المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌صِفَةُ الْحَوْض (حب) ، عَنْ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ رضي الله - الجامع الصحيح للسنن والمسانيد - جـ ٣

[صهيب عبد الجبار]

فهرس الكتاب

- ‌مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الْكُبْرَى أنْ يَجْهَلَ النَّاسُ تَعَالِيمَ الْإسْلَامِ الْأَسَاسِيَّة

- ‌مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الْكُبْرَى الرِّيحُ الَّتِي تَقْبِضُ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِين

- ‌مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الْكُبْرَى هَدْمُ الْكَعْبَة

- ‌مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الْكُبْرَى خُرُوجُ أَهِلِ الْمَدِينَةِ مِنْهَا

- ‌مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الْكُبْرَى خُرُوجُ النَّارِ الَّتِي تَحْشُرُ النَّاس

- ‌لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا يَوْمَ جُمُعَة

- ‌قِيَامُ السَّاعَةِ فُجْأَة

- ‌يَوْمُ الْقِيَامَة

- ‌مِقْدَارُ يَوْمِ الْقِيَامَة

- ‌تَخْفِيفُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ عَلَى الْمُؤمِنِين

- ‌هَوْلُ الْمَطْلَعِ يَوْمَ الْقِيَامَة

- ‌صِفَةُ أَرْضِ يَوْمِ الْقِيَامَة

- ‌أَحْوَالُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَة

- ‌حَالُ السَّابِقِينَ يَوْمَ الْقِيَامَة

- ‌حَالُ عَامَّةِ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَة

- ‌حَالُ أَصْحَابِ الْكَبَائِرِ يَوْمَ الْقِيَامَة

- ‌مِيزَةُ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَنْ بَقِيَّةِ الْأُمَم

- ‌الشَّفَاعَة

- ‌مَكَانُ حُصُولِ الشَّفَاعَة

- ‌مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَاب

- ‌دُخُولُ الْفُقَرَاءِ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاء

- ‌الْحِسَاب

- ‌أُمُورٌ تَحْدُثُ فِي بِدَايَةِ الْحِسَاب

- ‌وَزْنُ أَعْمَالِ الْعِبَاد

- ‌صِفَةُ الْمِيزَان

- ‌مَعْنَى الْحِسَاب

- ‌حِسَابُ الْعَبْدِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّه

- ‌مَا يُسْأَلُ عَنْهُ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَة

- ‌قَصَصُ بَعْضِ مَنْ حَاسَبَهُمُ الرَّبُّ عز وجل

- ‌حِسَابُ الْعِبَادِ بَيْنَ بَعْضِهِمُ الْبَعْض

- ‌مَكَانُ اقْتِصَاصِ الْحُقُوقِ يَوْمَ الْقِيَامَة

- ‌كَيْفِيَّةُ اقْتِصَاصِ الْحُقُوقِ يَوْمَ الْقِيَامَة

- ‌مَا يُقْضَى فِيهِ بَيْنَ الْخَلْقِ يَوْمَ الْقِيَامَة

- ‌خُطُورَةُ الْمَظَالِمِ وَعِظَمُ شَأنِهَا

- ‌الْحَوْض

- ‌صِفَةُ الْحَوْض

- ‌النَّار

- ‌أَسْمَاءُ النَّار

- ‌صِفَةُ النَّار

- ‌عَدَدُ أَبْوَابِ جَهَنَّم

- ‌سَعَةُ جَهَنَّم

- ‌شِدَّةُ حَرِّهَا

- ‌كَيْفِيَّةُ دُخُولِ الْكُفَّارِ النَّار

- ‌مَكَانُهُمْ فِي النَّار

- ‌ضَخَامَةُ أَحْجَامِ أَهْلِ النَّار

- ‌طَعَامُ أَهْلِ النَّار

- ‌شَرَابُ أَهْلِ النَّار

- ‌حَيَّاتُ وَعَقَارِبُ جَهَنَّم

- ‌أَصْنَافٌ أُخْرَى مِنَ الْعَذَابِ فِي جَهَنَّم

- ‌بُكَاءُ أَهْلِ النَّار

- ‌صِفَةُ أَهْلِ النَّار

- ‌خُلُودُ غَيْرِ الْمُوَحِّدِين فِي الْعَذَاب

- ‌مَشْرُوعِيَّةُ الِاسْتِعَاذَةِ مِنْ النَّار

- ‌الجَنَّة

- ‌كَيْفِيَّةُ دُخُولِ المُؤْمِنِينَ الجَنَّة

- ‌صِفَةُ الْجَنَّة

- ‌عَدَدُ أَبْوَابِ الْجَنَّة

- ‌صِفَةُ أَشْجَارِ الْجَنَّة

- ‌صِفَةُ أَنْهَارِ الْجَنَّة

- ‌صِفَةُ بُيُوتُ أَهْلِ الْجَنَّة

- ‌خَدَمُ أَهْلِ الْجَنَّة

- ‌صِفَةُ الْحُورِ الْعِين

- ‌أَطْفَالُ أَهْلِ الْجَنَّة

- ‌طَعَامُ وَشَرَابُ أَهْلِ الْجَنَّة

- ‌أَسْوَاقُ الْجَنَّة

- ‌دَوَابُّ الْجَنَّة

- ‌سَعَةُ الْجَنَّة

- ‌أَعْمَارُ أَهْلِ الْجَنَّة

- ‌صِفَةُ أَهْلِ الْجَنَّة

- ‌آخِرُ رَجُلٍ يَدْخُلُ الْجَنَّة

- ‌خاتمة

- ‌مَشْرُوعِيَّةُ سُؤالِ الْجَنَّة

- ‌الْإيمَانُ بِالْقَدَر

- ‌وُجُوبُ الْإيمَانِ بِالْقَدَر

- ‌أَقْوَالُ الصَّحَابَةِ والتَّابِعِينَ فِي الْقَدَر

- ‌حُكْمُ إنكَارِ الْقَدَر

- ‌الْهِدَايَةُ بِيَدِ اللهِ ، وَالضَّلَالُ بِيَدِ الله

- ‌تَقْدِيرُ الْمَقَادِيرِ قَبْلَ الْخَلْق

- ‌تَصْرِيفُ اللهِ تَعَالَى لِلْقُلُوب

- ‌إِذَا قَضَى اللهُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدّ

- ‌مَصِيرُ أَطْفَالِ الْمُسْلِمِين

- ‌مَصِيرُ أَطْفَالِ الْكُفَّارِ

- ‌مَا جَاءَ فِي أَنَّ الْمَوْلُودَ عَلَى الْفِطْرَة

- ‌مَصِيرُ مَنْ مَاتَ فِي الْفَتْرَةِ وَغَيْرِهِم

- ‌الطَّاعَةُ بِقَدَر ، وَالْمَعْصِيَةُ بِقَدَر

- ‌الْخَيْرُ بِقَدَر ، وَالشَّرّ بِقَدَر

- ‌الْمَوْتُ بِقَدَر ، وَالْحَيَاةُ بِقَدَر

- ‌المَرَضُ بِقَدَر ، وَالصِّحَّةُ بِقَدَر

- ‌الْعِزُّ بِقَدَر ، وَالذُّلُّ بِقَدَر

- ‌الْأَرْزَاقُ بِقَدَر

- ‌كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَر

- ‌التَّوَكُّلُ عَلَى اللهِ مَعَ الْأَخْذِ بِالْأَسْبَاب

- ‌عَدَمُ مُنَافَاةِ التَّدَاوِي لِلتَّوَكُّل

- ‌الرِّضَا بِقَضَاءِ الله

- ‌مَا يَرُدُّ الْقَضَاء

- ‌كِتَابُ الْعَقِيدَة الثَّانِي

- ‌حَقِيقَةُ الْإيمَان

- ‌الْإيمَانُ قَوْلٌ وَعَمَل

- ‌الْإيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُص

الفصل: ‌ ‌صِفَةُ الْحَوْض (حب) ، عَنْ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ رضي الله

‌صِفَةُ الْحَوْض

(حب)، عَنْ عُتْبَةَ بْنَ عَبْدٍ السُّلَمِيَّ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَا حَوْضُكَ الَّذِي تُحَدِّثُ عَنْهُ؟ قَالَ: " كَمَا بَيْنَ الْبَيْضَاءِ (1) إِلَى بُصْرَى (2) يَمُدُّني اللهُ فِيهِ بِكُرَاعٍ (3) لَا يَدْرِي إِنْسَانٌ مِمَّنْ خُلِقَ أَيْنَ طَرَفَيْهِ "، فَكَبَّرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَمَّا الْحَوْضُ فَيَزْدَحِمُ عَلَيْهِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ، الَّذِينَ يُقْتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ، ويَمُوتُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَأَرْجُو أَنْ يُورِدَنِي اللهُ الْكُرَاعَ فَأَشْرَبَ مِنْهُ "(4)

(1) الْبَيْضَاء: جَبَلٌ مِثْلُ أُحُدٍ.

(2)

(بُصْرَى): مَدِينَة مَعْرُوفَة ، بَيْنهَا وَبَيْن دِمَشْق نَحْو ثَلَاث مَرَاحِل، وَهِيَ مَدِينَة حُورَان بَيْنهَا ، وَبَيْن مَكَّة شَهْر.

(3)

الكُراعُ: ماء السماء. لسان العرب - (ج 8 / ص 306)

(4)

(حب) 6450 ، (طس) 402 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3620

ص: 175

(خ م) ، وَعَنْ عُبَيْدِ اللهِ، أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَمَامَكُمْ حَوْضًا مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْهِ كَمَا بَيْنَ جَرْبَاءَ وَأَذْرُحَ "، قَالَ عُبَيْدُ اللهِ: فَسَأَلْتُهُ (1) فَقَالَ: قَرْيَتَيْنِ بِالشَّامِ، بَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ ثَلَاثِ لَيَالٍ. (2)

(1) أي: سألَ نافعا.

(2)

(م) 34 - (2299) ، (خ) 6206 ، (د) 4745 ، (حب) 6453

ص: 176

(خ م ت د جة حم)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:(" بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ بَيْنَ أَظْهُرِنَا ، إِذْ أَغْفَى إِغْفَاءَةً ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ مُتَبَسِّمًا " ، فَقُلْنَا: مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ ، قَالَ: " أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفاً (1) سُورَةٌ ، فَقَرَأَ:{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ، فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ، إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الَأَبْتَرُ} ثُمَّ قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ؟ " ، فَقُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ) (2) (فَقَالَ: هُوَ نَهَرٌ يَجْرِي ، وَلَمْ يُشَقَّ شَقًّا) (3) وفي رواية: (يَجْرِي كَذَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ، لَيْسَ مَشْقُوقًا) (4) (أَعْطَانِيهُ اللهُ عز وجل فِي الْجَنَّةِ) (5) (عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ) (6) (عَلَيْهِ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (7) (مَا بَيْنَ نَاحِيَتَيْهِ) (8) (كَمَا بَيْنَ أَيْلَةَ (9) وَصَنْعَاءَ مِنَ الْيَمَنِ) (10) (أَوْ كَمَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَعُمَانَ) (11) (وَزَوَايَاهُ سَوَاءٌ) (12) (- يَعْنِي عَرْضُهُ مِثْلُ طُولِهِ -) (13) (حَافَّتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ الْمُجَوَّفِ) (14) (حَصَاهُ اللُّؤْلُؤُ) (15) (تُرَابُهُ الْمِسْكٌ) (16) (يَغُتُّ فِيهِ مِيزَابَانِ يَمُدَّانِهِ مِنْ الْجَنَّةِ ، أَحَدُهُمَا مِنْ ذَهَبٍ ، وَالْآخَرُ مِنْ وَفِضَّةٍ) (17) (مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ) (18) (وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنْ الْمِسْكِ) (19) (فِيهِ أَبَارِيقُ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ) (20) (مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً ، لَمْ يَظْمَأ بَعْدَهَا أَبَدًا) (21) (وَلَمْ يَسْوَدَّ وَجْهُهُ أَبَدًا) (22) (تَرِدُهُ طَيْرٌ أَعْنَاقُهَا مِثْلُ أَعْنَاقِ الْجُزُرِ (23) "، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهَا لَنَاعِمَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَكَلَتُهَا (24) أَنْعَمُ مِنْهَا) (25) (وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَأكُلُ مِنْهَا يَا أَبَا بَكْرٍ ") (26)

(1) أي: قبل قليل.

(2)

(م) 400

(3)

(حم) 13603 ، (س) 904

(4)

(حم) 12564 ، (صحيح)، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3619 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.

(5)

(حم) 13500 ، (د) 784

(6)

(م) 400

(7)

(د) 4747 ، (م) 400

(8)

(م) 2299

(9)

أيلة: مدينة في أقصى جنوب فلسطين ، على ساحل البحر الأحمر ، بقرب مدينة العقبة الأردنية.

(10)

(خ) 6209 ، (م) 2303

(11)

(جة) 4304

(12)

(م) 2292

(13)

(حم) 15161 ، (م) 2300

(14)

(خ) 4680 ، (ت) 3359

(15)

(حم) 12564 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.

(16)

(حم) 13500 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.

(17)

(م) 2301

(18)

(م) 2300 ، (ت) 2444

(19)

(خ) 6208 ، (م) 2292

(20)

(جة) 4305 ، (خ) 6209 ، (م) 247

(21)

(ت) 2444 ، (خ) 6208 ، (م) 2299

(22)

(حم) 22210 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده قوي.

(23)

أي: مثل أعناق الإبل.

(24)

أي: الذين يأكلون منها.

(25)

(حم) 13500

(26)

(حم) 13335 ، (ت) 2542 ، صَحِيح الْجَامِع: 4614 ، الصَّحِيحَة: 2514 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3614 ، 3740 ، وقال الأرناءوط: صحيح.

ص: 177

(م ت جة حم طب)، وَعَنْ أَبِي سَلَامٍ الْحَبَشِيِّ قَالَ:(بَعَثَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، فَأَتَيْتُهُ عَلَى بَرِيدٍ (1) فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَيْهِ قَالَ: لَقَدْ شَقَقْنَا عَلَيْكَ يَا أَبَا سَلَامٍ فِي مَرْكَبِكَ ، قُلْتُ: أَجَلْ وَاللهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ: وَاللهِ مَا أَرَدْتُ الْمَشَقَّةَ عَلَيْكَ ، وَلَكِنْ حَدِيثٌ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُ بِهِ عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْحَوْضِ ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ تُشَافِهَنِي بِهِ (2) فَقُلْتُ: حَدَّثَنِي ثَوْبَانُ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:) (3)(" إِنِّي لَبِعُقْرِ حَوْضِي)(4)(يَوْمَ الْقِيَامَةِ)(5)(أَذُودُ النَّاسَ لِأَهْلِ الْيَمَنِ (6) أَضْرِبُ بِعَصَايَ حَتَّى يَرْفَضَّ عَلَيْهِمْ (7)" ، فَسُئِلَ عَنْ عَرْضِهِ ، فَقَالَ: " مِنْ مَقَامِي إِلَى عُمَانَ "، وَسُئِلَ عَنْ شَرَابِهِ فَقَالَ: " أَشَدُّ بَيَاضًا مِنْ اللَّبَنِ ، وَأَحْلَى مِنْ الْعَسَلِ) (8)(وَأَكَاوِيبُهُ (9) عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ) (10)(يَصُبُّ فِيهِ مِيزَابَانِ، يَمُدَّانِهِ مِنْ الْجَنَّةِ ، أَحَدُهُمَا مِنْ ذَهَبٍ ، وَالْآخَرُ مِنْ وَرِقٍ (11)) (12)(مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً ، لَمْ يَظْمَأ بَعْدَهَا أَبَدًا ، وَأَوَّلُ النَّاسِ وُرُودًا عَلَيْهِ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ)(13)(الشَّعِثَةُ رُءُوسُهُمْ (14) الشَّحِبَةُ وُجُوهُهُمْ، الدَّنِسَةُ (15) ثِيَابُهُمْ) (16)(الَّذِينَ لَا يَنْكِحُونَ الْمُتَنَعِّمَاتِ (17) وَلَا تُفْتَحُ لَهُمْ السُّدَدُ) (18)(- يَعْنِي أَبْوَابَ السُّلْطَانِ (19) -) (20)(يُوَكَّلُ بِهِمْ مَشَارِقُ الْأَرْضِ وَمَغَارِبُهَا ، يُعْطُونَ كُلَّ الَّذِي عَلَيْهِمْ ، وَلَا يُعْطَوْنَ كُلَّ الَّذِي لَهُمْ ")(21)(فَبَكَى عُمَرُ حَتَّى اخْضَلَّتْ (22) لِحْيَتُهُ ، ثُمَّ قَالَ: لَكِنِّي قَدْ نَكَحْتُ الْمُنَعَّمَاتِ) (23)(نَكَحْتُ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمَلِكِ (24)) (25)(وَفُتِحَتْ لِي السُّدَدُ ، لَا جَرَمَ أَنِّي لَا أَغْسِلُ ثَوْبِي)(26)(الَّذِي يَلِي جَسَدِي حَتَّى يَتَّسِخَ ، وَلَا أَغْسِلُ رَأسِي حَتَّى يَشْعَثَ)(27).

(1) الْبَرِيدُ: كَلِمَةٌ فَارِسِيَّةٌ ، يُرَادُ بِهَا فِي الْأَصْلِ الْبَغْلُ ، وَأَصْلُهَا: بريده دم، أَيْ: مَحْذُوفُ الذَّنَبِ؛ لِأَنَّ بِغَالَ الْبَرِيدِ كَانَتْ مَحْذُوفَةَ الْأَذْنَابِ كَالْعَلَامَةِ لَهَا ، فَأُعْرِبَتْ وَخُفِّفَتْ ، ثُمَّ سُمِّيَ الرَّسُولُ الَّذِي يَرْكَبُهُ بَرِيدًا ، قُلْتُ: وَالْمُرَادُ هُنَا مَعْنَاهُ الْأَصْلِيُّ. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 236)

(2)

أَيْ: تُحَدِّثَنِي بِهِ مُشَافَهَةً ، وَأَسْمَعَهُ مِنْك مِنْ غَيْرِ وَاسِطَةٍ. تحفة (6/ 236)

(3)

(جة) 4303

(4)

(م) 2301

(5)

(حم) 22500 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده قوي.

(6)

أَيْ: أَطْرُدُ النَّاسَ عَنْهُ ، غَيْرَ أَهْلِ الْيُمْنِ ، لِيَرْفَضَّ عَلَى أَهْلِ الْيُمْنِ، وَهَذِهِ كَرَامَةٌ لِأَهْلِ الْيَمَنِ فِي تَقْدِيمِهِمْ فِي الشُّرْبِ مِنْهُ مُجَازَاةً لَهُمْ بِحُسْنِ صَنِيعهمْ ، وَتَقَدُّمِهِمْ فِي الْإِسْلَامِ ، وَالْأَنْصَارُ مِنْ الْيَمَن، فَيَدْفَعُ غَيْرَهُمْ حَتَّى يَشْرَبُوا كَمَا دَفَعُوا فِي الدُّنْيَا عَنْ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أَعْدَاءَهُ وَالْمَكْرُوهَات. (النووي - ج 8 / ص 5)

(7)

أَيْ: يَسِيلُ عَلَيْهِمْ. (النووي - ج 8 / ص 5)

(8)

(م) 2301

(9)

جَمْعُ كُوبٍ ، وَهُوَ الْكُوزُ الَّذِي لَا خُرْطُومَ لَهُ.

(10)

(ت) 2444

(11)

أي: من فضة.

(12)

(حم) 22500

(13)

(ت) 2444

(14)

أَيْ: الْمُتَفَرِّقُوا الشَّعْرِ ، المتغيِّرة المتلبدة من قلة تَعَهُّدِها بالدَّهن.

(15)

الدُّنْسُ: الْوَسَخُ. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 236)

(16)

(حم) 6162 ، (ت) 2444 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3616

(17)

أَيْ: لَوْ خَطَبُوا الْمُتَنَعِّمَاتِ مِنْ النِّسَاءِ لَمْ يُجَابُوا. تحفة الأحوذي (6/ 236)

(18)

(ت) 2444

(19)

أَيْ: لَوْ دَقُّوا الْأَبْوَابَ وَاسْتَأذَنُوا الدُّخُولَ، لَمْ يُفْتَحْ لَهُمْ وَلَمْ يُؤْذَنْ. تحفة (6/ 236)

(20)

(طب) 7546 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3617

(21)

(طب) 13223 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3186 ، ظلال الجنة: 727

(22)

أي: ابتلَّت.

(23)

(جة) 4303

(24)

أي: نَكَحَ فَاطِمَةَ بِنْتَ عَبْدِ الْمَلِكِ ، وَهِيَ بِنْتُ الْخَلِيفَةِ ، وَجَدُّهَا خَلِيفَةٌ وَهُوَ مَرْوَانُ ، وَإِخْوَتُهَا الأَرْبَعَةٌ: سُلَيْمَانُ وَيَزِيدُ وَهِشَامُ وَوَلِيدُ خُلَفَاءُ ، وَزَوْجُهَا خَلِيفَةٌ، فَهَذَا مِنْ الْغَرَائِبِ ، وَفِيهَا قَالَ الشَّاعِرُ:

بِنْتُ الْخَلِيفَةِ جَدُّهَا خَلِيفَةٌ زَوْجُ الْخَلِيفَةِ أُخْتُ الْخَلَائِفِ

(25)

(ت) 2444

(26)

(جة) 4303

(27)

(ت) 2444

ص: 178

(د) ، وَعَنْ طَلْحَةَ مَوْلَى قَرَظَةَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا ، فَقَالَ:" مَا أَنْتُمْ بِجُزْءٍ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ جُزْءٍ مِمَّنْ يَرِدُ عَلَيَّ الْحَوْضَ "، قَالَ طَلْحَةُ: فَقُلْنَا لِزَيْدٍ: وَكَمْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: كُنَّا سَبْعَ مِائَةٍ أَوْ ثَمَانِ مِائَةٍ. (1)

(1)(د) 4746 ، (حم) 19310 ، صَحِيح الْجَامِع: 5557 ، الصَّحِيحَة: 123

ص: 179