
(2)
القصعة: وعاء يؤكل ويُثْرَدُ فيه وكان يتخذ من الخشب غالبا.
(3)
الثَّريد: الطعام الذي يُصنع بخلط اللحم والخبز المُفتَّت مع المَرَق ، وأحيانا يكون من غير اللحم.
(4)
النَّهْس: أخْذ اللَّحم بأطراف الأسْنان ، والنَّهْش: الأخْذ بِجَميعها. النهاية في غريب الأثر - (ج 5 / ص 285)
(5)
(م) 194 ، (خ) 3162
(6)
أَيْ: أَوَّل مَنْ يُبْعَث مِنْ قَبْره عون المعبود - (ج 10 / ص 190)
وهَذَا لَا يُنَافِي مَا جَاءَ فِي مُوسَى أَنَّهُ مُسْتَثْنًى مِنْ الصَّعْق فَلْيُتَأَمَّلْ. حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 8 / ص 159)
(7)
(حم) 12491 ، (م) 2278 ، انظر الصَّحِيحَة: 1571
(8)
يُرِيد بِهِ اِنْفِرَاده بِالْحَمْدِ يَوْم الْقِيَامَة وَشُهْرَته عَلَى رُءُوس الْخَلَائِق ، وَالْعَرَب تَضَع اللِّوَاء مَوْضِع الشُّهْرَة ، فَاللِّوَاء مَجَازٌ عَنْ الشُّهْرَة وَالِانْفِرَاد.
وَقِيلَ: يَحْتَمِل أَنْ يَكُون لِحَمْدِهِ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَة حَقِيقَةً يُسَمَّى الْحَمْد.
وَلَمَّا كَانَ نَبِيّنَا سَيِّد الْمُرْسَلِينَ صَلَوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ أَحْمَدَ الْخَلَائِق فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة أُعْطِيَ لِوَاءَ الْحَمْدِ لِيَأوِيَ إِلَى لِوَائِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ وَإِلَيْهِ الْإِشَارَة بِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: " آدَم وَمَنْ دُونه تَحْت لِوَائِي "، وَاشْتُقَّ اِسْمُهُ مِنْ الْحَمْدِ فَقَالَ: مُحَمَّد وَأَحْمَد ، وَأُقِيم يَوْم الْقِيَامَة الْمَقَام الْمَحْمُود ، وَيُفْتَح عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ الْمَقَام مِنْ الْمَحَامِدِ مَا لَمْ يُفْتَحْ عَلَى أَحَدٍ قَبْله ، وَأَمَدَّ أُمَّتَه بِبَرَكَتِهِ مِنْ الْفَضْل الَّذِي أَتَاهُ ، فَنَعَتَ أُمَّتَه فِي الْكُتُب الْمُنَزَّلَة قَبْلَه بِهَذَا النَّعْت ، فَقَالَ:" أُمَّتُه الْحَامِدُونَ " ، يَحْمَدُونَ اللهَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء. حاشية السندي على ابن ماجه (8/ 159)
(9)
أَيْ: أَوَّلُ مَقْبُولُ الشَّفَاعَةِ. تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 23)
(10)
(جة) 4308 ، (م) 2278
(11)
(ت) 3148 ، صَحِيح الْجَامِع: 1468 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3543
(12)
(حم) 12491
(13)
السَّيِّد: هُوَ الَّذِي يَفُوقُ قَوْمه فِي الْخَيْر.
وَقِيل: هُوَ الَّذِي يُفْزَعُ إِلَيْهِ فِي النَّوَائِب وَالشَّدَائِد، فَيَقُومُ بِأَمْرِهِمْ، وَيَتَحَمَّلُ عَنْهُمْ مَكَارِههمْ، وَيَدْفَعُهَا عَنْهُمْ.
وَأَمَّا قَوْله صلى الله عليه وسلم: (يَوْم الْقِيَامَة) مَعَ أَنَّهُ سَيِّدهمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة، فَسَبَبُ التَّقْيِيد أَنَّ فِي يَوْم الْقِيَامَة يَظْهَرُ سُؤْدُدُه لِكُلِّ أَحَدٍ، وَلَا يَبْقَى مُنَازِعٌ وَلَا مُعَانِد، بِخِلَافِ الدُّنْيَا ، فَقَدْ نَازَعَهُ ذَلِكَ فِيهَا مُلُوكُ الْكُفَّار ، وَزُعَمَاء الْمُشْرِكِينَ.
وَهَذَا التَّقْيِيد قَرِيب مِنْ مَعْنَى قَوْله تَعَالَى {لِمَنْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ، للهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} مَعَ أَنَّ الْمُلْكَ لَهُ سُبْحَانه قَبْل ذَلِكَ، لَكِنْ كَانَ فِي الدُّنْيَا مَنْ يَدَّعِي الْمُلْكَ، أَوْ مَنْ يُضَافُ إِلَيْهِ مَجَازًا، فَانْقَطَعَ كُلّ ذَلِكَ فِي الْآخِرَة.
وَقَوْله صلى الله عليه وسلم: (أَنَا سَيِّد وَلَد آدَم) لَمْ يَقُلْهُ فَخْرًا، بَلْ صَرَّحَ بِنَفْيِ الْفَخْر ، وَإِنَّمَا قَالَهُ لِأَنَّهُ مِنْ الْبَيَان الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِ تَبْلِيغه إِلَى أُمَّته ، لِيَعْرِفُوهُ وَيَعْتَقِدُوهُ، وَيَعْمَلُوا بِمُقْتَضَاهُ، وَيُوَقِّرُوهُ صلى الله عليه وسلم بِمَا تَقْتَضِي مَرْتَبَتُهُ كَمَا أَمَرَهُمْ الله تَعَالَى.
وَهَذَا الْحَدِيث دَلِيلٌ لِتَفْضِيلِهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْخَلْقِ كُلِّهِمْ؛ وَأَمَّا الْحَدِيث الْآخَر: " لَا تُفَضِّلُوا بَيْن الْأَنْبِيَاء " فَجَوَابه مِنْ أَوْجُه: أَحَدهمَا: أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم قَالَهُ أَدَبًا وَتَوَاضُعًا.
وَالثَّاني: أَنَّ النَّهْيَ مُخْتَصٌّ بِالتَّفْضِيلِ فِي نَفْس النُّبُوَّة، فَلَا تَفَاضُلَ فِيهَا، وَإِنَّمَا التَّفَاضُل بِالْخَصَائِصِ ، وَفَضَائِل أُخْرَى ، وَلَا بُدَّ مِنْ اِعْتِقَادِ التَّفْضِيل، فَقَدْ قَالَ الله تَعَالَى {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} . شرح النووي (7/ 473)
(14)
(ت) 3148
(15)
(م) 194
(16)
(خ) 3162 ، (م) 194
(17)
(طب) 9763 (صحيح) - صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3591
(18)
الصعيد: الأرض الواسعة المستوية.
(19)
(خ) 3162 ، (م) 194
(20)
شَخَصَ الرَّجُلُ بَصَرَهُ: إذَا فَتَحَ عَيْنَيْهِ لَا يَطْرِفُ. المصباح المنير في غريب الشرح الكبير - (ج 4 / ص 459)
(21)
(طب) 9763
(22)
(خ) 3162 ، (م) 194
(23)
هَكَذَا وَقَعَ هَذَا اللَّفْظ فِي جَمِيع الْأُصُول مِنْ صَحِيح مُسْلِم ، وَاتَّفَقَ الْمُتَقَدِّمُونَ وَالْمُتَأَخِّرُونَ عَلَى أَنَّهُ تَصْحِيف وَتَغْيِير ، وَاخْتِلَاط فِي اللَّفْظ.
قَالَ الْحَافِظ عَبْد الْحَقّ فِي كِتَابه (الْجَمْع بَيْن الصَّحِيحَيْنِ): هَذَا الَّذِي وَقَعَ فِي كِتَاب مُسْلِم تَخْلِيط مِنْ أَحَد النَّاسِخِينَ ، أَوْ كَيْف كَانَ.
وَقَالَ الْقَاضِي عِيَاض: هَذِهِ صُورَة الْحَدِيث فِي جَمِيع النُّسَخ، وَفِيهِ تَغْيِير كَثِير وَتَصْحِيف ، قَالَ: وَصَوَابه: (نَجِيء يَوْم الْقِيَامَة عَلَى كَوْم) هَكَذَا رَوَاهُ بَعْض أَهْل الْحَدِيث.
وفي رواية (حم) 15821 ، (حب) 6479 عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يُبْعَثُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَأَكُونُ أَنَا وَأُمَّتِي عَلَى تَلٍّ ، وَيَكْسُونِي رَبِّي تبارك وتعالى حُلَّةً خَضْرَاءَ ، ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي فَأَقُولُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ أَقُولَ ، فَذَاكَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ "، انظر الصَّحِيحَة: 2370 ، وصحيح موارد الظمآن: 2187، وقال شعيب الأرناؤوط في (حم): إسناده صحيح على شرط مسلم.
قَالَ الْقَاضِي: فَهَذَا كُلّه يُبَيِّن مَا تَغَيَّرَ مِنْ الْحَدِيث ، وَأَنَّهُ كَانَ أَظْلَمَ هَذَا الْحَرْفُ عَلَى الرَّاوِي ، أَوْ أُمْحِيَ ، فَعَبَّرَ عَنْهُ " بِكَذَا وَكَذَا " وَفَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ: أَيْ: فَوْق النَّاس وَكَتَبَ عَلَيْهِ: " اُنْظُرْ " تَنْبِيهًا ، فَجَمَعَ النَّقَلَة الْكُلّ ، وَنَسَّقُوهُ عَلَى أَنَّهُ مِنْ مَتْن الْحَدِيث كَمَا تَرَاهُ، هَذَا كَلَام الْقَاضِي ، وَقَدْ تَابَعَهُ عَلَيْهِ جَمَاعَة مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ ، وَالله أَعْلَم. (النووي - ج 1 / ص 334)
(24)
(حم) 15155 ، (م) 191
(25)
أَيْ: اِخْتَلَطُوا، يُقَال: مَاجَ الْبَحْر ، أَيْ: اِضْطَرَبَتْ أَمْوَاجه. فتح (21/ 92)
(26)
(خ): 7072 ، (م) 193
(27)
(م) 2864
(28)
(حم) 22240 وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده قوي.
(29)
(حم) 22240
(30)
(م) 2864
(31)
(حم) 13615، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.
(32)
(خ) 4435 ، (م) 194
(33)
الزكمة: الزُّكام.
(34)
(حم) 12847 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3639
(35)
أَيْ: حَتَّى تُقَرَّبَ لَهُمْ الْجَنَّة ، كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى:{وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّة لِلْمُتَّقِينَ} أَيْ: قُرِّبَتْ وَأُدْنِيَتْ. شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 342)
(36)
(م) 195
(37)
(خ) 3162 ، (م) 194
(38)
الِاسْتِشْفَاعَ: طَلَب الشَّفَاعَة ، وَهِيَ: اِنْضِمَام الْأَدْنَى إِلَى الْأَعْلَى ، لِيَسْتَعِينَ بِهِ عَلَى مَا يَرُومُهُ. فتح الباري (ج 18 / ص 410)
(39)
(خ): 7078
(40)
(حم) 13615 ، (خ) 3162
(41)
قوله (وَنَفَخَ فِيك مِنْ رُوحِهِ) الْإِضَافَةُ لِلتَّشْرِيفِ وَالتَّخْصِيصِ، أَيْ: مِنْ الرُّوحِ الَّذِي هُوَ مَخْلُوقٌ ، وَلَا يَدَ لِأَحَدٍ فِيهِ. تحفة الأحوذي (ج 5 / ص 422)
(42)
(خ) 3162 ، (ت) 2434
(43)
(خ) 7002 ، (حم) 12174
(44)
(خ) 4435 ، (م) 194
(45)
(خ) 4206 ، (م) 193
(46)
أَيْ: أَكْلَهُ مِنْ الشَّجَرَة ، وَقَدْ نُهِيَ عَنْهَا. فتح الباري (ج 18 / ص 410)
(47)
(م) 195
(48)
أَيْ: نَفْسِي هِيَ الَّتِي تَسْتَحِقُّ أَنْ يُشْفَعَ لَهَا. تحفة الأحوذي (6/ 226)
(49)
(خ) 4435 ، (م) 194
(50)
(خ) 4206 ، (م) 193
(51)
أَيْ: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا} [الإسراء/3]. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 226)
(52)
(م) 194 ، (خ) 3162
(53)
(م) 193 ، (خ) 6975
(54)
(55)
(خ) 4206 ، (جة) 4312
(56)
(ت) 3148
قال تعالى: {وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ، إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا} [نوح/26، 27]
(57)
(خ) 4435 ، (ت) 2434
(58)
(خ) 4206 ، (جة) 4312
(59)
(خ) 4435 ، (م) 194
(60)
أَيْ: لَمْ أَكُنْ فِي التَّقْرِيب وَالْإِدْلَال بِمَنْزِلَةِ الْحَبِيب ، أَيْ: لَسْت فِي تِلْكَ الدَّرَجَة ، فالْفَضْل الَّذِي أُعْطَيْته كَانَ بِسِفَارَةِ جِبْرِيل، وَلَكِنْ اِئْتُوا مُوسَى الَّذِي كَلَّمَهُ الله بِلَا وَاسِطَة.
وَكَرَّرَ (وَرَاء) إِشَارَة إِلَى نَبِيّنَا صلى الله عليه وسلم لِأَنَّهُ حَصَلَتْ لَهُ الرُّؤْيَةُ وَالسَّمَاعُ بِلَا وَاسِطَة، فَكَأَنَّهُ قَالَ: أَنَا مِنْ وَرَاء مُوسَى ، الَّذِي هُوَ مِنْ وَرَاء مُحَمَّد. فتح (18/ 410)
(61)
(م) 195
(62)
قَالَ الْبَيْضَاوِيُّ: والْحَقُّ أَنَّ الْكَلِمَاتِ الثَّلَاثَ إِنَّمَا كَانَتْ مِنْ مَعَارِيضِ الْكَلَامِ، لَكِنْ لَمَّا كَانَتْ صُورَتُهَا صُورَةَ الْكَذِبِ أَشْفَقَ مِنْهَا ، اِسْتِصْغَارًا لِنَفْسِهِ عَنْ الشَّفَاعَةِ مَعَ وُقُوعِهَا؛ لِأَنَّ مَنْ كَانَ أَعْرَفَ بِاللهِ ، وَأَقْرَبَ مَنْزِلَةً ، كَانَ أَعْظَمَ خَوْفًا. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 226)
(63)
(خ) 4435 ، (ت) 2434
(64)
[الصافات/89]
(65)
[الأنبياء/63]
(66)
[الأنعام/76]
(67)
(م) 194
(68)
(حم) 13587 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح.
(69)
(خ) 4435 ، (م) 194
(70)
(خ) 7002
(71)
(حم) 13615 ، (خ) 7002
(72)
قوله تعالى: {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً} أَيْ: أَدْنَيْنَاهُ بِتَقْرِيبِ الْمَنْزِلَةِ حَتَّى كَلَّمْنَاهُ، وَالنَّجِيُّ: بِمَعْنَى الْمُنَاجِي ، كَالْجَلِيسِ وَالنَّدِيمِ، فَالتَّقْرِيبُ هُنَا هُوَ تَقْرِيبُ التَّشْرِيفِ وَالْإِكْرَامِ، مُثِّلَتْ حَالُهُ بِحَالِ مَنْ قَرَّبَهُ الْمَلِكُ لِمُنَاجَاتِهِ.
قَالَ الزَّجَّاجُ: قَرَّبَهُ مِنْهُ فِي الْمَنْزِلَةِ ، حَتَّى سَمِعَ مُنَاجَاتَهُ.
وَقِيلَ: إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ رَفَعَهُ حَتَّى سَمِعَ صَرِيفَ الْقَلَمِ. فتح القدير (3/ 399)
(73)
(خ) 7002
(74)
(خ) 4435 ، (م) 194
(75)
(خ) 6975 ، (م) 193
(76)
(خ) 4435 ، (م) 194
(77)
(خ) 7002
(78)
(خ) 4435 ، (م) 194
(79)
(حب) 6464 ، (حم) 2546، وقال الأرناءوط: إسناده صحيح
(80)
(حم) 13615 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.
(81)
(حم) 12847 ، انظر صحيح الترغيب والترهيب: 3639
(82)
(م) 194 ، (خ) 4435
(83)
(حم) 13615
(84)
(م) 194 ، (خ) 4435
(85)
(خ) 7072 ، (م) 193
(86)
(حم) 12847
(87)
(خ) 1405
(88)
(خ) 4435 ، (م) 194
(89)
(حم) 13615
(90)
(ت) 3148 ، (حم) 12491
(91)
(حم) 12491
(92)
(ت) 3148
(93)
(خ) 4435 ، (م) 194
(94)
(م) 194 ، (ت) 3148
(95)
(خ) 4435 ، (م) 194
(96)
(حم) 12847
(97)
(خ) 4435 ، (م) 194
(98)
(خ) 7072 ، (ت) 3148
(99)
أَيْ: اِرْحَمْهُمْ وَاغْفِرْ لَهُمْ ، والتَّكْرَارُ لِلتَّذْكِيرِ. تحفة الأحوذي (ج6 / ص 226)
(100)
أَيْ: مَنْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 226)
(101)
أَيْ: لَيْسُوا مَمْنُوعِينَ مِنْ سَائِرِ الْأَبْوَابِ ، بَلْ هُمْ مَخْصُوصُونَ لِلْعِنَايَةِ بِذَلِكَ الْبَابِ. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 226)
(102)
(الْمِصْرَاعَانِ): جَانِبَا الْبَاب. شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 341)
(103)
(هَجَر): مَدِينَة عَظِيمَة فِي بِلَاد الْبَحْرَيْنِ.
(104)
(بُصْرَى): مَدِينَة مَعْرُوفَة ، بَيْنهَا وَبَيْن دِمَشْق نَحْو ثَلَاث مَرَاحِل، وَهِيَ مَدِينَة حُورَان ، بَيْنهَا وَبَيْن مَكَّة شَهْر. شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 341)
(105)
(خ) 4435 ، (م) 194
(106)
السَّرَاب: هُوَ الَّذِي يَتَرَاءَى لِلنَّاسِ فِي الْأَرْض الْقَفْر ، وَالْقَاع الْمُسْتَوِي وَسَط النَّهَار فِي الْحَرّ الشَّدِيد ، لَامِعًا مِثْل الْمَاء ، يَحْسَبهُ الظَّمْآن مَاءً ، حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدهُ شَيْئًا، فَالْكُفَّار يَأتُونَ جَهَنَّم - أَعَاذَنَا الله الْكَرِيم وَسَائِر الْمُسْلِمِينَ مِنْهَا وَمِنْ كُلّ مَكْرُوه - وَهُمْ عِطَاش ، فَيَحْسَبُونَهَا مَاء ، فَيَتَسَاقَطُونَ فِيهَا. النووي (1/ 324)
(107)
(خ) 7001 ، (حب) 7377
(108)
(م) 183 ، (خ) 4305
(109)
(خ) 7000 ، (م) 182
(110)
(ت) 2557 ، (حم) 8803
(111)
(طب) 9763 (صحيح)، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3591
(112)
(ت) 2557 ، (حم) 8803
(113)
(خ) 7000 ، (م) 182
(114)
(خ) 7001
(115)
(خ) 4305 ، (م) 183
(116)
(غُبَّر) جَمْع غَابِر ، مَعْنَاهُ بَقَايَاهُمْ. شرح النووي (ج 1 / ص 324)
(117)
(م) 183 ، (خ) 7001
(118)
(م) 183 ، (خ) 7001
(119)
(خ) 7001
(120)
يَحْطِم بَعْضهَا بَعْضًا لِشِدَّةِ اِتِّقَادهَا ، وَتَلَاطُم أَمْوَاج لَهَبهَا.
وَالْحَطْم: الْكَسْر وَالْإِهْلَاك، وَالْحُطَمَة: اِسْم مِنْ أَسْمَاء النَّار ، لِكَوْنِهَا تَحْطِم مَا يُلْقَى فِيهَا. شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 324)
(121)
(م) 183 ، (خ) 7001
(122)
(خ) 7001
(123)
(م) 183 ، (خ) 7001
(124)
(خ) 7001 ، (م) 183
(125)
(خ) 773 ، (م) 182
(126)
الْبَرّ: الْمُطِيع. شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 324)
(127)
(خ) 7001 ، (م) 183
(128)
(خ) 773 ، (م) 182
(129)
(حم) 11143
(130)
(خ) 6204 ، (م) 183
(131)
فَقَالُوا لِعُقْبَةَ: مَا الْكَوْمُ؟ ، قَالَ: الْمَكَانُ الْمُرْتَفِعُ.
(132)
ابن خزيمة في التوحيد ص153 ، انظر الصَّحِيحَة: 756
(133)
(مي) 2803 ، انظر الصَّحِيحَة: 584
(134)
(خ) 7001 ، (حب) 7377
(135)
(م) 183
(136)
(ت) 2557 ، (حم) 8803
(137)
(خ) 4305 ، (م) 183
(138)
(خ) 7001
(139)
أَيْ: فَارَقُوا فِي الدُّنْيَا مَنْ زَاغَ عَنْ طَاعَتِه مِنْ أَقَارِبهمْ ، مَعَ حَاجَتهمْ إِلَيْهِمْ فِي مَعَاشهمْ وَمَصَالِح دُنْيَاهُمْ، كَمَا جَرَى لِمُؤْمِنِي الصَّحَابَة حِين قَاطَعُوا مِنْ أَقَارِبهمْ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولهَ ، مَعَ حَاجَتهمْ إِلَيْهِمْ ، وَالِارْتِفَاق بِهِمْ. فتح الباري (18/ 419)
(140)
(خ) 4305 ، (م) 183
(141)
(خ) 7001 ، (مي) 2803
(142)
(خ) 4305
(143)
(خ) 6204 ، (م) 183
(144)
(خ) 4305 ، (م) 183
(145)
(خ) 6204 ، (م) 182
(146)
(ت) 2557 ، (حم) 8803
(147)
(مي) 2803
(148)
(م) 183 ، (خ) 7001
(149)
(م) 183
(150)
(خ) 7001
(151)
(م) 191 ، (حم) 15155
(152)
أَيْ: لَا تَضُرُّونِ أَحَدًا ، وَلَا يَضُرُّكُمْ بِمُنَازَعَةٍ ، وَلَا مُجَادَلَةٍ ، وَلَا مُضَايِقَةٍ. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 350)
(153)
(م) 183 (خ) 4305
(154)
(خ) 773 ، (م) 182
(155)
(خ) 7001 ، (م) 183
(156)
(خ) 6204 ، (ن) 11488
(157)
ابن خزيمة في " التوحيد "(153) ، (م) 191 ، (حم) 19671 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 8018 ، وانظر الصَّحِيحَة: 755 ، 756
(158)
(خ) 4635 ، 7001 ، (مي) 2803 ، انظر الصَّحِيحَة: 583
(159)
(م) 183
(160)
(خ) 4635
(161)
(مي) 2803
(162)
(خ) 4635 ، (م) 183
(163)
أَيْ: يَسْتَوِي فَقَارُ ظَهْره ، فَلَا يَنْثَنِي لِلسُّجُودِ. فتح الباري (18/ 419)
(164)
(م) 183 ، (خ) 7001
(165)
[القلم/42]
(166)
(مي) 2803 ، انظر الصحيحة: 584
(167)
(م) 183
(168)
(ت) 2557
(169)
إِنَّمَا عَرَفُوهُ بِالصِّفَةِ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَقَدَّمَتْ لَهُمْ رُؤْيَتُهُ ، لِأَنَّهُمْ يَرَوْنَ حِينَئِذٍ شَيْئًا لَا يُشْبِهُ الْمَخْلُوقِينَ، وَقَدْ عَلِمُوا أَنَّهُ لَا يُشْبِهُ شَيْئًا مِنْ مَخْلُوقَاته ، فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَبّهمْ ، فَيَقُولُونَ:" أَنْتَ رَبّنَا ". فتح الباري (ج 18 / ص 419)
(170)
(خ) 773 ، (م) 183
(171)
(خ) 6204 ، (م) 182
(172)
(مي) 2803
(173)
(م) 191 ، (حم) 15155
(174)
(طب) 9763 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3591
(175)
(خ) 773
(176)
(خ) 7001 ، (م) 183
(177)
(طب) 9763
(178)
أَيْ: زَلِق تَزْلَق فِيهِ الْأَقْدَام. فتح الباري (ج 18 / ص 419)
(179)
(خ) 7001 ، (م) 183
(180)
(طب) 9763
(181)
(طب) 8992 ، (م) 183
(182)
(م) 195
(183)
هَذِهِ الْكَلَالِيب هِيَ الشَّهَوَات الْمُشَار إِلَيْهَا فِي الْحَدِيث" حُفَّتْ النَّار بِالشَّهَوَاتِ" فَالشَّهَوَات مَوْضُوعَة عَلَى جَوَانِبهَا ، فَمَنْ اِقْتَحَمَ الشَّهْوَةَ ، سَقَطَ فِي النَّار ، لِأَنَّهَا خَطَاطِيفُهَا. فتح الباري (ج 18 / ص 419)
(184)
(خ) 7001 ، (م) 183
(185)
(خ) 773 ، (م) 182
(186)
(خ) 7001 ، (م) 183
(187)
(خ) 773 ، (م) 182
(188)
(م) 195
(189)
(خ) 6204 ، (ن) 11488
(190)
(م) 329 - (195) ، (ك) 7849
(191)
(خ) 7001
(192)
(خ) 6204 ، (س) 1140
(193)
(خ) 7000
(194)
أَيْ: أَكُون أَنَا وَأُمَّتِي أَوَّلُ مَنْ يَمْضِي عَلَى الصِّرَاط وَيَقْطَعُهُ، وَفِي الحَدِيث:" نَحْنُ آخِر الْأُمَم ، وَأَوَّلُ مَنْ يُحَاسَب ".فتح الباري (18/ 419)
(195)
(خ) 773
(196)
(م) 191 ، (حم) 14763
(197)
(م) 195 ، (خ) 7001
(198)
(م) 195
(199)
فَرَسٌ جَوَادٌ: أَيْ: بَيِّنُ الْجُودَةِ (بِالضَّمِّ) أَيْ: رَائِعٌ ، وَالْجَمْعُ: جِيَادٌ ، وَقَدْ جَادَ فِي عَدْوِهِ جُودَةً، (وَالرِّكَابِ) الْمُرَادُ بِهَا: الْإِبِلُ. تحفة (6/ 350)
(200)
(خ) 7001 ، (م) 183
(201)
(حم) 11217 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(202)
(م) 195
(203)
(خ) 7000 ، (م) 182
(204)
(م) 183 ، (خ) 7001
(205)
(الْمُخَرْدَل): الَّذِي تَقْطَعهُ كَلَالِيب النَّار.
(206)
أَيْ: يُخَلَّى عَنْهُ.
قَالَ اِبْن أَبِي جَمْرَة: يُؤْخَذ مِنْهُ أَنَّ الْمَارِّينَ عَلَى الصِّرَاط ثَلَاثَة أَصْنَاف: نَاجٍ بِلَا خُدُوش، وَهَالِك مِنْ أَوَّل وَهْلَة، وَمُتَوَسِّط بَيْنَهُمَا ، يُصَاب ثُمَّ يَنْجُو ، وَكُلُّ قِسْم مِنْهَا يَنْقَسِم أَقْسَامًا ، تُعْرَف بِقَوْلِهِ " بِقَدْرِ أَعْمَالهمْ " فتح الباري (18/ 419)
(207)
(خ) 6204 ، (حم) 7703
(208)
(م) 195
(209)
(طب) 9763
(210)
(م) 195
(211)
(خ) 7001
(212)
(طب) 9763
(213)
(خ) 773
(214)
(خ) 7001 ، (م) 183
(215)
(م) 195 ، (ك) 8749
(216)
(خ) 7000 ، (م) 182
(217)
(م) 182
(218)
مَذْهَبُ السَّلَفِ التَّسْلِيمُ وَالتَّفْوِيضُ مَعَ التَّنْزِيهِ ، فَالْإِيمَانُ بِهَا فَرْضٌ ، وَالِامْتِنَاعُ عَنْ الْخَوْضِ فِيهَا وَاجِبٌ ، فَالْمُهْتَدِي مَنْ سَلَكَ فِيهَا طَرِيقَ التَّسْلِيمِ، وَالْخَائِضُ فِيهَا زَائِغٌ ، وَالْمُنْكِرُ مُعَطِّلٌ ، وَالْمُكَيِّفُ مُشَبِّهٌ، تَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ. تحفة الأحوذي - (6/ 350)
(219)
(ت) 2557 ، (خ) 4568
(220)
أَيْ: يُضَمُّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ ، فَتَجْتَمِعُ وَتَلْتَقِي عَلَى مَنْ فِيهَا. تحفة (6/ 350)
(221)
مَعْنَى (قَط) أَيْ: حَسْبِي ، يَكْفِينِي هَذَا. تحفة الأحوذي (ج 6 / ص 350)
(222)
(م) 2848 ، (خ) 6949
(223)
اِسْتِئْذَانه وَالْإِذْن لَهُ ، إِنَّمَا هُوَ فِي دُخُول الدَّار ، وَهِيَ الْجَنَّة، وَأُضِيفَتْ إِلَى اللهِ تَعَالَى إِضَافَةَ تَشْرِيفٍ. فتح الباري (ج 18 / ص 410)
(224)
(خ) 7002 ، (م) 193
(225)
(حم) 12491 ، صححه الألباني في مختصر العلو ص75 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده جيد.
(226)
(خ) 7002 ، (م) 193
(227)
(خ) 7072 ، (م) 193
(228)
(خ) 7072 ، (م) 193
(229)
(حم) 2546 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: حسن لغيره.
(230)
(خ) 7072 ، (م) 193
(231)
(خ) 4206 ، (م) 193
(232)
(خ) 7072 ، (م) 193
(233)
(خ) 7071
(234)
(خ) 7072 ، (م) 193
(235)
(خ) 4206 ، (م) 193
(236)
(خ) 7072
(237)
(خ) 7071
(238)
(خ) 7072 ، (م) 193
(239)
(خ) 4206 ، (م) 193
(240)
الْمُرَاد بِالْخَيْرِ: الْإِيمَان ، فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي يَخْرُج بِهِ مِنْ النَّار. عون (10/ 208)
(241)
في الحديث الرَّدّ عَلَى الْمُرْجِئَة ، لِمَا فِيهِ مِنْ بَيَان ضَرَر الْمَعَاصِي مَعَ الْإِيمَان، وَعَلَى الْمُعْتَزِلَة ، فِي أَنَّ الْمَعَاصِيَ مُوجِبَةٌ لِلْخُلُودِ. (فتح الباري) ح22
(242)
(خ) 6975 ، (م) 193
(243)
(خ) 7072 ، (م) 193
(244)
قَالَ البُخاري: " إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ " ، يَعْنِي قَوْلَ اللهِ تَعَالَى {خَالِدِينَ فِيهَا} (خ) 4206
(245)
(خ) 4206 ، (م) 193
(246)
(خ) 7072 ، (م) 193
(247)
ظلال الجنة في تخريج السنة لابن أبي عاصم: 828 ، (م) 193
(248)
ظلال الجنة: 828
(249)
(خ) 7072 ، (م) 193
(250)
(حم) 12847 ، (صحيح) - صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3639
(251)
[الإسراء/79]
(252)
(خ) 7002
(253)
(م) 183 ، (جة) 60
(254)
(م) 183
(255)
أَيْ: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُجادل فِي الدُّنْيَا لاِسْتِيفَاء حَقّه وَتَحْصِيله مِنْ خَصْمه وَالْمُتَعَدِّي عَلَيْهِ بِأَشَدَّ مجادلة مِنْ الْمُؤْمِنِينَ لله فِي الشَّفَاعَة لِإِخْوَانِهِمْ يَوْم الْقِيَامَة.
(256)
(جة) 60 ، (م) 183
(257)
(س) 5010 ، (خ) 7001
(258)
(س) 5010 ، (م) 183
(259)
(م) 185 ، (جة) 4309
(260)
(حم) 11167 ، (م) 185
(261)
(خ) 6204
(262)
(خ) 773
(263)
(خ) 6204 ، (م) 182
(264)
(م) 185 ، (س) 1140
(265)
(س) 5010 ، (م) 183
(266)
(خ) 773
(267)
(خ) 773 (جة) 4326
(268)
(م) 191
(269)
(جة) 60 ، (م) 183
(270)
(خ) 7001 ، (م) 183
(271)
(م) 2845
(272)
(م) 183
(273)
الحُجْزَة: مَعْقِد الْإِزَار السَّرَاوِيل. شرح النووي (ج 9 / ص 227)
(274)
(م) 2845
(275)
أَيْ: اِحْتَرَقُوا، وَالْمَحْش: اِحْتِرَاق الْجِلْد وَظُهُور الْعَظْم. فتح (18/ 419)
(276)
الحُمَم: جمع الحُمَمَة ، وهي الفَحْمَة.
(277)
(خ) 6192 ، (م) 184
(278)
(م) 183
(279)
الضَّبَائِر: جَمَاعَات فِي تَفْرِقَة. النووي (1/ 327)
(280)
(م) 185 ، (جة) 4309
(281)
(الْحِبَّةُ): جَمْعُ بُذُورِ النَّبَاتِ ، وَاحِدَتُهَا حَبَّةٌ بِالْفَتْحِ ، وَأَمَّا الْحِبُّ فَهُوَ الْحِنْطَةُ وَالشَّعِيرُ ، وَاحِدَتُهَا حَبَّةٌ بِالْفَتْحِ أَيْضًا ، وَإِنَّمَا افْتَرَقَا فِي الْجَمْعِ.
وَقَالَ أَبُو الْمَعَالِي: الْحِبَّةُ بِالْكَسْرِ: بُذُورُ الصَّحْرَاءِ مِمَّا لَيْسَ بِقُوتٍ. (فتح - ح22)
(282)
الحَمِيل: ما يجيء به السَّيْل من طين أو غُثَاء وغيره.
(283)
(خ) 6192 ، (م) 184
(284)
(حم) 11143 ، (م) 183 ، (خ) 7001
(285)
أَيْ أَنَّ الْمُذْنِبِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ يُمِيتهُمْ الله تَعَالَى إِمَاتَة بَعْد أَنْ يُعَذَّبُوا الْمُدَّة الَّتِي أَرَادَهَا الله تَعَالَى، وَهَذِهِ الْإِمَاتَة إِمَاتَةٌ حَقِيقِيَّة ، يَذْهَب مَعَهَا الْإِحْسَاس ، وَيَكُون عَذَابهمْ عَلَى قَدْر ذُنُوبهمْ، ثُمَّ يُمِيتهُمْ، ثُمَّ يَكُونُونَ مَحْبُوسِينَ فِي النَّار مِنْ غَيْر إِحْسَاس الْمُدَّة الَّتِي قَدَّرَهَا الله تَعَالَى، ثُمَّ يَخْرُجُونَ مِنْ النَّار مَوْتَى قَدْ صَارُوا فَحْمًا، فَيُحْمَلُونَ ضَبَائِر كَمَا تُحْمَل الْأَمْتِعَة ، وَيُلْقَوْنَ عَلَى أَنْهَار الْجَنَّة ، فَيُصَبّ عَلَيْهِمْ مَاء الْحَيَاة ، وَيَنْبُتُونَ نَبَات الْحِبَّة فِي حَمِيل السَّيْل فِي سُرْعَة نَبَاتهَا وَضَعْفهَا فَتَخْرُج لِضَعْفِهَا صَفْرَاء مُلْتَوِيَة ، ثُمَّ تَشْتَدّ قُوَّتهمْ بَعْد ذَلِكَ ، وَيَصِيرُونَ إِلَى مَنَازِلهمْ وَتَكْمُل أَحْوَالهمْ. شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 327)
(286)
(خ) 6075 ، (م) 184
(287)
(م) 185
(288)
(م) 183
(289)
(حم) 11143 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.
(290)
(حم) 11917 ، انظر الصَّحِيحَة: 2250
(291)
(خ) 7001 ، (م) 183
(292)
(م) 183 ، (خ) 7001
(293)
(م) 183 ، (خ) 7001
(294)
(جة) 60 ، (حم) 11550
(295)
[النساء/40]
(296)
(م) 183 ، (خ) 7001
(297)
(حم) 12491، (ك) 2954 ، وصححه الألباني في ظلال الجنة تحت حديث: 844 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده جيد.
(298)
(حم) 12491 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده جيد.
(299)
(م) 183 ، (خ) 7001
(300)
(حم) 12491
(301)
(م) 183 ، (خ) 7001
(302)
(خ) 7001 ، (م) 183
(303)
(خ) 7001 ، (م) 183
(304)
(حم) 12491 ، (خ) 7001 ، (م) 183
(305)
(حم) 12491
(306)
(م) 183
(307)
(حم) 12491 ، (ك) 8736
(308)
(خ) 7001 ، (م) 183
(309)
قلت: في هذا الحديث فصْلٌ بين أهل السنة وأهل الإرجاء، فإن أهل الإرجاء يقولون: من قال لَا إله إِلَّا الله دخل الجنة ولو لم يعمل عملا واحداً من أعمال الإسلام ، وأهل السنة يقولون: إنه لَا بد مع الإيمان من عمل يصدقه، فالأمر بهذا الحديث واضح، فمن قام بأعمال الدين كما أراد الله ، فإنه يدخل الجنة - بعد رحمة الله - بعمله، كما قال تعالى:{وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف/43]، وَلَا يمسه شيء من العذاب ، لأنه قام بالمطلوب منه، قال تعالى:{وَيُنَجِّي اللهُ " الَّذِينَ اتَّقَوْا " بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الزمر/61] وأما الذين قصَّروا في طاعة ربهم، فإنهم مُرْجَوْنَ لأمر الله ، إما يعذبهم ، وإما يتوب عليهم ، والله عليم حكيم، ودليله حديث جِبْرِيلُ عليه السلام قَالَ:" يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ لَكَ: إِنِّي قَدْ فَرَضْتُ عَلَى أُمَّتِكَ خَمْسَ صَلَوَاتٍ) (مَنْ أَحْسَنَ وُضُوءَهُنَّ وَصَلَّاهُنَّ لِوَقْتِهِنَّ ، وَأَتَمَّ رُكُوعَهُنَّ) (وَسُجُودَهُنَّ) (وَخُشُوعَهُنَّ) (وَلَمْ يُضَيِّعْ شَيْئًا مِنْهُنَّ اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ) (كَانَ لَهُ عِنْدِي عَهْدٌ أَنْ أَغْفِرَ لَهُ) (وَأُدْخِلَهُ بِهِنَّ الْجَنَّةَ) (وَمَنْ لَقِيَنِي) (قَدْ انْتَقَصَ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ) (فَلَيْسَ لَهُ عِنْدِي عَهْدٌ، إِنْ شِئْتُ عَذَّبْتُهُ، وَإِنْ شِئْتُ رَحِمْتُهُ ") انظر تخريجه في باب: أركان الإسلام.
وهؤلاء صنف من الأصناف الذين سيطلب النبي صلى الله عليه وسلم من الله أن يشفع لهم، بدليل حديث (ت جة حب)" شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي ".
وكما ترى من حديث الشفاعة ، فإن قسماً من هؤلاء العصاة سيكونون في النار عندما يطلب النبي صلى الله عليه وسلم لهم الشفاعة، حتى يُخْرِج كلَّ من أذن اللهُ له بإخراجه، ثم بعد ذلك، يُخْرِج اللهُ تعالى من النار كلَّ من قال لَا إله إِلَّا الله كما في الحديث وله شاهد من قوله صلى الله عليه وسلم:" من قال لَا إله إِلَّا الله ، نفعته يوما من دهره أصابه قبل ذلك ما أصابه "
وبناء على ما تقدم نقول: إن الذي يرجو ويأمل أن يدخل الجنة بدون عذاب ، يجب عليه أن يطيع ربه في كما أمره، وينتهي عن كل ما نهاه عنه ، ومن أراد أن يدخل الجنة بعد العذاب ، فما عليه إِلَّا أن ينطق بالشهادتين يصدق قلبه لسانه ، ثم لا يأتي بعد ذلك بناقض لتوحيده، ثم ليفعل في هذه الدنيا ما يحلو له ، وبعد الموت - إن لم يغفر الله له - يُعَذَّب في قبره على ترْك الأوامر ، وفعل النواهي ، - ويكفيك في أسباب عذاب القبر دليلاً حديث الملكان اللذان ابتعثا النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه (خ) الجنائز (1320) ، (م) الرؤيا (2275) ، (ت) الرؤيا (2294) ، (حم) 20106 - ثم بعد البعث يقوم هذا العاصي في أرض المحشر مئات السنين تحت حَرِّ الشمس حتى يُغطِّي العرق رأسَه، وقد يُعذَّب في أرض المحشر بأشد من مجرد الوقوف في حر الشمس ، ويكفيك في ذلك دليلاً حديث مانع الزكاة المذكور آنفا، ومقتطع الأرض ظلما، والغادر، والنائحة، والمتكبرون، والذي لَا يعدل بين نسائه، ومنهم من يُحشَر أعمى، ومنهم من لَا يستطيع السجود لربه حين يؤمر الناس بالسجود ، ومنهم من يُصاب بالجنون كآكل الربا، ومنهم المخدوش في وجهه من كثرة المسألة، ومنهم من يحمل البقر والإبل والغنم والأموال على ظهره لأنه غلَّها، قال تعالى {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [آل عمران161] ، ثم بعد ذلك يمر العصاة على الصراط ، فتقف الأمانة والرحم على جنبتيه فتلقيهم في النار فينزلون فيها ، وَلَا أحد يعلم على وجه التحديد كم المدة التي سيمكثها هؤلاء العصاة في النار قبل أن يُؤذَنَ للأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين بالشفاعة.
وقد أخبرنا الله تعالى أن اليهود قالوا {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً} [البقرة 80] فرد عليهم سبحانه قائلا: {قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْدًا؟ ، فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ ، أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ؟} [البقرة: 80].
ولنفترض أن أصحاب الكبائر سيمكثون في النار أياماً معدودة - كما يقولون اتِّبَاعًا لسَنَنِ من سبقهم من أهل الكتاب كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمة ستتَّبِعُ سَنَنَ من كان قبلها .. - فلنفترض أن مكوثهم في النار سيكون أياماً معدودة، فهل هذه الأيام كأيامنا؟ ، لقد قال تعالى:{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} [الحج/47].
ولذلك نقول كما قال الله سبحانه: {أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ ، أَم مَّن يَأتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ ، اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ، إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [فصلت/40].
ولو كان زَعْمُ المرجئة صحيحاً ، أن من قال لَا إله إِلَّا الله دخل الجنة (بدون حساب وَلَا عذاب) ، فإذن ما فائدة الشفاعة؟ ، لماذا يَطلب النبي صلى الله عليه وسلم من اللهِ الشفاعة؟ ، لماذا دخل هؤلاء الموحِّدُون النار وأصبحوا بحاجة إلى هذه الشفاعة؟ ، أليس بسبب ذنوبهم؟ ، أم أن شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم ستكون للمشركين من أهل النار!؟.ع
(310)
(حم) 12491 ، (مي) 52
(311)
(م) 183 ، (خ) 7001
(312)
(م) 183
(313)
(خ) 773
(314)
أَيْ: يَسْقُط عَلَى وَجْهه.
(315)
أَيْ: تَضْرِب وَجْهه وَتُسَوِّدهُ ، وَتُؤَثِّر فِيهِ أَثَرًا. (النووي - ج 1 / ص 330)
(316)
(م) 187
(317)
أَيْ: سَمَّنِي وَآذَانِي وَأَهْلَكَنِي، وَقَالَ الدَّاوُدِيُّ مَعْنَاهُ: غَيْر جِلْدِي وَصُورَتِي. (النووي - ج 1 / ص 330)
(318)
أَيْ: لَهَبهَا وَاشْتِعَالهَا وَشِدَّة وَهَجهَا. (النووي - ج 1 / ص 323)
(319)
(خ) 773
(320)
(خ) 6204
(321)
(خ) 773
(322)
(م) 187
(323)
(حم) 3714
(324)
(م) 187
(325)
(خ) 773
(326)
(م) 187
(327)
(خ) 773
(328)
(خ) 6202 ، (م) 186
(329)
أَيْ: مَا يَقْطَعُ مَسْأَلَتَك مِنِّي؟. شرح النووي على مسلم (ج 1 / ص 330)
(330)
(م) 187 ، (حم) 3899
(331)
(خ) 6202 ، (م) 186
(332)
النواجذ: أواخُر الأسنان ، وقيل: التي بعد الأنياب.
(333)
(خ) 6202 ، (م) 186
(334)
(م) 187 ، (حم) 3899
(335)
(خ) 7000
(336)
(خ) 6204
(337)
(خ) 773
(338)
(خ) 6204
(339)
(خ) 773
(340)
(خ) 773 ، (م) 188
(341)
(حم) 11232 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.
(342)
القهرمان: الخازن الأمين المحافظ على ما في عُهْدَته، وَهُوَ بِلِسَانِ الْفُرْس.
(343)
الحَوْراء: هي الشديدة بياض العين ، الشديدةُ سوادها. النهاية (1/ 1079)
(344)
العِينُ: جمع عَيْنَاء وهي الواسِعة العَيْن. النهاية (ج 3 / ص 625)
(345)
الْحُلَّة: إِزَار وَرِدَاء مِنْ جِنْس وَاحِد. (فتح - ح30)
(346)
الْمُرَاد بِهِ: وَصْفهَا بِالصَّفَاءِ الْبَالِغ ، وَأَنَّ مَا فِي دَاخِل الْعَظْم لَا يَسْتَتِر بِالْعَظْمِ وَاللَّحْم وَالْجِلْد. فتح الباري (ج 10 / ص 30)
(347)
أي: التفت.
(348)
(طب) 9763 (صحيح) - صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3591
(349)
(م) 188 ، (حم) 11232
(350)
أَيْ: انظر.
(351)
(طب) 9763
(352)
(م) 188
(353)
(خ) 6202 ، (م) 186
(354)
(ت) 2557
(355)
الْأَمْلَحُ: الَّذِي بَيَاضُهُ أَكْثَرُ مِنْ سَوَادِهِ.
(356)
(خ) 4453 ، (م) 2849
(357)
لَبَّبَهُ تَلْبِيبًا: جَمَعَ ثِيَابَهُ عِنْدَ نَحْرِهِ فِي الْخُصُومَةِ ثُمَّ جَرَّهُ. تحفة (6/ 350)
(358)
(ت) 2557 ، (خ) 4453
(359)
(جة) 4327 ، (حم) 7537
(360)
(ت) 2557
(361)
(جة) 4327 ، (حم) 7537
(362)
(حم) 9463 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.
(363)
(ت) 2557
(364)
(خ) 4453
(365)
(ت) 2557 ، (م) 2849
(366)
(جة) 4327 ، (حم) 7537 ، (خ) 4453
(367)
(خ) 6182 ، (م) 2850
(368)
(يع) 2898 ، (صحيح) - صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3774
(369)
[مريم/39]
(370)
(خ) 4453 ، (م) 2849
(م)، وَعَنْ يَزِيدَ الْفَقِيرِ (1) قَالَ: كُنْتُ قَدْ شَغَفَنِي (2) رَأيٌ مِنْ رَأيِ الْخَوَارِجِ (3) فَخَرَجْنَا فِي عِصَابَةٍ ذَوِي عَدَدٍ ، نُرِيدُ أَنْ نَحُجَّ ثُمَّ نَخْرُجَ عَلَى النَّاسِ (4) قَالَ: فَمَرَرْنَا عَلَى الْمَدِينَةِ فَإِذَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما جَالِسٌ إِلَى سَارِيَةٍ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَإِذَا هُوَ قَدْ ذَكَرَ الْجَهَنَّمِيِّينَ ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ، مَا هَذَا الَّذِي تُحَدِّثُونَ؟ ، وَاللهُ يَقُولُ:{إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلْ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} (5) وَ {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا} (6) فَمَا هَذَا الَّذِي تَقُولُونَ؟ ، فَقَالَ جَابِرٌ: أَتَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَهَلْ سَمِعْتَ بِمَقَامِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم الَّذِي يَبْعَثُهُ اللهُ فِيهِ؟، قُلْتُ: نَعَمْ ، قَالَ: فَإِنَّهُ مَقَامُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم الْمَحْمُودُ ، الَّذِي يُخْرِجُ اللهُ بِهِ مَنْ يُخْرِجُ، قَالَ يَزِيدٌ: فَزَعَمَ جَابِرٌ " أَنَّ قَوْمًا يَخْرُجُونَ مِنْ النَّارِ بَعْدَ أَنْ يَكُونُوا فِيهَا ، فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ عِيدَانُ السَّمَاسِمِ (7) فَيَدْخُلُونَ نَهَرًا مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ فَيَغْتَسِلُونَ فِيهِ، فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمْ الْقَرَاطِيسُ (8) قَالَ يَزِيدٌ: فَرَجَعْنَا فَقُلْنَا: وَيْحَكُمْ، أَتُرَوْنَ الشَّيْخَ يَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (9)؟، فَرَجَعْنَا، فلَا وَاللهِ مَا خَرَجَ مِنَّا غَيْرُ رَجُلٍ وَاحِدٍ (10). (11)
(1) هو يزيد بن صهيب، أبو عثمان الكوفي، المعروف بالفقير ، الطبقة: 4 ، طبقة تلي الوسطى من التابعين ، روى له: خ م د س جة ، رتبته عند ابن حجر: ثقة ، رتبته عند الذهبي: ثقة
(2)
(شَغَفَنِي): لَصِقَ بِشِغَافِ قَلْبِي ، وَهُوَ غِلَافُه. النووي (ج 1 / ص 336)
(3)
رَأيُ الْخَوَارِج: أَنَّهُمْ يَرَوْنَ أَنَّ أَصْحَاب الْكَبَائِر يَخْلُدُونَ فِي النَّار ، وَمَنْ دَخَلَهَا لَا يَخْرُج مِنْهَا. شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 336)
(4)
أَيْ: خَرَجْنَا مِنْ بِلَادنَا وَنَحْنُ جَمَاعَة كَثِيرَة لِنَحُجَّ ، ثُمَّ نَخْرُجُ عَلَى النَّاس مُظْهِرِينَ مَذْهَبَ الْخَوَارِج ، وَنَدْعُو إِلَيْهِ ، وَنَحُثُّ عَلَيْهِ. شرح النووي (1/ 336)
(5)
[آل عمران/192]
(6)
[السجدة/20]
(7)
(السَّمَاسِم) جَمْع سِمْسِم، وَهُوَ هَذَا السِّمْسِم الْمَعْرُوف الَّذِي يُسْتَخْرَج مِنْهُ الشَّيْرَج، وَعِيدَانُه تَرَاهَا إِذَا قُلِعَتْ وَتُرِكَتْ فِي الشَّمْس لِيُؤْخَذ حَبُّهَا دِقَاقًا سُودًا كَأَنَّهَا مُحْتَرِقَة، فَشَبَّه بِهَا هَؤُلَاءِ. شرح النووي على مسلم (ج 1 / ص 336)
(8)
الْقَرَاطِيس: جَمْع قِرْطَاس ، وَهُوَ: الصَّحِيفَة الَّتِي يُكْتَب فِيهَا، وَشَبَّهَهُمْ بِالْقَرَاطِيسِ لِشِدَّةِ بَيَاضهِمْ بَعْد اِغْتِسَالهمْ ، وَزَوَال مَا كَانَ عَلَيْهِمْ مِنْ السَّوَاد. شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 336)
(9)
يَعْنِي بِالشَّيْخِ: جَابِر بْن عَبْد الله رضي الله عنه وَهُوَ اِسْتِفْهَام إِنْكَار وَجَحْد ، أَيْ: لَا يُظَنُّ بِهِ الْكَذِب. شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 336)
(10)
أَيْ: رَجَعْنَا مِنْ حَجِّنَا وَلَمْ نَتَعَرَّض لِرَأيِ الْخَوَارِج، بَلْ كَفَفْنَا عَنْهُ ، وَتُبْنَا مِنْهُ ، إِلَّا رَجُلًا مِنَّا ، فَإِنَّهُ لَمْ يُوَافِقْنَا فِي الِانْكِفَاف عَنْهُ. شرح النووي (1/ 336)
(11)
(م) 191
(حم)، وَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ نُفَيْعِ بْنِ الْحَارِثِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يُحْمَلُ النَّاسُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَتَقَادَعُ (1) بِهِمْ جَنَبَةُ الصِّرَاطِ تَقَادُعَ الْفَرَاشِ فِي النَّارِ ، فَيُنْجِي اللهُ تبارك وتعالى بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ ، ثُمَّ يُؤْذَنُ لِلْمَلَائِكَةِ وَالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ أَنْ يَشْفَعُوا، فَيَشْفَعُونَ وَيُخْرِجُونَ وَيَشْفَعُونَ وَيُخْرِجُونَ ، وَيَشْفَعُونَ وَيُخْرِجُونَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً مِنْ إِيمَانٍ "(2)
(1) أَيْ: تَتَابع وتهافت ، وسقط بعضهم فوق بعض.
(2)
(حم) 20457 ، وصححه الألباني في ظلال الجنة: 837 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.
(خ حم)، وَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنَ النَّارِ بَعْدَمَا يُصِيبُهُمْ سَفْعٌ (1)) (2)(عُقُوبَةً بِذُنُوبٍ أَصَابُوهَا ، ثُمَّ يُدْخِلُهُمُ اللهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ)(3)(وَشَفَاعَةِ الشَّافِعِينَ)(4)(يُقَالُ لَهُمُ: الْجَهَنَّمِيُّونَ ")(5)
(1) أَيْ: سَوَاد فِيهِ زُرْقَة أَوْ صُفْرَة، يُقَال: سَفَعَتْهُ النَّار: إِذَا لَفَحَتْهُ فَغَيَّرَتْ لَوْن بَشَرَتِهِ. فتح الباري (ج 18 / ص 404)
(2)
(حم) 13866 ، (خ) 6191 ، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.
(3)
(خ) 6191 ، (حم) 13866
(4)
(حم) 23471 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.
(5)
(خ) 6191 ، (حم) 12384
(حم)، وَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَدْخُلُ النَّارَ أَقْوَامٌ مِنْ أُمَّتِي، حَتَّى إِذَا صَارُوا فَحْمًا أُدْخِلُوا الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ ، فَيُقَالُ: هُمُ الجَهَنَّمِيُّونَ "(1)
(1)(حم) 12280 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.
(ت د جة حم)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي "(1)
الشرح (2)
(1)(ت) 2435 ، (د) 4739 ، صَحِيح الْجَامِع:3714،صَحِيح التَّرْغِيبِ:3649
(2)
قَالَ اِبْن الْقَيِّم رحمه الله: تَضَمَّنَتْ هَذِهِ الْأَحَادِيث خَمْسَة أَنْوَاع مِنْ الشَّفَاعَة ، أَحَدهَا: الشَّفَاعَة الْعَامَّة الَّتِي يَرْغَب فِيهَا النَّاس إِلَى الْأَنْبِيَاء، نَبِيًّا بَعْد نَبِيّ، حَتَّى يُرِيحهُمْ الله مِنْ مَقَامهمْ.
النَّوْع الثَّانِي: الشَّفَاعَة فِي فَتْح الْجَنَّة لِأَهْلِهَا.
النَّوْع الثَّالِث: الشَّفَاعَة فِي دُخُول مَنْ لَا حِسَاب عَلَيْهِمْ الْجَنَّة.
النَّوْع الرَّابِع: الشَّفَاعَة فِي إِخْرَاج قَوْم مِنْ أَهْل التَّوْحِيد مِنْ النَّار.
النَّوْع الْخَامِس: فِي تَخْفِيف الْعَذَاب عَنْ بَعْض أَهْل النَّار.
وَيَبْقَى نَوْعَانِ يَذْكُرهُمَا كَثِير مِنْ النَّاس ، أَحَدهمَا: فِي قَوْم اِسْتَوْجَبُوا النَّار ، فَيُشْفَع فِيهِمْ أَنْ لَا يَدْخُلُوهَا. وَهَذَا النَّوْع لَمْ أَقِف إِلَى الْآن عَلَى حَدِيث يَدُلّ عَلَيْهِ ، وَأَكْثَر الْأَحَادِيث صَرِيحَة فِي أَنَّ الشَّفَاعَة فِي أَهْل التَّوْحِيد مِنْ أَرْبَاب الْكَبَائِر إِنَّمَا تَكُون بَعْد دُخُولهمْ النَّار، وَأَمَّا أَنْ يُشْفَع فِيهِمْ قَبْل الدُّخُول فَلَا يَدْخُلُونَ ، فَلَمْ أَظْفَر فِيهِ بِنَصٍّ.
وَالنَّوْع الثَّانِي: شَفَاعَته صلى الله عليه وسلم لِقَوْمٍ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي زِيَادَة الثَّوَاب، وَرِفْعَة الدَّرَجَات وَهَذَا قَدْ يُسْتَدَلّ عَلَيْهِ بِدُعَاءِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي سَلَمَة، وَقَوْله " اللهمَّ اِغْفِرْ لِأَبِي سَلَمَة وَارْفَعْ دَرَجَته فِي الْمَهْدِيِّينَ "
وَقَوْله فِي حَدِيث أَبِي مُوسَى: " اللهمَّ اِغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِي عَامِر، وَاجْعَلْهُ يَوْم الْقِيَامَة فَوْق كَثِير مِنْ خَلْقك ".
وَفِي قَوْله فِي حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة: " أَسْعَد النَّاس بِشَفَاعَتِي مَنْ قَالَ: لَا إِلَه إِلَّا الله " سِرٌّ مِنْ أَسْرَار التَّوْحِيد ، وَهُوَ أَنَّ الشَّفَاعَة إِنَّمَا تُنَال بِتَجْرِيدِ التَّوْحِيد ، فَمَنْ كَانَ أَكْمَل تَوْحِيدًا ، كَانَ أَحْرَى بِالشَّفَاعَةِ ، لَا أَنَّهَا تُنَال بِالشِّرْكِ بِالشَّفِيعِ ، كَمَا عَلَيْهِ أَكْثَر الْمُشْرِكِينَ ، وَبِاللهِ التَّوْفِيق. عون المعبود (10/ 259)
(ت حم)، وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي)(1)(مِثْلُ الْحَيَّيْنِ ، أَوْ مِثْلُ أَحَدِ الْحَيَّيْنِ ، رَبِيعَةَ وَمُضَرَ ")(2)(فَقُلْنَا: سِوَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ ، قَالَ: " سِوَايَ ")(3)
(1)(ت) 2438 ، (جة) 4316
(2)
(حم) 22269 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 5363، الصَّحِيحَة: 2178
(3)
(ت) 2438 ، (جة) 4316 ، انظر صحيح الترغيب والترهيب: 3646
(جة)، وَعَنْ الْحَارِثِ بْنِ أُقَيْشٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِ أَكْثَرُ مِنْ مُضَرَ "(1)
(1)(جة) 4323 ، (حم) 22717
(التوحيد لابن خزيمة)، وَعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ الرَّجُلَ يَشْفَعُ لِلرَّجُلَيْنِ وَالثَلَاثةِ ، وَالرَّجُلُ لِلرَّجُلِ "(1)
(1)(خز) في " التوحيد "(ص 205)، انظر الصَّحِيحَة: 2505